مشاهدة النسخة كاملة : انعقاد مؤتمر العلماء والصحوة الإسلامية في طهران
alyatem
01-05-2013, 10:12 AM
http://www.rohama.org/files/ar/news/2013/4/30/38879_506.jpg
بدأت في العاصمة الإيرانية طهران، الاثنين 29 ابريل الجاري، فعاليات مؤتمر "علماء الأمة والصحوة الإسلامية" الدولي والذي استغرق يومين. والأمانة الدائمة للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية تنظم هذا المؤتمر الذي من المقرر أن يستغرق يومين بمشاركة واسعة لعلماء ومفكرين وأصحاب الرأي وباحثين مسلمين من جميع أنحاء العالم في العاصمة الايرانية طهران.
وبحسب منظمي المؤتمر هنالك نحو 500 مشارك يأتي من خارج البلاد للمشاركة في هذا المؤتمر الدولي كما أن هنالك 200 خبير ومفكر إيراني سيشاركون فى اعمال هذا المؤتمر وهنالك 350 مقالة قد تم إرسالها الى أمانة المؤتمر ليتم عرضها خلال مؤتمر "علماء الأمة والصحوة الإسلامية".
ولقد افتتح المؤتمر أية الله العظمى سماحة الإمام السيد علي الخامنئي بكلمة أكد في مستهلها أن الصحوة الاسلامية تشكل أولوية للعالم الإسلامي وللعالم قاطبة. وشدد الامام الخامنئي على أن ما نشهده اليوم هو خروج الإسلام من الهامش واضطلاعه بدور في المعادلات مضيفاً ان الرجعيين والمستكبرين لا يريدون حتى التلفظ بمصطلح الصحوة الإسلامية. وأوضح الامام الخامنئي أن الشرارة الأولى للصحوة الإسلامية انطلقت عندما بدأ الاستعمار باحتلال البلدان الإسلامية؛ مبيناً أن الكثير من أسماء علماء الدين اللامعة كالإمام الخميني(ره) سطروا ملاحم في مواجهة الاستعمار؛ وإن الآلاف من علماء الدين كان لهم دور كبير في اصلاح مجتمعاتهم .واضاف الامام الخامئني على أن الصحوة الإسلامية تحظى بدعم الأمة وتزعج الأعداء؛ مؤكداً أن الصحوة الإسلامية بدأت بإزعاج الغرب لكونها ستقف بوجه غطرسته .
ولفت الامام الخامنئي بالقول: من الخطورة بمكان أن يركن العلماء لملذات الدنيا وأن تفقد الأمة الثقة بهم محذراً من أن القوى الدولية تشير إلى مرجعيات غير موثوقة وعلى علماء الدين الحذر من هذه المخططات. ورأى سماحته ان الاهداف السامية للصحوة الاسلامية والخطط طويلة الامد ستضئ طريق الامة الاسلامية مشددا على ان الحضارة الاسلامية يجب ان تكون قائمة على العدالة . وأكد على ان باستطاعتنا ان نكسر احتكار قوى الغطرسة منوها الى ان ترجمة الاهداف السامية في المجتمع الاسلامي تتطلب توظيف تعاليم القرآن الكريم ونبذ المظاهر السلبية الغربية .
وفي جانب اخر من كلمته اكد الامام الخامنئي على ضرورة استخلاص العبر من دروس الماضي منوها الى محاولات الغرب الرامية لالصاق تهم الغطرسة والظلم بالدين الاسلامي وقال "ان الذين اعتمدوا على أميركا فشلوا في حل أدنى مشكلة من مشاكلهم و الخلافات هي إحدى الاخطار التي تهدد الصحوة الاسلامية التي خسرها البعض من خلال التبعية لاميركا" .
ويتطرق المشاركون الى مناقشة 6 محاور رئيسية وهي "الأسس النظرية للصحوة الإسلامية" ، و"دور العلماء في الصحوة الإسلامية"، و"العلماء؛ والإمكانيات والتحديات في العالم الإسلامي"، و"نوع الحكومة المطلوبة في الإسلام"، و"العالم المستقبلي ومكانة الأمة الإسلامية"، و"الرسول الأعظم (ص) محور الأمة الإسلامية".
ومن الموضوعات التي يهدف المنظمون والمشاركون في المؤتمر الى مناقشتها هي "إحياء المباديء وتطبيق القيم والأهداف الإسلامية وفق الشريعة الإسلامية والقرآن الكريم"، و"إحياء تجديد العزة والكرامة الإسلامية والوطنية في الدول الإسلامية"، و"تكوين قوة إسلامية دولية وخلق حضارة إسلامية جديدة على أساس الدين والعقلانية والعلم والأخلاق"، و"خلق مناخ للتعامل بين التيارات المختلفة والشخصيات والوجهاء، ونقل التجارب والخبرات بين الحركات"، و"مواجهة التدخلات" وغيرها من الموضوعات المهمة التي ستتم مناقشتها في هذا المؤتمر خلال اليومين.
ومن المحاور الأخرى التي يتم التطرق اليها في هذا المؤتمر هي "فاعلية جبهة الكفر والاستكبار في بناء نظام سياسي جديد"، و"تقديم نموذج الديموقراطية الاسلامية بدلاً من نموذج الديموقراطية الغربية"، و"محاربة الظلم والقهر والهيمنة الأحادية"، و"الإمبريالية العالمية والصهيونية العالمية"، و"تعزيز الروح الوطنية واحترام الذات في مواجهة الدعاية الاعلامية والنفسية لنظام الهيمنة".
وتعقد اللجان المتخصصة والمكونة من علماء الدين من مختلف المذاهب الإسلامية جلساتها للبحث في آفاق وتحديات الصحوة الإسلامية والمقاومة والمقدسات والفتنة المذهبية والتخويف من الإسلام.
ويشارك في هذا المؤتمر أكثر من ستمئة وثلاثين عالماً ومفكراً من مختلف الدول والمذاهب إلى جانب ناشطين سلفيين وجماعات أخرى يطرحون وجهات نظرهم في جلسات تخصصية.
كما يتناول المؤتمر الأزمة السورية حيث يعقد العلماء والمفكرون اجتماعات عامة لمناقشة آخر مستجدات الساحة السورية.
يشار إلى أن المؤتمر سيتم تغطيته من قبل 400 مراسل داخلي وخارجي يمثلون 250 وسيلة إعلامية.
وكالات
alyatem
01-05-2013, 10:12 AM
http://image.almanar.com.lb/edimg/2013/culture/Asia/Eran/EmamKamenaee/imam29.jpg
نص كلمة الإمام الخامنئي في مؤتمر علماء الدين والصحوة الإسلامية
فيما يلي النص الكامل لخطاب الإمام الخامنئي في مؤتمر علماء الدين والصحوة الإسلامية الذي اقيم بمشاركة علماء العالم الإسلامي بطهران:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد المصطفى وآله الأطيبين وصحبه المنتجبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أرحب بكم أيها الضيوف الأعزاء، وأسأل الله العزيز والرحيم أن يبارك في هذا الجهد الجماعي، وأن يجعله شوطاً فاعلاً على طريق حياة أفضل للمسلمين إنه سميع مجيب.
موضوع الصحوة الإسلامية الذي ستتناولونه في هذا المؤتمر هو اليوم في رأس قائمة قضايا العالم الإسلامي والأمة الإسلامية.. إنه ظاهرة عظيمة لو بقيت سليمة وتواصلت بإذن الله لاستطاعت أن تقيم الحضارة الإسلامية في أفق ليس ببعيد للعالم الإسلامي ومن ثَمّ للبشرية جمعاء.
إنّ البارز أمام أعيننا اليوم، ولا يستطيع أي إنسان مطّلع وذي بصيرة أن ينكره هو أن الإسلام اليوم قد خرج من هامش المعادلات الاجتماعية والسياسية في العالم، واتخذ مكانة بارزة وماثلة في مركز العناصر الفاعلة لحوادث العالم، ليقدم رؤية جديدة على ساحة الحياة والسياسة والحكم والتطورات الاجتماعية.
ويشكل ذلك، في عالمنا المعاصر الذي يعاني بعد هزيمة الشيوعية والليبرالية من فراغ فكري ونظري عميق، ظاهرةً ذات مغزى وأهمية بالغة.
وهذا أول أثر تركته الحوادث السياسية والثورية في شمال أفريقيا والمنطقة العربية على الصعيد العالمي، و يبشّر بدوره ببروز حقائق أكبر في المستقبل.
إنّ الصحوة الإسلامية التي يتجنب ذكرها المتحدثون باسم جبهة الاستكبار والرجعية، بل يخافون أن يجري اسمها على ألسنتهم، هي حقيقة نرى معالمها اليوم في أرجاء العالم الإسلامي كافة.
وأبرز معالمها تطلع الرأي العام وخاصة فئة الشباب إلى إحياء مجد الإسلام وعظمته، ووعيهم لحقيقة نظام الهيمنة العالمية، وانكشاف الوجه الخبيث والظالم والمستكبر لحكومات ودوائر أنشبت أظفارها الدامية لأكثر من قرنين في المشرق الإسلامي وغير الإسلامي، وجعلت مقدرات الشعوب عرضة لنزعتها الشرسة والعدوانية نحو الهيمنة، وذلك بنقاب المدنية والحضارة.
أبعاد هذه الصحوة المباركة واسعة غاية السعة وذات امتداد رمزي، ولكن ما حققته من حاضر العطاء في بعض بلدان شمال أفريقيا من شأنه أن يجعل القلوب واثقة بمعطيات مستقبلية كبرى وهائلة.
إن تحقق معاجز الوعود الإلهية يحمل دائماً معه دلالات أمل يبشّر بتحقق وعود أكبر.
وما يحكيه القرآن الكريم عن الوعدين الالهيين لأم موسى هو نموذج من هذه السنة الربانية. إذ في تلك اللحظات العسيرة، حيث صدر الأمر بإلقاء الصندوق حامل الرضيع في اليمّ، جاء الخطاب الإلهي بالوعد (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيك وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) إن تحقق الوعد الأول، وهو الوعد الآصغر الذي شد على قلب الأم، أصبح منطلقًا لتحقق وعد الرسالة، وهو أكبر بكثير، ويستلزم طبعًا تحمل المشاق والمجاهدة والصبر الطويل (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كي تَقَرَّ عَينُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ...) هذا الوعد الحقّ هو تلك الرسالة الكبرى التي تحققت بعد سنين وغيرت مسيرة التاريخ.
ومن النماذج الاخرى التذكير بالقدرة الإلهية الفائقة في قمع المهاجمين للكعبة، والذي ورد في القرآن بلسان الرسول الآعظم (ألم يجعل كيدهم في تضليل) وذلك لتشجيع المخاطبين لامتثالهم الأمر الالهي: (فليعبدوا رب هذا البيت).
وفي موضع آخر يذكر سبحانه رسوله بما أغدقه عليه من نعم تشبه المعجزة: (أَلَمْ يجِدْك يتِيمًا فَآوَى، وَوَجَدَك ضَالًّا فَهَدَى) ليكون ذلك وسيلة لتقوية معنويات نبيه الحبيب وإيمانه بالوعد الإلهي في قوله (مَا وَدَّعَك رَبُّك وَمَا قَلَى) ومثل هذه الأمثلة كثيرة في القرآن الكريم.
حين انتصر الإسلام في إيران، واستطاع أن يفتح قلعة أمريكا والصهيونية في أحد أكثر البلدان حساسية من هذه المنطقة المهمة بامتياز، عَلِم أهل العبرة والحكمة أنهم إذا انتهجوا الصبر والبصيرة فإن فتوحات أخرى ستتوالى، وتوالت.
الحقائق الساطعة في الجمهورية الإسلامية والتي يعترف بها الأعداء قد تحققت بأجمعها في ظل الثقة بالوعد الإلهي والصبر والمقاومة والاستمداد من ربّ العالمين.
شعبنا كان يرفع دائمًا صوته بالقول (كلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيهْدِينِ) أمام وسوسة الضعفاء الذين كانوا يرددون في الفترات الحرجة (إِنَّا لَمُدْرَكونَ).
هذه التجربة الغالية هي اليوم في متناول الشعوب التي نهضت بوجه الاستكبار والاستبداد، واستطاعت أن تسقط أو تزلزل عروش الحكومات الفاسدة الخاضعة والتابعة لأمريكا.
الثبات والصبر والبصيرة والثقة بالوعد الإلهي في قوله سبحانه: (وَلَينصُرَنَّ اللهُ مَن ينصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِي عَزِيزٌ) بإمكانها أن تمهّد طريق العزّ هذا أمام الأمة الإسلامية حتى تصل إلى قمة الحضارة الإسلامية.
إنني في هذا الاجتماع الهام لعلماء الأمة بمختلف أقطارهم ومذاهبهم أرى من المناسب أن أبين عدة نقاط ضرورية حول قضايا الصحوة الإسلامية:
الأولى: إن الأمواج الأولى للصحوة في بلدان هذه المنطقة، والتي اقترنت ببدايات دخول الغزو الاستعماري، قد انطلقت غالباً على يد علماء الدين والمصلحين الدينيين.
لقد خلدت صفحات التاريخ وللأبد أسماء قادة وشخصيات بارزة من أمثال السيد جمال الدين الأسدآبادي ومحمد عبده والميرزا الشيرازي والآخوند الخراساني ومحمود الحسن ومحمد علي والشيخ فضل الله النوري والحاج آقا نورالله وأبي الأعلى المودودي وعشرات من كبار علماء الدين المعروفين والمجاهدين والمتنفذين من إيران ومصر والهند والعراق.
ويبرز في عصرنا الراهن اسم الإمام الخميني العظيم مثل كوكب ساطع على جبين الثورة الإسلامية في إيران.
وكان لمئات العلماء المعروفين وآلاف العلماء غير المعروفين في الحاضر والماضي دور في المشاريع الإصلاحية الكبيرة والصغيرة على ساحة مختلف البلدان.
وقائمة المصلحين الدينيين من غير علماء الدين كحسن البنا وإقبال اللاهوري هي طويلة أيضاً وتثير الإعجاب.
وكانت المرجعية الفكرية لعلماء الدين ورجال الفكر الديني بدرجة وأخرى، وفي كل مكان.
إنهم كانوا سنداً روحياً قوياً للجماهير، وحيثما قامت قيامة التحولات الكبرى ظهروا في دور المرشد والهادي، وتقدموا لمواجهة الخطر في مقدمة صفوف الحراك الشعبي، وازداد الارتباط الفكري بينهم وبين الناس، وازداد معه تأثيرهم في دفع الناس نحو الطريق الصحيح.
وهذا له من الفائدة والبركة لنهضة الصحوة الإسلامية بمقدار ما يجرّ على أعداء الأمة والحاقدين على الإسلام والمعارضين لسيادة القيم الإسلامية من انزعاج وامتعاض ما يدفعهم إلى محاولة إلغاء هذه المرجعية الفكرية للمؤسسات الدينية واستحداث أقطاب جديدة عرفوا بالتجربة أنها يمكن المساومة معها بسهولة على حساب المبادئ والقيم الدينية.
وهذا ما لا يحدث إطلاقاً مع العلماء الأتقياء ورجال الدين الملتزمين.
إن هذا يضاعف ثقل مسؤولية علماء الدين.
فعليهم أن يسدّوا الطريق أمام الاختراق بفطنة ودقة متناهية وبمعرفة أساليب العدوّ الخادعة وحيله، وأن يحبطوا مكائده.
إن الانشداد بالموائد الملونة بمتاع الدنيا من أكبر الآفات.
والتلوث بهبات أصحاب المال والسلطة وعطاياهم، والارتباط المادي بطواغيت الشهوة والقوة من أخطر عوامل الانفصال عن الناس والتفريط بثقتهم ومحبتهم. الأنانية وحبّ الجاه الذي يجرّ الضعفاء إلى أقطاب القوة يشكلان أرضية خصبة للتلوث بالفساد والانحراف.
لابد أن نضع نصب أعيننا قوله سبحانه (تِلْك الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يرِيدُونَ عُلُوًّا في الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
إننا اليوم، في عصر حراك الصحوة الإسلامية وما تبعثه في النفوس من أمل، نشاهد أحيانًا مساعي خدم أمريكا والصهيونية لاصطناع مرجعيات فكرية مشبوهة من ناحية، ومساعي الغارقين في المال ومستنقع الشهوات لجرّ أهل الدين والتقوى إلى موائدهم المسمومة الملوثة من ناحية أخرى.
فعلى علماء الدين والرجال المتدينين والمحافظين على الدين أن يراقبوا هذه الأمور بشدة ودقّة.
المسألة الثانية، ضرورة رسم هدف بعيد المدى للصحوة الإسلامية في البلدان المسلمة يوضع أمام الجماهير ليكون البوصلة في حركتها للوصول اليه.
وبمعرفة هذا الهدف يمكن رسم خريطة الطريق وتحديد الأهداف القريبة والمتوسطة.
هذا الهدف النهائي لا يمكن أن يكون أقل من إقامة «الحضارة الإسلامية المجيدة».
الأمة الإسلامية، بكل أجزائها في إطار الشعوب والبلدان، يجب أن تعتلي مكانتها الحضارية التي يدعو إليها القرآن الكريم .
إن من الخصائص الأصلية والعامة لهذه الحضارة استثمار أبناء البشر لجميع ما أودعه الله في عالم الطبيعة وفي وجودهم من مواهب وطاقات مادية ومعنوية لتحقيق سعادتهم وسموّهم.
ويمكن، بل وينبغي مشاهدة مظاهر هذه الحضارة في إقامة حكومة شعبية، وفي قوانين مستلهمة من القرآن، وفي الاجتهاد وتلبية الاحتياجات المستحدثة للبشر، وفي رفض الجمود الفكري والرجعية وناهيك عن البدعة والالتقاط، وفي إنتاج الرفاه والثروة العامة، وفي استتباب العدل، وفي التخلص من الاقتصاد القائم على الاستئثار والربا والتكاثر، وفي إشاعة الأخلاق الإنسانية، وفي الدفاع عن المظلومين في العالم، وفي السعي والعمل والابداع .
ومن مستلزمات هذا البناء الحضاري النظرة الاجتهادية والعلمية للساحات المختلفة بدء من العلوم الإنسانية ونظام التربية والتعليم الرسمي، ومروراً بالاقتصاد والنظام المصرفي ، وانتهاء بالانتاج الفني والتقني ووسائل الإعلام الحديثة والفن والسينما بالإضافة إلى العلاقات الدولية وغيرها من الساحات. وتدل التجربة أن كل ذلك ممكن وفي متناول مجتمعاتنا بطاقاتها المتوفرة.
لا يجوز أن ننظر إلى هذا الأفق بنظرة متسرعة أو متشائمة.
التشاؤم في تقويم قدراتنا كفران بنعم الله، والغفلة عن الإمداد الإلهي ودعم سنن الكون انزلاق في ورطة (الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ).
نحن قادرون على أن نكسر حلقات الاحتكارات العلمية والاقتصادية والسياسية لقوى الهيمنة، وأن نجعل الأمة الإسلامية سبّاقة لإحقاق حقوق أكثرية شعوب العالم التي هي اليوم مقهورة أمام أقلية مستكبرة.
الحضارة الإسلامية بمقوماتها الإيمانية والعلمية والأخلاقية وعبر الجهاد الدائم قادرة أن تقدم للأمة الإسلامية وللبشرية المشاريع الفكرية المتطورة والأخلاق السامية، وأن تكون منطلق الخلاص من مظالم الرؤية المادية للكون ومن الأخلاق الغارقة في مستنقع الرذيلة التي تشكل أركان الحضارة الغربية القائمة.
المسألة الثالثة: في اطار حركات الصحوة الإسلامية يجب الاهتمام باستمرار بالتجربة المرّة والفظيعة التي تركتها التبعية للغرب على السياسة والأخلاق والسلوك ونمط الحياة .
البلدان الإسلامية خلال أكثر من قرن من التبعية لثقافة الدول المستكبرة وسياستها قد مُنيت بآفات مهلكة مثل الذيلية والذلة السياسية والفقر الاقتصادي وتهاوي الأخلاق والفضيلة، والتخلف العلمي المخجل، بينما الأمة الإسلامية تمتلك تاريخاً مشرقاً من التقدم في جميع هذه المجالات.
هذا الكلام لا ينبغي اعتباره مناصبة العداء للغرب، نحن لا نكن العداء لأية مجموعة إنسانية بسبب تمايزها الجغرافي.
نحن تعلمنا من علي عليه السلام ما قاله عن الإنسان أنه: «إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق» اعتراضنا إنما هو على الظلم والاستكبار والتحكم والعدوان والفساد والانحطاط الاخلاقي والعملي الذي تمارسه القوى الاستعمارية والاستكبارية ضد شعوبنا.
ونحن الآن أيضاً نشاهد تحكم وتدخل وتعنّت أمريكا وبعض ذيولها في المنطقة داخل البلدان التي تحوّل فيها نسيم الصحوة إلى نهوض عاصف وإلى ثورة.
وعود هؤلاء وتوعداتهم يجب أن لا تؤثر في قرارات ومبادرات النخب السياسية وفي الحركة الجماهيرية العظيمة.
وهنا أيضاً يجب أن نتلقى الدروس من التجارب. أولئك الذين انشدّت قلوبهم لسنوات طويلة بوعود أمريكا وجعلوا الركون إلى الظالم أساسًا لنهجهم وسياستهم لم يستطيعوا أن يحلّوا مشكلة من مشاكل شعبهم أو أن يبعدوا ظلمًا عنهم أو عن غيرهم.
بل إن هؤلاء باستسلامهم لأمريكا لم يستطيعوا أن يحولوا دون هدم بيت فلسطيني واحد على الأقل في إرض هي ملك الفلسطينيين.
الساسة والنخب المخدوعة بالتطميع أو المرعوبة بتهديد جبهة الاستكبار والذين يخسرون فرصة الصحوة الإسلامية يجب أن يخشوا ما وجهه الله سبحانه إليهم من تهديد إذ قال: " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللهِ كفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ، جَهَنَّمَ يصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ ".
المسألة الرابعة: إن أخطر ما يواجه حركة الصحوة الاسلامية اليوم، إثارة الخلافات ودفع هذا الحراك نحو صدامات دموية طائفية ومذهبية وقومية ومحلية.
هذه المؤامرة تتابع أجهزة الجاسوسية الغربية والصهيونية تنفيذها اليوم بجدٍ واهتمام في منطقة تمتد من شرق آسيا حتى شمال أفريقيا وخاصة في المنطقة العربية بدعم من دولارات النفط والساسة المأجورين.
والأموال التي يمكن استخدمها في تحقيق رفاه خلق الله، تُنفق في التهديد والتكفير والاغتيال والتفجير وإراقة دم المسلمين وإضرام نيران الأحقاد الدفينة.
أولئك الذين يرون في قوة اتحاد المسلمين مانعًا لتطبيق أهدافهم الخبيثة رأوا في إثارة الخلافات داخل الأمة الإسلامية أيسر طريق لتنفيذ أهدافهم الشيطانية، وجعلوا من اختلاف وجهات النظر في الفقه والكلام والتاريخ والحديث، وهو اختلاف طبيعي لا يمكن اجتنابه، ذريعة للتكفير وسفك الدماء والفتنة والفساد.
نظرة فاحصة لساحة النزاعات الداخلية تكشف بوضوح يد العدوّ وراء هذه المآسي.
هذه اليد الغادرة تستثمر دون شك الجهل والعصبية والسطحية في مجتمعاتنا، وتصبّ الزيت على النار.
مسؤولية المصلحين والنخب الدينية والسياسية في هذا الخضمّ ثقيلة جداً.
ليبيا بشكل، ومصر وتونس بشكل أخر، وسوريا بشكل ، وباكستان بشكل أخر، والعراق ولبنان بشكل تعاني اليوم أو في معرض المعاناة من هذه النيران الخطرة.
لابدّ من المراقبة الشديدة والبحث عن العلاج. إنها من السذاجة أن نعزو كل ذلك إلى عوامل ودوافع عقائدية أو قومية.
الدعاية الغربية والإعلام الإقليمي التابع والمأجور يصوّران الحرب المدمّرة في سورية بأنها نزاع سنّي ـ شيعي، ويوفران بذلك مساحة آمنة للصهاينة وأعداء المقاومة في سوريا ولبنان.
بينما النزاع في سوريا ليس بين طرفين سنة وشيعة ، بل بين أنصار المقاومة ضد الصهيونية ومعارضي هذه المقاومة.
ليست حكومة سوريا حكومة شيعية، ولا المعارضة العلمانية المعادية للاسلام مجموعة سنية.
إنما المنفذين لهذا السيناريو المأساوي كانوا بارعين في قدرتهم على استغلال المشاعر الدينية للسذج في هذا الحريق المهلك.
نظرة إلى الساحة والفاعلين فيها على المستويات المختلفة توضّح هذه المسألة لكل إنسان منصف.
هذه الموجة الإعلامية تؤدي دورها بشكل آخر في البحرين لاختلاق الكذب والخداع.
في البحرين هناك أكثرية مظلومة محرومة لسنوات طويلة من حق التصويت وسائر الحقوق الأساسية للشعب، قد نهضت للمطالبة بحقها.
ترى هل يصح أن نعتبر الصراع شيعيا سنياً لأن هذه الأكثرية المظلومة من الشيعة، والحكومة المتجبرة العلمانية تتظاهر بالتسنّن ؟! المستعمرون الأوربيون والأمريكيون ومن لفّ لفهم في المنطقة يريدون طبعًا أن يصوّروا الأمر بهذا الشكل، ولكن أهذه هي الحقيقة؟!
هذا ما يستدعي من جميع علماء الدين المصلحين والمنصفين أن يقفوا تجاهه بتأمل ودقة وشعور بالمسؤولية، ويحتم عليه أن يعرفوا أهداف العدو في إثارة الخلافات الطائفية والقومية والحزبية.
المسألة الخامسة: إن سلامة مسيرة حركات الصحوة الإسلامية يجب أن نبحث عنها فيما نبحث في موقفها تجاه قضية فلسطين.
منذ ستين عامًا حتى الآن لم تنزل على قلب الأمة الإسلامية كارثة أكبر من اغتصاب فلسطين.
مأساة فلسطين منذ اليوم الأول حتى الآن كانت مزيجاً من القتل والارهاب والهدم والغصب والاساءة إلى المقدسات الإسلامية.
وجوب الصمود والنضال أمام هذا العدو المحارب هو موضع اتفاق جميع المذاهب الإسلامية ومحل إجماع كل التيارات الوطنية الصادقة والسليمة.
إنّ كل تيار في البلدان الإسلامية يتناسى هذا الواجب الديني والوطني انصياعاً للإرادة الأمريكية المتعنتة أو بمبررات غير منطقية يجب أن لا يتوقع غير التشكيك في وفائه للإسلام وفي صدق ادعاءاته الوطنية.
إنّ هذا هو المحك.
كل من يرفض شعار تحرير القدس الشريف وإنقاذ الشعب الفلسطيني وأرض فلسطين أو يجعلها مسألة ثانوية ويدير ظهره لجبهة المقاومة فهو متّهم.
الأمة الإسلامية يجب أن تضع نصب عينيها هذا المؤشر والمعيار الواضح الأساسي في كل مكان وزمان.
أيها الضيوف الأعزاء..
أيها الإخوة والأخوات.
لا تبعدوا عن أنظاركم كيد العدوّ، فإن غفلتنا توفّر الفرصة للعدوّ.
إنّ درس علي عليه السلام لنا هو أنه: «من نام لم ينَم عنه».
تجربتنا في الجمهورية الإسلامية هي بدورها مليئة بدروس العبرة في هذا المجال.
إذ بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، بدأت الحكومات الغربية والأمريكية المستكبرة التي كانت منذ أمد بعيد تسيطر على طواغيت إيران وتتحكم في المصير السياسي والاقتصادي والثقافي لبلدنا، وتستهين بالقوة الضخمة للايمان الإسلامي في داخل المجتمع، وكانت غافلة عن قوة الإسلام والقرآن في التعبئة والتوجيه ، بدأت تفهم فجأة ما وقعت فيه من غفلة، فتحركت دوائرها السيادية وأجهزتها الاستخبارية ومراكز صنع القرار فيها لِتَجبُرَ ما مُنيت به من هزيمة فاحشة .
رأينا خلال هذه الأعوام الثلاثين وبضع الأعوام أنواع المؤامرات والمخططات، والذي بدّد مكرهم أساسًا هو عاملان: الثبات على المبادئ الإسلامية والحضور الجماهيري في الساحة. هذان العاملان هما مفتاح الفتح والفَرَج في كل مكان.
العامل الأول يضمنه الإيمان الصادق بالوعد الإلهي، والعامل الثاني سيبقى ببركة الجهود المخلصة والبيان الصادق.
الشعب الذي يؤمن بصدقِ قادته وإخلاصهم يجعل الساحة فاعلة بحضوره المبارك.
وأينما بقي الشعب في الساحة بعزم راسخ فإن أية قدرة ستكون عاجزة عن إنزال الهزيمة به.
هذه تجربة ناجحة لكل الشعوب التي صنعت بحضورها الصحوة الإسلامية.
أسأل الله تعالى لكم ولكل الشعوب أن يسددكم ويأخذ بناصركم ويعينكم ويغدق عليكم شآبيب رحمته إنه تعالى سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
alyatem
01-05-2013, 10:14 AM
صور مؤتمر علماء والصحوة الإسلامية
http://farsi.khamenei.ir/ndata/news/22407/C/13920209_0122407.jpg
http://farsi.khamenei.ir/ndata/news/22407/C/13920209_0222407.jpg
http://farsi.khamenei.ir/ndata/news/22407/C/13920209_0322407.jpg
http://farsi.khamenei.ir/ndata/news/22407/C/13920209_0422407.jpg
http://farsi.khamenei.ir/ndata/news/22407/C/13920209_0522407.jpg
http://farsi.khamenei.ir/ndata/news/22407/C/13920209_0622407.jpg
http://farsi.khamenei.ir/ndata/news/22407/C/13920209_0722407.jpg
http://farsi.khamenei.ir/ndata/news/22407/C/13920209_2022407.jpg
http://farsi.khamenei.ir/ndata/news/22407/C/13920209_2122407.jpg
http://farsi.khamenei.ir/ndata/news/22407/C/13920209_2222407.jpg
http://farsi.khamenei.ir/ndata/news/22407/C/13920209_2322407.jpg
مزيد من الصور (http://www.rohama.org/ar/news/12449/%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D 8%A9-2)
alyatem
01-05-2013, 10:17 AM
اشكال الصحوة الاسلامية المتجسدة في" مصر، لبنان والبحرين "
وتحدياتها الداخلية والخارجية
كلمة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم
http://www.rohama.org/files/ar/news/2013/4/29/38841_701.jpg
ألقى نائب الأمين لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كلمة في مؤتمر علماء الدين والصحوة الإسلامية في مؤتمر علماء والصحوة الإسلامية حول أشكال الصحوة الإسلامية المتجسدة في مصر ولبنان والبحرين وتحديتها الداخلية والخارجية فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أكمل الله تعالى النعمة على الانسان بالإسلام، وأرسل نبيه بها رحمة للعالمين، "وما أرسلناك إلى رحمة للعالمين"، الذي أوصى بها لسعادة البشرية في الدارين، قال رسول الله (ص) : "يا أبا ذر: إحفظ ما أوصيك به تكن سعيداً في الدنيا والآخرة"، ثم عدَّد له وصايا الإسلام في مسائل الحلال والحرام.
شقَّ الإسلام طريقه في أصعب الظروف ومع أشد الأقوام جهلاً، فدخل الناس في دين الله أفواجاً، فانتشر انتشارا عظيماً، ثم واجه تحدِّيين كبيرين:
أحدهما داخلي وقد اتخذ أشكالاً متعددة: كالتنافس على السلطة، والتحجر، والمغالاة، والتكفير..
وثانيهما خارجي بمواجهة الأعداء على المستويات الثقافية والسياسية والعسكرية ومحاولة القضاء على الإسلام والمسلمين.
حفظ الأئمة والعلماء هذه المسيرة، وبذلوا جهوداً وتضحيات كبيرة، لإبقاء الشعلة مضيئة على خط الاستقامة، إلى أن نجحت نهضة الإمام الخميني (قده) في إقامة دولة الإسلام المباركة في إيران عام 1979، لتشكِّل بيرق الصحوة الإسلامية المضيئة في النصف الثاني من القرن العشرين, في ظل ظروف دولية وإقليمية قاتمة وخطرة في حياة أمتنا.
لقد شكَّلت الثورة الإسلامية الإيرانية الإنجاز المنعطف، وأمدَّت العلماء وحركات التحرر والشعوب بزخم النور الإلهي، وأعطت الأمل من جديد بعودة الإسلام إلى الحياة السياسية والقيادية والعملية، وكشفت زيف الأطروحات الاستكبارية والتابعة لها في منطقتنا، وهي التي مثَّلت ماء الحياة المعاصرة: "وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ" (الحج 5).
وقد نشطت محاولات الهيمنة السياسية والاقتصادية والثقافية في منطقتنا بدل الاحتلال العسكري المباشر إلا في فلسطين، لكن بدأت تنمو في المقابل مساعي العودة إلى الأصالة ورفض التبعية، وعاد الإسلام يتصدر النقاشات وحياة الناس، فاصطدمت محاولات الأمركة والتغريب ذات الاتجاه المادي بحركة العلماء والمجاهدين وعامة المؤمنين، ثم حاول الغرب أن يستوعب موجة العودة إلى الإسلام, فصنَّف المسلمين واتجاهاتهم بين الاعتدال والتطرُّف، واصفاً جماعته بالمعتدلين وكل الآخرين بالمتطرفين. لكن هذا الأمر لم يغيِّر واقع انتشار الصحوة الإسلامية واتساعها, وتنوع آثارها, وبروزها كتحدٍّ حقيقي لمستقبل الشعوب الإسلامية.
ميزة هذه الصحوة الإسلامية أنها استوعبت العناوين الوطنية والقومية والتحررية واختلاف الأعراق واللغات، فقد تماهت مع حب الأوطان وتحريرها، واجتماع القوم على القضايا المشتركة، ومع التحرر من هيمنة الاستكبار وعملائه. وقوتها أنَّها تهدي أتباعها إلى سرِّ حياتهم العزيزة، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" (الأنفال:24), وهي مستمرة ومتصاعدة وستشمل كل المنطقة بإذن الله تعالى.
وقد اتخذت الصحوة أشكالاً ثلاثة:
1- تغيير أنظمة الحكم بالحد أدنى, الذي تمثل بإسقاط الحكام الفعليين كتونس ومصر وليبيا، إلى الحد الأقصى بتغيير الدستور والقوانين كما حصل في إيران.
2- المقاومة ضد الاحتلال الأجنبي ومثاله المضيء مقاومة حزب الله في لبنان ضد إسرائيل، ومقاومة حماس والجهاد والمنظمات الفلسطينية ضد إسرائيل، ومقاومة الاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان..
3- التحرك للمطالبة بالعدالة وحق التمثيل الشعبي كما في تحركات العديد من القوى الفاعلة في المنطقة وعلى رأسها ما يقوم به الشعب البحريني المجاهد.
من المهم أن تتركَّز أولوياتنا على مواجهة الاستكبار والاحتلال ومشاريعهما، وأن لا نضيع البوصلة في الالتهاء بخلافات جانبية أو جزئية، فالكل يعلم أن المشكلة الكبرى التي أرهقت منطقتنا والعالم هي "الاحتلال الصهيوني لفلسطين"، وكل مصائبنا من إسرائيل، التي تقتل وتدمِّر وتهجِّر وتخرِّب الاقتصاد والأمن، وتحيك المؤامرات على منطقتنا، ففلسطين قاعدة انطلاق المشروع الإسرائيلي الذي يتجاوز ما بين المحيط والخليج إلى مصائر الشعوب. إسرائيل خطرٌ علينا وخطرٌ على البشرية جمعاء، فمنطلقاتها عنصرية, وأدواتها إجرامية, وأهدافها تدمير البشرية، ولا حلَّ إلا بالمقاومة لتحرير كامل فلسطين من البحر إلى النهر، المقاومة التي أنجزت في لبنان وفلسطين، المقاومة التي هزمت إسرائيل في 2000 و2006 و2008 و2013، المقاومة التي صمَّمت أن تستمر وتنمي قدراتها باستمرار لتواجه التهديدات والتحديات.
لن ينفَع إسرائيل أن تستخدم لغة التهديد بالحرب، فالمقاومة جاهزة في الميدان بالمرصاد، متَّكلة على ربِّها، منطلقةً بسواعد مجاهديها ومجاهداتها، واثقة بالنصر من عند الله العزيز الحكيم.
يوجد تدمير منهجي للجمهورية العربية السورية بإشراف دولي إقليمي، ولا حلَّ إلا بالحوار الداخلي بين الأطراف المختلفة بعيداً عن السلاح والتدخل الخارجي، فقد مرَّت سنتان، والأزمة تتعقَّد، ويتبيَّن في كل يوم أن الحل السياسي هو المنقذ لسوريا مما هي فيه.
ستحصل إنجازات عظيمة في إطار الصحوة، وستواجهنا أخطاء وانحرافات، ولكننا مطمئنون بأنَّ بيرقَ الحق واضح، وسينكشف المزيفون والمحرضون والمفتنون الذين يسيؤون إلى هذه الأمة. فنورُ الإسلام يكشف الظلمات، ولا إمكانية لأحد أن يدَّعي الالتزام بدين الرحمة والأخلاق والإخلاص والتقوى ثم لا يكون في سلوكه الرحمة ولا في أدائه الأخلاق, ولا في عمله الإخلاص، ولا يتَّقي الله في عباد الله لأنهم يخالفونه فيكفِّرهم وهم من المسلمين. قال تعالى: "اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ" (الأعراف:3).
لا توجد خلافات مذهبية في المواقف السياسية، واختلافات الرؤى بين القوى الإسلامية المختلفة أو غير الإسلامية كذلك. واذا دقَّقنا النظر فسنجد أنَّ الخلاف الحقيقي هو بين محورين: محور الاستكبار التي تقوده إسرائيل وأمريكا، ومحور المقاومة الذي يريد الاستقلال وحرية الخيار وتحرير أراضي المسلمين والعرب وعلى رأسها فلسطين. علينا أن ننتبه من أولئك الذين يغلِّفون مواقفهم بلبوس الدِّين ليضلِّلوا عامة الناس, ويعوِّضوا ضعف قدرتهم على التعبئة الصحيحة. علينا أن ننتبه من الحكام الذين يستغلون علماء البلاط من أجل إيقاع الفتنة المذهبية لمصالح سياسية. علينا أن ننتبه فالخطر من أمريكا وإسرائيل، أما المذاهب الإسلامية فهي طريق لعبادة الله الواحد الأحد حيث نتشارك فيها جميعاً ونتنافس للتضحية في سبيل الله تعالى. وقد حذَّر الإمام الخامنئي(دام حفظه) من هذا المنزلق, فقال في المؤتمر الأول للصحوة: "توصيتي المهمة: الحذر من الاختلافات المذهبية والقومية والعنصرية والقبلية والحدودية. اعترفوا بالتفاوت ووجّهوه بإدارة حاذقة. التفاهم بين المذاهب مفتاح النجاح. أولئك الذين يضرمون نيران التفرقة المذهبية أو يعمدون إلى تكفير هذا وذاك، هم عملاء الشيطان وجنده حتى لو لم يعلموا هم بذلك. إقامة النظام عمل كبير وأساسي، إنه عمل معقد وصعب".
لقد أعلنَّا التزامنا كحزب الله بولاية الفقيه، لأنَّنا نؤمن بحاجتنا لتبرئة ذمتنا الشرعية بإشراف القيادة العالمة المقتدرة والمدركة لمصالح الناس، وهو وسامُ استقامةٍ واطمئنان إلى قيامنا بتكليفنا الشرعي، ولقد لمسنا بركات هذه الولاية في مسيرتنا بقيادة الإمام الخميني (قده) ثم بقيادة الإمام الخامنئي (دام حفظه).
إنَّ أبرز القواعد التي تحقِّق التغيير المعاصر الفعَّال بدافع الصحوة هي:
1) الإيمان بالله تعالى ورسالته الاسلامية السمحاء.
2) جهاد الشعوب من أجل التغيير.
3) التعاون مع كل أطياف المجتمع, ونبذ التفرقة ورفض الفتن بأشكالها المختلفة وخاصة المذهبية منها.
4) التركيز على سلم الأولويات وعلى رأسها تحرير فلسطين.
5) رفض التبعية الأجنبية بكل معالمها الفكرية والسياسية والعملية.
نحن معنيون بتوضيح الحقائق للناس، وتبليغهم برسالة الإسلام، ورسم الأولويات بدقة، والتأكيد على وجوب وحدة المسلمين من دون المساس بمذاهبهم وجماعاتهم، وتحرير شعوب منطقتنا من الزيف وضغوطات السياسات الاستكبارية, لتكون خياراتهم حرة، وعندها سيكونون جزءاً من الصحوة، ومن سلك طريقها فسينقِّي خطواتها ويواجه المخاطر التي تعترضها، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.
كل الشكر والتحايا لسماحة الإمام القائد الخامنئي (دام حفظه), ولرئيس المؤتمر العالمي للصحوة الإسلامية الدكتور ولايتي, وللجمهورية الإسلامية الإيرانية بكل مؤسساتها, على رعايتهم لمؤتمرات الصحوة ومواكبتهم لانجازاتها,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مودة علي
02-05-2013, 11:02 PM
اللهم احفظ الاسلام والمسلمين
بوركت
alyatem
07-05-2013, 08:15 AM
قبسات من مؤتمر الصحوة الإسلامية
حين يجتمع أكثر من 700 عالم دين ومفكر إسلامي من مختلف المذاهب والتوجهات في طهران لمدة يومين29و30 نيسان 2013 يناقشون مسائل الصحوة التي تبناها الشارع المسلم، يستوجب علينا أن نقف طويلا لمراجعة ذاتنا كمسلمين، ومراجعة دورنا في بناء الحياة، وقراءة الأفكار التي طرحها المؤتمرون...
لا أريد أن ادخل في لغة الأرقام والتاريخ، لان هذا النوع من التقارير تبنته وكالات الأنباء والفضائيات التي غطت نشاطاته ونقلت أخبار وكلمات المتحدثين على منصة المؤتمر.
غير أن الذي أريد طرحه في هذه القبسات هو الدور الريادي الذي يستوجب على رجل الدين القيام به في ظاهرة الصحوة والحراك الإسلامي, والنقطة الثانية التي تتعلق بالتي سبقتها هو أهمية الوحدة الإسلامية ونبذ الفرقة الطائفية وهذه أهم الأمور التي سعى أليها المؤتمرون، فالصوت الذي علا في القاعة وتردد بقوة هو صوت الرواد المفكرون والمجاهدون في هذا المضمار، فقد حضر المؤتمر الشيخ محمد عبده فكرا وموضوعا، وجمال الدين الأسد آبادي وروح الله الموسوي الخميني ومحمد باقر الصدر والاخوند الخراساني وأبو الأعلى المودودي، وآخرون كان يردد أسماءهم قائد الثورة الإسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي في كلمة الافتتاح، هذا يعني إن الرجل الأول في هرم السياسة الإيرانية وقائد الثورة يعطي رأيه الصريح انه يرجع بكل أطروحاته السياسية والدينية في هذا المؤتمر وفق رؤية المذكورين، ويتبنى عقيدتهم الوحدوية الجهادية في رص الصفوف ووحدة الكلمة...
والذي شد المجتمعين جميعا هي القوة الملحة لقيادة الصحوة من قبل رجال الدين والعلماء المتنورين المنصفين، وسوقها نحو بر الأمان بعد أن تمكنت بعض القوى المحسوبة على كتل إقليمية وأخرى دولية من تشويه الصورة الحقيقية للصحوة الإسلامية، في نفس الوقت الذي ينشط فيه الاستكبار العالمي على تشويه صورة الإسلام وإعطاء الآخرين هوية سيئة إعلاميا إن الإسلام يدعو للقتل والذبح وتخريب البنى التحتية...
ويحاول الإسلام المدعوم من أمريكا وإسرائيل أن يصور الصراع والخطر الذي يداهم المسلمين من المسلمين أنفسهم، هما الشيعة وإيران، في الوقت الذي هي تقود محوراً يقف بقوة وصلابة أمام مخططات هذا التيار الرامية لتمزيق الصف الإسلامي وبذر التناحر وتقديم الإسلام الأمريكي بديلا للإسلام المحمدي...
اليوم نسمع اصواتا نكره تعلو هنا وهناك، إن الخطر الحقيقي على الإسلام هم الشيعة وإيران، وإنها دولة صفويه مجوسية، لها مطامع في البلدان الإسلامية والعربية، وقد صدق بعض المتخلفين جهال المعرفة بالإسلام هذه الأكذوبة الفتنوية النتنة التي زرعها أعدائهم، ويمكن إنهم نجحوا في بعض الأماكن والشخصيات، ولكن وحدة النظرة المتعالية والعارفة بالمصلحة العليا للمسلمين بددت الغشاوة التي نسجها المتامرون على وحدة المسلمين...
كانت الصراحة حاضرة وبقوة إن الصراع الإسلامي اليوم ليس صراعا سنيا شيعيا، ولا عربيا فارسيا، إن الصراع والطامة الكبرى هي إسرائيل وأمريكا وعملائهم في المنطقة العربية والإسلامية، وقد عبر عن ذلك رجل دين سني من البرازيل حين اعتلى المنصة ليتحدث عن نقطة حاضرة في الغرب وهي تلامس القلوب عندنا في الشرق حين قال: "كنت أعطي درسا عقائديا في العاصمة البرازيلية وكان الموضوع عن التوحيد الإلهي، هذه النقطة يختلف فيها المسلمون مع غيرهم من الديانات، ولكن فاجئني شاب عمره 14 سنة قائلا.." أنت تتحدث عن إله المسلمين وانه الله اكبر، وأنا أشاهد الذين يطلقون قنابل الهاون ويفجرون العبوات على الناس في الشوارع في أوربا والعراق وسوريا ينادون الله اكبر، والذين يذبحون الناس بالحراب بشكل مقرف ينادون الله اكبر.. فأي اله هذا الذي يجيز لكم ذبح الناس وقتلهم...!!! فانا الهي أحسن من إلهكم.. هذه النقطة التي وصل أليها المتاجرون بالإسلام وهي غايتهم التي يريدون، فالفهم والمعرفة هي التي نحتاجها اليوم أكثر من ذي قبل لنبين للناس {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (التوبة:67)
كتابات في الميزان (http://www.kitabat.info/subject.php?id=30508)
http://www.kitabat.info/pic/author-thumb/abdualhafadhe.jpg
الشيخ عبدالحافظ البغدادي
alyatem
07-05-2013, 08:16 AM
http://www.abna.ir/a/uploads//308/7/308789.jpg
المؤتمر الدولي للعلماء والصحوة الاسلامية
يحظى المؤتمر الدولي للعلماء والصحوة الاسلامية في طهران (29 ــ 30 نيسان 2013) بأهمية فوق العادة، نظرا لتزايد وتیرة التحديات والتهديدات الاستكبارية الغربية ــ الصهيونية التي باتت تواجهها الامة في السنوات الاخيرة بسبب عودة المسلمين الى اصالتهم الدينية وتمسكهم بالثوابت والاولويات اللصيقة بمقدرات اكثر من مليار و500 مليون نسمة عانوا من الاستعمار والاضطهاد والتبعية لاكثر من (200) سنة.
ومن المؤكد ان اجتماع المئات من علماء الدين الاعلام والمفكرين الرساليين في هذا المؤتمر الدولي يعبر عن حجم المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقهم في الوقت الراهن، نظرا لاشتداد ردود افعال عناصر الثورة المضادة للصحوة الاسلامية المعاصرة.
كما ان الخطاب التاريخي الذي القاه قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي في جموع المؤتمرين، حدد معالم التحركات الاميركية الاوروبية الاسرائيلية الرامية الى تفريغ الصحوة الاسلامية العالمية من مكاسبها وانجازاتها وعطاءاتها الرائعة لاسيما على مستوى ضرب المشاريع الاستكبارية وافشال الكثير من المخططات المعادية للتلاحم والاتحاد والرأفة والتعاون الاخوي والانساني بين ابناء امة الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم).
وبهذا المعنى يسعنا القول ان الامة الاسلامية تواجه اليوم هجوما دوليا شرسا لا يتورع عن استخدام اقذر الادوات والآليات لتعمیم الانقسامات والتشرذم والاحتراب في العالم الاسلامي من اقصاه الى اقصاه، وفي مقدمتها الخلافات الطائفية والمذهبية والقومية التي اعتبرها السيد الخامنئي من اشد المخاطر التي تهدد الصحوة الاسلامية.
ومما يحز في النفس ان هذه المخططات الغربية الصهيونية تموّل بدعم من دولارات النفط والساسة المأجورين في المنطقة ــ كما جاء في خطاب قائد الثورة ــ لكن الذي يبعث على المزيد من الاسى والحزن في هذا الخضم، هو انخراط بعض وعاظ السلاطين في خدمة التآمر الاستكباري عبر اطلاق الفتاوى والمواقف التي تتناقض وروح السماحة والمودة والتراحم بين المسلمين كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
ويؤسفنا القول ان هذه الفتاوى المتساوقة مع اجندات اميركا والانظمة العميلة سببت جروحا عميقة في الجسد الاسلامي هنا أو هناك، وادت الى سفك بحار من الدماء في انحاء العالم الاسلامي، وقد عزا سماحة الامام الخامنئي تفشي هذه المظاهر الى "ركون العلماء لملذات الدنيا وحياة الدعة والمهادنة مع الحكام الظالمين".
وبسبب النتائج الكارثية لهذا التوجه نرى ان الامة الاسلامية تقف في مواجهة تحديين اساسيين:
الاول - التحدي العسكري الارهابي الذي بات يستنزف طاقات الامة ويودي بحياة الآلاف منهم بين فترة واخرى نتيجة للاعمال المتطرفة الهوجاء للجماعات التكفيرية التي تفتك بارواح الناس الابرياء وتدمر ممتلكاتهم بوحي من الفتاوى المضللة الصادرة من الوهابيين في السعودية ووعاظ السلاطين في قطر.
الثاني - هو "تحدي الارهاب الديني" الذي لا يوفر اية وسيلة لفرض مناهجه وتعاليمه المتحجرة والقمعية على المسلمين سنة وشيعة، وعلى اتباع الديانات السماوية الاخرى.
وامام هذه الحرب الارهابية العسكرية والفكرية، تتعاظم واجبات علماء الامة الاسلامية ومفكريها وخطبائها ودعاتها، وذلك من خلال ترجمة الاهداف السامية للقرآن والسنة في المجتمع الاسلامي ــ كما قال السيد القائد للمؤتمرين ــ وعندئذ سيتمكن المؤمنون الحقيقيون من التصدي للظواهر السلبية والسلوكيات المنحرفة التي كرستها المؤامرة الغربية الصهيونية لاشاعة التناحرات والفتن السوداء (لفائدة تأمين حماية العدو الصهيوني وتكريس تفوقه في المنطقة) على حساب ازهاق الارواح البريئة للمسلمين والعرب.
لاحظوا ان "اسرائيل" الغاصبة لفلسطين والقدس الشريف هي الرابح الاكبر راهنا جراء استعار النزاعات في العالم العربي تحت ذريعة نشر الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان، وهي مفاهيم اريد من ورائها التعتيم على اشراقات الصحوة الاسلامية ودور العلماء المبدئيين الذين نذروا انفسهم منذ مئتي عام لمقارعة الغزو الثقافي والعسكري للاستعمار الغربي كالسيد جمال الدين الاسد آبادي (الافغاني) والشيخ محمد عبده والشهيد حسن البنا والشيخ ابن باديس والشهيد عزالدين القسام والمفكر اقبال اللاهوري والشيخ ابو الاعلى المودودي والامام السيد محسن الحكيم والشيخ محمد الغزالي السقا والشهید الشیخ محمد سعید البوطی والسید فضل الله وآیة الله العظمی الامام الخميني وسواهم ممن هم الان في رحاب الله سبحانه وتعالى، أو ممن يواصلون مسيرتهم الجهادية دون هوادة لتقوية الوحدة الاسلامية وتأصيل القيم الدينية السليمة بعيدا عن أي افراط او تفريط.
والواقع أن الصحوة الاسلامية العالمية تقف كالطود الشامخ في مجابهة مستكبري الارض كافة، وتقاوم بكل قوة وشهامة وايمان المؤامرات الطائفية في البحرين وسوريا والعراق ولبنان والمناطق الاخرى.
وازاء ذلك فان من الطبيعي ان يتحمل علماء الامة وروادها مصاعب وتعقيدات ومعاناة كبرى، وتحديات خطيرة ،في سبيل تأمين نجاة المسلمين والعرب والانسانية جمعاء من دوامة الاضطرابات والحروب الاهلية والفوضى والفتن العمياء وایصالهم الی بر الامان، بهدف تقوية شوكة (اهل لا اله الا الله محمد رسول الله)، وتوفير اسباب انتصارهم على جميع المؤامرات (الغربية ــ الصهيونية ــ الرجعية)، وصيانة مكتسبات الصحوة الاسلامية المعاصرة، لصالح اعزاز امة المليار ونصف المليار مسلم والحاق الهزيمة المنكرة باعداء القيم الالهية العظيمة.
حمید حلمي زادة
30 -4- 2013
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024