مرتضى علي الحلي
19-04-2013, 06:25 PM
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ
------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمد وآله المعصومين
وعَجََّلَ اللهُ تعالى فرجَ إمامنا المهدي:عليه السلام:
وجعلنا من أنصاره وأعوانه العاملين بين يديه
في مقطع من زيارة آل ياسين التي وردت في كتاب الإحتجاج للطبرسي
أنَّ صاحب الأمر :عليه السلام:
قال في توقيعه الشريف إلى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري
أنه إذا أردتم التوجه بنا إلى الله وإلينا فقولوا
كما قال الله
({سَلَامٌ عَلَى آلْ يَاسِينَ }الصافات130
السلامُ عليك يا داعي الله و ربّاني آياته إلى
آخر فقرات الزيارة الشريفة )
:بحار الأنوار:المجلسي:ج91:ص3.
ورد المقطع التالي
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ
إنَّ الأمرَ المُلفِتَ للإنتباه في هذا المقطع هو قرن القراءة بالتبيين
وهذا يعني أنَّ هذه القراءة ليستْ هي قراءة السورة الواجبة في الصلاة اليومية وأعني بها سورة الفاتحة .
لما في العطف أعلاه من تشريك في الحكم وتغاير بين مفهومي القراءة والتبيين
وهذا غير موجود بل حتى غير مطلوب في الصلاة اليومية
(أي تقرأ وتبيِّن معاً )
هذا من جهة
ومن جهة أخرى
أنَّ هذه القراءة المقرونة بالتبيين جاءت بفصل بعيد بعد فقرة
السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه
وهذا يعني أنَّ هذه القراءة هي غير قراءة القرآن وتلاوته وبيانه
كونها وردتْ بفصل بعيد عن تلكم الفقرة فلا يرد إحتمال كونها عطف تفسير .
ومجيئها قبل تلبس الإمام المهدي :عليه السلام: بوصف الصلاة
هو الآخر يعني أيضاً أنَّ هذه القراءة شيءٌ آخر .
إذ الفقرة التي جاءت بعدها ذكرت السلام على الإمام المهدي
:عليه السلام:
:السلام عليك حين تُصلي وتقنت :
في ظرف التلبس بالصلاة الفعلية وشؤوناتها كالقنوت مثلا بحسب ما ورد في الفقرة ولم تذكر مفردة القراءة
في وقت هي قد فصّلتْ أجزاء الصلاة كالركوع والسجود والتهليل والتكبير والتحميد والإستغفار .
ومعلوم بلاغيا أنه الأصل في الفصاحة هوالإجمال ثم التفصيل
وماحصل في فقرة الزيارة الشريفة هو العكس
بمعنى أنَّ التلبس بواقع ووصف القراءة والتبيين
سبق التلبس بوصف الصلاة وشؤوناتها
فلا يمكن أن يكون المقصود بالفقرة المعنية هو قراءة السورة الواجبة في الصلاة
لما ما مرَّ أعلاه ولمخالفتها أصول البلاغة العربية
أي أنَّ الأصل أن يُجمل ذكر وصف التلبس بالصلاة ومن ثم يأتي التفصيل كذكر القراءة مثلا أو القنوت
وهذا هو معنى التفصيل
وهذا ما لم يحصل بالفعل بالنسبة لذكر القراءة
فكيف ما كان واللهُ تعالى هو العالم أولاً وآخرا
يمكن توجيه المعنى المقصود من ذكر فقرة
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ
وبقرينة مجيئها بعد ملامح الحركة الوجودية والواقعية حياتيا لشخص الإمام المهدي:عليه السلام:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ
وَالْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ وَالْغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الْواسِعَةُ، وَعْداً غَيْرَ مَكْذوُب، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقوُمُ
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْعُدُ
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ
لينكشف أنَّ هذه القراءة المُطلقة والمُتعقبة بالتبيين
هي ثمة قراءة من نوع آخر لم نعهدها إدراكاً وإطلاعا
كون التوصيفات السابقة على الفقرة المعنيَّة توفرتْ على تحديدات واقعية وحقيقية أُخذتْ في ذاتيات شخصية
الإمام المهدي
:عليه السلام: أخذاً منتجاً ومعطاءً
كوصفه :عليه السلام: بالعلَم المنصوب :
وهو تعبير كنائي عن مَعلّميَّة الإمام ورامزيته في الحجية والهداية والمعرفة والبصيرة من قبل الله تعالى نصبا وجعلا حقا .
وكوصفه :عليه السلام: بالعلم المصبوب :
وهو بيت القصيدة
وموضع العلاقة التساندية بين صب العلم اللدني للإمام المهدي
:عليه السلام: وقراءته وتبيانه للأشياء كافة
وهذا يعني أنَّ هناك ثمةَ واقع هو مُنحفظٌ في خصوصياته
للإمام المهدي:عليه السلام: يُمارس فيه وظيفته العلمية والمعرفية المرتبطة مباشرة بالله تعالى .
وأنَّ هناك ثمة مقروء ومقروء عليه
بدليل قرن القراءة بالتبيين
وإلاَّ ما معنى قراءة بلا مقروء أو مقروء عليه
و القراءة لغة هي الجمع للشيء وضم بعضه إلى بعض
معنويا وماديا
تقول :
قَرَأْتُ الشيءَ قُرْآناً: جَمَعْتُه وضَمَمْتُ بعضَه إِلى بعض
:لسان العرب:أبن منظور :مادة قرأ .
كل ذلك يجعلنا نُذعن ثبوتاً وإثباتا بأنَّ الإمام المهدي:عليه السلام:
يتلقى العلم عن ربه تلقيّا مفتوحا ومُنتجا ومأمونا حدوثاً وبقاءً
لذا جاء التأمين على ذلك كله بصورة
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ
ومع هذا يبقى مفهوم القراءة هنا مفهوماً عميقاً
يشي إلى دلالات متعددة بحسب الإمكان لتتجلى بصورة الرصد والترقب للحدث العلمي والمعرفي بشريا وإتخاذ الموقف تجاهه .
ولتعطِ أيضاً دلالة القراءة سمة المُعاصرة الوظيفية
للإمام المهدي:عليه السلام: والإداء
فالقراءة عند الإمام :عليه السلام: لا تنحصر بالملفوظ المٌتلقى
بل تتعداه إلى المعقول ذهناً وإدراكا .
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
المُنتَظِر لإمام زمانه
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف
8 جماد2 / 1434 هجري قمري .الجمعة المُرتَقَبَة .
------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمد وآله المعصومين
وعَجََّلَ اللهُ تعالى فرجَ إمامنا المهدي:عليه السلام:
وجعلنا من أنصاره وأعوانه العاملين بين يديه
في مقطع من زيارة آل ياسين التي وردت في كتاب الإحتجاج للطبرسي
أنَّ صاحب الأمر :عليه السلام:
قال في توقيعه الشريف إلى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري
أنه إذا أردتم التوجه بنا إلى الله وإلينا فقولوا
كما قال الله
({سَلَامٌ عَلَى آلْ يَاسِينَ }الصافات130
السلامُ عليك يا داعي الله و ربّاني آياته إلى
آخر فقرات الزيارة الشريفة )
:بحار الأنوار:المجلسي:ج91:ص3.
ورد المقطع التالي
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ
إنَّ الأمرَ المُلفِتَ للإنتباه في هذا المقطع هو قرن القراءة بالتبيين
وهذا يعني أنَّ هذه القراءة ليستْ هي قراءة السورة الواجبة في الصلاة اليومية وأعني بها سورة الفاتحة .
لما في العطف أعلاه من تشريك في الحكم وتغاير بين مفهومي القراءة والتبيين
وهذا غير موجود بل حتى غير مطلوب في الصلاة اليومية
(أي تقرأ وتبيِّن معاً )
هذا من جهة
ومن جهة أخرى
أنَّ هذه القراءة المقرونة بالتبيين جاءت بفصل بعيد بعد فقرة
السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه
وهذا يعني أنَّ هذه القراءة هي غير قراءة القرآن وتلاوته وبيانه
كونها وردتْ بفصل بعيد عن تلكم الفقرة فلا يرد إحتمال كونها عطف تفسير .
ومجيئها قبل تلبس الإمام المهدي :عليه السلام: بوصف الصلاة
هو الآخر يعني أيضاً أنَّ هذه القراءة شيءٌ آخر .
إذ الفقرة التي جاءت بعدها ذكرت السلام على الإمام المهدي
:عليه السلام:
:السلام عليك حين تُصلي وتقنت :
في ظرف التلبس بالصلاة الفعلية وشؤوناتها كالقنوت مثلا بحسب ما ورد في الفقرة ولم تذكر مفردة القراءة
في وقت هي قد فصّلتْ أجزاء الصلاة كالركوع والسجود والتهليل والتكبير والتحميد والإستغفار .
ومعلوم بلاغيا أنه الأصل في الفصاحة هوالإجمال ثم التفصيل
وماحصل في فقرة الزيارة الشريفة هو العكس
بمعنى أنَّ التلبس بواقع ووصف القراءة والتبيين
سبق التلبس بوصف الصلاة وشؤوناتها
فلا يمكن أن يكون المقصود بالفقرة المعنية هو قراءة السورة الواجبة في الصلاة
لما ما مرَّ أعلاه ولمخالفتها أصول البلاغة العربية
أي أنَّ الأصل أن يُجمل ذكر وصف التلبس بالصلاة ومن ثم يأتي التفصيل كذكر القراءة مثلا أو القنوت
وهذا هو معنى التفصيل
وهذا ما لم يحصل بالفعل بالنسبة لذكر القراءة
فكيف ما كان واللهُ تعالى هو العالم أولاً وآخرا
يمكن توجيه المعنى المقصود من ذكر فقرة
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ
وبقرينة مجيئها بعد ملامح الحركة الوجودية والواقعية حياتيا لشخص الإمام المهدي:عليه السلام:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ
وَالْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ وَالْغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الْواسِعَةُ، وَعْداً غَيْرَ مَكْذوُب، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقوُمُ
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْعُدُ
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ
لينكشف أنَّ هذه القراءة المُطلقة والمُتعقبة بالتبيين
هي ثمة قراءة من نوع آخر لم نعهدها إدراكاً وإطلاعا
كون التوصيفات السابقة على الفقرة المعنيَّة توفرتْ على تحديدات واقعية وحقيقية أُخذتْ في ذاتيات شخصية
الإمام المهدي
:عليه السلام: أخذاً منتجاً ومعطاءً
كوصفه :عليه السلام: بالعلَم المنصوب :
وهو تعبير كنائي عن مَعلّميَّة الإمام ورامزيته في الحجية والهداية والمعرفة والبصيرة من قبل الله تعالى نصبا وجعلا حقا .
وكوصفه :عليه السلام: بالعلم المصبوب :
وهو بيت القصيدة
وموضع العلاقة التساندية بين صب العلم اللدني للإمام المهدي
:عليه السلام: وقراءته وتبيانه للأشياء كافة
وهذا يعني أنَّ هناك ثمةَ واقع هو مُنحفظٌ في خصوصياته
للإمام المهدي:عليه السلام: يُمارس فيه وظيفته العلمية والمعرفية المرتبطة مباشرة بالله تعالى .
وأنَّ هناك ثمة مقروء ومقروء عليه
بدليل قرن القراءة بالتبيين
وإلاَّ ما معنى قراءة بلا مقروء أو مقروء عليه
و القراءة لغة هي الجمع للشيء وضم بعضه إلى بعض
معنويا وماديا
تقول :
قَرَأْتُ الشيءَ قُرْآناً: جَمَعْتُه وضَمَمْتُ بعضَه إِلى بعض
:لسان العرب:أبن منظور :مادة قرأ .
كل ذلك يجعلنا نُذعن ثبوتاً وإثباتا بأنَّ الإمام المهدي:عليه السلام:
يتلقى العلم عن ربه تلقيّا مفتوحا ومُنتجا ومأمونا حدوثاً وبقاءً
لذا جاء التأمين على ذلك كله بصورة
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ
ومع هذا يبقى مفهوم القراءة هنا مفهوماً عميقاً
يشي إلى دلالات متعددة بحسب الإمكان لتتجلى بصورة الرصد والترقب للحدث العلمي والمعرفي بشريا وإتخاذ الموقف تجاهه .
ولتعطِ أيضاً دلالة القراءة سمة المُعاصرة الوظيفية
للإمام المهدي:عليه السلام: والإداء
فالقراءة عند الإمام :عليه السلام: لا تنحصر بالملفوظ المٌتلقى
بل تتعداه إلى المعقول ذهناً وإدراكا .
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
المُنتَظِر لإمام زمانه
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف
8 جماد2 / 1434 هجري قمري .الجمعة المُرتَقَبَة .