محمد مشعل
17-05-2013, 12:35 PM
على خد وردة
(قصة قصيرة)
إنه ليوم ربيعي جميل ؛ هكذا كان يقول لمن حوله وهو يمشط عضلاته بعد سباتٍ شتائي كان يغط فيه وسط أحلامه الفتية ...
يتفتلُ أمام باب المملكة ينتظر خروجها ، إنه لقاء العمر ، كم كان ينتظرهذا اليوم ، بنى عليه أحلام العاشق الوله ، وليس من أحد ينافسه فهو الأقوى بينهم ، طارت به أحلامه فتعدتْ حدود مداركه ، وهو يعلم أكثر من غيره إنه سيكون اللقاء الأخير ...!
لكن الآن .. لا شيء يشغلُ ذهنه سواها، يدورحول نفسه ليطرد تلك الأفكار التي تأتيه سريعاً عبثا تحاول تكدير صفوة حلمه الجميل والذي انتظره مدة عام كامل..
إنه ليوم ربيعي جميل؛ هكذا قالت لوصيفاتها حين خرجت من باب مملكتها ثم أشارت إليهن بالانصراف..
رمت بطرفها من حولها تظاهرتْ بأنها مسرورة بالربيع وشمسه الدافئة ، حلقتْ عالياً تنثرُ عبق الربيع على الأزهار ، طار خلفها بشوقٍ وشجاعة ، ومن خلفه تساقط من تمنى أمنيته عند أول الطريق ..!
هناك في السماء.. هما والشمس وسحابة ندية ، حلقا عالياً ، اندس معها فاختلطا بندفة السحابة البيضاء ...
في المملكة، عُلقت الزينة في كل مكان وارتدى البلاط ثياب الفرح ، تأهب الكل لاستقبالها ؛ تحمل لهم بشارة البقاء ..
الأعين شخصتْ صوب السماء ، تنتظر أخبار اللقاء ...
بعد لحظات... عادت الملكة مستبشرة تحفها الندمان وقد علا جبينها السرور ، تتلقفُ النظرات قوامها الممشوق ، وقد ضج لها الجمع بالتهاني والتبريكات ...
أُفردت بهذا العيد موائد الطعام بألوانها الفاخرة ، تباشرَ الجمعُ بتحقيق المراد ...
في الخارج.. كان هو بمفرده يراقب السرور الذي عمَ في الأنحاء ، طار نحو وردة حمراء لينعم بإغفاءة على خدها ...
قبل ساعات .. كان منتشيا ببهجة اللقاء الحميم، ليس ثمة حلم جديد؛ إنها النهاية التي يعلمها غير مبال بمصيره الذي ينتظره فالقرار قرارها وهي الملكة..
الجند على أهبة الاستعداد ، أصدرت قرارها الملكي ، أمرت بإعدامه ..
خرج الجيش في طلبه توقف وحام حوله ؛ لايستطيع الوصول إليه...!
ثمة يد ابتلت بندى دموعه ، وخزتها شوكتان حين رفعت الوردة إلى أنف شهق برائحتها العطرة..
عاد الجيش من حيث أتى وأُعلن الحداد في المملكة ؛ سقط ذكر النحل صريعا..!
سحقته قدم عاشقٍ أهدى وردة لحبيبته .
محمد مشعل الكَريشي
(قصة قصيرة)
إنه ليوم ربيعي جميل ؛ هكذا كان يقول لمن حوله وهو يمشط عضلاته بعد سباتٍ شتائي كان يغط فيه وسط أحلامه الفتية ...
يتفتلُ أمام باب المملكة ينتظر خروجها ، إنه لقاء العمر ، كم كان ينتظرهذا اليوم ، بنى عليه أحلام العاشق الوله ، وليس من أحد ينافسه فهو الأقوى بينهم ، طارت به أحلامه فتعدتْ حدود مداركه ، وهو يعلم أكثر من غيره إنه سيكون اللقاء الأخير ...!
لكن الآن .. لا شيء يشغلُ ذهنه سواها، يدورحول نفسه ليطرد تلك الأفكار التي تأتيه سريعاً عبثا تحاول تكدير صفوة حلمه الجميل والذي انتظره مدة عام كامل..
إنه ليوم ربيعي جميل؛ هكذا قالت لوصيفاتها حين خرجت من باب مملكتها ثم أشارت إليهن بالانصراف..
رمت بطرفها من حولها تظاهرتْ بأنها مسرورة بالربيع وشمسه الدافئة ، حلقتْ عالياً تنثرُ عبق الربيع على الأزهار ، طار خلفها بشوقٍ وشجاعة ، ومن خلفه تساقط من تمنى أمنيته عند أول الطريق ..!
هناك في السماء.. هما والشمس وسحابة ندية ، حلقا عالياً ، اندس معها فاختلطا بندفة السحابة البيضاء ...
في المملكة، عُلقت الزينة في كل مكان وارتدى البلاط ثياب الفرح ، تأهب الكل لاستقبالها ؛ تحمل لهم بشارة البقاء ..
الأعين شخصتْ صوب السماء ، تنتظر أخبار اللقاء ...
بعد لحظات... عادت الملكة مستبشرة تحفها الندمان وقد علا جبينها السرور ، تتلقفُ النظرات قوامها الممشوق ، وقد ضج لها الجمع بالتهاني والتبريكات ...
أُفردت بهذا العيد موائد الطعام بألوانها الفاخرة ، تباشرَ الجمعُ بتحقيق المراد ...
في الخارج.. كان هو بمفرده يراقب السرور الذي عمَ في الأنحاء ، طار نحو وردة حمراء لينعم بإغفاءة على خدها ...
قبل ساعات .. كان منتشيا ببهجة اللقاء الحميم، ليس ثمة حلم جديد؛ إنها النهاية التي يعلمها غير مبال بمصيره الذي ينتظره فالقرار قرارها وهي الملكة..
الجند على أهبة الاستعداد ، أصدرت قرارها الملكي ، أمرت بإعدامه ..
خرج الجيش في طلبه توقف وحام حوله ؛ لايستطيع الوصول إليه...!
ثمة يد ابتلت بندى دموعه ، وخزتها شوكتان حين رفعت الوردة إلى أنف شهق برائحتها العطرة..
عاد الجيش من حيث أتى وأُعلن الحداد في المملكة ؛ سقط ذكر النحل صريعا..!
سحقته قدم عاشقٍ أهدى وردة لحبيبته .
محمد مشعل الكَريشي