المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسرائيل حققنا في العراق اكثر مما خططنا له


البدري14
29-05-2013, 02:10 PM
****_SIZE
آفي ديختر: قد حققنا في العراق أكثر مما خططنا وتوقعنا

المجموعة: العالم
أكد وزير الأمن الاسرائيلي السابق آفي ديختر أن هدف أسرائيل الإستراتيجى هو عدم السماح للعراق أن يعود إلى ممارسة دور عربى وإقليمى، مشيرا إلى أن العراق تلاشى كقوة عسكرية؛ وكبلد متحد، وأن تحييده عن طريق تكريس أوضاعه الحالية تشكل أهمية استراتيجية للأمن الصهيوني.
وقال ديختير في محاضرة ألقاها في أحد مراكز الأبحاث الاستراتيجية الأسبوع الماضي، ونقلت نصها صحيفة الجيورزاليوم بوست المحلية، " لقد حققنا في العراق أكثر مماخططنا له وتوقعناه".
وتوضح تصريحات الوزير الإسرائيلي الكثير من مسارات النشاط السري – العلني للدولة العبرية في إطار السعي لما يمكن وصفه بتفتيت دول الجوار العربي كلما كان ذلك ممكنا لتحقيق أهداف إسترتيجية لإسرائيل. ولأهمية الاطلاع على طبيعة هذه الاستراتيجية، نستعرض نص محاضرة آفي ديختر.
"ليس بوسع أحد أن ينكر أننا حققنا الكثير من الأهداف على هذه الساحة بل وأكثر مما خططنا له وأعددنا فى هذا الخصوص .
يجب استحضار ما كنا نريد أن نفعله وننجزه فى العراق منذ بداية تدخلنا فى الوضع العراقي منذ بداية عقد السبعينات من القرن العشرين، ذروة هذه الأهداف هو دعم الأكراد لكونهم جماعة أثنية مضطهدة من حقها أن تقرر مصيرها بالتمتع بالحرية شأنها شأن أى شعب.
في البداية كان المخططون في الدولة وعلى رأسهم أورى ليبراني المستشار الأسبق لرئيس الوزراء ثم سفيرنا في تركيا وأثيوبيا وإيران قد حدد إطار وفحوى الدعم الإسرائيلي للأكراد .
هذا الدعم كان في البداية متواضعا، دعم سياسي وإثارة قضية الأكراد وطرحها فوق المنابر. إذ لم يكن بوسع الأكراد أن يتولوها في الولايات المتحدة وفي أوروبا وحتى داخل بعض دول أوروبا . كان دعم مادي أيضا ولكنه محدود .
التحول الهام بدأ عام 1972 . هذا الدعم اتخذ أبعادا أخرى أمنية عن طريق تزويد الأكراد بالسلاح عبر تركيا وإيران، واستقبال مجموعات كردية لتلقى التدريب في إسرائيل، بل وفي تركيا وإيران. هكذا أصبح الدعم المحرك لتطور مستوى العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل والأكراد، وكان من المنتظر أن تكون له نتائج مهمة لولا أن ايران الشاه والعراق توصلا إلى صفقة الجزائر عام 1975، هذه الصفقة وجهت ضربة قوية إلى الطموح الكردي، لكن وفق شهادات قيادات إسرائيلية ظلت على علاقة بزعيم الأكراد مصطفى البارزاني.
الأكراد لم يتملكهم اليأس على العكس ظلوا أكثر إصرارا على الإستمرار في صراعهم ضد السلطة في بغداد. بعد إنهيار المقاومة الكردية كنتيجة للاتفاق مع إيران توزعت قياداتهم على تركيا وسوريا وإسرائيل.
إسرائيل وانطلاقا من إلتزام أدبي وأخلاقي كان من واجبها أن تظل إلى جانب الأكراد وتأخذ بأيديهم إلى أن يبلغوا الهدف القومي الذي حددوه، تحقيق "الحكم الذاتي" في المرحلة الأولى ومرحلة الإستقلال الناجز بعد ذلك .
لن أطيل في حديثي عن الماضي، يجب أن ينصب حديثي على أن ما تحقق في العراق فاق ما كان عقلنا الاستراتيجي يتخيله. الآن في العراق كردستان دولة كردية فعلا، تتمتع بكل مقومات الدولة أرض شعب وسلطة وجيش واقتصاد ريعي نفطي واعد، هذه الدولة تتطلع إلى أن تكون حدودها ليست داخل منطقة كردستان، بل ضم شمال العراق بأكمله ومدينة كركوك في المرحلة الأولى ثم الموصل، وربما محافظة صلاح الدين إلى جانب جلولاء وخانقين. حسب ما لمسناه خلال لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين لا يدعون مناسبة دون أن يشيدوا بنا وذكروا دعمنا ويثمنوا مواقفنا والإنتصار الذي حققوه في العراق فاق قدرتهم على استيعابه. وبالنسبة لنا لم تكن أهدافنا تتجاوز دعم المشروع القومي الكردي لينتج كيان كردي أو دولة كردية.
لم يدر بخلدنا لحظة أن تتحقق دفعة واحدة مجموعة أهداف نتيجة للحرب التي شنتها الولايات المتحدة وأسفرت عن احتلاله... العراق الذي ظل في منظورنا الاستراتيجي التحدي الأخطر بعد أن تحول إلى قوة عسكرية هائلة... فجأة العراق يتلاشى كدولة وكقوة عسكرية، بل وكبلد واحد متحد، العراق يقسم جغرافيا، وانقسم سكانيا، وشهد حربا أهلية شرسة ومدمرة أودت بحياة بضع مئات الألوف.
إذا رصدنا الأوضاع في العراق منذ عام 2003، سنجد أنفسنا أمام أكثر من مشهد:
1. العراق منقسم على أرض الواقع إلى ثلاثة كيانات أو أقاليم رغم وجود حكومة مركزية.
2. العراق لا يزال عرضة لإندلاع جولات جديدة من الحروب والإقتتال الداخلي بين الشيعة والسنة وبين العرب والأكراد .
3. العراق بأوضاعه الأمنية والسياسية والاقتصادية لن يسترد وضعه ما قبل 2003.
لم نكن بعيدين عن التطورات فوق هذه المساحة منذ عام 2003، هدفنا الإستراتيجي مازال عدم السماح لهذا البلد أن يعود إلى ممارسة دور عربي وإقليمي فنحن أول المتضررين.
سيظل صراعنا على هذه الساحة فاعلا، ومثلما وفرت لنا القوات الأمريكية في العراق مظلة وفرصة لإحباط أية سياقات لعودة العراق إلى سابق قوته ووحدته، كذلك نستخدم كل الوسائل غير المرئية على الصعيد السياسي والأمني. نريد أن نخلق ضمانات وكوابح ليس في شمال العراق، بل في العاصمة بغداد.
نحاول أن ننسج علاقات مع بعض النخب السياسية والإقتصادية حتى تبقى بالنسبة لنا ضمانة لبقاء العراق خارج دائرة الدول العربية التي هي حالة حرب مع اسرائيل، العراق حتى عام 2003 كان في حالة حرب مع إسرائيل .. وكان يعتبر الحرب مع إسرائيل من أوجب واجباته . إسرائيل كانت تواجه تحدى استراتيجي حقيقي في العراق رغم حربه مع ايران لمدة ثمانية أعوام، إلا أن العراق استمر بتطوير وتعزيز قدراته التقليدية والإستراتيجية بما فيها سعيه لحيازة سلاح نووي. هذا الوضع يجب ألا يتكرر، نتفاوض مع الأمريكان من أجل ذلك؛ من أجل قطع الطريق أمام عودة العراق ليكون دولة مواجهة مع إسرائيل.إلى جانب هذه الضمانات هناك أيضا جهود وخطوات نتخذها بشكل منفرد لتأمين ضمانات قوية لقطع الطريق على عودة العراق إلى موقع الخصم .
إن استمرار الوضع الحالي في العراق ودعم الأكراد في شماله ككيان سياسي قائم بذاته، يعطى ضمانات قوية ومهمة للأمن القومي الإسرائيلي على المدى المنظور على الأقل. لذا نعمل على تطوير شراكة أمنية واستراتيجية مع القيادة الكردية رغم أن ذلك قد يثير غضب تركيا الدولة الصديقة. لم ندخر جهدا في سبيل إقناع الزعامة التركية وعلى الأخص رجب أردوغان وعبد الله غول، بل والقادة العسكريين أن دعمنا للأكراد في العراق لا يمس وضع الأكراد في تركيا.
لقد أوضحنا ذلك أيضا للقيادة الكردية، وحذرناها من مغبة الإحتكاك بتركيا أو دعم أكراد تركيا بأي شكل من اشكال الدعم، أكدنا لهم أن الشراكة مع إسرائيل يجب أن لا تضر بالعلاقة مع تركيا، وأن ميدان الشراكة في الوقت الحالي هو العراق، وقد يتسع المستقبل لكن شريطة أن يتجه هذا الأتساع نحو سوريا وإيران.
مواجهة التحديات الاستراتيجية في البيئة الإقليمية يحتم علينا أن لا نغمض العين عن تطورات الساحة العراقية وملاحقتها؛ لا بالوقوف متفرجين، بل في المساهمة بدور كي لا تكون تفاعلاتها ضارة ومفاقمة للتحديات.
تحييد العراق عن طريق تكريس أوضاعه الحالية ليس أقل أهمية وحيوية عن تكريس وإدامة تحييد مصر.
تحييد مصر تحقق بوسائل دبلوماسية، لكن تحييد العراق يتطلب استخدام كل الوسائل المتاحة وغير المتاحة حتى يكون التحييد شاملا كاملا.
لا يمكن الحديث عن استخدام خيار القوة لأن هذا الشرط غير قائم بالنسبة للعراق، ولأن هذا الخيار مارسته القوة الأعظم في العالم؛ الولايات المتحدة وحققت نتائج تفوق كل تصو، إذ كان من المستحيل على إسرائيل أن تحققه إلا بوسيلة واحدة وهي استخدام عناصر القوة بحوزتها بما فيها السلاح النووي.
تحليلنا النهائي أن العراق يجب أن يبقى مجزأ ومنقسما ومعزولا داخليا بعيدا عن البيئة الإقليمية، هذا هو خيارانا الاستراتيجي. ومن أجل تحقيقه سنواظب على استخدام الخيارات التي تكرس هذا الوضع، دولة كردية في العراق تهيمن على مصادر إنتاج النفط في كركوك وكردستان. هناك إلتزام من القيادة الكردية بإعادة تشغيل خط النفط من كركوك إلى خط IBC سابقا عبر الأردن وقد جرت مفاوضات أولية مع الأردن وتم التوصل إلى اتفاق مع القيادة الكردية، وإذا ما تراجع الأردن فهناك البديل التركي أي مد خط كركوك ومناطق الإنتاج الأخرى في كردستان تتم إلى تركيا واسرائيل، وقد أجرينا دراسات لمخطط أنابيب للمياه والنفط من تركيا إلى إسرائيل. المعادلة الحاكمة في حركتنا الاستراتيجية في البيئة العراقية تنطلق من مزيد من تقويض حزمة القدرات العربية في دولها الرئيسة من أجل تحقيق المزيد من الأمن القومي لإسرائيل.
التعليق لكم

صفاء العامري
30-05-2013, 12:25 AM
السيد الشهيد الثاني يقول : لو توحدنا لهزمنا اسرائيل من دون سلاح