المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحف أسرائيل : اذا هدد نصرالله علينا أن نصغي اليه جيداً لأنه يفي بما يلتزم


رافل الاوسي
11-05-2013, 10:53 PM
صحف أسرائيل : اذا هدد نصرالله علينا أن نصغي اليه جيداً لأنه يفي بما يلتزم

طالبت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية صناع القرار في تل ابيب، بضرورة الاصغاء جيدا الى ما صدر اخيرا عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من مواقف وتهديدات. وكتب معلق الشؤون العسكرية في الصحيفة اليكس فيشمان، مقالاً تحليليا طويلا، ضمّنه انتقادا لاذعا للمجلس الوزاري المصغر، الذي وافق على قرار تنفيذ الغارات الجوية في سوريا.

واشار فيشمان الى ان الوزراء الاسرائيليين الجدد، وتحديدا اعضاء المحفل الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية، ليسوا الا "ممسحة" وأختام جاهزة، للموافقة على توجهات رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، المتحمس لشن عمليات عسكرية، وبصورة اكثر اندفاعا من تحمس الجيش نفسه. ونوّه بأن "نتانياهو لا يجد ضابطة او شخصية راشدة ومسؤولة وخبيرة في الشؤون الامنية، تدفعه الى ضبط النفس، وهو الدور الذي يفترض بوزير الدفاع موشيه يعلون، ان يؤديه، وان يعاين الامور برؤية سياسية واسعة وشاملة".

وعن مواقف الأمين العام لحزب الله، أكد تقرير الصحيفة ان "اسرائيل تميل الى الاستخفاف بالمواقف الصادرة عن القادة العرب، لكن يتبين ان في الشرق الاوسط، قادة استثنائيين، كما هو حال نصرالله، الذي إن هدد، فعلينا ان نصغي اليه جيدا". وشدد على ان "الرجل يفي بما يلتزم ويهدد به، وهناك تطابق كبير بين ما يقوله، وما يفعله"، مشيرا الى ان "نصرالله كرر في الواقع تهديدات (الرئيس السوري بشار) الأسد، التي اطلقها في اعقاب الغارة على الصواريخ في دمشق، من ان هضبة الجولان ستتحوّل إلى ساحة مقاومة شعبية، لكن عندما يُطلق الأسد ونصر الله التهديدات نفسها، فعلينا ان نتعامل معها بجدية".

ونقل فيشمان عن العقيد في الجيش الاسرائيلي رونن كوهين، صاحب كتاب "فن الخطابة لدى نصرالله في حرب لبنان الثانية"، ان "الكثير من خطب الأمين العام لحزب الله، تكون مخصصة للدعاية والحرب النفسية وايضا للمسائل الاستراتيجية، لكن في جزء منها ايضا، هناك امور تتعلق بمسائل تنفيذية عملياتية". وأكّد أن "كل التهديدات التي اطلقها نصرالله في حرب لبنان الثانية عام 2006، قد تحققت بالفعل، بل وخلال 24 ساعة من اطلاقها، لكن التعقيد يبرز تحديدا في زمن الهدوء، إذ إن تنفيذ التهديدات، لا يكون بالضرورة تنفيذا فورياً".

وأضاف الضابط الاسرائيلي لـ"يديعوت"، إن "نصرالله كان واضحا، وقد اكد انه سيساعد ويقدم العون إلى المقاومة في الجولان، وبالتالي علينا ان نبحث في قصده، وإن كان يلمح الى مساعدة لوجستية او تدريبات او غيرها من الاحتمالات"، مع ذلك يؤكد العقيد كوهين على وجوب ان ندرك من الان، أن "حزب الله قد بدأ بوضع قدمه على الحدود الاسرائيلية السورية، تماما كما فعل حين وضع قدميه ويديه، في سيناء وقطاع غزة".

وفي تقرير آخر في الصحيفة نفسها، كتب اليكس فيشمان ايضا، مكررا هجومه على المجلس الوزاري المصغر، وعلى قرار الموافقة على الغارات في سوريا، وقال إن "الوزراء يجلسون هناك فاغري الأفواه، عندما تتكشف أمامهم القدرات التقنية وعمق المعلومات الاستخبارية (لدى اسرائيل)، الامر الذي يثير انفعالهم وتأثرهم وفخرهم، الا انه لم يجر ارسالهم الى المجلس الوزاري المصغر كي ينفعلوا ويتأثروا، بل ليحافظوا على المصالح الاسرائيلية تحديدا".

وأكد فيشمان أن السلاح الذي جرى استهدافه في سوريا هو "سلاح سيّء"، لكن "هل يغير توازن الردع القائم بين اسرائيل وحزب الله؟ وهل كانت اسرائيل ستهاجم سوريا قبل عامين، لو ان هذا السلاح هبط على الاراضي السورية في حينه؟ وهل تبرر بضع عشرات قليلة من الصواريخ، تدخّل اسرائيل في المواجهة العسكرية الدائرة في سوريا؟". والسؤال الاهم، بحسب فيشمان، هو الآتي: "هل هناك مسوغ في ما حصل كي تفقد اسرائيل خياراتها الثقيلة في مواجهة الاسد، وتحديدا خياراتها (العسكرية) ضد اهداف هي اهم لأمن لاسرائيل، مثل منظومات اس اي 300، الروسية الصنع، التي ينوي الروس تزويد النظام السوري بها؟". وحذّر من أن "الهجوم المقبل على سوريا، سيحفز الاسد كي يكون اكثر اندفاعا للرد، قياساً بما كان عليه، قبل الهجوم الاخير على دمشق".

من جهتها، تساءلت صحيفة "هآرتس" عن جدوى الغارات في سوريا، وعن تهديد الصواريخ التي استهدفتها هذه الغارات، رغم ان حزب الله يملك عشرات الالاف من الصواريخ الموجهة الى اهداف في اسرائيل، بحيث إنه ما من مدينة او قريبة في اسرائيل، يمكنها ان تجد ملاذا آمنا منها، و"مع هذا لم يفكر احد في انه سيكون من الحكمة الهجوم على المخازن وتدميرها في لبنان".

وطرحت "هآرتس" جملة من الانتقادات، على شاكلة اسئلة موجهة الى صاحب القرار في تل ابيب: "ماذا كان سيحدث لو بقيت هذه الصواريخ في سوريا؟ وماذا عن عشرات آلاف الصواريخ التي بات حزب الله يملكها فعلاً في لبنان؟ أوَليست تهديدا فعليا لاسرائيل؟". وحذرت من ان "الرد غير ضروري الا بما يعني مواجهة التهديدات الوجودية، لا مطلق اي تهديد"، مشيرة الى "ضرورة الاقرار بان تدمير الصواريخ في سوريا لم يقلل غراماً واحداً من وزن التهديدات". وختمت بالقول: "يبقى الأمل بان لا يحدث الانفجار، نتيجة للتهديد الاكبر لدينا، وهو المسار المتهور لاتخاذ القرارات في اسرائيل