س البغدادي
14-06-2013, 12:19 PM
أبو الفضل العباس من أحبّ الناس وأخلصهم للإمام الحسين عليه السّلام فقد ربّاه وغذّاه بمكارم أخلاقه ومحاسن صفاته، وعلّمه أحكام الدّين حتى صار من أفاضل العلماء، وكان ملازماً لأخيه في حلّه وترحاله، وواساه في أقسى المحن والخطوب، وكانت اخوته لأبي عبد الله مضرب المثل عند جميع الناس، وكانت أسارير النور بادية على وجهه الكريم حتى لقّب بقمر بني هاشم، وكان من الأبطال البارزين في الإسلام، فكان إذا ركب الفرس المطهّم تخطّان رجلاه في الأرض، وقد أسند إليه الإمام الحسين عليه السّلام يوم الطفّ قيادة جيشه ودفع إليه رايته.
وكان أبو الفضل هو المتعهّد لرعاية الصدّيقة سيّدة النساء زينب عليها السّلام، وقد احتلّ قلبها، فكانت تكنّ له أعمق الودّ والولاء.
ولمّا رأى قمر بني هاشم وحدة أخيه وقتل أصحابه وأهل بيته الذين قدّموا أرواحهم قرابين للإسلام انبرى يطلب الرخصة من أخيه ليلاقي مصيره المشرق، فقال له الإمام بصوت خافت: أنت صاحب لوائي.
لقد كان الإمام يشعر بالقوة والمنعة مادام أبو الفضل حيّاً.
وألحّ عليه أبو الفضل قائلاً: لقد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين، واُريد أن آخذ ثأري منهم..
وطلب منه الإمام أن يسعى لتحصيل الماء إلى الأطفال الذين صرعهم العطش، فانعطف فخر بني هاشم نحو اُولئك الأنذال فجعل يعظهم ويطلب منهم أن يرفعوا الحصار عن الماء، فقد أشرفت عائلة آل رسول الله صلّى الله عليه وآله على الموت، فأجابه الرجس الأثيم شمر بن ذي الجوشن قائلاً:يا بن أبي تراب، لو كان وجه الأرض كلّه ماءً، وهو تحت أيدينا، لما سقيناكم منه قطرة إلا أن تدخلوا في بيعة يزيد.
وقفل أبو الفضل راجعاً إلى أخيه فأخبرهُ بعتو القوم وإجماعهم على حرمان أهل البيت من الماء، وسمع الأبي الشهم صراخ الأطفال وهو ينادون: العطش، العطش، الماء، الماء.
وذاب قلب أبي الفضل حينما رأى الأطفال قد ذبلت شفاههم وأشرفوا على الهلاك، فاقتحم الفرات غير حافل بالقوى التي تقدّر بأربعة آلاف جندي مسلّح قد احتلّوا حوض الفرات، فانهزموا من بين يديه ، وانتهى إلى الماء، وكان قلبه الشريف قد تفتّت من العطش، فاغترف من الماء ليشرب منه إلاّ أنّه تذكّر عطش أخيه ومن معه من النساء والأطفال فرمى الماء من يده، فامتنع أن يروي غليله من الماء.
وقد سجّل بذلك شرفاً للعلويّين تردّده الأجيال مقروناً بالإكبار والتعظيم لهذه الاخوة النادرة التي لم يحدّث التأريخ بمثله
وكان أبو الفضل هو المتعهّد لرعاية الصدّيقة سيّدة النساء زينب عليها السّلام، وقد احتلّ قلبها، فكانت تكنّ له أعمق الودّ والولاء.
ولمّا رأى قمر بني هاشم وحدة أخيه وقتل أصحابه وأهل بيته الذين قدّموا أرواحهم قرابين للإسلام انبرى يطلب الرخصة من أخيه ليلاقي مصيره المشرق، فقال له الإمام بصوت خافت: أنت صاحب لوائي.
لقد كان الإمام يشعر بالقوة والمنعة مادام أبو الفضل حيّاً.
وألحّ عليه أبو الفضل قائلاً: لقد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين، واُريد أن آخذ ثأري منهم..
وطلب منه الإمام أن يسعى لتحصيل الماء إلى الأطفال الذين صرعهم العطش، فانعطف فخر بني هاشم نحو اُولئك الأنذال فجعل يعظهم ويطلب منهم أن يرفعوا الحصار عن الماء، فقد أشرفت عائلة آل رسول الله صلّى الله عليه وآله على الموت، فأجابه الرجس الأثيم شمر بن ذي الجوشن قائلاً:يا بن أبي تراب، لو كان وجه الأرض كلّه ماءً، وهو تحت أيدينا، لما سقيناكم منه قطرة إلا أن تدخلوا في بيعة يزيد.
وقفل أبو الفضل راجعاً إلى أخيه فأخبرهُ بعتو القوم وإجماعهم على حرمان أهل البيت من الماء، وسمع الأبي الشهم صراخ الأطفال وهو ينادون: العطش، العطش، الماء، الماء.
وذاب قلب أبي الفضل حينما رأى الأطفال قد ذبلت شفاههم وأشرفوا على الهلاك، فاقتحم الفرات غير حافل بالقوى التي تقدّر بأربعة آلاف جندي مسلّح قد احتلّوا حوض الفرات، فانهزموا من بين يديه ، وانتهى إلى الماء، وكان قلبه الشريف قد تفتّت من العطش، فاغترف من الماء ليشرب منه إلاّ أنّه تذكّر عطش أخيه ومن معه من النساء والأطفال فرمى الماء من يده، فامتنع أن يروي غليله من الماء.
وقد سجّل بذلك شرفاً للعلويّين تردّده الأجيال مقروناً بالإكبار والتعظيم لهذه الاخوة النادرة التي لم يحدّث التأريخ بمثله