المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقام الزهراء عليها السلام في فكر الإمام الخميني رحمه الله


alyatem
13-04-2013, 05:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مقام الزهراء عليها السلام في فكر الإمام الخميني رحمه الله
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا رب


تأخذك الرهبة، وتفقد زمام الكلام، حين يكون الحديث عن مليكة الأكوان بضعة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، تحاول الاقتراب من ادراك حقيقتها، ثم تعجز أمام عظمتها، وتعاود الكرّة مرة أخرى، علّك تبلغ المرام، فإذا أنت تسير إلى كل المعاني العالية بأطرافها المتمادية الأبعاد فوق قدرة العباد، وحيث كل الوجود الأقدس يطلب منك الإحاطة به وهي محال، وأنَّى لك أن تتخطى الحدود لتصل إلى معدن الجود، أو تقرأ ما خط على جبين الشمس بقلم النبوة: (فاطمة عليها السلام أفضل من السماوات والأرض)(1).

نقرأ معاً في فكر الإمام الخميني (رض) مقام الصديقة الزهراء عليها السلام من خلال أنفاسه الطاهرة وما سطّرته أنامله الشريفة ضمن العناوين التالية:

مقام لا ينال أو يعرف‏
يرى الإمام رحمه الله أن للمعصومين عليهم السلام مقامين: الظاهر والباطن، وكلّما تحدث رحمه الله عن ذلك أكّد عجزنا عن الإحاطة بالأبعاد الظاهرية لهم عليهم السلام فكيف الأبعاد الباطنية؟ يقول في معرض حديثه عن أميرالمؤمنين عليه السلام: (يجب علينا أن نأسف لأن الأيدي الخائنة والحروب التي أشعلوها ومثيري الفتن لم يسمحوا ببروز الشخصية الفذة لهذا الرجل العظيم في أبعادها المختلفة، فإذا كان الكثير من أبعاده الظاهرية خافياً عنا فكيف بالأبعاد المعنوية التي لا ينال معرفة حقائقها أحد من العالمين كما جاء في الأحاديث الشريفة)(2)، وعن الصديقة الطاهرة عليها السلام يقول: (إنني اعتبر نفسي قاصراً عن التحدث حول الصديقة الطاهرة سلام اللَّه عليها(3) وفي الحديث: فمن ذا ينال معرفتنا أو بيان درجتنا أو يشهد كرامتنا أو يدرك منزلتنا؟ حارت الألباب والعقول وتاهت الأفهام فيما أقول.. جل مقام آل محمد عن وصف الواصفين ونعت الناعتين وأن يقاس بهم أحد من العالمين)(4).

ويعكس الإمام رحمه الله ذلك قائلاً: (إن مقام هؤلاء الأولياء أسمى وأرفع من أن تنال آمال أهل المعرفة أطراف كبرياء جلالهم وجمالهم وأن تبلغ خطوات معرفة أهل القلوب ذروة أعمالهم(5) إن لأهل بيت العصمة والطهارة مقاماً روحانياً شامخاً في السير المعنوي إلى اللَّه يفوق قدرة استيعاب الإنسان حتى من الناحية العلمية وأسمى من عقول ذوي العقول وأعظم من شهود أصحاب العرفان(6) إن أرقى ما يصل إليه الذي يصف نبذة من مقام الولاية لهم هو كوصف الخفّاش الشمس المضيئة للعالم)(7).

الزهراء عليها السلام كائن ملكوتي‏
ليست الصديقة عليها السلام كباقي الخلق ولا امرأة عادية وإنما في عالمها الباطني المعنوي كائن ملكوتي تجلّى في الوجود بصورة إنسان، وظهر على هيئة امرأة، بما اجتمع فيها من المظاهر الإلهية والأبعاد المعنوية والجوامع الملكوتية يقول الإمام رحمه الله: (إن مختلف الأبعاد التي يمكن تصورها للمرأة وللإنسان تجسّدت في شخصية فاطمة الزهراء عليها السلام لم تكن الزهراء امرأة عادية، كانت امرأة روحانية ملكوتية كانت إنساناً بتمام معنى الكلمة.. حقيقة الإنسان الكامل، لم تكن امرأة عادية بل هي كائن ملكوتي تجلى في الوجود بصورة إنسان، بل كائن جبروتي ظهر على هيئة امرأة... غداً ذكرى مولد الكائن الذي اجتمعت فيه المعنويات والمظاهر الملكوتية، والإلهية والجبروتية والملكية والإنسية)(8).

جامعة خصال الأنبياء
إن جميع خصال النبيين والأولياء والصديقين عليهم السلام ومقاماتهم التي بلغوها بما اشتملت عليه من مضامين مجتمعة في سيدة نساء العالمين عليها السلام بل إن لها من الحالات في مقام القرب من اللَّه تعالى ما لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل حيث قد وصلت إلى ما لم يصلوا إليه وهو الثابت للنبي صلى الله عليه وآله والأئمة الأطهار عليهم السلام دون غيرهم. كما في روايات المعراج. (لو دنوت أنملة لاحترقت)(9) وكما ورد عنهم عليهم السلام (إن لنا مع اللَّه حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل)(10).

يقول رحمه الله: (فمثل هذه المنزلة.. تصدق طبقاً للروايات على فاطمة الزهراء عليها السلام أيضاً ولا يعني هذا أن تكون خليفة أو حاكماً أو قاضياً، بل هي شي‏ء آخر أبعد من الخلافة والحكومة والقضاء لذلك فإن قولنا إن فاطمة لم تتولَّ الحكم أو الخلافة أو القضاء، لا يعني تجريدها من منزلة القرب تلك أو أنها امرأة عادية أو شخص مثلي ومثلكم)(11).

(إنها المرأة التي تتحلى بجميع خصال الأنبياء... المرأة التي لو كانت رجلاً لكانت نبياً، لو كانت رجلاً لكانت بمقام رسول اللَّه صلى الله عليه وآله)(12).

نورها عليها السلام قبل الخلق‏

عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: (إن اللَّه خلقني وخلق علياً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم حين لا سماء مبنية ولا أرض مدحية ولا ظلمة ولا نور ولا شمس ولا قمر ولا جنة ولا نار)(13).

لذلك يقول الإمام رحمه الله: (كان الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله والأئمة الأطهار عليهم السلام أنواراً محدقين بالعرش قبل أن يخلق اللَّه العالم كما تفيده الأحاديث المتوافرة لدينا وجعل لهم من المنزلة والزلفى ما لا يعلمه إلا اللَّه.. وهي تصدق على فاطمة الزهراء عليها السلام أيضاً)(14).

صاحبة الكتاب المهم‏
فيما جاء في الوصية الخالدة لإمام الأمة رحمه الله: (نحن نفخر أن تكون منا المناجاة الشعبانية للأئمة عليهم السلام ودعاء عرفات للحسين بن علي عليهما السلام والصحيفة السجادية زبور آل محمد صلى الله عليه وآله والصحيفة الفاطمية وهي الكتاب المهم من قبل اللَّه تعالى إلى الزهراء المرضية عليها السلام)(15).
نوضح جذور هذا الأمر وأصوله على لسان الإمام الصادق عليه السلام في العنوان التالي.

مواردة الروح الأعظم‏
عن مولانا الصادق عليه السلام أنه قال: (عاشت فاطمة بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً قضتهن في حزن وألم وخلال هذه الفترة زارها جبرائيل الأمين وعزّاها بمصابها وأخبرها ببعض ما سيحدث بعد أبيها)(16).

من الجدير بالذكر أن الإمام الخميني رحمه الله يرى هذه الفضيلة للسيدة الزهراء عليها السلام أسمى الفضائل وأرقى المناقب في كل ما ذكر في حقها عليها السلام أو حاول أهل المعرفة استفادته من خلال الروايات المباركة ويشرع بشرح الحديث المتقدم قائلاً: (يشير ظاهر الرواية إلى أن جبرائيل تردد عليها كثيراً خلال هذه الخمسة والسبعين يوماً ولا أعتقد أن مثل هذا قد ورد بحق أحد غير الطبقة الأولى من الأنبياء العظام، فعلى مدى خمسة وسبعين يوماً أتاها جبرائيل وأخبرها بما سيحصل لها وما سيلحق بذريتها فيما بعد وكتب أميرالمؤمنين عليه السلام ذلك.

... إن موضوع مواردة جبرائيل على شخص ما ليس بالموضوع الاعتيادي.. إن مثل هذا يستلزم تناسباً بين روح هذا الشخص ومقام جبرائيل الروح الأعظم.

.. وإذا ما كان هذا المعنى وهذا التناسب متحققاً بين جبرائيل وهو الروح الأعظم وأنبياء أولي العزم مثل رسول اللَّه وعيسى وموسى وإبراهيم، فهو لا يتوفر لمن عداهم كما أنه لن يتحقق بعد الصديقة الزهراء لأي أحد... على أية حال إنني اعتبر هذا الشرف وهذه الفضيلة أسمى من جميع الفضائل التي ذكرت للزهراء رغم عظمتها كلها، وهي لم تتحقق لأحد سوى الأنبياء، بل الطبقة السامية منهم، وبعض من هم بمنزلتهم من الأولياء، نعم لم يتحقق لأحد مثل هذا وهو من الفضائل التي اختصت بها الصديقة فاطمة الزهراء)(17).

مفخرة الوجود ومعجزة التاريخ‏
بهذا العنوان اختتم الإمام رحمه الله بيانه بمناسبة يوم المرأة(18) بكلمة جامعة قرأ في شخصيتها عليها السلام بعرفانه الحقيقي واتصاله الدائم بها وتجسيده في كل حياته ما دعت إليه وأرادته من الأهداف العظمى للإسلام العزيز، وقف نفسه على إرادتها ودار مدار رضاها لا يؤثر عليها سواها، فملأ من فيوضها كل وجوده إلى أن أسلم الروح إلى بارئها على حب فاطمة عليها السلام وهو يسمع النبي صلى الله عليه وآله يقول لسلمان: يا سلمان: (من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن أبغضها فهو في النار يا سلمان، حب فاطمة ينفع في مائة من المواطن أيسر تلك المواطن الموت والقبر والميزان والصراط والمحاسبة)(19).

لا نوفّي حقها
إن بعد هذا التتبع لكلمات الإمام الخميني رحمه الله ومحاولة الاقتراب من فهم حقيقتها عليها السلام من خلاله لابد أن نختم في مقام بيان غاية ما يصل الإنسان إليه في إدراك مقاماتها بما قاله رحمه الله وفيه كفاية عن الشرح والتطويل:

(أو لا يفي حقها من الثناء كل من يعرفها مهما كانت نظرته ومهما ذكر، لأن الأحاديث التي وصلتنا عن بيت النبوة هي على قدر افهام المخاطبين واستيعابهم من غير الممكن صبُّ البحر في جرّة)(20).

الهوامش
(1) بحار الأنوار ج‏15 ص‏10.
(2) منهجية الثورة ص‏116.
(3) مكانة المرأة ص‏25.
(4) مشارق أنوار اليقين ص‏114.
(5) الأربعون حديثاً ص‏597.
(6) م.ن ص‏604.
(7) م.ن ص‏597.
(8) مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني رحمه الله ص‏23.
(9) بحار الأنوار ج‏18 ص‏382.
(10) الأربعون العلامة المجلسي رحمه الله ص‏177 شرح الحديث 15.
(11) مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني رحمه الله ص‏21.
(12) م.ن ص‏23.
(13) البحار ج‏57 ص‏192.
(14) مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني رحمه الله ص‏21.
(15) الوصية الخالدة ص‏8.
(16) أصول الكافي ج‏2 ص‏355.
(17) مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني رحمه الله ص‏26 25.
(18) تاريخ البيان 1982 4 14 م.ن ص‏21.
(19) البحار ج‏27 ص‏116.
(20) مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني رحمه الله ص‏24.

بقلم: الشيخ فادي سعد

alyatem
13-04-2013, 05:24 PM
كلمة الإمام الخميني بمناسبة يوم المرأة بتاريخ 2 / 3 / 1986


بسم الله الرحمن الرحيم

أبارك لكنّ جميعاً أيتها السيدات وجميع نساء البلدان الإسلامية.. العيد السعيد: عيد ميلاد المولود الأعظم السيدة فاطمة الزهراء، وأرجو أن تقتفي النساء المكرمات قاطبةً الطريق الذي اختطه الله تبارك وتعالى للمرأة المسلمة وأن يحققن الأهداف الإسلامية السامية.. إنه لمفخرة كبرى أن اختاروا يوم مولد الصدّيقة الزهراء يوماً للمرأة.. إنه لمفخرة ومسؤولية.

أراني قاصراً في الحديث عن الصدّيقة الزهراء، لذا سأكتفي بذِكر حديث نقَله الكافي الشريف بسند معتبر جاء فيه أنّ الإمام الصادق (ع) قال: "عاشت فاطمة بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً قضتها في حزنٍ وألم، وخلال هذه الفترة زارها جبرائيل الأمين وعزّاها بمصابها وأخبرها ببعض ما سيحدث بعد أبيها".

يشير ظاهر الرواية الى أنّ جبرائيل تردد عليها كثيراً خلال هذه الخمسة والسبعين يوماً، ولا أعتقد أنّ مثل هذا قد ورَد بحقّ أحد غير الطبقة الأولى من الأنبياء العظام، فعلى مدى خمسة وسبعين يوماً أتاها جبرائيل وأخبرها بما سيحصل لها وما سيلحق بذريتها فيما بعد، وكتَب أمير المؤمنين ذلك، فهو كاتِب الوحي، فكما أنه كان كاتب وحي رسول الله ـ وطبيعي أنّ الوحي بمعنى نزول الأحكام كان قد انتهى بوفاة الرسول الأعظم (ص) ـ كان كاتب وحي الصدّيقة الطاهرة خلال هذه الخمسة والسبعين يوماً أيضاً.

إنّ موضوع مواردة جبرائيل على شخص ما ليس بالموضوع الاعتيادي، فلا يتبادر الى الأذهان أنّ جبرائيل يتوارد أي شخص، إنّ مثل هذا يستلزم تناسباً بين روح هذا الشخص ومقام جبرائيل (الروح الأعظم) سواء آمنا بأنّ هذا التنزيل على هذا النبي أو ذلك الولي يتم عن طريق الروح الأعظم يأتي به الى المرتبة الدنيا، أو أنّ الله تعالى هو الذي يأمره بالنزول وتبليغ ما يؤمر به، سواء قلنا بذلك الذي يؤمن به بعض أهل النظر أو قبِلنا هذا الذي يردده بعض أهل الظاهر، فما لم يوجد تناسب بين روح الشخص وجبرائيل الذي هو الروح الأعظم، فإنّ هذه المواردة لن تتحقق، وإذا ما كان هذا المعنى وهذا التناسب متحققاً بين جبرائيل (الذي هو الروح الأعظم) وأنبياء أولي العزم كرسول الله وعيسى وموسى وإبراهيم وغيرهم (عليهم السلام)، فهو لا يتوافر لأي شخص، كما أنه لن يتحقق بعد الصدّيقة الزهراء لأي أحد، حتى بالنسبة للأئمة: لم أجد ما يشير الى توارد جبرائيل بهذا النحو لأي واحد منهم، بل الذي رأيته أنّ جبرائيل تردد كثيراً على فاطمة الزهراء خلال الخمسة والسبعين يوماً هذه، وقد أخبرها بما سيحدث لذريّتها من بعدها، وكان أمير المؤمنين (ع) يكتب ذلك، ولعلّ من الأمور التي ذكَرها أمر صاحب
الزمان، وربما كانت أحداث إيران ضمن تلك الأمور، نحن لا نعلم.. ربما كان ذلك.

على أية حال: إنني أعتبر هذا الشرف وهذه الفضيلة أسمى من جميع الفضائل التي ذُكرت للزهراء رغم عظَمتها كلّها، وهي لم تتحقق لأحد سوى الأنبياء، بل الطبقة السامية منهم، وبعض مَن هم بمنزلتهم من الأولياء، ولم يتحقق لأحد بعدهم مثل هذا، وهو من الفضائل التي اختصت بالصدّيقة فاطمة الزهراء.

يجب أن تفخرن أيتها النساء بأن جعلوا من هذا اليوم يوماً للمرأة، ولابد لكم من تحمّل أعباء مسؤوليته، فإذا ما اقتنعتن بأن يكون العشرين من جمادى الآخرة (يوم مولد الصديقة فاطمة الزهراء) يوماً للمرأة، فإنّ ذلك يلقي على عاتقكن مسؤوليات كثيرة، فإذا ما أقرّ شعب ما يوماً للجهاد، فإنّ قبوله هذا يحتّم عليه التحلّي بالجهاد في ذلك اليوم، وإذا امتنع أحد عن ذلك فهذا يعني أنه لم يقبل ذلك اليوم يوماً للجهاد، وإذا ما آمنت أمة بأن يكون اليوم الفلاني يوماً للحرب وقبِل أبناؤها ذلك، فإنّ كل من يتخلف عن ذلك يعمل خلافاً لواجبه الإنساني، وعليه فإذا ما اقتنعتن أنتن أيتها النساء وقبلتن بأن يكون مولد الصدّيقة الزهراء ـ بما تتسم به من كمالات ومنزلة ـ يوماً للمرأة، فهذا يعني استعدادكن لتحمل أعباء المسؤوليات العظيمة التي اضطلعت بها الصدّيقة الزهراء، ومنها مسؤولية الجهاد، فالصدّيقة الزهراء جاهدت خلال هذه الفترة الوجيزة على قدر استطاعتها.. ولابد لكنّ من الاقتداء بسيرتها لكي تترجمن إيمانكن بيوم مولدها يوماً للمرأة، أي أن يتجلى يوم مولد فاطمة الزهراء يوماً للمرأة حقاً.. وينبغي الاقتداء بزهدها وتقواها وعفافها وجميع الخصال التي اتصفت بها. يجب اتباع سيرتها إذا ما آمنتن بهذا اليوم، أما إذا تقاعستن عن اتباعها فيجب أن تعلمن أنّكن لم تعشن يوم المرأة.. إنكنّ وأيّ شخص آخر لن تدخلوا في يوم المرأة ولن تنالوا هذا الشرف ما لم تؤمنوا بهذا الأمر، وأنا آمل أن تؤمنّ بذلك وأن تجاهدن من أجل هذه المسؤوليات التي تتحملن أعباءها: سواء في ميدان اكتساب العلم [الذي هو أمر مهم] أو في ميدان الدفاع عن الإسلام، فهذه أمور واجبة على كل رجل وامرأة.. صغيراً وكبيراً.

الدفاع عن الإسلام وعن البلد الإسلام واجب لا يختلف فيه أحد من علماء الإسلام ومن المسلمين، إنّ ما هو موضوع جدل ونقاش هو موضوع الجهاد الابتدائي، وهو غير واجب على المرأة، أما الدفاع عن حريمها.. عن وطنها.. عن حياتها.. عن مالها.. وعن الإسلام.. فهو واجب على الجميع.

وإذا ما أصبح الدفاع واجباً على الجميع، فمن الطبيعي أن تتضافر الجهود لتوفير مستلزماته التي من جملتها إقامة دورات التدريب العسكري وتعليم أنواع الفنون العسكرية لمن يتيسر له ذلك، فلا يكون الأمر بهذه الصورة، وهي أنه يتحتم علينا الدفاع ولكننا لا نعرف كيف ندافع، بل لابد من تعلّم أساليب الدفاع، وبطبيعة الحال يجب أن يكون المحيط الذي تتدربن فيه على فنون القتال محيطاً سليماً، أي أن يكون محيطاً إسلامياً يحافَظ فيه على العفاف من جميع الجوانب وتتوفر فيه الشؤون الإسلامية.

لقد كانت النساء في الجمهورية الإسلامية سبّاقات في تحمّل أعباء المسؤولية: كما هو الحال في مختلف الأحداث التي شهدتها إيران خلال تاريخها الحديث، فلقد كنّ سبّاقات في نهضة "التنباكو" وفي الحركة الدستورية، وفي الأحداث التي تشهدها البلاد في الظرف الراهن، حيث تساهم المرأة بدور كبير، بل ينبغي القول أنّ دورها مضاعف، فلو افترضنا أنّ مجموعة من النساء اتجهن الى ساحة المعركة للقتال، فهنّ في هذه الحال [فضلاً عن تحمّل أعباء القتال] يضاعفن من عزيمة الرجال، إذ أنّ للرجال تجاههن إحساساً خاصاً، فالرجل قد لا ينفعل كثيراً حتى لو رأى أمامه مئة شخص يُقتلون، ولكنه قد يبدي رد فعل سريع إذا ما رأى امرأة تتصرف تصرفاً لا يليق [وإن كانت تلك المرأة أجنبية ولا يعنيه شأنها]، إنّ مثل هذه الحساسية موجودة لدى الرجال، وعليه: فإنّ حرصكن على التواجد في الطليعة في جميع القضايا [بما فيها قضية الدفاع والجهاد وتقديم الدعم الى الجبهات] سيزيد من عزم الرجال ويدفعهم للإقدام والتحلّي بالشجاعة اللازمة للنزول الى ساحة المعركة.

إننا اليوم نعيش مثل هذا الظرف، إذ نقف في مواجهة هذا الكمّ الهائل من الهجوم الإعلامي العالمي الرهيب، ولكننا بحمد الله منتصرون في كلتا الجبهتين، وأيّد الله شبابنا الذين يصنعون الملاحم الباهرة، ويجب علينا شكرهم جميعاً، فهم اليوم يد واحدة دون فرق بين الجيش والحرس، ...

لابد لكنّ أيتها النساء من الالتفات الى هذا المعنى، وهو (أنه) مثلما يجب على الرجال في الجبهات أن يكونوا سبّاقين في مقاتلة العدو، فعليكن أنتنّ أيضاً خلف الجبهات أن تقدّمن أنواع الدعم، وأن تتأهبنّ ليوم يصبح فيه ـ لا سمح الله ـ الدفاع العام واجباً علينا جميعاً ممن يمتلكون القوة والقدرة دون استثناء، فلابد من الاستعداد للدفاع، وبطبيعة الحال: إنّ خندق العلم خندق دفاع أيضاً.. دفاع عن ثقافة الإسلام، فكما تعلمون أنّ الثقافة الإسلامية كانت مظلومة في القرون الأخيرة، بل منذ وفاة الرسول الأكرم وحتى عصرنا الحاضر، كانت الثقافة الإسلامية مظلومة.. كانت أحكام الإسلام مظلومة.. فلابد من إحياء هذه الثقافة، ومثلما ينشغل السادة الرجال في الجبهة العلمية والثقافية، فعليكنّ أنتنّ أيضاً الانشغال بهذه الجبهة، وآمل أن يمنّ الله على الجميع بتوفيقه لمواصلة التقدّم في هذا الخندق أيضاً، وأسأل الله أن يمنّ بالنصر الدائم على المرابطين في الجبهات والمنشغلين بالدفاع عن بلادهم وعن الإسلام، وأسأله سبحانه أن يمنّ بالتأييد والتوفيق والسلامة عليكم جميعاً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

alyatem
13-04-2013, 06:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الزهراء عليها السلام في
كلمات لحفيدها الإمام الخميني (قده)
الزهراء المرضية (هي بضعة نبي الإسلام العظيم، الصديقة فاطمة الزهراء، زوج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومن حباها الله تبارك وتعالى وأبناءها بعناية خاصة، وأجرى على يديها كرامات جعلت منها سيدة الإسلام الأولى، كما تجلّت في ذريتها بركات لم يشهد العالم مثيلاً لها. ويعد الإمام الخميني الراحل نموذجاً بارزاً لذرية الزهراء المرضية)
(من كتاب مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني، ص14).
ولادتـها
إنه يوم عظيم.. يوم أطلّت على الدنيا امرأة تضاهي كل الرجال.. امرأة هي مثال الإنسان.. إمرأة جسّدت الهوية الإنسانية كاملة؛ فهو إذن يوم عظيم يومكن أيتها السيدات.
(من حديث في جمع من النساء بتاريخ17 /5 /1980).
كان الرسول الأعظم والأئمة الأطهار أنواراً محدقين بالعرش قبل أن يخلق الله العالم – كما تفيده الأحاديث المتوافرة لدينا – وجعل لهم من المنزلة والزلفى ما لا يعلمه إلاّ الله. وقد قال جبرئيل – كما ورد في روايات المعراج: "لو دنوتُ أُنملة لاحترقت" كما ورد عنهم عليهم السلام: "إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملَك مقرّب ولا نبيّ مُرسَل".
إن هذا من أصول مذهبنا. فمثل هذه المنزلة كانت للأئمة قبل موضوع الحكومة، وهي تصدق - طبقاً للروايات – على فاطمة الزهراء أيضاً. ولا يعني هذا أن تكون خليفة أو حكماً أو قاضياً، بل هي شيء آخر أبعد من الخلافة والحكومة والقضاء؛ لذلك فإن قولنا: إن فاطمة لم تتولّ الحكم أو الخلافة أو القضاء، لا يعني تجريدها من منزلة القرب تلك، أو أنها امرأة عادية أو شخص مثلي ومثلك.
(كتاب ولاية الفقيه، ص43).
ويؤيد ما ذهبنا إليه عن حقيقة ليلة القدر (بالالتفات إلى الأحاديث الواردة بشأنها، تنحصر ليلة القدر في واحدة من ليالٍ ثلاث هي ليلة التاسع عشر والحادي والعشرين والثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك. وإن عظمة ليلة القدر ومنزلتها خير من ألف شهر، إذ يقدّر الله تبارك وتعالى فيها وقائع السنة حتى ليلة القدر من العام التالي. وهي الليلة التي نزل فيها القرآن مجتمعاً على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما صرّح بذلك القرآن المجيد. وفي هذه الليلة تتنزل الملائكة والروح بإذن ربّها من كل أمر لتدبير أمر العالم. وبما أن ليلة القدر ليلة الرحمة، وأن الله تبارك وتعالى قد حباها بعناية خاصة، لذا اعتاد المؤمنون على إحيائها بالدعاء والتهجد والعبادة. وقد أوصى العلماء الاعلام بآداب خاصة وأدعية عديدة في إحياء هذه الليلة).
الحديثُ الشريف الطويل الذي نقله صاحب "تفسير البرهان" عن كتاب "الكافي" والذي جاء فيه نصرانياً سأل الإمام موسى بن جعفرعن حقيقة تفسير آية "حم* والكتاب المُبينِ* إنّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَةٍ مُباركَةٍ إنّا كنا مُنْذِرينَ* فيها يُفْرَقُ كُلُّ أمْرٍ حَكيم". قال عليه السلام: أما "حم" فتعني محمداً صلى الله عليه وآله وسلم وأما "الكتاب المبين" فهو أميرالمؤمنين علي عليه السلام وأما "الليلة" ففاطمة عليها السلام.
(آداب الصلاة:ص329).
من جملة التعقيبات الشريفة تسبيحات، تسبيحات الزهراء عليها السلام عبارة عن ذكر "الله أكبر" 34مرة و"الحمد لله" 33مرة و"سبحان الله" 33مرة. الصديقة الطاهرة التي علّمها إياها الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وهذا الذكر أفضل التعقيبات. وفي الحديث: لو وجد أفضل منه لعلّمه رسول الله فاطمة.
(آداب الصلاة ص377).
شـخصيتها الملكـوتية
إن مختلف الأبعاد التي يمكن تصورها للمرأة، وللإنسان، تجسدت في شخصية فاطمة الزهراء عليها السلام.
لم تكن الزهراء امرأة عادية. كانت امرأة روحانية.. امرأة ملكوتية.. كانت إنساناً بتمام معنى الكلمة.. نسخة إنسانية متكاملة.. إمرأة حقيقية كاملة.. حقيقة الإنسان الكامل. لم تكن امرأة عادية؛ بل هي كائن ملكوتي تجلى في الوجود بصورة إنسان.. بل كائن إلهي جبروتي ظهر على هيئة امرأة.
إنها المرأة التي تتحلى بجميع خصال الأنبياء.. المرأة التي لو كانت رجلاً لكانت نبياً.. لو كانت رجلاً لكانت بمقام رسول الله...
..إن المرأة تتسم بأبعاد مختلفة كما هو الرجل، وإنّ هذا المظهر الصوري الطبيعي يمثل أدنى مراتب الإنسان: أدنى مراتب المرأة، وأدنى مراتب الرجل.
بيد أن يسمو في مدراج الكمال انطلاقاً من هذه المرتبة المتدنية. فهو في حركة دءوبة من مرتبة الطبيعة إلى مرتبة الغيب؛ إلى الفناء في الألوهية. وإن هذا المعنى متحقق في الصديقة الزهراء؛ التي انطلقت في حركتها من مرتبة الطبيعة، وطوتْ مسيرتها التكاملية بالقدرة الإلهية؛ بالمدد الغيبي، وبتربية رسول الله، لتصل إلى مرتبة دونها الجميع.
امرأة أطلّت على الدنيا بإزاء جميع الرجال. امرأة أطلت على الدنيا مثالاً للإنسان. إمرأة جسدت الهوية الإنسانية كاملة.
(من حديث في جمع من النساء بتاريخ 17 / 5 / 1979).
إمرأة هي مفخرة بيت النبوة وتسطع كالشمس على جبين الإسلام العزيز.. امرأة تماثل فضائلها فضائل الرسول الأكرم والعترة الطاهرة غير المتناهية.. إمرأة لا يفي حقها من الثناء كل منْ يعرفها مهما كانت نظرته، ومهما ذكر، لأن الأحاديث التي وصلتنا عن بيت النبوة هي على قدر أفهام المخاطبين واستيعابهم. فمن غير الممكن صبّ البحر في جرّه. ومهما تحدّث عنها الآخرون فهو على قدر فهمهم ولا يضاهي منزلتها. إذن فمن الأَولى أن نمر سريعاً من هذا الوادي العجيب.
(من كلمة بمناسبة يوم المرأة بتاريخ 5 / 5 / 1980).
أراني قاصراً في الحديث عن الصديقة الزهراء. لذا سأكتفي بذكر حديث نقله (الكافي) الشريف بسند معتبر، جاء فيه أن الإمام الصادق عليه السلام. قال: عاشت فاطمة بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً قضتهن في حزن وألم. وخلال هذه الفترة زارها جبرئيل الأمين وعزّاها بمصابها وأخبرها ببعض ما سيحدث بعد أبيها.
يشير ظاهر الرواية إلى أن جبرئيل تردد عليها كثيراً خلال هذه الخمسة والسبعين يوماً. ولا أعتقد أنّ مثل هذا قد ورد بحق أحد غير الطبقة الأولى من الأنبياء العظام.. فعلى مدى خمسة وسبعين يوماً أتاها جبرئيل وأخبرها بما سيحصل لها وما سيلحق بذريتها فيما بعد، وكتب أمير المؤمنين عليه السلام ذلك. فهو كاتب الوحي. فكما أنه كاتب وحي رسول الله – وطبيعي أن الوحي بمعنى نزول الأحكام كان قد انتهى بوفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم – كان كاتب وحي الصديقة الطاهرة خلال هذه الخمسة والسبعين يوماً أيضاً.
إن موضوع مواردة جبرئيل على شخص ما ليس بالموضوع الاعتيادي. فلا يتبادر إلى الأذهان أن جبرئيل يأتي أي شخص. إن مثل هذا يستلزم تناسباً بين روح هذا الشخص ومقام جبرئيل – الروح الأعظم – سواء آمنا بهذا التنزيل على هذا النبي أو ذلك الولي يتمّ عن طريق الروح الأعظم يأتي به إلى المرتبة الدنيا، أو أن الحق المتعال هو الذي يأمره بالنزول وتبليغ ما يؤمر به.. سواء قلنا بذلك الذي يؤمن به بعض أهل النظر، أو قبلنا هذا الذي يردده بعض أهل الظاهر، فما لم يوجد تناسب بين روح الشخص وجبرئيل الذي هو الروح الأعظم، فإن هذه المواردة لن تتحقق. وإذا ما كان هذا المعنى وهذا التناسب متحققاً بين جبرئيل – وهو الروح الأعظم – وأنبـياء أولي العزم مثل رسول الله وعيسى وموسى وإبراهيم عليهم السلام؛ فهو لا يتوفر لمن عداهم، كما أنه لن يتحقق بعد الصديقة الزهراء لأي أحد. حتى بالنسبة للأئمة لم أجد ما يشير إلى توارد جبرئيل بهذا النحو على أيٍ منهم، بل الذي رأيته أن جبرئيل تردد كثيراً على فاطمة الزهراء خلال الخمسة والسبعين يوماً هذه، وقد أخبرها بما سيحدث لذريتها من بعدها. وكان أمير المؤمنين عليه السلام يكتب ذلك. ولعلّ من الأمور التي ذكرها أمر صاحب الزمانوربمـا كانت أحداث إيران ضمن تلك الأمور، نحن لا نعلم، فربما كان ذلك.
على أية حال، إنني أعتبر هذا الشرف وهذه الفضيلة أسمى من جميع الفضائل التي ذُكرت للزهراء رغم عظمتها كلّها؛ وهي لم تتحقق لأحد سوى الأنبياء، بل الطبقة السامية منهم، وبعض مَنْ هم بمنزلتهم من الأولياء. نعم، لم يتحقق لأحد مثل هذا، وهو من الفضائل التي اختصت بها الصديقة فاطمة الزهراء.
(من حديث في جمع من الأخوات بمناسبة يوم المرأة بتاريخ 2 / 3 / 1986).
نحن نفخر أن تكون الأدعية الحياتية التي تسمى قرآناً صاعداً صادرة عن أئمتنا المعصومين. ..منها "زبور آل محمد"... والصحيفة الفاطمية وهي عبارة عن كتاب ينسب إلى بضعة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة الزهراء، ضمّ أخبار ونبوءات لأحداث شهدها تاريخ الإسلام فيما بعد. وكان الكتاب محفوظاً عند الأئمة الاطهار، وقد قدّر حجمه -طبقاً للروايات- بثلاثة أضعاف حجم القرآن. وهو الكتاب الملهم من قبل الله تعالى إلى الزهراء المرضية.
(من الوصية السياسية – الإلهية بتاريخ 5 /6 /1989).
بيت فاطمة وبركاته
إن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، الذي كان خليفة المسلمين وحاكم بلاد قد تقدر مساحتها بعشرة أضعاف مساحة إيران؛ إذ كانت تمتد من الحجاز إلى مصر وأفريقية وجزء من أوربا أيضاً.. إن هذا الخليفة الإلهي عندما كان يتواجد بين الناس كان كأحدهم، ويجالسهم كما نجلس الآن إلى جوار بعض؛ بل أنه لم يفترش حتى مثل هذا (يقصد البساط المتواضع الذي يجلس عليه الحضّار في مكان إقامته بقم) ، إذ لم يكن عنده – حسب ما يروى – غير جلد كبش اتخذه هو والصديقة الزهراء فراشاً في الليل، وكان يضع عليه علف ناقته في النهار. والرسول الأكرم أيضاً كان يتسم بهذه البساطة. وهذا هو الإسلام.
(من حديث في جمع من موظفي دائرة الوقاية والبئية بتاريخ 4 / 7 / 1979).
إن بيت فاطمة المتواضع هذا، ومن تربوا في رحاب هذا البيت، الذين بلغ عددهم بلغة الأرقام خمسة (يقصد أبناء الإمام علي من الصديقة فاطمة الزهراء، أي الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم، الذين تربوا في أحضان بين النبوة، ومثّلوا الطليعة الممتازة لبني الإنسان)، وبلغة ما يجسد قدرة الحق المتعال كلّها، أدّوا خدمات جليلة أثارت إعجابنا وإعجاب البشرية جمعاء.
امرأة ربَّت في حجرة صغيرة وبيت متواضع، أشخاصاً يشعّ نورهم من بسيطة التراب إلى الجانب الآخر من عالم الأفلاك؛ ومن عالم الملك إلى الملكوت الأعلى. صلوات الله وسلامه على هذه الحجرة المتواضعة التي تبوّأت مركزَ إشعاع نور العظمة الإلهية، ودارَ تربية خير ولد آدم.
(من كلمة بمناسبة يوم المرأة بتاريخ 14 / 4 / 1983).
كان لدينا في صدر الإسلام كوخ ضمّ بين أطرافه أربعة أو خمسة أشخاص، أنه كوخ فاطمة عليها السلام. وكان أشدّ بساطة حتى من هذه الأكواخ (يقصد سماحته البيت والحجرة المتواضعة التي يقيم فيها).
ولكن ما هي بركاته؟
لقد بلغت بركات هذا الكوخ ذي الأفراد المعدودين درجة من العظمة غطّت نورانيته العالم. وليس من السهل على الإنسان أن يحيط بتلك البركات.
إن سكنة هذا الكوخ البسيط، اتسموا من الناحية المعنوية بمنزلة سامية لم تبلغها حتى يد الملكوتيين، وعمّت آثارهم التربوية بحيث أن كل ما تنعم به بلاد المسلمين – وبلدنا خاصة – هو من بركات آثارهم تلك.
(من حديث في جمع من مسؤولي البلاد بتاريخ 21 / 3 / 1983).
أورد صاحب "تفسير البرهان" حديثاً شريفاً عن الإمام الباقر عليه السلام، ونظراً لإشارته إلى بعض المعارف وكشفه عن بعض الأسرار المهمة، نورد نصّه تيمّناً به.
قال رحمه الله: وعن الشيخ أبي جعفر الطوسي، عن رجاله، عن عبدالله بن عجلان السكوني، قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: بيتُ علي وفاطمة حجرةُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسقف بيتهم عرشُ ربّ العالمين. وفي قعر بيوتهم فُرجةٌ مكشوطة إلى العرش معراج الوحي؛ والملائكة تنزلُ عليهم بالوحي صباحاً ومساء وكل ساعة وطرفة عين. والملائكة لا ينقطع فَوْجُهم؛ فوجٌ ينزلُ، وفوج يصعد. وأنّ الله تبارك وتعالى كشف لإبراهيم عليه السلام عن السماوات حتى أبصر العرش، وزاد الله في قوّة ناظره. وأن الله زاد في قوة ناظر محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وكانوا يُبصرون العرش ولا يجدون لبيوتهم سقفاً غير العرش؛ فبيوتُهم مسقفةٌ بعرش الرحمن. ومعارجُ الملائكة والروح فيها بإذن ربّهم من كل أمرٍ سلامٌ. قالَ، قلتُ: مِنْ كُلِّ أمرٍ سلامٌ؟ قالَ: بكلِّ أمرٍ. فقلتُ: هذا التنزيلُ؟ قال: نعم.
(آداب الصلاة : ص 330 ).
سـيرتها
لابد لنا من الاقتداء بهذا البيت. نساؤنا تقتدي بنسائه ورجالنا برجاله. نقتدي بهم جميعاً.
لقد أوقف أهل البيت عليهم السلام حياتهم لمناصرة المظلومين وإحياء الأحكام الإلهية. لابد من اتّباعهم وتجسيد سيرتهم؛ فكل مَنْ له اطلاع بتاريخ الإسلام يدرك أن كل فرد من أفراد هذا البيت نهض – بوصفه إنساناً كاملاً بل إنساناً إلهياً روحانياً – دفاعاً عن المحرومين والمستضعفين، في وجه الذين ينشدون القضاء على المستضعفين.
الخطـبة
خطبت الصديقة فاطمة الزهراء خلال الفترة الوجيزة التي عاشتها بعد وفاة أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، خطبتين حماسيتين أمام غاصبي الخلافة وفدك. وطبقاً لما أفاده التاريخ وما تضمنته كتب الحديث، كانت خطبتها الأولى في مسجد النبي موجّهة إلى المسلمين الحاضرين. وخطبت خطبتها الثانية وهي على فراش المرض الذي توفيت فيه؛ وكان خطابها موجّهاً إلى نساء المهاجرين والأنصار اللاتي جئن لعيادتها. وقد تضمنت الخطبتان قضايا مهمة، منها الدفاع عن حريم ولاية علي بن أبي طالب، والمطالبة بإعادة فدك التي أهداها نبي الإسلام إلى بضعته في حياته صلى الله عليه وآله وسلم، والعدالة الاجتماعية، والتعريف بمظلوميتها، وتوعية الناس بحقيقة ما كان يجري.
فلسفة الإمامة من وجهة نظر الصديقة الزهراء
إذن تشكيل الحكومة يرمي إلى الحفاظ على النظام ووحدة المسلمين كما تذكر الصديقة الزهـراء عليها السلام في خطبتها: "… وطاعتنا نظاماً للمـلة، وإمامتنا أماناً من الفرقة... "
(ولاية الفقية،ص 27).

فضّه
14-04-2013, 02:56 AM
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك واحصاه كتابك


جزاك الله خير اخي الكريم على هذه الوقفه النورانيه من مقتطفاة السيد رضوان الله عليه


موفقني بحق ام الحسن سلام الله عليها

عصر الشيعة
17-05-2013, 01:56 AM
احسن (http://www.imshiaa.com/vb)تم وبارك الله (http://www.imshiaa.com/vb) فيك

حسين ال دخيل
18-06-2013, 12:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على هذا الجهد الرائع