عبد العباس الجياشي
06-06-2013, 06:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام الحنيف أهتم بكرامة الإنسان ،
وأعتبر لمسلم أخو المسلم يعينه على النوائب ، يرشده إلى الخير، ويؤثره على نفسه ، في السراء والضراء ، ويبذل له ما يحتاج إليه ، ويواسيه في الأزمات والمشكلات ، ويحب له ما يحب لنفسه ، ونراه في البذل والعطاء سمح النفس ، صافي القلب ، يبغي وجه الله ورضاءه ، ويفعل الخير محبة له ، لا لشيء آخر .
قال تعالى :
{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِناً وَ أَسِيراً إنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلاَ شُكُوراً }
سورة الإنسان ، الآية 8 .
وهذه الآيات التي نزلت بخصوص الإمام علي والزهراء والحسنين عليهم السلام
فعلى أثر مرض يصيب الحسنين ينذر الإمام علي وفاطمة والحسنان عليهم السلام الصيام ، فيصومون ،
يقوم علي (عليه السلام ) بإعداد الشعير ، وتقوم الزهراء (عليه السلام ) بخبزه وتحضيره للإفطار وعندما يطرق يتيم بابهم يطلب طعاما ، فيعطونه ما أعدوه لإفطارهم . وفي اليوم التالي والذي يليه كذلك . فتنزل الآية المذكورة في حقهم . هكذا يكون الإيثار ، وله قيمة إنسانية رفيعة جدا ، وهذا مما لاشك فيه ، إذ أن الإسلام يثني عليه ، وعلى العموم ، فإن الرحمة والمحبة والترحم والعطف من الأمور التي
كثيرا ما يحث عليها الإسلام . قال الألوسي في تفسير سورة الدهر :
إنّ كثيراً من النعم الحسية قد ذكرت في السورة إلاّ الحور العين التي غالباً ما يذكرها القرآن في نعم الجنان، وهذا إنّما هو لنزول السورة بحق فاطمة وبعلها وبنيها(عليهم السلام)وإنّ الله لم يأت بذكر الحور العين إجلالاً واحتراماً لسيدة نساء العالمين!
وقال في موضع أخر لم يذكر فيها الحور العين وإنما صرح عز وجل بولدان مخلدين رعاية لحرمة البتول وقرة عين الرسول .
قال ابن عباس: إنَّ الحسن والحسين مرضا فعادهما الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك، فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما إنْ برئا مّما بهما أن يصوموا ثلاثة أيّام (طبقاً لبعض الرّوايات أنَّ الحسن والحسين أيضاً قالا نحن كذلك ننذر أن نصوم) فشفيا وما كان معهم شيء،
فاستقرض علي(عليه السلام) ثلاث أصواع من شعير فطحنت فاطمة صاعاً واختبزته، فوضعوا الأرغفة بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل، وقال: السلام عليكم، أهل بيت محمّد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنّة، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلاّ الماء وأصبحوا صياماً.
فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه (وباتوا مرة أُخرى لم يذوقوا إلاّ الماء وأصبحوا صياماً) ووقف عليهم أسير في الثّالثة عند الغروب، ففعلوا مثل ذلك.
فلما أصبحوا أخذ علي بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع، قال: «ما أشدّ ما يسوؤني ما أرى بكم» فانطلق معهم، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها، وغارت عنياها، فساءه ذلك، فنزل جبرئيل(عليه السلام) وقال: خذها يا محمد هنّأك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة .
وكان الإمام زين العابدين عليه السلام :
يحمل جربان الدقيق على ظهره ليلا، ويوصلها إلى فقراء المدينة سرا، وكان يقول: إن صدقة السر تطفئ غضب الرب.
وروى ابو نعيم في حلية الأولياء عن عمرو بن ثابت
قال : لما مات علي بن الحسين فغسلوه جعلوا ينظرون الى آثار سواد بظهره فقالوا ما هذا فقيل كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة .
وأن الصدقة المندوبة سراً أفضل، فقد ورد: "أن صدقة السر تطفئ غضب الرب" و "تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" و: "تدفع سبعين باباً من البلاء" وفي خبر آخر عن النبي صلى الله عليه وآله : "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله - إلى أن قال - ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لم تعلم يمينه ما تنفق شماله".
نعم، إذا اُتّهم بترك المواساة فأراد دفع التهمة عن نفسه، أو قصد اقتداء غيره به لا بأس بالإجهار بها، ولم يتأكد إخفاؤها، هذا في الصدقة المندوبة وأما الواجبة فالأفضل إظهارها مطلقاً.
يستحب اختيار الصدقة على المؤمن على ما سواها من العبادات المندوبة.
الإسلام الحنيف أهتم بكرامة الإنسان ،
وأعتبر لمسلم أخو المسلم يعينه على النوائب ، يرشده إلى الخير، ويؤثره على نفسه ، في السراء والضراء ، ويبذل له ما يحتاج إليه ، ويواسيه في الأزمات والمشكلات ، ويحب له ما يحب لنفسه ، ونراه في البذل والعطاء سمح النفس ، صافي القلب ، يبغي وجه الله ورضاءه ، ويفعل الخير محبة له ، لا لشيء آخر .
قال تعالى :
{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِناً وَ أَسِيراً إنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلاَ شُكُوراً }
سورة الإنسان ، الآية 8 .
وهذه الآيات التي نزلت بخصوص الإمام علي والزهراء والحسنين عليهم السلام
فعلى أثر مرض يصيب الحسنين ينذر الإمام علي وفاطمة والحسنان عليهم السلام الصيام ، فيصومون ،
يقوم علي (عليه السلام ) بإعداد الشعير ، وتقوم الزهراء (عليه السلام ) بخبزه وتحضيره للإفطار وعندما يطرق يتيم بابهم يطلب طعاما ، فيعطونه ما أعدوه لإفطارهم . وفي اليوم التالي والذي يليه كذلك . فتنزل الآية المذكورة في حقهم . هكذا يكون الإيثار ، وله قيمة إنسانية رفيعة جدا ، وهذا مما لاشك فيه ، إذ أن الإسلام يثني عليه ، وعلى العموم ، فإن الرحمة والمحبة والترحم والعطف من الأمور التي
كثيرا ما يحث عليها الإسلام . قال الألوسي في تفسير سورة الدهر :
إنّ كثيراً من النعم الحسية قد ذكرت في السورة إلاّ الحور العين التي غالباً ما يذكرها القرآن في نعم الجنان، وهذا إنّما هو لنزول السورة بحق فاطمة وبعلها وبنيها(عليهم السلام)وإنّ الله لم يأت بذكر الحور العين إجلالاً واحتراماً لسيدة نساء العالمين!
وقال في موضع أخر لم يذكر فيها الحور العين وإنما صرح عز وجل بولدان مخلدين رعاية لحرمة البتول وقرة عين الرسول .
قال ابن عباس: إنَّ الحسن والحسين مرضا فعادهما الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك، فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما إنْ برئا مّما بهما أن يصوموا ثلاثة أيّام (طبقاً لبعض الرّوايات أنَّ الحسن والحسين أيضاً قالا نحن كذلك ننذر أن نصوم) فشفيا وما كان معهم شيء،
فاستقرض علي(عليه السلام) ثلاث أصواع من شعير فطحنت فاطمة صاعاً واختبزته، فوضعوا الأرغفة بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل، وقال: السلام عليكم، أهل بيت محمّد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنّة، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلاّ الماء وأصبحوا صياماً.
فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه (وباتوا مرة أُخرى لم يذوقوا إلاّ الماء وأصبحوا صياماً) ووقف عليهم أسير في الثّالثة عند الغروب، ففعلوا مثل ذلك.
فلما أصبحوا أخذ علي بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع، قال: «ما أشدّ ما يسوؤني ما أرى بكم» فانطلق معهم، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها، وغارت عنياها، فساءه ذلك، فنزل جبرئيل(عليه السلام) وقال: خذها يا محمد هنّأك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة .
وكان الإمام زين العابدين عليه السلام :
يحمل جربان الدقيق على ظهره ليلا، ويوصلها إلى فقراء المدينة سرا، وكان يقول: إن صدقة السر تطفئ غضب الرب.
وروى ابو نعيم في حلية الأولياء عن عمرو بن ثابت
قال : لما مات علي بن الحسين فغسلوه جعلوا ينظرون الى آثار سواد بظهره فقالوا ما هذا فقيل كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة .
وأن الصدقة المندوبة سراً أفضل، فقد ورد: "أن صدقة السر تطفئ غضب الرب" و "تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" و: "تدفع سبعين باباً من البلاء" وفي خبر آخر عن النبي صلى الله عليه وآله : "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله - إلى أن قال - ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لم تعلم يمينه ما تنفق شماله".
نعم، إذا اُتّهم بترك المواساة فأراد دفع التهمة عن نفسه، أو قصد اقتداء غيره به لا بأس بالإجهار بها، ولم يتأكد إخفاؤها، هذا في الصدقة المندوبة وأما الواجبة فالأفضل إظهارها مطلقاً.
يستحب اختيار الصدقة على المؤمن على ما سواها من العبادات المندوبة.