مهدي الجصاني
13-06-2013, 09:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم لقد كان الحسين عليه السلام يختلف حتى في موته، فقد خرق بمصيبته كل مقاييس الحزن التي سجلها تاريخ البشرية، وحطم كل الأرقام القياسية بما في ذلك طرق التبليغ السائدة لدى الأنبياء والمصلحين كافة، وجاء بشيء جديد الفداء بكل شيء وباختيار مطلق من اجل قيمه ومبادئه، وسيبقى منهجه ما بقي الإنسان بحاجه إلى تلك المبادئ التي ضحى لأجلها الحسين عليه السلام، فهو تجل من تجليات أسمائه وصفاته تعالى شانه، وقد امتزج ذلك التجلي بالمبادئ التي ضحى من اجلها، ومثلما تفرقت أوصاله بين النواويس وكربلاء كذلك تفرقت شعلة تلك المبادئ الممزوجة بعطر اسم الرحمة والجلال الذي تجلى به على من عشقها، فكلما استنشق محبوه نسمة من ذلك العطر الإلهي جذبتهم إليه قوة لا يستطيعوا تفسيرها وحماسة لا يحول دونها احد، فتارة يعبر أولئك العاشقون عنها بالحب، وأخرى بالشوق، وشارك الامام الامام الصادق عليه السلام أفواج المحبين وعبر عنها بالحرارة وقال (إن لمصرع جدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تنطفئ إلى يوم القيامة ) أما تعبير المولى تعالى لذلك الانجذاب حيث أجاب خليله بسؤاله (واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ) انه العشق الإلهي والذي ذقنا طعم حلاوته بفداء الحسين عليه السلام ،نعم خلقنا وأودعنا فطرة مجبولة على العبودية المحضة لله سبحانه والتي من المحال فك شفرتها إلا بإتباع الحق وعدل السماء، والذي جسده أولياء رب السماء، ولو أدرك الإنسان الطاقات والملذات المعنوية التي تعتريه عند انكشاف فطرته له لما نام ليله طلبا لذلك توسلا لله تعالى لهدايته لمعرفة نفسه، وبالتالي ربه ( من عرف نفسه فقد عرف ربه ) الا إننا جنينا على أنفسنا بإغراق تلك الجوهرة الإلهية بأمواج من الظلمات من العادات والولاءات التي في غير محلها، والعواطف الرخيصة فجاءت تضحية الحسين صلوات الله وسلامه عليه لتخترق ذلك كله، وبلغة يفهمها ابسط الناس، وهو صوت العاطفة وعندما تتحرك عواطفنا باتجاه كربلاء وتختلط بآلامها تمتزج بتلك الصفة (الرحمة) الربانية، والتي تجلت بالحسين صلوات الله وسلامه عليه بابهج صورها، فتملأ تلك الرحمة آفاق النفوس، وقد وسعت رحمته كل شيء، لتصل برجاء وآمال صاحب المصيبة إلى مكنون فطرتنا، ليلتقي هنالك النوران نور أودع فينا ونور سلط علينا، فتبدأ حالة الجذب اللاشعورية باتجاه من سلط ذلك النور الرباني بقلبه الممزق على مرآة قلوبنا لنذوق بها حلاوة عبودية الله ومحبوبيته. أخي زائر الحسين إن الشعور النوراني وحالة الجذب التي تعيشها في أيام الحسين والتي تمتد الى أعماق وجودك بل مسيطرة على كل وجودك ، إنما هي فطرتك التي أودعها الله تعالى فيك قد تحررت بفضل فداء الحسين عليه السلام هذا هو العشق والنور الإلهي، وهذا هو بداية مذاقه وجماله، والذي جذبنا من بيوتنا مع أطفالنا وأعزائنا هائمين في البلدان نحو معشوقنا وآية جمالنا، ودليل معرفة خالقنا، وباب رحمة بارئنا، تقودنا تلك الاشراقة التي لاحت في أفق جوانحنا واتت لها جوارحنا طائعة مسرعة، إلى رمز حريتنا، ومعلم عبوديتنا لخالقنا سبحانه ،بفضل دروسه بكربلاء، أحبائي ان الثمن لكبير، والمعلم عظيم، والهدف جليل، والحمل لثقيل، والجائزة رضوان الله تعالى، ومرافقة أوليائه في الدارين، فلنكمل معه الدرب إلى آخره، ولا نخيب أمله فينا، ولنفتح قلوبنا له جيدا، ولنصغي الى مراده، ولنتبع أثره، ولنهتدي بهداه، ولننصرن دين جده ص، ولنحقق هدفه في الإصلاح فيه، والذي خرج هو طالب له، ولنقر عين علي والزهراء ص بتحقيق أهدافه، في أنفسنا أولا وفي الخلق آخرا، لنكون بذلك ممن اعد واستعد لنصرة ولده صلوات الله والأولين والآخرين عليه .
أعاننا الله وإياكم وكل محب لرسول الله صل الله عليه وأهل بيته الطاهرين على تحقيق هدفهم ونعوذ به من طرده وإبعاده . والحمد لله ذي المنة .
لا تنسونا بالدعاء
مهدي الجصاني
(منقول)
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم لقد كان الحسين عليه السلام يختلف حتى في موته، فقد خرق بمصيبته كل مقاييس الحزن التي سجلها تاريخ البشرية، وحطم كل الأرقام القياسية بما في ذلك طرق التبليغ السائدة لدى الأنبياء والمصلحين كافة، وجاء بشيء جديد الفداء بكل شيء وباختيار مطلق من اجل قيمه ومبادئه، وسيبقى منهجه ما بقي الإنسان بحاجه إلى تلك المبادئ التي ضحى لأجلها الحسين عليه السلام، فهو تجل من تجليات أسمائه وصفاته تعالى شانه، وقد امتزج ذلك التجلي بالمبادئ التي ضحى من اجلها، ومثلما تفرقت أوصاله بين النواويس وكربلاء كذلك تفرقت شعلة تلك المبادئ الممزوجة بعطر اسم الرحمة والجلال الذي تجلى به على من عشقها، فكلما استنشق محبوه نسمة من ذلك العطر الإلهي جذبتهم إليه قوة لا يستطيعوا تفسيرها وحماسة لا يحول دونها احد، فتارة يعبر أولئك العاشقون عنها بالحب، وأخرى بالشوق، وشارك الامام الامام الصادق عليه السلام أفواج المحبين وعبر عنها بالحرارة وقال (إن لمصرع جدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تنطفئ إلى يوم القيامة ) أما تعبير المولى تعالى لذلك الانجذاب حيث أجاب خليله بسؤاله (واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ) انه العشق الإلهي والذي ذقنا طعم حلاوته بفداء الحسين عليه السلام ،نعم خلقنا وأودعنا فطرة مجبولة على العبودية المحضة لله سبحانه والتي من المحال فك شفرتها إلا بإتباع الحق وعدل السماء، والذي جسده أولياء رب السماء، ولو أدرك الإنسان الطاقات والملذات المعنوية التي تعتريه عند انكشاف فطرته له لما نام ليله طلبا لذلك توسلا لله تعالى لهدايته لمعرفة نفسه، وبالتالي ربه ( من عرف نفسه فقد عرف ربه ) الا إننا جنينا على أنفسنا بإغراق تلك الجوهرة الإلهية بأمواج من الظلمات من العادات والولاءات التي في غير محلها، والعواطف الرخيصة فجاءت تضحية الحسين صلوات الله وسلامه عليه لتخترق ذلك كله، وبلغة يفهمها ابسط الناس، وهو صوت العاطفة وعندما تتحرك عواطفنا باتجاه كربلاء وتختلط بآلامها تمتزج بتلك الصفة (الرحمة) الربانية، والتي تجلت بالحسين صلوات الله وسلامه عليه بابهج صورها، فتملأ تلك الرحمة آفاق النفوس، وقد وسعت رحمته كل شيء، لتصل برجاء وآمال صاحب المصيبة إلى مكنون فطرتنا، ليلتقي هنالك النوران نور أودع فينا ونور سلط علينا، فتبدأ حالة الجذب اللاشعورية باتجاه من سلط ذلك النور الرباني بقلبه الممزق على مرآة قلوبنا لنذوق بها حلاوة عبودية الله ومحبوبيته. أخي زائر الحسين إن الشعور النوراني وحالة الجذب التي تعيشها في أيام الحسين والتي تمتد الى أعماق وجودك بل مسيطرة على كل وجودك ، إنما هي فطرتك التي أودعها الله تعالى فيك قد تحررت بفضل فداء الحسين عليه السلام هذا هو العشق والنور الإلهي، وهذا هو بداية مذاقه وجماله، والذي جذبنا من بيوتنا مع أطفالنا وأعزائنا هائمين في البلدان نحو معشوقنا وآية جمالنا، ودليل معرفة خالقنا، وباب رحمة بارئنا، تقودنا تلك الاشراقة التي لاحت في أفق جوانحنا واتت لها جوارحنا طائعة مسرعة، إلى رمز حريتنا، ومعلم عبوديتنا لخالقنا سبحانه ،بفضل دروسه بكربلاء، أحبائي ان الثمن لكبير، والمعلم عظيم، والهدف جليل، والحمل لثقيل، والجائزة رضوان الله تعالى، ومرافقة أوليائه في الدارين، فلنكمل معه الدرب إلى آخره، ولا نخيب أمله فينا، ولنفتح قلوبنا له جيدا، ولنصغي الى مراده، ولنتبع أثره، ولنهتدي بهداه، ولننصرن دين جده ص، ولنحقق هدفه في الإصلاح فيه، والذي خرج هو طالب له، ولنقر عين علي والزهراء ص بتحقيق أهدافه، في أنفسنا أولا وفي الخلق آخرا، لنكون بذلك ممن اعد واستعد لنصرة ولده صلوات الله والأولين والآخرين عليه .
أعاننا الله وإياكم وكل محب لرسول الله صل الله عليه وأهل بيته الطاهرين على تحقيق هدفهم ونعوذ به من طرده وإبعاده . والحمد لله ذي المنة .
لا تنسونا بالدعاء
مهدي الجصاني
(منقول)