حسين ال دخيل
27-06-2013, 12:17 AM
الصداع
يُعرف الصداع بأنه الإحساس بالألم، أو عدم الراحة في الرأس، وينشأ ألم الرأس (الصداع)، من التـراكيب الحساسـة داخـل أو خـارج الجمجمة، وهي الأوعية الدموية وغشاء الأم الجافية (Dura Mater) المبطن لحفرات الدماغ الأمامية والوسطى والخلفية، وخيمة المخيخ (Tentorium Cerebelli)، وعضلات فروة الرأس (Scalp Muscles)، والغشاء المخاطي (Mucus Membrane) المبطن للجيوب الأنفية (Air Sinuses) والفراغات المحيطة بها، والأذن الخارجية والوسطى، والحجاج (Orbit) ، والأسنان واللثة، سواء كان ذلك بسبب الشد أو الضغط أو الإزاحة أو التمدد أو الالتهاب لأي من هذه التراكيب، والعجيب أن المخ، نفسه، الذي يحوي أعلى مراكز الإحساس لا يحس، وكذلك جذع الدماغ (Brain Stem)، والمخيخ (Cerebellum) غلب الأغشية السحائية (Meninges) التي تغطي الدماغ. ولعل الصداع هو من أكثر أنواع الألم شيوعاً، وهو من أكثرها إزعاجاً للمريض، ولا عجب في ذلك، فهو يرتبط برأسه التي تحوى مخه وعقله، هذا العقل الذي اختصه الله به، وفضله به على سائر الكائنات.
تشخيص الصـداع:
يراعى أن الصداع ليس مرض، ولكنه أحد الأعراض لمرض يجب تشخيصه وصفيـاً (إكلـينيكيـاً) (Clinically)، وسببيـا (Aetiologically) وبـاثـولـوجيا (Pathologically). وإذا كان الصداع ينشأ من كل من تلك التراكيب الحساسة التي أشرنا إليها، سواء كانت داخل الجمجمة أو خارجها، فإنه قد يعني شيئاً (مرضاً) خطيراً مثل النزف داخل الجمجمة (Intra-Cranial Haemorrhage) أو ورم المخ (Brain Tumour) أو شيئاً أقل خطورة مثل التهاب الجيوب الأنفية (Sinusitis).
ومن هنا تأتي أهمية فحص مريض الصداع، جيداً، بعد أخذ تاريخ مرضي مفصل عن الصداع، ومواصفاته، ومكانه من الرأس، وكيف بدأ ؟ ومنذ متى؟ وفي أي وقت من النهار أو الليل؟ ومعدل ترداده إذا كان متقطعاً، وما هي الأشياء التي تزيد من حدّته والتي تقلل منها؟ وما هي الأشياء التي ترسبه (Percipitating Factors)؟ وما هي الأعراض المصاحبة للصداع أو التي تسبق ظهوره مباشرة ، سواء كانت نفسية أو جسمانية؟ وحالة المريض الصحية والنفسية وأسلوب حياته اليومي وطبيعة عمله. والفحص يجب أن يتضمن: فحص العين، من حيث حدّة الإبصار والضغط داخل العين، وفروة الرأس، والجيوب الأنفية، والأسنان، والفحص العصبي كاملاً.
أما الاستقصاءات المعملية، فيجب أن تكون محدودة وهادفة ومبنية على تشخيص إكلينيكي مبدئي (Provisional Dragnosis) ولازمة لتأكيد التشخيص أو نفيه، فليس من صالح المريض أن يتكلف مبالغ طائلة من المال من دون مبرر علمي لذلك. كما أنه ليس من مصلحة دولة نامية تستورد أغلب مستلزمات هذه الفحوص المعملية، فكم من طبيب كلف مريضه أشعات على الجمجمة (Skull X-Rays) وتخطيط للدماغ (E.E.G.) (Electroencephalogram) وتصويراً مقطعياً للدماغ بالكمبيوتر (Computarized Axial Topography) ـ (C.A.T) ورنيناً مغناطيسـياً للرأس Magnetic Resonance ،Imaging M.R.I ، إلى غير ذلك من الفحوصات المعملية من دون مبرر علمي يستدعي كل تلك الفحوصات، ومن دون فحص إكلينيكي دقيق.
أنواع الصداع وأسبابه
1. صداع التوتر (Tension Headache)
وهو أكثر أنواع الصداع شيوعاً ويشكو منه أغلب الناس في فترة ما من فترات حياتهم، ويكون الألم فيه، غالباً، كحزام حول الرأس وفي فروة الرأس، ويزداد الألم بلمسها أو الضغط عليها، وقد يشمل عضلات الرقبة، وأحياناً يحس به المريض في القفا، وقد يمتد إلى الجبهة وجانبي الرأس. ويوصف بأنه وجع غامض، أو يشبه الضغط على الرأس، وهو متكرر وتختلف شدته، من وقت لآخر، وقد يظل من ساعات إلى أيام وتزداد الحالة سوءاً عند نهاية اليوم، ويقل أو يضيع بالنوم أو الاسترخاء، ولذا، فإن شدته تكون أقلّ ما يمكن في الصباح، بعد الاستيقاظ من النوم. هذا الصداع قد يرتبط بشدائد معينة في حياة الشخص، وليس له علامات منذرة، ونادراً ما يصاحبه قيء أو غثيان.
كيف يحدث صداع التوتر؟
من المعروف أن الانفعال يسبب توتراً (شداً) في العضلات مع طول انقباضها، وبعد فترة من الانقباض، يقل الدم الواصل إلى العضلات بسبب ضيق الأوعية الدموية، الأمر الذي ينشأ عنه نقص الدم (Ischaemia) فيحدث الألم في العضلات نتيجة لتراكم مخلفات الأيض (التمثيل الغذائي)، خاصة حمـض اللبنيك (Lactic Acid)، الذي يؤثر على النهايات العصبية، فيحدث الألم، الأمر الذي يزيد من انقباض العضلات، وهذا، بدوره، يسبب مزيداً من الألم، فيزداد التوتر لزيادة الألم، وهكذا، يدخل المريض في دائرة مفرغة.
وهناك عوامل نفسية ينشأ عنها صداع التوتر هذا، أهمها، القلق النفسي المـزمن (Chronic Anxiety)، والاكتئاب (Depression)، لذا، فإن من أهم الأعراض التي تصاحب صداع التوتر، سرعة الاستثارة (Irritability)، إذ لا يحتمل المريض أدنى المثيرات، أي أنه يصبح عصبياً، تسهل استثارته وانفعاله، والأرق (Insomnia) إذ يعانى من صعوبة بدء النوم (Initial Insomnia)، أو تقطع نومه (Intermittent Insomnia)، ونوبات البكاء، وهؤلاء المرضى، عادة ما يكون لديهم مشاعر عداء مكبوته، وأفكار جنسية غير مقبولة.
علاج صداع التوتر
الاعتبار الأول في علاج صداع التوتر، يعطى لتخفيف الألم، وإراحة المريض منه، وذلك بإعطاء عقاقير مضادة للقلق (Antidepressants)، ومرخية للعضلات (Muscle Relaxants)، مثل الديازبيام (Diazepam)، أو الكلورديازيبوكسيد (Chlordiazepoxide)، أو المبروباميت (Meprobamate)، وهي تعطى تحسناً إذا أعطيت بجرعات مناسبة. ويمكن وصف علاج فيزيائي في شكل تدفئة وتدليك للعضلة القفوية الأمامية (Occipito-Frontalis Muscle)، لتخفيف الصداع، وقتياً. ولكن لا يمكن الاستمرار على تعاطي هذه العقاقير، لأنها تؤدي إلى الإدمان، ولذا، فإنه في الوقت نفسه، يلزم بدء العلاج النفسي، الذي يكتشف حياة المريض، وظروفه الاجتماعية والأسرية، وظروف عمله، وكيفية استجابة المريض لضغوط الحياة وشدائدها، وسماته الشخصية، وأهدافه على المدى البعيد، حتى نحدد المشكلة النفسية التي يعانيها، بصفة خاصة، ولا يهم إن كان الطبيب النفسي يتبع علاجاً نفسياً إرشادياً أو تدعيمياً أو تحليلياً أو استكشافياً، ولكن المهم هو أن يعمل على حل صراع المريض ويحدث بعض التغيير في شخصيته، بما يجعل المريض غير معرض لحدوث صداع التوتر مرة أخرى. هذا إضافة إلى تخليصه من الاعتماد على العقاقير المهدئة، ومضادات القلق، أو العقاقير المسكنة للألم (Analgesics).
2. الشقيقة (الصداع النصفي ـ Migraine)
وهو ألم في إحدى جانبي الرأس، ولذا، أطلق عليه لفظ الصداع النصفي، ويتسم بنوباته المعاودة (المتكررة)، والتي قد يصاحبها اضطرابات بصرية، في صورة هلاوس بصرية، أو اضطرابات بالجهاز الهضمي، في صورة قيء أو غثيان، وتختلف النوبات، من حيث شدتها ومدتها ومعدل تكرارها، وقد يسبقها طور منذر، إذ تضطرب فيه الرؤية، وتدمع العين، وبين النوبات يكون مريض الشقيقة سليماً
لماذا نقلق؟!
تخلّ عن أهدافك! تماماً.
ويُعَدّ الصداع النصفي اضطراباً شائعاً بين الناس، إذ تصل نسبة انتشاره، حسب اختلاف الدراسات، 5 ـ 29%، بين الناس، بصفة عامة، وهو أكثر انتشاراً بين الإناث عنه بين الذكور بنسبة (2 : 1). وتشير الدراسات إلى أن التاريخ العائلي لمرضى الصداع النصفي موجب في نسبة 70% منهم، أي أن الوراثة تلعب في حدوثه دوراً كبيراً.
وللصداع النصفي أنواع، قسمت حسب مواصفات النوبة الإكلينيكية وما يصاحبها من أعراض، أهمها :
الصداع النصفي التقليدي (Classical Migraine)
وهو نوبات من الألم في أحد جانبي الرأس، يصاحبه قيء وغثيان، ويسبقه اضطراب رؤية في صورة خيالات، وتعرض المريض للضوء الشديد، يزيد من حدة الصداع، كما أن النوم يقلل الألم، لدرجة قد تصل إلى انتهاء النوبة.
الصداع النصفي الشائع (Common Migraine)
وفيه يغيب الطور المنذر، وسماته مشابهة للنوع السابق، ولكن يصعب تحديده، وقد يختلط وصفه بصداع التوتر، وهو أكثر أنواع الصداع النصفي شيوعاً بين الناس.
الصداع العنقودي (Cluster Headache)
وفيه يفاجأ المريض بآلام شديدة في أحد نصفي الرأس، ويصاحبها إدماع العين (Tearing) وانسداد فتحة الأنف، على الناحية نفسها، ويستمر عدة دقائق أو ساعات، وقد تتكرر النوبة أكثر من مرة في اليوم نفسه.
الصداع النصفي المصاحب بشلل عضلات العين (Ophthalmoplegic Migraine)
وهي نوبات من الصداع النصفي، يصاحبها شلل العضلات المحركة لمقلة العين (External Ocular Muscles) التي يغذيها العصب القحفي الثالث، وهذا الشلل يزول باختفاء النوبة، وهذا النوع أكثر حدوثاً للأطفال.
الصداع النصفي المصحوب بشلل نصفي (Hemiplegic Migraine)
وهو نوبات من الصداع النصفي، يصاحبها شلل نصفي عابر، سرعان ما يختفي باختفاء النوبة.
يُعرف الصداع بأنه الإحساس بالألم، أو عدم الراحة في الرأس، وينشأ ألم الرأس (الصداع)، من التـراكيب الحساسـة داخـل أو خـارج الجمجمة، وهي الأوعية الدموية وغشاء الأم الجافية (Dura Mater) المبطن لحفرات الدماغ الأمامية والوسطى والخلفية، وخيمة المخيخ (Tentorium Cerebelli)، وعضلات فروة الرأس (Scalp Muscles)، والغشاء المخاطي (Mucus Membrane) المبطن للجيوب الأنفية (Air Sinuses) والفراغات المحيطة بها، والأذن الخارجية والوسطى، والحجاج (Orbit) ، والأسنان واللثة، سواء كان ذلك بسبب الشد أو الضغط أو الإزاحة أو التمدد أو الالتهاب لأي من هذه التراكيب، والعجيب أن المخ، نفسه، الذي يحوي أعلى مراكز الإحساس لا يحس، وكذلك جذع الدماغ (Brain Stem)، والمخيخ (Cerebellum) غلب الأغشية السحائية (Meninges) التي تغطي الدماغ. ولعل الصداع هو من أكثر أنواع الألم شيوعاً، وهو من أكثرها إزعاجاً للمريض، ولا عجب في ذلك، فهو يرتبط برأسه التي تحوى مخه وعقله، هذا العقل الذي اختصه الله به، وفضله به على سائر الكائنات.
تشخيص الصـداع:
يراعى أن الصداع ليس مرض، ولكنه أحد الأعراض لمرض يجب تشخيصه وصفيـاً (إكلـينيكيـاً) (Clinically)، وسببيـا (Aetiologically) وبـاثـولـوجيا (Pathologically). وإذا كان الصداع ينشأ من كل من تلك التراكيب الحساسة التي أشرنا إليها، سواء كانت داخل الجمجمة أو خارجها، فإنه قد يعني شيئاً (مرضاً) خطيراً مثل النزف داخل الجمجمة (Intra-Cranial Haemorrhage) أو ورم المخ (Brain Tumour) أو شيئاً أقل خطورة مثل التهاب الجيوب الأنفية (Sinusitis).
ومن هنا تأتي أهمية فحص مريض الصداع، جيداً، بعد أخذ تاريخ مرضي مفصل عن الصداع، ومواصفاته، ومكانه من الرأس، وكيف بدأ ؟ ومنذ متى؟ وفي أي وقت من النهار أو الليل؟ ومعدل ترداده إذا كان متقطعاً، وما هي الأشياء التي تزيد من حدّته والتي تقلل منها؟ وما هي الأشياء التي ترسبه (Percipitating Factors)؟ وما هي الأعراض المصاحبة للصداع أو التي تسبق ظهوره مباشرة ، سواء كانت نفسية أو جسمانية؟ وحالة المريض الصحية والنفسية وأسلوب حياته اليومي وطبيعة عمله. والفحص يجب أن يتضمن: فحص العين، من حيث حدّة الإبصار والضغط داخل العين، وفروة الرأس، والجيوب الأنفية، والأسنان، والفحص العصبي كاملاً.
أما الاستقصاءات المعملية، فيجب أن تكون محدودة وهادفة ومبنية على تشخيص إكلينيكي مبدئي (Provisional Dragnosis) ولازمة لتأكيد التشخيص أو نفيه، فليس من صالح المريض أن يتكلف مبالغ طائلة من المال من دون مبرر علمي لذلك. كما أنه ليس من مصلحة دولة نامية تستورد أغلب مستلزمات هذه الفحوص المعملية، فكم من طبيب كلف مريضه أشعات على الجمجمة (Skull X-Rays) وتخطيط للدماغ (E.E.G.) (Electroencephalogram) وتصويراً مقطعياً للدماغ بالكمبيوتر (Computarized Axial Topography) ـ (C.A.T) ورنيناً مغناطيسـياً للرأس Magnetic Resonance ،Imaging M.R.I ، إلى غير ذلك من الفحوصات المعملية من دون مبرر علمي يستدعي كل تلك الفحوصات، ومن دون فحص إكلينيكي دقيق.
أنواع الصداع وأسبابه
1. صداع التوتر (Tension Headache)
وهو أكثر أنواع الصداع شيوعاً ويشكو منه أغلب الناس في فترة ما من فترات حياتهم، ويكون الألم فيه، غالباً، كحزام حول الرأس وفي فروة الرأس، ويزداد الألم بلمسها أو الضغط عليها، وقد يشمل عضلات الرقبة، وأحياناً يحس به المريض في القفا، وقد يمتد إلى الجبهة وجانبي الرأس. ويوصف بأنه وجع غامض، أو يشبه الضغط على الرأس، وهو متكرر وتختلف شدته، من وقت لآخر، وقد يظل من ساعات إلى أيام وتزداد الحالة سوءاً عند نهاية اليوم، ويقل أو يضيع بالنوم أو الاسترخاء، ولذا، فإن شدته تكون أقلّ ما يمكن في الصباح، بعد الاستيقاظ من النوم. هذا الصداع قد يرتبط بشدائد معينة في حياة الشخص، وليس له علامات منذرة، ونادراً ما يصاحبه قيء أو غثيان.
كيف يحدث صداع التوتر؟
من المعروف أن الانفعال يسبب توتراً (شداً) في العضلات مع طول انقباضها، وبعد فترة من الانقباض، يقل الدم الواصل إلى العضلات بسبب ضيق الأوعية الدموية، الأمر الذي ينشأ عنه نقص الدم (Ischaemia) فيحدث الألم في العضلات نتيجة لتراكم مخلفات الأيض (التمثيل الغذائي)، خاصة حمـض اللبنيك (Lactic Acid)، الذي يؤثر على النهايات العصبية، فيحدث الألم، الأمر الذي يزيد من انقباض العضلات، وهذا، بدوره، يسبب مزيداً من الألم، فيزداد التوتر لزيادة الألم، وهكذا، يدخل المريض في دائرة مفرغة.
وهناك عوامل نفسية ينشأ عنها صداع التوتر هذا، أهمها، القلق النفسي المـزمن (Chronic Anxiety)، والاكتئاب (Depression)، لذا، فإن من أهم الأعراض التي تصاحب صداع التوتر، سرعة الاستثارة (Irritability)، إذ لا يحتمل المريض أدنى المثيرات، أي أنه يصبح عصبياً، تسهل استثارته وانفعاله، والأرق (Insomnia) إذ يعانى من صعوبة بدء النوم (Initial Insomnia)، أو تقطع نومه (Intermittent Insomnia)، ونوبات البكاء، وهؤلاء المرضى، عادة ما يكون لديهم مشاعر عداء مكبوته، وأفكار جنسية غير مقبولة.
علاج صداع التوتر
الاعتبار الأول في علاج صداع التوتر، يعطى لتخفيف الألم، وإراحة المريض منه، وذلك بإعطاء عقاقير مضادة للقلق (Antidepressants)، ومرخية للعضلات (Muscle Relaxants)، مثل الديازبيام (Diazepam)، أو الكلورديازيبوكسيد (Chlordiazepoxide)، أو المبروباميت (Meprobamate)، وهي تعطى تحسناً إذا أعطيت بجرعات مناسبة. ويمكن وصف علاج فيزيائي في شكل تدفئة وتدليك للعضلة القفوية الأمامية (Occipito-Frontalis Muscle)، لتخفيف الصداع، وقتياً. ولكن لا يمكن الاستمرار على تعاطي هذه العقاقير، لأنها تؤدي إلى الإدمان، ولذا، فإنه في الوقت نفسه، يلزم بدء العلاج النفسي، الذي يكتشف حياة المريض، وظروفه الاجتماعية والأسرية، وظروف عمله، وكيفية استجابة المريض لضغوط الحياة وشدائدها، وسماته الشخصية، وأهدافه على المدى البعيد، حتى نحدد المشكلة النفسية التي يعانيها، بصفة خاصة، ولا يهم إن كان الطبيب النفسي يتبع علاجاً نفسياً إرشادياً أو تدعيمياً أو تحليلياً أو استكشافياً، ولكن المهم هو أن يعمل على حل صراع المريض ويحدث بعض التغيير في شخصيته، بما يجعل المريض غير معرض لحدوث صداع التوتر مرة أخرى. هذا إضافة إلى تخليصه من الاعتماد على العقاقير المهدئة، ومضادات القلق، أو العقاقير المسكنة للألم (Analgesics).
2. الشقيقة (الصداع النصفي ـ Migraine)
وهو ألم في إحدى جانبي الرأس، ولذا، أطلق عليه لفظ الصداع النصفي، ويتسم بنوباته المعاودة (المتكررة)، والتي قد يصاحبها اضطرابات بصرية، في صورة هلاوس بصرية، أو اضطرابات بالجهاز الهضمي، في صورة قيء أو غثيان، وتختلف النوبات، من حيث شدتها ومدتها ومعدل تكرارها، وقد يسبقها طور منذر، إذ تضطرب فيه الرؤية، وتدمع العين، وبين النوبات يكون مريض الشقيقة سليماً
لماذا نقلق؟!
تخلّ عن أهدافك! تماماً.
ويُعَدّ الصداع النصفي اضطراباً شائعاً بين الناس، إذ تصل نسبة انتشاره، حسب اختلاف الدراسات، 5 ـ 29%، بين الناس، بصفة عامة، وهو أكثر انتشاراً بين الإناث عنه بين الذكور بنسبة (2 : 1). وتشير الدراسات إلى أن التاريخ العائلي لمرضى الصداع النصفي موجب في نسبة 70% منهم، أي أن الوراثة تلعب في حدوثه دوراً كبيراً.
وللصداع النصفي أنواع، قسمت حسب مواصفات النوبة الإكلينيكية وما يصاحبها من أعراض، أهمها :
الصداع النصفي التقليدي (Classical Migraine)
وهو نوبات من الألم في أحد جانبي الرأس، يصاحبه قيء وغثيان، ويسبقه اضطراب رؤية في صورة خيالات، وتعرض المريض للضوء الشديد، يزيد من حدة الصداع، كما أن النوم يقلل الألم، لدرجة قد تصل إلى انتهاء النوبة.
الصداع النصفي الشائع (Common Migraine)
وفيه يغيب الطور المنذر، وسماته مشابهة للنوع السابق، ولكن يصعب تحديده، وقد يختلط وصفه بصداع التوتر، وهو أكثر أنواع الصداع النصفي شيوعاً بين الناس.
الصداع العنقودي (Cluster Headache)
وفيه يفاجأ المريض بآلام شديدة في أحد نصفي الرأس، ويصاحبها إدماع العين (Tearing) وانسداد فتحة الأنف، على الناحية نفسها، ويستمر عدة دقائق أو ساعات، وقد تتكرر النوبة أكثر من مرة في اليوم نفسه.
الصداع النصفي المصاحب بشلل عضلات العين (Ophthalmoplegic Migraine)
وهي نوبات من الصداع النصفي، يصاحبها شلل العضلات المحركة لمقلة العين (External Ocular Muscles) التي يغذيها العصب القحفي الثالث، وهذا الشلل يزول باختفاء النوبة، وهذا النوع أكثر حدوثاً للأطفال.
الصداع النصفي المصحوب بشلل نصفي (Hemiplegic Migraine)
وهو نوبات من الصداع النصفي، يصاحبها شلل نصفي عابر، سرعان ما يختفي باختفاء النوبة.