عبدالله الجزائري
14-06-2013, 08:02 PM
https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash3/1017329_557354224332006_600199217_n.jpg
خطاب سماحة السيد حسن نصرالله بمناسبة يوم الجريح
في البداية يجب أن أتوجه بالتحية والتقدير لجميع الأخوة والأخوات الجرحى سواء الحاضرون معنا أو المتواجدون في المستشفيات أو في بيوتهم أتوجه إليهم بأسمى آيات التقدير والاعتراف بالجميل وبجراحاتهم علينا وعلى وطننا ومقدساتنا
أتوجه بالتحية والتقدير العالي لعوائل الجرحى أمهات وآباء وزوجات الجرحى الذين يتحملون العناء على هذا الصعيد وللطواقم الطبية التي واكبت جرحانا منذ اللحظات الأولى وحتى الآن والأخوة العالمين في خدمة الجرحى وعوائلهم
أتوجه بالتحية لعوائل الشهداء جميعاً كل الشهداء الذين قدموا فلذات أكبادهم بهذا الطريق وأخص بالذكر عوائل شهداء المواجهات الأخيرة الذين يعبرون عن مستوى عالي من الإيمان والصمود والثبات
العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام هو ذلك الشاب الجميل الذي كان يقال له قمر بني هاشم القائد العسكري للإمام الحسين في كربلاء والذي تحول عنواناً ورمزاً كبيراً للوفاء ولليقين والشجاعة والشهامة والإيمان والصبر والطاعة والثبات على الموقف وفي الميدان
العباس عندما وصل شط الفرات كانت له مهمة محددة وهي إحضار الماء للنساء والأطفال وقد قطعت يده اليمنى في طريق العودة ثم يده اليسرى ولم يتوقف وأمسك القربة بصدره حتى أتاه سهم الشهادة فهو رمز للمجاهدين الذين يواصلون طريق جهادهم رغم كل الجراحات القاسية لذلك كان يوم ولادته يوم لكل جريح مقاوم ومثالاً للمؤمنين المجاهدين
يا إخواني وأخواتي الجرحى جراحكم هي شهادة حية ومتواصلة أرادها الله سبحانه وتعالى أن تكون كذلك لكل الأجيال الحاضرة والآتية شهادة على وقائع تاريخية وحقائق ميدانية وأحداث حصلت في الماضي القريب وفي التاريخ المعاصر
هذا التاريخ هناك من يريد له أن ينسى وهناك من يعمل على تزويره وقلب الحقائق رأساً على عقب وتحريف الحقائق فكل جريح له قصة في تاريخ هذه المقاومة أين أصيب وكيف أصيب ولكل جرح قصة يروي حادثة
هذه القصص والأحاديث والحكايات يجب أن تكتب وتدول وترتكبها الأجيال فجراحكم تذكرنا ببطولات المقاومين في 1969 وجراحكم هذه تذكرنا ببطولات المقاومين في حرب ما اسماه العدو عناقيد الغضب وتذكرنا بتحرير عام 2000 ونصر تموز , هذه الجراحات تحكي قصة المقاومة في لبنان قصة شعبها ونسائها ورجالها وجمهورها ومحتضنيها و هذه الجراحات كانت توضح مخاطر وتداعيات السكوت أو التعايش مع مشروع الهيمنة الأميركية على لبنان والمنطقة وهذه المقاومة إضافة للوعي والبصيرة ملكت إرادة القتال رغم قلة الناصر إلا إيران وسوريا وتواطئ البعض في الداخل اللبناني
هذه المقاومة وبهذا الكم الهائل من التضحيات هي التي حررت لبنان من التضحيات فإذا كان هناك بلد فيه تحرير وحرية وعزة وكرامة وخيرات ومياه فإذا كان هناك شيء من هذا في هذا البلد هو بفعل وتضحيات المقاومين وشهدائهم وجرحاهم فالفضل لهم بعد الله و لولا تلك التضحيات لكانت الأراضي اللبنانية مستعمرات اسرائيلية ولكانت مياهنا تعطى للمستعمرين ويحرم منها الشعب اللبناني ولكانت حكوماتنا مجرد سلطة إدارة تابعة ولكان يحكمنا حاكم عسكري اسرائيلي كما كان سابقاً في صيدا وصور وراشيا
هذه المقاومة هي التي اسقطت كل مشاريع الاحتلال والهيمنة وحفظت مشاريع لبنان فهذا الماضي القريب يجب أن لا ينسى أيها العرب والمسلمون فهناك من يعمل لشطب هذا الماضي و المعركة الحاضرة هي لاستهداف وانجازات وتضحيات هذا الماضي فيجب أن يعرف أجيالنا كل شيء عن هذه المرحلة التاريخية الحاضرة فيجب أن تعرف الأجيال كل شيء عن تلك الاحداث من ضحى ومن تحمل الظلم ومن تآمر وسكت من هو الوطني ومن هو العميل من قالت المحتل ومن صافح المحتل ومن قتل حتى لا يصافح المحتل
هذه مسؤولية الجميع في كل الدوائر فنحن في مواجهة إعلامية ضخمة جداً تحاول تزوير هذا التاريخ
هذا البلد وهذا الوطن وهذا الارض نحن جزء أساسي منه وجزء ومكون اساسي من الشعب اللبناني العظيم ومن جملة مكونات الشعب اللبناني ومن جملة الناس الأشد حرصاً على لبنان ودولته ووحدته وكيانه ووجوده
نحن لا نملك جنسيتين نحن هنا ولدنا وهنا عشنا وهنا ولدنا وهنا نبقى وهنا نموت وهنا نستشهد وهنا نذبح ولن يستطيع أحد أن يقتلعنا من أرضنا وبلدنا
الكل ينتظر ما سيؤول إليه الطعن للمجلس الدستوري لمعرفة التمديد أو الانتخابات وعليه سيتحدد ذلك ونحن مع كل اللبنانيين ننتظر ولا معلومات لدينا في هذا الشأن
نحن نستنكر بشدة التدخل السافر للسفارة الأميركية في لبنان في هذا الشأن وهذا غيظ من فيض التدخلات السافرة
نحن ندعوا في الوضع الأمني إلى أقصى درجات ضبط النفس فلبنان مأزوم حتى بمعزل عما يجري في المنطقة الذي لابد أن ينعكس على لبنان وهذا يولد إنفعالات عند الناس
نحن ندعو كل اللبنانيين الموجودين على الأراضي اللبنانية لبنانيون وفلسطينيون إلى تجنب أي شكل من اشكال التوتر وأؤكد على ذلك عند جمهور المقاومة في لبنان لأن أي سلوك ولو جزئي أو بسيط في هذه المنطقة قد تكون له تداعيات غير مناسبة و حتى في موضع الأمور والخلافات الشخصية والمالية والتجارية أدعو إلى المزيد من الصبر في هذه المرحلة حتى في الحقوق الشخصية لأن أي إشكال فردي في أي من المناطق يمكن أن يعطى بعد مذهبي أو حزبي.
هناك ظاهرة موجودة ليس فقط لدى جمهورنا بل لكل اللبنانيين وهي ظاهرة إطلاق النار العشوائي وقد ازدادت في الآونة الأخيرة وقد اضطررنا أن نبعث باستقتاءات خطية من المراجع في العراق وإيران من أجل منع ذلك لأن نتيجة مثل هذه العمليات هي ترويع الناس وإرهاب الناس وأحياناً تظن الناس أن هناك اشتباك وأحياناً قد تسقط ضحايا وجرحى وكان جواب المراجع جميعاً حفظهم الله بأن لا شك في حرمة هذه الأعمال.
أخاطب وأناشد الجميع بمنطق العقل والدين والأخلاق والقانون والأهل والمحبة وأمن واستقرار الناس الامتناع عن هذه الظواهر ومن لديه ذخيرة زائدة فليتبرع بها للمقاومة
هناك صواريخ تسقط على بعض بيوت وبلدات بعلبك الهرمل وهناك شائعات تروج لها وسائل الإعلام وتقول لأهلنا في المنطقة أن هذه الصواريخ تنطلق من بلدة عرسال أي اتهام بلدة سنية بإطلاق الصواريخ على بلدات شيعية في المقابل أيضاً وفي ظل الخلافات الشخصية وعمليات التهريب يسارع البعض إذا اعتدي وقتل أحد من عرسال لاتهام لبنانيون شيعة وأحياناً تكون هذه القصص مختلقة أصلاً
أنا اريد أن أقول لكل أهلنا أن الصواريخ على بعلبك والهرمل والنبي شيت لم يكن مصدرها عرسال بل الجماعات المسلحة من داخل الأراضي السورية وهذا الأمر سنجد له حلاً إن شاء الله
هناك شيء يومي ينشغل عليه بالاعلام وهناك عمل مخابراتي للإيقاع بين الشيعة والسنة في بلدات بعلبك الهرمل على وجه التحديد وهناك نداء من حزب الله لكل العلماء والحكماء والوجهاء والعقلاء بأن يكون هناك جهد مكثف لقطع الطريق على كل من يقوم بتلك الأعمال فنحن أمام مشروع هاجم على المنطقة تقوده أميركا ومعه أوروبا والكثير من الدول العربية ودول الخليج ووسائل إعلام بتمويل هائل وشتائم وسباب على الشاشات
كل هذا يهدف إلى إحداث مناخ ترهيب ليس في لبنان بل في كل المنطقة للتعبير عن آرائهم لأنه يصدر فيهم فتاوى تكفير ونحر عند كل من يعبر عن موقف سياسي مخالف لهذا المشروع
في لبنان يتم معاقبة مناطق بأكملها نتيجة انتمائها السياسي ولقد اعتدي على علماء وصحفيون وعائلات من الطائفة السنية الكريمة بسبب موقفها السياسي و قبل أيام تعرض الأخ العزيز الشيخ ماهر حمود لمحاولة اغتيال بسبب موقفه السياسي فلماذا يعالج صاحب الموقف بإطلاق النار عليه وهو ذاهب لصلاة الفجر وهناك الكثير من الحالات المشابهة
ثم يأتي من يقول لك باحترم الرأي الآخر ويتهمك أنت بعدم احترام الرأي الآخر فنحن جهة نتعرض منذ الـ 2005 إلى سيل يومي من الانتقادات والشتائم والسباب واللعن اشخاص وعلماء ونساء وعقائد ودين ونحن قادروةن على الرد ولكن ديننا يمنعنا
إذا كنتم تظنون أن كل هذا التحريض والتكفير وفتوى النحر والذبح في أي شأن من الشؤون في سوريا ولبنان فأنتم تزيدوننا قناعة ويقين بأن خيارنا صحيح وأنتم مشتبهون إذا ظننتم أنكم ستخيفونا
نحن عندما قاتلنا العدو الاسرائيلي كان كل العالم تقريباً مع اسرائيل وكانت البنايات تهبط على رؤسنا وفتاوى التكفير ولم نخف أو نرتدع واليوم الوضع مختلف فنصف العالم معنا ونحن مع نصف العالم
منذ بداية الأحداث شرحنا حيثيات موقفنا من الأزمة في سوريا وطبيعة المشروع القائم وشرحنا ذلك بالتفصيل ومع مرور الوقت كانت تتوضح الأمور أمامنا و انطلقنا في تقييم الوضع السوري ليس من الموضوع العاطفي بل من فهم ورؤية للمشروع القائم ومخاطره على الدول والشعوب والكيانات والطوائف بغض النظر عن موضوع الوفاء
نحن إن وجدنا في موقع وقاتلنا في موقع فنحن ندافع عن سوريا وشعبها سوريا كدولة وكيان انطلاقاً من قناعتنا ووفائنا ولمعرفتنا بطبيعة من يقاتل النظام السوري ومن يقف وراء المشروع
هناك مئات الآلاف من الذين جيئ بهم من كل أنحاء العالم فهل يريد أحد أن يقنعني أن دول الخليج التي لا تملك دساتير ولا انتخابات ولا اصلاح تقوم بإرسال ابنائها لتحقيق الديمقراطية في سوريا؟
من الواضح وبعد مضي ما يقارب العامين هناك من يكمل في هذه المعركة حتى لو دمرت سوريا المهم أن يتغير الوضع الاقليمي في سوريا حتى لو كان البديل تلك المجموعات التي تقتل وتذبح
نحن آخر المتخدلين في الشأن السورين فقد سبقنا الكل تيار المستقبل وقوى لبنانية أخرى ودول وأحزاب وجماعات ووقفنا إلى جانب أغلبية الشعب السوري
السؤال الآن لو نحن تدخلنا في سوريا مع المعارضة لكانت خطوة ذكية ومباركة ولرفعت أعلامنا ولتركتنا الفضائيات فالموضوع ليس هكذا
هناك جبهة مستهدفة من قبل مشروع عالمي أميركي اسرائيلي وإذا تدخلت للدفاع عن هذه الجبهة من الطبيعي ان تقوم الحرب عليك و مساهمتنا حتى لو كانت متواضعة فهي تسند
في سوريا الجيش السوري يقاتل على كافة أنحاء أراضي الجمهورية والكلام عن وجودنا في المحافظات السورية غير صحيح فنحن نقوم بدور وفق امكاناتنا للدفاع عن سوريا والمنطقة ضد هذا المشروع الاميركي الاسرائيلي التكفيري
نحن لم نختبئ وبكل صراحة نحن لا نرسل شبابنا إلى سوريا ونقول بأننا نوزع حليب وبطانيات وليس نحن من إذا قتلوا شبابنا ندفنهم في سوريا ونرضي أهلهم في لبنان و نحن خاطرنا في هذه المعركة وهذا واجبنا وعندما نقاتل لا نختبئ وعندما نشيع شهدائنا نشيعهم في وضح النهار ولا نخجل بهم لأنهم ليسوا لصوص ولا قطاع طرق
الأوروبيون يناقشون منذ زمن وضعنا على لائحة الإرهاب ولنا الفخر أننا منذ زمن على لائحة الإرهاب الأميركية و من يهددنا بملاحقة اللبنانيين المنتسبين لحزب الله في دول الخليج فهل تصدقون أنه أصلا لوكان هناك لبنانيون منتمون لحزب الله هل كانوا ابقوهم في دول الخليج .؟
قلت في 25 أيار بأننا نعرف تبعات موقفنا وقادرون على تحمل تبعات هذا الموقف لأننا نواجه مشروعاً تكفيرياً أول ما يستهدف الأخوة السنة في سوريا و نحن مستعدون لتقديم التضحيات لمواجهة هذا المشروع سواء كانت النتيجة شهداء وجرحى أو صواريخ على البقاع أو ظلم يلحق ببعض اللبنانيون في سبيل مواجهة هذا المشروع ومشتبه من يعتقد أن هذه الضغوط يمكن أن تجعلنا نتراجع بل ستزيدنا قناعة
نحن نتفهم هذا الخطاب وهذا السخط لدى دول الخليج لأنهم ضمن مشروع دفعوا فيه بثقلهم السياسي وعلاقاتهم وهم يشعرون بأن مشروعهم الذي راهنوا عليه بدا يهزم وعلينا أن نتفهمهم
أخطر مافي هذه الحملة هو الموضوع المذهبي في حين الخلاف في سوريا بين محورين وجبهتين وليس خلاف طائفي فلماذا تحولوه إلى كذلك فهل الشيخ البوطي شيعي ؟ وهل العلماء الذين يؤيدون النظام شيعة ؟
أدعو كل العقلاء في الشيعة والسنة والعلماء والعقلاء أن يبذلوا كافة الجهود لمنع تحويل الصراع إلى صراع شيعي سني وأن سعيد لموقف الشيعة المعارضين لنا لأن هذا يعارض كون الخلاف شيعي سني
وصل الحال في بعض الأحوال إلى الاستناد إلى معطيات كاذبة مثل القول بأن شباب من حزب الله وضعوا راية حسينية على مسجد عمر بن الخطاب في القصير وأخذته قنوات الجزيرة والعربية وبدا التحريض بناء عليه
هذه المعلومة ليست خاطئة فقط بل وكاذبة أيضاً وأهم الفضائيات العربية بقيت اسبوع تحرض على هذا الفيديو بينما حقيقة الوضع أن المسجد الذي في الفيديو مسجد الحسن المجتبى والجامع الذي يتحدثون عنه يبعد عدة كيلومترات عن المسجد الذين يتحدثون عنه وهناك فيديو سيوزع يوضح ذلك
نحن سنواصل تحمل مسؤولياتنا بعد القصير وسنتعامل بنفس الطريقة التي كنا نتعامل بها ومنفتحون على الجميع ونحن مستعدون لتحمل المسؤولية وتبعاتها
اقدم تحية إجلال وإكبار لجرحانا الأعزاء وأعبر عن التهنئة لهذا اليوم بالعرس الديمقراطي العظيم الاستثنائي في إيران الذي لا مثيل له في العالم الثالث والذي فاق كل التوقعات وهو تعبير وإحياء عن الثقة بنظام الجمهورية الاسلامية في إيران
إيران اليوم تقدم للكل نموذجاً في الحضور الشعبي والمشاركة الشعبية وقد رأينا اليوم أن صوت الولي الفقيه صوت واحد مثله مثل أي فلاح إيراني شيعي أو سني أو كردي
خطاب سماحة السيد حسن نصرالله بمناسبة يوم الجريح
في البداية يجب أن أتوجه بالتحية والتقدير لجميع الأخوة والأخوات الجرحى سواء الحاضرون معنا أو المتواجدون في المستشفيات أو في بيوتهم أتوجه إليهم بأسمى آيات التقدير والاعتراف بالجميل وبجراحاتهم علينا وعلى وطننا ومقدساتنا
أتوجه بالتحية والتقدير العالي لعوائل الجرحى أمهات وآباء وزوجات الجرحى الذين يتحملون العناء على هذا الصعيد وللطواقم الطبية التي واكبت جرحانا منذ اللحظات الأولى وحتى الآن والأخوة العالمين في خدمة الجرحى وعوائلهم
أتوجه بالتحية لعوائل الشهداء جميعاً كل الشهداء الذين قدموا فلذات أكبادهم بهذا الطريق وأخص بالذكر عوائل شهداء المواجهات الأخيرة الذين يعبرون عن مستوى عالي من الإيمان والصمود والثبات
العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام هو ذلك الشاب الجميل الذي كان يقال له قمر بني هاشم القائد العسكري للإمام الحسين في كربلاء والذي تحول عنواناً ورمزاً كبيراً للوفاء ولليقين والشجاعة والشهامة والإيمان والصبر والطاعة والثبات على الموقف وفي الميدان
العباس عندما وصل شط الفرات كانت له مهمة محددة وهي إحضار الماء للنساء والأطفال وقد قطعت يده اليمنى في طريق العودة ثم يده اليسرى ولم يتوقف وأمسك القربة بصدره حتى أتاه سهم الشهادة فهو رمز للمجاهدين الذين يواصلون طريق جهادهم رغم كل الجراحات القاسية لذلك كان يوم ولادته يوم لكل جريح مقاوم ومثالاً للمؤمنين المجاهدين
يا إخواني وأخواتي الجرحى جراحكم هي شهادة حية ومتواصلة أرادها الله سبحانه وتعالى أن تكون كذلك لكل الأجيال الحاضرة والآتية شهادة على وقائع تاريخية وحقائق ميدانية وأحداث حصلت في الماضي القريب وفي التاريخ المعاصر
هذا التاريخ هناك من يريد له أن ينسى وهناك من يعمل على تزويره وقلب الحقائق رأساً على عقب وتحريف الحقائق فكل جريح له قصة في تاريخ هذه المقاومة أين أصيب وكيف أصيب ولكل جرح قصة يروي حادثة
هذه القصص والأحاديث والحكايات يجب أن تكتب وتدول وترتكبها الأجيال فجراحكم تذكرنا ببطولات المقاومين في 1969 وجراحكم هذه تذكرنا ببطولات المقاومين في حرب ما اسماه العدو عناقيد الغضب وتذكرنا بتحرير عام 2000 ونصر تموز , هذه الجراحات تحكي قصة المقاومة في لبنان قصة شعبها ونسائها ورجالها وجمهورها ومحتضنيها و هذه الجراحات كانت توضح مخاطر وتداعيات السكوت أو التعايش مع مشروع الهيمنة الأميركية على لبنان والمنطقة وهذه المقاومة إضافة للوعي والبصيرة ملكت إرادة القتال رغم قلة الناصر إلا إيران وسوريا وتواطئ البعض في الداخل اللبناني
هذه المقاومة وبهذا الكم الهائل من التضحيات هي التي حررت لبنان من التضحيات فإذا كان هناك بلد فيه تحرير وحرية وعزة وكرامة وخيرات ومياه فإذا كان هناك شيء من هذا في هذا البلد هو بفعل وتضحيات المقاومين وشهدائهم وجرحاهم فالفضل لهم بعد الله و لولا تلك التضحيات لكانت الأراضي اللبنانية مستعمرات اسرائيلية ولكانت مياهنا تعطى للمستعمرين ويحرم منها الشعب اللبناني ولكانت حكوماتنا مجرد سلطة إدارة تابعة ولكان يحكمنا حاكم عسكري اسرائيلي كما كان سابقاً في صيدا وصور وراشيا
هذه المقاومة هي التي اسقطت كل مشاريع الاحتلال والهيمنة وحفظت مشاريع لبنان فهذا الماضي القريب يجب أن لا ينسى أيها العرب والمسلمون فهناك من يعمل لشطب هذا الماضي و المعركة الحاضرة هي لاستهداف وانجازات وتضحيات هذا الماضي فيجب أن يعرف أجيالنا كل شيء عن هذه المرحلة التاريخية الحاضرة فيجب أن تعرف الأجيال كل شيء عن تلك الاحداث من ضحى ومن تحمل الظلم ومن تآمر وسكت من هو الوطني ومن هو العميل من قالت المحتل ومن صافح المحتل ومن قتل حتى لا يصافح المحتل
هذه مسؤولية الجميع في كل الدوائر فنحن في مواجهة إعلامية ضخمة جداً تحاول تزوير هذا التاريخ
هذا البلد وهذا الوطن وهذا الارض نحن جزء أساسي منه وجزء ومكون اساسي من الشعب اللبناني العظيم ومن جملة مكونات الشعب اللبناني ومن جملة الناس الأشد حرصاً على لبنان ودولته ووحدته وكيانه ووجوده
نحن لا نملك جنسيتين نحن هنا ولدنا وهنا عشنا وهنا ولدنا وهنا نبقى وهنا نموت وهنا نستشهد وهنا نذبح ولن يستطيع أحد أن يقتلعنا من أرضنا وبلدنا
الكل ينتظر ما سيؤول إليه الطعن للمجلس الدستوري لمعرفة التمديد أو الانتخابات وعليه سيتحدد ذلك ونحن مع كل اللبنانيين ننتظر ولا معلومات لدينا في هذا الشأن
نحن نستنكر بشدة التدخل السافر للسفارة الأميركية في لبنان في هذا الشأن وهذا غيظ من فيض التدخلات السافرة
نحن ندعوا في الوضع الأمني إلى أقصى درجات ضبط النفس فلبنان مأزوم حتى بمعزل عما يجري في المنطقة الذي لابد أن ينعكس على لبنان وهذا يولد إنفعالات عند الناس
نحن ندعو كل اللبنانيين الموجودين على الأراضي اللبنانية لبنانيون وفلسطينيون إلى تجنب أي شكل من اشكال التوتر وأؤكد على ذلك عند جمهور المقاومة في لبنان لأن أي سلوك ولو جزئي أو بسيط في هذه المنطقة قد تكون له تداعيات غير مناسبة و حتى في موضع الأمور والخلافات الشخصية والمالية والتجارية أدعو إلى المزيد من الصبر في هذه المرحلة حتى في الحقوق الشخصية لأن أي إشكال فردي في أي من المناطق يمكن أن يعطى بعد مذهبي أو حزبي.
هناك ظاهرة موجودة ليس فقط لدى جمهورنا بل لكل اللبنانيين وهي ظاهرة إطلاق النار العشوائي وقد ازدادت في الآونة الأخيرة وقد اضطررنا أن نبعث باستقتاءات خطية من المراجع في العراق وإيران من أجل منع ذلك لأن نتيجة مثل هذه العمليات هي ترويع الناس وإرهاب الناس وأحياناً تظن الناس أن هناك اشتباك وأحياناً قد تسقط ضحايا وجرحى وكان جواب المراجع جميعاً حفظهم الله بأن لا شك في حرمة هذه الأعمال.
أخاطب وأناشد الجميع بمنطق العقل والدين والأخلاق والقانون والأهل والمحبة وأمن واستقرار الناس الامتناع عن هذه الظواهر ومن لديه ذخيرة زائدة فليتبرع بها للمقاومة
هناك صواريخ تسقط على بعض بيوت وبلدات بعلبك الهرمل وهناك شائعات تروج لها وسائل الإعلام وتقول لأهلنا في المنطقة أن هذه الصواريخ تنطلق من بلدة عرسال أي اتهام بلدة سنية بإطلاق الصواريخ على بلدات شيعية في المقابل أيضاً وفي ظل الخلافات الشخصية وعمليات التهريب يسارع البعض إذا اعتدي وقتل أحد من عرسال لاتهام لبنانيون شيعة وأحياناً تكون هذه القصص مختلقة أصلاً
أنا اريد أن أقول لكل أهلنا أن الصواريخ على بعلبك والهرمل والنبي شيت لم يكن مصدرها عرسال بل الجماعات المسلحة من داخل الأراضي السورية وهذا الأمر سنجد له حلاً إن شاء الله
هناك شيء يومي ينشغل عليه بالاعلام وهناك عمل مخابراتي للإيقاع بين الشيعة والسنة في بلدات بعلبك الهرمل على وجه التحديد وهناك نداء من حزب الله لكل العلماء والحكماء والوجهاء والعقلاء بأن يكون هناك جهد مكثف لقطع الطريق على كل من يقوم بتلك الأعمال فنحن أمام مشروع هاجم على المنطقة تقوده أميركا ومعه أوروبا والكثير من الدول العربية ودول الخليج ووسائل إعلام بتمويل هائل وشتائم وسباب على الشاشات
كل هذا يهدف إلى إحداث مناخ ترهيب ليس في لبنان بل في كل المنطقة للتعبير عن آرائهم لأنه يصدر فيهم فتاوى تكفير ونحر عند كل من يعبر عن موقف سياسي مخالف لهذا المشروع
في لبنان يتم معاقبة مناطق بأكملها نتيجة انتمائها السياسي ولقد اعتدي على علماء وصحفيون وعائلات من الطائفة السنية الكريمة بسبب موقفها السياسي و قبل أيام تعرض الأخ العزيز الشيخ ماهر حمود لمحاولة اغتيال بسبب موقفه السياسي فلماذا يعالج صاحب الموقف بإطلاق النار عليه وهو ذاهب لصلاة الفجر وهناك الكثير من الحالات المشابهة
ثم يأتي من يقول لك باحترم الرأي الآخر ويتهمك أنت بعدم احترام الرأي الآخر فنحن جهة نتعرض منذ الـ 2005 إلى سيل يومي من الانتقادات والشتائم والسباب واللعن اشخاص وعلماء ونساء وعقائد ودين ونحن قادروةن على الرد ولكن ديننا يمنعنا
إذا كنتم تظنون أن كل هذا التحريض والتكفير وفتوى النحر والذبح في أي شأن من الشؤون في سوريا ولبنان فأنتم تزيدوننا قناعة ويقين بأن خيارنا صحيح وأنتم مشتبهون إذا ظننتم أنكم ستخيفونا
نحن عندما قاتلنا العدو الاسرائيلي كان كل العالم تقريباً مع اسرائيل وكانت البنايات تهبط على رؤسنا وفتاوى التكفير ولم نخف أو نرتدع واليوم الوضع مختلف فنصف العالم معنا ونحن مع نصف العالم
منذ بداية الأحداث شرحنا حيثيات موقفنا من الأزمة في سوريا وطبيعة المشروع القائم وشرحنا ذلك بالتفصيل ومع مرور الوقت كانت تتوضح الأمور أمامنا و انطلقنا في تقييم الوضع السوري ليس من الموضوع العاطفي بل من فهم ورؤية للمشروع القائم ومخاطره على الدول والشعوب والكيانات والطوائف بغض النظر عن موضوع الوفاء
نحن إن وجدنا في موقع وقاتلنا في موقع فنحن ندافع عن سوريا وشعبها سوريا كدولة وكيان انطلاقاً من قناعتنا ووفائنا ولمعرفتنا بطبيعة من يقاتل النظام السوري ومن يقف وراء المشروع
هناك مئات الآلاف من الذين جيئ بهم من كل أنحاء العالم فهل يريد أحد أن يقنعني أن دول الخليج التي لا تملك دساتير ولا انتخابات ولا اصلاح تقوم بإرسال ابنائها لتحقيق الديمقراطية في سوريا؟
من الواضح وبعد مضي ما يقارب العامين هناك من يكمل في هذه المعركة حتى لو دمرت سوريا المهم أن يتغير الوضع الاقليمي في سوريا حتى لو كان البديل تلك المجموعات التي تقتل وتذبح
نحن آخر المتخدلين في الشأن السورين فقد سبقنا الكل تيار المستقبل وقوى لبنانية أخرى ودول وأحزاب وجماعات ووقفنا إلى جانب أغلبية الشعب السوري
السؤال الآن لو نحن تدخلنا في سوريا مع المعارضة لكانت خطوة ذكية ومباركة ولرفعت أعلامنا ولتركتنا الفضائيات فالموضوع ليس هكذا
هناك جبهة مستهدفة من قبل مشروع عالمي أميركي اسرائيلي وإذا تدخلت للدفاع عن هذه الجبهة من الطبيعي ان تقوم الحرب عليك و مساهمتنا حتى لو كانت متواضعة فهي تسند
في سوريا الجيش السوري يقاتل على كافة أنحاء أراضي الجمهورية والكلام عن وجودنا في المحافظات السورية غير صحيح فنحن نقوم بدور وفق امكاناتنا للدفاع عن سوريا والمنطقة ضد هذا المشروع الاميركي الاسرائيلي التكفيري
نحن لم نختبئ وبكل صراحة نحن لا نرسل شبابنا إلى سوريا ونقول بأننا نوزع حليب وبطانيات وليس نحن من إذا قتلوا شبابنا ندفنهم في سوريا ونرضي أهلهم في لبنان و نحن خاطرنا في هذه المعركة وهذا واجبنا وعندما نقاتل لا نختبئ وعندما نشيع شهدائنا نشيعهم في وضح النهار ولا نخجل بهم لأنهم ليسوا لصوص ولا قطاع طرق
الأوروبيون يناقشون منذ زمن وضعنا على لائحة الإرهاب ولنا الفخر أننا منذ زمن على لائحة الإرهاب الأميركية و من يهددنا بملاحقة اللبنانيين المنتسبين لحزب الله في دول الخليج فهل تصدقون أنه أصلا لوكان هناك لبنانيون منتمون لحزب الله هل كانوا ابقوهم في دول الخليج .؟
قلت في 25 أيار بأننا نعرف تبعات موقفنا وقادرون على تحمل تبعات هذا الموقف لأننا نواجه مشروعاً تكفيرياً أول ما يستهدف الأخوة السنة في سوريا و نحن مستعدون لتقديم التضحيات لمواجهة هذا المشروع سواء كانت النتيجة شهداء وجرحى أو صواريخ على البقاع أو ظلم يلحق ببعض اللبنانيون في سبيل مواجهة هذا المشروع ومشتبه من يعتقد أن هذه الضغوط يمكن أن تجعلنا نتراجع بل ستزيدنا قناعة
نحن نتفهم هذا الخطاب وهذا السخط لدى دول الخليج لأنهم ضمن مشروع دفعوا فيه بثقلهم السياسي وعلاقاتهم وهم يشعرون بأن مشروعهم الذي راهنوا عليه بدا يهزم وعلينا أن نتفهمهم
أخطر مافي هذه الحملة هو الموضوع المذهبي في حين الخلاف في سوريا بين محورين وجبهتين وليس خلاف طائفي فلماذا تحولوه إلى كذلك فهل الشيخ البوطي شيعي ؟ وهل العلماء الذين يؤيدون النظام شيعة ؟
أدعو كل العقلاء في الشيعة والسنة والعلماء والعقلاء أن يبذلوا كافة الجهود لمنع تحويل الصراع إلى صراع شيعي سني وأن سعيد لموقف الشيعة المعارضين لنا لأن هذا يعارض كون الخلاف شيعي سني
وصل الحال في بعض الأحوال إلى الاستناد إلى معطيات كاذبة مثل القول بأن شباب من حزب الله وضعوا راية حسينية على مسجد عمر بن الخطاب في القصير وأخذته قنوات الجزيرة والعربية وبدا التحريض بناء عليه
هذه المعلومة ليست خاطئة فقط بل وكاذبة أيضاً وأهم الفضائيات العربية بقيت اسبوع تحرض على هذا الفيديو بينما حقيقة الوضع أن المسجد الذي في الفيديو مسجد الحسن المجتبى والجامع الذي يتحدثون عنه يبعد عدة كيلومترات عن المسجد الذين يتحدثون عنه وهناك فيديو سيوزع يوضح ذلك
نحن سنواصل تحمل مسؤولياتنا بعد القصير وسنتعامل بنفس الطريقة التي كنا نتعامل بها ومنفتحون على الجميع ونحن مستعدون لتحمل المسؤولية وتبعاتها
اقدم تحية إجلال وإكبار لجرحانا الأعزاء وأعبر عن التهنئة لهذا اليوم بالعرس الديمقراطي العظيم الاستثنائي في إيران الذي لا مثيل له في العالم الثالث والذي فاق كل التوقعات وهو تعبير وإحياء عن الثقة بنظام الجمهورية الاسلامية في إيران
إيران اليوم تقدم للكل نموذجاً في الحضور الشعبي والمشاركة الشعبية وقد رأينا اليوم أن صوت الولي الفقيه صوت واحد مثله مثل أي فلاح إيراني شيعي أو سني أو كردي