محمد مشعل
01-07-2013, 09:21 AM
زينب
(ق.ق.ج)
انحازت عن النساء متنكرة بزيها الفضفاض يجللها البهاء والنور ويسير معها الوقار حيث تسير ، استنكرها قوم فتاهت أفكارهم في معرفتها وتسائل آخرون عنها ، من هذه المرأة؟
انها ابنة الأمير يا أمير..
وهل يوجد أمير غيري ؟!
قالها والغضب على ووجه يلفح بقية السكون الذي يجتهد في تصنعه ،ويندفع مع زفرة منخريه وقد دق حنكه على نحره يسدد نظراته نحوها وقد جحظت عيناه ، فزم شفتيه وقبض قبضتيه.
عرفها فأراد أن يحرق قلبها ويبدي ماخفي تحت خدرها فراح يذكرها بقتل أخيها متشمتا " الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم".
لكنها كجبل شامخ مرت به ريح فما أوقرت منه بقدر جناح بعوضة، تخطت كأمها تدفع الظلم عن العترة الطاهرة ، وقفت في قصر الامارة والكل يرتقب ما ستفعل ، يتهامسون ويتسائلون، ترى ما تحسن هذه السبية من القول ، والاخوة صرعى مجزرين كالأضاحي، لم تبق منهم باقية سوى عليل قيدته السلاسل وحبسته الحواجب ؟!
وهنا تفجر الفجر من مكمنه ،فصاح الصبح لم أقتل كما توهموا ، فغار الليل مندحرا في جوف قاتله ..
نما فرع النبوة ينطق على لسان حفيدته فقالت والصوت يهدر في المسامع، يرعب كآلة الحرب حين تقرع زلزلتها صدور الرجال " الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد وطهرنا من الرجس تطهيرا إنَّما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا"
سمع الجمع صوتها فتسمر الصمت على السنتهم وراح صوتها يتسلل الى القلوب ، يجلجل الحرف بين ثناياها جملا تقبس من نور القرآن حديثها ، هزمتْ بقولها داعية الباطل فتزاور عنه جلساءه وقرضت نظراتهم خيبته ،فعلا بين القوم لغط وازدراء ، وتسائلوا مَنْ هؤلاء ؟
آلَ بيت المصطفى جاء الجواب، فتشتتَ في الفضاء أنين وبكاء.
شق الغضب شدقي طاغية العصر والتاث فيه ببعض مافيه..
حينها رفعت يدها ، فسكتت الاصوات ، فقالت " سيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ" ،"ثكلتك أمك يا ابن مرجانه" .
استشاط الطاغية غضبا وهم بقتلها ولكن التاريخ قتله..
مات ابن زياد ، وعاشت الحوراء زينب.
محمد مشعل الكَريشي / 30-6-2013
(ق.ق.ج)
انحازت عن النساء متنكرة بزيها الفضفاض يجللها البهاء والنور ويسير معها الوقار حيث تسير ، استنكرها قوم فتاهت أفكارهم في معرفتها وتسائل آخرون عنها ، من هذه المرأة؟
انها ابنة الأمير يا أمير..
وهل يوجد أمير غيري ؟!
قالها والغضب على ووجه يلفح بقية السكون الذي يجتهد في تصنعه ،ويندفع مع زفرة منخريه وقد دق حنكه على نحره يسدد نظراته نحوها وقد جحظت عيناه ، فزم شفتيه وقبض قبضتيه.
عرفها فأراد أن يحرق قلبها ويبدي ماخفي تحت خدرها فراح يذكرها بقتل أخيها متشمتا " الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم".
لكنها كجبل شامخ مرت به ريح فما أوقرت منه بقدر جناح بعوضة، تخطت كأمها تدفع الظلم عن العترة الطاهرة ، وقفت في قصر الامارة والكل يرتقب ما ستفعل ، يتهامسون ويتسائلون، ترى ما تحسن هذه السبية من القول ، والاخوة صرعى مجزرين كالأضاحي، لم تبق منهم باقية سوى عليل قيدته السلاسل وحبسته الحواجب ؟!
وهنا تفجر الفجر من مكمنه ،فصاح الصبح لم أقتل كما توهموا ، فغار الليل مندحرا في جوف قاتله ..
نما فرع النبوة ينطق على لسان حفيدته فقالت والصوت يهدر في المسامع، يرعب كآلة الحرب حين تقرع زلزلتها صدور الرجال " الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد وطهرنا من الرجس تطهيرا إنَّما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا"
سمع الجمع صوتها فتسمر الصمت على السنتهم وراح صوتها يتسلل الى القلوب ، يجلجل الحرف بين ثناياها جملا تقبس من نور القرآن حديثها ، هزمتْ بقولها داعية الباطل فتزاور عنه جلساءه وقرضت نظراتهم خيبته ،فعلا بين القوم لغط وازدراء ، وتسائلوا مَنْ هؤلاء ؟
آلَ بيت المصطفى جاء الجواب، فتشتتَ في الفضاء أنين وبكاء.
شق الغضب شدقي طاغية العصر والتاث فيه ببعض مافيه..
حينها رفعت يدها ، فسكتت الاصوات ، فقالت " سيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ" ،"ثكلتك أمك يا ابن مرجانه" .
استشاط الطاغية غضبا وهم بقتلها ولكن التاريخ قتله..
مات ابن زياد ، وعاشت الحوراء زينب.
محمد مشعل الكَريشي / 30-6-2013