مشاهدة النسخة كاملة : المرجعية الدينية العليا والشعب : العلاقة والتطلعات
عبدالله الجزائري
08-07-2013, 11:49 PM
المرجعية الدينية العليا والشعب : العلاقة والتطلعات
شكل موقف الرجعية الدينية العليا قوة أساسية في الحياة السياسية والاجتماعية حيث احتفظ موقف المرجعية بالأصالة الإسلامية المستمدة من مواقف أهل البيت وقيادتهم الحركة الأمة وتوجيه مساراتها , وكما تعرض أهل البيت إلى محاولات تحجيم دورهم وعزلهم عن قواعدهم وممارسة العنف والقتل , إلا أنها لم تستطع أن تفصل الأئمة عن الأمة , فقد تعددت ادوار الأئمة وتنوعت حسب الظروف , لتعطي في محصلاتها النهائية موقفا موحدا يتمثل في حفظ الأصالة الإسلامية والمصالح العليا للبلاد والعباد , ولم يكن بمقدور مدرسة اهل البيت عليهم السلام ان تستمر في خطها الاصيل بعد الغيبة الكبرى لولا الاعداد المسبق الذي مارسه الائمة في تقديم وتهيئة الكوادر العلمية الكفوءة التي اضطلعت فيما بعد بمسؤولية ملئ الفراغ القيادي للائمة بعد الغيبة واستكمال ادوارهم ضمن الخط العام الذي ثبتوا معالمه في الحياة الاسلامية بشكل عام والشيعية خصوصا . وبذلك صارت المرجعية العليا تقف في كل زمان على راس الهرم الشيعي كوجود شرعي قيادي يتمتع بتأييد وطاعة الجماهير الشيعية بشكل لا نجد له نظير عند غيرهم من المسلمين .
ان قوة الرابطة بين المرجعية الدينية العليا وجماهيرها وفرت للكيان الشيعي قوة دعم مثالية ساهمت في معظم الحالات في انجاح القرار المرجعي وتحويله الى موقف ثابت على الارض , يتصف بالصمود والاصرار والتحدي احيانا , لانه يتقوم من خلال العلاقة الوثيقة بين المرجعية وابناء الامة .
وفي الحقيقة ان معطيات هذه العلاقة كانت متبادلة بين المرجعية الدينية العليا والامة فالولاء الشيعي لموقع المرجعية مكنها من التصدي والتدخل في الحالات المطلوبة لاتخاذ موقفه الشرعي والتاريخي ا زاء الاحداث والمواقف التي شهدتها الساحة العراقية على نحو الخصوص .
ان هذه الحقيقة التي يتميز بها الوجود الشيعي جعلت الدوائر المعادية تفكر في اضعاف الترابط بين المرجعية والامة وايجاد حاجز بنهما يجعل المرجعية تتحجم في نطاقها الخاص وبدفع جماهير الشيعة الى المسارات البعيدة عنها .
الخلاصة :
كلما زاد انضباط ودعم وفهم الجماهير لسياسة المرجعية الدينية العليا التي تمثل السياسة الإسلامية والهادفة إلى بناء دولة مدنية مؤسساتية دستورية تحفظ الهوية والثوابت الإسلامية تنسجم مع الطبيعة الديموغرافية للعراق كلما كان الحل للوضع السياسي العراقي أسرع
صفاء العامري
11-07-2013, 11:16 AM
احسنت بارك الله بيك
مصحح المسار
11-07-2013, 02:05 PM
نعم إذا ما نظرنا عموما ً للسياسة الاسلامية والتي تخص أمور المسلمين في الحلال والحرام
العبادات والمعاملات فهي على نهج أهل البيت ؛؛ أما إذا ما تحدثنا عن السياسة وفق مبدأ
الحكم والكرسي والسلطة مع الربط بين الدين والسياسية في تحقيق منهج أهل البيت فبعضهم
لا تنطبق عليه الخلاصة ؛؛؛ أي أنه ( اسلام سياسي )؛؛؛ هذا إذا ما عرفنا حقيقة صارخة لا غبار
عليها بأن من تحققت فيه الولاية الدينية والسياسية وحكم فعلا ًهم الرسول ص وآله ومن بعده
الإمام علي عليه السلام والحسن عليه السلام ؛؛؛ أما المتبقي من أهل البيت فلم يصلوا إلى
سدة الحكم وقد حكم بدلا ًعنهم أعدائهم رغم توافر شروط الإمامة الدينية والسياسية فيهم عليهم
السلام .
س البغدادي
11-07-2013, 03:36 PM
هذا إذا ما عرفنا حقيقة صارخة لا غبار
عليها بأن من تحققت فيه الولاية الدينية والسياسية وحكم فعلا ًهم الرسول ص وآله ومن بعده
الإمام علي عليه السلام والحسن عليه السلام ؛؛؛ أما المتبقي من أهل البيت فلم يصلوا إلى
سدة الحكم وقد حكم بدلا ًعنهم أعدائهم رغم توافر شروط الإمامة الدينية والسياسية فيهم عليهم
السلام .
لانتصور ان منهجية وقيادية المرجعية عند الشيعة تتوقف على حكم الحلال والحرام والعبادات والمعاملات ..فلو كان كذلك ..
فلو نرجع الى الوراء قليلا..عند فترات محددة من تاريخ العراق الحديث ..عندمحطة ثورة العشرين ..والان ماقبل سقوط صنم العوجة وماتلاه وماقبل انتخابات الجمعية التاسيسية للدستور وماتلاها ..
فاننا نرى دورا فاعلا ومؤثرا للمرجعية حتى في دقائق الامور الصغيرة في توجيهاتها وتوصياتها ما قبل الاحتلال وما بعد ذلك ..وكذلك اصرارها على الانتخابات بطريقة الاقتراع الحر المباشر عكس رغبات الامريكان وحلفائها في المنطقة وكذلك حثها لعموم العراقيين على المشاركة الفاعلة في الانتخابات ومشاركة اربعة من وكلاء المرجعية المعتمدين الثقاة في تشكيل لجنة كتابة الدستور العراقي لاجل المحافظة على الاسلام وبيضته في العراق لا ماكان يريده الامريكان وحلفائها ...
عزيزي مصحح المسار واخي الفاضل ...
لايجب ان نحجم دور وفاعلية وقيادية المرجعية بما ذكرت اعلاه ..
والواقع يخالف ماذكرت ...
ثم هل بتوفر شروط الامامة الدينية والسياسية وجب على الامام التصدي للحكم ..
باي منطق حكمت ذلك ..
اي انك قد اشرت نقطة وعلامة سالبة على دور الائمة من الامام ابي عبد الله الحسين الى زمان حضور الامام الحجة المنتظر في ماقبل الغيبة الكبرى ..
الا تتصور ان هكذا حكم هو التجني على الائمة ودورهم في الامة وتسجيل نقطة سلبية عليهم لمجرد انهم لم يتصدوا للحكم في زمانهم ..
ثم ان هناك نقطة اود معرفة تفاصيلها اكثر من جنابكم الفاضل .
وهي ..
ماهي الشروط الدينية والسياسية الواجب توفرها للامام المعصوم ليتصدى للحكم والقيادة المباشرة الظاهرة ..
ولكم تقديري اخوتي الجزائري ومصحح المسار
مصحح المسار
11-07-2013, 05:11 PM
الأخ العزيز س البغدادي أنا لا أحجم دور المرجعية وأحصر ها بشيء معين ولكنني أتـــــــكلم عــــــــن
السياسية الدينية ككل في النصح والتوجية والإرشاد واتخاذ المواقف في السراء والضراء والحـــكـــــمة
في التعاطي مع المشاكل والطارئات وحصرها بالسياسة بمفهوم الحكـــــــــــــم والترأس وسلـــــطة الكرســـي.
وبالنسبة لما قصدته من أن اهل البيت لم يحكموا بعد الامام الحسن قصدي بذلك على ارض الـــواقع
أي لم يتسنى لهم التلقب بخليفة الرسول و أو أمير المؤمنين للمسلمين تأريخيا ً؛ أما هــــــــم فمن
المؤكد بل الذي يتفق عليه الشيعة والسنة وإنى عزفوا عن الحق وصدفوا عنه أهل للقيادة والحــــكم
للدين والدنيا وحسبك بالنص على إمامتهم وتعدادهم في كتب العامة والخاصة لذا أرجو التفهم بعمق لما طرحته _ فهم قادة وحكام للدين والدنيا ولكن هناك من أبعدهم _
جل ما أريد أن أصل إليه أن من ينادي بالمزاوجة بين السياسة والدين في الحكم هذه الأيام قصر
في التطبيق للنظرية السياسية الدينية وتحول بذلك إلى منحرف يقصد الدين للسياسة وليـــس
السياسة للدين؛ لذا عندما قارنت بينه مرة وبين الحكم الوضعي لمعاوية أو هشام بن عبد الملك
أو المتوكل كانت على اساس مقارن بين سياسة دينية اسلامية للرسول ص وآله وعلي بن أبي
طالب وبين دين سياسي اسلام سياسي لمعاوية بن أبي سفيان ومن بعده وهابية أو إخـــــوان
مسلمين وكذلك الاحزاب الدينية السنية والشيعية في بلدنا الجريح بمجموعها ولك مني كل التقدير.
س البغدادي
11-07-2013, 05:14 PM
الاخ العزيز مصحح المسار ..
بوركتم ..
شاكر@
11-07-2013, 05:53 PM
الكل تتكهن في دور المرجعيه وخاصة في الزمن الذي نحن فيه فالكل يتحدث عما يخالج وتحمله من ذاكرته من تقديس ورثناه منذ ان تسلم العراقين زمام امور الحكم بعد خروج الاحتلال هل كان للمرجعيه موقف واضح وقوي سوى النصح والارشاد
فنصيحة لمن يحشرون المرجعيه بدون علم في انها لها اليد الطولى في تسير الامور السياسه انتم بهذا تحملونها كل قطرة دم تسيل بدون حق وانتم ليس ناطقين باسمها
اما المنتقدين للمرجعيه فانتم تظلمونها لان التجربه اثبتت ان المرجعيه ليست لها علاقه بالوضع السياسي والوضع السياسي هو صنيعة الناس ولو وقفت المرجعيه كما تريدون منها ان تفعل لانسحب منها كل مقلديها ولما بقى لها مكان ولبدل كل ذي متضرر من قراراتها تقليده
اتذكر عندما خرج للحياة العامه الشهيد الصدر الاول الكل اعجب به وبدءت ترفع صوره والتايد له لاشبيه له ولكن عند اعدامه الكل تخلى مدعيا انه يقلد الامام الخوئي ولو اعلن الخوئي الجهاد ضد صدام لتخلى عنه الناس ووجدوا لهم عالما في بلد اخر يقلدوه هذه حالتنا ولو كنا غير ذلك لما جثم البعث على صدورنا 40 سنه من عبد السلام الى صدام
اما تشبيه المرجعيه بال البت فهذا ظلم اكبر فأولئك أئمة هدى منصوص عليهم ومعرفين من الله فلا تفتروا ان غيرهم (ال البيت) من الله فلا تستنتجوا ما يفعله الله بان تقولوا الامام الفلاني حكم والاخر لم يحكم فهم فعله ولا احدا
يعرف فعله
الخلل واقصد زماننا فينا وليس بالمرجعية او الحاكم ففتشوا عن خبايا انفسكم
مع شكري لكم اخوتي
عبدالله الجزائري
11-07-2013, 09:29 PM
الاخ العزيز شاكر جعلنا الله واياكم من عباده الشاكرين وقليل ماهم
واشكر مشاركتك وبعد :
فنحن لا نتكهن ولا نتكلم رجما بالغيب ولا تبحرا فيه وانما من خلال المعطيات الواقعية تاريخية ومعاصرة ومن خلال دراسة هذه المعطيات والظواهر دراسة موضوعية متجردة ومن خلال مناهج البحث والتحليل المتنوعة والتي شملت ايضا دراسة تاريخ العراق السياسي الحديث وكذلك دراسة مراحل تطور الفكر السياسي الشيعي ودور المرجعية في مواجهة التحديات المختلفة من خلال تعدد وتنوع ادوارها تبعا للظروف الزمانية والمكانية . ولو شئت لاستغرقت في ذلك ولكن يطول بنا المقال ولكن اشيرك الى بعض المحاور لمتابعتها من قبلكم وهي كما يلي :
1- الموقف من كتابة الدستور وتشكيل الجمعية التاسيسية
2- الموقف من الانتخابات في الفترة الانتقالية
3- الموقف من قانون ادارة الدولة العراقية بالفترة الانتقالية
4- الموقف من الاحتلال
5- الموقف الداعم للمفاوض العراقي
6- الموقف الرافض للقوائم المغلقة
7- مقاومة اللاعنف في إخراج الاحتلال (الساتياغراها )
8- المواقف الرافضة لتجزئة الوطن إلى كنتونات طائفية
9- المواقف الحاسمة والرافضة للحرب الطائفية والداعمة لثقافة التسامح والعيش المشترك وغيرها
كما اشيرك إلى مقالتي ( المرجعية في قلب الحدث السياسي ).
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024