sofiane222dz
19-07-2013, 09:54 PM
دور مصر عندالإخوان؟
وفي اعتقادي أن هذا التحليل الذي تركز عليه صحف الدرجة الثالثة في واشنطن والعواصم الأوروبية هو تحليل ينقصه التحليل، فإذا كان التحالف الثلاثي يريد إلغاء دور مصر، فهل بالضرورة ان يتفق هذا الدور مع تصور مرسي ومجموعته لدور مصر؟
فجماعة الإخوان المسلمين ومعها مرسي ينظرون إلى أن دور مصر في هذه اللحظة التاريخية هو دور ديني حضاري بالدرجة الأولى، حيث يرون من حولهم:
1- تفككا واسعا في الدين اليهودي حيث تدفع اسرائيل والحركة الصهيونية مليارات الدولارات لتعيد الشبان اليهود إلى الديانة اليهودية، ولا تحقق الجمعيات الكثيرة والغنية التي أسست لهذا الغرض أي نجاح يذكر.
2- تهتكا في رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم، فمن فضائح الجنس والشذوذ الجنسي، والتجسس حتى على البابا نفسه، إلى استقالة البابا غير المسبوقة في التاريخ من منصبه إلى خلافات في داخل المذاهب المسيحية نفسها، حتى أن كل كنيسة في أصغر قرية في اوروبا أو امريكا تسعى لأن تشكل مذهبا او تسعى لكسب المال والشهرة عن طريق إعلان حروب ساذجة على نبي الإسلام أو حرق صفحات القرآن وهي تعلم بأن نبي الإسلام ليس ربا وقرآن المسلمين في صدورهم وليس فقط في سطورهم. فهذه سذاجة تعبر عن مؤشرات لأنهيار فكري يتزامن مع أزمات اقتصادية حادة في كل من امريكا وفرنسا وإيطاليا وغيرها
3- يرى ان السعودية التي تخلت منذ التسعينيات عن تحالفها الطويل مع الإخوان عام 1955 ضد تيار القومية العربية بزعامة جمال عبد الناصر، ومنذ تسعينيات القرن الماضي والسعودية تمول الفئات الإسلامية المتطرفة بدءا من بن لادن كما تمول الحركات الصوفية في مواجهة السنة في العالم الإسلامي، اي ان السعودية لم تعد مؤهلة لتمثيل الإسلام السني في العالم، وتتقدم تركيا لقيادته على الإرث العثماني، بينما مصر و ايران بإرثها وموقعها احق من السعودية بقيادة الإسلام سنة وشيعة.
وعلى ذلك يرى الإخوان مرشدا وحزبا وجماعة أن دور مصر العربي قد تمكن الجيش الذي يحكم مصر منذ1952 من إلغائه هو دور يستند على الموقف من إسرائيل، وبالتالي على الدعم السعودي والخليجي لهذا الجيش، وهو دور انتهى فالسعودية
ومعها بعض الدول العربية غيرت موقفها من إسرائيل علنا أو سرا، وضباط الحيش المصري الأعلون غيروا ولاءاتهم باتجاه المليارات الأمريكية وحماية إسرائيل والمصالح الغربية في مصر، وهنا يرى المتأمل في أداء مرسي أنه ركز على تهيئة الأرضية التي تمكن لدور مصر الديني المقبل في المنطقة، وجدير بالذكر أن ما يسمى بالصحوة الدينية في العالم العربي والعالم الإسلامي هو في الجوهر من جهود جماعة الإخوان المسلمين طوال ثمانين عاما خلت، فمعظم رجالات الدين في العالم العربي والإسلامي الذين عبؤوا شعوبهم ضد الإستعمار وضد الأنطمة التي خلفته كانوا بهذه الدرجة او تلك متأثرين بفكر الأخوان وشكلوا ولايزالوا يشكلون امتدادها الدعوي في عمق هذه التجمعات فاينما وجد مسجد كان هناك إخوان مباشرون او غير مباشرين والاستثناء نادر. وقد كانت هذه سياسة بارعة للأخوان مكنتهم من نقد الدولة من موقعهم وسط المجتمع الذي يدعون لتطويرهم.. وقد حماهم هذا المجتمع ومولهم، وسعى مرسي ومعه الإخوان لتعميقها وترسيخها باهتبال الفرصة المؤقتة في الحكم لتصل مصر إلى القيادة الدينية للعالم الإسلامي، فقام بخدوات مؤكدة في هذا الاتجاه منها:
1- اقترب أكثر من تركيا وهذا لايرضي السعودية واقترب من غزة وهذا لايرضي الإيرانيين، ولكنه يكون قد بدأ بسحب البساط السني من السعوديين وهو ما يخفف من غلواء الإيرانيين الذين سعوا بالفعل للتطبيع معه، ويعطي الأمل للعثمانيين الجدد في أنقرة الذين أعلوا من تأييدهم له.
2- قام بغض الطرف عن كامب ديفيد وهذا أغضب القوميين من جهة، وأسكت الإسرائليين وحير الأمريكان من جهة أخرى، وبنفس الوقت جعل المصالحة الوطنية الفلسطينية أكثر قربا واكثر جدية، وذلك من خلال علاقته بحماس، وهذا اسعد القوميين، لكنه ازعح الأمريكان والإسرائيليين والسلطة الفلسطينية في رام الله .
3- قام عبر جولاته في امريكا وافريقيا وبعض الدول بالتأكيد على أن تعطيش مصر لن ينفع أحدا سوى تجار السلاح في العالم، وفهم الجميع أن استمرار الحبشة في معالجة الموضوع خارج القانون الدولي الخاص بالأنهار عابرة الحدود يعني زيادة في شعبيته وشعبية جاره محمد البشير وربما يؤذي المصالح الدولية في المنطقة حتى في جيبوتي وأريتريا والصومال... ففي النهاية هذه دول عربية إسلامية تشكل مصر عمقها الديني والحضاري، وقد تكون الخطوة الإثيوبية نكالا على حكومات هذه الدول التي لديها من المشاكل مع شعبها مايكفيها ويزيد.
وإذا كان مرسي قد اهتم باستعادة دور مصر الديني في العالم متكئا على تجربة الإخوان الطويلة في المجتمع وعلى البريق الذي جدده لها الحراك الأجتماعي في يناير2011 في نظر شعوب العالم، فماذا فعل على المستوى الداخلي؟
وفي اعتقادي أن هذا التحليل الذي تركز عليه صحف الدرجة الثالثة في واشنطن والعواصم الأوروبية هو تحليل ينقصه التحليل، فإذا كان التحالف الثلاثي يريد إلغاء دور مصر، فهل بالضرورة ان يتفق هذا الدور مع تصور مرسي ومجموعته لدور مصر؟
فجماعة الإخوان المسلمين ومعها مرسي ينظرون إلى أن دور مصر في هذه اللحظة التاريخية هو دور ديني حضاري بالدرجة الأولى، حيث يرون من حولهم:
1- تفككا واسعا في الدين اليهودي حيث تدفع اسرائيل والحركة الصهيونية مليارات الدولارات لتعيد الشبان اليهود إلى الديانة اليهودية، ولا تحقق الجمعيات الكثيرة والغنية التي أسست لهذا الغرض أي نجاح يذكر.
2- تهتكا في رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم، فمن فضائح الجنس والشذوذ الجنسي، والتجسس حتى على البابا نفسه، إلى استقالة البابا غير المسبوقة في التاريخ من منصبه إلى خلافات في داخل المذاهب المسيحية نفسها، حتى أن كل كنيسة في أصغر قرية في اوروبا أو امريكا تسعى لأن تشكل مذهبا او تسعى لكسب المال والشهرة عن طريق إعلان حروب ساذجة على نبي الإسلام أو حرق صفحات القرآن وهي تعلم بأن نبي الإسلام ليس ربا وقرآن المسلمين في صدورهم وليس فقط في سطورهم. فهذه سذاجة تعبر عن مؤشرات لأنهيار فكري يتزامن مع أزمات اقتصادية حادة في كل من امريكا وفرنسا وإيطاليا وغيرها
3- يرى ان السعودية التي تخلت منذ التسعينيات عن تحالفها الطويل مع الإخوان عام 1955 ضد تيار القومية العربية بزعامة جمال عبد الناصر، ومنذ تسعينيات القرن الماضي والسعودية تمول الفئات الإسلامية المتطرفة بدءا من بن لادن كما تمول الحركات الصوفية في مواجهة السنة في العالم الإسلامي، اي ان السعودية لم تعد مؤهلة لتمثيل الإسلام السني في العالم، وتتقدم تركيا لقيادته على الإرث العثماني، بينما مصر و ايران بإرثها وموقعها احق من السعودية بقيادة الإسلام سنة وشيعة.
وعلى ذلك يرى الإخوان مرشدا وحزبا وجماعة أن دور مصر العربي قد تمكن الجيش الذي يحكم مصر منذ1952 من إلغائه هو دور يستند على الموقف من إسرائيل، وبالتالي على الدعم السعودي والخليجي لهذا الجيش، وهو دور انتهى فالسعودية
ومعها بعض الدول العربية غيرت موقفها من إسرائيل علنا أو سرا، وضباط الحيش المصري الأعلون غيروا ولاءاتهم باتجاه المليارات الأمريكية وحماية إسرائيل والمصالح الغربية في مصر، وهنا يرى المتأمل في أداء مرسي أنه ركز على تهيئة الأرضية التي تمكن لدور مصر الديني المقبل في المنطقة، وجدير بالذكر أن ما يسمى بالصحوة الدينية في العالم العربي والعالم الإسلامي هو في الجوهر من جهود جماعة الإخوان المسلمين طوال ثمانين عاما خلت، فمعظم رجالات الدين في العالم العربي والإسلامي الذين عبؤوا شعوبهم ضد الإستعمار وضد الأنطمة التي خلفته كانوا بهذه الدرجة او تلك متأثرين بفكر الأخوان وشكلوا ولايزالوا يشكلون امتدادها الدعوي في عمق هذه التجمعات فاينما وجد مسجد كان هناك إخوان مباشرون او غير مباشرين والاستثناء نادر. وقد كانت هذه سياسة بارعة للأخوان مكنتهم من نقد الدولة من موقعهم وسط المجتمع الذي يدعون لتطويرهم.. وقد حماهم هذا المجتمع ومولهم، وسعى مرسي ومعه الإخوان لتعميقها وترسيخها باهتبال الفرصة المؤقتة في الحكم لتصل مصر إلى القيادة الدينية للعالم الإسلامي، فقام بخدوات مؤكدة في هذا الاتجاه منها:
1- اقترب أكثر من تركيا وهذا لايرضي السعودية واقترب من غزة وهذا لايرضي الإيرانيين، ولكنه يكون قد بدأ بسحب البساط السني من السعوديين وهو ما يخفف من غلواء الإيرانيين الذين سعوا بالفعل للتطبيع معه، ويعطي الأمل للعثمانيين الجدد في أنقرة الذين أعلوا من تأييدهم له.
2- قام بغض الطرف عن كامب ديفيد وهذا أغضب القوميين من جهة، وأسكت الإسرائليين وحير الأمريكان من جهة أخرى، وبنفس الوقت جعل المصالحة الوطنية الفلسطينية أكثر قربا واكثر جدية، وذلك من خلال علاقته بحماس، وهذا اسعد القوميين، لكنه ازعح الأمريكان والإسرائيليين والسلطة الفلسطينية في رام الله .
3- قام عبر جولاته في امريكا وافريقيا وبعض الدول بالتأكيد على أن تعطيش مصر لن ينفع أحدا سوى تجار السلاح في العالم، وفهم الجميع أن استمرار الحبشة في معالجة الموضوع خارج القانون الدولي الخاص بالأنهار عابرة الحدود يعني زيادة في شعبيته وشعبية جاره محمد البشير وربما يؤذي المصالح الدولية في المنطقة حتى في جيبوتي وأريتريا والصومال... ففي النهاية هذه دول عربية إسلامية تشكل مصر عمقها الديني والحضاري، وقد تكون الخطوة الإثيوبية نكالا على حكومات هذه الدول التي لديها من المشاكل مع شعبها مايكفيها ويزيد.
وإذا كان مرسي قد اهتم باستعادة دور مصر الديني في العالم متكئا على تجربة الإخوان الطويلة في المجتمع وعلى البريق الذي جدده لها الحراك الأجتماعي في يناير2011 في نظر شعوب العالم، فماذا فعل على المستوى الداخلي؟