المؤرخ
25-04-2013, 12:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوجد قولان في مرجع ضمير كلمة شيعته في الآية:
القول الأوّل: إن الضمير المتصل يرجع إلى النبي نوح (عليه السلام) أي أن من شيعة نوح لأبراهيم (عليه السلام) لأنه كان على منهاج نوح وسنته في التوحيد واتباع الحق.
القول الثاني: إن الضمير المتصل راجع إلى النبي الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) أي أن من شيعته النبي محمّد لأبراهيم (عليه السلام) لأن إبراهيمخبر مخبره فاتّبعه ودعا له.
وإختار القول الأوّل بعض مفسري الشيعة والسنة، واستدلوا عليه بأن الثاني لا دليل عليه من جهة اللفظ ، بمعنى أنّه لم يجر لمحمّد (صلى الله عليه وآله) ذكر ، فهو ترك الظاهر (تفسير التبيان ، الطوسي، 8، 507) هذا مضافاً إلى عدم مساعدة السياق عليه (تفسير الميزان ، 17، 147).
وذهب إلى القول الثاني : إبن الأعرابي ووافقه عليه العزاء (لسان العرب ، 8، 188 وتفسير التبيان للطوسي ، 8، 507)، وكذا ذكره الطبرسي قدس سرّه في تفسيره (مجمع البيان، 8، 234)، وكذا الكلبي برواية الرازي في التفسير (تفسير الرازي،26، 146).
والظاهر قوة القول الثاني لوجوه:
الأوّل: إن سياق الآيات هذا لا يعارض بعض الأخبار الدالة على الوجه الثاني ، لا سيما أنها في صدد بيان مراتب التأويل ـ أي البطون ـ فلا معنى حينئذٍ لتصوّر معارضة هذا السياق لها ، هذا فضلاً عن أنّ يدّعى ترجيحه على دلالتها.
الثاني: حجّية السياق لا تتقدم على ظواهر الأخبار المبيّنة كمراتب التأويل ((لأن الكفاية عمّن لم يجر له ذكر جائزة إذا اقترن بذلك دليل كما قال تعالى : (( حَتَّى تَوَارَت بِالحِجَابِ )) (ص:32) ولم يجر للشمس ذكر)) (تفسير التبيان للطوسي، 8، 508).
تبيّن بهذا أن السياق لا ينافي مراتب التأويل ، وشهد له ما روي عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: قوله عزّ وجلّ (( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبرَاهِيمَ )) أي إبراهيم (عليه السلام) من شيعة علي (عليه السلام) (تفسير البرهان 4، 20).
ويؤيّد هذا التأويل ما رواه الشيخ محمّد بن الحسن بسند طويل قال:
سأل جابر بن يزيد الجعفي، جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) عن تفسير هذه الآية (( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبرَاهِيمَ )) فقال (عليه السلام) : إن الله سبحانه لمّا خلق إبراهيم (عليه السلام) كشف له عن بصره فنظر فرأى نوراً إلى جنب العرش ، فقال : إلهي ما هذا النور؟ فقيل له : هذا نور محمّد صفوتي من خلقي ورأى نورا إلى جنبه فقال: إلهي وما هذا النور؟ فقيل له: هذا نور علي بن أبي طالب ناصر ديني ،رأى إلى جنبهما ثلاثة أنوار ، فقال : إلهي وما هذه الأنوار؟ فقيل : هذا نور فاطمة فطمت محبيها من النار، ونور ولديها الحسن والحسين، فقال : إلهي وأرى تسع أنوار قد حفّوا بهم؟ قيل : يا إبراهيم هؤلاء الأئمّة من ولد علي وفاطمة، فقال إبراهيم: إلهي بحق هؤلاء الخمسة إلاّ ما عرفتني من التسعة؟
فقيل : يا إبراهيمأولهم : علي بن الحسين وابنه محمّد وابنه جعفر وابنه موسى وابنه علي وابنه محمّد وابنه علي وابنه الحسن ، والحجّة القائم ابنه ، فقال إبراهيم: إلهي وسيدي أنواراً قد أحدقوا بهم لا يحصى عددهم إلا أنت؟ قيل: يا إبراهيمهؤلاء شيعتهم ، شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال إبراهيم، وبما تعرف شيعته؟
فقال : بصلاة احدى وخمسين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، والقنوت قبل الركوع والتختم في اليمين ، فعند ذلك قال إبراهيم: اللهم اجعلني من شيعة أمير المؤمنين . قال فأخبر الله في كتابه فقال : (( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبرَاهِيمَ )) ، (تفسير البرهان ، 4، 20، ح2 وبحار الأنوار ، 36، 151 و214)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوجد قولان في مرجع ضمير كلمة شيعته في الآية:
القول الأوّل: إن الضمير المتصل يرجع إلى النبي نوح (عليه السلام) أي أن من شيعة نوح لأبراهيم (عليه السلام) لأنه كان على منهاج نوح وسنته في التوحيد واتباع الحق.
القول الثاني: إن الضمير المتصل راجع إلى النبي الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) أي أن من شيعته النبي محمّد لأبراهيم (عليه السلام) لأن إبراهيمخبر مخبره فاتّبعه ودعا له.
وإختار القول الأوّل بعض مفسري الشيعة والسنة، واستدلوا عليه بأن الثاني لا دليل عليه من جهة اللفظ ، بمعنى أنّه لم يجر لمحمّد (صلى الله عليه وآله) ذكر ، فهو ترك الظاهر (تفسير التبيان ، الطوسي، 8، 507) هذا مضافاً إلى عدم مساعدة السياق عليه (تفسير الميزان ، 17، 147).
وذهب إلى القول الثاني : إبن الأعرابي ووافقه عليه العزاء (لسان العرب ، 8، 188 وتفسير التبيان للطوسي ، 8، 507)، وكذا ذكره الطبرسي قدس سرّه في تفسيره (مجمع البيان، 8، 234)، وكذا الكلبي برواية الرازي في التفسير (تفسير الرازي،26، 146).
والظاهر قوة القول الثاني لوجوه:
الأوّل: إن سياق الآيات هذا لا يعارض بعض الأخبار الدالة على الوجه الثاني ، لا سيما أنها في صدد بيان مراتب التأويل ـ أي البطون ـ فلا معنى حينئذٍ لتصوّر معارضة هذا السياق لها ، هذا فضلاً عن أنّ يدّعى ترجيحه على دلالتها.
الثاني: حجّية السياق لا تتقدم على ظواهر الأخبار المبيّنة كمراتب التأويل ((لأن الكفاية عمّن لم يجر له ذكر جائزة إذا اقترن بذلك دليل كما قال تعالى : (( حَتَّى تَوَارَت بِالحِجَابِ )) (ص:32) ولم يجر للشمس ذكر)) (تفسير التبيان للطوسي، 8، 508).
تبيّن بهذا أن السياق لا ينافي مراتب التأويل ، وشهد له ما روي عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: قوله عزّ وجلّ (( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبرَاهِيمَ )) أي إبراهيم (عليه السلام) من شيعة علي (عليه السلام) (تفسير البرهان 4، 20).
ويؤيّد هذا التأويل ما رواه الشيخ محمّد بن الحسن بسند طويل قال:
سأل جابر بن يزيد الجعفي، جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) عن تفسير هذه الآية (( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبرَاهِيمَ )) فقال (عليه السلام) : إن الله سبحانه لمّا خلق إبراهيم (عليه السلام) كشف له عن بصره فنظر فرأى نوراً إلى جنب العرش ، فقال : إلهي ما هذا النور؟ فقيل له : هذا نور محمّد صفوتي من خلقي ورأى نورا إلى جنبه فقال: إلهي وما هذا النور؟ فقيل له: هذا نور علي بن أبي طالب ناصر ديني ،رأى إلى جنبهما ثلاثة أنوار ، فقال : إلهي وما هذه الأنوار؟ فقيل : هذا نور فاطمة فطمت محبيها من النار، ونور ولديها الحسن والحسين، فقال : إلهي وأرى تسع أنوار قد حفّوا بهم؟ قيل : يا إبراهيم هؤلاء الأئمّة من ولد علي وفاطمة، فقال إبراهيم: إلهي بحق هؤلاء الخمسة إلاّ ما عرفتني من التسعة؟
فقيل : يا إبراهيمأولهم : علي بن الحسين وابنه محمّد وابنه جعفر وابنه موسى وابنه علي وابنه محمّد وابنه علي وابنه الحسن ، والحجّة القائم ابنه ، فقال إبراهيم: إلهي وسيدي أنواراً قد أحدقوا بهم لا يحصى عددهم إلا أنت؟ قيل: يا إبراهيمهؤلاء شيعتهم ، شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال إبراهيم، وبما تعرف شيعته؟
فقال : بصلاة احدى وخمسين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، والقنوت قبل الركوع والتختم في اليمين ، فعند ذلك قال إبراهيم: اللهم اجعلني من شيعة أمير المؤمنين . قال فأخبر الله في كتابه فقال : (( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبرَاهِيمَ )) ، (تفسير البرهان ، 4، 20، ح2 وبحار الأنوار ، 36، 151 و214)