خادمة فاطمة
03-06-2013, 11:19 PM
لما استشهد الإمام موسى ابن جعفر عليهالسلام أدخل السندي الفقهاء ووجوه أهل بغداد عليه ، وأشهدهم على أنه مات حتف أنفه ولا أثر به ، فنظروا إليه وشهدوا على ذلك ،
وإنما فعل ذلك ليواري سوأته
، وأخرج الجثمان المطهر فوضع على الجسر ببغداد ، ونودي : هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه ، فجعل الناس يتفرّسون في وجهه وهو ميت ، ثم حُمل فدفن في مقابر قريش.
فكان دم الإمام عليهالسلام موزعاً بين ثلاثة : أولهم اللارشيد الذي أمر بالقتل ، والثاني المنفّذ للقتل وهو السندي ، والثالث يحيى بن خالد الوزير المقرب الذي أراد إرضاء الرشيد والتزلف إليه بسبب عصيان ابنه الفضل لأوامر الرشيد ، فنفذ ما أراد الرشيد أمر السندي بقتل الإمام عليهالسلام ، لأن الرشيد يريد أن يظهر بمظهر البريء من دمه إلى آخر الشوط.
على الجسر :
وضع النعش المحمول على الجسر ، وكان أمر الرشيد بإحضار أكثر وجوه
بغداد ليشهدوا على موت الإمام عليهالسلام ، وأنه لا أثر به يدلّ على القتل ، قال ابن عنبة : «إن السندي عمل محضراً بأنه مات حتف أنفه ، وترك ثلاثة أيام على الطريق ، يأتي من يأتي فينظر إليه ، ثم يكتب في المحضر»!.
ولعل من دواعي الإشهاد والمحضر هو أن الرشيد كان يحاول أن يبرئ نفسه من مسؤولية قتل الإمام ، كي يتلافى ردود الأفعال والتداعيات التي قد تنجم من هذا العمل العظيم ، فحاول أن يخطو خطوة على طريق دفع الشبهة وإرضاء الرأي العام ، ولكن وضع جنازة رجل عظيم على الجسر ببغداد بحد ذاته إنما يثير الشكوك في قتله ، وتلك سنة درج عليها حكام بني العباس فيما بعد مع كل مقتول من الأئمة وغيرهم لدفع الضرر والتخلّص من التهمة ، فالمعتز لما قتله قادة الجند أشهدوا عليه جماعة من الأعيان أنه مات وليس به أثر ، ولما سموا الإمام العسكري عليهالسلام وضعوا جنازته للصلاة ، فدنا أبو عيسى منها وكشف عن وجهه ، فعرضه على بني هاشم من العلويين والعباسية والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء وأشهدهم انه مات حتف أنفه على فراشه وليس به أثر.
اما النداء على نعش الإمام عليهالسلام بعد موته ، فالذي في غالب المصادر أنه لما مات أخرجه السندي ووضعه على الجسر ببغداد ونودي عليه : هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت فانظروا إليه ، أو هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه ، وهذا أمر ممكن من قبل دولة تريد الانتقاص من عقائد مناوئيها التقليديين بكونهم رافضة
.
وهناك صورة اُخرى قبيحة للنداء على نعش الإمام عليهالسلام ، من قبل السلطة العباسية ، رواها الشيخ الصدوق عن عبد اللّه الصيرفي. تعبر بوضوح عن حقارة دولتهم ودناءة سلاطينها وحقدهم على أهل البيت عليهمالسلام ، ويكتفي بذلك أن إباحة قتل الإمام الكاظم عليهالسلام بلا ذنب ، وتوغّلت في دماء آل أبي طالب بظلم صارخ ووحشية مروعة ،
حتى قال الشاعر :
يا ليت جور بني مروان عاد لنا وليت عدل بني العباس في النار
وإذا كان ثمة مانع يحول دون أمثال هذه المواقف المخزية ، فهو الخوف على استقرار الدولة وأمنها وإرضاء الرأي العام ، من هنا تدارك الأمر عم الرشيد سليمان بن أبي جعفر ، فخرج من قصره ، فسمع الصياح والضوضاء ، فقال لولده وغلمانه : ما هذا؟ قالوا : السندي بن شاهك ينادي على موسى بن جعفر على نعش ، فقال لولده وغلمانه : يوشك أن يفعل به هذا في الجانب الغربي ، فإذا عبر به فانزلوا مع غلمانكم ، فخذوه من أيديهم ، فإن مانعوكم فاضربوهم واخرقوا ما عليهم من السواد. قال : فلما عبروا به نزلوا إليهم ، فأخذوه من أيديهم وضربوهم وخرقوا عليهم سوادهم ، ووضعوه في مفرق أربع طرق وأقام المنادين ينادون : ألا من أراد أن ينظر إلى الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فليخرج ، وحضر الخلق (١). وأخيراً شيعه بموكب حافل ، ومشى خلفه حافياً حاسراً ، خوفاً من الثورة على السلطان وامتصاصاً لنقمة الرأي العام.
قال الشاعر
أيوضع في الأغلال موسى بن جعفر
ويودع أعواماً بقعر سجون؟
ويخرج حمالون بالنعش ميتاً
ليطرح فوق الجسر طرح مهين؟
ينادون هذا للروافض شيخهم
وليس له من ناصر ومعين
ولولا أُثيرت في سليمان غيرة
وشيعه بالعزّ فوق متون
.
وقبر موسى بن جعفر عليهماالسلام هو مثابة الرجاء لكل مرتجٍ يقصد حضرته ، وبابه باب الرحمة والشفاعة والشفاء ، هو الدواء المجرب والعلاج الناجع لكل ما يعرض للإنسان من أدواء الروح والبدن ، وقد جرب الناس ذلك في مختلف العصور ، وتحدثوا عن عشرات الحالات في كل أوان تبينت فيها كراماته عليهالسلام في شفاء الأمراض وقضاء الحاجات حتى عرف بباب الحوائج إلى اللّه لنجح مطالب المتوسلين إلى اللّه تعالى به واستجابة الدعاء عند قبره المعلى ، ودفع البلاء عن بقعته ، من هنا صار مهوى الأفئدة ، تعقد عليه الآمال فتأتيه ذللاً تهلّل وتصلي حوله.
روى الكشي عن زكريا بن آدم ، قال : «قلت للرضا عليهالسلام : إني أريد الخروج عن أهل بيتي ، فقد كثر السفهاء فيهم؟ فقال : لا تفعل فإن أهل بيتك يُدفع عنهم بك ، كما يُدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظم»).
اختيار معرفة الرجال : ٥٩٤ / ١١١١.
ووصفه الإمام الشافعي بالترياق المجرب
، ذكر ذلك حمد اللّه الهندي الحنفي بقوله في معرض الاستدلال على صحة الزيارة والتوسل بقبور الأولياء :
( «ومن الدلائل على التوسل بعد الوفاة ما قال الإمام الشافعي : قبر موسى الكاظم ترياق مجرب لاجابة الدعاء)»
ملحقات إحقاق الحق ٢٨ : ٥٥٣
، عن كتاب البصائر لمنكر التوسل بأهل المقابر / حمد اللّه الهندي : ٤٢ ـ اسطنبول..
السلام عليك يا ابن رسول الله
السلام عليك يا أبن الزهراء
السلام عليك يا موسى ابن جعفر الكاظم
ارواحنا فداكم .
وإنما فعل ذلك ليواري سوأته
، وأخرج الجثمان المطهر فوضع على الجسر ببغداد ، ونودي : هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه ، فجعل الناس يتفرّسون في وجهه وهو ميت ، ثم حُمل فدفن في مقابر قريش.
فكان دم الإمام عليهالسلام موزعاً بين ثلاثة : أولهم اللارشيد الذي أمر بالقتل ، والثاني المنفّذ للقتل وهو السندي ، والثالث يحيى بن خالد الوزير المقرب الذي أراد إرضاء الرشيد والتزلف إليه بسبب عصيان ابنه الفضل لأوامر الرشيد ، فنفذ ما أراد الرشيد أمر السندي بقتل الإمام عليهالسلام ، لأن الرشيد يريد أن يظهر بمظهر البريء من دمه إلى آخر الشوط.
على الجسر :
وضع النعش المحمول على الجسر ، وكان أمر الرشيد بإحضار أكثر وجوه
بغداد ليشهدوا على موت الإمام عليهالسلام ، وأنه لا أثر به يدلّ على القتل ، قال ابن عنبة : «إن السندي عمل محضراً بأنه مات حتف أنفه ، وترك ثلاثة أيام على الطريق ، يأتي من يأتي فينظر إليه ، ثم يكتب في المحضر»!.
ولعل من دواعي الإشهاد والمحضر هو أن الرشيد كان يحاول أن يبرئ نفسه من مسؤولية قتل الإمام ، كي يتلافى ردود الأفعال والتداعيات التي قد تنجم من هذا العمل العظيم ، فحاول أن يخطو خطوة على طريق دفع الشبهة وإرضاء الرأي العام ، ولكن وضع جنازة رجل عظيم على الجسر ببغداد بحد ذاته إنما يثير الشكوك في قتله ، وتلك سنة درج عليها حكام بني العباس فيما بعد مع كل مقتول من الأئمة وغيرهم لدفع الضرر والتخلّص من التهمة ، فالمعتز لما قتله قادة الجند أشهدوا عليه جماعة من الأعيان أنه مات وليس به أثر ، ولما سموا الإمام العسكري عليهالسلام وضعوا جنازته للصلاة ، فدنا أبو عيسى منها وكشف عن وجهه ، فعرضه على بني هاشم من العلويين والعباسية والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء وأشهدهم انه مات حتف أنفه على فراشه وليس به أثر.
اما النداء على نعش الإمام عليهالسلام بعد موته ، فالذي في غالب المصادر أنه لما مات أخرجه السندي ووضعه على الجسر ببغداد ونودي عليه : هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت فانظروا إليه ، أو هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه ، وهذا أمر ممكن من قبل دولة تريد الانتقاص من عقائد مناوئيها التقليديين بكونهم رافضة
.
وهناك صورة اُخرى قبيحة للنداء على نعش الإمام عليهالسلام ، من قبل السلطة العباسية ، رواها الشيخ الصدوق عن عبد اللّه الصيرفي. تعبر بوضوح عن حقارة دولتهم ودناءة سلاطينها وحقدهم على أهل البيت عليهمالسلام ، ويكتفي بذلك أن إباحة قتل الإمام الكاظم عليهالسلام بلا ذنب ، وتوغّلت في دماء آل أبي طالب بظلم صارخ ووحشية مروعة ،
حتى قال الشاعر :
يا ليت جور بني مروان عاد لنا وليت عدل بني العباس في النار
وإذا كان ثمة مانع يحول دون أمثال هذه المواقف المخزية ، فهو الخوف على استقرار الدولة وأمنها وإرضاء الرأي العام ، من هنا تدارك الأمر عم الرشيد سليمان بن أبي جعفر ، فخرج من قصره ، فسمع الصياح والضوضاء ، فقال لولده وغلمانه : ما هذا؟ قالوا : السندي بن شاهك ينادي على موسى بن جعفر على نعش ، فقال لولده وغلمانه : يوشك أن يفعل به هذا في الجانب الغربي ، فإذا عبر به فانزلوا مع غلمانكم ، فخذوه من أيديهم ، فإن مانعوكم فاضربوهم واخرقوا ما عليهم من السواد. قال : فلما عبروا به نزلوا إليهم ، فأخذوه من أيديهم وضربوهم وخرقوا عليهم سوادهم ، ووضعوه في مفرق أربع طرق وأقام المنادين ينادون : ألا من أراد أن ينظر إلى الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فليخرج ، وحضر الخلق (١). وأخيراً شيعه بموكب حافل ، ومشى خلفه حافياً حاسراً ، خوفاً من الثورة على السلطان وامتصاصاً لنقمة الرأي العام.
قال الشاعر
أيوضع في الأغلال موسى بن جعفر
ويودع أعواماً بقعر سجون؟
ويخرج حمالون بالنعش ميتاً
ليطرح فوق الجسر طرح مهين؟
ينادون هذا للروافض شيخهم
وليس له من ناصر ومعين
ولولا أُثيرت في سليمان غيرة
وشيعه بالعزّ فوق متون
.
وقبر موسى بن جعفر عليهماالسلام هو مثابة الرجاء لكل مرتجٍ يقصد حضرته ، وبابه باب الرحمة والشفاعة والشفاء ، هو الدواء المجرب والعلاج الناجع لكل ما يعرض للإنسان من أدواء الروح والبدن ، وقد جرب الناس ذلك في مختلف العصور ، وتحدثوا عن عشرات الحالات في كل أوان تبينت فيها كراماته عليهالسلام في شفاء الأمراض وقضاء الحاجات حتى عرف بباب الحوائج إلى اللّه لنجح مطالب المتوسلين إلى اللّه تعالى به واستجابة الدعاء عند قبره المعلى ، ودفع البلاء عن بقعته ، من هنا صار مهوى الأفئدة ، تعقد عليه الآمال فتأتيه ذللاً تهلّل وتصلي حوله.
روى الكشي عن زكريا بن آدم ، قال : «قلت للرضا عليهالسلام : إني أريد الخروج عن أهل بيتي ، فقد كثر السفهاء فيهم؟ فقال : لا تفعل فإن أهل بيتك يُدفع عنهم بك ، كما يُدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظم»).
اختيار معرفة الرجال : ٥٩٤ / ١١١١.
ووصفه الإمام الشافعي بالترياق المجرب
، ذكر ذلك حمد اللّه الهندي الحنفي بقوله في معرض الاستدلال على صحة الزيارة والتوسل بقبور الأولياء :
( «ومن الدلائل على التوسل بعد الوفاة ما قال الإمام الشافعي : قبر موسى الكاظم ترياق مجرب لاجابة الدعاء)»
ملحقات إحقاق الحق ٢٨ : ٥٥٣
، عن كتاب البصائر لمنكر التوسل بأهل المقابر / حمد اللّه الهندي : ٤٢ ـ اسطنبول..
السلام عليك يا ابن رسول الله
السلام عليك يا أبن الزهراء
السلام عليك يا موسى ابن جعفر الكاظم
ارواحنا فداكم .