المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة فاطمة الزهراء ( علیها السلام ) لمّا منعت من فدك


melika
21-10-2007, 08:11 AM
http://www.tebyan.net/image/big/1386/07/1312051171521252022142132281687652371441851.jpg
روى العلاّمة الطبرسی فی كتابه الاحتجاج بسنده عن عبد الله بن الحسن [ هو عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علی بن طالب ( علیه السلام ) ] باسناده عن آبائه ( علیهم السلام ) : انه لما أجمع [ أی أحكم النیة والعزیمة ] أبو بكر وعمر على منع فاطمة ( علیها السلام ) فدكا وبلغها ذلك لاثت [ أی لفته ] خمارها [ الخِمار : المقنعة ، سمیت بذلك لان الرأس یخمر بها أی یغطى ] على رأسها ، واشتملت [ الاشتمال الشیء جعله شاملا ومحیطا لنفسه ] بجلبابها [ الجلباب : الرداء والازار ] واقبلت فی لمة [ أی جماعة وفی بعض النسخ فی لمیمة بصیغة التصغیر أی فی جماعة قلیلة ] من حفدتها [ الحَفَدَة : الاعوان والخدم ] ونساء قومها تطأ ذیولها [ أی ان اثوابها كانت طویلة تستر قدمیها فكانت تطأها عند المشی ] ما تخرم مشیتها مشیة رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) [ الخُرم : البرك ، النقص ، والعدول ] حتى دخلت على أبی بكر وهو فی حشد [ أی جماعة ] من المهاجرین والانصار وغیرهم ، فنیطت [ أی علقت ] دونها ملاء‌ة [ الملاء‌ة الازار ] فجلست ثم أنت انة اجهش [ اجهش القوم : تهیئوا ] القوم لها بالبكاء ، فارتج المجلس ، ثم امهلت هنیئة حتى اذا سكن نشیج القوم وهدأت فورتهم ، افتتحت الكلام بحمد الله والثناء علیه والصلاة على رسوله ، فعاد القوم فی بكائهم ، فلما امسكوا عادت فی كلامها ، فقالت ( علیها السلام ) :
( الحمد لله على ما انعم ، وله الشكر على ما الهم ، والثناء بما قدم ، من عموم نعم ابتداها ، وسبوغ آلاء أسداها ، وتمام منن اولاها ، جم عن الاحصاء عددها ، ونأى عن الجزاء امدها ، وتفاوت عن الادراك ابدها ، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها ، واستحمد إلى الخلائق باجزالها ، وثنى بالندب إلى امثالها ، واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شریك له ، كلمة جعل الاخلاص بأولها ، وضمن القلوب موصلها ، وأنار فی التفكر معقولها ، الممتنع من الابصار رؤیته ، ومن الالسن صفته ، ومن الاوهام كیفیته ، ابتدع الاشیاء لا من شیء كان قبلها ، وانشأها بلا احتذاء امثلة امتثلها كونها بقدرته ، وذرأها بمشیته ، من غیر حاجة منه إلى تكوینها ، ولا فائدة له فی تصویرها ، الا تثبیتا لحكمته ، وتنبیها على طاعته ، واظهارا لقدرته ، تعبدا لبریته ، اعزازا لدعوته ، ثم جعل الثواب على طاعته ، ووضع العقاب على معصیته ، زیادة لعباده من نقمته ، وحیاشة [ حاش الابل : جمعها وساقها ] لهم إلى جنته ، واشهد ان أبی محمدا عبده ورسوله ، اختاره قبل ان ارسله ، وسماه قبل ان اجتباه ، واصطفاه قبل ان ابتعثه ، اذ الخلائق بالغیب مكنونة ، وبستر الاهاویل مصونة ، وبنهایة العدم مقرونة ، علما من الله تعالى بما یلی الامور ، واحاطة بحوادث الدهور ، ومعرفة بموقع الامور ، ابتعثه الله اتماما لامره ، وعزیمة على امضاء حكمه ، وانفاذا لمقادیر حتمه ، فرأى الامم فرقا فی ادیانها ، عكفا على نیرانها ، عابدة لاوثانها ، منكرة لله مع عرفانها ، فأنار الله بأبی محمد ( صلى الله علیه وآله ) ظلمها ، وكشف عن القلوب بهمها [ أی مبهماتها وهی المشكلات من الامور ] وجلى عن الابصار غممها [ الغمم : جمع غمة وهی : المبهم الملتبس وفی بعض النسخ ( عماها ) ] وقام فی الناس بالهدایة ، فانقذهم من الغوایة ، وبصرهم من العمایة ، وهداهم إلى الدین القویم ، ودعاهم إلى الطریق المستقیم .
ثمّ قبضه الله الیه قبض رأفة واختیار ، ورغبة وایثار ، فمحمد ( صلى الله علیه وآله ) من تعب هذه الدار فی راحة ، قد حف بالملائكة الابرار ، ورضوان الرب الغفار ، ومجاورة الملك الجبار ، صلى الله على أبی نبیه ، وأمینه ، وخیرته من الخلق وصفیه ، والسلام علیه ورحمة الله وبركاته ) .
ثمّ التفتت إلى أهل المجلس وقالت : ( انتم عباد الله بصب امره ونهیه ، وحملة دینه ووحیه ، وامناء الله على انفسكم ، وبلغائه إلى الامم ، زعیم حق له فیكم ، وعهد قدمه الیكم ، وبقیة استخلفها علیكم : كتاب الله الناطق ، والقرآن الصادق ، والنور الساطع ، والضیاء اللامع ، بینة بصائره ، منكشفة سرائره ، منجلیة ظواهره ، مغتبطة به اشیاعه ، قائدا إلى الرضوان اتباعه ، مؤد النجاة استماعه ، به تنال حجج الله المنورة ، وعزائمه المفسرة ، ومحارمه المحذرة ، وبیناته الجالیة ، وبراهینه الكافیة ، وفضائله المندوبة ، ورخصه الموهوبة ، وشرائعه المكتوبة .
فجعل الله الایمان : تطهیرا لكم من الشرك ، والصلاة : تنزیها لكم عن الكبر ، والزكاة : تزكیة للنفس ، ونماء فی الرزق ، والصیام : تثبیتا للاخلاص ، والحج : تشییدا للدین ، والعدل : تنسیقا للقلوب ، وطاعتنا : نظاما للملة ، وامامتنا : امانا للفرقة ، والجهاد : عزا للاسلام ، والصبر : معونة على استیجاب الاجر ، والامر بالمعروف : مصلحة للعامة ، وبر الوالدین : وقایة من السخط ، وصلة الارحام : منساه [ أی مؤخرة ] فی العمر ومنماة للعدد ، والقصاص : حقنا للدماء ، والوفاء بالنذر : تعریضا للمغفرة ، وتوفیة المكائیل والموازین : تغییرا للبخس ، والنهی عن شرب الخمر : تنزیها عن الرجس ، واجتناب القذف : حجابا عن اللعنة ، وترك السرقة : ایجابا بالعفة ، وحرم الله الشرك : اخلاصا له بالربوبیة ، فاتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن الا وأنتم مسلمون ، واطیعوا الله فیما أمركم به ونهاكم عنه ، فانه انما یخشى الله من عباده العلماء ) .
ثمّ قالت : ( أیها الناس اعلموا ، انی فاطمة وأبی محمد ( صلى الله علیه وآله ) اقول عودا وبدوا ، ولا اقول ما اقول غلظا ، ولا افعل ما افعل شططا [ الشَطَط : هو البعد عن الحق ومجاوزة الحد فی كل شیء ] لقد جاؤكم رسول من انفسكم عزیز علیه ما عنتم [ عنتم : انكرتم وجحدتم ] حریص علیكم بالمؤمنین روؤف رحیم .

melika
21-10-2007, 08:12 AM
http://www.tebyan.net/image/big/1386/07/10249845198121503315112018316378210117218.jpg
فان تعزوه وتعرفوه : تجدوه أبی دون نسائكم ، واخا ابن عمی دون رجالكم ، ولنعم المعزى الیه ( صلى الله علیه وآله ) ، فبلّغ الرسالة ، صادعا [ الصدع هو الاظهار ] بالنِذارة [ الانذار : وهو الاعلام على وجه التخویف ] مائلا عن مدرجة [ هی المذهب والمسلك ] المشركین ، ضاربا ثبجهم [ الثَبَج : وسط الشیء ومعظمه ] آخذا باكظامهم [ الكَظَم : مخرج النفس من الحلق ] داعیا إلى سبیل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، یجف الاصنام [ فی بعض النسخ ( یكسر الاصنام ) وفی بعضها ( یجذ ) أی یكسر ] وینكث الهام ، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر ، حتى تفرى اللیل عن صبحه [ أی انشق حتى ظهر وجه الصباح ] واسفر الحق عن محضه ، ونطق زعیم الدین ، وخرست شقاشق الشیاطین [ الشقاشق : جمع شِقشقة وهی : شیء كالربة یخرجها البعیر من فیه اذا هاج ] وطاح [ أی هلك ] وشظ [ الوشیظ : السفلة والرذل من الناس ] النفاق ، وانحلت عقد الكفر والشقاق ، وفهتم بكلمة الاخلاص [ أی كلمة التوحید ] فی نفر من البیض الخماص [ المراد بهم اهل البیت علیهم السلام ] وكنتم على شفا حفرة من النار ، مذقة الشارب [ أی شربته ] ونُهزة [ أی الفرصة ] الطامع ، وقبسة العجلان [ مثل فی الاستعجال ] وموطئ الاقدام [ مثل مشهور فی المغلوبیة والمذلة ] تشربون الطَرق [ ماء السماء الذی تبول به الابل وتبعر ] وتقتاتون القِدّ [ سیر بقد من جلد غیر مدبوغ ] اذلة خاسئین ، تخافون أن یتخطفكم الناس من حولكم ، فانقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد ( صلى الله علیه وآله ) ، بعد اللتیا والتی ، وبعد أن منی ببهم الرجال [ أی شجعانهم ] وذؤبان العرب ، ومردة اهل الكتاب ، كلما اوقدوا نارا للحرب اطفأها الله ، ان نجم [ أی ظهر ] قرى الشیطان [ أی امته وتابعوه ] او فغرت فاغرة من المشركین [ أی الطائفة منهم ] قذف أخاه فی لهَوَاتها [ اللهوات وهی اللحمة فی اقصى شفة الفم ] فلا ینكفیء [ أی یرجع ] حتى یطأ جناحها باخمصه [ الاخمص مالا یصیب الارض من باطن القدم ] ویخمد لهبها بسیفه ، مكدودا فی ذات الله ، مجتهدا فی أمر الله ، قریبا من رسول الله ، سیدا فی أولیاء الله ، مشمرا ناصحا ، مجدا ، كادحا ، لا تأخذه فی الله لومة لائم ، وانتم فی رفاهیة من العیش ، وادعون [ أی ساكنون ] فاكهون [ أی ناعمون ] آمنون ، تتربصون بنا الدوائر [ أی صروف الزمان أی كنتم تنظرون نزول البلایا علینا ] وتتوكفون الاخبار [ أی تتوقعون اخبار المصائب والفتن النازلة بنا ] وتنكصون عند النزال ، وتفرون من القتال ، فلما اختار الله لنبیه دار أنبیائه ، ومأوى اصفیائه ، ظهر فیكم حسكة النفاق [ فی بعض النسخ ( حسكیة ) وحسكة النفاق عداوته ] وسمل [ أی صار خلقا ] جلباب الدین [ الجلباب الازار ] ونطق الغاوین ، ونبغ خامل [ أی من خفى ذكره وكان ساقطا لانباهة له ] الاقلین ، وهدر [ الهدیر : تردید البعیر صوته فی حنجرته ] فنیق [ الفحل المكرم من الابل الذی لا یركب ولا یهان ] المبطلین ، فخطر [ خطر البعیر بذنبه اذا رفعه مرة بعد مرة وضرب به فخذیه ] فی عرصاتكم ، واطلع الشیطان رأسه من مغرزه [ أی مایخفى فیه تشبیها له بالقنفذ فانه یطلع رأسه بعد زوال الخوف ] هاتفا بكم [ أی حملكم على الغضب فوجدكم مغضبین لغضبه ] فألفاكم لدعوته مستجیبین ، وللعزة فیه ملاحظین ، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا ، واحشمكم فألفا غضابا فوسمتم [ الوسم اثر الكی ] غیر ابلكم ووردتم [ الورود : حضور الماء للشرب ] غیر مشربكم ، هذا والعهد قریب والكُلم [ أی الجرح ] رُحیب [ أی السعة ] والجرح لما یندمل [ أی لم یصلح بعد ] والرسول لما یقبر ، ابتدارا زعمتم خوف الفتنة ، ألا فی الفتنة سقطوا ، وان جهنم لمحیطة بالكافرین ، فهیهات منكم ، وكیف بكم ، وانى تؤفكون ، وكتاب الله بین اظهركم ، اموره ظاهرة ، واحكامه زاهرة ، واعلامه باهرة ، وزواجره لایحة ، وأوامره واضحة ، وقد خلفتموه وراء ظهوركم ، أرغبة عنه تریدون ؟ ام بغیره تحكمون ؟ بئس للظالمین بدلا ، ومن یبتغ غیر الاسلام دینا فلن یقبل منه وهو فی الاخرة من الخاسرین .
ثم لم تلبثوا الا ریث أن تسكن نفرتها [ نفرت الدابة جزعت وتباعدت ] ویسلس [ أی یسهل ] قیادها ، ثم اخذتم تورون وقدتها [ أی لهبها ] وتهیجون جمرتها ، وتستجیبون لهتاف الشیطان الغوی ، واطفاء انوار الدین الجلی ، واهمال سنن النبی الصفی ، تشربون حسوا [ الحسو : هو الشرب شیئا فشیئا ] فی ارتغاء [ الارتغاء : هو شرب الرغوة وهی اللبن المشوب بالماء وحسوا فی ارتغاء : مثل یضرب لمن یظهر ویرید غیره ] وتمشون لاهله وولده فی الخَمرة [ الخمر : ماواراك من شجر وغیره ] والضَراء [ أی الشجر الملتف بالوادی ] ویصیر منكم على مثل حز [ أی القطع ] المدى ، ووخز السنان فی الحشاء ، وانتم الان تزعمون : أن لا إرث لنا ، افحكم الجاهلیة تبغون ومن احسن من الله حكما لقوم یوقنون ؟ ! أفلا تعلمون ؟ بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحیة : أنی ابنته .
ایها المسلمون أغلب على ارثی ؟ یابن أبی قحافة أفی كتاب الله ترث أباك ولا ارث أبی ؟ لقد جئت شیئا فریا ! أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ؟ اذ یقول : ( وورث سلیمان داود ) [ النمل : 16 ] وقال فیما اقتص من خبر یحیى بن زكریا اذ قال : ( فهب لی من لدنك ولیا یرثنی ویرث من آل یعقوب ) [ مریم : 6 ] وقال : ( واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض فی كتاب الله ) [ الانفال : 75 ] وقال : ( یوصیكم الله فی اولادكم للذكر مثل حظ الانثیین ) [ النساء : 11 ] وقال : ( إن ترك خیرا الوصیة للوالدین والاقربین بالمعروف حقا على المتقین ) [ البقرة :180 ] وزعمتم : ان لا حظوة [ أی المكانة ] لی ولا ارث من أبی ، ولا رحم بیننا ، افخصكم الله بآیة اخرج أبی منها ؟ ام هل تقولون : أن اهل ملتین لا یتوارثان ؟ أو لست انا وأبی من اهل ملة واحدة ؟ أم انتم أعلم بخصوص القرآن من أبی وابن عمی ؟ فدونكها مخطومة [ من الخِطام وهو : كل مایدخل فی انف البعیر لیقاد به ] مرحولة [ الرَحل : هو للناقة كالسراج للفرس ] تلقاك یوم حشرك ، فنعم الحكم والزعیم محمد ، والموعد القیامة ، وعند الساعة یخسر المبطلون ، ولا ینفعكم اذ تندمون ، ولكل نبأ مستقر ، وسوف تعلمون من یأتیه عذاب یخزیه ویحل علیه عذاب مقیم ) .
ثمّ رمت بطرفها نحو الانصار فقالت : ( یامعشر النقیبة [ أی الفتیة ] واعضاد الملة وحضنة الاسلام ، ماهذه الغَمیزَة [ أی ضعفة فی العمل ] فی حقی والسِنة [ النوم الخفیف ] عن ظلامتی ؟ أما كان رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) أبی یقول : ( المرء یحفظ فی ولده ) ؟ سرعان ما أحدثتم ، وعجلان ذا إهالة [ أی الدسم ] ولكم طاقة بما احاول ، وقوة على ما اطلب وأزاول ، أتقولون مات محمد ( صلى الله علیه وآله ) ؟ فخطب جلیل ، استوسع وهنه [ وهنة الوهن : الخرق ] واستنهر [ أی اتسع ] فتقه وانفتق رتقه ، واظلمت الارض لغیبته ، وكسف الشمس والقمر ، وانتثرت النجوم لمصیبته ، واكدت [ أی قل خیرها ] الآمال ، وخشعت الجبال ، وأضیع الحریم ، وأزیلت الحرمة عند مماته ، فتلك والله النازلة الكبرى ، والمصیبة العظمى ، لا مثلها نازلة ، ولا بائقة [ أی داهیة ] عاجلة ، اعلن بها كتاب الله جل ثناؤه ، فی افنیتكم ، وفی ممساكم ، ومصبحكم ، یهتف فی افنیتكم هنافا ، وصراخا ، وتلاوة ، والحانا ، ولقبله ما حل بأنبیاء الله ورسله ، حكم فصل ، وقضاء حتم : ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ینقلب على عقبیه فلن یضر الله شیئا وسیجزی الله الشاكرین ) [ آل عمران : 144 ] .
( أیّها بنی قیلة [ قبیلتا الانصار : الاوس والخزرج ] أهضم تراث أبی ؟ وانتم بمرئ منی ومسمع ، ومنتدى [ أی المجلس ] ومجمع ، تلبسكم الدعوة ، وتشملكم الخبرة ، وانتم ذوو العد والعدة ، والاداة والقوة ، وعندكم السلاح والجُنة [ ما استترت به من السلاح ] توافیكم الدعوة فلا تجیبون ، وتأتیكم الصرخة فلا تغیثون ، وانتم موصوفون بالكفاح ، معروفون بالخیر والصلاح ، والنخبة التی انتخبت ، والخیرة التی اختیرت لنا اهل البیت ، قاتلتم العرب ، وتحملتم الكد والتعب ، وناطحتم الامم ، وكافحتم البهم ، لا نبرح [ أی لا نزال ] او تبرحون ، نأمركم فتأتمرون ، حتى اذا دارت بنا رحى الاسلام ، ودر حلب الایام ، وخضعت ثغرة الشرك ، وسكنت فورة الافك ، وخمدت نیران الكفر ، وهدأت دعوة الهرج ، واستوسق [ أی اجتمع ] نظام الدین ، فأنى حزتم بعد البیان ؟ واسررتم بعد الاعلان ؟ ونكصتم بعد الاقدام ؟ واشركتم بعد الایمان ؟ بؤسا لقوم نكثوا ایمانهم من بعد عهدهم ، وهموا باخراج الرسول ، وهم بدؤكم اول مرة ، اتخشونهم فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنین .
ألا وقد أرى أن قد اخلدتم [ أی ملتم ] إلى الخفض [ أی السعة والخصب واللین ] وابعدتم من هو احق بالبسط والقبض ، وخلوتم بالدعة [ الدعة : الراحة والسكون ] ونجوتم بالضیق من السعة ، فمججتم ماوعیتم ، ودسغتم [ الدسغ : الفیء ] الذی تسوغتم [ تسوغ الشراب شربه بسهولة ] فان تكفروا انتم ومن فی الارض جمیعا ، فان الله لغنی حمید .
ألا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة منی بالجذلة [ الجذلة : ترك النصر ] التی خامرتكم [ أی خالطتكم ] والغدرة التی استشعرتها قلوبكم ، ولكنها فیضة النفس ، ونفثة الغیظ ، وخور [ أی الضعف ] القناة [ أی الرمح ، والمراد من ضعف القناة هنا ضعف النفس عن الصبر على الشدة ] وبثة الصدر ، وتقدمة الحجة ، فدونكموها فاحتقبوها [ أی احملوها على ظهوركم ودبر البعیر اصابته الدَبَرَة وهی جراحة تحدث من الرحل ] دبرة الظهر ، نقبة [ نقب خف البعیر رق وتثقب ] الخف ، باقیة العار ، موسومة بغضب الجبار ، وشنار الابد ، موصولة بنار الله الموقدة ، التی تطلع على الافئدة ، فبعین الله ما تفعلون ، وسیعلم الذین ظلموا أی مقلب ینقلبون ، وأنا ابنة نذیر لكم بین یدی عذاب شدید ، فاعلموا أنا عاملون ، وانتظر أنا منتظرون ) .

melika
21-10-2007, 08:12 AM
فاجابها أبو بكر عبد الله بن عثمان وقال : یا بنت رسول الله ، لقد كان ابوك بالمؤمنین عطوفا كریما ، روؤفا رحیما ، وعلى الكافرین عذابا الیما ، وعقابا عظیما ، ان عزوناه وجدناه اباك دون النساء ، واخا إلفك دون الاخلاء [ الالف : هو الالیف بمعنى المألوف والمراد به هنا الزوج لانه إلف الزوجة ، وفی بعض النسخ : ابن عمك ] آثر على كل حمیم ، وساعده فی كل امر جسیم ، لا یحبكم الا سعید ، ولا یبغضكم الا شقی بعید ، فأنتم عترة رسول الله ، والطیبون الخیرة المنتجبون ، على الخیر ادلتنا ، إلى الجنة مسالكنا ، وأنت یا خیرة النساء ، وأبنة خیر الانبیاء ، صادقة فی قولك ، سابقة فی وفور عقلك ، غیر مردودة عن حقك ، ولا مصدودة عن صدقك ، والله ماعدوت رأی رسول الله ، ولا عملت الا بإذنه ، والرائد لا یكذب أهله ، وانی اشهد الله وكفى به شهیدا ، أنی سمعت رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) یقول : ( نحن معاشر الانبیاء ، لا نورث ذهبا ولا فضة ، ولا دارا ولا عقار ، وإنما نورث الكتاب والحكمة ، والعلم والنبوة ، وما كان لنا من طعمة ، فلولی الامر بعدنا ، ان یحكم فیه بحكمه ) وقد جعلنا ماحولته فی الكراع والسلاح ، یقاتل بها المسلمون ویجاهدون الكفار ، ویجالدون المردة الفجار ، وذلك باجماع من المسلمین ، لم انفرد به وحدی ، ولم استبد بما كان الرأی عندی ، وهذه حالی ومالی ، هی لك وبین یدیك ، لاتزوى عنك ، ولا ندخر دونك ، وانك وانت سیدة امة أبیك ، والشجرة الطیبة لبنیك ، لا ندفع مالك من فضلك ، ولا یوضع فی فرعك واصلك ، حكمك نافذ فیما ملكت یدای ، فهل ترین ان اخالف فی ذلك أباك ( صلى الله علیه وآله ) ؟
فقالت ( علیها السلام ) : ( سبحان الله ما كان أبی رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) عن كتاب الله صادفا [ أی معرضا ] ولا لاحكامه مخالفا ! بل كان یتبع اثره ، ویقفو سوره ، أفتجمعون إلى الغدر اعتلالا علیه بالزور ، وهذا بعد وفاته شبیه بما بغى له من الغوائل [ أی المهالك ] فی حیاته ، هذا كتاب الله حكما عدلا ، وناطقا فصلا ، یقول : ( یرثنی ویرث من آل یعقوب ) [ مریم : 6 ] ویقول : ( وورث سلیمان داود ) [ النمل : 16 ] وبین عزوجل فیما وزع من الاقساط ، وشرع من الفرائض والمیراث ، واباح من حظ الذكران والاناث ، ما ازاح به علة المبطلین ، وأزال التظنی والشبهات فی الغابرین ، كلا بل سولت لكم انفسكم أمرا ، فصبر جمیل ، والله المستعان على ما تصفون ) .
فقال ابو بكر : صدق الله ورسوله ، وصدقت ابنته ، أنت معدن الحكمة ، وموطن الهدى والرحمة ، وركن الدین ، وعین الحجة ، لا ابعد صوابك ، ولا انكر خطابك ، هؤلاء المسلمون بینی وبینك ، قلدونی ما تقلدت ، وباتفاق منهم أخذت ما أخذت ، غیر مكابر ولا مستبد ، ولا مستأثر ، وهم بذلك شهود .
فالتفتت فاطمة ( علیها السلام ) إلى الناس وقالت : ( معاشر المسلمین المسرعة إلى قیل الباطل [ فی بعض النسخ : قبول الباطل ] المغضیة على الفعل القبیح الخاسر ، افلا تتدبرون القرآن ؟ أم على قلوب أقفالها ؟ كلا بل ران على قلوبكم ما اسأتم من اعمالكم ، فأخذ بسمعكم وابصاركم ، ولبئس ما تأولتم ، وساء ما به أشرتم ، وشر ما منه اغتصبتم ، لتجدن والله محمله ثقیلا ، وغبه وبیلا ، اذا كشف لكم الغطاء ، وبان باورائه الضراء ، وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون ، وخسر هنالك المبطلون ) .
ثمّ عطفت على قبر النبی ( صلى الله علیه وآله ) وقالت :
قد كان بعدك انباء وهنبثة لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
انا فقدناك فقد الارض وابلها واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
وكل اهل له قربى ومنزلة عند الاله على الادنین مقترب
ابدت رجال لنا نجوى صدورهم لما مضیت وحالت دونك الترب
تجهمتنا رحال واستخف بنا لما فقدت وكل الارض مغتصب
وكنت بدرا ونورا یستضاء به علیك ینزل من ذی العزة الكتب
وكان جبریل بالآیات یؤنسنا فقد فقدت وكل الخیر محتجب
فلیت قبلك كان الموت صادفنا لما مضیت وحالت دونك الكثب
ثمّ انكفئت ( علیها السلام ) ، وأمیر المؤمنین ( علیه السلام ) یتوقع رجوعها الیه ، ویتطلع طلوعها علیه ، فلما استقرت بها الدار ، قالت : لأمیر المؤمنین ( علیه السلام ) : ( یابن أبی طالب ، اشتملت شملة الجنین ، وقعدت حجرة الظنین ، نقضت قادمة [ قوادم الطیر : مقادم ریشه وهی عشرة ] الاجدل [ أی الصقر ] فخانك ریش الاعزل [ العزل من الطیر : ما لا یقدر على الطیران ] هذا ابن ابی قحافة یبتزنی [ أی یسلبنی ] نحلة أبی وبغلة [ البغلة ما یتبلغ به من العیش ] ابنی ! لقد اجهد [ فی بعض النسخ : اجهر ] فی خصامی ، والفیته [ أی وجدته ] الد [ الالد : شدید الخصومة ] فی كلامی ، حتى حبستنی قیلة نصرها والمهاجرة وصلها ، وغضت الجماعة دونی طرفها ، فلا دافع ولا مانع ، خرجت كاظمة ، وعدت راغمة ، اضرعت [ ضرع : خضع وذل ] خدك یوم اضعت حدك إفترست الذئاب ، وافترشت التراب ، ما كففت قائلا ، ولا اغنیت طائلا [ أی ما فعلت شیئا نافعا ، وفی بعض النسخ : ولا اغیت باطلا : أی كففته ] ولا خیار لی ، لیتنی مت قبل هنیئتی ، ودون ذلتی عذیری [ العذیر بمعنى العاذر أی : الله قابل عذری ] الله منه عادیا [ أی متجاوزا ] ومنك حامیا ، ویلای فی كل شارق ! ویلای فی كل غارب ! مات العمد ، ووهن [ الوهن : الضعف فی العمل او الامر او البدن ] العضد ، شكوای إلى أبی ! وعدوای [ العدوى : طلبك إلى وال لینتقم لك من عدوك ] إلى ربی ! اللهم انك اشد منهم قوة وحولا ، واشد بأسا وتنكیلا ) .
فقال أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) : ( لا ویل لك بل الویل لشانئك [ الشانیء : المبغض ] ثم نهنهی عن وجدك [ أی كفی عن حزنك وخففی من غضبك ] یاابنة الصفوة ، وبقیة النبوة ، فما ونیت [ أی ماكللت ولا ضعفت ولا عییت ] عن دینی ، ولا اخطأت مقدوری [ أی ما تركت ما دخل تحت قدرتی أی لست قادرا على الانتصاف لك لما اوصانی به الرسول ] فان كنت تریدین البلغة ، فرزقك مضمون ، وكفیلك مأمون ، وما اعد لك اضل مما قطع عنك ، فاحتسبی الله ) .
فقالت : ( حسبی الله ) ، وامسكت .

بنتُ علي
21-10-2007, 08:49 AM
السلام عليك يامولاتي "أيتها المظلومة " المغصوبة حقها ...

خطبة ينبغي التمعن فيها لنعرف حقائق تاريخية

شكرا اختي مليكا

مأجورة أن شاء الله

رزقنا الله واياك شفاعة سيديتي ومولاتي الزهراء عليها السلام

تحياتي

melika
21-10-2007, 03:49 PM
اهلا حبیبتی عشوقه

اجمعین یارب

شکرا لحضورچ العطر

تشرفنااا..

نور الزهراء
23-10-2007, 03:46 AM
السلام عليك يامولاتي "أيتها المظلومة " المغصوبة حقها ...
خطبة رائعة وببلاغة عالية ..

مشكورة مليكا جدا رروعه ..

melika
25-10-2007, 05:32 PM
اهلاا حبیبتی نور

وشکرا علی حضورک العطر

نورتی حیاتی..

الكردون
31-10-2007, 03:38 AM
السوال هو .....هل على بن ابى طالب عندما تولى الخلافه اعطى فاطمه حقها (فدك)
ارجو الاجابه

خادمة الشيخ المهاجر
31-10-2007, 02:42 PM
بسم الله تعالى
اللهم صل على محمد وآل محمد
أيها الكردون لو فكرت قليلا ... لوجدت أن الأمام علي تولى مقاليد الحكم
بعد وفاة الزهراء عليها السلام بسنين
والزهراء أول أهل البيت لاحقا بالنبي حيث توفيت بعد رسول الله
بثلاثة أشهر ، فما أقصر عمرك يامولاتي
دمتم برعاية بقية الله الأعظم

رحى الاسلام
30-01-2010, 04:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.....بصراحه الخطبه المزعومه هي عباره عن كلام ملييء بالزخرفه الانشائيه ليضع مغالطات تاريخيه لنصره فكره خياليه....!!

كانوا أعمق علماً وأقل تكلفاً ..والله رب الكعبه..


و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسيرة المنتظر
30-01-2010, 05:48 PM
اللهم صلي على فاطِمة و أبيها و بعلها و بنيها و التسعة المعصومين من ذراريها
و السر المستودع فيها صلاة لا نهاية لأمدها و لا غاية لعددها
و لعن الله ظالميها من الأولين و الآخرين إلى قيام يوم الدين
و رزقنا الله و إياكم في الدنيا زيارتها و الأخذ بثأرها
و في الآخرة شفاعتها

سلمت يداكِ أختي العزيزة مليكا

أسيرة المنتظر
30-01-2010, 05:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.....بصراحه الخطبه المزعومه هي عباره عن كلام ملييء بالزخرفه الانشائيه ليضع مغالطات تاريخيه لنصره فكره خياليه....!!

كانوا أعمق علماً وأقل تكلفاً ..والله رب الكعبه..


و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الخطبة صحيحة 100% و لا إشكال فيها

bahaa ali
14-02-2010, 01:05 AM
اللهم صلي على فاطِمة و أبيها و بعلها و بنيها و التسعة المعصومين من ذراريها
و السر المستودع فيها صلاة لا نهاية لأمدها و لا غاية لعددها
و لعن الله ظالميها من الأولين و الآخرين إلى قيام يوم الدين
و رزقنا الله و إياكم في الدنيا زيارتها و الأخذ بثأرها
و في الآخرة شفاعتها

سلمت يداكِ أختي العزيزة مليكا

البصراوية
15-02-2010, 09:43 AM
السلام على الزهراء الطاهرة الصديقة

وعلى ابيها وبعلها وبنيها

شكرآ لطرحكم القيم .

مريم محمد
15-02-2010, 01:41 PM
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد

السلام عليك يابنت سيد الأوصياء السلام عليك يابضعة رسول الله
السلام عليك ياسيدة نساء العالمين السلام عليك ياأم الحسن والحسين
السلام عليك يافاطمة الزهراء ورحمة الله وبركاته ...

تسلمي اختي عالطرح