شعیب_بن_صالح
05-05-2013, 06:45 PM
أول من نبش قبور الصحابة معاوية
أهل السنة رووا هذه الحادثة الأليمة، انظروا الجهاد لابن المبارك (ص 84) بسند صحيح وعبد الرزاق بسند صحيح - معاوية أول من نبش قبور الصحابة (الجهاد لابن المبارك - (1 / 84) )..
سَمِعْتُ ابْنُ المُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
"لَمَّا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ أَنْ يُجْرِيَ الْكَظَامَةَقَالَ: قِيلَ مَنْ كَانَ لَهُ قَتِيلٌ فَلْيَأْتِ قَتِيلَهُ - يَعْنِي قَتْلَى أُحُدٍ - قَالَ: فَأَخْرَجْنَاهُمْ رِطَابًا يَتَثَنُّونَ، قَالَ: فَأَصَابَتِ الْمِسْحَاةُ أُصبع رجل منهم، فَانفطرتْ دمًا " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِي: وَلَا يُنْكِرُ بَعْدَ هَذَا مُنْكِرٌ أَبَدًا"
ورواه عبد الرزاق بسند صحيح على شرط مسلم في كتابه: مصنف عبد الرزاق - (ج 3 / ص 547) عن ابن عيينة عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول:
لما أراد معاوية أن يجري الكظامة قال من كان له قتيل فليأت قتيله يعني قتلى أحد قال فأخرجهم (يعني معاوية) رطابا يتثنون قال: فأصابت المسحاة رجل رجل منهم فانفطرت دما فقال أبو سعيد لا ينكر بعد هذا منكر أبدا اهـ
وسنده صحيح على شرط مسلم، والرجل الذي عبثوا بجثته وقطعوا قدمه هو حمزة رضي الله عنه من رواية أبي الزبير عن جابر من طريق آخر:
(قال أبو عمر: الذي أصابت المسحاة إصبعه هو حمزة - رضي الله عنه- رواه عبد الأعلى بن حماد قال: حدثنا عبد الجبار يعني ابن الورد قال: سمعت أبا الزبير يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: رأيت الشهداء يخرجون على رقاب الرجال كأنهم رجال نُوَّم حتى إذا أصابت المسحاة قدم حمزة - رضي الله عنه - فانبثقت دماً)،
لكن سفيان بن عيينة فيه نصب فأخفى ذكر حمزة، ومن يعرف معاوية يعرف تماماً أن هذا لم يحدث صدفة، وأنه نبش القبور بحجة أنه يريد إجراء عين من ذلك المكان! وربما كان قصده الرئيس التمثيل بجثة حمزة فلما انبعث الدم من قدمه رطبا فعندها ربما خاف ولم يستطع هو وعماله مواصلة العبث بهذه الجثث الشريفة، فنادى في أهل المدينة بعد أن نبش القبور وتعمد ضرب قدم حمزة، ولذلك قال أبو سعيد: لا ينكر منكر بعد هذا أبداً! ولو كان الأمر مجرد خطأ ما قال أبو سعيد الخدري هذا الكلام، فهذا فهم السلف الصالح لمعاوية يا أتباع السلف!
ومعاوية يعرف قبر حمزة تماماً!!
لماذا؟!!
فقبل ذلك رفسه أبو سفيان قائلاً: قد عدنا يا حمزة، والأمر الذي اجتلدنا عليه وصل إلى أبنائنا فهم يتلعبون بالملك، أو نحو هذا، فبنو أمية يعرفون قبر حمزة، ولأجل ذلك أخفى الحسن والحسين قبر الإمام علي حتى لا يجري معاوية عيناً بالنجف أيضاً ويعبث بجثة الإمام علي كهؤلاء كما عبث هو وأبوه وأمه بجثة حمزة، وهذا الحقد على حمزة لأنه قتل عتبة بن ربيعة جد معاوية لأمه، فكيف سيكون بحقد هذه العائلة على علي وقد قتل حنظلة بن أبي سفيان أخا معاوية وأسر أخاه الآخر عمرو بن أبي سفيان، وقتل الوليد بن عتبة يوم بدر واشترك في قتل عتبة بن ربيعة نفسه، فلابد هنا أن يكون بغضهم للإمام علي أكثر بكثير من بغضهم لحمزة، وهذه العائلة ماكرة لا يفهمها المغفلون، وقد ذكر القرآن الكريم عن مكر قريش ما فيه كفاية لمن أراد أن يفهم هؤلاء، وهم إضافة إلى ذلك متوحشون، يمثلون بالموتى ويرفسون القبور ويأكلون الأكباد ويقطعون المذاكي، نعوذ بالله من هذا الانحطاط في الخلق والدين والمروءة.
وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف – كما في شرح الصدور للسيوطي - (1 / 309)- قال: حدثنا عيسى بن يونس عن إبي إسحاق أخبرني أبي عن رجال من بني سلمة قالوا: لما صرف معاوية عينه التي تمر على قبر الشهداء فأجريت عليهما - يعني على قبر عبد الله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح - فبرز قبراهما فاستصرخ عليهما فأخرجناهما يتثنيان تثنيا كأنهما ماتا بالأمس... الخ
فالعين لمعاوية وليست مصلحة عامة.
والمسحاة يمكن أن تأخذ التراب شيئاً فشيئاً فهي ليست آلة كهربائية تقطع ما صادفها، إنما يستطيع الحافر أن يراعي ذلك بسهولة بجذب التراب.
وفي المغازي للواقدي - (ج 1 / ص 101): ويقال إن معاوية لما أراد أن يجري كظامة - والكظامة عينٌ أحدثها معاوية - نادى مناديه بالمدينة: من كان له قتيلٌ بأحد فليشهد! فخرج الناس إلى قتلاهم فوجدوهم طرايا يتثنون، فأصابت المسحاة رجلاً منهم فثعب دماً. قال أبو سعيد الخدري: لا ينكر بعد هذا منكر أبداً...
فذكر الحديث وفيه: ولقد كانوا يحفرون التراب، فكلما حفروا فتراً من تراب فاح عليهم المسك اهـ .
وفي الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 3 / ص 563) أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال: أخبرنا هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر قال: صرخ بنا إلى قتلانا يوم أحد حين أجرى معاوية العين فأخرجناهم بعد أربعين سنة لينة أجسادهم تنثنى أطرافهم (وهذا سند صحيح قاله ابن حجر)
وهذا التاريخ يعني أن ذلك جرى سنة 43هـ تقريباً..وإن صح هذا التاريخ، فكأنه لم يصبر حتى يعتمر أو يحج وإنما أراد نبش قبورهم قبل أن يقدم المدينة، أو أنه أراد أن يتم نبش قبر حمزة ونبش قبر أم النبي (ص) في وقت واحد، فاتجه هو إلى الأبواء لنبش قبر أم النبي (ص) وكتب إلى عامله بإجراء العين فوق قبور شهداء أحد ونبشهم والتمثيل بحمزة بطريقة تبين وكأن الموضوع وقع خطأ، ثم ما هذا الحفر الشديد لدرجة أن تصاب رجل حمزة وتنبعث دماً؟!
تصور لو أنك أنت تريد نقل جثة ميت هل سيحصل هذا؟ كلا..
فمقاس اللحد معروف، والمسحاة يمكن أن تأخذ التراب شيئاً فشيئاً فهي ليست آلة كهربائية تقطع ما صادفها، إنما يستطيع الحافر أن يراعي ذلك بسهولة بجذب التراب بطرف المسحاة، وقد اشتغلنا في المزارع ونعرف أن هذا ممكن جداً، لكن حسن الظن السلفي بالأشرار وإساءة ظنهم بالأخيار أدى إلى البرودة في تفسير الموقف بل تسويغها كما سيأتي ضاربين بقول أبي سعيد الخدري عرض الحائط.
وفي عيون الأخبار لابن قتيبة- (ج 1 / ص 255): حدثني محمد بن عبيد قال: حدثنا سُفيان بن عُيَينة عن أبي الزبير عن جابر قال: لما أراد معاوية أن تَجرِيَ العينُ التي حفرها - قال سفيان: تُسفَى عينَ أبي زياد - نادوْا بالمدينة: من كان له قتيل فليأتِ قتيلَه. قال جابر: فأتيناهم فأخرجناهم رِطَباً يتثَنون، وأصابت المِسحَاة رِجْلَ رجلٍ منهم فانفَطَرتْ دماً. قال أبو سعيد الخدري: لا يُنكِرُ بعدَ هذا مُنكِر أبداً اهـ.
والذي عبث معاوية بجثته هو حمزة.
ففي تفسير الثعالبي - (ج 1 / ص 333)وذكر القصة وفيها: قال أبو سعيد الخدري لا ينكر بعد هذا منكر ابدا وفي رواية فاستخرجهم - يعني معاوية - بعد ست وأربعين سنة لينة اجسادهم تتثنى اطرافهم قال أبو عمر الذي أصابت المسحاة أصبعه هو حمزة رضي الله عنه اهـ.
وفي صفة الصفوة لابن الجوزي: وهو في البحوث العلمية - (5 / 243) (دار الإفتاء بالسعودية) - عن جابر قال: لما أراد معاوية أن يجري عينه التي بأحد كتبوا إليه أنا لا نستطيع أن نجريها إلا على قبور الشهداء، فكتب: انبشوهم، قال: فرأيتهم يحملون كأنهم قوم نيام، وأصابت المسحاة رجل حمزة فانبعثت دما.
وعنه (أي جابر بن عبد الله), ولكن النواصب احتجوا بفعل معاوية هذا وجعلوه من كمال فقهه! ففي [مواهب الجليل على مختصر خليل]، على قول خليل:
والقبر حبس، لا يمشى عليه, لما كتب معاوية إلى عامله بالمدينة أن يجري عينا إلى أحد، فكتب إليه عامله: إنها لا تجري إلا على قبور الشهداء، قال: فكتب إليه: أن أنفذها، قال الراوي عن جابر: فسمعت جابر بن عبد الله يقول: فرأيتهم يخرجون على رقاب الرجال كأنهم رجال نوم حتى أصابت المسحاة قدم حمزة فانبعثت دما اهـ .
وفي سير أعلام النبلاء - (ج 1 / ص 326) قال جابر:
فرأيت أبي في حفرته، كأنه نائم، وما تغير من حاله شئ، وبين ذلك ست وأربعون سنة، فحولا إلى مكان آخر، وأخرجوا رطابا يتثنون
أبو الزبير: عن جابر قال: صرخ بنا إلى قتلانا، حين أجرى معاوية العين، فاخرجناهم لينة أجسادهم، تتثنى أطرافهم.اهـ
وتاريخ هذه الحادثة كانت سنة 50هـ وقد حج معاوية في هذه السنة.
وقال السفاريني الحنبلي في كتابه العقائدي لوامع الأنوار البهية - (2 / 368).. وكان ذلك بعد أحد بست وأربعين سنة، وأصابت المسحاة رجل رجل منهم وهو حمزة، فانبعث الدم، فقال أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه: لا ينكر بعد هذا منكر، وكانوا وهم يحفرون يفيح عليهم من القبور ريح المسك». مصدر حنبلي عقدي سلفي.
وفي التفسير المظهري ـ موافقا للمطبوع - (1 / 616): .. قال الشيوخ وهو حمزة فانبعث الدم قال أبو سعيد الخدري لا ينكر بعد هذا منكر.. الخ اهـ.
ولكن النواصب احتجوا بفعل معاوية هذا وجعلوه من كمال فقهه! ففي [مواهب الجليل على مختصر خليل]، على قول خليل: (والقبر حبس، لا يمشى عليه، ولا ينبش إلا أن يشح رب كفن غصبه).
قال الحطاب: وكذلك إذا احتيج للمقبرة لمصالح المسلمين كما فعل سيدنا معاوية رضي الله عنه في شهداء أحد، عن جابر رضي الله عنه اهـ!
معاوية سيد! وجابر بن عبد الله حاف!
وفي البحوث العلمية - (5 / 247):
وقال المواق في كتابه [التاج والإكليل على مختصر خليل]: انظر في حديث لمالك عن أبي الرجال من التمهيد أنه يجوز النبش لعذر وأن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخرج أباه من قبره ودفنه بغير ذلك الموضع وكذلك فعل معاوية بمحضر الصحابة ولم ينكروه عليه..
ثم نقل المواق عن ابن عرفة: أن معاوية إنما فعل ذلك لمصلحة عامة حاجية، كبيع الحبس لتوسيع جامع الخطبة اهـ .
وقالت اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة السعودية في فتوى في البحوث العلمية - (5 / 249) بعد أن أوردوا الكلام السابق قالوا:
هل أمر معاوية- على فرض ثبوته- بإجراء العين على قبور شهداء أحد وتنفيذ ذلك بمحضر من الصحابة يصلح أن يكون سندا في جواز نبش القبور للمصلحة العامة؟
مع قول أبي سعيد في رواية عبد الرزاق حينما أصابت المسحاة رَجل من الشهداء: لا ينكر بعد هذا منكرا أبدا؟ ومع ما تشعر به كتابة عامل معاوية إليه من أنه لا يتمكن من إجراء العين إلا على قبور الشهداء من أن المعهود لدى أصحاب رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم استنكار نبش القبور؟!
عجبي!! هل استنكر الصحابة أم لا؟
والمقصود هنا، أنه لابد من فهم التاريخ - وخاصة تاريخ المجرمين - لأنه غاية من تفصيل الكتاب (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين) ولن تستطيع فهم الحاضر إلا بقراءة التاريخ فكل جريمة يفعلها بعض المسلمين اليوم فلهم سلف من المجرمين.. فافضحوهم بفضح سلفهم وسيتوقفون لماذا؟
لأن الشيطان أحرص على بقاء السلف المجرمين من حرصه على العبث بجثة صحابي من أولياء الله.
اضربوا الشيطان في صنائعه الأولى وسيأمرهم بالكف فوراً.
اعرفوا كيف تحاربون الشيطان وأولياءه اكشفوا لهم سبيل المجرمين الذي فصّل الله آياته لتستبين سبيلهم؛ لأن الشيطان يريد تعمية سبيلهم ليضل بهم!
اتركوا هؤلاء الصغار من أولياء أولياء الشيطان! عليكم بكشف الشيطان في كبار أولياءه من سلف المجرمين الذين أصبحوا سلفاً يقتدي بهم هؤلاء المجرمون.
هنا سيضطر الشيطان أن يأمرهم بالتوقف عن العبث بجثث الأموات أتعرفون لماذا؟
لأننا سنضطر كشف محاولتهم العبث بجسد النبي نفسه!
وقد أعذر من أنذر.
الشيخ حسن بن فرحان المالكي
هنا (http://al-maliky.com/articles.php?action=view&id=226)
أهل السنة رووا هذه الحادثة الأليمة، انظروا الجهاد لابن المبارك (ص 84) بسند صحيح وعبد الرزاق بسند صحيح - معاوية أول من نبش قبور الصحابة (الجهاد لابن المبارك - (1 / 84) )..
سَمِعْتُ ابْنُ المُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
"لَمَّا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ أَنْ يُجْرِيَ الْكَظَامَةَقَالَ: قِيلَ مَنْ كَانَ لَهُ قَتِيلٌ فَلْيَأْتِ قَتِيلَهُ - يَعْنِي قَتْلَى أُحُدٍ - قَالَ: فَأَخْرَجْنَاهُمْ رِطَابًا يَتَثَنُّونَ، قَالَ: فَأَصَابَتِ الْمِسْحَاةُ أُصبع رجل منهم، فَانفطرتْ دمًا " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِي: وَلَا يُنْكِرُ بَعْدَ هَذَا مُنْكِرٌ أَبَدًا"
ورواه عبد الرزاق بسند صحيح على شرط مسلم في كتابه: مصنف عبد الرزاق - (ج 3 / ص 547) عن ابن عيينة عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول:
لما أراد معاوية أن يجري الكظامة قال من كان له قتيل فليأت قتيله يعني قتلى أحد قال فأخرجهم (يعني معاوية) رطابا يتثنون قال: فأصابت المسحاة رجل رجل منهم فانفطرت دما فقال أبو سعيد لا ينكر بعد هذا منكر أبدا اهـ
وسنده صحيح على شرط مسلم، والرجل الذي عبثوا بجثته وقطعوا قدمه هو حمزة رضي الله عنه من رواية أبي الزبير عن جابر من طريق آخر:
(قال أبو عمر: الذي أصابت المسحاة إصبعه هو حمزة - رضي الله عنه- رواه عبد الأعلى بن حماد قال: حدثنا عبد الجبار يعني ابن الورد قال: سمعت أبا الزبير يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: رأيت الشهداء يخرجون على رقاب الرجال كأنهم رجال نُوَّم حتى إذا أصابت المسحاة قدم حمزة - رضي الله عنه - فانبثقت دماً)،
لكن سفيان بن عيينة فيه نصب فأخفى ذكر حمزة، ومن يعرف معاوية يعرف تماماً أن هذا لم يحدث صدفة، وأنه نبش القبور بحجة أنه يريد إجراء عين من ذلك المكان! وربما كان قصده الرئيس التمثيل بجثة حمزة فلما انبعث الدم من قدمه رطبا فعندها ربما خاف ولم يستطع هو وعماله مواصلة العبث بهذه الجثث الشريفة، فنادى في أهل المدينة بعد أن نبش القبور وتعمد ضرب قدم حمزة، ولذلك قال أبو سعيد: لا ينكر منكر بعد هذا أبداً! ولو كان الأمر مجرد خطأ ما قال أبو سعيد الخدري هذا الكلام، فهذا فهم السلف الصالح لمعاوية يا أتباع السلف!
ومعاوية يعرف قبر حمزة تماماً!!
لماذا؟!!
فقبل ذلك رفسه أبو سفيان قائلاً: قد عدنا يا حمزة، والأمر الذي اجتلدنا عليه وصل إلى أبنائنا فهم يتلعبون بالملك، أو نحو هذا، فبنو أمية يعرفون قبر حمزة، ولأجل ذلك أخفى الحسن والحسين قبر الإمام علي حتى لا يجري معاوية عيناً بالنجف أيضاً ويعبث بجثة الإمام علي كهؤلاء كما عبث هو وأبوه وأمه بجثة حمزة، وهذا الحقد على حمزة لأنه قتل عتبة بن ربيعة جد معاوية لأمه، فكيف سيكون بحقد هذه العائلة على علي وقد قتل حنظلة بن أبي سفيان أخا معاوية وأسر أخاه الآخر عمرو بن أبي سفيان، وقتل الوليد بن عتبة يوم بدر واشترك في قتل عتبة بن ربيعة نفسه، فلابد هنا أن يكون بغضهم للإمام علي أكثر بكثير من بغضهم لحمزة، وهذه العائلة ماكرة لا يفهمها المغفلون، وقد ذكر القرآن الكريم عن مكر قريش ما فيه كفاية لمن أراد أن يفهم هؤلاء، وهم إضافة إلى ذلك متوحشون، يمثلون بالموتى ويرفسون القبور ويأكلون الأكباد ويقطعون المذاكي، نعوذ بالله من هذا الانحطاط في الخلق والدين والمروءة.
وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف – كما في شرح الصدور للسيوطي - (1 / 309)- قال: حدثنا عيسى بن يونس عن إبي إسحاق أخبرني أبي عن رجال من بني سلمة قالوا: لما صرف معاوية عينه التي تمر على قبر الشهداء فأجريت عليهما - يعني على قبر عبد الله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح - فبرز قبراهما فاستصرخ عليهما فأخرجناهما يتثنيان تثنيا كأنهما ماتا بالأمس... الخ
فالعين لمعاوية وليست مصلحة عامة.
والمسحاة يمكن أن تأخذ التراب شيئاً فشيئاً فهي ليست آلة كهربائية تقطع ما صادفها، إنما يستطيع الحافر أن يراعي ذلك بسهولة بجذب التراب.
وفي المغازي للواقدي - (ج 1 / ص 101): ويقال إن معاوية لما أراد أن يجري كظامة - والكظامة عينٌ أحدثها معاوية - نادى مناديه بالمدينة: من كان له قتيلٌ بأحد فليشهد! فخرج الناس إلى قتلاهم فوجدوهم طرايا يتثنون، فأصابت المسحاة رجلاً منهم فثعب دماً. قال أبو سعيد الخدري: لا ينكر بعد هذا منكر أبداً...
فذكر الحديث وفيه: ولقد كانوا يحفرون التراب، فكلما حفروا فتراً من تراب فاح عليهم المسك اهـ .
وفي الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 3 / ص 563) أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال: أخبرنا هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر قال: صرخ بنا إلى قتلانا يوم أحد حين أجرى معاوية العين فأخرجناهم بعد أربعين سنة لينة أجسادهم تنثنى أطرافهم (وهذا سند صحيح قاله ابن حجر)
وهذا التاريخ يعني أن ذلك جرى سنة 43هـ تقريباً..وإن صح هذا التاريخ، فكأنه لم يصبر حتى يعتمر أو يحج وإنما أراد نبش قبورهم قبل أن يقدم المدينة، أو أنه أراد أن يتم نبش قبر حمزة ونبش قبر أم النبي (ص) في وقت واحد، فاتجه هو إلى الأبواء لنبش قبر أم النبي (ص) وكتب إلى عامله بإجراء العين فوق قبور شهداء أحد ونبشهم والتمثيل بحمزة بطريقة تبين وكأن الموضوع وقع خطأ، ثم ما هذا الحفر الشديد لدرجة أن تصاب رجل حمزة وتنبعث دماً؟!
تصور لو أنك أنت تريد نقل جثة ميت هل سيحصل هذا؟ كلا..
فمقاس اللحد معروف، والمسحاة يمكن أن تأخذ التراب شيئاً فشيئاً فهي ليست آلة كهربائية تقطع ما صادفها، إنما يستطيع الحافر أن يراعي ذلك بسهولة بجذب التراب بطرف المسحاة، وقد اشتغلنا في المزارع ونعرف أن هذا ممكن جداً، لكن حسن الظن السلفي بالأشرار وإساءة ظنهم بالأخيار أدى إلى البرودة في تفسير الموقف بل تسويغها كما سيأتي ضاربين بقول أبي سعيد الخدري عرض الحائط.
وفي عيون الأخبار لابن قتيبة- (ج 1 / ص 255): حدثني محمد بن عبيد قال: حدثنا سُفيان بن عُيَينة عن أبي الزبير عن جابر قال: لما أراد معاوية أن تَجرِيَ العينُ التي حفرها - قال سفيان: تُسفَى عينَ أبي زياد - نادوْا بالمدينة: من كان له قتيل فليأتِ قتيلَه. قال جابر: فأتيناهم فأخرجناهم رِطَباً يتثَنون، وأصابت المِسحَاة رِجْلَ رجلٍ منهم فانفَطَرتْ دماً. قال أبو سعيد الخدري: لا يُنكِرُ بعدَ هذا مُنكِر أبداً اهـ.
والذي عبث معاوية بجثته هو حمزة.
ففي تفسير الثعالبي - (ج 1 / ص 333)وذكر القصة وفيها: قال أبو سعيد الخدري لا ينكر بعد هذا منكر ابدا وفي رواية فاستخرجهم - يعني معاوية - بعد ست وأربعين سنة لينة اجسادهم تتثنى اطرافهم قال أبو عمر الذي أصابت المسحاة أصبعه هو حمزة رضي الله عنه اهـ.
وفي صفة الصفوة لابن الجوزي: وهو في البحوث العلمية - (5 / 243) (دار الإفتاء بالسعودية) - عن جابر قال: لما أراد معاوية أن يجري عينه التي بأحد كتبوا إليه أنا لا نستطيع أن نجريها إلا على قبور الشهداء، فكتب: انبشوهم، قال: فرأيتهم يحملون كأنهم قوم نيام، وأصابت المسحاة رجل حمزة فانبعثت دما.
وعنه (أي جابر بن عبد الله), ولكن النواصب احتجوا بفعل معاوية هذا وجعلوه من كمال فقهه! ففي [مواهب الجليل على مختصر خليل]، على قول خليل:
والقبر حبس، لا يمشى عليه, لما كتب معاوية إلى عامله بالمدينة أن يجري عينا إلى أحد، فكتب إليه عامله: إنها لا تجري إلا على قبور الشهداء، قال: فكتب إليه: أن أنفذها، قال الراوي عن جابر: فسمعت جابر بن عبد الله يقول: فرأيتهم يخرجون على رقاب الرجال كأنهم رجال نوم حتى أصابت المسحاة قدم حمزة فانبعثت دما اهـ .
وفي سير أعلام النبلاء - (ج 1 / ص 326) قال جابر:
فرأيت أبي في حفرته، كأنه نائم، وما تغير من حاله شئ، وبين ذلك ست وأربعون سنة، فحولا إلى مكان آخر، وأخرجوا رطابا يتثنون
أبو الزبير: عن جابر قال: صرخ بنا إلى قتلانا، حين أجرى معاوية العين، فاخرجناهم لينة أجسادهم، تتثنى أطرافهم.اهـ
وتاريخ هذه الحادثة كانت سنة 50هـ وقد حج معاوية في هذه السنة.
وقال السفاريني الحنبلي في كتابه العقائدي لوامع الأنوار البهية - (2 / 368).. وكان ذلك بعد أحد بست وأربعين سنة، وأصابت المسحاة رجل رجل منهم وهو حمزة، فانبعث الدم، فقال أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه: لا ينكر بعد هذا منكر، وكانوا وهم يحفرون يفيح عليهم من القبور ريح المسك». مصدر حنبلي عقدي سلفي.
وفي التفسير المظهري ـ موافقا للمطبوع - (1 / 616): .. قال الشيوخ وهو حمزة فانبعث الدم قال أبو سعيد الخدري لا ينكر بعد هذا منكر.. الخ اهـ.
ولكن النواصب احتجوا بفعل معاوية هذا وجعلوه من كمال فقهه! ففي [مواهب الجليل على مختصر خليل]، على قول خليل: (والقبر حبس، لا يمشى عليه، ولا ينبش إلا أن يشح رب كفن غصبه).
قال الحطاب: وكذلك إذا احتيج للمقبرة لمصالح المسلمين كما فعل سيدنا معاوية رضي الله عنه في شهداء أحد، عن جابر رضي الله عنه اهـ!
معاوية سيد! وجابر بن عبد الله حاف!
وفي البحوث العلمية - (5 / 247):
وقال المواق في كتابه [التاج والإكليل على مختصر خليل]: انظر في حديث لمالك عن أبي الرجال من التمهيد أنه يجوز النبش لعذر وأن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخرج أباه من قبره ودفنه بغير ذلك الموضع وكذلك فعل معاوية بمحضر الصحابة ولم ينكروه عليه..
ثم نقل المواق عن ابن عرفة: أن معاوية إنما فعل ذلك لمصلحة عامة حاجية، كبيع الحبس لتوسيع جامع الخطبة اهـ .
وقالت اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة السعودية في فتوى في البحوث العلمية - (5 / 249) بعد أن أوردوا الكلام السابق قالوا:
هل أمر معاوية- على فرض ثبوته- بإجراء العين على قبور شهداء أحد وتنفيذ ذلك بمحضر من الصحابة يصلح أن يكون سندا في جواز نبش القبور للمصلحة العامة؟
مع قول أبي سعيد في رواية عبد الرزاق حينما أصابت المسحاة رَجل من الشهداء: لا ينكر بعد هذا منكرا أبدا؟ ومع ما تشعر به كتابة عامل معاوية إليه من أنه لا يتمكن من إجراء العين إلا على قبور الشهداء من أن المعهود لدى أصحاب رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم استنكار نبش القبور؟!
عجبي!! هل استنكر الصحابة أم لا؟
والمقصود هنا، أنه لابد من فهم التاريخ - وخاصة تاريخ المجرمين - لأنه غاية من تفصيل الكتاب (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين) ولن تستطيع فهم الحاضر إلا بقراءة التاريخ فكل جريمة يفعلها بعض المسلمين اليوم فلهم سلف من المجرمين.. فافضحوهم بفضح سلفهم وسيتوقفون لماذا؟
لأن الشيطان أحرص على بقاء السلف المجرمين من حرصه على العبث بجثة صحابي من أولياء الله.
اضربوا الشيطان في صنائعه الأولى وسيأمرهم بالكف فوراً.
اعرفوا كيف تحاربون الشيطان وأولياءه اكشفوا لهم سبيل المجرمين الذي فصّل الله آياته لتستبين سبيلهم؛ لأن الشيطان يريد تعمية سبيلهم ليضل بهم!
اتركوا هؤلاء الصغار من أولياء أولياء الشيطان! عليكم بكشف الشيطان في كبار أولياءه من سلف المجرمين الذين أصبحوا سلفاً يقتدي بهم هؤلاء المجرمون.
هنا سيضطر الشيطان أن يأمرهم بالتوقف عن العبث بجثث الأموات أتعرفون لماذا؟
لأننا سنضطر كشف محاولتهم العبث بجسد النبي نفسه!
وقد أعذر من أنذر.
الشيخ حسن بن فرحان المالكي
هنا (http://al-maliky.com/articles.php?action=view&id=226)