حسين ال دخيل
21-06-2013, 11:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
اليقين
وهو: الاعتقاد باُصول الدين وضروراته، اعتقاداً ثابتاً، مطابقاً للواقع، لا تزعزعه الشبه، فإن لم يطابق الواقع فهو جهل مركب.
واليقين هو غرّة الفضائل النفسية، وأعزّ المواهب الإلهيّة، ورمز الوعي والكمال، وسبيل السعادة في الدارين. وقد أولته الشريعة اهتماماً بالغاً ومجّدت ذويه تمجيداً عاطراً، واليك طرفاً منه:
قال الصادق عليه السلام: «إنّ الإيمان أفضل من الاسلام، وإنّ اليقين أفضل من الإيمان، وما من شيء أعزّ من اليقين»
وقال عليه السلام: «إنّ العمل الدائم القليل على اليقين، أفضل عند اللّه من العمل الكثير على غير يقين»
وقال الصادق عليه السلام: «من صحة يقين المرء المسلم، أن لا يُرضي الناس بسخط اللّه، ولا يلومهم على ما لم يأته اللّه، فإنّ الرزق لا يسوقه حرص حريص، ولا يردّه كراهية كاره، ولو أن أحدكم فرّ من رزقه كما يفر من الموت، لأدركه رزقه كما يدركه الموت».
ثم قال: «إنّ اللّه بعدله وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا، وجعل الهمّ والحزن في الشك والسخط»
وعنه عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: «لا يَجدُ عبد طعم الايمان، حتى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وانّ ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وان الضار النافع هو اللّه تعالى»
وسُئل الامام الرضا عليه السلام عن رجل يقول بالحق ويسرف على نفسه، بشرب الخمر ويأتي الكبائر، وعن رجل دونه في اليقين وهو لا يأتي ما يأتيه، فقال عليه السلام: أحسنهما يقيناً كالنائم على المحجة، اذا انتبه ركبها، والأدون الذي يدخله الشك كالنائم على غير طريق، لا يدري اذا انتبه أيّهما المحجّة»
وقال الصادق عليه السلام: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله صلى بالناس الصبح، فنظر الى شاب في المسجد وهو يخفق ويهوي برأسه، مصفراً لونه، قد نحف جسمه، وغارت عيناه في رأسه، فقال له رسول اللّه: كيف أصبحت يا فلان؟ قال: أصبحت يا رسول اللّه موقناً، فعجب رسول اللّه من قوله، وقال له: إن لكل يقين حقيقة، فما حقيقة يقينك؟
فقال: إنّ يقيني يا رسول اللّه هو الذي أحزنني، وأسهر ليلي، وأظمأ هواجري، فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها، حتى كأني أنظر الى
عرش ربي، وقد نصب للحساب، وحُشر الخلائق لذلك، وأنا فيهم، وكأني أنظر الى أهل الجنة يتنعمون في الجنة ويتعارفون، على الأرائك متكئون، وكأني أنظر الى أهل النار وهم فيها معذَّبون، مصطفون، وكأن الآن استمع زفير النار يدور في مسامعي.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لأصحابه: هذا عبد نوّر اللّه قلبه بالايمان، ثم قال له: إلزَم ما أنت عليه، فقال الشاب: أدع اللّه لي يا رسول اللّه أن أرزق الشهادة معك، فدعا له رسول اللّه فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبي فاستُشهد بعد تسعة نفر وكان هو العاشر»
خصائص الموقنين:
متى ازدهرت النفس باليقين، واستنارت بشعاعه الوهّاج، عكست على ذويها ألواناً من الجمال والكمال النفسيين، وتسامت بهم الى أوج روحي رفيع، يتألقون في آفاقه تألق الكواكب النيرة، ويتميزون عن الناس تميز الجواهر الفريدة من الحصا.
فمن أبرز خصائصهم ومزاياهم، أنك تجدهم دائبين في التحلي بمكارم الأخلاق، ومحاسن الأفعال، وتجنب رذائلها ومساوئها، لا تخدعهم زخاف الحياة، ولا تلهيهم عن تصعيد كفاءاتهم ومؤهلاتهم الروحية لنيل الدرجات الرفيعة، والسعادة المأمولة في الحياة الاخروية، فهم متفانون في طاعة اللّه عز وجل، ابتغاء رضوانه، وحسن مثوبته، متوكلون عليه، في سراء الحياة وضرائها، لا يرجون ولا يخشون أحداً سواه، ليقينهم بحسن تدبيره وحكمة أفعاله.
لذلك تستجاب دعواتهم، وتظهر الكرامات على أيديهم، وينالون شرف الحظوة والرعاية من اللّه عز وجل.
درجات الايمان:
ويحسن بي وأنا أتحدث عن اليقين أن أعرض طرفاً من مفاهيم الايمان ودرجاته، وأنواعه إتماماً للبحث وتنويراً للمؤمنين.
يتفاضل الناس في درجات الإيمان تفاضلاً كبيراً، فمنهم المجلّي السباق في حلبة الايمان، ومنهم الواهن المتخلف، ومنهم بين هذا وذاك كما صوّرته الرواية الكريمة:
قال الصادق عليه السلام: «إن الايمان عشر درجات، بمنزلة السُلّم، يُصعد منه مرقاة بعد مرقاة، فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد لَستَ على شيء، حتى ينتهي الى العاشرة، فلا تُسقط من هو دونك، فيسقطك من هو فوقك، وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه اليك برفق، ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره، فإنّ من كسر مؤمناً فعليه جبره»
أنواع الايمان:
ينقسم الايمان الى ثلاثة أنواع: فطري، ومستودع، وكسبي.
1 - فالفطري: هو ما كان هبة إلهية، قد فطر عليه الانسان، كما في الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، فانهم المثلُ الأعلى في قوة الايمان، وسمو اليقين، لا تخالجهم الشكوك، ولا تعروهم الوساس.
2 - المستودع وهو: ما كان صوريّاً طافياً على اللسان، سرعان ما تزعزعه الشبه والوساوس، كما قال الصادق عليه السلام: «إن العبد يصبح مومناً، ويمسي كافراً، ويصبح كافراً، ويمسي مؤمناً، وقوم يعارون الايمان ثم يلبسونه، وُيسمون المُعارين»
وقال عليه السلام: «إن اللّه تعالى جبَل النبييّن على نبوتهم، فلا يرتدّون أبداً، وجَبَل الأوصياء على وصاياهم فلا يرتدون أبداً، وجبل بعض المؤمنين على الايمان فلا يرتدون أبداً، ومنهم من أعير الايمان عارية، فاذا هو دعا وألح في الدعاء مات على الايمان»
وهكذا تعقب الامام الصادق عليه السلام على حديثيه السالفين بحديث ثالث بجعله مقياساً للتمييز بين الايمان الثابت من المستودع، فيقول: إنّ الحسرة والندامة والويل كله لمن لم ينتفع بما أبصره ولم يدر ما الأمر الذي هو عليه مقيم، أنفع له أم ضرّ، قلت (الراوي) فَبِم يُعرف الناجي من هؤلاء جعلت فداك؟
قال: «من كان فعله لقوله موافقاً، فأثبت له الشهادة بالنجاة، ومن لم يكن فعله لقوله موافقاً، فإنما ذلك مستودع»
3 - الكسبي: وهو الايمان الفطري الطفيف الذي نمّاه صاحبه واستزاد رصيده حتى تكامل وسمى الى مستوى رفيع، وله درجات ومراتب.
واليك بعض الوصايا والنصائح الباعثة على صيانة الجزء الفطري من الايمان، وتوفير الكسبي منه:
1 - مصاحبة المؤمنين الأخيار، ومجانبة الشقاة والعصاة، فإن الصاحب متأثر بصاحبه ومكتسب من سلوكه وأخلاقه، كما قال الرسول الأعظم صلى اللّه عليه وآله: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل».
2 - ترك النظر والاستماع الى كتب الضلال، وأقوال المضلين، المولعين بتسميم أفكار الناس وحرفهم عن العقيدة والشريعة الاسلاميتين، وإفساد قيم الايمان ومفاهيمه في نفوسهم.
3 - ممارسة النظر والتفكر في مخلوقات اللّه عز وجل، وما اتصفت به من جميل الصنع، ودقة النظام، وحكمة التدبير، الباهرة المدهشة «وفي الأرض آيات للموقنين، وفي أنفسكم أفلا تبصرون«
4 - ومن موجبات الايمان وتوفير رصيده، جهاد النفس، وترويضها على طاعة اللّه تعالي، وتجنب معاصيه، لتعمر النفس بمفاهيم الايمان، وتشرق بنوره الوضّاء، فهي كالماء الزلال، لا يزال شفافاً رقراقاً، ما لم تكدره
الشوائب فيغدو آنذاك آسناً قاتماً لا صفاء فيه ولا جمال. ولولا صدأ الذنوب، وأوضار الآثام التي تنتاب القلوب والنفوس، فتجهم جمالها وتخبئ أنوارها، لاستنار الأكثرون بالايمان، وتألقت نفوسهم بشعاعه الوهّاج. «ونفس وما سوّاها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكّاها، وقد خاب من دسّاها»
وقال الصادق عليه السلام: «إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نُكته سوداء، فان تاب إنمحت، وإن زاد زادت، حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبداً»
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
اليقين
وهو: الاعتقاد باُصول الدين وضروراته، اعتقاداً ثابتاً، مطابقاً للواقع، لا تزعزعه الشبه، فإن لم يطابق الواقع فهو جهل مركب.
واليقين هو غرّة الفضائل النفسية، وأعزّ المواهب الإلهيّة، ورمز الوعي والكمال، وسبيل السعادة في الدارين. وقد أولته الشريعة اهتماماً بالغاً ومجّدت ذويه تمجيداً عاطراً، واليك طرفاً منه:
قال الصادق عليه السلام: «إنّ الإيمان أفضل من الاسلام، وإنّ اليقين أفضل من الإيمان، وما من شيء أعزّ من اليقين»
وقال عليه السلام: «إنّ العمل الدائم القليل على اليقين، أفضل عند اللّه من العمل الكثير على غير يقين»
وقال الصادق عليه السلام: «من صحة يقين المرء المسلم، أن لا يُرضي الناس بسخط اللّه، ولا يلومهم على ما لم يأته اللّه، فإنّ الرزق لا يسوقه حرص حريص، ولا يردّه كراهية كاره، ولو أن أحدكم فرّ من رزقه كما يفر من الموت، لأدركه رزقه كما يدركه الموت».
ثم قال: «إنّ اللّه بعدله وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا، وجعل الهمّ والحزن في الشك والسخط»
وعنه عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: «لا يَجدُ عبد طعم الايمان، حتى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وانّ ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وان الضار النافع هو اللّه تعالى»
وسُئل الامام الرضا عليه السلام عن رجل يقول بالحق ويسرف على نفسه، بشرب الخمر ويأتي الكبائر، وعن رجل دونه في اليقين وهو لا يأتي ما يأتيه، فقال عليه السلام: أحسنهما يقيناً كالنائم على المحجة، اذا انتبه ركبها، والأدون الذي يدخله الشك كالنائم على غير طريق، لا يدري اذا انتبه أيّهما المحجّة»
وقال الصادق عليه السلام: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله صلى بالناس الصبح، فنظر الى شاب في المسجد وهو يخفق ويهوي برأسه، مصفراً لونه، قد نحف جسمه، وغارت عيناه في رأسه، فقال له رسول اللّه: كيف أصبحت يا فلان؟ قال: أصبحت يا رسول اللّه موقناً، فعجب رسول اللّه من قوله، وقال له: إن لكل يقين حقيقة، فما حقيقة يقينك؟
فقال: إنّ يقيني يا رسول اللّه هو الذي أحزنني، وأسهر ليلي، وأظمأ هواجري، فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها، حتى كأني أنظر الى
عرش ربي، وقد نصب للحساب، وحُشر الخلائق لذلك، وأنا فيهم، وكأني أنظر الى أهل الجنة يتنعمون في الجنة ويتعارفون، على الأرائك متكئون، وكأني أنظر الى أهل النار وهم فيها معذَّبون، مصطفون، وكأن الآن استمع زفير النار يدور في مسامعي.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لأصحابه: هذا عبد نوّر اللّه قلبه بالايمان، ثم قال له: إلزَم ما أنت عليه، فقال الشاب: أدع اللّه لي يا رسول اللّه أن أرزق الشهادة معك، فدعا له رسول اللّه فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبي فاستُشهد بعد تسعة نفر وكان هو العاشر»
خصائص الموقنين:
متى ازدهرت النفس باليقين، واستنارت بشعاعه الوهّاج، عكست على ذويها ألواناً من الجمال والكمال النفسيين، وتسامت بهم الى أوج روحي رفيع، يتألقون في آفاقه تألق الكواكب النيرة، ويتميزون عن الناس تميز الجواهر الفريدة من الحصا.
فمن أبرز خصائصهم ومزاياهم، أنك تجدهم دائبين في التحلي بمكارم الأخلاق، ومحاسن الأفعال، وتجنب رذائلها ومساوئها، لا تخدعهم زخاف الحياة، ولا تلهيهم عن تصعيد كفاءاتهم ومؤهلاتهم الروحية لنيل الدرجات الرفيعة، والسعادة المأمولة في الحياة الاخروية، فهم متفانون في طاعة اللّه عز وجل، ابتغاء رضوانه، وحسن مثوبته، متوكلون عليه، في سراء الحياة وضرائها، لا يرجون ولا يخشون أحداً سواه، ليقينهم بحسن تدبيره وحكمة أفعاله.
لذلك تستجاب دعواتهم، وتظهر الكرامات على أيديهم، وينالون شرف الحظوة والرعاية من اللّه عز وجل.
درجات الايمان:
ويحسن بي وأنا أتحدث عن اليقين أن أعرض طرفاً من مفاهيم الايمان ودرجاته، وأنواعه إتماماً للبحث وتنويراً للمؤمنين.
يتفاضل الناس في درجات الإيمان تفاضلاً كبيراً، فمنهم المجلّي السباق في حلبة الايمان، ومنهم الواهن المتخلف، ومنهم بين هذا وذاك كما صوّرته الرواية الكريمة:
قال الصادق عليه السلام: «إن الايمان عشر درجات، بمنزلة السُلّم، يُصعد منه مرقاة بعد مرقاة، فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد لَستَ على شيء، حتى ينتهي الى العاشرة، فلا تُسقط من هو دونك، فيسقطك من هو فوقك، وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه اليك برفق، ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره، فإنّ من كسر مؤمناً فعليه جبره»
أنواع الايمان:
ينقسم الايمان الى ثلاثة أنواع: فطري، ومستودع، وكسبي.
1 - فالفطري: هو ما كان هبة إلهية، قد فطر عليه الانسان، كما في الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، فانهم المثلُ الأعلى في قوة الايمان، وسمو اليقين، لا تخالجهم الشكوك، ولا تعروهم الوساس.
2 - المستودع وهو: ما كان صوريّاً طافياً على اللسان، سرعان ما تزعزعه الشبه والوساوس، كما قال الصادق عليه السلام: «إن العبد يصبح مومناً، ويمسي كافراً، ويصبح كافراً، ويمسي مؤمناً، وقوم يعارون الايمان ثم يلبسونه، وُيسمون المُعارين»
وقال عليه السلام: «إن اللّه تعالى جبَل النبييّن على نبوتهم، فلا يرتدّون أبداً، وجَبَل الأوصياء على وصاياهم فلا يرتدون أبداً، وجبل بعض المؤمنين على الايمان فلا يرتدون أبداً، ومنهم من أعير الايمان عارية، فاذا هو دعا وألح في الدعاء مات على الايمان»
وهكذا تعقب الامام الصادق عليه السلام على حديثيه السالفين بحديث ثالث بجعله مقياساً للتمييز بين الايمان الثابت من المستودع، فيقول: إنّ الحسرة والندامة والويل كله لمن لم ينتفع بما أبصره ولم يدر ما الأمر الذي هو عليه مقيم، أنفع له أم ضرّ، قلت (الراوي) فَبِم يُعرف الناجي من هؤلاء جعلت فداك؟
قال: «من كان فعله لقوله موافقاً، فأثبت له الشهادة بالنجاة، ومن لم يكن فعله لقوله موافقاً، فإنما ذلك مستودع»
3 - الكسبي: وهو الايمان الفطري الطفيف الذي نمّاه صاحبه واستزاد رصيده حتى تكامل وسمى الى مستوى رفيع، وله درجات ومراتب.
واليك بعض الوصايا والنصائح الباعثة على صيانة الجزء الفطري من الايمان، وتوفير الكسبي منه:
1 - مصاحبة المؤمنين الأخيار، ومجانبة الشقاة والعصاة، فإن الصاحب متأثر بصاحبه ومكتسب من سلوكه وأخلاقه، كما قال الرسول الأعظم صلى اللّه عليه وآله: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل».
2 - ترك النظر والاستماع الى كتب الضلال، وأقوال المضلين، المولعين بتسميم أفكار الناس وحرفهم عن العقيدة والشريعة الاسلاميتين، وإفساد قيم الايمان ومفاهيمه في نفوسهم.
3 - ممارسة النظر والتفكر في مخلوقات اللّه عز وجل، وما اتصفت به من جميل الصنع، ودقة النظام، وحكمة التدبير، الباهرة المدهشة «وفي الأرض آيات للموقنين، وفي أنفسكم أفلا تبصرون«
4 - ومن موجبات الايمان وتوفير رصيده، جهاد النفس، وترويضها على طاعة اللّه تعالي، وتجنب معاصيه، لتعمر النفس بمفاهيم الايمان، وتشرق بنوره الوضّاء، فهي كالماء الزلال، لا يزال شفافاً رقراقاً، ما لم تكدره
الشوائب فيغدو آنذاك آسناً قاتماً لا صفاء فيه ولا جمال. ولولا صدأ الذنوب، وأوضار الآثام التي تنتاب القلوب والنفوس، فتجهم جمالها وتخبئ أنوارها، لاستنار الأكثرون بالايمان، وتألقت نفوسهم بشعاعه الوهّاج. «ونفس وما سوّاها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكّاها، وقد خاب من دسّاها»
وقال الصادق عليه السلام: «إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نُكته سوداء، فان تاب إنمحت، وإن زاد زادت، حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبداً»