مهدي الجصاني
26-06-2013, 01:08 PM
نزول عيسى من السماء ونصرته الإمام المهدي عليهما السلام
آيات نزول عيسى عليه السلام
أجمع المسلمون على أن نبي الله عيسى عليه السلام ينزل من السماء إلى الأرض في آخر الزمان ، قال الله تعالى:((وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً )).(النساء:159) ، وقال تعالى:(( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ)) (الزخرف:61) . والمعنى: أن عيسى عليه السلام آية من آيات الساعة ، وما من أحد من أهل الكتاب النصارى واليهود إلا سيؤمن بعيسى عليه السلام عندما ينزله الله إلى الدنيا ويرونه ويرون آياته . قال الإمام الباقر عليه السلام : (ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا ، فلا يبقى أهله ملة يهودي ولانصراني إلا آمن به قبل موته ، ويصلي خلف المهدي). (البحار:14/530).
فالحكمة من رفعه إلى السماء أن الله تعالى ادَّخره لدور عظيم في مرحلة حساسة من التاريخ ، يكون أتباعه وعُبَّاده فيها أكبر قوة في العالم ، وأكبر عائق أمام وصول نور الهدى الى الشعوب ، وإقامة دولة العدل الإلهي العالمي .
لهذا من الطبيعي أن ينزل المسيح عليه السلام في بلادهم ، وأن تَعُمَّ العالم المسيحي مظاهرات شعبية عارمة ، ويعتبروا نزوله نصراً لهم في مقابل ظهور المهدي عليه السلام في المسلمين . ومن الطبيعي كذلك أن يزور المسيح عليه السلام بلادهم المختلفة ، ويظهر الله على يديه أنواع المعجزات ، ويهتدي على يديه أعداد كبيرة .
وستكون أول ثمرات نزوله عليه السلام تخفيف عداء الغربيين للإسلام والمهدي عليه السلام وعقد اتفاقية سلام وعدم اعتداء بين الدول الغربية والإمام المهدي عليه السلام .
وقد تكون صلاة عيسى خلف المهدي عليهما السلام بعد سنين من نزوله ، وذلك عندما تنقض الدول الغربية معاهدة الصلح وتحشدون جيوشها لغزو المنطقة وحرب المهدي عليه السلام ، عند ذلك يتخذ المسيح عليه السلام موقفه الصريح إلى جانب المسلمين ويأتم بإمامهم عليه السلام . أما كسره الصليب وقتله الخنزير الذي روته مصادر السنيين ، فالمعقول أن يكون بعد هزيمة الغربيين في معركتهم مع المهدي عليه السلام ، ودخوله هو والمسيح عليهما السلام الى عواصمهم واستقبال أهلها لهما بالهتاف والتكبير .
البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام /528: (قال مقاتل بن سليمان ، ومن شايعه من المفسرين في تفسير قوله عز وجل: وإنه لعلم للساعة ، قال: هو المهدي عليه السلام يكون في آخر الزمان).وعنه كشف الغمة:3/280 ، والصواعق/162 ، وحلية الأبرار:2/724 ، وينابيع المودة/301 .
وقال تعالى:(( إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ )). (آل عمران:45-46) ومعنى: وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ: ما حدث عند ولادته عليه السلام . وَكَهْلاً: عندما ينزل من السماء ، لأنه رُفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة أي قبل الكهولة ، وعن ابن عباس أنه ابن ثلاثين(البغوي:2/77) والكهولة تبدأ من بدأ خط الشيب كما نص اللغويون . قال الراغب/442: ( الكهل من وَخَطَهُ الشيب... وأكتهل النبات إذا شارف اليبوسة مشارفة الكهل الشيب) . وفي مجمع البيان:2/295: (وكهلاً، بعد نزوله من السماء ليقتل الدجال ، وذلك لأنه رفع إلى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة وذلك قبل الكهولة، عن زيد بن أسلم).
وذكر الطبري في تفسيره:3/371 ، رأي من قال بأن عيسى عليه السلام كلم الناس في المهد وكهلاً قبل رفعه الى السماء، ثم قال: (وقال آخرون: معنى قوله: وكهلاً ، أنه سيكلمهم إذا ظهر . ذكر من قال ذلك... ثم رواه عن ابن زيد . ونسبه الثعلبي في تفسيره:3/69، الى الحسن بن الفضل البجلي وكذا الرازي:8/55 ، وقال البغوي:1/308:قيل للحسين بن الفضل: هل تجدون نزول عيسى في القرآن؟قال: نعم ، قوله: وكهلاً ، وهو لم يكتهل في الدنيا وإنما معناه وكهلاً بعد نزوله من السماء).انتهى.
وبذلك تعرف ضعف تفسير من قال إن تكليمه الناس كهلاً قد تمَّ قبل رفعه الى السماء ، كالبيضاوي:2/40 ، والزركشي:3/67، والسيوطي في الدر المنثور:2/24، لكنه روى بعده/50 ، عن ابن عباس: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ: يقول: عبيدك قد استوجبوا العذاب بمقالتهم ، وإن تغفر لهم أي من تركت منهم فنزلوا عن مقالتهم ، ووحدوك وأقروا أنا عبيد، وإن تغفر لهم حيث رجعوا عن مقالتهم ، فإنك أنت العزيز الحكيم). وعنه التصريح في نزول المسيح للكشميري/292
الفصل السابع والعشرون
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي عليه السلام
(http://www.alameli.net/books/?book=6&part=1)
الشيخ علي الكوراني العاملي
آيات نزول عيسى عليه السلام
أجمع المسلمون على أن نبي الله عيسى عليه السلام ينزل من السماء إلى الأرض في آخر الزمان ، قال الله تعالى:((وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً )).(النساء:159) ، وقال تعالى:(( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ)) (الزخرف:61) . والمعنى: أن عيسى عليه السلام آية من آيات الساعة ، وما من أحد من أهل الكتاب النصارى واليهود إلا سيؤمن بعيسى عليه السلام عندما ينزله الله إلى الدنيا ويرونه ويرون آياته . قال الإمام الباقر عليه السلام : (ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا ، فلا يبقى أهله ملة يهودي ولانصراني إلا آمن به قبل موته ، ويصلي خلف المهدي). (البحار:14/530).
فالحكمة من رفعه إلى السماء أن الله تعالى ادَّخره لدور عظيم في مرحلة حساسة من التاريخ ، يكون أتباعه وعُبَّاده فيها أكبر قوة في العالم ، وأكبر عائق أمام وصول نور الهدى الى الشعوب ، وإقامة دولة العدل الإلهي العالمي .
لهذا من الطبيعي أن ينزل المسيح عليه السلام في بلادهم ، وأن تَعُمَّ العالم المسيحي مظاهرات شعبية عارمة ، ويعتبروا نزوله نصراً لهم في مقابل ظهور المهدي عليه السلام في المسلمين . ومن الطبيعي كذلك أن يزور المسيح عليه السلام بلادهم المختلفة ، ويظهر الله على يديه أنواع المعجزات ، ويهتدي على يديه أعداد كبيرة .
وستكون أول ثمرات نزوله عليه السلام تخفيف عداء الغربيين للإسلام والمهدي عليه السلام وعقد اتفاقية سلام وعدم اعتداء بين الدول الغربية والإمام المهدي عليه السلام .
وقد تكون صلاة عيسى خلف المهدي عليهما السلام بعد سنين من نزوله ، وذلك عندما تنقض الدول الغربية معاهدة الصلح وتحشدون جيوشها لغزو المنطقة وحرب المهدي عليه السلام ، عند ذلك يتخذ المسيح عليه السلام موقفه الصريح إلى جانب المسلمين ويأتم بإمامهم عليه السلام . أما كسره الصليب وقتله الخنزير الذي روته مصادر السنيين ، فالمعقول أن يكون بعد هزيمة الغربيين في معركتهم مع المهدي عليه السلام ، ودخوله هو والمسيح عليهما السلام الى عواصمهم واستقبال أهلها لهما بالهتاف والتكبير .
البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام /528: (قال مقاتل بن سليمان ، ومن شايعه من المفسرين في تفسير قوله عز وجل: وإنه لعلم للساعة ، قال: هو المهدي عليه السلام يكون في آخر الزمان).وعنه كشف الغمة:3/280 ، والصواعق/162 ، وحلية الأبرار:2/724 ، وينابيع المودة/301 .
وقال تعالى:(( إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ )). (آل عمران:45-46) ومعنى: وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ: ما حدث عند ولادته عليه السلام . وَكَهْلاً: عندما ينزل من السماء ، لأنه رُفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة أي قبل الكهولة ، وعن ابن عباس أنه ابن ثلاثين(البغوي:2/77) والكهولة تبدأ من بدأ خط الشيب كما نص اللغويون . قال الراغب/442: ( الكهل من وَخَطَهُ الشيب... وأكتهل النبات إذا شارف اليبوسة مشارفة الكهل الشيب) . وفي مجمع البيان:2/295: (وكهلاً، بعد نزوله من السماء ليقتل الدجال ، وذلك لأنه رفع إلى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة وذلك قبل الكهولة، عن زيد بن أسلم).
وذكر الطبري في تفسيره:3/371 ، رأي من قال بأن عيسى عليه السلام كلم الناس في المهد وكهلاً قبل رفعه الى السماء، ثم قال: (وقال آخرون: معنى قوله: وكهلاً ، أنه سيكلمهم إذا ظهر . ذكر من قال ذلك... ثم رواه عن ابن زيد . ونسبه الثعلبي في تفسيره:3/69، الى الحسن بن الفضل البجلي وكذا الرازي:8/55 ، وقال البغوي:1/308:قيل للحسين بن الفضل: هل تجدون نزول عيسى في القرآن؟قال: نعم ، قوله: وكهلاً ، وهو لم يكتهل في الدنيا وإنما معناه وكهلاً بعد نزوله من السماء).انتهى.
وبذلك تعرف ضعف تفسير من قال إن تكليمه الناس كهلاً قد تمَّ قبل رفعه الى السماء ، كالبيضاوي:2/40 ، والزركشي:3/67، والسيوطي في الدر المنثور:2/24، لكنه روى بعده/50 ، عن ابن عباس: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ: يقول: عبيدك قد استوجبوا العذاب بمقالتهم ، وإن تغفر لهم أي من تركت منهم فنزلوا عن مقالتهم ، ووحدوك وأقروا أنا عبيد، وإن تغفر لهم حيث رجعوا عن مقالتهم ، فإنك أنت العزيز الحكيم). وعنه التصريح في نزول المسيح للكشميري/292
الفصل السابع والعشرون
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي عليه السلام
(http://www.alameli.net/books/?book=6&part=1)
الشيخ علي الكوراني العاملي