كربلائية حسينية
09-06-2013, 10:36 PM
بسمه تعالى
من كتاب : المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي عليه السلام لسماحة الشيخ علي الكوراني حفظه الله .
الفصل الثامن عشر
بلاد الشام في عصرالظهور
بلاد الشام وحركة السفياني
يطلق اسم بلاد الشام أو الشامات ، في مصادر التاريخ والحديث الشريف على المنطقة التي تشمل سوريا الفعلية ولبنان ، ويسمى جبل لبنان وبرَّ الشام . كما تشمل الأردن وربما فلسطين . وقد يعبر عن المنطقة كلها ببلاد الشام وفلسطين . كما أن الشام أيضاً إسم لدمشق عاصمة بلاد الشام .
وأحاديث بلاد الشام وأحداثها وشخصياتها في عصر الظهور كثيرة ، ومحورها الأساسي حركة السفياني الذي يسارع بعد تصفية خصومه والسيطرة على بلاد الشام ، الى إرسال قواته الى العراق . كما يكون له قوات في الحجاز لمساعدة حكومته في القضاء على حركة المهدي عليه السلام ، وهناك تقع معجزة الموعودة في جيشه فيخسف بهم قرب المدينة وهم في طريقهم الى مكة . وأكبر معارك السفياني معركته ضد المهدي عليه السلام عندما يتوجه الى سوريا لفتح فلسطين ويكون وراء السفياني فيها اليهود والروم ، وتنتهي بهزيمته وقتله وانتصار المهدي عليه السلام وفتح فلسطين ويدخل القدس .
السفياني يخرج سنة ظهور المهدي عليه السلام
النعماني/267 ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام أنه قال: السفياني والقائم في سنة واحدة) . وعنه إثبات الهداة:3/737 ، والبحار:52/239 .
وفي الإرشاد/360: (خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ، فليس فيها راية بأهدى من راية اليماني، تهدي إلى الحق). ومختصر إثبات الرجعة/17، عن بكر الأزدي.. وفيه: لأنه يدعو إلى الحق ، ومثله غيبة الطوسي/271، وعنه الخرائج:3/1163 ، وإثبات الهداة:3/728 ، والبحار:52/210 ، وأشار إلى رواية الإرشاد . وإعلام الورى/429 ، كالإرشاد .
بداية حركته بعد خروج الأبقع على الأصهب وزلزال
النعماني/305 ، عن المغيرة بن سعيد عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا اختلف الرمحان بالشام لم تنجلِ إلا عن آية من آيات الله . قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف ، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين ، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة ، والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام ، وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر . فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا ، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، حتى يستوي على منبر دمشق ، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي عليه السلام ) والبدء والتاريخ:2/177، قال: وفيما خبر عن علي بن أبي طالب في ذكر الفتن بالشام قال: فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد على أثره ليستولي على منبر دمشق، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي . وغيبة الطوسي/277، بنحو النعماني ، ومثله العدد القوية/76، بتفاوت يسير، وفيه: فانتظروا ابن آكلة الأكباد بالوادي اليابس ، ثم تظلكم فتنة مظلمة عمياء منكشفة لاينجو منها إلا النُّوَمة ، قيل: وما النومة؟ قال: الذي لا يعرف الناس ما في نفسه . ومنتخب الأنوار/29 ، عن الخرائج ، وإثبات الهداة:3/730 ، عن غيبة الطوسي ، وكذا البحار:52/216 .
والبراذين الشهب المحذوفة: وصف لوسائل ركوب المغاربة أو الغربيين بأنها شهباء الألوان ، ومقطعة الآذان ! وابن آكلة الأكباد: أي ابن هند زوجة أبي سفيان ، لأن السفياني من أولاد معاوية . والوادي اليابس يمتد من حوران الى الأردن وفلسطين .
وقد تقدم في فصل أصحاب الإمام المهدي عليه السلام من غيبة النعماني وتفسير العياشي:1/65، والعديد من المصادر ، النص الكامل للحديث المهم عن الإمام الباقر عليه السلام الذي ينص على تسلسل الأحداث في بداية حركة السفياني ، وفيه: (يا جابر: إلزم الأرض ولا تحركن يدك ولا رجلك أبداً حتى ترى علامات أذكرها لك في سنة ، وترى منادياً ينادي بدمشق وخسفاً بقرية من قراها ، ويسقط طائفة من مسجدها... وإن أهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: الأصهب والأبقع والسفياني ، مع بني ذنب الحمار مضر ، ومع السفياني أخواله من كلب ، فيظهر السفياني ومن معه على بني ذنب الحمار ، حتى يقتلوا قتلاً لم يقتله شئ قط ، ويحضر رجل بدمشق فيقتل هو ومن معه قتلاً لم يقتله شئ قط وهو من بني ذنب الحمار ، وهي الآية التي يقول الله: فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ . ويظهر السفياني ومن معه حتى لا يكون له همة إلا آل محمد صلى الله عليه وآله وشيعتهم ..).
وحشُ الوجه ضخم الهامة أحمر أزرق
كمال الدين:2/651 ، عن عمر بن أذينة قال: قال أبو عبد الله: قال أبي: قال أمير المؤمنين عليهم السلام : يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس ، وهو رجل ربعة وحش الوجه ، ضخم الهامة ، بوجهه أثر جدري ، إذا رأيته حسبته أعور ، اسمه عثمان ، وأبوه عنبسة ، وهو من ولد أبي سفيان ، حتى يأتي أرضا ذات قرار ومعين فيستوي على منبرها). ومثله إعلام الورى/428 ، وعنه إثبات الهداة:3/721 ، وفيه:خشن الوجه..والبحار:52/205 .
النعماني/306، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: السفياني أحمر أشقر أزرق لم يعبد الله قط ، ولم ير مكة ولا المدينة قط ، يقول يا رب ثاري والنار ، يا رب ثاري والنار ) وكمال الدين:2/651 ، وفيه: إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس ، أشقر أحمر أزرق ، يقول يا رب ثاري ثاري ثم النار ، وقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له وهي حية ، مخافة أن تدل عليه . وعنه إثبات الهداة:3/721 ، والبحار:52/205 .
وفي الإرشاد/359، عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (وخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة . واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتى تخرب الشام ، ويكون سبب خرابها اجتماع ثلاث رايات فيها: راية الأصهب وراية الأبقع وراية السفياني). وغيبة الطوسي/278 ، عن بشر بن غالب قال: يقبل السفياني من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب . وهو صاحب القوم). انتهى.
وهذا يدل على أن السفياني نصراني ، أو نشأ في مجتمعهم وتأثر بهم .
السفياني من أولاد معاوية
كتاب سليم بن قيس/197، في حديث طويل من كتاب علي عليه السلام إلى معاوية ، جاء فيه: يا معاوية إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد أخبرني أن بني أمية سيخضبون لحيتي من دم رأسي وأني مستشهد ، وستلي الأمة من بعدى ، وأنك ستقتل ابني الحسن غدراً بالسم وأن ابنك يزيد سيقتل ابني الحسين يلي ذلك منه ابن زانية . وأن الأمة سيليها من بعدك سبعة من ولد أبي العاص وولد مروان بن الحكم وخمسة من ولده ، تكملة اثني عشر إماما قد رآهم رسول الله صلى الله عليه وآله يتواثبون على منبره تواثب القردة ، يردون أمته عن دين الله على أدبارهم القهقرى . وأنهم أشد الناس عذاباً يوم القيامة . وأن الله سيخرج الخلافة منهم برايات سود تقبل من الشرق يذلهم الله بهم ، ويقتلهم تحت كل حجر . وإن رجلاً من ولدك مشوم ملعون ، جلف جاف ، منكوس القلب ، فظ غليظ ، قد نزع الله من قلبه الرأفة والرحمة ، أخواله من كلب ، كأني أنظر إليه ، ولو شئت لسميته ووصفته وابن كم هو فيبعث جيشاً إلى المدينة فيدخلونها ، فيسرفون فيها في القتل والفواحش ، ويهرب منهم رجل من ولدي ، زكي نقي ، الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلماً وجوراً ، وإني لأعرف اسمه وابن كم هو يومئذ وعلامته ، وهو من ولد ابني الحسين الذي يقتله ابنك يزيد ، وهو الثائر بدم أبيه فيهرب إلى مكة . ويقتل صاحب ذلك الجيش رجلاً من ولدي زكياً برياً عند أحجار الزيت ، ثم يسير ذلك الجيش إلى مكة ، وإني لأعلم اسم أميرهم وأسمائهم وسمات خيولهم ، فإذا دخلوا البيداء واستوت بهم الأرض خسف الله بهم . قال الله عز وجل: وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ، قال: من تحت أقدامهم فلا يبقى من ذلك الجيش أحد غير رجل واحد ، يقلب الله وجهه من قبل قفاه . ويبعث الله للمهدي أقواما يجمعون من الأرض قزعاُ كقزع الخريف ، والله إني لأعرف أسماءهم وإسم أميرهم ومناخ ركابهم ، فيدخل المهدي الكعبة ويبكى ويتضرع...).
السفياني من المحتومات التي لابد منه
معاني الأخبار/346 ، عن الحكم بن سالم عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله ، قلنا صدق الله ، وقالوا كذب الله ! قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقاتل معاوية علي بن أبي طالب عليه السلام ! وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليهما السلام ، والسفياني يقاتل القائم عليه السلام ). وعنه البحار:52/190، وأمالي الطوسي .
الكافي:8/310 ، عن عمر بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: خمس علامات قبل قيام القائم: الصيحة ، والسفياني ، والخسف ، وقتل النفس الزكية ، واليماني . فقلت: جعلت فداك إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه ؟ قال: لا ، فلما كان من الغد تلوت هذه الآية: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ، فقلت له: أهي الصيحة ؟ فقال: أما لو كانت خضعت أعناق أعداء الله عز وجل). ونحوه النعماني/252 ، عن عمر بن حنظلة ، عن أبي عبد الله عليه السلام : للقائم خمس علامات: السفياني واليماني والصيحة من السماء وقتل النفس الزكية ، والخسف بالبيداء . ومثله كمال الدين:2/649 ، عن ميمون البان وعمر بن حنظلة ، والخصال/303 ، ودلائل الإمامة/261 ، بعضه ، وفيه: والمرواني وشعيب بن صالح وكف تقول هذا هذا؟! وغيبة الطوسي/267 ، كالكافي ، وإثبات الهداة:3/720، عن كمال الدين ، وغيبة الطوسي ، وإعلام الورى ، والنعماني ، والكافي . وكذا البحار:52/203 .
النعماني/252، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: النداء من المحتوم ، والسفياني من المحتوم ، واليماني من المحتوم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ، وكف يطلع من السماء من المحتوم ، قال وفزعةٌ في شهر رمضان توقظ النائم وتفزع اليقظان وتخرج الفتاة من خدرها) . وعنه إثبات الهداة:3/735 ، والبحار:52/233 .
الكافي:8/310 ، عن محمد بن علي الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اختلاف بني العباس من المحتوم ، والنداء من المحتوم ، وخروج القائم من المحتوم قلت: وكيف النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن علياً وشيعته هم الفائزون ، قال: وينادي مناد في آخر النهار: ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون ) .
كمال الدين:2/652 ، عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن أبا جعفر عليه السلام كان يقول: إن خروج السفياني من الأمر المحتوم ؟ قال: نعم . واختلاف ولد العباس من المحتوم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ، وخروج القائم عليه السلام من المحتوم ، فقلت له: كيف يكون النداء ؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن الحق في علي وشيعته ، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار: ألا إن الحق في السفياني وشيعته ، فيرتاب عند ذلك المبطلون) . ومثله غيبة الطوسي/274 ، وفي /266 ، بتفاوت ، وفيه: وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم ، وأشياء كان يقولها من المحتوم.. واختلاف بني فلان.. وكيف يكون النداء؟ يسمعه كل قوم بألسنتهم . والخرائج:3/1161 ، وإثبات الهداة:3/451 والبحار:52/206 ، كلاهما بعدة روايات .
وفي قرب الإسناد/164، عن زيد القمي ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: يقوم قائمنا لموافاة الناس سنة ، قال: يقوم القائم بلا سفياني؟ إن أمر القائم حتم من الله وأمر السفياني حتم من الله ، ولا يكون القائم إلا بسفياني ، قلت: جعلت فداك فيكون في هذه السنة؟ قال: ما شاء الله ، قلت: يكون في التي تليها ؟ قال: يفعل الله ما يشاء). وعنه إثبات الهداة:3/730 ، والبحار:52/182 . ومعنى: يقوم قائمنا لموافاة الناس سنة: أنه يوافيهم سنة ظهوره في الحج ، فسأله الراوي: هل يكون بدون سفياني فأجابه: لا. ويتصل بذلك ماروي عن أمير المؤمنين عليه السلام :يظهر في شبهة ليستبين أمره .
النعماني/302 ، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال: كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام فجرى ذكر السفياني وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم ، فقلت لأبي جعفر عليه السلام هل يبدو له في المحتوم ؟ قال: نعم ، قلنا له: فنخاف أن يبدو لله في القائم ، فقال: إن القائم من الميعاد والله لايخلف الميعاد). وعنه إثبات الهداة:3/544 ، والبحار:52/250 .
النعماني/301 ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام في قوله تعالى: ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ؟ فقال: إنهما أجلان: أجل محتوم وأجل موقوف فقال له حمران: ماالمحتوم؟قال:الذي لله فيه المشيئة ، قال حمران: إني لأرجو أن يكون أجل السفياني من الموقوف، فقال أبو جعفر عليه السلام : لا والله إنه لمن المحتوم).
النعماني/301 ، عن عبد الملك بن أعين ، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فجرى ذكر القائم عليه السلام ، فقلت له: أرجو أن يكون عاجلاً ولا يكون سفياني ، فقال: لا والله إنه لمن المحتوم الذي لابد منه . وفيها: عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن من الأمور أموراً موقوفة وأموراً محتومة ، وإن السفياني من المحتوم الذي لابد منه) . وعنه إثبات الهداة:3/739 ، والبحار:52/249 .
كمال الدين:2/516 ، حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال: كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري قدس الله روحه ، فحضرته قبل وفاته بأيام ، فأخرج إلى الناس توقيعاً نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم ، يا علي بن محمد السمري ، أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام ، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . قال: فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه ، فقيل له: من وصيك من بعدك؟ فقال: لله أمر هو بالغه . ومضى رضي الله عنه ، فهذا آخر كلام سمع منه). ومثله غيبة الطوسي/242، وإعلام الورى/417 ، والإحتجاج:2/478 ، والخرائج:3/1128 ، وثاقب المناقب/264، وكشف الغمة:3/320 ، وتاج المواليد/144 ، والصراط المستقيم:2/236 ، وفيه: فنسخت هذا التوقيع وقضى في اليوم السادس وقد كانت غيبته القصرى أربعة وستين سنة . ومنتخب الأنوار /130 ، وفيه: وقال: كانت وفاة الشيخ علي السمري المذكور في النصف من شعبان سنة 328 ، وعنها إثبات الهداة:3/693، والبحار:51/361 ، و:52/151 .
من كتاب : المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي عليه السلام لسماحة الشيخ علي الكوراني حفظه الله .
الفصل الثامن عشر
بلاد الشام في عصرالظهور
بلاد الشام وحركة السفياني
يطلق اسم بلاد الشام أو الشامات ، في مصادر التاريخ والحديث الشريف على المنطقة التي تشمل سوريا الفعلية ولبنان ، ويسمى جبل لبنان وبرَّ الشام . كما تشمل الأردن وربما فلسطين . وقد يعبر عن المنطقة كلها ببلاد الشام وفلسطين . كما أن الشام أيضاً إسم لدمشق عاصمة بلاد الشام .
وأحاديث بلاد الشام وأحداثها وشخصياتها في عصر الظهور كثيرة ، ومحورها الأساسي حركة السفياني الذي يسارع بعد تصفية خصومه والسيطرة على بلاد الشام ، الى إرسال قواته الى العراق . كما يكون له قوات في الحجاز لمساعدة حكومته في القضاء على حركة المهدي عليه السلام ، وهناك تقع معجزة الموعودة في جيشه فيخسف بهم قرب المدينة وهم في طريقهم الى مكة . وأكبر معارك السفياني معركته ضد المهدي عليه السلام عندما يتوجه الى سوريا لفتح فلسطين ويكون وراء السفياني فيها اليهود والروم ، وتنتهي بهزيمته وقتله وانتصار المهدي عليه السلام وفتح فلسطين ويدخل القدس .
السفياني يخرج سنة ظهور المهدي عليه السلام
النعماني/267 ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام أنه قال: السفياني والقائم في سنة واحدة) . وعنه إثبات الهداة:3/737 ، والبحار:52/239 .
وفي الإرشاد/360: (خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ، فليس فيها راية بأهدى من راية اليماني، تهدي إلى الحق). ومختصر إثبات الرجعة/17، عن بكر الأزدي.. وفيه: لأنه يدعو إلى الحق ، ومثله غيبة الطوسي/271، وعنه الخرائج:3/1163 ، وإثبات الهداة:3/728 ، والبحار:52/210 ، وأشار إلى رواية الإرشاد . وإعلام الورى/429 ، كالإرشاد .
بداية حركته بعد خروج الأبقع على الأصهب وزلزال
النعماني/305 ، عن المغيرة بن سعيد عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا اختلف الرمحان بالشام لم تنجلِ إلا عن آية من آيات الله . قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف ، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين ، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة ، والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام ، وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر . فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا ، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، حتى يستوي على منبر دمشق ، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي عليه السلام ) والبدء والتاريخ:2/177، قال: وفيما خبر عن علي بن أبي طالب في ذكر الفتن بالشام قال: فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد على أثره ليستولي على منبر دمشق، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي . وغيبة الطوسي/277، بنحو النعماني ، ومثله العدد القوية/76، بتفاوت يسير، وفيه: فانتظروا ابن آكلة الأكباد بالوادي اليابس ، ثم تظلكم فتنة مظلمة عمياء منكشفة لاينجو منها إلا النُّوَمة ، قيل: وما النومة؟ قال: الذي لا يعرف الناس ما في نفسه . ومنتخب الأنوار/29 ، عن الخرائج ، وإثبات الهداة:3/730 ، عن غيبة الطوسي ، وكذا البحار:52/216 .
والبراذين الشهب المحذوفة: وصف لوسائل ركوب المغاربة أو الغربيين بأنها شهباء الألوان ، ومقطعة الآذان ! وابن آكلة الأكباد: أي ابن هند زوجة أبي سفيان ، لأن السفياني من أولاد معاوية . والوادي اليابس يمتد من حوران الى الأردن وفلسطين .
وقد تقدم في فصل أصحاب الإمام المهدي عليه السلام من غيبة النعماني وتفسير العياشي:1/65، والعديد من المصادر ، النص الكامل للحديث المهم عن الإمام الباقر عليه السلام الذي ينص على تسلسل الأحداث في بداية حركة السفياني ، وفيه: (يا جابر: إلزم الأرض ولا تحركن يدك ولا رجلك أبداً حتى ترى علامات أذكرها لك في سنة ، وترى منادياً ينادي بدمشق وخسفاً بقرية من قراها ، ويسقط طائفة من مسجدها... وإن أهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: الأصهب والأبقع والسفياني ، مع بني ذنب الحمار مضر ، ومع السفياني أخواله من كلب ، فيظهر السفياني ومن معه على بني ذنب الحمار ، حتى يقتلوا قتلاً لم يقتله شئ قط ، ويحضر رجل بدمشق فيقتل هو ومن معه قتلاً لم يقتله شئ قط وهو من بني ذنب الحمار ، وهي الآية التي يقول الله: فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ . ويظهر السفياني ومن معه حتى لا يكون له همة إلا آل محمد صلى الله عليه وآله وشيعتهم ..).
وحشُ الوجه ضخم الهامة أحمر أزرق
كمال الدين:2/651 ، عن عمر بن أذينة قال: قال أبو عبد الله: قال أبي: قال أمير المؤمنين عليهم السلام : يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس ، وهو رجل ربعة وحش الوجه ، ضخم الهامة ، بوجهه أثر جدري ، إذا رأيته حسبته أعور ، اسمه عثمان ، وأبوه عنبسة ، وهو من ولد أبي سفيان ، حتى يأتي أرضا ذات قرار ومعين فيستوي على منبرها). ومثله إعلام الورى/428 ، وعنه إثبات الهداة:3/721 ، وفيه:خشن الوجه..والبحار:52/205 .
النعماني/306، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: السفياني أحمر أشقر أزرق لم يعبد الله قط ، ولم ير مكة ولا المدينة قط ، يقول يا رب ثاري والنار ، يا رب ثاري والنار ) وكمال الدين:2/651 ، وفيه: إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس ، أشقر أحمر أزرق ، يقول يا رب ثاري ثاري ثم النار ، وقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له وهي حية ، مخافة أن تدل عليه . وعنه إثبات الهداة:3/721 ، والبحار:52/205 .
وفي الإرشاد/359، عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (وخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة . واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتى تخرب الشام ، ويكون سبب خرابها اجتماع ثلاث رايات فيها: راية الأصهب وراية الأبقع وراية السفياني). وغيبة الطوسي/278 ، عن بشر بن غالب قال: يقبل السفياني من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب . وهو صاحب القوم). انتهى.
وهذا يدل على أن السفياني نصراني ، أو نشأ في مجتمعهم وتأثر بهم .
السفياني من أولاد معاوية
كتاب سليم بن قيس/197، في حديث طويل من كتاب علي عليه السلام إلى معاوية ، جاء فيه: يا معاوية إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد أخبرني أن بني أمية سيخضبون لحيتي من دم رأسي وأني مستشهد ، وستلي الأمة من بعدى ، وأنك ستقتل ابني الحسن غدراً بالسم وأن ابنك يزيد سيقتل ابني الحسين يلي ذلك منه ابن زانية . وأن الأمة سيليها من بعدك سبعة من ولد أبي العاص وولد مروان بن الحكم وخمسة من ولده ، تكملة اثني عشر إماما قد رآهم رسول الله صلى الله عليه وآله يتواثبون على منبره تواثب القردة ، يردون أمته عن دين الله على أدبارهم القهقرى . وأنهم أشد الناس عذاباً يوم القيامة . وأن الله سيخرج الخلافة منهم برايات سود تقبل من الشرق يذلهم الله بهم ، ويقتلهم تحت كل حجر . وإن رجلاً من ولدك مشوم ملعون ، جلف جاف ، منكوس القلب ، فظ غليظ ، قد نزع الله من قلبه الرأفة والرحمة ، أخواله من كلب ، كأني أنظر إليه ، ولو شئت لسميته ووصفته وابن كم هو فيبعث جيشاً إلى المدينة فيدخلونها ، فيسرفون فيها في القتل والفواحش ، ويهرب منهم رجل من ولدي ، زكي نقي ، الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلماً وجوراً ، وإني لأعرف اسمه وابن كم هو يومئذ وعلامته ، وهو من ولد ابني الحسين الذي يقتله ابنك يزيد ، وهو الثائر بدم أبيه فيهرب إلى مكة . ويقتل صاحب ذلك الجيش رجلاً من ولدي زكياً برياً عند أحجار الزيت ، ثم يسير ذلك الجيش إلى مكة ، وإني لأعلم اسم أميرهم وأسمائهم وسمات خيولهم ، فإذا دخلوا البيداء واستوت بهم الأرض خسف الله بهم . قال الله عز وجل: وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ، قال: من تحت أقدامهم فلا يبقى من ذلك الجيش أحد غير رجل واحد ، يقلب الله وجهه من قبل قفاه . ويبعث الله للمهدي أقواما يجمعون من الأرض قزعاُ كقزع الخريف ، والله إني لأعرف أسماءهم وإسم أميرهم ومناخ ركابهم ، فيدخل المهدي الكعبة ويبكى ويتضرع...).
السفياني من المحتومات التي لابد منه
معاني الأخبار/346 ، عن الحكم بن سالم عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله ، قلنا صدق الله ، وقالوا كذب الله ! قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقاتل معاوية علي بن أبي طالب عليه السلام ! وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليهما السلام ، والسفياني يقاتل القائم عليه السلام ). وعنه البحار:52/190، وأمالي الطوسي .
الكافي:8/310 ، عن عمر بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: خمس علامات قبل قيام القائم: الصيحة ، والسفياني ، والخسف ، وقتل النفس الزكية ، واليماني . فقلت: جعلت فداك إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه ؟ قال: لا ، فلما كان من الغد تلوت هذه الآية: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ، فقلت له: أهي الصيحة ؟ فقال: أما لو كانت خضعت أعناق أعداء الله عز وجل). ونحوه النعماني/252 ، عن عمر بن حنظلة ، عن أبي عبد الله عليه السلام : للقائم خمس علامات: السفياني واليماني والصيحة من السماء وقتل النفس الزكية ، والخسف بالبيداء . ومثله كمال الدين:2/649 ، عن ميمون البان وعمر بن حنظلة ، والخصال/303 ، ودلائل الإمامة/261 ، بعضه ، وفيه: والمرواني وشعيب بن صالح وكف تقول هذا هذا؟! وغيبة الطوسي/267 ، كالكافي ، وإثبات الهداة:3/720، عن كمال الدين ، وغيبة الطوسي ، وإعلام الورى ، والنعماني ، والكافي . وكذا البحار:52/203 .
النعماني/252، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: النداء من المحتوم ، والسفياني من المحتوم ، واليماني من المحتوم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ، وكف يطلع من السماء من المحتوم ، قال وفزعةٌ في شهر رمضان توقظ النائم وتفزع اليقظان وتخرج الفتاة من خدرها) . وعنه إثبات الهداة:3/735 ، والبحار:52/233 .
الكافي:8/310 ، عن محمد بن علي الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اختلاف بني العباس من المحتوم ، والنداء من المحتوم ، وخروج القائم من المحتوم قلت: وكيف النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن علياً وشيعته هم الفائزون ، قال: وينادي مناد في آخر النهار: ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون ) .
كمال الدين:2/652 ، عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن أبا جعفر عليه السلام كان يقول: إن خروج السفياني من الأمر المحتوم ؟ قال: نعم . واختلاف ولد العباس من المحتوم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ، وخروج القائم عليه السلام من المحتوم ، فقلت له: كيف يكون النداء ؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن الحق في علي وشيعته ، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار: ألا إن الحق في السفياني وشيعته ، فيرتاب عند ذلك المبطلون) . ومثله غيبة الطوسي/274 ، وفي /266 ، بتفاوت ، وفيه: وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم ، وأشياء كان يقولها من المحتوم.. واختلاف بني فلان.. وكيف يكون النداء؟ يسمعه كل قوم بألسنتهم . والخرائج:3/1161 ، وإثبات الهداة:3/451 والبحار:52/206 ، كلاهما بعدة روايات .
وفي قرب الإسناد/164، عن زيد القمي ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: يقوم قائمنا لموافاة الناس سنة ، قال: يقوم القائم بلا سفياني؟ إن أمر القائم حتم من الله وأمر السفياني حتم من الله ، ولا يكون القائم إلا بسفياني ، قلت: جعلت فداك فيكون في هذه السنة؟ قال: ما شاء الله ، قلت: يكون في التي تليها ؟ قال: يفعل الله ما يشاء). وعنه إثبات الهداة:3/730 ، والبحار:52/182 . ومعنى: يقوم قائمنا لموافاة الناس سنة: أنه يوافيهم سنة ظهوره في الحج ، فسأله الراوي: هل يكون بدون سفياني فأجابه: لا. ويتصل بذلك ماروي عن أمير المؤمنين عليه السلام :يظهر في شبهة ليستبين أمره .
النعماني/302 ، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال: كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام فجرى ذكر السفياني وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم ، فقلت لأبي جعفر عليه السلام هل يبدو له في المحتوم ؟ قال: نعم ، قلنا له: فنخاف أن يبدو لله في القائم ، فقال: إن القائم من الميعاد والله لايخلف الميعاد). وعنه إثبات الهداة:3/544 ، والبحار:52/250 .
النعماني/301 ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام في قوله تعالى: ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ؟ فقال: إنهما أجلان: أجل محتوم وأجل موقوف فقال له حمران: ماالمحتوم؟قال:الذي لله فيه المشيئة ، قال حمران: إني لأرجو أن يكون أجل السفياني من الموقوف، فقال أبو جعفر عليه السلام : لا والله إنه لمن المحتوم).
النعماني/301 ، عن عبد الملك بن أعين ، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فجرى ذكر القائم عليه السلام ، فقلت له: أرجو أن يكون عاجلاً ولا يكون سفياني ، فقال: لا والله إنه لمن المحتوم الذي لابد منه . وفيها: عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن من الأمور أموراً موقوفة وأموراً محتومة ، وإن السفياني من المحتوم الذي لابد منه) . وعنه إثبات الهداة:3/739 ، والبحار:52/249 .
كمال الدين:2/516 ، حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال: كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري قدس الله روحه ، فحضرته قبل وفاته بأيام ، فأخرج إلى الناس توقيعاً نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم ، يا علي بن محمد السمري ، أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام ، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . قال: فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه ، فقيل له: من وصيك من بعدك؟ فقال: لله أمر هو بالغه . ومضى رضي الله عنه ، فهذا آخر كلام سمع منه). ومثله غيبة الطوسي/242، وإعلام الورى/417 ، والإحتجاج:2/478 ، والخرائج:3/1128 ، وثاقب المناقب/264، وكشف الغمة:3/320 ، وتاج المواليد/144 ، والصراط المستقيم:2/236 ، وفيه: فنسخت هذا التوقيع وقضى في اليوم السادس وقد كانت غيبته القصرى أربعة وستين سنة . ومنتخب الأنوار /130 ، وفيه: وقال: كانت وفاة الشيخ علي السمري المذكور في النصف من شعبان سنة 328 ، وعنها إثبات الهداة:3/693، والبحار:51/361 ، و:52/151 .