محمد مشعل
09-05-2013, 06:52 PM
السدرة
(ق.ق.ج)
الأبواب الموصدة لا تستجيب لطرقاتهم؛ يمنون النفس بجني ثمر دراستهم، دحرجهم الضياع من شارع لآخر، ختلوا خلف ثلاثينيات مضت من أعمارهم متداركين ما تبقى منها بثياب فضفاضة.
حياتهم كدروبهم متصحرة، يقتاتون على فاضل غيرهم، ويعملون بقوت يومهم، ومن ورائهم وطن يبحث عنهم.
انزاح بهم المسير حتى وقفوا تحت شجرة (سدر) كبيرة وارفة الظلال توسطت ساحة عامة ، تناثرت حولها بعض حباتها والحجارة جمعوها وفكروا بالمزيد منها ، فتلقفوا بعض الحجارة كصبية صغار وصاروا يقذفونها وهي تغدق عليهم بثمر السدر اللذيذ.
حل المساء وقد تحلقوا حول بعضهم قال كبيرهم "سنتخذها وطنا لنا"، وقال الآخر "ستكون مقرنا الدائم ننطلق منه لعملنا"، وقال آخر "سنرسم عليها أفكارنا"
استمر حديثهم وتمدد معهم حتى سادهم الصمت وداهمهم النعاس ، ناموا على الأرض ، ونامت أحلامهم معهم.
في الصباح فزعوا على صراخ بعضهم ؛ أدمتهم حجارة مبعثرة تناثرت فوق رؤوسهم حين هبت العاصفة.
محمد مشعل الكَريشي
(ق.ق.ج)
الأبواب الموصدة لا تستجيب لطرقاتهم؛ يمنون النفس بجني ثمر دراستهم، دحرجهم الضياع من شارع لآخر، ختلوا خلف ثلاثينيات مضت من أعمارهم متداركين ما تبقى منها بثياب فضفاضة.
حياتهم كدروبهم متصحرة، يقتاتون على فاضل غيرهم، ويعملون بقوت يومهم، ومن ورائهم وطن يبحث عنهم.
انزاح بهم المسير حتى وقفوا تحت شجرة (سدر) كبيرة وارفة الظلال توسطت ساحة عامة ، تناثرت حولها بعض حباتها والحجارة جمعوها وفكروا بالمزيد منها ، فتلقفوا بعض الحجارة كصبية صغار وصاروا يقذفونها وهي تغدق عليهم بثمر السدر اللذيذ.
حل المساء وقد تحلقوا حول بعضهم قال كبيرهم "سنتخذها وطنا لنا"، وقال الآخر "ستكون مقرنا الدائم ننطلق منه لعملنا"، وقال آخر "سنرسم عليها أفكارنا"
استمر حديثهم وتمدد معهم حتى سادهم الصمت وداهمهم النعاس ، ناموا على الأرض ، ونامت أحلامهم معهم.
في الصباح فزعوا على صراخ بعضهم ؛ أدمتهم حجارة مبعثرة تناثرت فوق رؤوسهم حين هبت العاصفة.
محمد مشعل الكَريشي