السید الامینی
14-06-2013, 12:10 PM
النكات الذهبية في -- سلوني قبل ان تفقدوني --
السلام عليكم
كتب ابن عبدالبَرّ في ( الاستيعاب / ج 1 ):
أجمع الناسُ كلُّهم على أنّه لم يَقُل أحدٌ من الصحابة ولا أحدٌ من العلماء: سَلُوني، غيرَ عليّ بن أبي طالب.
( نقله عنه: ابن أبي الحديد في: شرح نهج البلاغة و غيرهما
ولكن المهم في استفاداتٌ مُتفِقّهة من كلامه الشريف
قال تعالى في محكم تنزيله الكريم:
فَلَولا نَفَر مِن كُلِّ فِرْقةٍ طائفةٌ لِيَتَفَقَّهوا في الدِّينِ ولِيُنْذِروا قومَهم إذا رَجَعُوا إلَيهم لَعَلَّهم يَحذَرون [ سورة التوبة:122 ].
إنّ من أعظم المعضلات التي يعيشها المسلمون هو عدمُ التفقّه في الأحاديث النبويّة، خصوصاً ما جاء منها في مجال العقيدة والأصول،
مع أنّ الروايات بين يديهم كثيرة وفيرة، وهي بيّنةٌ في تحديد المعالم والضوابط والمعايير،
لا سيّما في مجال الاستخلاف والولاية العظمى بعد رحيل رسول الله صلّى الله عليه وآله.
ومن هنا نرى أن تكون لنا وقفةٌ بين الحين والآخر، للتأمّل في ما ورد من الروايات
الشريفة، والكلمات المنيفة،
ممّا صدر عن النبيّ وأهل بيته صلواتُ الله عليه وعليهم، ومنها رواية ( سَلُوني قبلَ أن تَفقِدوني ) فقد استفدنا من أخبارها مايلي:
أوّلاً: أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لم يقل هذه العبارة الشريفة مرّة واحدة، بل قالها مرّاتٍ عديدة.
ثانياً: أنّه سلام الله عليه قالها وحدَه، ولم يَجرُؤ أحدٌ أن يقولها، وربّما صدرت جُزافاً من أحدهم فدُمغ بفشلٍ ذريع، وخزيٍ فظيع!
ثالثاً: أنّ الإمام عليّاً عليه السلام في عبارته المباركة هذه فتح الآفاق أمام الناس أن يسألوه في أيِّ أمرٍ شاؤوا، وفي أي مسألةٍ أحبُّوا..
لكنّهم لم يستفيدوا من تلك الفرصة الغنيمة، ليفيضَ عليهم من المعارف ما ينجون بها ويفوزون.
بل راح بعضهم يرى كلمة الإمام ادّعاءً عريضاً،
فيما راح البعض إلى أن يستهزئ، فيلاقي من العار والخسران ما يُهلكه أسفاً ويُرديه عذاباً وذُلاًّ ومهانة.
رابعاً: لم ينقل لنا التاريخ على طول زمانه وعرض وقائعه أنّ أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام ـ
ولا أيّ إمامٍ مِن بعده ـ سُئل فعجز عن الجواب، وكم طالَبَ الناسَ أن يسألوه لينفعهم فانكمشوا
وكأنّهم لا يحبّون أن يسمعوا الحقائقَ المُلزِمة! بينما سُئل غيرُه صلوات الله عليه فأحجموا وعجزوا ولم يَحروا جواباً،
فلاذوا به والتمسوه ليُخرجهم من حَرَجهم وفشلهم، ثمّ أقرّوا له بعد أجوبته وأقضيته النورانية بأمرين:
الأوّل ـ أنّه سلام الله عليه هو الأعلم،
والثاني ـ أنّهم هم الأجهل، بل ولولاه لهلكوا!!
هذه هي الحقيقة التي طالما هرَبَ منها الحاسدون والحاقدون، والمتعصّبون والمُبطِلون،
فعادوا لم يُطيقوا النظر إليها، ولم يستطيعوا استماعها
، فضلاً عن قبولها والعمل بمقضياتها..
ومن مقتضياتها: تولّي أمير المؤمنين عليه السلام، وطاعته، واتّباعه،
والتثبّت على إمامته، والتمسّك بولايته، هو والأئمّة الهداة مِن ذرّيته، صلواتُ الله وسلامه عليه؛
وذلك أمرٌ إلهيٌّ صريح في آياتٍ عديدة، منها:
ـ قوله تعالى: يا أيُّها الذين آمنوا أطيعُوا اللهَ وأطيعُوا الرسولَ وأُولي الأمرِ مِنكُم [ سورة النساء:59 ].
ـ وقوله تعالى: قُل لا أسألُكُم عليهِ أجْراً إلاَّ المودّةَ في القُربى.. [ سورة الشورى:23 ].
ـ وقوله تعالى: إنَّما وَليُّكمُ اللهُ ورسولُه والذين آمنُوا الذين يُقيمون الصلاةَ ويُؤتُونَ الزَّكاةَ وهُم راكعُون [ سورة المائدة:55 ].
لكنّ قوماً لم يُحبّوا ـ أو لم يُطيقوا ـ أن يعلموا شيئاً من خلال كلمةٍ الإمام عليّ عليه السلام: « سَلُوني قبلَ أن تَفقِدوني »،
لأنّ فيها مؤشِّراً واضحاً أنّه عليه السلام هو الأفضل والأعلم،
فهو إذن باستخلاف رسول الله أَولى، ولأمرِ الأمّة أوفى وأسلم
، بعد أن آشتهر في حديث النبيّ أنّه هو المقدَّم..
فـ ( سَلُوني ) لم تكن كلمةً فحَسْب، بل كانت أحدَ دلائل الإمامة، فضلاً عن دلائلَ عديدةٍ أُخرى ساطعة.
السلام عليكم
كتب ابن عبدالبَرّ في ( الاستيعاب / ج 1 ):
أجمع الناسُ كلُّهم على أنّه لم يَقُل أحدٌ من الصحابة ولا أحدٌ من العلماء: سَلُوني، غيرَ عليّ بن أبي طالب.
( نقله عنه: ابن أبي الحديد في: شرح نهج البلاغة و غيرهما
ولكن المهم في استفاداتٌ مُتفِقّهة من كلامه الشريف
قال تعالى في محكم تنزيله الكريم:
فَلَولا نَفَر مِن كُلِّ فِرْقةٍ طائفةٌ لِيَتَفَقَّهوا في الدِّينِ ولِيُنْذِروا قومَهم إذا رَجَعُوا إلَيهم لَعَلَّهم يَحذَرون [ سورة التوبة:122 ].
إنّ من أعظم المعضلات التي يعيشها المسلمون هو عدمُ التفقّه في الأحاديث النبويّة، خصوصاً ما جاء منها في مجال العقيدة والأصول،
مع أنّ الروايات بين يديهم كثيرة وفيرة، وهي بيّنةٌ في تحديد المعالم والضوابط والمعايير،
لا سيّما في مجال الاستخلاف والولاية العظمى بعد رحيل رسول الله صلّى الله عليه وآله.
ومن هنا نرى أن تكون لنا وقفةٌ بين الحين والآخر، للتأمّل في ما ورد من الروايات
الشريفة، والكلمات المنيفة،
ممّا صدر عن النبيّ وأهل بيته صلواتُ الله عليه وعليهم، ومنها رواية ( سَلُوني قبلَ أن تَفقِدوني ) فقد استفدنا من أخبارها مايلي:
أوّلاً: أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لم يقل هذه العبارة الشريفة مرّة واحدة، بل قالها مرّاتٍ عديدة.
ثانياً: أنّه سلام الله عليه قالها وحدَه، ولم يَجرُؤ أحدٌ أن يقولها، وربّما صدرت جُزافاً من أحدهم فدُمغ بفشلٍ ذريع، وخزيٍ فظيع!
ثالثاً: أنّ الإمام عليّاً عليه السلام في عبارته المباركة هذه فتح الآفاق أمام الناس أن يسألوه في أيِّ أمرٍ شاؤوا، وفي أي مسألةٍ أحبُّوا..
لكنّهم لم يستفيدوا من تلك الفرصة الغنيمة، ليفيضَ عليهم من المعارف ما ينجون بها ويفوزون.
بل راح بعضهم يرى كلمة الإمام ادّعاءً عريضاً،
فيما راح البعض إلى أن يستهزئ، فيلاقي من العار والخسران ما يُهلكه أسفاً ويُرديه عذاباً وذُلاًّ ومهانة.
رابعاً: لم ينقل لنا التاريخ على طول زمانه وعرض وقائعه أنّ أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام ـ
ولا أيّ إمامٍ مِن بعده ـ سُئل فعجز عن الجواب، وكم طالَبَ الناسَ أن يسألوه لينفعهم فانكمشوا
وكأنّهم لا يحبّون أن يسمعوا الحقائقَ المُلزِمة! بينما سُئل غيرُه صلوات الله عليه فأحجموا وعجزوا ولم يَحروا جواباً،
فلاذوا به والتمسوه ليُخرجهم من حَرَجهم وفشلهم، ثمّ أقرّوا له بعد أجوبته وأقضيته النورانية بأمرين:
الأوّل ـ أنّه سلام الله عليه هو الأعلم،
والثاني ـ أنّهم هم الأجهل، بل ولولاه لهلكوا!!
هذه هي الحقيقة التي طالما هرَبَ منها الحاسدون والحاقدون، والمتعصّبون والمُبطِلون،
فعادوا لم يُطيقوا النظر إليها، ولم يستطيعوا استماعها
، فضلاً عن قبولها والعمل بمقضياتها..
ومن مقتضياتها: تولّي أمير المؤمنين عليه السلام، وطاعته، واتّباعه،
والتثبّت على إمامته، والتمسّك بولايته، هو والأئمّة الهداة مِن ذرّيته، صلواتُ الله وسلامه عليه؛
وذلك أمرٌ إلهيٌّ صريح في آياتٍ عديدة، منها:
ـ قوله تعالى: يا أيُّها الذين آمنوا أطيعُوا اللهَ وأطيعُوا الرسولَ وأُولي الأمرِ مِنكُم [ سورة النساء:59 ].
ـ وقوله تعالى: قُل لا أسألُكُم عليهِ أجْراً إلاَّ المودّةَ في القُربى.. [ سورة الشورى:23 ].
ـ وقوله تعالى: إنَّما وَليُّكمُ اللهُ ورسولُه والذين آمنُوا الذين يُقيمون الصلاةَ ويُؤتُونَ الزَّكاةَ وهُم راكعُون [ سورة المائدة:55 ].
لكنّ قوماً لم يُحبّوا ـ أو لم يُطيقوا ـ أن يعلموا شيئاً من خلال كلمةٍ الإمام عليّ عليه السلام: « سَلُوني قبلَ أن تَفقِدوني »،
لأنّ فيها مؤشِّراً واضحاً أنّه عليه السلام هو الأفضل والأعلم،
فهو إذن باستخلاف رسول الله أَولى، ولأمرِ الأمّة أوفى وأسلم
، بعد أن آشتهر في حديث النبيّ أنّه هو المقدَّم..
فـ ( سَلُوني ) لم تكن كلمةً فحَسْب، بل كانت أحدَ دلائل الإمامة، فضلاً عن دلائلَ عديدةٍ أُخرى ساطعة.