المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من ديوان السيد حيدر الحلي


محمد الجشعميـ
26-06-2013, 08:42 AM
قال يرثي جده الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام :
كم ذا تــطارح فــي منى ورقاءهــا * خفض عليك فليس داوك داءها
أنظــنـها وجدت لبين فانبــرت * جزعا تبثك وجدها وعناءها
فحلبت قلبك من جفونك أدمــــعـــا * وسمت كربعى الحيا جرعاءها
هيهات ما بنت الأراكة والــــجوى * نضج الزفير حشاك لا أحشاءها
فاستبق ما أبقى الأسى من مهجة * لك قد عصرت مع الدموع دماءها
كذبتك ورق الأبطحين فـــلـــو بـكت * شجنا لاخضل دمعها بطحاءها
فاطرح لحاظك في ثنايا أنــــســـهــا * من أي ثغر طالعت ما ساءها
لا ألفها صدعته شاعــبـــة الـــنــوى * يوما ولا فطم الغمام كباءها
وغدير روضـتها عــــلـــيه رفـــرفـــت * عذب الأراك وأسبغت أفياءها
لكن بزينة طوقــهــــا لــمـــا زهـــت * مزجت بأشجان الأنين غناءها
ورأت خضاب الــــراحتين فـطـــربــت * وظننت تطريب الحمام بكاءها
أأخا الملامة كيف تـطـــــمع ضلة * بالعذل من نفسي تروض إباءها
أرأيت ريقة إفعوان صريمة * نفس السليم بها تروم شفاءها
عني فما هبت بوجدي ساجع * تدعو هديلا صبحها ومساءها
ما نبهت شوقي عشية غردت * بظباء كاظمة عدمت ظباءها
لكنما نفسي بمعترك الأسى * أسرت فوادح كربلاء عزاءها
يا تربة الطف المقدسة التي * هالوا على ( ابن محمد ) بوغاءها
حيت ثراك فلاطفته سحابة * من كوثر الفردوس تحمل ماءها
واريت روح الأنبياء وإنما * واريت من عين الرشاد ضياءها
فلا يهم تنعى الملائك من له * عقد الاله ولاهم وولاءها
ألآدم تنعى وأين خليفة * الرحمن آدم كي يقيم عزاءها
وبك انطوى وبقية الله التي * عرضت وعلم آدم أسماءها
أم هل إلى نوح وأين نبيه * نوح فليسعد نوحها وبكاءها
ولقد ثوى بثراك والسبب الذي * عصم السفينة مغرقا أعداءها
أم هل إلى موسى وأين كليمه * موسى لكي وجدا يطيل نعاءها
ولقد توارى فيك والنار التي * في الطور قد رفع الاله سناءها
لا بل غداة عرت رزيتك التي * حمل الأئمة كربها وبلاءها
دفنوا النبوة وحيها وكتابها * بك والإمامة حكمها وقضاءها
لا أبيض يوم بعد يومك انه * ثكلت سماء الدين فيه ذكاءها
يوم على الدنيا أطل بروعة * ملأت صراخا أرضها وسماءها
واستك مسمع خافقيها مذبها * هتف النعي مطبقا أرجاءها
طرقتك سالبة البهاء فقطبي * ما بشر من سلب الخطوب بهاءها
ولتغد حائمة الرجاء طريدة * لأسجل ينقع برده أحشاءها
فحشا ابن فاطمة بعرصة كربلا * بردت غليلا وهو كان رواءها
ولتطبق الخضراء في أفلاكها * حتى تصك على الورى غبراءها
فوديعة الرحمن بين عباده * قد أودعته أمية رمضاءها
صرعته عطشانا صريعة كأسها * بتنوفة سدت عليه فضاءها
فكسته مسلوب المطارف نقعها * وسقته ضمآن الحشا سمراءها
يوم استحال المشرقان ضلالة * تبعت به شيع الضلال شقاءها
إذ ألقح ابن طليق أحمد فتنة * ولدت قلوبهم بها شحناءها
حشدت كتائبها على ابن محمد * بالطف حيث تذكرت آباءها
الله أكبر ! يا رواسي هذه الأرض * البسيطة زايلي أرجاءها
يلقى ابن منتجع الصلاح كتائبا * عقد ابن منتجع السفاح لواءها
ما كان أوقحها صبيحة قابلت * بالبيض جبهته تريق دماءها
ما بل أوجهها الحيا ولو أنها * قطع الصفا بل الحيا ملساءها
من أين تخجل أوجه أموية * سكبت بلذات الفجور حياءها
قهرت بني الزهراء في سلطانها * واستأصلت بصفاحها أمراءها
ملكت عليها الامر حتى حرمت * في الأرض مطرح جنبها وثواءها
ضاقت بها الدنيا فحيث توجهت * رأت الحتوف أمامها ووراءها
فاستوطأت ظهر الحمام وحولت * للعز عن ظهر الهوان وطاءها
طلعت ثنيات الحتوف بعصبة * كانوا السيوف قضاءها ومضاءها
من كل منتجع برائد رمحه * في الروع من مهج العدى سوداءها
إن تعر نبعة عزه لبس الوغى * حتى يجدل أو يعيد لحاءها
ما أظلمت بالنقع غاسقة الوغى * الا تلهب سيفه فأضاءها
يعشو الحمام لشعلة من عضبه * كرهت نفوس الدارعين صلاءها
فحسامه شمس وعزرائيل في * يوم الكفاح تخاله حرباءها
وأشم قد مسح النجوم لواؤه * فكأن من عذباته جوزاءها
زحم السماء فمن محك سنانه * جرباء لقبت الورى خضراءها
أبناء موت عاقدت أسيافها * بالطف أن تلقى الكماة لقاءها
لقلوبها امتحن الاله بموقف * محضته فيه صبرها وبلاءها
في حيث جعجعت المنايا بركها * وطوائف الآجال طفن إزاءها
ووفت بما عقدت فزوجت الطلى * بالمرهفات وطلقت جوباءها
كانت سواعد آل بيت محمد * وسيوف نجدتها على من ساءها
جعلت بثغر الحتف من زبر الضبا * ردما يحوط من الردى حلفاءها
واستقبلت هام الكماة فأفرغت * قطرا على ردم السيوف دماءها
كره الحمام لقاءها في ضنكه * لكن أحب الله فيه لقاءها
فثوت بأفئدة صواد لم تجد * ريا يبل سوى الردى أحشاءها
تغلي الهواجر من هجير غليلها * إذ كان يوقد حره رمضاءها
ما حال صائمة الجوانح أفطرت * بدم وهل تروي الدما إضماءها
ما حال عاقرة الجسوم على الثرى * نهبت سيوف أمية أعضاءها
وأراك تنشئ يا غمام على الورى * ضلا وتروي من حياك ضمأها
وقلوب أبناء النبي تفطرت * عطشا بقفر أرمضت أشلاها
وأمض ما جرعت من الغصص التي * قدحت بجانحة الهدى إيراءها
هتك الطغاة على بنات محمد * حجب النبوة خدرها وخباءها
فتنازعت أحشاءها حرق الجوى * وتجاذبت أيدي العدو رداءها
عجبا لحلم الله وهي بعينه * برزت تطيل عويلها وبكاءها
ويرى من الزفرات تجمع قلبها * بيد وتدفع في يد أعداءها
حال لرؤيتها وإن شمت العدى * فيها فقد نحت الجوى أحشاءها
ما كان أوجعها لمهجة أحمد * وأمض في كبد البتولة داءها
تربت أكفك يا أمية إنها * في الغاضرية تربت أمراءها
ما ذنب فاطمة وحاشا فاطما * حتى أخذت بذنبها أبناءها
لا بل منك المزن غلة عاطش * فيما سقيت بني النبي دماءها
فعليك ما صلى عليها الله * لعنته يشابه عودها إبداءها
بولاء أبناء الرسالة أتقي * يوم القيامة هولها وبلاءها
آليت ألزم طائرا مدحي لهم * عنقي إذا ما الله شاء فناءها
ليرى الاله ضجيع قلبي حبها * وضجيع جسمي مدحها ورثاءها
ماذا تظن إذا رفعت وسيلتي * لله حمد أئمتي وولاءها
أترى يقلدني صحيفة شقوتي * ويبز عنقي مدحها وثناءها
بل أين من عنقي صحيفتي التي * أخشى وقد ضمن الولاء جلاءها