yaquob
16-10-2007, 10:12 AM
الشيخ مهدي النراقي - المتوفي سنة 1209 هـ (رحمه الله) مؤلف كتاب (جامع السعادات) ذلك الكتاب الرائع في شرح المفاهيم الأخلاقية المطبوع حديثاً في ثلاث مجلدات، كان مجسداً للأخلاق الفاضلة قبل أن يسطر في كتابه الحروف حولها، هذا ما تقرؤه في القصة التالية:
عندما ألف كتابه (جامع السعادات) في علم الأخلاق وتزكية النفس بعث نسخة منه قبل طباعته إلى المرحوم آية الله العظمى السيد مهدي بحر العلوم، ذلك المثل الأعلى في التقوى المعروف بلقاءاته مع الإمام الحجة (عجل الله فرجه)، وليستنير من ملاحظاته القيمة حول الكتاب.
وبعد فترة من إرساله الكتاب تحرك الشيخ من بلدته في إيران متجهاً إلى النجف الأشرف للقاء بالسيد بحر العلوم وتقصي آرائه حول الكتاب.
فانتشر خبر مجيئه وجاء العلماء للقاء به والسلام عليه ما عدا السيد بحر العلوم!
مرت أيام والشيخ بين مَنْ يدخل عليه ومن يخرج من عنده، حتى خفّت لقاءاته، فقام بنفسه لزيارة السيد بحر العلوم.. دخل عليه وسلم وجلس متواضعاً ولكنه لم يحصل على رد السيد واحترامه وترحيبه كما هو المتوقع، جلس قليلاً ثم خرج، وعاد بعد أيام، كذلك لم يُعرِ له بالاً، وكأنه لا يعرفه أبداً.
وقرر في المرة الثالثة أن يدخل على السيد بحر العلوم بشكل طبيعي تماماً من دون أن يفكر انه حتيف وان السيد ينبغي له أن يأتيه، أو انه لماذا دخل على السيد مرتين ولم يرحب به كما هو المفترض أخلاقياً.
وهكذا جاء الشيخ وطرق الباب، وعرف السيد بأن الشيخ وراء الباب فقام بنفسه حافياً واحتضن الشيخ بحرارة وبالغ في احترامه له بكل ترحيب ومحبة، وبعد أن سأله عن حاله قال: (لقد ألفت كتاباً حول الأخلاق وتزكية النفس، وبعثت بنسخة منه إليّ، وأنا قرأته من أوله إلى آخره بدقة، حقاً إنه كتاب رائع في الأخلاق ونادر في تربية النفس، وأما السبب في أنني فاجئتك، ولما جئتني لم أعِر لك أهمية فلأجل أن أختبر مدى التزامك بما كتبته في الأخلاق وضبط النفس والصبر والحلم وكظم الغيظ!
كنت أقصد من تصرفي معك كيف تكبح هواك وتسيطر على غضبك! هل أنت مثل الذين يكتبون مالا يعملون ويقولون ما لا يفعلون؟
ولكن ثبت الآن أنك لست منهم، وقد نلت في الأخلاق وتزكية النفس درجة عالية، فأنت بنفسك كتاب أخلاق، تهدي الآخرين بأخلاقك، وليس بكتابك فحسب).
بقلم الاخ موالي المرتضى
منتدى الفدك
اللهم احيني حياة محمد وآل محمد
امتني ممات محمد وآل محمد
عندما ألف كتابه (جامع السعادات) في علم الأخلاق وتزكية النفس بعث نسخة منه قبل طباعته إلى المرحوم آية الله العظمى السيد مهدي بحر العلوم، ذلك المثل الأعلى في التقوى المعروف بلقاءاته مع الإمام الحجة (عجل الله فرجه)، وليستنير من ملاحظاته القيمة حول الكتاب.
وبعد فترة من إرساله الكتاب تحرك الشيخ من بلدته في إيران متجهاً إلى النجف الأشرف للقاء بالسيد بحر العلوم وتقصي آرائه حول الكتاب.
فانتشر خبر مجيئه وجاء العلماء للقاء به والسلام عليه ما عدا السيد بحر العلوم!
مرت أيام والشيخ بين مَنْ يدخل عليه ومن يخرج من عنده، حتى خفّت لقاءاته، فقام بنفسه لزيارة السيد بحر العلوم.. دخل عليه وسلم وجلس متواضعاً ولكنه لم يحصل على رد السيد واحترامه وترحيبه كما هو المتوقع، جلس قليلاً ثم خرج، وعاد بعد أيام، كذلك لم يُعرِ له بالاً، وكأنه لا يعرفه أبداً.
وقرر في المرة الثالثة أن يدخل على السيد بحر العلوم بشكل طبيعي تماماً من دون أن يفكر انه حتيف وان السيد ينبغي له أن يأتيه، أو انه لماذا دخل على السيد مرتين ولم يرحب به كما هو المفترض أخلاقياً.
وهكذا جاء الشيخ وطرق الباب، وعرف السيد بأن الشيخ وراء الباب فقام بنفسه حافياً واحتضن الشيخ بحرارة وبالغ في احترامه له بكل ترحيب ومحبة، وبعد أن سأله عن حاله قال: (لقد ألفت كتاباً حول الأخلاق وتزكية النفس، وبعثت بنسخة منه إليّ، وأنا قرأته من أوله إلى آخره بدقة، حقاً إنه كتاب رائع في الأخلاق ونادر في تربية النفس، وأما السبب في أنني فاجئتك، ولما جئتني لم أعِر لك أهمية فلأجل أن أختبر مدى التزامك بما كتبته في الأخلاق وضبط النفس والصبر والحلم وكظم الغيظ!
كنت أقصد من تصرفي معك كيف تكبح هواك وتسيطر على غضبك! هل أنت مثل الذين يكتبون مالا يعملون ويقولون ما لا يفعلون؟
ولكن ثبت الآن أنك لست منهم، وقد نلت في الأخلاق وتزكية النفس درجة عالية، فأنت بنفسك كتاب أخلاق، تهدي الآخرين بأخلاقك، وليس بكتابك فحسب).
بقلم الاخ موالي المرتضى
منتدى الفدك
اللهم احيني حياة محمد وآل محمد
امتني ممات محمد وآل محمد