تقوى القلوب
06-05-2013, 10:59 PM
وزعموا أن الملائكة عليهم السلام تُحدث عمر !.....................مفتبس من كتاب عقائد الاسلامية
كما وضعوا في مقابل تحديث الملائكة للنبي وآله صلى الله عليه وآله الأطهار ، أن الملائكة تحدث عمر ! وقد تقدم ذلك في كلام الغزالي ، ورواه البخاري وغيره !
قال السيوطي في الخصائص:2/219: (باب إخباره بأن عمر من المحدثين. أخرج الشيخان عن عائشة قالت قال رسول الله: كان في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر. وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله: إنه لم يبعث الله نبياً إلا كان في أمته محدثون ، وإن يكن في أمتي أحد فهو عمر قالوا: يارسول الله كيف محدث؟ قال: تتكلم الملائكة على لسانه).
وقال ابن حجر في شرحه للبخاري:7/40: ( قوله: محدَّثون ، بفتح الدال جمع محدَّث ، واختلف في تأويله فقيل: ملهم ، قاله الأكثر ، قالوا: المحدَّث بالفتح هو الرجل الصادق الظن وهو من ألقى في روعه شئ من قبل الملأ الأعلى ، فيكون كالذي حدثه غيره به ، وبهذا جزم أبو أحمد العسكري.
وقيل: من يجري الصواب على لسانه من غير قصد. وقيل مكلم أي تكلمه الملائكة بغير نبوة. وهذا ورد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً ولفظه: قيل يا رسول الله وكيف يحدث قال تتكلم الملائكة على لسانه. رويناه في فوائد الجوهري ، وحكاه القابسي وآخرون. ويؤيده ما ثبت في الرواية المعلقة ويحتمل رده إلى المعنى الأول أي تكلمه في نفسه وإن لم ير مكلماً في الحقيقة فيرجع إلى الإلهام ).
وقال ابن تيمية في الرد على المنطقيين ص513: (فأما درجة السابقين الأولين كأبي بكر وعمر فتلك لايبلغها أحد ! وقد ثبت في الصحيحين عن النبي(ص)أنه قال: قد كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي فعمر ، وفي حديث آخر: إن الله ضرب الحق على لسان عمر وقلبه. وقال عليٌ: كنا نتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر. وفي الترمذي وغيره: لو لم أبعث فيكم لبعث فيكم عمر ، ولو كان بعدي نبي ينتظر لكان عمر ).
وقال في منهاجه:6/75(وكلام عمر رضي الله عنه من أجمع الكلام وأكمله ، فإنه ملهم محدث ! كل كلمة من كلامه تجمع علماً كثيراً!)! انتهى .
فقد وصلوا في كلام عمر إلى درجة كلام النبي صلى الله عليه وآله ، وصار عمر لاينطق عن الهوى إن هو إلا حديث الملائكة ! والفرق بينهما أن النبي صلى الله عليه وآله مع ذلك قد يخطئ فيصحح له عمر ، أما عمر فلايخطئ !
افتروا على النبي صلى الله عليه وآله أنه كان يخطئ وكان عمر يصحح له أخطاءه ويسدده وأنه كان يختلف مع النبي صلى الله عليه وآله في الأمر فيوافقه الله تعالى وينزل الوحي طبق رأي عمر ! وسموا ذلك موافقات عمر ، وقد بحثناها في المجلد الثاني من كتاب (ألف سؤال وإشكال:2/مسألة 144) ، وقلنا هناك ما مضمونه: إن الوضع الطبيعي للعلاقة بين النبي صلى الله عليه وآله وعمر أن تكون علاقة مسلم تابع بنبيٍّ متبوع مُطاع ، لكن الثابت أن عمر كان كثير الإعتراض على النبي صلى الله عليه وآله ! والتفسير الصحيح لذلك أنه خطأ من عمر ، وأن الإعتراض على رسول الله صلى الله عليه وآله معصية أو رد عليه وكلاهما أمرٌ كبير لأنه صلى الله عليه وآله كما قال الله تعالى:وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى.إِنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى... وَمَاآتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَانَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ، وَاتَّقُوا اللهَ ، إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.
لكن عمر ومجبيه خرجوا عن المألوف ، وفسروا اعتراضات عمر بأنه كان دائماً مصيباً ، بينما كان النبي صلى الله عليه وآله يقع في الخطأ ! وأن الوحي كان ينزل مؤيداً لرأي عمر منتقداً لرأي النبي صلى الله عليه وآله ، بل كان أحياناً يوبِّخ النبي صلى الله عليه وآله ، معاذ الله !!
فكأن النبي صلى الله عليه وآله عندهم رجلٌ ساذج ، يقع في أخطاء فيصححها له عمر !
وكأن المطلوب أن يثبتوا لعمر فضائل ، ولو بالطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وآله !
وقد ألفوا في هذا الطعن المغطى به صلى الله عليه وآله كتباً ونظموا أراجيز وسموه (موافقات عمر) ومعناها: موافقات الله تعالى لرأي عمر ، ولو بتخطئة رأي النبي صلى الله عليه وآله !!
ففي الأعلام:2/63: ( أبو بكر بن زيد بن أبي بكر الحسني الجراعي الدمشقي... (825-883 ) له.... نفائس الدرر في موافقات عمر ) .
وفي:3/301: (الجلال السيوطي(849–911) ، وعدَّ من مؤلفاته: قطف الثمر في موافقات عمر ). وكذا في كشف الظنون:2/1353 .
وفي:5/302: (...ـ937هـ) محمد بن إبراهيم بن محمد بن مقبل البلبيسي... صنَّف: شرح نظم الدرر في موافقات عمر للبدر الغزي ) .
وفي:7/44: (محمد بن جمال الدين عبد الله بن أبي حفص سراج الدين عمر ، من علماء حلب ، ولي قضاءها مرات ، واستقضيَ بدمشق والقاهرة. له كتب منها... الموافقات العمرية للقرآن الشريف ).
وفي معجم المؤلفين:2/22: (أحمد بن النقيب(771-816 ه ) أحمد بن علي بن محمد المقدسي... له الموافقات التي وقعت في القرآن لعمر بن الخطاب ) .
وفي إيضاح المكنون:1/447:(الدر المستطاب في موافقات عمر بن الخطاب ، لحامد بن علي بن إبراهيم بن عبد الرحيم العمادي ، المفتي الدمشقي الحنفي المتوفى سنة 1171).
وفي:2/658: (نظم الدرر في موافقات عمر ، أعني عمر بن الخطاب رضي الله عنه لبدر الدين محمد بن محمد الغزي ).
وفي هدية العارفين:1/497: (ابن البدر الخطيب عبد الباقي بن عبدا لباقي بن عبد القادر بن عبدا لباقي بن إبراهيم بن عمر البعلي الدمشقي.... ولد سنة 1005 وتوفي في ذي الحجة من سنة1071. من تصانيفه شرح الجامع الصحيح للبخاري لم يكمل. اقتطاف الثمر في موافقات عمر ) .
وفي:2/233: (محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن بدر بن مفرج بن بدر بن عثمان الغزي...توفي سنة935.... من تصانيفه... شرح نظم الدرر في موافقات عمر... نظم الدرر في موافقات عمر ). انتهى.
قال ابن حجر في فتح الباري:1/200: (وروى البزار باسناد حسن ، من حديث أبي سعيد الخدري في هذه القصة أن النبي(ص)أذن لمعاذ في التبشير ، فلقيه عمر فقال: لاتعجل ، ثم دخل فقال: يا نبي الله أنت أفضل رأياً ، إن الناس إذا سمعوا ذلك اتكلوا عليها ! قال: فَرُدَّهُ ! وهذا معدودٌ من موافقات عمر ، وفيه جواز الإجتهاد بحضرته (ص) !!
وقال في فتح الباري:7/42: (عن عمرو بن دينار قال: كان ابن عباس يقرأ: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلانَبِيٍّ،ولا محدث. والسبب في تخصيص عمر بالذكر لكثرة ما وقع له في زمن النبي(ص)من الموافقات التي نزل القرآن مطابقاً لها) !!
وفي تحفة الأحوذي:10/125:(فإن يك في أمتي أحد)أي من المحدثين (فعمر بن الخطاب) وفي بعض النسخ: يكون عمر بن الخطاب ، والسبب في تخصيص عمر بالذكر لكثرة ما وقع له في زمن النبي(ص)من الموافقات التي نزل القرآن مطابقاً لها ، ووقع له بعد النبي(ص)عدة إصابات ). انتهى.
وقال الصالحي في سبل الهدى والرشاد:3/197:(عن عبادة بن الصامت قال: (بايعنا رسول الله(ص)بيعة النساء وذلك قبل أن تفترض علينا الحرب ، على ألانشرك بالله شيئاً ، ولانسرق ، ولا نزني ، ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا ، ولا نعصيه في معروف...
وقوله: على بيعة النساء ، يعني على وفق ما نزلت عليه بيعة النساء بعد ذلك عام الحديبية ، وكان هذا مما نزل على وفق ما بايع عليه أصحابه ليلة العقبة ، وليس هذا بعجيب ، فإن القرآن نزل بموافقات عمر بن الخطاب ). انتهى .
وفي تاريخ المدينة لابن شبة:3/859: ( موافقاته رضي الله عنه... قال ابن عمر: ما أنزل الله أمراً قط فقالوا فيه وقال فيه عمر ، إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر) ! (ورواه أحمد:2/95، والترمذي:5/280 ، وروى عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ) !
ثم ذكر ابن شبَّه عدداً من موافقات الله تعالى لعمر ، بعضها واضح الكذب ، وبعضها محرَّف ، وفي بعضها تخطئة صريحة للنبي صلى الله عليه وآله !
الى آخر إفراطهم وغلوهم في عمر ، الذي هو طعن في النبي صلى الله عليه وآله لامحالة ! في مأساة حقيقية للإسلام ، صنعتها قريش من أجل عمر ، وربت عليها الأجيال !
اما شمس الدين الذهبي(محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الشركسي) من كبار أئمتهم ، معروف بكثرة مؤلفاته ، وبتشدده في النقد الرجالي والحديثي ، لكنه لم يملك نفسه في حب عمر وأبي بكر ، فأفتى صراحةً بأن العصمة لا تختص بالأنبياء عليهم السلام بل تشمل معهم نوعين من الناس هما: أبو بكر الصديق لتصديقه بالنبي صلى الله عليه وآله وعمر الفاروق ، لأنه حاكم عادل !
قال في كتابه (الموقظة في علم مصطلح الحديث) ص84 ، بعد أن قسم طبقات أئمة الجرح والتعديل إلى: الحاد ، والمعتدل ، والمتساهل ، قال ما نصه: (والعصمة للأنبياء عليهم السلام ، والصديقين ، وحكام القسط) !! انتهى.
وبذلك أضاف الذهبي من جيبه إلى الأنبياء عليهم السلام نوعين: الأول ، الصديقين ليثبت العصمة لأبي بكر. والثاني، حكام القسط ليثبتها لعمر لأنه حاكم عادل !
وإنما قلنا إنه وضع القاعدة من أجلهما خاصة ، لأنهم لايقولون بعصمة كل صدِّيق ، ولا كل حاكم عادل ، وإلا لزم أن يقولوا بعصمة كسرى الذي رووا أن النبي صلى الله عليه وآله قال فيه (ولدت في زمن الملك العادل) ! والذهبي نفسه أعطى وصف الملك العادل لمجموعة سلاطين تراكمة وشراكسة مع أنه لايثبت لهم العصمة ، وفيهم رافضي قوي الرفض على حد قوله، هو رزيك بن طلائع بن رزيك سلطان مصر! قال في أعلام النبلاء:15/208:(وولي مكانه(طلائع) ولده الملك العادل رزيك وكان مليح النظم ، قوي الرفض ، جواداً شجاعاً ، يناظر على الإمامة والقدر )!
كما وصف: تُقَاق بن سلجوق التركماني بأنه الملك العادل (أعلام النبلاء:18/243) وكذلك وصف ألب أرسلأن (:18/414)، ونور الدين حاكم الموصل(:20/190)، وعلي بن السلار الكردي(:20/281) ، وأبا بكر بن أيوب الأيوبي(:23/184) ، وطومباي الأول (تذكرة الحفاظ ص7) ، وغيرهم ممن لايراهم معصومين ! فهو إذن يقصد بحكام القسط والعدل عمر وحده !
كما وضعوا في مقابل تحديث الملائكة للنبي وآله صلى الله عليه وآله الأطهار ، أن الملائكة تحدث عمر ! وقد تقدم ذلك في كلام الغزالي ، ورواه البخاري وغيره !
قال السيوطي في الخصائص:2/219: (باب إخباره بأن عمر من المحدثين. أخرج الشيخان عن عائشة قالت قال رسول الله: كان في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر. وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله: إنه لم يبعث الله نبياً إلا كان في أمته محدثون ، وإن يكن في أمتي أحد فهو عمر قالوا: يارسول الله كيف محدث؟ قال: تتكلم الملائكة على لسانه).
وقال ابن حجر في شرحه للبخاري:7/40: ( قوله: محدَّثون ، بفتح الدال جمع محدَّث ، واختلف في تأويله فقيل: ملهم ، قاله الأكثر ، قالوا: المحدَّث بالفتح هو الرجل الصادق الظن وهو من ألقى في روعه شئ من قبل الملأ الأعلى ، فيكون كالذي حدثه غيره به ، وبهذا جزم أبو أحمد العسكري.
وقيل: من يجري الصواب على لسانه من غير قصد. وقيل مكلم أي تكلمه الملائكة بغير نبوة. وهذا ورد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً ولفظه: قيل يا رسول الله وكيف يحدث قال تتكلم الملائكة على لسانه. رويناه في فوائد الجوهري ، وحكاه القابسي وآخرون. ويؤيده ما ثبت في الرواية المعلقة ويحتمل رده إلى المعنى الأول أي تكلمه في نفسه وإن لم ير مكلماً في الحقيقة فيرجع إلى الإلهام ).
وقال ابن تيمية في الرد على المنطقيين ص513: (فأما درجة السابقين الأولين كأبي بكر وعمر فتلك لايبلغها أحد ! وقد ثبت في الصحيحين عن النبي(ص)أنه قال: قد كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي فعمر ، وفي حديث آخر: إن الله ضرب الحق على لسان عمر وقلبه. وقال عليٌ: كنا نتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر. وفي الترمذي وغيره: لو لم أبعث فيكم لبعث فيكم عمر ، ولو كان بعدي نبي ينتظر لكان عمر ).
وقال في منهاجه:6/75(وكلام عمر رضي الله عنه من أجمع الكلام وأكمله ، فإنه ملهم محدث ! كل كلمة من كلامه تجمع علماً كثيراً!)! انتهى .
فقد وصلوا في كلام عمر إلى درجة كلام النبي صلى الله عليه وآله ، وصار عمر لاينطق عن الهوى إن هو إلا حديث الملائكة ! والفرق بينهما أن النبي صلى الله عليه وآله مع ذلك قد يخطئ فيصحح له عمر ، أما عمر فلايخطئ !
افتروا على النبي صلى الله عليه وآله أنه كان يخطئ وكان عمر يصحح له أخطاءه ويسدده وأنه كان يختلف مع النبي صلى الله عليه وآله في الأمر فيوافقه الله تعالى وينزل الوحي طبق رأي عمر ! وسموا ذلك موافقات عمر ، وقد بحثناها في المجلد الثاني من كتاب (ألف سؤال وإشكال:2/مسألة 144) ، وقلنا هناك ما مضمونه: إن الوضع الطبيعي للعلاقة بين النبي صلى الله عليه وآله وعمر أن تكون علاقة مسلم تابع بنبيٍّ متبوع مُطاع ، لكن الثابت أن عمر كان كثير الإعتراض على النبي صلى الله عليه وآله ! والتفسير الصحيح لذلك أنه خطأ من عمر ، وأن الإعتراض على رسول الله صلى الله عليه وآله معصية أو رد عليه وكلاهما أمرٌ كبير لأنه صلى الله عليه وآله كما قال الله تعالى:وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى.إِنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى... وَمَاآتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَانَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ، وَاتَّقُوا اللهَ ، إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.
لكن عمر ومجبيه خرجوا عن المألوف ، وفسروا اعتراضات عمر بأنه كان دائماً مصيباً ، بينما كان النبي صلى الله عليه وآله يقع في الخطأ ! وأن الوحي كان ينزل مؤيداً لرأي عمر منتقداً لرأي النبي صلى الله عليه وآله ، بل كان أحياناً يوبِّخ النبي صلى الله عليه وآله ، معاذ الله !!
فكأن النبي صلى الله عليه وآله عندهم رجلٌ ساذج ، يقع في أخطاء فيصححها له عمر !
وكأن المطلوب أن يثبتوا لعمر فضائل ، ولو بالطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وآله !
وقد ألفوا في هذا الطعن المغطى به صلى الله عليه وآله كتباً ونظموا أراجيز وسموه (موافقات عمر) ومعناها: موافقات الله تعالى لرأي عمر ، ولو بتخطئة رأي النبي صلى الله عليه وآله !!
ففي الأعلام:2/63: ( أبو بكر بن زيد بن أبي بكر الحسني الجراعي الدمشقي... (825-883 ) له.... نفائس الدرر في موافقات عمر ) .
وفي:3/301: (الجلال السيوطي(849–911) ، وعدَّ من مؤلفاته: قطف الثمر في موافقات عمر ). وكذا في كشف الظنون:2/1353 .
وفي:5/302: (...ـ937هـ) محمد بن إبراهيم بن محمد بن مقبل البلبيسي... صنَّف: شرح نظم الدرر في موافقات عمر للبدر الغزي ) .
وفي:7/44: (محمد بن جمال الدين عبد الله بن أبي حفص سراج الدين عمر ، من علماء حلب ، ولي قضاءها مرات ، واستقضيَ بدمشق والقاهرة. له كتب منها... الموافقات العمرية للقرآن الشريف ).
وفي معجم المؤلفين:2/22: (أحمد بن النقيب(771-816 ه ) أحمد بن علي بن محمد المقدسي... له الموافقات التي وقعت في القرآن لعمر بن الخطاب ) .
وفي إيضاح المكنون:1/447:(الدر المستطاب في موافقات عمر بن الخطاب ، لحامد بن علي بن إبراهيم بن عبد الرحيم العمادي ، المفتي الدمشقي الحنفي المتوفى سنة 1171).
وفي:2/658: (نظم الدرر في موافقات عمر ، أعني عمر بن الخطاب رضي الله عنه لبدر الدين محمد بن محمد الغزي ).
وفي هدية العارفين:1/497: (ابن البدر الخطيب عبد الباقي بن عبدا لباقي بن عبد القادر بن عبدا لباقي بن إبراهيم بن عمر البعلي الدمشقي.... ولد سنة 1005 وتوفي في ذي الحجة من سنة1071. من تصانيفه شرح الجامع الصحيح للبخاري لم يكمل. اقتطاف الثمر في موافقات عمر ) .
وفي:2/233: (محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن بدر بن مفرج بن بدر بن عثمان الغزي...توفي سنة935.... من تصانيفه... شرح نظم الدرر في موافقات عمر... نظم الدرر في موافقات عمر ). انتهى.
قال ابن حجر في فتح الباري:1/200: (وروى البزار باسناد حسن ، من حديث أبي سعيد الخدري في هذه القصة أن النبي(ص)أذن لمعاذ في التبشير ، فلقيه عمر فقال: لاتعجل ، ثم دخل فقال: يا نبي الله أنت أفضل رأياً ، إن الناس إذا سمعوا ذلك اتكلوا عليها ! قال: فَرُدَّهُ ! وهذا معدودٌ من موافقات عمر ، وفيه جواز الإجتهاد بحضرته (ص) !!
وقال في فتح الباري:7/42: (عن عمرو بن دينار قال: كان ابن عباس يقرأ: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلانَبِيٍّ،ولا محدث. والسبب في تخصيص عمر بالذكر لكثرة ما وقع له في زمن النبي(ص)من الموافقات التي نزل القرآن مطابقاً لها) !!
وفي تحفة الأحوذي:10/125:(فإن يك في أمتي أحد)أي من المحدثين (فعمر بن الخطاب) وفي بعض النسخ: يكون عمر بن الخطاب ، والسبب في تخصيص عمر بالذكر لكثرة ما وقع له في زمن النبي(ص)من الموافقات التي نزل القرآن مطابقاً لها ، ووقع له بعد النبي(ص)عدة إصابات ). انتهى.
وقال الصالحي في سبل الهدى والرشاد:3/197:(عن عبادة بن الصامت قال: (بايعنا رسول الله(ص)بيعة النساء وذلك قبل أن تفترض علينا الحرب ، على ألانشرك بالله شيئاً ، ولانسرق ، ولا نزني ، ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا ، ولا نعصيه في معروف...
وقوله: على بيعة النساء ، يعني على وفق ما نزلت عليه بيعة النساء بعد ذلك عام الحديبية ، وكان هذا مما نزل على وفق ما بايع عليه أصحابه ليلة العقبة ، وليس هذا بعجيب ، فإن القرآن نزل بموافقات عمر بن الخطاب ). انتهى .
وفي تاريخ المدينة لابن شبة:3/859: ( موافقاته رضي الله عنه... قال ابن عمر: ما أنزل الله أمراً قط فقالوا فيه وقال فيه عمر ، إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر) ! (ورواه أحمد:2/95، والترمذي:5/280 ، وروى عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ) !
ثم ذكر ابن شبَّه عدداً من موافقات الله تعالى لعمر ، بعضها واضح الكذب ، وبعضها محرَّف ، وفي بعضها تخطئة صريحة للنبي صلى الله عليه وآله !
الى آخر إفراطهم وغلوهم في عمر ، الذي هو طعن في النبي صلى الله عليه وآله لامحالة ! في مأساة حقيقية للإسلام ، صنعتها قريش من أجل عمر ، وربت عليها الأجيال !
اما شمس الدين الذهبي(محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الشركسي) من كبار أئمتهم ، معروف بكثرة مؤلفاته ، وبتشدده في النقد الرجالي والحديثي ، لكنه لم يملك نفسه في حب عمر وأبي بكر ، فأفتى صراحةً بأن العصمة لا تختص بالأنبياء عليهم السلام بل تشمل معهم نوعين من الناس هما: أبو بكر الصديق لتصديقه بالنبي صلى الله عليه وآله وعمر الفاروق ، لأنه حاكم عادل !
قال في كتابه (الموقظة في علم مصطلح الحديث) ص84 ، بعد أن قسم طبقات أئمة الجرح والتعديل إلى: الحاد ، والمعتدل ، والمتساهل ، قال ما نصه: (والعصمة للأنبياء عليهم السلام ، والصديقين ، وحكام القسط) !! انتهى.
وبذلك أضاف الذهبي من جيبه إلى الأنبياء عليهم السلام نوعين: الأول ، الصديقين ليثبت العصمة لأبي بكر. والثاني، حكام القسط ليثبتها لعمر لأنه حاكم عادل !
وإنما قلنا إنه وضع القاعدة من أجلهما خاصة ، لأنهم لايقولون بعصمة كل صدِّيق ، ولا كل حاكم عادل ، وإلا لزم أن يقولوا بعصمة كسرى الذي رووا أن النبي صلى الله عليه وآله قال فيه (ولدت في زمن الملك العادل) ! والذهبي نفسه أعطى وصف الملك العادل لمجموعة سلاطين تراكمة وشراكسة مع أنه لايثبت لهم العصمة ، وفيهم رافضي قوي الرفض على حد قوله، هو رزيك بن طلائع بن رزيك سلطان مصر! قال في أعلام النبلاء:15/208:(وولي مكانه(طلائع) ولده الملك العادل رزيك وكان مليح النظم ، قوي الرفض ، جواداً شجاعاً ، يناظر على الإمامة والقدر )!
كما وصف: تُقَاق بن سلجوق التركماني بأنه الملك العادل (أعلام النبلاء:18/243) وكذلك وصف ألب أرسلأن (:18/414)، ونور الدين حاكم الموصل(:20/190)، وعلي بن السلار الكردي(:20/281) ، وأبا بكر بن أيوب الأيوبي(:23/184) ، وطومباي الأول (تذكرة الحفاظ ص7) ، وغيرهم ممن لايراهم معصومين ! فهو إذن يقصد بحكام القسط والعدل عمر وحده !