سلامات
16-10-2007, 01:23 AM
السبب الأول: أنه شاع في الآونة الأخيرة على ألسنة العديد من رموز الشيعة الدينيين والسياسيين وصف المجاهدين بخاصة، وحَمَلة المنهج السلفي بعامة، بوصف «التكفيريين» و «الوهابيين» و «الإرهابيين» مع أن الشيعة الروافض ـ عند المحققين ـ من أكثر الفرق غلواً في التكفير، وأشنعهم دموية في الثأر، وأكثرهم همجية في الانتقام، بل إني أرى أن غلوهم في ذلك قد فاق غلو الخوارج؛ لأن الخوارج ـ على الرغم من غلظ بدعتهم ـ لم يكفِّروا أبا بكر وعمر وعثمان وبعض أمهات المؤمنين ـ رضي الله عن الصحابة أجمعين ـ ولم يتسببوا في كوارث أودت بالملايين من المسلمين، مثلما حدث من الروافض إبَّان الحملات الصليبية والتتارية.
السبب الثاني: هو محاولتهم اصطناع البطولة، وادعاء الجدية، في تحمل المسؤولية عن قضايا الأمة الكبرى، بتصريحات طنانة، وشعارات رنانة، يطلقها قادتهم السياسيون بين الحين والآخر، بما يوشك أن يكرر «سيناريو الخداع الكبير» الذي وقع فيه فئام من الأمة أيام ظهور (الخميني) عندما أطلق على حركته وصف «ثورة المستضعفين» فكشفت الأيام اللثام عن أنها لم تكن إلا ثورة على المستضعفين، وخدعة قدمت كل خدمة مأجورة للطغاة والمستكبرين، كما أظهرت أحداث أفغانستان والعراق.
وقبـل أن أستـطرد في الحديث عن الأمرين السابقين؛ أحب أن أنبه إلى أن قضية الكفر والإيمان من أخطر قضايا الاعتقاد، وأكثرها تأثيـراً على الواقع، والانحراف فيـها له صورتان بارزتـان، كلاهما مخالف للفهم الرشيد في منهج أهل السنة والجماعة:
الصورة الأولى لهذا الانحراف هي: الجور في التكفير، ليشـمل مـن لا ينطبق عليه وصف الكفر، من عصاة أهل القبلة الذين يرتكبون ما دون الكفر من الكبائر، أو أصحاب البدع غير المكفِّرة، وهذه هي بدعة الخوارج، ومن سلك مسلكهم في التكفير بالكبائر، ولا شك أن التكفير بما هو أدنى من ذلك، أشنع، وهي فعل الروافض الذين لم يسلم من تكفيرهم حتى المبشرين بالجنة!
والصورة الثانية: وهي صورة سلبية، يمثلها «التبرع» بإدخال أصناف في الإيمان واستحقاق عالي الجنان على الرغم من أنهم على مناهج أصحاب الجحيم المخالفة للصراط المسقيم، سواء كانوا من النصارى أو اليهود أو الملحدين والمرتدين، وهذا فعل الجهمية والمرجئة.
وكِلا الصورتين حولهما تفاصيل موجودة في مظانها من كتب الاعتقاد، وكلاهما من الانحرافات المذمومة سلوكاً واعتقاداً، والمرفوضـة ممـن صـدرت مـنه أيـاً كـان، وكلاهـما ـ بالمناسبة ـ قد غرف منها وغرق فيها الشيعة الروافض، فأكثروا من تكفير المؤمنين، وتأمين الكافرين بإدخالهم في الدين من غير استحقاق(1).
وقد يعجب المرء ـ وله الحق في العجب ـ عندما يعلم أن محـسوبين علـى ديـن أو رسـالـة، يتعـبدون بسوء الظن وإكثـار التـهم لجمهور حَمَلَة هذه الرسالة والسابقين في حمايتها، ولكن العجب يزداد عندما نرى أن هذه الاتهامات والظنون تـتركز حول خاصة المبعوث بالدين، وحواريي المبلغ بالرسالة صلى الله عليه وسلم.
والعجب يتضاعف أكثر، عندما نلاحظ أن مواقف القوم من الكفار والفجار، تتناوب بين الموالاة والنصرة ظاهراً وباطناً، وبين الشفقة عليهم من الوصف بالكفر أو استحقاق العذاب، وفي أقل الأحوال... كف الأذى عنهم، والانشغال بأذى غيرهم من المسلمين المسالمين أو المقاومين لأعداء الدين.
إن هذه الحال المعكوسة، كانت ـ ولا تزال ـ دين الشيعة وديدنـهم؛ ففي حين يزعمون تعظيم الرسالة وتعزير الرسول، يبالغون في أذية أمته، ولا يبرِّئون خاصته من أقرب بطـانـته وألصـق النـاس بـه، وحتى أزواجـه أمهـات المؤمـنين ـ رضي الله عنهنّ ـ ما نجون من التهم التي تُكال لهن ذات اليمين وذات الشمال. ولقد علم العقلاء الأمناء في هذه الأمة؛ أن هذا الطعن في حَمَلَة الرسالة هو طعن في الرسالة نفسها، بل في المبلّغ بها صلى الله عليه وسلم؛ إذ كيف يكون أمناؤه وأوصياؤه وأصدقاؤه وأحبَّـاؤه من الخـائنـين وهـو لا يعـرف أو يُعـرَّف؟! وكيف يتـنزل الـقرآن بالـثـناء عليـهم، دون «اكتـشـاف» أنهم سيرتـدون بعد حين؟!
إن الشيعة الإثني عشرية ـ بجهل أو تجاهل ـ لم يستثنوا من جيل الصحابة العظيم، ومن حواريي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلا بضعة عشر شخصاً، بالغوا في رفعهم والغلو فيهم حتى رفعوهم إلى منزلة الملائكة أو أرفع، كما بالغوا ـ في الوقت نفسه ـ في الحط من شأن البقية المفترى عليهم، حتى وضعوهم في درك الشياطين أو أنزل!!
ليست هذه مبالغة في التعبير، ولكن المطّلع على مقالات القوم قديماً وحديثاً يفهم أن مداركهم ومفاهيمهم قد انحطت إلى ذلك الحضيض.
التكفيريون السبئيون القدامى:
التكفير.. ثم التكفير.. ثم التكفير، هو أبرز معالم العقيدة الشيعية السبئية القديمة، ولتثبيت مبدأ تكفير عامة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ابتكر عبد الله بن سبأ(2) بقية أركان عقيدتهم، من الإمامة، والقائم، والرجعة، والتقية، والبراءة وغير ذلك.
وهذه «بعض» الإشارات عن الافتراءات على سادة البشر بعد الأنبياء، وخاصةِ الخلاصة من العظماء ـ رضوان الله عليهم جميعاً ـ تبين كيف أن هؤلاء المكفِّرين لخيار المؤمنين، لم ولن يتورعوا عن التكفير والاستباحة لمن هم أدنى منهم من عموم المسلمين.
فالتكفيريون السبئيون الشيعة يدَّعون أن الخلفاء الثلاثة الأُوَلَ أصحابُ ضلالة، ومن ذلك ما جاء في كتاب (الكافي)(3) للكليني منسوباً إلى أبي جعفر أنه قال: «الناس صاروا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمزلة من اتبع هارون، ومن اتبع العجل، وإن أبا بكر دعا، فأبى عليٌّ إلا القرآن، وإن عمر دعا، فأبى عليٌّ إلا القرآن، وإن عثمان دعا، فأبى عليٌّ إلا القرآن، وإنه ليس من أحد يدعو إلى أن يخرج الدجال إلا سيجد من يبايعه، ومن رفع راية ضلالة فهو طاغوت.» (الكافي للكليني ص 247 ـ الأثر رقم/456)!!
< والتكفيريون السبئيون الشيعة يقولون إن بيعة أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ انعقدت لإبليس؛ ففي الكافي أيضاً، ينسبون لعلي ـ رضي الله عـنه ـ أنـه قـال لسلمـان الفـارسي ـ رضي الله عنه ـ عندما بويع أبو بكر بالخلافة: «يا سلمان! هل تدري من أول مـن بايـعه على منـبــر رســول الله صلى الله عليه وسلم؟ قـال: قلــت: لا أدري، إلا أني رأيت في سقيفة بني ساعدة حين خصمت الأنصار، وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبو عبيدة بن الجراح، ثم عمر ثم سالم. قال: لست عن هذا أسألك، ولكن تدري أول من بايعه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال سلمان: قلت: لا، ولكن رأيت شيخاً كبيراً متوكئاً على عصاه، بين عينيه سجادة شـديـدة التشـمير، صعد إليه أول من صعد وهو يبكي ويقول: الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هـذا المـكان، ابسـط يدك.. فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسـجد، فقال عليٌ ـ عليه السلام ـ: هل تدري من هو؟ قال: لا... ولقد ساءتني مقالته كأنه شامت بموت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عليٌ: ذاك إبليس لعنه الله» (الكافي للكليني ص 283 ـ الأثر رقم (541)!!.
هكذا يقولون ـ عليهم من الله ما يستحقون ـ عن أبي بكر أفضل الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وأول الخلفاء الراشدين، وأصدق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الملقب بـ (الصدِّيق) وأول من أمَّ المسلمين في الصلاة باستخلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم له في حياته، ومن أوصى له بالخلافة بعد مماته.
3 والتكفيريون السبئيون الشيعة في تفاسيرهم، ينكرون فضل أبي بكر الذي نزل به القرآن، ويحوِّلون مناقبه إلى مثالب؛ ففي قول الله ـ تعالى ـ: {إلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إذْ هُمَا فِي الْغَارِ إذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40]، قال عبد الله بن محمد رضى العلوي المتوفى سنة 1242هـ في تفسيره للقرآن المسمى (الوجيز): «{إذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} لا مدح فيه؛ إذ قد يصحب المؤمن الكافر، كما قال: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} [الكهف: 37]، وقوله {لا تَحْزَنْ} يدل على أنه خاف وقبض واضطرب، حتى كاد يدل عليه فنهاه» (تفسير الوجيز للعلوي ص 417).
3 والتكفيريون الشيعة السبئيون يتهمون الصديق بأنه مكذب بالرسالة، فـفي تفسـير (الصـافي)، لمؤلـفه محـمود مرتضـى المعـروف بمـلاّ محسن الكاشي المتوفى سنة 1091هـ، أورد ذلك «المفسر» قصة مختلقة في هذه الآيـة، مفـادهـا أن أبا بكـر أخـذته الرعدة وخاف، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يشغله بأن يطلعه على جعفر وأصحابه وهم يغوصون في البحر، فأضمر أبو بكر في تلك الساعة أنه ـ أي النبي صلى الله عليه وسلم ـ ساحر، ثم نقل ذلك المفسر عن العياشي قوله: «يحتجون علينا بقوله ـ تعالى ـ: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إذْ هُمَا فِي الْغَارِ }، وما لهم في ذلك حجة، فوالله لقد قال الله ـ تعالى ـ: {أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} وما ذكره بخير»!!.
ولا ندري: أنعجب من افترائهم على الله في تفاسيرهم، أم افترائهم على رسوله صلى الله عليه وسلم عليه في كتب أحاديثهم، أم افترائهم على التاريخ في الآثار والأخبار المكذوبة، أم افترائهم على الحقيقة والعقل في نقل ما لا يصدقه عقل؟!
3 والتكفيريون السبئيون الشيعة، يكفرون الفاروق بآيات من الفرقان الذي عاش مجاهداً عنه وقائماً به حتى لقى ربه. ففي تفسير قول الله ـ تعالى ـ: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِـمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً صلى الله عليه وسلم^27^صلى الله عليه وسلم) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً} [الفرقان: 27 - 28] ، روى «محدثهم» علي بن إبراهيم القمي عن أبي جعفر أن (الظالم) أبو بكر، والسبيل علي، والخليل عمر
3 والتكفيريون السبئيون الشيعة، يجعلون عثمان ذا الـنورين من المرائين، وأنـه ومـن سـبقه كانوا من المبدلين، فيدعي عالمهم ومحدثهم «الكشي» أن فيه نزل قول الله ـ تعالى ـ: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} [الحجرات: 17]، ويذكر مفسرهم (القمي) أن قول الله ـ تعالى ـ: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106]، نزل في أبي بكر وعمر وعثمان، وأورد في ذلك «حديثاً» طويلاً، يدعي فــيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ترد عليّ أمتي يوم القيامة على خمس رايات...» ثم ذكر (راية العجل) و (راية فرعون) و (راية السامري) و (راية زعيم الخوارج) و (راية المتقين). ويقصدون بالأربعة الأُول رايات أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية، وبالراية الخامسة راية علي بن أبي طالب، وادعوا أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أصحاب كل راية عما فعلوه مع (الثقلين) أي: الحسن والحسين، فكلهم اعترفوا بأنهم خذلوهما وظلموهما، فحق عليهم العذاب وقيل: {أَكَفَرْتُم بَعْدَ إيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ} [آل عمران: 106]. وفي تفسيرهم لقول الله ـ تعالى ـ: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ} [الانشقاق: 19]، يقول (الملاَّ عبد اللطيف الكازراني) في تفسيره (مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار): «أي: لتركبن هذه الأمة بعد نبيها طبقاً عن طبق في أمر فلان وفلان وفلان... أي كانت ضلالتهم بعد نبيهم مطابقة لما صدر عن الأمم السابقة في ترك الخليفة (يقصد علياً ـ رضي الله عنه ـ) واتباع السامري وأشباه ذلك (مرآة الأنوار ص 23).
3 والتكفيريون السبئيون الشيعة يتهمون خيار الأمة بخيانة النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته فعند تفسيره لقول الله ـ تعالى ـ: { وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا} [آل عمران: 144] قال (محمد بن حيدر الخراساني) من القرن الرابع عشر الهجري في تفسيره «بيان السعادة»: «المراد بالشاكرين هنا، عليٌ ونفر يسير بقوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انهزم المسلمون» (تفسير بيان السعادة ـ 1/166)، وعـند تفسيره لسورة التحريم، أورد «المفسر» نفسه العديد من القصـص الملفقة والأراجيف المخترعة، يستدل بها على أن كلاً مـن أبي بكر وعمر وعائشة وحفصة، تآمروا على قتل النبي صلى الله عليه وسلم!!
ومعروف موقف التكفيريين السبئيين القدامى الشائن من أكثر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ـ وكيف أنهم أخرجوهن من مسمى (أهل البيت) بالرغم من وصف الله ـ تعالى ـ لهن بأنهن (أمهات المؤمنين) في قوله ـ سبحانه ـ: {وأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6]، ولم يسمع العقلاء من الناس بقوم يشهّـــرون بـ (أمهاتهم).
3 ويلخص محمد باقر المجلسي في كتابه (حق اليقين) عقيدة الشيعة (التكفيرية) في أصحاب وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فيـقول: «وعقـيدتـنا في البراءة، أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة: أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية، والنساء الأربع: عائشة وحفصة وهند وأم الحكم، ومن جميع أتباعهم وأشياعهم، وأنهم من شر ما خلق الله على وجه الأرض، وأنه لا يتـم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ من أعدائهم» (المهدي في القرآن للشيرازي ص 144). وقد كان الشيعة يرجئون انتقامهم من أهل السنة حتى يخرج «مهديهم» فيقودهم إلى ذلك، حتى جاء (الخميني) واخترح لهم «ولاية الفقيه» وأذن لهم بـ «الجهاد» و «الإمامة» التي كانت ممنوعة بانتظار المهدي.
إن الشـيعة الروافض يحملون عقيدة شاذة في أمر المهـــدي، لا تزال موجودة في كتبهم بتفاصيلها حتى اليوم، ولا أريد أن أخوض في تفاصيلها المملة، ولكن الذي يرتبط بموضوعنا من هذا الاعتقاد الضال، أنهم يؤمنون بأن المهدي (الذي نعتقد نحن أنه سيكون على سيرة الخلفاء الراشدين) سيأتي ـ بمقتضى عقيدتهم ـ لكي ينتقم من هؤلاء الخلفاء؛ لأنهم عندهم أئمة الكفر، وبدلاً من أن يخرج لكي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، فإنه «سيتفرغ» للقصاص من قادة القسط ورموز العدل من المسلمين، وعلى رأسهم كبار الصحابة ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ لا بل إن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ـ في اعتقادهم ـ سيرجع وسيرجع معه إلى الدنيا علي والحسن والحسين وجميع الأئمة المنصوص عليهم، لا لينقذوا العالم ويخلصوه من الظلم، بل لينتقموا من «خصوم» أهل البيت وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان، وهو ما يسمى عندهم بعقيدة (الرجعة).
يقـول صادق الحسيني الشيرازي في كتابه (المهدي فـي القرآن) عند قوله ـ تعالى ـ: {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُون} [القصص: 6]: «إن فرعون وهامان، هما شخصان من جبابرة قريش، يحييهما الله تعالى عـند قيـام القـائم مـن آل محـمد في آخر الزمان، فينتقم منهما بما أسلفا».
ويقول المجلسي في كتابه (حياة القلوب): «إذا ظهر الإمام المهدي، فإنه سيحيي عائشة، ويقيم عليها الحد انتقاماً لفاطمة».
< التكفيريون المعاصرون على درب الأقدمين:
إن لكـل النقـول السابقة ـ وغيرها كثير ـ معنى واحداً، وهو أن «إيمان الشيعة» لا يتحقق إلا بتكفير هذه الأمة وأولهم الخلفاء الراشدون ثم عموم الصحابة وأمهات المؤمنين، والتاريخ في قديمه وحديثه يثبت أن الشيعة الروافض حملوا تلك الكراهية والضغينة والبغضاء لكل مسلم سني، فبغضهم لعامة أهل السنة لم ولن يقلَّ عن بغضهم لخاصتهم وأئمتهم، وهو بغض وكره يفضي في كل مرة إلى المحاربة والقتال والاستحلال، إما مباشرة، وإما عن طريق الوقوف مع الأعداء، والتحالف معهم، كما حدث أثناء الحروب الصليبية وغزوات التتار وأيام الدولة الصفوية الإيرانية الرافضية، التي شايعت كل الأعداء على الدولة العثمانية، وأخيراً وليس آخراً ـ الخنوع والخضوع والركوع أمام (الشيطان الأكبر) ـ أمريكا ـ ليقفز من فوق ظهورهم إلى حرمات المسلمين في أفغانستان والعراق، وهو ما تباهوا به مؤخراً على لسان (محمد علي أبطحي، نائب الرئيس الإيراني، الذي قال في 6/4/2006م في مؤتمر عقد في أبو ظبي: «لولا التعاون الإيراني، لما استطاعت أمريكا أن تدخل أفغانستان أو العراق بهذه السهولة».
إن هناك من لا يزال يجادل عن الــذين يختــانون أنفســهم من الروافض، ولا يكتفي باغتراره الجاهل بهم حتى يغرّ غيره، ويدعي أن تلك العقائد والمواقف الشيعية، هي صفحات من التاريخ الماضي، وأن القوم تغيروا، وأصبحوا يدافعون وينافحون عن قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين، وأنهم هم الذين حققوا ما أسماه الروافض «أول نصر حقيقي في المعركة مع اليهود» في جـنوب لبـنان، وأنهم الطرف الإسلامي «الوحيد» الذي يقول (لا) للشيطان الأكبر وأنهم وأنهم.. ويتناسى هؤلاء أن كل ذلك ـ لو صح ـ إنما هو لحسابهم هم ولشيعتهم هم، وليس لصالح مجموع الأمة.
إنهم يطلقون علينا ـ أهلَ السنة ـ وصفَ (النواصب)، واليــوم يضيفـون بخبــث واضـح، وصــف: (التـكفيريــين) و (الوهابيين) و (الإرهابيين،) ولا ينبغي أن يظن ظانٌّ، أن تلك الأوصاف الجديدة، جاءت وليدة (معاناة) لما يحدث في العراق على أيدي بعض المجاهدين الذين يستهدفون العملاء المباشرين المتعاونين مع المحتلين؛ فالشيعة موقفهم من جميع أهل السنة واحد، سواء كانوا مسالمين أو مقاتلين، وهم يكفِّرون أهل السنة بإطلاق، وليس «الوهابيين» أو «الإرهابيين» فقط ـ كما يدعون ـ وهم يبنون على هذا (التكفير) كل ما يترتب عليه من أحكام تتعلق بالأعداء (النواصب).
والناصب أو الناصبي عند الشيعة، هو كل من ناصب أهل البيت العداء، وكل من لم يعترف بالأئمة الاثني عشر الذين اخترعهم (ابن سبأ) وبنى عليهم أصول المذهب، ولأن أهل السنة هم أول من تصدى لهذا الابتداع، فقد (ناصبهم) أهل التشيع العداء مع علمهم بأن أهل السنة هم أكثر الناس محبة وإخلاصاً لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعاً لسنته وسنة أصحابه من أهل البيت وغيرهم.
يقول البحراني الشيعي في كتابه (المحاسن النفسانية ـ ص 147): «الناصب هو من يقال له عندهم سنياً، ولا كلام في أن المراد بالناصبة هم أهل التسنن».
< أحكام «تكفيرية»:
أما حكم «النواصب» عند الشيعة، فهم يكفرونهم، ويستحلون منهم كل ما يحل من الكفار الأصليين أو المرتدين، هذا حكمنا عندهم في القديم والحديث: ثم يأتون اليوم ويتحدثون عن (التكفيريين.. الوهابيين.. الإرهابيين»!!
3 إنـه لا فـرق عـنـدهـم بـين كـفر اليـهـود والـنصارى و (النواصب):
يقول إمامهم الخوئي في كتابه (منهاج الصالحين ـ 1/116): «لا فرق بين المرتد والكافر الأصلي الحربي والذمي والخارجي والغالي والناصب».
3 واليهود والنصارى عندهم أطهر من «النواصب»:
قال الخميني في كتابه (تحرير الوسيلة ـ 1/119):«غير الشـيعة، إذا لم يظهر منهم نَصْبٌ أو معاداة لسائر الأئمة الذين لا يعتـقدون بإمامتهم طاهرون، وأما مع ظهور ذلك منهم، فهم مثل سائر النواصب». وقال في كتــابه المــذكور ص 118: «أمـا النواصب والخوارج لعنهما الله، فهما نجسان من غير توقف».
3 وكـل مـن لا يقـول بإمـامة الأئمة الاثني عشر، عند الشيعة كافر:
قـال عالمهم يوسف البحراني في كتابه (الحدائق النضارة ـ 18/153): «ليت شعري، أي فرق بين كفر بالله سبحانه ورسوله، وبين كفر بالأئمة عليهم السلام، مع ثبوت كون الإمامة من أصول الدين». وقال الكاشاني في كتابه (منهاج الحياة ص 48): «من جحد إمامة أحد من الأئمة الاثني عشر، فهو بمنزلة من جحد نبوة جميع الأنبياء» وقال المجلسي في كتابه (بحار الأنوار ـ 23/390): «اعلم أن إطلاق لفظ الشرك والكفر على من لم يعتقد بإمامة أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهم السلام، وفضَّل عليهم غيرهم يدل على أنهم مخلدون في النار».
3 و «النواصب» عند التكفيريين السبئيين الشيعة، تحل دماؤهم وأعراضهم وأموالهم:
فهـم يـوردون أثراً عن داوود بن فرقد، أنه قال: «قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حـلال الدم، ولكـن اتقِ؛ فـإن قـدرت أن تقـلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكـيلا يُشـهد علـيك فافـعل. قلت: فما ترى في ماله؟ قال: خـذه ما قدرت عليه». وهذا الأثر أورده الصدوق فـي (علل الشرائع ص 601)، وأورده الحر العاملي فـي (وســائل الشـيـعـة ـ 18/463) والجـزائري فـي (الأنوار النعمانية ـ 2/308).
ويقول (الخميني) في (تحرير الوسيلة ـ 1/352): «الأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم، وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أينما وجد، وبأي نحو كان، وادفع إلينا خمسه».
وقال صاحب (بحار الأنوار ـ 8/369): «ويظهر من بعض الأخبار، بل كثير منها، أنهم ـ أي أهل التسنن ـ في الدنيا في حكم الكفار، لكن لما علم الله أن أئمة الجور وأتباعهم يستولون على الشيعة، وهم يبتلون بمعاشرتهم، أجرى الله عليهم حكم الإسلام توسعة، فإذا ظهر القائم يجري عليهم حكم سائر الكفار في جميع الأمور، وفي الآخرة يدخلون النار ماكثين فيها أبداً، وبه يجمع بين الأخبار، كما أشار المفيد والشهيد».
3 وأئمة المذاهب الأربعة السنية منحرفون عند الشيعة التكفيريين:
قال محمد الرضوى في كتابه (كذبـوا على الشيعة) ص 135: «ولو أن أدعياء الإسلام والسنة أحبوا أهـل البيت ـ عليهم السلام ـ لاتّبعوهم، ولما أخذوا أحكام دينهم عن المنحرفين عنهم، كأبي حنيفة والشافعي ومالك وابن حنبل»!
منقول مجلة البيان عبدالعزيز كامل
يريدون:سرقة أموال الحجاج واغتصابها كلما حانت الفرصة!!
يقول النص : " خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس " .
تهذيب الأحكام للطوسي (1/384)، السرائر لابن إدريس ص(484)، وسائل الشيعة للحر العاملي (6/340).
وأهل السنة عندهم في عداد النواصب، لأن من قدم أبا بكر وعمر على علي فهي ناصبي كما تؤكده أقوالهم وتنص عليه أخبارهم.
كما في انظر: السرائر ص(471)، وسائل الشيعة (2/341-342)، بشارة المصطفى لشيخهم الطبري ص(51)، وراجع أيضاً : المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية، المسألة السادسة ص(138) وما بعدها.
بل إن الزيدية عندهم - وهم شيعة - يُعدون في سلك النواصب، ولذلك جاء في أخبارهم " عن عمر بن يزيد قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن الصدقة على الناصب وعلى الزيدية ؟ فقال: لا تصدق عليهم بشيء ولا تسقهم من الماء إن استطعت، وقال لي: الزيدية هم النصاب ".
كما في رجال الكشي ص(228-229) رقم(409).
وذلك لأن زيد بن علي - رحمه الله - ترضى عن الشيخين، ولذا فإن شيخهم الطوسي يرد رواياته، كما في "الاستبصار" ج(1)، ص(66)، مع أنه من أئمة أهل البيت، وقد نص علماء المسلمين على أنه من الثقات، كما في" تهذيب التهذيب" (3/419-420).
وكذلك يلحقون به في الحكم سائر الزيدية الذين سلكوا مسلكه في الرضا بخلافة الشيخين والترضي عنهما، ويخرجونهم من زمرة التشيع، كما نص على ذلك شيخهم المفيد في "أوائل المقالات" ص(39).
ولا يستثنون من ذلك أحداً من شاركهم في مشربهم في تكفير صحابة رسول الله وهم الجارودية من الزيدية، كما في "أوائل المقالات" ص(39).
ونص ثانِ قالوا فيه : " مال الناصب وكل شيء يملكه حلال "، كما في "تهذيب الأحكام" للطوسي (2/48)، "وسائل الشيعة" للعاملي (11/60) لأنهم في منـزلة الكفار عندهم.
فهم يستحلون ممتلكات أهل السنة والشيعة المعتدلين وسائر الفرق الإسلامية، ويبيحون لأتباعهم الاستيلاء عليها إذا حانت الفرض، وتيسر السبيل بحيث لا ينال الواحد منهم ضرر من جراء ذلك.
وجاء في كتب الفقه عندهم : " إذا أغار المسلمون على الكفار فأخذوا أموالهم فالأحوط ؛ بل الأقوى إخراج خمسها من حيث كونها غنيمة ولو في زمن الغيبة، وكذا إذا أخذوا بالسرقة والغيلة "، كما في "العروة الوثقى" لليزدي وبهامشها تعليقات مراجع الشيعة في العصر الحاضر (2/367-368).
و " لو أخذوا منهم بالربا ، أو بالدعوى الباطلة فالأقوى إلحاقـه بالفوائد المكتسبة فيعتبر فيه الزيادة عن مؤنة السنة، وإن كان الأحوط إخراج خمسة مطلقاً" ، كما في " المصدر السابق" (2/368)، وانظر أيضاً : هداية العباد، لشر يعتمداري ص(168).
وينبغي أن يلاحظ لمعرفة أبعاد هذا النص أن جميع الفرق الإسلامية عندهم في حكم الكفار حتى نقل شيوخهم إجماعهم على ذلك، قال المفيد : " واتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار"، كما في " أوائل المقالات" ص(15).
بل هم يعدونهم أشد كفراً من اليهود والنصارى، لأن منكر إمامة الإثني عشر عندهم أشد كفراً من منكر نبوة أحد الأنبياء، كما قرره شيخهم ابن المطهر الحلي وغيره، كما في "الألفين" ص(3).
ولذا قال شيخهم ابن بابويه رئيس المحدثين عندهم بأن منكر الإمام الغائب أشد كفراً من إبليس - إكمال الدين ص(13)- مع إن الإمام الغائب ينكره أكثر طوائف الشيعة المعاصرين لنشأة فكرة الغيبة ؛ بل وأهل البيت الذين نشأت دعوى الغيبة في عهدهم .
انظر: - مثلاً - ما جاء في تاريخ الطبري في حوادث (302)، ج(13) ص(26-27) ط. الحسينية، من إنكار مشايخ أبي طالب على رجل ادعى أنه محمد بن الحسن العسكري، وقولهم إن الحسن لم يعقب، وانظر: ما نقلته كتب الشيعة نفسها من إنكار عائلة الحسن لدعوى الود وعلى رأسها أخوة جعفر، ولذا تسميه الشيعة بجعفر الكذاب واعترافهم بأن جعفراً حبس جواري أخيه وحلائله حتى ثبت لـه براءتهن من الحمل، انظر: الغيبة للطوسي ص(75)، وانظر: إكمال الدين ص(451)، الاحتجاج (2/283)، سفينة البحار (1/163)، مقتبس الأثر (14/316).
أقول : إذا لاحظنا هذا، وأن مفهوم الكافر عند الإثنا عشرية يضم جميع المسلمين باستثناء طائفتهم فهذا يعني بكل وضوح أنهم - كما جاء في النص السابق - يبيحون الاستيلاء على أموال المسلمين بالإغارة والسرقة، والغيلة، ويتسحلون أخذ أموالهم عن طريق الربا والدعاوي الباطلة . وهذا تترجمة الأحداث التاريخية التي جرت منهم، كما يصدقه واقع دولة الآيات اليوم في " اللصوصية " التي يمارسونها في الخليخ وتهديدهم لحرية الملاحة فيه، واستيلائهم على بعض البواخر المارة بمياه الخليج باعتبارها غنائم وهي ملك للمسلمين، وما يخططون له في المستقبل . كما ظهر ذلك في بعض أقوالهم وتصريحات زعمائهم، وما خفي فهو أعظم .
وكذا ما تقوم به " منظماتهم " في لبنات وغيره من خطف للطائرات ونهب، وسلب، فهم إذا قدروا على شيء من أموال المسلمين استحلوا أخذه، ولو كان من أموال اليتامى والمستضعفين من مخالفيهم . ولذا قال الإمام الشوكاني : " وأما وثوب هذه الطائفة على أموال اليتامى والمستضعفين، ومن يقدرون على ظلمة كائناً من كان فلا يحتاج إلى برهان ؛ بل يكفي مدعيه إحالة منكره على الاستقراء والتتبع فإنه سيظفر عند ذلك بصحة ما قلنا "، كما في "طلب العلم" ص(74).
وهذا البروتوكول وهو الاعتداء على أموال المسلمين يطبقه الرافضة كلما حانت فرصة على صعيد الحرم، وبين الحجاج أو غيرهم، وقد يتيسر لهم الأم في الحج أكثر حيث الاجتماع والأمان.
فليحذر كل حاج على ماله من كل رافضي ولو رآه في غاية التدين في الظاهر لأن مذهبه يعد سرقة مخالفيه من سائر الفرق الإسلامية من القربات والصالحات.
اكتفي بهذا ولو اردتم الزيادة لزدت
السبب الثاني: هو محاولتهم اصطناع البطولة، وادعاء الجدية، في تحمل المسؤولية عن قضايا الأمة الكبرى، بتصريحات طنانة، وشعارات رنانة، يطلقها قادتهم السياسيون بين الحين والآخر، بما يوشك أن يكرر «سيناريو الخداع الكبير» الذي وقع فيه فئام من الأمة أيام ظهور (الخميني) عندما أطلق على حركته وصف «ثورة المستضعفين» فكشفت الأيام اللثام عن أنها لم تكن إلا ثورة على المستضعفين، وخدعة قدمت كل خدمة مأجورة للطغاة والمستكبرين، كما أظهرت أحداث أفغانستان والعراق.
وقبـل أن أستـطرد في الحديث عن الأمرين السابقين؛ أحب أن أنبه إلى أن قضية الكفر والإيمان من أخطر قضايا الاعتقاد، وأكثرها تأثيـراً على الواقع، والانحراف فيـها له صورتان بارزتـان، كلاهما مخالف للفهم الرشيد في منهج أهل السنة والجماعة:
الصورة الأولى لهذا الانحراف هي: الجور في التكفير، ليشـمل مـن لا ينطبق عليه وصف الكفر، من عصاة أهل القبلة الذين يرتكبون ما دون الكفر من الكبائر، أو أصحاب البدع غير المكفِّرة، وهذه هي بدعة الخوارج، ومن سلك مسلكهم في التكفير بالكبائر، ولا شك أن التكفير بما هو أدنى من ذلك، أشنع، وهي فعل الروافض الذين لم يسلم من تكفيرهم حتى المبشرين بالجنة!
والصورة الثانية: وهي صورة سلبية، يمثلها «التبرع» بإدخال أصناف في الإيمان واستحقاق عالي الجنان على الرغم من أنهم على مناهج أصحاب الجحيم المخالفة للصراط المسقيم، سواء كانوا من النصارى أو اليهود أو الملحدين والمرتدين، وهذا فعل الجهمية والمرجئة.
وكِلا الصورتين حولهما تفاصيل موجودة في مظانها من كتب الاعتقاد، وكلاهما من الانحرافات المذمومة سلوكاً واعتقاداً، والمرفوضـة ممـن صـدرت مـنه أيـاً كـان، وكلاهـما ـ بالمناسبة ـ قد غرف منها وغرق فيها الشيعة الروافض، فأكثروا من تكفير المؤمنين، وتأمين الكافرين بإدخالهم في الدين من غير استحقاق(1).
وقد يعجب المرء ـ وله الحق في العجب ـ عندما يعلم أن محـسوبين علـى ديـن أو رسـالـة، يتعـبدون بسوء الظن وإكثـار التـهم لجمهور حَمَلَة هذه الرسالة والسابقين في حمايتها، ولكن العجب يزداد عندما نرى أن هذه الاتهامات والظنون تـتركز حول خاصة المبعوث بالدين، وحواريي المبلغ بالرسالة صلى الله عليه وسلم.
والعجب يتضاعف أكثر، عندما نلاحظ أن مواقف القوم من الكفار والفجار، تتناوب بين الموالاة والنصرة ظاهراً وباطناً، وبين الشفقة عليهم من الوصف بالكفر أو استحقاق العذاب، وفي أقل الأحوال... كف الأذى عنهم، والانشغال بأذى غيرهم من المسلمين المسالمين أو المقاومين لأعداء الدين.
إن هذه الحال المعكوسة، كانت ـ ولا تزال ـ دين الشيعة وديدنـهم؛ ففي حين يزعمون تعظيم الرسالة وتعزير الرسول، يبالغون في أذية أمته، ولا يبرِّئون خاصته من أقرب بطـانـته وألصـق النـاس بـه، وحتى أزواجـه أمهـات المؤمـنين ـ رضي الله عنهنّ ـ ما نجون من التهم التي تُكال لهن ذات اليمين وذات الشمال. ولقد علم العقلاء الأمناء في هذه الأمة؛ أن هذا الطعن في حَمَلَة الرسالة هو طعن في الرسالة نفسها، بل في المبلّغ بها صلى الله عليه وسلم؛ إذ كيف يكون أمناؤه وأوصياؤه وأصدقاؤه وأحبَّـاؤه من الخـائنـين وهـو لا يعـرف أو يُعـرَّف؟! وكيف يتـنزل الـقرآن بالـثـناء عليـهم، دون «اكتـشـاف» أنهم سيرتـدون بعد حين؟!
إن الشيعة الإثني عشرية ـ بجهل أو تجاهل ـ لم يستثنوا من جيل الصحابة العظيم، ومن حواريي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلا بضعة عشر شخصاً، بالغوا في رفعهم والغلو فيهم حتى رفعوهم إلى منزلة الملائكة أو أرفع، كما بالغوا ـ في الوقت نفسه ـ في الحط من شأن البقية المفترى عليهم، حتى وضعوهم في درك الشياطين أو أنزل!!
ليست هذه مبالغة في التعبير، ولكن المطّلع على مقالات القوم قديماً وحديثاً يفهم أن مداركهم ومفاهيمهم قد انحطت إلى ذلك الحضيض.
التكفيريون السبئيون القدامى:
التكفير.. ثم التكفير.. ثم التكفير، هو أبرز معالم العقيدة الشيعية السبئية القديمة، ولتثبيت مبدأ تكفير عامة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ابتكر عبد الله بن سبأ(2) بقية أركان عقيدتهم، من الإمامة، والقائم، والرجعة، والتقية، والبراءة وغير ذلك.
وهذه «بعض» الإشارات عن الافتراءات على سادة البشر بعد الأنبياء، وخاصةِ الخلاصة من العظماء ـ رضوان الله عليهم جميعاً ـ تبين كيف أن هؤلاء المكفِّرين لخيار المؤمنين، لم ولن يتورعوا عن التكفير والاستباحة لمن هم أدنى منهم من عموم المسلمين.
فالتكفيريون السبئيون الشيعة يدَّعون أن الخلفاء الثلاثة الأُوَلَ أصحابُ ضلالة، ومن ذلك ما جاء في كتاب (الكافي)(3) للكليني منسوباً إلى أبي جعفر أنه قال: «الناس صاروا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمزلة من اتبع هارون، ومن اتبع العجل، وإن أبا بكر دعا، فأبى عليٌّ إلا القرآن، وإن عمر دعا، فأبى عليٌّ إلا القرآن، وإن عثمان دعا، فأبى عليٌّ إلا القرآن، وإنه ليس من أحد يدعو إلى أن يخرج الدجال إلا سيجد من يبايعه، ومن رفع راية ضلالة فهو طاغوت.» (الكافي للكليني ص 247 ـ الأثر رقم/456)!!
< والتكفيريون السبئيون الشيعة يقولون إن بيعة أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ انعقدت لإبليس؛ ففي الكافي أيضاً، ينسبون لعلي ـ رضي الله عـنه ـ أنـه قـال لسلمـان الفـارسي ـ رضي الله عنه ـ عندما بويع أبو بكر بالخلافة: «يا سلمان! هل تدري من أول مـن بايـعه على منـبــر رســول الله صلى الله عليه وسلم؟ قـال: قلــت: لا أدري، إلا أني رأيت في سقيفة بني ساعدة حين خصمت الأنصار، وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبو عبيدة بن الجراح، ثم عمر ثم سالم. قال: لست عن هذا أسألك، ولكن تدري أول من بايعه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال سلمان: قلت: لا، ولكن رأيت شيخاً كبيراً متوكئاً على عصاه، بين عينيه سجادة شـديـدة التشـمير، صعد إليه أول من صعد وهو يبكي ويقول: الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هـذا المـكان، ابسـط يدك.. فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسـجد، فقال عليٌ ـ عليه السلام ـ: هل تدري من هو؟ قال: لا... ولقد ساءتني مقالته كأنه شامت بموت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عليٌ: ذاك إبليس لعنه الله» (الكافي للكليني ص 283 ـ الأثر رقم (541)!!.
هكذا يقولون ـ عليهم من الله ما يستحقون ـ عن أبي بكر أفضل الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وأول الخلفاء الراشدين، وأصدق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الملقب بـ (الصدِّيق) وأول من أمَّ المسلمين في الصلاة باستخلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم له في حياته، ومن أوصى له بالخلافة بعد مماته.
3 والتكفيريون السبئيون الشيعة في تفاسيرهم، ينكرون فضل أبي بكر الذي نزل به القرآن، ويحوِّلون مناقبه إلى مثالب؛ ففي قول الله ـ تعالى ـ: {إلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إذْ هُمَا فِي الْغَارِ إذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40]، قال عبد الله بن محمد رضى العلوي المتوفى سنة 1242هـ في تفسيره للقرآن المسمى (الوجيز): «{إذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} لا مدح فيه؛ إذ قد يصحب المؤمن الكافر، كما قال: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} [الكهف: 37]، وقوله {لا تَحْزَنْ} يدل على أنه خاف وقبض واضطرب، حتى كاد يدل عليه فنهاه» (تفسير الوجيز للعلوي ص 417).
3 والتكفيريون الشيعة السبئيون يتهمون الصديق بأنه مكذب بالرسالة، فـفي تفسـير (الصـافي)، لمؤلـفه محـمود مرتضـى المعـروف بمـلاّ محسن الكاشي المتوفى سنة 1091هـ، أورد ذلك «المفسر» قصة مختلقة في هذه الآيـة، مفـادهـا أن أبا بكـر أخـذته الرعدة وخاف، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يشغله بأن يطلعه على جعفر وأصحابه وهم يغوصون في البحر، فأضمر أبو بكر في تلك الساعة أنه ـ أي النبي صلى الله عليه وسلم ـ ساحر، ثم نقل ذلك المفسر عن العياشي قوله: «يحتجون علينا بقوله ـ تعالى ـ: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إذْ هُمَا فِي الْغَارِ }، وما لهم في ذلك حجة، فوالله لقد قال الله ـ تعالى ـ: {أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} وما ذكره بخير»!!.
ولا ندري: أنعجب من افترائهم على الله في تفاسيرهم، أم افترائهم على رسوله صلى الله عليه وسلم عليه في كتب أحاديثهم، أم افترائهم على التاريخ في الآثار والأخبار المكذوبة، أم افترائهم على الحقيقة والعقل في نقل ما لا يصدقه عقل؟!
3 والتكفيريون السبئيون الشيعة، يكفرون الفاروق بآيات من الفرقان الذي عاش مجاهداً عنه وقائماً به حتى لقى ربه. ففي تفسير قول الله ـ تعالى ـ: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِـمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً صلى الله عليه وسلم^27^صلى الله عليه وسلم) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً} [الفرقان: 27 - 28] ، روى «محدثهم» علي بن إبراهيم القمي عن أبي جعفر أن (الظالم) أبو بكر، والسبيل علي، والخليل عمر
3 والتكفيريون السبئيون الشيعة، يجعلون عثمان ذا الـنورين من المرائين، وأنـه ومـن سـبقه كانوا من المبدلين، فيدعي عالمهم ومحدثهم «الكشي» أن فيه نزل قول الله ـ تعالى ـ: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} [الحجرات: 17]، ويذكر مفسرهم (القمي) أن قول الله ـ تعالى ـ: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106]، نزل في أبي بكر وعمر وعثمان، وأورد في ذلك «حديثاً» طويلاً، يدعي فــيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ترد عليّ أمتي يوم القيامة على خمس رايات...» ثم ذكر (راية العجل) و (راية فرعون) و (راية السامري) و (راية زعيم الخوارج) و (راية المتقين). ويقصدون بالأربعة الأُول رايات أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية، وبالراية الخامسة راية علي بن أبي طالب، وادعوا أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أصحاب كل راية عما فعلوه مع (الثقلين) أي: الحسن والحسين، فكلهم اعترفوا بأنهم خذلوهما وظلموهما، فحق عليهم العذاب وقيل: {أَكَفَرْتُم بَعْدَ إيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ} [آل عمران: 106]. وفي تفسيرهم لقول الله ـ تعالى ـ: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ} [الانشقاق: 19]، يقول (الملاَّ عبد اللطيف الكازراني) في تفسيره (مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار): «أي: لتركبن هذه الأمة بعد نبيها طبقاً عن طبق في أمر فلان وفلان وفلان... أي كانت ضلالتهم بعد نبيهم مطابقة لما صدر عن الأمم السابقة في ترك الخليفة (يقصد علياً ـ رضي الله عنه ـ) واتباع السامري وأشباه ذلك (مرآة الأنوار ص 23).
3 والتكفيريون السبئيون الشيعة يتهمون خيار الأمة بخيانة النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته فعند تفسيره لقول الله ـ تعالى ـ: { وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا} [آل عمران: 144] قال (محمد بن حيدر الخراساني) من القرن الرابع عشر الهجري في تفسيره «بيان السعادة»: «المراد بالشاكرين هنا، عليٌ ونفر يسير بقوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انهزم المسلمون» (تفسير بيان السعادة ـ 1/166)، وعـند تفسيره لسورة التحريم، أورد «المفسر» نفسه العديد من القصـص الملفقة والأراجيف المخترعة، يستدل بها على أن كلاً مـن أبي بكر وعمر وعائشة وحفصة، تآمروا على قتل النبي صلى الله عليه وسلم!!
ومعروف موقف التكفيريين السبئيين القدامى الشائن من أكثر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ـ وكيف أنهم أخرجوهن من مسمى (أهل البيت) بالرغم من وصف الله ـ تعالى ـ لهن بأنهن (أمهات المؤمنين) في قوله ـ سبحانه ـ: {وأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6]، ولم يسمع العقلاء من الناس بقوم يشهّـــرون بـ (أمهاتهم).
3 ويلخص محمد باقر المجلسي في كتابه (حق اليقين) عقيدة الشيعة (التكفيرية) في أصحاب وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فيـقول: «وعقـيدتـنا في البراءة، أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة: أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية، والنساء الأربع: عائشة وحفصة وهند وأم الحكم، ومن جميع أتباعهم وأشياعهم، وأنهم من شر ما خلق الله على وجه الأرض، وأنه لا يتـم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ من أعدائهم» (المهدي في القرآن للشيرازي ص 144). وقد كان الشيعة يرجئون انتقامهم من أهل السنة حتى يخرج «مهديهم» فيقودهم إلى ذلك، حتى جاء (الخميني) واخترح لهم «ولاية الفقيه» وأذن لهم بـ «الجهاد» و «الإمامة» التي كانت ممنوعة بانتظار المهدي.
إن الشـيعة الروافض يحملون عقيدة شاذة في أمر المهـــدي، لا تزال موجودة في كتبهم بتفاصيلها حتى اليوم، ولا أريد أن أخوض في تفاصيلها المملة، ولكن الذي يرتبط بموضوعنا من هذا الاعتقاد الضال، أنهم يؤمنون بأن المهدي (الذي نعتقد نحن أنه سيكون على سيرة الخلفاء الراشدين) سيأتي ـ بمقتضى عقيدتهم ـ لكي ينتقم من هؤلاء الخلفاء؛ لأنهم عندهم أئمة الكفر، وبدلاً من أن يخرج لكي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، فإنه «سيتفرغ» للقصاص من قادة القسط ورموز العدل من المسلمين، وعلى رأسهم كبار الصحابة ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ لا بل إن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ـ في اعتقادهم ـ سيرجع وسيرجع معه إلى الدنيا علي والحسن والحسين وجميع الأئمة المنصوص عليهم، لا لينقذوا العالم ويخلصوه من الظلم، بل لينتقموا من «خصوم» أهل البيت وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان، وهو ما يسمى عندهم بعقيدة (الرجعة).
يقـول صادق الحسيني الشيرازي في كتابه (المهدي فـي القرآن) عند قوله ـ تعالى ـ: {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُون} [القصص: 6]: «إن فرعون وهامان، هما شخصان من جبابرة قريش، يحييهما الله تعالى عـند قيـام القـائم مـن آل محـمد في آخر الزمان، فينتقم منهما بما أسلفا».
ويقول المجلسي في كتابه (حياة القلوب): «إذا ظهر الإمام المهدي، فإنه سيحيي عائشة، ويقيم عليها الحد انتقاماً لفاطمة».
< التكفيريون المعاصرون على درب الأقدمين:
إن لكـل النقـول السابقة ـ وغيرها كثير ـ معنى واحداً، وهو أن «إيمان الشيعة» لا يتحقق إلا بتكفير هذه الأمة وأولهم الخلفاء الراشدون ثم عموم الصحابة وأمهات المؤمنين، والتاريخ في قديمه وحديثه يثبت أن الشيعة الروافض حملوا تلك الكراهية والضغينة والبغضاء لكل مسلم سني، فبغضهم لعامة أهل السنة لم ولن يقلَّ عن بغضهم لخاصتهم وأئمتهم، وهو بغض وكره يفضي في كل مرة إلى المحاربة والقتال والاستحلال، إما مباشرة، وإما عن طريق الوقوف مع الأعداء، والتحالف معهم، كما حدث أثناء الحروب الصليبية وغزوات التتار وأيام الدولة الصفوية الإيرانية الرافضية، التي شايعت كل الأعداء على الدولة العثمانية، وأخيراً وليس آخراً ـ الخنوع والخضوع والركوع أمام (الشيطان الأكبر) ـ أمريكا ـ ليقفز من فوق ظهورهم إلى حرمات المسلمين في أفغانستان والعراق، وهو ما تباهوا به مؤخراً على لسان (محمد علي أبطحي، نائب الرئيس الإيراني، الذي قال في 6/4/2006م في مؤتمر عقد في أبو ظبي: «لولا التعاون الإيراني، لما استطاعت أمريكا أن تدخل أفغانستان أو العراق بهذه السهولة».
إن هناك من لا يزال يجادل عن الــذين يختــانون أنفســهم من الروافض، ولا يكتفي باغتراره الجاهل بهم حتى يغرّ غيره، ويدعي أن تلك العقائد والمواقف الشيعية، هي صفحات من التاريخ الماضي، وأن القوم تغيروا، وأصبحوا يدافعون وينافحون عن قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين، وأنهم هم الذين حققوا ما أسماه الروافض «أول نصر حقيقي في المعركة مع اليهود» في جـنوب لبـنان، وأنهم الطرف الإسلامي «الوحيد» الذي يقول (لا) للشيطان الأكبر وأنهم وأنهم.. ويتناسى هؤلاء أن كل ذلك ـ لو صح ـ إنما هو لحسابهم هم ولشيعتهم هم، وليس لصالح مجموع الأمة.
إنهم يطلقون علينا ـ أهلَ السنة ـ وصفَ (النواصب)، واليــوم يضيفـون بخبــث واضـح، وصــف: (التـكفيريــين) و (الوهابيين) و (الإرهابيين،) ولا ينبغي أن يظن ظانٌّ، أن تلك الأوصاف الجديدة، جاءت وليدة (معاناة) لما يحدث في العراق على أيدي بعض المجاهدين الذين يستهدفون العملاء المباشرين المتعاونين مع المحتلين؛ فالشيعة موقفهم من جميع أهل السنة واحد، سواء كانوا مسالمين أو مقاتلين، وهم يكفِّرون أهل السنة بإطلاق، وليس «الوهابيين» أو «الإرهابيين» فقط ـ كما يدعون ـ وهم يبنون على هذا (التكفير) كل ما يترتب عليه من أحكام تتعلق بالأعداء (النواصب).
والناصب أو الناصبي عند الشيعة، هو كل من ناصب أهل البيت العداء، وكل من لم يعترف بالأئمة الاثني عشر الذين اخترعهم (ابن سبأ) وبنى عليهم أصول المذهب، ولأن أهل السنة هم أول من تصدى لهذا الابتداع، فقد (ناصبهم) أهل التشيع العداء مع علمهم بأن أهل السنة هم أكثر الناس محبة وإخلاصاً لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعاً لسنته وسنة أصحابه من أهل البيت وغيرهم.
يقول البحراني الشيعي في كتابه (المحاسن النفسانية ـ ص 147): «الناصب هو من يقال له عندهم سنياً، ولا كلام في أن المراد بالناصبة هم أهل التسنن».
< أحكام «تكفيرية»:
أما حكم «النواصب» عند الشيعة، فهم يكفرونهم، ويستحلون منهم كل ما يحل من الكفار الأصليين أو المرتدين، هذا حكمنا عندهم في القديم والحديث: ثم يأتون اليوم ويتحدثون عن (التكفيريين.. الوهابيين.. الإرهابيين»!!
3 إنـه لا فـرق عـنـدهـم بـين كـفر اليـهـود والـنصارى و (النواصب):
يقول إمامهم الخوئي في كتابه (منهاج الصالحين ـ 1/116): «لا فرق بين المرتد والكافر الأصلي الحربي والذمي والخارجي والغالي والناصب».
3 واليهود والنصارى عندهم أطهر من «النواصب»:
قال الخميني في كتابه (تحرير الوسيلة ـ 1/119):«غير الشـيعة، إذا لم يظهر منهم نَصْبٌ أو معاداة لسائر الأئمة الذين لا يعتـقدون بإمامتهم طاهرون، وأما مع ظهور ذلك منهم، فهم مثل سائر النواصب». وقال في كتــابه المــذكور ص 118: «أمـا النواصب والخوارج لعنهما الله، فهما نجسان من غير توقف».
3 وكـل مـن لا يقـول بإمـامة الأئمة الاثني عشر، عند الشيعة كافر:
قـال عالمهم يوسف البحراني في كتابه (الحدائق النضارة ـ 18/153): «ليت شعري، أي فرق بين كفر بالله سبحانه ورسوله، وبين كفر بالأئمة عليهم السلام، مع ثبوت كون الإمامة من أصول الدين». وقال الكاشاني في كتابه (منهاج الحياة ص 48): «من جحد إمامة أحد من الأئمة الاثني عشر، فهو بمنزلة من جحد نبوة جميع الأنبياء» وقال المجلسي في كتابه (بحار الأنوار ـ 23/390): «اعلم أن إطلاق لفظ الشرك والكفر على من لم يعتقد بإمامة أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهم السلام، وفضَّل عليهم غيرهم يدل على أنهم مخلدون في النار».
3 و «النواصب» عند التكفيريين السبئيين الشيعة، تحل دماؤهم وأعراضهم وأموالهم:
فهـم يـوردون أثراً عن داوود بن فرقد، أنه قال: «قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حـلال الدم، ولكـن اتقِ؛ فـإن قـدرت أن تقـلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكـيلا يُشـهد علـيك فافـعل. قلت: فما ترى في ماله؟ قال: خـذه ما قدرت عليه». وهذا الأثر أورده الصدوق فـي (علل الشرائع ص 601)، وأورده الحر العاملي فـي (وســائل الشـيـعـة ـ 18/463) والجـزائري فـي (الأنوار النعمانية ـ 2/308).
ويقول (الخميني) في (تحرير الوسيلة ـ 1/352): «الأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم، وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أينما وجد، وبأي نحو كان، وادفع إلينا خمسه».
وقال صاحب (بحار الأنوار ـ 8/369): «ويظهر من بعض الأخبار، بل كثير منها، أنهم ـ أي أهل التسنن ـ في الدنيا في حكم الكفار، لكن لما علم الله أن أئمة الجور وأتباعهم يستولون على الشيعة، وهم يبتلون بمعاشرتهم، أجرى الله عليهم حكم الإسلام توسعة، فإذا ظهر القائم يجري عليهم حكم سائر الكفار في جميع الأمور، وفي الآخرة يدخلون النار ماكثين فيها أبداً، وبه يجمع بين الأخبار، كما أشار المفيد والشهيد».
3 وأئمة المذاهب الأربعة السنية منحرفون عند الشيعة التكفيريين:
قال محمد الرضوى في كتابه (كذبـوا على الشيعة) ص 135: «ولو أن أدعياء الإسلام والسنة أحبوا أهـل البيت ـ عليهم السلام ـ لاتّبعوهم، ولما أخذوا أحكام دينهم عن المنحرفين عنهم، كأبي حنيفة والشافعي ومالك وابن حنبل»!
منقول مجلة البيان عبدالعزيز كامل
يريدون:سرقة أموال الحجاج واغتصابها كلما حانت الفرصة!!
يقول النص : " خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس " .
تهذيب الأحكام للطوسي (1/384)، السرائر لابن إدريس ص(484)، وسائل الشيعة للحر العاملي (6/340).
وأهل السنة عندهم في عداد النواصب، لأن من قدم أبا بكر وعمر على علي فهي ناصبي كما تؤكده أقوالهم وتنص عليه أخبارهم.
كما في انظر: السرائر ص(471)، وسائل الشيعة (2/341-342)، بشارة المصطفى لشيخهم الطبري ص(51)، وراجع أيضاً : المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية، المسألة السادسة ص(138) وما بعدها.
بل إن الزيدية عندهم - وهم شيعة - يُعدون في سلك النواصب، ولذلك جاء في أخبارهم " عن عمر بن يزيد قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن الصدقة على الناصب وعلى الزيدية ؟ فقال: لا تصدق عليهم بشيء ولا تسقهم من الماء إن استطعت، وقال لي: الزيدية هم النصاب ".
كما في رجال الكشي ص(228-229) رقم(409).
وذلك لأن زيد بن علي - رحمه الله - ترضى عن الشيخين، ولذا فإن شيخهم الطوسي يرد رواياته، كما في "الاستبصار" ج(1)، ص(66)، مع أنه من أئمة أهل البيت، وقد نص علماء المسلمين على أنه من الثقات، كما في" تهذيب التهذيب" (3/419-420).
وكذلك يلحقون به في الحكم سائر الزيدية الذين سلكوا مسلكه في الرضا بخلافة الشيخين والترضي عنهما، ويخرجونهم من زمرة التشيع، كما نص على ذلك شيخهم المفيد في "أوائل المقالات" ص(39).
ولا يستثنون من ذلك أحداً من شاركهم في مشربهم في تكفير صحابة رسول الله وهم الجارودية من الزيدية، كما في "أوائل المقالات" ص(39).
ونص ثانِ قالوا فيه : " مال الناصب وكل شيء يملكه حلال "، كما في "تهذيب الأحكام" للطوسي (2/48)، "وسائل الشيعة" للعاملي (11/60) لأنهم في منـزلة الكفار عندهم.
فهم يستحلون ممتلكات أهل السنة والشيعة المعتدلين وسائر الفرق الإسلامية، ويبيحون لأتباعهم الاستيلاء عليها إذا حانت الفرض، وتيسر السبيل بحيث لا ينال الواحد منهم ضرر من جراء ذلك.
وجاء في كتب الفقه عندهم : " إذا أغار المسلمون على الكفار فأخذوا أموالهم فالأحوط ؛ بل الأقوى إخراج خمسها من حيث كونها غنيمة ولو في زمن الغيبة، وكذا إذا أخذوا بالسرقة والغيلة "، كما في "العروة الوثقى" لليزدي وبهامشها تعليقات مراجع الشيعة في العصر الحاضر (2/367-368).
و " لو أخذوا منهم بالربا ، أو بالدعوى الباطلة فالأقوى إلحاقـه بالفوائد المكتسبة فيعتبر فيه الزيادة عن مؤنة السنة، وإن كان الأحوط إخراج خمسة مطلقاً" ، كما في " المصدر السابق" (2/368)، وانظر أيضاً : هداية العباد، لشر يعتمداري ص(168).
وينبغي أن يلاحظ لمعرفة أبعاد هذا النص أن جميع الفرق الإسلامية عندهم في حكم الكفار حتى نقل شيوخهم إجماعهم على ذلك، قال المفيد : " واتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار"، كما في " أوائل المقالات" ص(15).
بل هم يعدونهم أشد كفراً من اليهود والنصارى، لأن منكر إمامة الإثني عشر عندهم أشد كفراً من منكر نبوة أحد الأنبياء، كما قرره شيخهم ابن المطهر الحلي وغيره، كما في "الألفين" ص(3).
ولذا قال شيخهم ابن بابويه رئيس المحدثين عندهم بأن منكر الإمام الغائب أشد كفراً من إبليس - إكمال الدين ص(13)- مع إن الإمام الغائب ينكره أكثر طوائف الشيعة المعاصرين لنشأة فكرة الغيبة ؛ بل وأهل البيت الذين نشأت دعوى الغيبة في عهدهم .
انظر: - مثلاً - ما جاء في تاريخ الطبري في حوادث (302)، ج(13) ص(26-27) ط. الحسينية، من إنكار مشايخ أبي طالب على رجل ادعى أنه محمد بن الحسن العسكري، وقولهم إن الحسن لم يعقب، وانظر: ما نقلته كتب الشيعة نفسها من إنكار عائلة الحسن لدعوى الود وعلى رأسها أخوة جعفر، ولذا تسميه الشيعة بجعفر الكذاب واعترافهم بأن جعفراً حبس جواري أخيه وحلائله حتى ثبت لـه براءتهن من الحمل، انظر: الغيبة للطوسي ص(75)، وانظر: إكمال الدين ص(451)، الاحتجاج (2/283)، سفينة البحار (1/163)، مقتبس الأثر (14/316).
أقول : إذا لاحظنا هذا، وأن مفهوم الكافر عند الإثنا عشرية يضم جميع المسلمين باستثناء طائفتهم فهذا يعني بكل وضوح أنهم - كما جاء في النص السابق - يبيحون الاستيلاء على أموال المسلمين بالإغارة والسرقة، والغيلة، ويتسحلون أخذ أموالهم عن طريق الربا والدعاوي الباطلة . وهذا تترجمة الأحداث التاريخية التي جرت منهم، كما يصدقه واقع دولة الآيات اليوم في " اللصوصية " التي يمارسونها في الخليخ وتهديدهم لحرية الملاحة فيه، واستيلائهم على بعض البواخر المارة بمياه الخليج باعتبارها غنائم وهي ملك للمسلمين، وما يخططون له في المستقبل . كما ظهر ذلك في بعض أقوالهم وتصريحات زعمائهم، وما خفي فهو أعظم .
وكذا ما تقوم به " منظماتهم " في لبنات وغيره من خطف للطائرات ونهب، وسلب، فهم إذا قدروا على شيء من أموال المسلمين استحلوا أخذه، ولو كان من أموال اليتامى والمستضعفين من مخالفيهم . ولذا قال الإمام الشوكاني : " وأما وثوب هذه الطائفة على أموال اليتامى والمستضعفين، ومن يقدرون على ظلمة كائناً من كان فلا يحتاج إلى برهان ؛ بل يكفي مدعيه إحالة منكره على الاستقراء والتتبع فإنه سيظفر عند ذلك بصحة ما قلنا "، كما في "طلب العلم" ص(74).
وهذا البروتوكول وهو الاعتداء على أموال المسلمين يطبقه الرافضة كلما حانت فرصة على صعيد الحرم، وبين الحجاج أو غيرهم، وقد يتيسر لهم الأم في الحج أكثر حيث الاجتماع والأمان.
فليحذر كل حاج على ماله من كل رافضي ولو رآه في غاية التدين في الظاهر لأن مذهبه يعد سرقة مخالفيه من سائر الفرق الإسلامية من القربات والصالحات.
اكتفي بهذا ولو اردتم الزيادة لزدت