المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في لغز الانتضار المهدوي


الباحث الطائي
16-06-2013, 09:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم .قال رسول الله (ص): "أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج"،( تأملات في انتضار الفرج )ان مفهوم انتضار الفرج ( ظهور الامام الحجة ع ) وباتفاق كل الذين تأملوا وشرحوا معناه هو ذالك الانتضار بمعناه الايجابي ( وليس كما قد يفهم سلبا بالاتكالي ) ، اي وبمعنى آخر هو الاستعداد ، فيكون المعنى : الاستعداد ليوم الفرج - والاستعداد هو في طريق صاحب الفرج الموعود الامام المهدي ع يكون في جهاد النفس والالتزام بالشريعة ،. وبالتالي يكون هذا الاستعداد اذا ما كان مفعلا عند كل مؤمن من أمة الرسول محمد ص وبالصورة التي ارادها الحديث النبوي الشريف ، اقول يكون نفس هذا الاستعداد ( الانتضار ) لبنة في بناء المجتمع الذي يريد الامام الحجة ع ان يبنيه ويكمله بعد ظهوره المبارك انشاء الله وبناء الدولة الالهية الموعودة ،*اذن من خلال هذا الفهم للانتضار وصلنا اولا : الى اننا في زمن الغيبة الكبرى وباعتبارنا على الخط الحق الباقي من الرسالة المحمدية الخالدة نحن وان ننتضر فأننا نبني دولة الامام في كل جوانبها وبمقدر يتناسب واستعدادنا ( انتضارنا الايجابي للظهور ) ،ونفس هذا الانتضار اذا كان حقيقيا فهو تكامل في درجات ايمان المؤمنين في زمن الغيبة ، وبالتالي يكون هنا هو سببا لتعجيل الفرج نفسهوبعبارة اخرى كلما زاد وعي واخلاص الامة المنتضرة وارتفع تكاملهم زادة معه فرصة تكامل الشرائط لتعجيل الفرج ،. وحيث ان ظهوره المبارك وعمله في التغيير يكون بقيادته المعصومة والمسددة من الله ، وبمساعدة المستعدين من الامة ،وهؤلاء المستعدين الذين نجحوا في اختبار وتمحيص الغيبة الكبرى سوف يكونون على مراتب مختلفة من التكامل وكلا بحسبه ( انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها ) ،وحيث ان المحور الذي يدور عليه كمال وامتحان الامة في زمن الغيبة الممتدة لفترات طويلة من الزمن ، والذي هو امل وحصيلة جهد كل الرسالات والنبياء ، اقول ان المحور*في زمن الغيبة هو ذالك الانتضار ( الاستعداد للظهور ) الذي ورد في قول الرسول ص اعلاه ،،، كما كان المحور والابتلاء في زمن نهضة الامام الحسين ع هو الخروج معه والثبات بصفه يوم ملحمته الكبرى والتى كان الممحصين المخلصين في زمنه هم اصحابه الذين استشهدوا معه ، وكذالك كان المحور والابتلاء الاعظم على المؤمنين في*يوم وفاة الرسول وامتحان الامة بالوقوف مع الامام الحق علي ع او الاستسلام للسقيفة وصناعها ، فخير اعمال الامة وخير افرادها هناك هم اولائك الذين وقفوا بثبات مع امامهم الحق ورفضوا الباطل وتعرضوا الى ما تعرضوا اليه هم وامامهم من الضلم والاذى وكما نقل لنا التاريخ ،وانت قس على ذالك مع كل امام وعصر هناك محور اساسي تدور عليه الابتلائات ويكون هو المقياس في الايمان وصدق العمل والتكامل ،وفي زمن غيبة امامنا الحجة المحور الذي يدور حوله الابتلاء ويجري التمحيص على اساسه هو الانتضار ، لذالك كان قول الرسول بان وصفه بخير الاعمال ، رغم ان الاسلام*كان قد بين لنا الكثر من مراتب العمل ذات الاهمية الكبرى في تكوين وتكامل الانسان عامة وفي كل زمان ولكن هنا خصص وميز منها انتضار الفرج ،لانه الهدف الاسمى للدين الحق والرسالات كلها هو تحقيق الظهور وانشاء دولة الحق والعدل الموعودة ،*ولعل سؤال يطرح هنا : انه اذا كان هذا الانتضار اي الاستعداد للفرج / الظهور ، هو خير الاعمال ، فان كل المؤمنين وفي خط الولاية لال البيت يصدق عليه حديث الرسول ص ، فالكل هم يطبقون الدين وبدرجات والكل بطريق الانتضار عامة ، فاين هذا العمل او الحيثية الخاصة في عملهم لتميزهم وتجعلهم في مرتبة خير الاعمال وعلى الاطلاق... والجواب هنا ان عمل كل مؤمن بالشرع المقدس وحسن تدينه هو بالمفهوم العام خير والى خير وفي كل زمان ومكان ، لكن الحديث النبوي الشريف بصدد الخصوص ، اي بعبارة اخرى ان يكون ايمانه وتدينه يتناسب والمرحلة والزمان الذي يعيش ، وحيث انه يعيش في زمن الغيبة كما هو الحال الان ، وحيث ان المحور في الامتحان والتمحيص كما ذكرنا في هذا الزمن هو الانتضار والاستعداد ، فيكون بذالك نفس مفهوم الانتضار والاستعداد للفرج حاضرا معه دائما في سلوكه وعمله وهدفا يعيشه ،اي انه يعتبر نفسه جندي من جنود الامام ، ينفذ الواجب الذي عليه وان لم يكن يرى امامه ، فهو آمر بالمعروف وناهيا عن المنكر ومطبقا للشريعة الحق وعلى المعتقد الحق ومن اجل التمهيد لقدوم امامه لا كواجب مطلوب شرعا منه فحسب ، وان كان الفارق بالعمل الخارجي لا يكاد يوجد لكن في الجهة المعنوية تختلف كثيرا وهي التي اعطته صفة خير الاعمال فانتبه لهذه !لذالك يكون عمل المؤمن وبهذه الصفة المعنوية خير الاعمال ، ولو قيس هذا العمل ان كان كاملا وان اتى به مؤمن بسيط مع غيره ممن هو اعلى مرتبة في العلم والتدين والفقه بامور الدين ، لكان الاول وحسب مفهوم الحديث النبوي افضل عملا واكثر اجرا عند الله وكلا على خير*ولذالك ولاهمية وجود اليوم الموعود في حياة الامة المنتضرة وتاريخ البشرية جمعاء من اولها الى يوم الدين ، يكون هذا الحديث عن خير الاعمال في زمن الغيبة هو الانتضار من غرر الاحاديث النبوية في هذه المرحلة بل ولعله اعلاها مرتبة في الاهمية ولا حرج ، وكيف لا يكون كذالك وهو الذي ينطق عن الوحي ويقول الحق ،وعليه يترتب من ذالك ان اصحاب الامام الحجة عج المخلصين الخلص مثل ال 313 المذكورين او غيرهم ، هم كانوا من اشد واكمل الناس استعداد للظهور وخير المنتضرين من البشر على الاطلاق حسب فهمنا للحديث النبوي الشريف ، وان هذا الاستعداد والانتضار اذا كان في اعلى مراتبه وبغض النضر عن الزمان والمكان يجعل من صاحبه اهلا لنيل مرتبة الرجعة الى الدنيا والاشتراك بشرف تاسيس دولة الحق مع امامها الحجة ع ، وهم الذين ذكرتهم الروايات ممن محض الايمان محضا ، وان لم يكن من جيل زمن الضهور ، فما اعضم الانتضار وما اعضم المنتضرين عند الله وما اسمى الهدف ،لهذا اخواني واخواتي المؤمنين اذا وصل هذا الصوت قلوبكم فلا تستقلون من دوركم*في هذا الزمن وهو زمن الغيبة لانكم في زمن الغيبة وممن ينطبق عليه وصف المنتضر لسلامة عقيدتكم ، فانتم عصارة وبقية الحق على مر العصور وزبدة الملاحم بين الحق والباطل وامل الامام ، فلتكن هذه المعاني في نفوسكم ولتنعكس في سلوككم حتى ياتي اليوم الموعود ويحصل لكم وللعالم الفرج وذالك هو الفوز العظيم في الدنيا قبل الاخرة ، والسلام عليكم