عاشق أبا الأحرار
16-05-2013, 02:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
شبهه جديده :
س/ ما الاسباب التي جعلت الرسول صلى الله عله وآله لم يقتص من خالد بن الوليد عندما قتل بني جذيمه؟
الجواب:
أولا: الملحد لايؤمن بأحكام الدين الإسلامي ولا يعترف بكون رسول الله صلى الله عليه وآله معصوم أفعاله لاتمليها نزعات العاطفة فعلى هذا يجب أن تطالبه في البداية بأن يُسلّم على سبيل الفرض أنّ نبينا معصوم وأنّ للدين الإسلامي أحكاما تطبيقها يخضع لشرائط وظروف ومصالح رسول الله أعرف بها.
ثانيا: بعد أن يُسلّم الملحد لنا بذلك على سبيل الفرض نقول له انه لا شك عندنا نحن المسلون أنّ فعل وقول وتقرير المعصوم حجة. ولكن بين قول المعصوم وفعله فرق وهو أنّ القول له بيان وظهور "بذاته" وحجته ثابتة بينما تقرير وفعل المعصوم فيهما تفصيل من حيث دلالتهما فإذا فعل المعصوم شيئا نحتاج أن ندقق لنعرفَ وجه ثبوته هل هو على نحو الاستحباب أم الوجوب أم الاطلاق أم التقييد الى غير ذلك.
لكن على نحو الاجمال ما نقطع به هو "جواز " ومشروعية ذلك الفعل، حينها تعرف أنّ تشخيص "عدم فعل" المعصوم لعمل ما يكون من باب أولى أكثر حاجة للتأمل والتركيز منا حيث عدم الوجدان لا يعني عدم الوجود وهذا لا يختلف فيه الملحد معنا.
عدم الاقتصاص من خالد لا يعني عدم الرفض لعمل خالد , وعدم تطبيق الحد عليه لا ينفي انه مجرم مستحق للعقاب.
نحن لا ندّعي الاحاطة بكل جوانب الحكمة في ترك النبي صلى الله عليه وآله لفعلٍ ما, وفي هذا المقام نقول ذات الشيء غير أننا نورد ما فهمناه من مجموع الاخبار المتعلقة بالقضية. قبل عرض الروايات الشريفة نشير إلى أنّ تلك الواقعة كانت بعد فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة.
روى الشيخ الصدوق رحمه الله في أماليه مسنداً عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : ( بعث رسول الله صلى الله عليه وآله، خالد بن الوليد الى حي يقال لهم بنو المصطلق، من بني جذيمة، وكان بينهم وبينه وبين بني مخزوم إحنة - الإحنة : الضغينة والشحناء والحقد- في الجاهليّة، فلما ورد عليهم كانوا قد أطاعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وأخذوا منه كتاباً، فلمّا ورد عليهم خالد أمر منادياً فنادى بالصلاة، فصلى وصلّوا، فلمّا كان صلاة الفجر أمر مناديه فنادى، فصلى وصلوا، ثمّ أمر الخيل فشنوا فيهم الغارة فقتل وأصاب، فطلبوا كتابهم فوجدوه، فأتوا به النبي صلى الله عليه وآله وحدّثوه بما صنع خالد بن الوليد، فاستقبل القبلة، ثم قال صلّى الله عليه وآله : "اللهم أني أبرأ إليك ممّا صنع خالد بن الوليد"، قال : ثمّ قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله تبر ومتاع، فقال لعلي عليه السلام : يا علي، ائت بني جذيمة من بني المصطلق، فأرضهم ممّا صنع خالد)، ثمّ رفع قدميه فقال : :يا علي، اجعل قضاء أهل الجاهليّة تحت قدميك"، فأتاهم علي عليه السلام، فلمّا انتهى اليهم، حكم فهيم بحكم الله، فلمّا رجع الى النبي (صلى الله عليه وآله)، قال : يا علي، أخبرني بما صنعت)، فقال : يا رسول الله، عمدت فأعطيت لكلّ دم ديّة، ولكل جنين غرّة، ولكلّ مال مالاً، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة كلابهم "ميلَغَة الكلب : الاناء الذي يشرب فيه" وحبلة رعاتهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لروعة نسائهم وفزع صبيانهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لما يعلمون ولما لا يعلمون، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم ليرضوا عنك يا رسول الله، فقال : يا علي أعطيتهم ليرضوا عني، رضي الله عنك يا علي، إنّما أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي )
(أمالي الصدوق, 173، الخصال 561,ج2 )
ورد في الارشاد للشيخ المفيد:
( إرسال خالد بن الوليد الى بني جذيمة لأمرين:
الاول: "يدعوهم إلى الله عز وجل " . وثانياً : "وإنما أنفذه إليهم للترة التي كانت بينه وبينهم، وذلك انهم كانوا أصابوا في الجاهلية نسوة من بني المغيرة وقتلوا الفاكه بن المغيرة عم خالد بن الوليد، وقتلوا عوفاً أبا عبد الرحمن بن عوف" وهذا كان سبب انفاذ رسول الله صلى الله عليه وآله له كما انه قد أرسل معه عبد الرحمن بن عوف لنفس السبب ولولا ذلك لما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله خالداً أهلاً للامارة على المسلمين , فكان من أمره ما كان مخالفاً لعهد الله سبحانه وعهد رسوله صلى الله عليه وآله. وعمل فيهم بسنة الجاهلية الجهلاء فكان من رسول الله صلى الله عليه وآله ان تبرى من عمله وتلافى تفريطه وخلافه)
(الإرشاد 139,ج1)
جاء في إعلام الورى ما نصه:
(وقد كانوا أصابوا في الجاهلية من بني المغيرة نسوة وقتلوا عمّ خالد ,فاستقبلوه وعليهم السلاح )
هناك أيضا ورد:
(فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله يده إلى السماء وقال : ( "اللهم اني أبرأ إليك مما فعل خالد"، وبكى ثم دعا علياً.., إلى آخر الرواية) .
أما في رواية الخدري قال صلى الله عليه وآله: ( اللهم اني أبرأ من خالد , ثلاثاً ).
بعد تلك المقدمات وهذا العرض لموقف رسول الله وأسباب إرساله خالدا لعنه الله نخلص إلى التالي:
ـ يتبين من خلال ما سبق أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يبعث خالدا وغيره ليتوجهوا إلى الناس بالدعوة إلى الله تعالى وليس للقتال وهذا ما ذكره ابن الاثير حين تطرق لهذه القضية. أي رسول الله صلى الله عليه وآله حين بعث خالدا لم يأمره بقتال
.
وجدنا من طرقنا نحن شيعة أهل البيت عليهم السلام أنّ جميع الروايات تنص على أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله بعث خالدا لبني جذيمة كما في النص "للترة التي كانت بينه وبينهم" لذا فقد كان هذا اختبارا لخالد وإظهاراً لحقيقة دعوى إيمانه بالاسلام الذي يحرم ثارات وإحن الجاهلية كما في هذا اختبارا لبني جذيمة وصدق قبولهم للإسلام الذي يرفض نعرات الجاهلية.
ـ عند العرب "صبأ " تعني انتقل من دين إلى آخر. ونحن لا نشك في خبث ذلك المنافق ابن الوليد وفي كونه فهم من تلك العبارة الانتقال الى الاسلام إذ لو كان في "الحقيقة والواقع" مشتبها لما تبرأ رسول الله منه ومن عمله ولكنّ رسول الله يُجري الأحكام حسب "الظاهر" وعندنا نحن المسلمون "تُدرأ الحدود بالشبهات" ولكن مع ذلك رسول الله بيّن باطن ذلك المنافق حين بريء منه ومن عمله وهذا يعني أنه في "الواقع" كان عامداً لا مشتبها فرسول الله لا يبرأ من مؤمن مشتبه إلا أنّ الأحكام في الاسلام "تُطبق" حسب "الظاهر".
ورد في الطرائف لابن طاووس :
(فدعاهم إلى الاسلام فلم يحسنوا ان يقولوا أسلمنا، فجعلوا يقولون : صبأنا صبأنا )
(الطرائف لابن طاووس, 2 / 394)
ولكننا بعد موقف رسول الله صلى الله عليه وآله من فعل خالد ليس لدينا أدنى شك في كون خالد قد خالف أمر رسول الله صلى الله عليه وآله ونقض عهده وعمل بحمية ونعرات الجاهلية وقتل اولائك الأبرياء وهم على ذمة الإسلام ولكنّ هذا لم يُوجب عليه الحد بلحظا ما سبق بيانه وعليك عدم إغفال أنّ ما يقع من "مخالفات" على يد الولاة المعينين من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله ومن بعده الائمة المعصومين عليهم السلام يتكفل فيها ببيت مال المسلمين بتعويض المتضررين فتُدفع الديات ويعوّضون عن كل جناية وقعت عليهم ولو لم يثبت أحدها بل حتى لمجرد "احتمال" أنّ شيئا من سائر ما تعلق بهم قد تعرض لضرر وجناية.
مما يقوي أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله لتصرف خالد ذاك حسب "الظاهر" وفق قاعدة (الحدود تُدرأ بالشبهات ) هو كون الاسلام لازال "جديدا "عليهم وأحكامه قد لا تكون معروفة بين بعض المسلمين على الوجه الأتم وهذا قد يتذرع به خالد عليه لعنة الله.
ـ كما ترى كان ابتعاث رسول الله صلى الله عليه وآله لخالد لعنه الله ينطوي على نظرة بعيدة المدى حيث "برهن" للمسلمين على عدم أهلية ذلك الفاسق لتولي شأن من شؤون المسلمين لأنه رجل جلف تسيطر عليه النعرات الجاهلية لذا ليس جديرا بالثقة على الرغم مما شاع عنه من براعة في القيادة العسكرية واغترار كثير من الناس به من هذه الناحيةـ فرسول الله بهذا يحصنهم "عملياً" من الانخداع بذلك الفاسق مستقبلا, فرجل خالف رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته حري بالأمة أن تحذره ولا تسلمه قيادة شأن من شؤونها وعلى الرغم من ذلك رأيت أنّ من جاؤوا بعد رسول الله من المنقلبين على أعقابهم لم يتعلموا الدرس فأمّروا ذلك المجرم لذا وقعت تلك الجريمة العظمى في حق مالك ابن النويرة رحمه الله. فلا عذر لأبي بكر لعنه الله في عدم إقامة الحد على خالد لعنه الله لكون الأصل في مالك ابن نويرة أنه مسلم وعدم دفعه للزكاة لكونه ليس معترفا بشرعية حكومة أبي بكر لا يخرجه من ربقة الإسلام وفي هذا تفصيل ليس هاهنا محله.
يقول صاحب الطرائف : (وكان الصواب ترك ولاية خالد ومحبته عند من يقول بصحّة الخبر المذكور )
أيضا ورد في نهج الحق : (واذا كان خالد قد خالفه صلى الله عليه وآله في حياته وخانه في أمره فكيف به وبغيره بعده )
ـ إنصح ذلك الملحد بالاطلاع على هذه السلسلة
والحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
شبهه جديده :
س/ ما الاسباب التي جعلت الرسول صلى الله عله وآله لم يقتص من خالد بن الوليد عندما قتل بني جذيمه؟
الجواب:
أولا: الملحد لايؤمن بأحكام الدين الإسلامي ولا يعترف بكون رسول الله صلى الله عليه وآله معصوم أفعاله لاتمليها نزعات العاطفة فعلى هذا يجب أن تطالبه في البداية بأن يُسلّم على سبيل الفرض أنّ نبينا معصوم وأنّ للدين الإسلامي أحكاما تطبيقها يخضع لشرائط وظروف ومصالح رسول الله أعرف بها.
ثانيا: بعد أن يُسلّم الملحد لنا بذلك على سبيل الفرض نقول له انه لا شك عندنا نحن المسلون أنّ فعل وقول وتقرير المعصوم حجة. ولكن بين قول المعصوم وفعله فرق وهو أنّ القول له بيان وظهور "بذاته" وحجته ثابتة بينما تقرير وفعل المعصوم فيهما تفصيل من حيث دلالتهما فإذا فعل المعصوم شيئا نحتاج أن ندقق لنعرفَ وجه ثبوته هل هو على نحو الاستحباب أم الوجوب أم الاطلاق أم التقييد الى غير ذلك.
لكن على نحو الاجمال ما نقطع به هو "جواز " ومشروعية ذلك الفعل، حينها تعرف أنّ تشخيص "عدم فعل" المعصوم لعمل ما يكون من باب أولى أكثر حاجة للتأمل والتركيز منا حيث عدم الوجدان لا يعني عدم الوجود وهذا لا يختلف فيه الملحد معنا.
عدم الاقتصاص من خالد لا يعني عدم الرفض لعمل خالد , وعدم تطبيق الحد عليه لا ينفي انه مجرم مستحق للعقاب.
نحن لا ندّعي الاحاطة بكل جوانب الحكمة في ترك النبي صلى الله عليه وآله لفعلٍ ما, وفي هذا المقام نقول ذات الشيء غير أننا نورد ما فهمناه من مجموع الاخبار المتعلقة بالقضية. قبل عرض الروايات الشريفة نشير إلى أنّ تلك الواقعة كانت بعد فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة.
روى الشيخ الصدوق رحمه الله في أماليه مسنداً عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : ( بعث رسول الله صلى الله عليه وآله، خالد بن الوليد الى حي يقال لهم بنو المصطلق، من بني جذيمة، وكان بينهم وبينه وبين بني مخزوم إحنة - الإحنة : الضغينة والشحناء والحقد- في الجاهليّة، فلما ورد عليهم كانوا قد أطاعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وأخذوا منه كتاباً، فلمّا ورد عليهم خالد أمر منادياً فنادى بالصلاة، فصلى وصلّوا، فلمّا كان صلاة الفجر أمر مناديه فنادى، فصلى وصلوا، ثمّ أمر الخيل فشنوا فيهم الغارة فقتل وأصاب، فطلبوا كتابهم فوجدوه، فأتوا به النبي صلى الله عليه وآله وحدّثوه بما صنع خالد بن الوليد، فاستقبل القبلة، ثم قال صلّى الله عليه وآله : "اللهم أني أبرأ إليك ممّا صنع خالد بن الوليد"، قال : ثمّ قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله تبر ومتاع، فقال لعلي عليه السلام : يا علي، ائت بني جذيمة من بني المصطلق، فأرضهم ممّا صنع خالد)، ثمّ رفع قدميه فقال : :يا علي، اجعل قضاء أهل الجاهليّة تحت قدميك"، فأتاهم علي عليه السلام، فلمّا انتهى اليهم، حكم فهيم بحكم الله، فلمّا رجع الى النبي (صلى الله عليه وآله)، قال : يا علي، أخبرني بما صنعت)، فقال : يا رسول الله، عمدت فأعطيت لكلّ دم ديّة، ولكل جنين غرّة، ولكلّ مال مالاً، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة كلابهم "ميلَغَة الكلب : الاناء الذي يشرب فيه" وحبلة رعاتهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لروعة نسائهم وفزع صبيانهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لما يعلمون ولما لا يعلمون، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم ليرضوا عنك يا رسول الله، فقال : يا علي أعطيتهم ليرضوا عني، رضي الله عنك يا علي، إنّما أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي )
(أمالي الصدوق, 173، الخصال 561,ج2 )
ورد في الارشاد للشيخ المفيد:
( إرسال خالد بن الوليد الى بني جذيمة لأمرين:
الاول: "يدعوهم إلى الله عز وجل " . وثانياً : "وإنما أنفذه إليهم للترة التي كانت بينه وبينهم، وذلك انهم كانوا أصابوا في الجاهلية نسوة من بني المغيرة وقتلوا الفاكه بن المغيرة عم خالد بن الوليد، وقتلوا عوفاً أبا عبد الرحمن بن عوف" وهذا كان سبب انفاذ رسول الله صلى الله عليه وآله له كما انه قد أرسل معه عبد الرحمن بن عوف لنفس السبب ولولا ذلك لما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله خالداً أهلاً للامارة على المسلمين , فكان من أمره ما كان مخالفاً لعهد الله سبحانه وعهد رسوله صلى الله عليه وآله. وعمل فيهم بسنة الجاهلية الجهلاء فكان من رسول الله صلى الله عليه وآله ان تبرى من عمله وتلافى تفريطه وخلافه)
(الإرشاد 139,ج1)
جاء في إعلام الورى ما نصه:
(وقد كانوا أصابوا في الجاهلية من بني المغيرة نسوة وقتلوا عمّ خالد ,فاستقبلوه وعليهم السلاح )
هناك أيضا ورد:
(فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله يده إلى السماء وقال : ( "اللهم اني أبرأ إليك مما فعل خالد"، وبكى ثم دعا علياً.., إلى آخر الرواية) .
أما في رواية الخدري قال صلى الله عليه وآله: ( اللهم اني أبرأ من خالد , ثلاثاً ).
بعد تلك المقدمات وهذا العرض لموقف رسول الله وأسباب إرساله خالدا لعنه الله نخلص إلى التالي:
ـ يتبين من خلال ما سبق أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يبعث خالدا وغيره ليتوجهوا إلى الناس بالدعوة إلى الله تعالى وليس للقتال وهذا ما ذكره ابن الاثير حين تطرق لهذه القضية. أي رسول الله صلى الله عليه وآله حين بعث خالدا لم يأمره بقتال
.
وجدنا من طرقنا نحن شيعة أهل البيت عليهم السلام أنّ جميع الروايات تنص على أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله بعث خالدا لبني جذيمة كما في النص "للترة التي كانت بينه وبينهم" لذا فقد كان هذا اختبارا لخالد وإظهاراً لحقيقة دعوى إيمانه بالاسلام الذي يحرم ثارات وإحن الجاهلية كما في هذا اختبارا لبني جذيمة وصدق قبولهم للإسلام الذي يرفض نعرات الجاهلية.
ـ عند العرب "صبأ " تعني انتقل من دين إلى آخر. ونحن لا نشك في خبث ذلك المنافق ابن الوليد وفي كونه فهم من تلك العبارة الانتقال الى الاسلام إذ لو كان في "الحقيقة والواقع" مشتبها لما تبرأ رسول الله منه ومن عمله ولكنّ رسول الله يُجري الأحكام حسب "الظاهر" وعندنا نحن المسلمون "تُدرأ الحدود بالشبهات" ولكن مع ذلك رسول الله بيّن باطن ذلك المنافق حين بريء منه ومن عمله وهذا يعني أنه في "الواقع" كان عامداً لا مشتبها فرسول الله لا يبرأ من مؤمن مشتبه إلا أنّ الأحكام في الاسلام "تُطبق" حسب "الظاهر".
ورد في الطرائف لابن طاووس :
(فدعاهم إلى الاسلام فلم يحسنوا ان يقولوا أسلمنا، فجعلوا يقولون : صبأنا صبأنا )
(الطرائف لابن طاووس, 2 / 394)
ولكننا بعد موقف رسول الله صلى الله عليه وآله من فعل خالد ليس لدينا أدنى شك في كون خالد قد خالف أمر رسول الله صلى الله عليه وآله ونقض عهده وعمل بحمية ونعرات الجاهلية وقتل اولائك الأبرياء وهم على ذمة الإسلام ولكنّ هذا لم يُوجب عليه الحد بلحظا ما سبق بيانه وعليك عدم إغفال أنّ ما يقع من "مخالفات" على يد الولاة المعينين من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله ومن بعده الائمة المعصومين عليهم السلام يتكفل فيها ببيت مال المسلمين بتعويض المتضررين فتُدفع الديات ويعوّضون عن كل جناية وقعت عليهم ولو لم يثبت أحدها بل حتى لمجرد "احتمال" أنّ شيئا من سائر ما تعلق بهم قد تعرض لضرر وجناية.
مما يقوي أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله لتصرف خالد ذاك حسب "الظاهر" وفق قاعدة (الحدود تُدرأ بالشبهات ) هو كون الاسلام لازال "جديدا "عليهم وأحكامه قد لا تكون معروفة بين بعض المسلمين على الوجه الأتم وهذا قد يتذرع به خالد عليه لعنة الله.
ـ كما ترى كان ابتعاث رسول الله صلى الله عليه وآله لخالد لعنه الله ينطوي على نظرة بعيدة المدى حيث "برهن" للمسلمين على عدم أهلية ذلك الفاسق لتولي شأن من شؤون المسلمين لأنه رجل جلف تسيطر عليه النعرات الجاهلية لذا ليس جديرا بالثقة على الرغم مما شاع عنه من براعة في القيادة العسكرية واغترار كثير من الناس به من هذه الناحيةـ فرسول الله بهذا يحصنهم "عملياً" من الانخداع بذلك الفاسق مستقبلا, فرجل خالف رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته حري بالأمة أن تحذره ولا تسلمه قيادة شأن من شؤونها وعلى الرغم من ذلك رأيت أنّ من جاؤوا بعد رسول الله من المنقلبين على أعقابهم لم يتعلموا الدرس فأمّروا ذلك المجرم لذا وقعت تلك الجريمة العظمى في حق مالك ابن النويرة رحمه الله. فلا عذر لأبي بكر لعنه الله في عدم إقامة الحد على خالد لعنه الله لكون الأصل في مالك ابن نويرة أنه مسلم وعدم دفعه للزكاة لكونه ليس معترفا بشرعية حكومة أبي بكر لا يخرجه من ربقة الإسلام وفي هذا تفصيل ليس هاهنا محله.
يقول صاحب الطرائف : (وكان الصواب ترك ولاية خالد ومحبته عند من يقول بصحّة الخبر المذكور )
أيضا ورد في نهج الحق : (واذا كان خالد قد خالفه صلى الله عليه وآله في حياته وخانه في أمره فكيف به وبغيره بعده )
ـ إنصح ذلك الملحد بالاطلاع على هذه السلسلة
والحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين