نعيم الشرهاني
10-05-2013, 10:37 PM
كل الناس مبرؤون . . . . والشيعة متهمون
المنطق الحاكم في كتب العقائد عند إخواننا ، هو منطق الدولة الذي يصدر الاَحكام ولا يقبل الاِعتراض ، وأحكامه هنا تقول :
أولاً : السنة هم المسلمون الموحدون ، حتى لو كانت مصادرهم تنادي بالتشبيه والتجسيم بأحاديث صحيحة عندهم !
والشيعة هم المجسمون والمعطلون ، وإن كانت مصادرهم تنادي بالتنزيه ونفي التشبيه بأحاديث صحيحة عندهم !
ثانياً : يحرم قراءة أي كلام والخوض في أي بحث يوجب اتهام السنة بالتجسيم ! كما يحرم قراءة كتب الشيعة وأحاديثهم في العقائد ، لاَنهم يجسمون الله تعالى ويؤلهون الاَئمة من ذرية النبي صلى الله عليه وآله .
هذا هو حكم أكثر الكتاب والمؤلفين في العقائد ، ودليلهم أن التاريخ عامل الشيعة بهذه الاَحكام ، فصارت هي الجو العام الذي نشأوا فيه ، فكتبوا كما قرؤوا وكما سمعوا .
لقد استطاع كثير من المظلومين في التاريخ ، أن يرفعوا أيديهم أو أصواتهم ويسجلوا ( آخهم ) من ظالميهم . أما نحن الشيعة فلم نستطع إلى الآن أن نسجل ( آخنا ) من التاريخ .
يكفيك أن تلقي نظرة على مصادر التاريخ والعقائد وما كتبوه عن الفرق والملل والنحل ، وما يكتبه خصوم الشيعة وأهل البيت في عصرنا .. لتراها تكرر ادعاء أن الشيعة أخذوا عقائدهم من اليهود والفرس والهندوس ، فهم المجسمون الذين يعبدون إلَهاً مادياً له طول وعرض وأعضاء ، ولذا فهم يعبدون صنماً ولا يعبدون الله تعالى !
أما السنة فهم المسلمون الاَصيلون الذين أخذوا عقائدهم من منبع الاِسلام الصافي ، من الكتاب والسنة ، عن طريق الصحابة الاَبرار بدون أي تأثر باليهود ولا بغيرهم ، فهم الموحدون المنزهون لله تعالى عما افتراه عليه اليهود والنصارى والمجوس والشيعة !
إن مشكلتنا نحن شيعة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله أن الكتب التي اتهمتنا قد كتبت بحبر حكام الجور وأقلام موظفيهم ! وأن الذين أنصفونا ومدحونا ، كتبوا ذلك وهم على وجل من غضب السلاطين !
ولكن ذلك من مفاخرنا أيضاً !
نماذج من كلمات علماء مذهب أهل البيت عليهم السلام
ـ نهج البلاغة ج 2 ص 99
179 ومن كلام له عليه السلام وقد سأله ذعلب اليماني فقال : هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين ؟
فقال عليه السلام : أفأعبد ما لا أرى !
فقال : وكيف تراه !
فقال : لا تراه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه القلوب بحقائق الاِيمان ، قريب من الاَشياء غير ملامس ، بعيد منها غير مباين ، متكلم لا بروية ، مريد لا بهمة ، صانع لا بجارحة ، لطيف لا يوصف بالخفاء ، كبير لا يوصف بالجفاء ، بصير لا يوصف بالحاسة ، رحيم لا يوصف بالرقة ، تعنو الوجوه لعظمته ، وتجب القلوب من مخافته .
ـ ورواه في بحار الاَنوار ج 4 ص 27 عن :
يد ، لي : القطان والدقاق والسناني ، عن ابن زكريا القطان ، عن محمد بن العباس ، عن محمد بن أبي السري ، عن أحمد بن عبدالله بن يونس ، عن ابن طريف ، عن الاَصبغ في حديث قال : قام إليه رجل يقال له ذعلب فقال : يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك ؟ فقال : ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعبد رباً لم أره . قال : فكيف رأيته صفه لنا . قال : ويلك لم تره العيون بمشاهدة الاَبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الاِيمان . ويلك يا ذعلب إن ربي لا يوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون ، ولا بالقيام قيام انتصاب ولا بجيئة ولا بذهاب ، لطيف اللطافة لا يوصف باللطف ، عظيم العظمة لا يوصف بالعِظَم ، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر ، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ ، رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقة ، مؤمن لا بعبادة ، مدرك لا بمجسة ، قائل لا بلفظ ، هو في الاَشياء على غير ممازجة ، خارج منها على غير مباينة ، فوق كل شيء ولا يقال شيء فوقه ، أمام كل شيء ولا يقال له أمام ، داخل في الاَشياء لا كشيء في شيء داخل ، وخارج منها لا كشيء من شيء خارج .. فخر ذعلب مغشياً عليه .... الخبر .
ـ الاِعتقادات ص 3 9 للصدوق المتوفى سنة 381
إعلم أن اعتقادنا في التوحيد : أن الله تعالى واحد أحد ليس كمثله شيء ، قديم لم يزل ولا يزال ، سميعاً بصيراً عليماً حكمياً حياً قيوماً عزيزاً قدوساً عالماً قادراً غنياً ، لا يوصف بجوهر ولا جسم ولا صورة ولا عرض ولا خط ولا سطح ولا ثقل ولا خفة ولا سكون ولا حركة ولا مكان ولا زمان ، وأنه تعالى متعال من جميع صفات خلقه ، خارج عن الحدين حد الاِبطال وحد التشبيه . وأنه تعالى شيء لا كالاَشياء ، صمد ، لم
يلد فيورث ولم يولد فيشارك ولم يكن له كفواً أحد ، ولا نِدَّ له ولا ضد ولا شبه ، ولا صاحبة ولا مثل ولا نظير ولا شريك له ، لا تدركه الاَبصار وهو يدرك الاَبصار ولا الاَوهام وهو يدركها ، لا تأخذه سنة ولا نوم وهو اللطيف الخبير ، خالق كل شيء ، لا إلَه إلا هو ، له الخلق والاَمر ، تبارك الله رب العالمين .
ومن قال بالتشبيه فهو مشرك ، ومن نسب إلى الاِمامية غير ما وصف في التوحيد فهو كاذب ، وكل خبر يخالف ما ذكرت في التوحيد فهو موضوع مخترع ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو باطل ، وإن وجد في كتب علمائنا فهو مدلس .
والاَخبار التي يتوهمها الجهال تشبيهاً لله تعالى بخلقه فمعانيها محمولة على ما في القرآن من نظائرها ، لاَن ما في القرآن : كل شيء هالك إلا وجهه ، ومعنى الوجه الدين ، والوجه الذي يؤتى الله منه ويتوجه به إليه .
وفي القرآن : يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود وهم سالمون ، والساق وجه الاَمر وشدته .
وفي القرآن : أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله ، والجنب الطاعة .
وفي القرآن : ونفخت فيه من روحي ، وهو روح مخلوقة جعل الله منها في آدم وعيسى ، وإنما قال روحي كما قال : نبيي وعبدي وجنتي أي : مخلوقي ، وناري وسمائي وأرضي . وفي القرآن : بل يداه مبسوطتان ، يعني نعمة الدنيا ونعمة الآخرة .
وفي القرآن : والسماء بنيناها بأيد ، والاَيد القوة ، ومنه قوله تعالى : واذكر عبدنا داوود ذا الاَيد ، يعني ذا القوة .
وفي القرآن : يا إبليس ما منعك أن تسجد لماخلقت بيدي ، يعني بقدرتي وقوتي.
وفي القرآن : والاَرض جميعاً قبضته يوم القيامة ، يعني ملكه ولايملكها معه أحد.
وفي القرآن : والسماوات مطويات بيمينه ، يعني بقدرته .
وفي القرآن : وجاء ربك والملك صفاً صفاً ، يعني وجاء أمر ربك ( 171 )
وفي القرآن : كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ، يعني عن ثواب ربهم .
وفي القرآن : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة ، أي عذاب الله .
وفي القرآن : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ، يعني مشرقة تنظر ثواب ربها .
وفي القرآن : ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ، وغضب الله عقابه ، ورضاه ثوابه.
وفي القرآن : تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ، أي تعلم غيبي ولا أعلم غيبك .
وفي القرآن ، ويحذركم الله نفساً ، يعني إنتقامه .
وفي القرآن : إن الله وملائكته يصلون على النبي .
وفيه : هو الذي يصلي عليكم وملائكته ، والصلاة من الله رحمة ومن الملائكة استغفار وتذكية ومن الناس دعاء .
وفي القرآن : ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين .
وفي القرآن : يخادعون الله وهو خادعهم .
وفيه : الله يستهزيَ بهم .
وفي القرآن : سخر الله منهم .
وفيه : نسوا الله فنسيهم .
ومعنى ذلك كله أنه عز وجل يجازيهم جزاء المكر وجزاء المخادعة وجزاء الاِستهزاء وجزاء النسيان وهو أن ينسيهم أنفسهم كما قال عز وجل : ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، لاَنه عز وجل في الحقيقة لا يمكر ولا يخادع ولا يستهزيَ ولا يسخر ولا ينسى ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
وليس يرد في الاَخبار التي يشنع بها أهل الخلاف والاِلحاد إلا بمثل هذه الاَلفاظ ومعانيها معاني ألفاظ القرآن .
نماذج من كلمات علماء السنه في التجسم
ـ تفسير الطبري ج 12 ص 14
عبد الله بن عمر ، قال سمعت نبي الله ( ص ) يقول يدنو المؤمن من ربه حتى يضع عليه كتفه !
( 340 )
ـ الدر المنثور ج 6 ص 123
وأخرج ابن جرير عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بي مضى جبريل حتى جاء الجنة فدخلت فأعطيت الكوثر ، ثم مضى حتى جاء لسدرة المنتهى فدنا ربك فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى !
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ثم دنا قال دنا ربه فتدلى .
وأخرج أبوالشيخ وأبونعيم في الدلائل عن سريج بن عبيد قال لما صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء فأوحى الله إلى عبده ما أوحى ، قال فلما أحس جبريل بدنو الرب خر ساجداً ، فلم يزل يسبحه تسبيحات ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة حتى قضى الله إلى عبده ما قضى ، ثم رفع رأسه فرأيته في خلقه الذي خلق عليه منظوم أجنحته بالزبرجد واللؤلؤ والياقوت فخيل إليَّ أن ما بين عينيه قد سد الاَفقين وكنت لا أراه قبل ذلك إلا على صور مختلفة ، وأكثر ما كنت أراه على صورة دحية الكلبي ، وكنت أحياناً لا أراه قبل ذلك إلا كما يرى الرجل صاحبه من وراء الغربالي .
وقالوا رأى ربه واقفاً على أرض خضرة خلف ستر شفاف
ـ وقال السيوطي في الدر المنثور ج 6 ص 124
وأخرج البيهقي في الاَسماء والصفات وضعفه من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه سئل هل رأى محمد ربه ؟ قال نعم رآه كأن قدميه على خضرة دونه ستر من لؤلؤ ، فقلت يا أبا عباس أليس يقول الله لا تدركه الاَبصار ! قال لا أم لك ذاك نوره الذي هو نوره ، إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء ! انتهى .
ومضافاً إلى تضعيف البيهقي لهذه الرواية ، فإنها تحاول تفسير قوله تعالى : لا تدركه الاَبصار ، أي لا تدرك نوره ، أما ذاته تعالى فتدركها الاَبصار . وهو مخالف لظهور الآية ، ولم يفسرها به أحد .
صحيح البخاري ج 8 ص 178
باب قول الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة . . . . عن جرير قال كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر قال : إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا .
صحيح مسلم ج 8 ص 32
ـ عن أبي هريره قال : قال رسول الله ( ص ) إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته . .
ـ فردوس الاَخبار للديلمي ج 2 ص 299
أبو هريرة : خلق الله عز وجل آدم على صورته وطوله ستون ذراعاً . . . فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ستون ذراعاً فلم تزل تنقص بعده حتى الآن . انتهى . ونحوه في ج 5 ص 165 ونحوه في مصابيحه ج 3 ص 266
ـ مختصر تاريخ دمشق ج 3 جزء 5 ص 125
عن أبي هريرة ، عن النبي ( ص ) قال : خلق الله آدم على صورته طوله سبعون ذراعاً . . . الى آخره . وقد تقدم تكذيب الاِمام مالك لهذا الحديث وغيره من أحاديث رؤية الله تعالى بالعين ، من سير أعلام النبلاء ج 8 ص 103
وقالوا له سمع وبصر كسمع الاِنسان وبصره
ـ سنن أبي داود ج 2 ص 419
. . . مولى أبي هريرة قال سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية : إن الله يأمركم أن تؤدوا الاَمانات إلى أهلها . . إلى قوله تعالى سميعاً بصيراً ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه ، قال أبو هريرة : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع إصبعيه ، قال ابن يونس قال المقرىء : يعني أن الله سميع بصير ، يعني أن لله سمعاً وبصراً ، قال أبو داود : وهذا رد على الجهمية . انتهى . ورواه في ج 2 ص 233 ، وكأن قصد أبي داود أن الجهمية أفرطوا في التنزيه ، فيجب أن نرد عليهم بالتجسيم !
ولكم الحكم في من قال بالتجسيم الشيعه ام السنه
المنطق الحاكم في كتب العقائد عند إخواننا ، هو منطق الدولة الذي يصدر الاَحكام ولا يقبل الاِعتراض ، وأحكامه هنا تقول :
أولاً : السنة هم المسلمون الموحدون ، حتى لو كانت مصادرهم تنادي بالتشبيه والتجسيم بأحاديث صحيحة عندهم !
والشيعة هم المجسمون والمعطلون ، وإن كانت مصادرهم تنادي بالتنزيه ونفي التشبيه بأحاديث صحيحة عندهم !
ثانياً : يحرم قراءة أي كلام والخوض في أي بحث يوجب اتهام السنة بالتجسيم ! كما يحرم قراءة كتب الشيعة وأحاديثهم في العقائد ، لاَنهم يجسمون الله تعالى ويؤلهون الاَئمة من ذرية النبي صلى الله عليه وآله .
هذا هو حكم أكثر الكتاب والمؤلفين في العقائد ، ودليلهم أن التاريخ عامل الشيعة بهذه الاَحكام ، فصارت هي الجو العام الذي نشأوا فيه ، فكتبوا كما قرؤوا وكما سمعوا .
لقد استطاع كثير من المظلومين في التاريخ ، أن يرفعوا أيديهم أو أصواتهم ويسجلوا ( آخهم ) من ظالميهم . أما نحن الشيعة فلم نستطع إلى الآن أن نسجل ( آخنا ) من التاريخ .
يكفيك أن تلقي نظرة على مصادر التاريخ والعقائد وما كتبوه عن الفرق والملل والنحل ، وما يكتبه خصوم الشيعة وأهل البيت في عصرنا .. لتراها تكرر ادعاء أن الشيعة أخذوا عقائدهم من اليهود والفرس والهندوس ، فهم المجسمون الذين يعبدون إلَهاً مادياً له طول وعرض وأعضاء ، ولذا فهم يعبدون صنماً ولا يعبدون الله تعالى !
أما السنة فهم المسلمون الاَصيلون الذين أخذوا عقائدهم من منبع الاِسلام الصافي ، من الكتاب والسنة ، عن طريق الصحابة الاَبرار بدون أي تأثر باليهود ولا بغيرهم ، فهم الموحدون المنزهون لله تعالى عما افتراه عليه اليهود والنصارى والمجوس والشيعة !
إن مشكلتنا نحن شيعة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله أن الكتب التي اتهمتنا قد كتبت بحبر حكام الجور وأقلام موظفيهم ! وأن الذين أنصفونا ومدحونا ، كتبوا ذلك وهم على وجل من غضب السلاطين !
ولكن ذلك من مفاخرنا أيضاً !
نماذج من كلمات علماء مذهب أهل البيت عليهم السلام
ـ نهج البلاغة ج 2 ص 99
179 ومن كلام له عليه السلام وقد سأله ذعلب اليماني فقال : هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين ؟
فقال عليه السلام : أفأعبد ما لا أرى !
فقال : وكيف تراه !
فقال : لا تراه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه القلوب بحقائق الاِيمان ، قريب من الاَشياء غير ملامس ، بعيد منها غير مباين ، متكلم لا بروية ، مريد لا بهمة ، صانع لا بجارحة ، لطيف لا يوصف بالخفاء ، كبير لا يوصف بالجفاء ، بصير لا يوصف بالحاسة ، رحيم لا يوصف بالرقة ، تعنو الوجوه لعظمته ، وتجب القلوب من مخافته .
ـ ورواه في بحار الاَنوار ج 4 ص 27 عن :
يد ، لي : القطان والدقاق والسناني ، عن ابن زكريا القطان ، عن محمد بن العباس ، عن محمد بن أبي السري ، عن أحمد بن عبدالله بن يونس ، عن ابن طريف ، عن الاَصبغ في حديث قال : قام إليه رجل يقال له ذعلب فقال : يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك ؟ فقال : ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعبد رباً لم أره . قال : فكيف رأيته صفه لنا . قال : ويلك لم تره العيون بمشاهدة الاَبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الاِيمان . ويلك يا ذعلب إن ربي لا يوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون ، ولا بالقيام قيام انتصاب ولا بجيئة ولا بذهاب ، لطيف اللطافة لا يوصف باللطف ، عظيم العظمة لا يوصف بالعِظَم ، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر ، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ ، رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقة ، مؤمن لا بعبادة ، مدرك لا بمجسة ، قائل لا بلفظ ، هو في الاَشياء على غير ممازجة ، خارج منها على غير مباينة ، فوق كل شيء ولا يقال شيء فوقه ، أمام كل شيء ولا يقال له أمام ، داخل في الاَشياء لا كشيء في شيء داخل ، وخارج منها لا كشيء من شيء خارج .. فخر ذعلب مغشياً عليه .... الخبر .
ـ الاِعتقادات ص 3 9 للصدوق المتوفى سنة 381
إعلم أن اعتقادنا في التوحيد : أن الله تعالى واحد أحد ليس كمثله شيء ، قديم لم يزل ولا يزال ، سميعاً بصيراً عليماً حكمياً حياً قيوماً عزيزاً قدوساً عالماً قادراً غنياً ، لا يوصف بجوهر ولا جسم ولا صورة ولا عرض ولا خط ولا سطح ولا ثقل ولا خفة ولا سكون ولا حركة ولا مكان ولا زمان ، وأنه تعالى متعال من جميع صفات خلقه ، خارج عن الحدين حد الاِبطال وحد التشبيه . وأنه تعالى شيء لا كالاَشياء ، صمد ، لم
يلد فيورث ولم يولد فيشارك ولم يكن له كفواً أحد ، ولا نِدَّ له ولا ضد ولا شبه ، ولا صاحبة ولا مثل ولا نظير ولا شريك له ، لا تدركه الاَبصار وهو يدرك الاَبصار ولا الاَوهام وهو يدركها ، لا تأخذه سنة ولا نوم وهو اللطيف الخبير ، خالق كل شيء ، لا إلَه إلا هو ، له الخلق والاَمر ، تبارك الله رب العالمين .
ومن قال بالتشبيه فهو مشرك ، ومن نسب إلى الاِمامية غير ما وصف في التوحيد فهو كاذب ، وكل خبر يخالف ما ذكرت في التوحيد فهو موضوع مخترع ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو باطل ، وإن وجد في كتب علمائنا فهو مدلس .
والاَخبار التي يتوهمها الجهال تشبيهاً لله تعالى بخلقه فمعانيها محمولة على ما في القرآن من نظائرها ، لاَن ما في القرآن : كل شيء هالك إلا وجهه ، ومعنى الوجه الدين ، والوجه الذي يؤتى الله منه ويتوجه به إليه .
وفي القرآن : يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود وهم سالمون ، والساق وجه الاَمر وشدته .
وفي القرآن : أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله ، والجنب الطاعة .
وفي القرآن : ونفخت فيه من روحي ، وهو روح مخلوقة جعل الله منها في آدم وعيسى ، وإنما قال روحي كما قال : نبيي وعبدي وجنتي أي : مخلوقي ، وناري وسمائي وأرضي . وفي القرآن : بل يداه مبسوطتان ، يعني نعمة الدنيا ونعمة الآخرة .
وفي القرآن : والسماء بنيناها بأيد ، والاَيد القوة ، ومنه قوله تعالى : واذكر عبدنا داوود ذا الاَيد ، يعني ذا القوة .
وفي القرآن : يا إبليس ما منعك أن تسجد لماخلقت بيدي ، يعني بقدرتي وقوتي.
وفي القرآن : والاَرض جميعاً قبضته يوم القيامة ، يعني ملكه ولايملكها معه أحد.
وفي القرآن : والسماوات مطويات بيمينه ، يعني بقدرته .
وفي القرآن : وجاء ربك والملك صفاً صفاً ، يعني وجاء أمر ربك ( 171 )
وفي القرآن : كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ، يعني عن ثواب ربهم .
وفي القرآن : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة ، أي عذاب الله .
وفي القرآن : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ، يعني مشرقة تنظر ثواب ربها .
وفي القرآن : ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ، وغضب الله عقابه ، ورضاه ثوابه.
وفي القرآن : تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ، أي تعلم غيبي ولا أعلم غيبك .
وفي القرآن ، ويحذركم الله نفساً ، يعني إنتقامه .
وفي القرآن : إن الله وملائكته يصلون على النبي .
وفيه : هو الذي يصلي عليكم وملائكته ، والصلاة من الله رحمة ومن الملائكة استغفار وتذكية ومن الناس دعاء .
وفي القرآن : ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين .
وفي القرآن : يخادعون الله وهو خادعهم .
وفيه : الله يستهزيَ بهم .
وفي القرآن : سخر الله منهم .
وفيه : نسوا الله فنسيهم .
ومعنى ذلك كله أنه عز وجل يجازيهم جزاء المكر وجزاء المخادعة وجزاء الاِستهزاء وجزاء النسيان وهو أن ينسيهم أنفسهم كما قال عز وجل : ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، لاَنه عز وجل في الحقيقة لا يمكر ولا يخادع ولا يستهزيَ ولا يسخر ولا ينسى ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
وليس يرد في الاَخبار التي يشنع بها أهل الخلاف والاِلحاد إلا بمثل هذه الاَلفاظ ومعانيها معاني ألفاظ القرآن .
نماذج من كلمات علماء السنه في التجسم
ـ تفسير الطبري ج 12 ص 14
عبد الله بن عمر ، قال سمعت نبي الله ( ص ) يقول يدنو المؤمن من ربه حتى يضع عليه كتفه !
( 340 )
ـ الدر المنثور ج 6 ص 123
وأخرج ابن جرير عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بي مضى جبريل حتى جاء الجنة فدخلت فأعطيت الكوثر ، ثم مضى حتى جاء لسدرة المنتهى فدنا ربك فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى !
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ثم دنا قال دنا ربه فتدلى .
وأخرج أبوالشيخ وأبونعيم في الدلائل عن سريج بن عبيد قال لما صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء فأوحى الله إلى عبده ما أوحى ، قال فلما أحس جبريل بدنو الرب خر ساجداً ، فلم يزل يسبحه تسبيحات ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة حتى قضى الله إلى عبده ما قضى ، ثم رفع رأسه فرأيته في خلقه الذي خلق عليه منظوم أجنحته بالزبرجد واللؤلؤ والياقوت فخيل إليَّ أن ما بين عينيه قد سد الاَفقين وكنت لا أراه قبل ذلك إلا على صور مختلفة ، وأكثر ما كنت أراه على صورة دحية الكلبي ، وكنت أحياناً لا أراه قبل ذلك إلا كما يرى الرجل صاحبه من وراء الغربالي .
وقالوا رأى ربه واقفاً على أرض خضرة خلف ستر شفاف
ـ وقال السيوطي في الدر المنثور ج 6 ص 124
وأخرج البيهقي في الاَسماء والصفات وضعفه من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه سئل هل رأى محمد ربه ؟ قال نعم رآه كأن قدميه على خضرة دونه ستر من لؤلؤ ، فقلت يا أبا عباس أليس يقول الله لا تدركه الاَبصار ! قال لا أم لك ذاك نوره الذي هو نوره ، إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء ! انتهى .
ومضافاً إلى تضعيف البيهقي لهذه الرواية ، فإنها تحاول تفسير قوله تعالى : لا تدركه الاَبصار ، أي لا تدرك نوره ، أما ذاته تعالى فتدركها الاَبصار . وهو مخالف لظهور الآية ، ولم يفسرها به أحد .
صحيح البخاري ج 8 ص 178
باب قول الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة . . . . عن جرير قال كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر قال : إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا .
صحيح مسلم ج 8 ص 32
ـ عن أبي هريره قال : قال رسول الله ( ص ) إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته . .
ـ فردوس الاَخبار للديلمي ج 2 ص 299
أبو هريرة : خلق الله عز وجل آدم على صورته وطوله ستون ذراعاً . . . فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ستون ذراعاً فلم تزل تنقص بعده حتى الآن . انتهى . ونحوه في ج 5 ص 165 ونحوه في مصابيحه ج 3 ص 266
ـ مختصر تاريخ دمشق ج 3 جزء 5 ص 125
عن أبي هريرة ، عن النبي ( ص ) قال : خلق الله آدم على صورته طوله سبعون ذراعاً . . . الى آخره . وقد تقدم تكذيب الاِمام مالك لهذا الحديث وغيره من أحاديث رؤية الله تعالى بالعين ، من سير أعلام النبلاء ج 8 ص 103
وقالوا له سمع وبصر كسمع الاِنسان وبصره
ـ سنن أبي داود ج 2 ص 419
. . . مولى أبي هريرة قال سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية : إن الله يأمركم أن تؤدوا الاَمانات إلى أهلها . . إلى قوله تعالى سميعاً بصيراً ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه ، قال أبو هريرة : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع إصبعيه ، قال ابن يونس قال المقرىء : يعني أن الله سميع بصير ، يعني أن لله سمعاً وبصراً ، قال أبو داود : وهذا رد على الجهمية . انتهى . ورواه في ج 2 ص 233 ، وكأن قصد أبي داود أن الجهمية أفرطوا في التنزيه ، فيجب أن نرد عليهم بالتجسيم !
ولكم الحكم في من قال بالتجسيم الشيعه ام السنه