المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بلاد الشام في عصرالظهور .. لسماحة الشيخ علي الكوراني حفظه الله


كربلائية حسينية
09-06-2013, 10:36 PM
بسمه تعالى


من كتاب : المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي عليه السلام لسماحة الشيخ علي الكوراني حفظه الله .


الفصل الثامن عشر

بلاد الشام في عصرالظهور

بلاد الشام وحركة السفياني

يطلق اسم بلاد الشام أو الشامات ، في مصادر التاريخ والحديث الشريف على المنطقة التي تشمل سوريا الفعلية ولبنان ، ويسمى جبل لبنان وبرَّ الشام . كما تشمل الأردن وربما فلسطين . وقد يعبر عن المنطقة كلها ببلاد الشام وفلسطين . كما أن الشام أيضاً إسم لدمشق عاصمة بلاد الشام .
وأحاديث بلاد الشام وأحداثها وشخصياتها في عصر الظهور كثيرة ، ومحورها الأساسي حركة السفياني الذي يسارع بعد تصفية خصومه والسيطرة على بلاد الشام ، الى إرسال قواته الى العراق . كما يكون له قوات في الحجاز لمساعدة حكومته في القضاء على حركة المهدي عليه السلام ، وهناك تقع معجزة الموعودة في جيشه فيخسف بهم قرب المدينة وهم في طريقهم الى مكة . وأكبر معارك السفياني معركته ضد المهدي عليه السلام عندما يتوجه الى سوريا لفتح فلسطين ويكون وراء السفياني فيها اليهود والروم ، وتنتهي بهزيمته وقتله وانتصار المهدي عليه السلام وفتح فلسطين ويدخل القدس .
السفياني يخرج سنة ظهور المهدي عليه السلام

النعماني/267 ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام أنه قال: السفياني والقائم في سنة واحدة) . وعنه إثبات الهداة:3/737 ، والبحار:52/239 .
وفي الإرشاد/360: (خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ، فليس فيها راية بأهدى من راية اليماني، تهدي إلى الحق). ومختصر إثبات الرجعة/17، عن بكر الأزدي.. وفيه: لأنه يدعو إلى الحق ، ومثله غيبة الطوسي/271، وعنه الخرائج:3/1163 ، وإثبات الهداة:3/728 ، والبحار:52/210 ، وأشار إلى رواية الإرشاد . وإعلام الورى/429 ، كالإرشاد .
بداية حركته بعد خروج الأبقع على الأصهب وزلزال

النعماني/305 ، عن المغيرة بن سعيد عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا اختلف الرمحان بالشام لم تنجلِ إلا عن آية من آيات الله . قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف ، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين ، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة ، والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام ، وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر . فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا ، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، حتى يستوي على منبر دمشق ، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي عليه السلام ) والبدء والتاريخ:2/177، قال: وفيما خبر عن علي بن أبي طالب في ذكر الفتن بالشام قال: فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد على أثره ليستولي على منبر دمشق، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي . وغيبة الطوسي/277، بنحو النعماني ، ومثله العدد القوية/76، بتفاوت يسير، وفيه: فانتظروا ابن آكلة الأكباد بالوادي اليابس ، ثم تظلكم فتنة مظلمة عمياء منكشفة لاينجو منها إلا النُّوَمة ، قيل: وما النومة؟ قال: الذي لا يعرف الناس ما في نفسه . ومنتخب الأنوار/29 ، عن الخرائج ، وإثبات الهداة:3/730 ، عن غيبة الطوسي ، وكذا البحار:52/216 .
والبراذين الشهب المحذوفة: وصف لوسائل ركوب المغاربة أو الغربيين بأنها شهباء الألوان ، ومقطعة الآذان ! وابن آكلة الأكباد: أي ابن هند زوجة أبي سفيان ، لأن السفياني من أولاد معاوية . والوادي اليابس يمتد من حوران الى الأردن وفلسطين .
وقد تقدم في فصل أصحاب الإمام المهدي عليه السلام من غيبة النعماني وتفسير العياشي:1/65، والعديد من المصادر ، النص الكامل للحديث المهم عن الإمام الباقر عليه السلام الذي ينص على تسلسل الأحداث في بداية حركة السفياني ، وفيه: (يا جابر: إلزم الأرض ولا تحركن يدك ولا رجلك أبداً حتى ترى علامات أذكرها لك في سنة ، وترى منادياً ينادي بدمشق وخسفاً بقرية من قراها ، ويسقط طائفة من مسجدها... وإن أهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: الأصهب والأبقع والسفياني ، مع بني ذنب الحمار مضر ، ومع السفياني أخواله من كلب ، فيظهر السفياني ومن معه على بني ذنب الحمار ، حتى يقتلوا قتلاً لم يقتله شئ قط ، ويحضر رجل بدمشق فيقتل هو ومن معه قتلاً لم يقتله شئ قط وهو من بني ذنب الحمار ، وهي الآية التي يقول الله: فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ . ويظهر السفياني ومن معه حتى لا يكون له همة إلا آل محمد صلى الله عليه وآله وشيعتهم ..).
وحشُ الوجه ضخم الهامة أحمر أزرق

كمال الدين:2/651 ، عن عمر بن أذينة قال: قال أبو عبد الله: قال أبي: قال أمير المؤمنين عليهم السلام : يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس ، وهو رجل ربعة وحش الوجه ، ضخم الهامة ، بوجهه أثر جدري ، إذا رأيته حسبته أعور ، اسمه عثمان ، وأبوه عنبسة ، وهو من ولد أبي سفيان ، حتى يأتي أرضا ذات قرار ومعين فيستوي على منبرها). ومثله إعلام الورى/428 ، وعنه إثبات الهداة:3/721 ، وفيه:خشن الوجه..والبحار:52/205 .
النعماني/306، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: السفياني أحمر أشقر أزرق لم يعبد الله قط ، ولم ير مكة ولا المدينة قط ، يقول يا رب ثاري والنار ، يا رب ثاري والنار ) وكمال الدين:2/651 ، وفيه: إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس ، أشقر أحمر أزرق ، يقول يا رب ثاري ثاري ثم النار ، وقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له وهي حية ، مخافة أن تدل عليه . وعنه إثبات الهداة:3/721 ، والبحار:52/205 .
وفي الإرشاد/359، عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (وخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة . واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتى تخرب الشام ، ويكون سبب خرابها اجتماع ثلاث رايات فيها: راية الأصهب وراية الأبقع وراية السفياني). وغيبة الطوسي/278 ، عن بشر بن غالب قال: يقبل السفياني من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب . وهو صاحب القوم). انتهى.
وهذا يدل على أن السفياني نصراني ، أو نشأ في مجتمعهم وتأثر بهم .
السفياني من أولاد معاوية

كتاب سليم بن قيس/197، في حديث طويل من كتاب علي عليه السلام إلى معاوية ، جاء فيه: يا معاوية إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد أخبرني أن بني أمية سيخضبون لحيتي من دم رأسي وأني مستشهد ، وستلي الأمة من بعدى ، وأنك ستقتل ابني الحسن غدراً بالسم وأن ابنك يزيد سيقتل ابني الحسين يلي ذلك منه ابن زانية . وأن الأمة سيليها من بعدك سبعة من ولد أبي العاص وولد مروان بن الحكم وخمسة من ولده ، تكملة اثني عشر إماما قد رآهم رسول الله صلى الله عليه وآله يتواثبون على منبره تواثب القردة ، يردون أمته عن دين الله على أدبارهم القهقرى . وأنهم أشد الناس عذاباً يوم القيامة . وأن الله سيخرج الخلافة منهم برايات سود تقبل من الشرق يذلهم الله بهم ، ويقتلهم تحت كل حجر . وإن رجلاً من ولدك مشوم ملعون ، جلف جاف ، منكوس القلب ، فظ غليظ ، قد نزع الله من قلبه الرأفة والرحمة ، أخواله من كلب ، كأني أنظر إليه ، ولو شئت لسميته ووصفته وابن كم هو فيبعث جيشاً إلى المدينة فيدخلونها ، فيسرفون فيها في القتل والفواحش ، ويهرب منهم رجل من ولدي ، زكي نقي ، الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلماً وجوراً ، وإني لأعرف اسمه وابن كم هو يومئذ وعلامته ، وهو من ولد ابني الحسين الذي يقتله ابنك يزيد ، وهو الثائر بدم أبيه فيهرب إلى مكة . ويقتل صاحب ذلك الجيش رجلاً من ولدي زكياً برياً عند أحجار الزيت ، ثم يسير ذلك الجيش إلى مكة ، وإني لأعلم اسم أميرهم وأسمائهم وسمات خيولهم ، فإذا دخلوا البيداء واستوت بهم الأرض خسف الله بهم . قال الله عز وجل: وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ، قال: من تحت أقدامهم فلا يبقى من ذلك الجيش أحد غير رجل واحد ، يقلب الله وجهه من قبل قفاه . ويبعث الله للمهدي أقواما يجمعون من الأرض قزعاُ كقزع الخريف ، والله إني لأعرف أسماءهم وإسم أميرهم ومناخ ركابهم ، فيدخل المهدي الكعبة ويبكى ويتضرع...).
السفياني من المحتومات التي لابد منه

معاني الأخبار/346 ، عن الحكم بن سالم عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله ، قلنا صدق الله ، وقالوا كذب الله ! قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقاتل معاوية علي بن أبي طالب عليه السلام ! وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليهما السلام ، والسفياني يقاتل القائم عليه السلام ). وعنه البحار:52/190، وأمالي الطوسي .
الكافي:8/310 ، عن عمر بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: خمس علامات قبل قيام القائم: الصيحة ، والسفياني ، والخسف ، وقتل النفس الزكية ، واليماني . فقلت: جعلت فداك إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه ؟ قال: لا ، فلما كان من الغد تلوت هذه الآية: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ، فقلت له: أهي الصيحة ؟ فقال: أما لو كانت خضعت أعناق أعداء الله عز وجل). ونحوه النعماني/252 ، عن عمر بن حنظلة ، عن أبي عبد الله عليه السلام : للقائم خمس علامات: السفياني واليماني والصيحة من السماء وقتل النفس الزكية ، والخسف بالبيداء . ومثله كمال الدين:2/649 ، عن ميمون البان وعمر بن حنظلة ، والخصال/303 ، ودلائل الإمامة/261 ، بعضه ، وفيه: والمرواني وشعيب بن صالح وكف تقول هذا هذا؟! وغيبة الطوسي/267 ، كالكافي ، وإثبات الهداة:3/720، عن كمال الدين ، وغيبة الطوسي ، وإعلام الورى ، والنعماني ، والكافي . وكذا البحار:52/203 .
النعماني/252، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: النداء من المحتوم ، والسفياني من المحتوم ، واليماني من المحتوم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ، وكف يطلع من السماء من المحتوم ، قال وفزعةٌ في شهر رمضان توقظ النائم وتفزع اليقظان وتخرج الفتاة من خدرها) . وعنه إثبات الهداة:3/735 ، والبحار:52/233 .
الكافي:8/310 ، عن محمد بن علي الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اختلاف بني العباس من المحتوم ، والنداء من المحتوم ، وخروج القائم من المحتوم قلت: وكيف النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن علياً وشيعته هم الفائزون ، قال: وينادي مناد في آخر النهار: ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون ) .
كمال الدين:2/652 ، عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن أبا جعفر عليه السلام كان يقول: إن خروج السفياني من الأمر المحتوم ؟ قال: نعم . واختلاف ولد العباس من المحتوم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ، وخروج القائم عليه السلام من المحتوم ، فقلت له: كيف يكون النداء ؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن الحق في علي وشيعته ، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار: ألا إن الحق في السفياني وشيعته ، فيرتاب عند ذلك المبطلون) . ومثله غيبة الطوسي/274 ، وفي /266 ، بتفاوت ، وفيه: وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم ، وأشياء كان يقولها من المحتوم.. واختلاف بني فلان.. وكيف يكون النداء؟ يسمعه كل قوم بألسنتهم . والخرائج:3/1161 ، وإثبات الهداة:3/451 والبحار:52/206 ، كلاهما بعدة روايات .
وفي قرب الإسناد/164، عن زيد القمي ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: يقوم قائمنا لموافاة الناس سنة ، قال: يقوم القائم بلا سفياني؟ إن أمر القائم حتم من الله وأمر السفياني حتم من الله ، ولا يكون القائم إلا بسفياني ، قلت: جعلت فداك فيكون في هذه السنة؟ قال: ما شاء الله ، قلت: يكون في التي تليها ؟ قال: يفعل الله ما يشاء). وعنه إثبات الهداة:3/730 ، والبحار:52/182 . ومعنى: يقوم قائمنا لموافاة الناس سنة: أنه يوافيهم سنة ظهوره في الحج ، فسأله الراوي: هل يكون بدون سفياني فأجابه: لا. ويتصل بذلك ماروي عن أمير المؤمنين عليه السلام :يظهر في شبهة ليستبين أمره .
النعماني/302 ، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال: كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام فجرى ذكر السفياني وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم ، فقلت لأبي جعفر عليه السلام هل يبدو له في المحتوم ؟ قال: نعم ، قلنا له: فنخاف أن يبدو لله في القائم ، فقال: إن القائم من الميعاد والله لايخلف الميعاد). وعنه إثبات الهداة:3/544 ، والبحار:52/250 .
النعماني/301 ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام في قوله تعالى: ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ؟ فقال: إنهما أجلان: أجل محتوم وأجل موقوف فقال له حمران: ماالمحتوم؟قال:الذي لله فيه المشيئة ، قال حمران: إني لأرجو أن يكون أجل السفياني من الموقوف، فقال أبو جعفر عليه السلام : لا والله إنه لمن المحتوم).
النعماني/301 ، عن عبد الملك بن أعين ، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فجرى ذكر القائم عليه السلام ، فقلت له: أرجو أن يكون عاجلاً ولا يكون سفياني ، فقال: لا والله إنه لمن المحتوم الذي لابد منه . وفيها: عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن من الأمور أموراً موقوفة وأموراً محتومة ، وإن السفياني من المحتوم الذي لابد منه) . وعنه إثبات الهداة:3/739 ، والبحار:52/249 .
كمال الدين:2/516 ، حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال: كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري قدس الله روحه ، فحضرته قبل وفاته بأيام ، فأخرج إلى الناس توقيعاً نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم ، يا علي بن محمد السمري ، أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام ، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . قال: فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه ، فقيل له: من وصيك من بعدك؟ فقال: لله أمر هو بالغه . ومضى رضي الله عنه ، فهذا آخر كلام سمع منه). ومثله غيبة الطوسي/242، وإعلام الورى/417 ، والإحتجاج:2/478 ، والخرائج:3/1128 ، وثاقب المناقب/264، وكشف الغمة:3/320 ، وتاج المواليد/144 ، والصراط المستقيم:2/236 ، وفيه: فنسخت هذا التوقيع وقضى في اليوم السادس وقد كانت غيبته القصرى أربعة وستين سنة . ومنتخب الأنوار /130 ، وفيه: وقال: كانت وفاة الشيخ علي السمري المذكور في النصف من شعبان سنة 328 ، وعنها إثبات الهداة:3/693، والبحار:51/361 ، و:52/151 .

كربلائية حسينية
09-06-2013, 10:38 PM
السفياني يحكم سوريا والأردن نحو سنة

النعماني/299 ، عن عيسى بن أعين ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: السفياني من المحتوم وخروجه في رجب ، ومن أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهراً ، ستة أشهر يقاتل فيها ، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر ، ولم يزد عليها يوماً). والنعماني/304 ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعُدُّوا له تسعة أشهر . وزعم هشام أن الكور الخمس: دمشق وفلسطين والأردن وحمص وحلب . والنعماني/300 ، عن معلى بن خنيس ، وفيه: ومن المحتوم خروج السفياني في رجب ، وفي/302 ، عن خلاد الصائغ ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: السفياني لابد منه ، ولا يخرج إلا في رجب ، فقال له رجل: يا أبا عبد الله إذا خرج فما حالنا ؟ قال: إذا كان ذلك فإلينا . وكمال الدين:2/651، عن عبد الله بن أبي منصور البجلي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اسم السفياني فقال: وما تصنع باسمه؟ إذا ملك كور الشام الخمس: دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين ، فتوقعوا عند ذلك الفرج ، قلت: يملك تسعة أشهر؟ قال: لا ، ولكن يملك ثمانية أشهر لايزيد يوماً . وإعلام الورى/428 ، كرواية كمال الدين ، وكذا منتخب الأنوار /177 ، وإثبات الهداة:3/721 ، والبحار:52/206 .
وفي كمال الدين:2/650، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أمر السفياني من الأمر المحتوم وخروجه في رجب ، وجامع الأخبار/142 ، وعنه إثبات الهداة:3/721 ، والبحار:52/204 .
وفي غيبة الطوسي/278، عن عمار الدهني، قال أبو جعفر عليه السلام :كم تعدون بقاء السفياني فيكم؟ قال قلت: حمل امرأة تسعة أشهر، قال: ما أعلمكم ياأهل الكوفة). ومثله الخرائج:3/1159، وعنه إثبات الهداة:3/730 ، والبحار:52/216.
غيبة الطوسي/273، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن السفياني يملك بعد ظهوره على الكور الخمس حمل امرأة ، ثم قال: أستغفر الله حمل جمل ، وهو من الأمر المحتوم الذي لابد منه ) . وعنه إثبات الهداة:3/729 ، والبحار:52/215.
أقول: أشكل صاحب إثبات الهداة على التردد في هذا النص وهو محق لأن التردد والتحير فيه واضح ، ولايصدر ذلك عن المعصوم عليه السلام ، كما أن الجَمَل كماذكر اللغويون إسم لمذكر الإبل خاصة ، وقيل هو البازل المتقدم في السن .
الناجون من اتِّبَاع السفياني في بلاد الشام

النعماني/300، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول: إتقوا الله واستعينوا على ما أنتم عليه بالورع والإجتهاد في طاعة الله ، فإن أشد ما يكون أحدكم اغتباطاً بما هو فيه من الدين لو قد صار في حد لآخرة وانقطعت الدنيا عنه ، فإذا صار في ذلك الحد عرف أنه قد استقبل النعيم والكرامة من الله والبشرى بالجنة ، وأمن مما كان يخاف ، وأيقن أن الذي كان عليه هو الحق ، وأن من خالف دينه على باطل وأنه هالك . فأبشروا ثم أبشروا بالذي تريدون ، ألستم ترون أعداءكم يقتتلون في معاصي الله ويقتل بعضهم بعضاً على الدنيا دونكم ، وأنتم في بيوتكم آمنون في عزلة عنهم . وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم ، وهو من العلامات لكم ، مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقاً كثيراً دونكم . فقال له بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك ؟ قال: يتغيب الرجال منكم عنه فإن حنقه وشرهه إنما هي على شيعتنا ، وأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى ، قيل: فإلى أين مخرج الرجال يهربون منه؟ فقال: من أراد منهم أن يخرج يخرج إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان ، ثم قال: ما تصنعون بالمدينة وإنما يقصد جيش الفاسق إليها ، ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم ، وإنما فتنته حمل امرأة: تسعة أشهر ، ولايجوزها إن شاء الله). وعنه البحار:52/140 .
النعماني/304 ، عن الحارث الهمداني ، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: المهدي أقبل ، جعد ، بخده خال ، يكون مبدؤه من قبل المشرق ، وإذا كان ذلك خرج السفياني فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر ، يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين على الحق يعصمهم الله من الخروج معه . ويأتي المدينة بجيش جرار ، حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به وذلك قول الله عز وجل في كتابه: ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب). وعنه البحار:52/252 ، عن النعماني ، وينابيع المودة/427 ، مختصراً ، عن المحجة . ومعنى ذلك أن حملة السفياني على الشيعة في الشام تبدأ في شهر رمضان ، بعد شهرين من خروجه .
فإذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا

الكافي:8/274 ، عن الفضل الكاتب قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأتاه كتاب أبي مسلم فقال: ليس لكتابك جواب أخرج عنا ، فجعلنا يسارُّ بعضنا بعضاً فقال: أي شئ تسارُّون ؟ يا فضل إن الله عز ذكره لا يعجل لعجلة العباد ، ولإزالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقض أجله ، ثم قال: إن فلان بن فلان حتى بلغ السابع من ولد فلان ، قلت: فما العلامة فيما بيننا وبينك جعلت فداك ؟ قال: لا تبرح الأرض يا فضل حتى يخرج السفياني ، فإذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا ، يقولها ثلاثاً ، وهو من المحتوم). وعنه وسائل الشيعة:11/37 ، والبحار:47/297 .
إثبات الوصية/226،عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لا يكون ما ترجون حتى يخطب السفياني على أعوادها ، فإذا كان ذلك انحدر عليكم قائم آل محمد من قبل الحجاز). وعنه إثبات الهداة:3/580 .
الكافي:8/264، عن عيص بن القاسم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: عليكم بتقوى الله وحده لا شريك له وانظروا لأنفسكم ، فوالله إن الرجل ليكون له الغنم فيها الراعي فإذا وجد رجلاً هو أعلم بغنمه من الذي هو فيها يخرجه ويجئ بذلك الرجل الذي هو أعلم بغنمه من الذي كان فيها ! والله لو كانت لأحدكم نفسان يقاتل بواحدة يجرب بها ثم كانت الأخرى باقية فعمل على ما قد استبان لها ! ولكن له نفس واحدة إذا ذهبت فقد والله ذهبت التوبة، فأنتم أحق أن تختاروا لأنفسكم .
إن أتاكم آت منا ، فانظروا على أي شئ تخرجون ؟ ولا تقولوا خرج زيد فإن زيداً كان عالماً وكان صدوقاً ولم يدعكم إلى نفسه ، إنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه ، إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه ، فالخارج منا اليوم إلى أي شئ يدعوكم؟ إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام ؟ فنحن نشهدكم أنا لسنا نرضى به ! وهو يعصينا اليوم وليس معه أحد ، وهو إذا كانت الرايات والألوية أجدر أن لا يسمع منا ، إلا مع من اجتمعت بنو فاطمة معه ، فوالله ما صاحبكم إلا من اجتمعوا عليه . إذا كان رجب فأقبلوا على اسم الله عز وجل ، وإن أحببتم أن تتأخروا إلى شعبان فلا ضير ، وإن أحببتم أن تصوموا في أهاليكم فلعل ذلك أن يكون أقوى لكم . وكفاكم بالسفياني علامة).
وفي علل الشرائع/577 ، عن العيص بن القاسم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إتقوا الله وانظروا لأنفسكم فإن أحق من نظر لها أنتم ، لو كان لأحدكم نفسان فقدم إحداهما وجرب بها واستقبل التوبة بالأخرى كان ! ولكنها نفس واحدة إذا ذهبت فقد ذهبت والله التوبة ، إن أتاكم منا آت يدعوكم إلى الرضا منا فنحن ننشدكم أنا لا نرضى، إنه لايطيعنا اليوم وهو وحده فكيف يطيعنا إذا ارتفعت الرايات والأعلام) ! وعنه البحار:46/178 ، وفي:52/301 ، عن الكافي .
الكافي:8/264 ، عن سدير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام : يا سدير الزم بيتك وكن حلساً من أحلاسه واسكن ما سكن الليل والنهار ، فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك) . وعنه وسائل الشيعة:11/36 ، والبحار:52/303، و270 ، ورواه برواية أخرى فيها: قلت: جعلت فداك هل قبل ذلك شئ؟ قال: نعم وأشار بيده بثلاث أصابعه إلى الشام ، وقال: ثلاث رايات: راية حسنية ، وراية أموية ، وراية قيسية ، فبينا هم إذ قد خرج السفياني فيحصدهم حصد الزرع ما رأيت مثله قط ) !
محاولاتهم إحراج الإمام الصادق والإمام الرضا عليهما السلام

في النعماني/253، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قبل هذا الأمر السفياني واليماني والمرواني وشعيب بن صالح ، فكيف يقول هذا هذا؟!)وإثبات الهداة:3/735 ،والبحار:52/233 .
وفي الكافي:8/331 ، عن المعلى بن خنيس ، قال: ذهبت بكتاب عبد السلام بن نعيم وسدير ، وكتب غير واحد إلى أبي عبد الله عليه السلام حين ظهرت المسودة قبل أن يظهر ولد العباس ، بأنا قد قدرنا أن يؤول هذا الأمر إليك فما ترى؟ قال: فضرب بالكتب الأرض ثم قال: أفٍّ أف ، ما أنا لهؤلاء بإمام ، أما علموا أنه إنما يقتل السفياني). وعنه الإيقاظ/265، والبحار:47/297 و351، و:52/266 ، والكشي/353 ، وفيه: ما أنا لهؤلاء بإمام ، أما علموا أن صاحبهم السفياني) !
أقول: ينبغي الإلتفات الى الضغوط التي كان الأئمة عليهم السلام يواجهونها من شيعتهم ومن الطامعين في الحكم ، الذين يريدون الإذن منهم بالعمل السياسي والثورة باسمهم عليهم السلام لأن النبي صلى الله عليه وآله بشر بالمهدي عليه السلام ودولته ! فكانوا يرفضون ذلك ويوضحون للأمة أن من شروط المهدي عليه السلام خروج السفياني قبله !
تأثير أحاديث السفياني على أتباع الأمويين

من الطبيعي أن يبادر الأمويون وأتباعهم بعد سقوط دولتهم ، الى استغلال أحاديث السفياني ، بحجة أن النبي صلى الله عليه وآله قد أخبر بظهور هذا الحاكم القوي ، ولا يهمهم أن يكون طاغية ملعوناً ! وبالفعل فقد ادعى كثيرون من بني أمية وغيرهم أنه السفياني الموعود ، وقاد عدد منهم حركات ضد العباسيين وكان لهم أتباع مقاتلون ! وقد ذكر صاحب كتاب خطط الشام عدة ثورات باسم السفياني:
منها:1/154، ثورة علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، الذي خرج في الشام سنة 195 ، في خلافة الأمين وكان يعرف بأبي العميطر .
ومنها: ثورة سعيد بن خالد الأموي بعد أبي العميطر .
ومنها: ما ذكره/164، ثورة المبرقع بالشام أيضاً سنة 227 ، في خلافة المعتصم.
وفي:2/185 ، ثورة عثمان بن ثقالة الذي ثار في عجلون بالأردن سنة 816 ، وادعى أنه السفياني الموعود .
وفي:1/161، قول المأمون العباسي وأما قضاعة فسادتها تنتظر السفياني وخروجه فتكون من أشياعه ! إلى غير ذلك من ادعاء السفيانية .
من ناحية ثانية ، نلاحظ على أحاديث المصادر السنية أن فيها مبالغات في شخصية السفياني حتى زعم بعضها له صفات غيبية وكأنه مبعوث من الله تعالى كما فعلوا في أحاديث الدجال ! فقد روى ابن حماد:2/699، و1/279، و283عن علي عليه السلام أنه قال: السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان رجل ضخم الهامة بوجهه آثار جدري وبعينه نكتة بياض ، يخرج من ناحية مدينة دمشق في واد يقال له وادي اليابس يخرج في سبعة نفر ، مع رجل منهم لواء معقود يعرفون في لوائه النصر يسير الرعب بين يديه على ثلاثين ميلاً ، لايرى ذلك العلم أحد يريده إلا انهزم).
ومن مبالغاتهم في السفياني وإعطائه صفات غيبية زعمهم أن السفياني: (يؤتى في منامه فيقال له قم ، وأنه يحمل بيده ثلاث قصبات لا يقرع بهن أحداً إلا مات.. يؤتى السفياني في منامه فيقال له: قم فاخرج ، فيقوم فلا يجد أحداً ! ثم يؤتى الثانية فيقال له مثل ذلك ثم يقال له الثالثة: قم فاخرج فانظر من على باب دارك ، فينحدر في الثالثة على باب داره فإذا هو بسبعة نفر أو تسعة نفر معهم لواء ، فيقولون نحن أصحابك فيخرج فيهم ويتبعه ناس من قريات وادي اليابس ، فيخرج إليه صاحب دمشق ليلقاه ويقاتله ، فإذا نظر إلى رايته انهزم ووالي دمشق يومئذ وال لبني العباس!(ابن حماد:1/280). هذا وقال بعض أهل الخبرة: الوادي اليابس: يمتد من درعا قرب حدود سوريا مع الأردن الى قرب نابلس داخل فلسطين.
والملاحظة الثالثة ، أن أحاديثهم عن السفياني أكثرها مراسيل من أقوال تابعين وغالباً ما تكون مأخوذة من أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام ، لكنها أحياناً خيالية ، وقد تغرق في التخيل ! وهذه مجموعة منها :
ابن حماد:1/278،و279,288، عن أبي جعفر عليه السلام قال: يملك السفياني حمل امرأة . وعقد الدرر/86 . وفي/76 ، عن أرطأة قال: إذا اجتمع الترك والروم وخسف بقرية بدمشق وسقط طايفة من غربي مسجدها رفع بالشام ثلاث رايات: الأبقع والأصهب والسفياني ، ويحصر بدمشق رجل فيقتل ومن معه ، ويخرج رجلان من بني أبي سفيان فيكون الظفر للثاني ، فإذا أقبلت مادة الأبقع من مصر ظهر السفياني بجيشه عليهم فيقتل الترك والروم بقرقيسيا حتى تشبع سباع الأرض من لحومهم).
وفي/76، عن أبي قبيل قال: السفياني شر ملك ، يقتل العلماء وأهل الفضل ويفنيهم ، يستعين بهم ، فمن أبى عليه قتله . وفي/80 قال: يقتل السفياني من عصاه ، وينشرهم بالمناشير ويطبخهم بالقدور ، ستة أشهر ! وفي/84 ، عن ابن عباس قال: يخرج السفياني فيقتل حتى يبقر بطون النساء ويغلي الأطفال في المراجل).والمراجل: القدور الكبيرة ، الأبقع: في وجهه بقع . الأصهب: إسم للأسد والأصفر الوجه. مادة الأبقع: أنصاره.
وفي البدء والتاريخ:2/177: وفيما خبر عن علي بن أبي طالب في ذكر الفتن بالشام قال: فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد على أثره ليستولي على منبر دمشق فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي . وقد قال بعض الناس إن هذا قد مضى وذلك خروج زياد بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بحلب وبيضوا ثيابهم وأعلامهم وادعوا الخلافة فبعث أبو العباس عبد الله (بن محمد) بن علي بن عبد الله بن عباس أبا جعفر إليهم فاصطلموهم عن آخرهم . ويزعم آخرون أن لهذا الموعود شاباً وصفه لم يوجد لزياد بن عبد الله ، ثم ذكروا أنه من ولد يزيد بن معاوية بوجهه آثار الجدري ، وبعينه نكتة بياض ، يخرج من ناحية دمشق ويثيب خيله وسراياه في البر والبحر فيبقرون بطون الحبالى وينشرون الناس بالمناشير ويطبخونهم في القدور ، ويبعث جيشاً له إلى المدينة فيقتلون ويأسرون ويحرقون ثم ينبشون عن قبر النبي صلى الله عليه وآله وقبر فاطمة عليها السلام ، ثم يقتلون كل من اسمه محمد وفاطمة ويصلبونهم على باب المسجد فعند ذلك يشتد غضب الله عليهم فيخسف بهم الأرض وذلك قوله تعالى: وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ. أي من تحت أقدامهم) . ومثله خريدة العجائب/258 .
معركة قرقيسيا

قرقيسيا ، مدينة صغيرة عند مصب نهر الخابور في نهر الفرات ، وهي اليوم أطلال قرب مدينة دير الزور السورية ، وتقع عند الحدود السورية العراقية ، وهي قريبة نسبياً من الحدود السورية التركية . وفي معجم البلدان للحموي:4/328: (قيل سميت بقرقيسيا بن طهمورث الملك . قال حمزة الأصبهاني: قرقيسيا معرب كركيسيا وهو مأخوذ من كركيس وهو اسم لإرسال الخيل المسمى بالعربية الحلبة ، وكثيراً ما يجئ في الشعر مقصوراً ). انتهى.
وقد وردت روايات عن معركة عظيمة تقع فيها ، وبعضها حددت وقتها بأنها بين بني العباس وبني أمية ، وبعضها ربطتها بالسفياني الذي يكون في زمن الإمام المهدي عليه السلام ، وبعضها ذكرت أن سببها كنز يظهر في مجرى الفرات ويقع الخلاف عليه بين السفياني والأتراك..
ومن رواياتها: في الكافي:8/295:أن الإمام الباقر عليه السلام قال لمُيَسَّر: يا مُيَسَّرُ كم بينكم وبين قرقيسا؟ قلت: هي قريب على شاطئ الفرات فقال: أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض ، ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطير ، تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء ، يهلك فيها قيس ولايدعى لها داعية . قال: وروى غير واحد وزاد فيه وينادي مناد هلموا إلى لحوم الجبارين ). وفي/278: عن حذيفة بن منصورعن الإمام الصادق عليه السلام قال: إن لله مائدة وفي رواية مأدبة ، بقرقيسياء يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين).
وفي /303 ، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام : إن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسياء ، يشيب فيها الغلام الحَزَوَّر ، يرفع الله عنهم النصر ويوحي إلى طير السماء وسباع الأرض إشبعي من لحوم الجبارين ، ثم يخرج السفياني) . وعنه إثبات الهداة:3/739، والبحار:52/246و251.
ومن رواياتها التي ربطتها بخروج السفياني وظهور الإمام المهدي عليه السلام : ما رواه المفيد رحمه الله في الإختصاص/255: عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام : يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها: أولها اختلاف ولد فلان ، وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به بعدي ، ومناد ينادي من السماء ، ويجيؤكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، ويخسف بقرية من قرى الشام تسمى الجابية وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن ، ومارقة تمرق من ناحية الترك ، ويعقبها مرج الروم ، وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى تنزل الرملة ، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب ، فأول أرض تخرب الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: راية الأصهب ، وراية الأبقع ، وراية السفياني ، فيلقى السفياني الأبقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الأصهب ، ثم لايكون همه إلا الإقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبارين .
ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألف رجل ، فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً ، فبيناهم كذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوى المنازل طياً حثيثاً ومعهم نفر من أصحاب القائم ، وخرج رجل من موالي أهل الكوفة فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة .
ويبعث السفياني بعثاً إلى المدينة فينفر المهدي منها إلى مكة ، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج من المدينة ، فيبعث جيشاً على أثره فلا يدركه ، حتى يدخل مكة خائفاً يترقب على سنة موسى بن عمران عليه السلام ، وينزل أمير جيش السفياني البيداء فينادي مناد من السماء يا بيداء أبيدي القوم ، فيخسف بهم البيداء فلا يفلت منهم إلا ثلاثة ، يحول الله وجوههم في أقفيتهم وهم من كلب ! وفيهم نزلت هذه الآية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا...الآية.. قال: والقائم يومئذ بمكة ، قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيراً به ينادي: يا أيها الناس إنا نستنصر الله ومن أجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم ونحن أولى الناس بالله وبمحمد...الخ) .
ونقل ابن حماد:1/285، قولاً لأرطاة ربط معركة قرقيسيا بالسفياني وجعل أطرافها الترك والروم ! قال: إذا اجتمع الترك والروم وخسف بقرية بدمشق وسقط طائفة من غربي مسجدها ، رفع بالشام ثلاث رايات الأبقع والأصهب والسفياني ، ويحصر بدمشق رجل فيقتل ومن معه ويخرج رجلان من بني أبي سفيان فيكون الظفر للثاني . فإذا أقبلت مادة الأبقع من مصر ظهر السفياني بجيشه عليهم فيقتل الترك والروم بقرقيسيا حتى تشبع سباع الأرض من لحومهم). لكن هذه الرواية مجرد كلام مقطوع !
كما يوجد عدة روايات ربطتها بالكنز المختلف عليه ، من أوضحها: ما رواه ابن حماد:1/239،ونحوه 335،و:2/611، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ينحسر الفرات عن جبل من ذهب وفضة فيقتل عليه من كل تسعة سبعة . فإن أدركتموه فلا تقربوه... الفتنة الرابعة ثمانية عشر عاماً ، ثم تنجلي حين تنجلي وقد انحسر الفرات عن جبل من ذهب ، تنكب عليه الأمة فيقتل من كل تسعة سبعة) . وفي/82: عن علي قال: ( يظهر السفياني على الشام ، ثم يكون بينهم وقعة بقرقيسيا حتى تشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم ، ثم يفتق عليهم فتق من خلفهم فتقبل طائفة منهم حتى يدخلوا أرض خراسان ، وتقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان فيقتلون شيعة آل محمد بالكوفة ، ثم يخرج أهل خراسان في طلب المهدي). وعنه الحاكم:4/501 ، وعقد الدرر/87 ، عن الحاكم بتفاوت ، وكنز العمال:11/284 ، عن ابن حماد ، وفيه: وتقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان في طلب المهدي .
أقول: لايعرف المقصود بالفتنة الرابعة في هذا الحديث لأن روايات عدد الفتن متعارضة ، نعم يسهل تمييز الفتنة الأخيرة المتصلة بظهور المهدي عليه السلام .
أما نصوص هذه المعركة فأكثرها مراسيل واقوال اشخاص وليست أحاديث نبوية ! لكن إن صحت فيحتمل أن يكون الكنز المذكور مصدر نفط أو منجم ذهب وفضة تكتشف هناك ، وتكون موضع خلاف بين الدول الثلاث .
أما الطرف المقابل للسفياني في هذه المعركة فأكثر الأحاديث تذكر أنه الترك ويمكن أن يكونوا أهل تركيا الفعلية ، لأن النزاع على ثروة عند حدود سوريا وتركيا وقد ذكرت بعض الروايات أنهم قبل خروج السفياني ينزلون الجزيرة التي هي جزيرة ربيعة أو ديار بكر القريبة من قرقيسيا . وقد يكون المقصود بهم الروس أو غيرهم الذين يسمَّوْن أمم الترك ، فقد روي أن أول لواء يعقده المهدي عليه السلام يكون لقتال الترك والمقصود بالجزيرة هنا المنطقة الواقعة قرب الموصل المسماة بهذا الإسم ، وتسمى أيضاً ديار ربيعة . أما الرملة التي تنزل فيها قوات الروم فقد تكون رملة فلسطين ، أو رملة مصر . والله العالم .

كربلائية حسينية
09-06-2013, 10:38 PM
لمطالعة الكتاب كاملاً :

http://www.alameli.net/books/index.php?book=6&part=1 (http://www.alameli.net/books/index.php?book=6&part=1)

متيم كربلاء
10-06-2013, 08:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

احسنتم اختنا وبارك الله بجهدكم

كما تفضلتم, وتفضل سماحة الشيخ الكوراني ,هنالك روايات عديدة بشأن السفياني وبعضها حاول الامويون اضفاء صفات عجيبة وغريبة للسفياني لاجل احاطته بهالة مزيفة وهذا دأبهم

مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقاً كثيراً دونكم . فقال له بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك ؟ قال: يتغيب الرجال منكم عنه فإن حنقه وشرهه إنما هي على شيعتنا ، وأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى ، قيل: فإلى أين مخرج الرجال يهربون منه؟ فقال: من أراد منهم أن يخرج يخرج إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان ، ثم قال: ما تصنعون بالمدينة وإنما يقصد جيش الفاسق إليها ، ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم ، وإنما فتنته حمل امرأة: تسعة أشهر ، ولايجوزها إن شاء الله




القارئ للنص يفهم من هذا الحديث , حث اهل اهل البيت عليهم السلام لاتباعهم الهروب من السفياني,وهو ليس كذلك,وتحتاج العبارة الوقوف عندها اكثر خصوصا ونحن نعيش اساليب للمعارك في عصرنا هذا تختلف جذريا عن اساليب المعارك السابقة, فالابتعاد عن السفياني من خلال هذا النص لايعني الهروب بمعنى الخوف وانما يعني الابتعاد عن بربرية الجيش الذي يحاول ان يستخدم العنف باي شكل من الاشكال, ولان اتباع اهل البيت مواجهتهم للسفياني في بداية حركته قد تكون عبثية لا نتيجة ايجابية مرجوة منها ولذلك يشعرنا النص انه قد يكون عند جيش السفياني نوع من السلاح مخصص للقتل والفتك والمواجهة معه لاينتج عنها سوى خسارة,لذلك كان من اللزوم الابتعاد عن هذا الخطر وعدم التفريط برجال الشيعة,دون ان ينصرف المعنى الى اي حالة انهزامية,وانا اشد على الاخوة الشيعة التمعن في هذا الحديث لانه يعني اشياء كثيرة في العلوم العسكرية الميدانية .

فالابتعاد عن السفياني هنا لايعني الانصراف كليا انما لفترة مؤقتة حتى يشتد المعسكر الشيعي ليكون اكثر قوة او حتى تتضح الصورة وتبان نقاط الضعف عن الجيش السفياني,فمعركة السفياني لاتتجاوز 9 اشهر بعد سيطرته على كور الشام وهذا في العلوم العسكرية يعني انها حركة سرعان ماتتهاوى وتنتهي وتفشل رغم شدة عنفها بداية.

وتبرير شد العنف هنا يعني ان المعسكر السفياني (بما فيه دول العربان والصهاينة والغرب) ان ورقة السفياني تكون اخر ورقة عندهم وتحركهم بهذه الطريقة يدل على تخبطهم في المواجهات كما يدل على خسارة كبيرة تصيب معسكرهم قبل خروج السفياني للساحة.

واللافت في الامر,ان الحديث يذكر (وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم) وهو مايفهم منه ان السفياني سيتخلص من جميع خصومه الذين هم ايضا اعداء لنا في عصرنا,واعداؤنا اليوم ابرزهم القوى الناصبية,فهل يعني ان السفياني سيكون عدوا للنواصب ايضا!!

من ظاهر الحديث قد يكون عدوا للنواصب لكن ليس عدوا عقائديا وانما عدو سياسي لا اكثر والا فان حركة السفياني بعد القضاء على خصومه تتحرك من جديد ضد شيعة اهل البيت عليهم السلام,وحركته ضد الشيعة ستكون من دافع عقائدي بلا شك,لانهم يعلمون مسبقا(اي المعسكر الغربي والسفياني) ان وجود الشيعة سيهدد دول اسرائيل .

طائر العراق
12-06-2013, 11:29 AM
بارك الله فيك

صفاء العامري
12-06-2013, 04:30 PM
بارك الله بيك