المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة وبحث عقائدي واتمنى التقييم من الجميع


السيد \ المسني
23-07-2013, 03:24 AM

السيد \ المسني
23-07-2013, 07:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم




اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجنا يا كريم وعلى صحابته الأخيار المنتجبين


السلام على رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم السلام على أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (المرتضى ) السلام على الإمام الحسن بن علي ( المجتبى ) السلام على الإمام الحسين بن علي ( الشهيد) السلام على الإمام علي بن الحسين (زين العابدين ) السلام على الإمام محمد بن علي ( الباقر) السلام على الإمام جعفر بن محمد ( الصادق) السلام على الإمام موسى بن جعفر ( الكاظم) السلام على الإمام علي بن موسى ( الرضا ) السلام على الإمام محمد بن علي ( الجواد ) السلام على الإمام علي بن محمد (الهادي) السلام على الإمام الحسن بن علي (العسكري) السلام على قائم اهل البيت وحجة الزمان الإمام محمد بن الحسن (المهدي) صلوات الله عليهم اجمعين.


بداية ان دراستي متواضعة و مقدمة وفق رؤاي الخاصة ووفق ما الميت به من معارف حياتية عبر الزمن الا ان اساس هذه الدراسة تمثلت في مستوى المعرفة والفهم للقران الكريم الذي هو اساس العلوم ومصدر الحكمة كما ان رسولنا الاعظم محمد صلى الله عليه اله وسلم هو مصدر أساسي مكمل لقيامي في هذا العمل بما الميت منه وفق فهمي لسنته المطهرة من قيم روحية تحثنا على العلم و العمل كما اني استفدت من أئمتنا الاثنى عشر عليهم السلام وفق إبداعهم الفكري والعلمي الذي ينسجم مع ابداع الرسول صلى الله عليه واله وسلم و إبداع الخالق عز وجل والذين لم يحرمونا من العمل وفق الإبداع لخدمة الإنسانية بل تركو لنا المجال للعمل و الإبداع ومن ثم اتخذت من العقل وسيلة في التفكر بالخلق المعبرعن الواقع المعاش وبما يدور فيه كما اني استفدت من خطب الامام علي عليه السلام وبذات شرحه في خطبته حول خلق الله تعالى للسموات والارض ومن نظرية امر بين امرين للامام جعفر الصادق عليه السلام وكما اشيد بالنظرية الجوهرية للسيد صدر الدين الشيرازي قدس سره الموضح فيها ماهية المادة التي تكمن في جوهرها وفق الحركة والتدرج . وان عملي هذا لا يرقى إلى الكمال لان الكمال لله تعالى ولا اعصم نفسي من الخطأ وأرحب بكل منتقد يضع انتقاده لي وفق أسس سليمة و بشكل لا يخدش القيم كما اسأل الله تعالى ان يكون عملي هذا لبنة في تعزيز أواصر الخير والحق كما اهدي هذه الدراسة في خيرها الى رسولنا الأعظم صلى الله عليه واله والى الأئمة الاثنى عشر من اهل بيته الكرام عليهم السلام والى روح أبائي واجدادي كما اطمح من خلالها إلى رضى الله تعالى فيما ثبت بها من أواصر الخير للإنسانية.

وبداية للدراسة فلابد من التفكر في الكون لاخذ لمحة موجزة وعند نظرنا الى بداية تكون الكون لوجدنا انه في بداية خلقه يتمثل في المادة بغض النظر عن كميتها ولو ان الكمية لا بد ان تكون كافية لما سيخلق منها ولا بد ان تكون موزونة اذ لو كانت كمية المادة لاتكفي للخلق لما كان الوجود بهذا الشكل كما ان المادة لا بد ان تحمل في مكوناتها شيئين هما الحركة والجمود لعدد من الاسباب اولها ان المادة اذا لم تكن فيها الحركة لكانت جامدة ولو انها جامدة فانها ستكون اكثر عرضة للعودة الى الفناء
ثانيا : ان لو كانت المادة متحركة دون الجمود لما استقر حالها وكانت عرضة في عدم تكونها وانقسامها وسكونها ولكان الخفاء والباطن هو حياتها.
وعلى ذلك فلا بد للمادة ان تحوي الحركة والجمود كحالة وسطية لبداية الحياة
وطالما ان المادة احتوت الحركة والجمود فلابد ان تكون هناك تفاوت في نسبة كل منهما وذلك لعدد من الأسباب منها

1 - ان لو كانت النسب غير متفاوتة فان القدرات الجسمية والمعنوية ستكون متساوية في جميع المخلوقات مما يؤدي الى صعوبة الحياة.
2 – في ظل تساوي الحركة مع الجمود لما تمكن الوجود من التشكل والتحول إلى كائنات وجودية ولسكن الكون في مكانه كما انه سيصبح غير قابل للتطور الكوني والوجودي وفق تعدد وتباين الكائنات ولكانت كل الكائنات لها نفس الاشكال كما انه سيكون عبارة عن كتلة واحدة غير قابلة لتنوع. وان سار وفق الانقسام وفق نسب متساوية فان حياته لن تكون فيها التكامل كون كل جسم سيصبح له نفس القدرات العملية وسيكون كل جسم منفصل عن الأخر .
3 ولو فرض أن نسبة الجمود أعلا من نسبة الحركة لكان الوجود في حالته الأولى ولما استطاع التحرك بالحياة نحو التقدم والتشكل والتحول وفق الكون .

وعلى ذلك فان الخير للحياة في تشكل مكوناتها يجعل من الضرورة أن تكون نسبة الحركة المشكلة للكون اكبر واقوى من نسبة الجمود وذلك لعدد من الأسباب .

1 - ان الحركة ستحمل المادة نحو التشكل والانقسام والتحول إلى حالات وصفات اخرى ( غازية ).

2 - ان الحركة هي السبيل الوحيد للأخذ بالمادة في الفضاء الواسع ولولاها ما كانت الحياة متنوعة ومتعددة ومتباينة القدرات والصفات .

ومن هنا فان الوجود في مادته الأولية هو عبارة عن مادة حركية تحتوي الجمود بمعنى ان نسبة الحركة اكبر من نسبة الجمود في حياتها الأولية للأخذ بحركة الحياة نحو التشكل وفق نسب متفاوتة تحقق التباين النوعي للكائنات الوجودية . وان الحركة هي أساس المادة وان الجمود هو أساس مكمل لها في حياتها الأولية وان الحركة بقوتها تكون من مكونات المادة او معززة له وفق مكون أخر .

وانه في ظل تشكل الكون فلابد ان يكون له الفضاء الواسع او المكان لخلقه و تشكله ولولا وجود المكان لكان الكون منحصر في زاوية ضيقة لايحتمل الحياة او الخلق .وطالما ان التوسع لابد منه فهذا يعني ان الكون بمافيه من أجسام تتوسع داخليا وفق النمو الجسمي وخارجيا وفق النمو الجسدي للكون . وهذا يشير الى ان التغذية المادية وكميتها هي الأساس لتوسع الأجسام كما أن العمل هو الأساس المكمل لتوسع وفق المكان .


كما نلاحظ ان الكون تشكل متدرجا من مادة إلى سديم الى كون متعدد الكائنات العضوية سار متدرجا في نموه من الصغر الى الكبر تصاعديا عن طريق المؤثر الاساسي في المادة وهي الحركة اذ لولا الحركة ما كان هناك تدرج ولكانت المادة ساكنة . كما ان التدرج يخضع للمكان اذ لولا وجوده لما كان هناك تدرج في الخلق ولكان عند حالته الاولى .

وان لم تتحول المادة فانها ستكون غير قابلة للتكاثر والخلق اذ ستظل جامدة عند حالتها الأولى فالتحول عامل مهم لاكتمال الخلق كما ان التحول يلازمه التدرج والعكسية أي ان أي شيء يقبل التحول من سائل الى غاز عن طريق الحرارة كما يقبل التحول الى جماد وفق التبريد كما ان الغاز والجماد يقبلان الانعكاس

و ان الفتق هو الحل الوحيد لاخراج الكون من التحولات العكسية ولولا الفتق لكان الكون يدور في دائرة التحول ولن يصل الى الحالة الراهنة .
وان الفتق سار وفق نسب متفتقة من المادة (الحركة والجمود) في ظل حركة عالية ساهمت على تحول كمية المادة الى أجرام مختلفة ومتباينة القدرات بحسب هذه النسب وان الاختلاف في الكائنات الحية سببها هو الاختلاف في نسب القدرات (الحركة والجمود) في كل منها .
كما ان الكون فتق إلى مجموعات كلية سوى في الجسم نفسه المكون من مجموعة من الأعضاء المتحدة كالأرض اومن مجموعات مكونة من اجسام منفتقة ومتكاملة كالسماء هذه المجموعات متحدة العناصر في الاعضاء ومتحدة الاعضاء في الاجسام و متحدة الاجسام في المجموعات ومتكاملة الاعضاء والاجسام والمجموعات مشكلة بمجملها بذلك النظام السماوي . وان المجموعات تتشكل في خلقها الاولي قبل الاجسام والاعضاء والعناصر أي ان المجموعات بدات بالتكاثر وفق الأجسام للمجموعة الرئيسية وهكذا.
ومن الملاحظ ان الكون سار في نهايته إلى نحو الجزيئات وهذه الجزيئات هي كلية تسير في التكاثر عبر الأعضاء فالأرض مثلا هي الجزء الأساسي للكون أول شيء تشكل فيها هي المجموعة المكون منها ثم انفتقت الى عدد من الاعضاء وفق نسب ومن ثم دحو الأرض واخراج المرعى وإرساء الجبال ثانيا كما جاء في سورة النازعات قال تعالى ( انتم اشد خلقا أم السماء بناها( 27)رفع سمكها فسواها( 28) واغطش ليلها واخرج ضحاها(29) والأرض بعد ذلك دحاها (30) اخرج منها مائها ومرعاها( 32) والجبال أرساها( 33 ) متاع لكم ولأنعامكم ) سورة النازعات والله اعلم وللمسالة توضيح لاحقا


ولو نظرنا الى الاختلاف في الاجسام الكونية لرائينا ان هناك تباين في اشكالها ومكوناتها وقدراتها وطبائعها وصفاتها كل شيء عن الاخر لسبب النسب المتفاوتة بينهم وفق الحركة والجمود في كل جسم .

وفي ظل دراستنا للكون لوجدناه يحوي السموات والأرض في شكله الأولي وقبل تشكل السموات السبع لوجدناه كان عبارة عن كتلة واحدة أنفتق الى شيئين هما السماء والأرض (بغض النظر عن فتق السماء الى سماوات سبع) وجاء الفتق كونه السبيل الوحيد في الارتقاء الحياتي للكون وضمان لإخراجه من حالة الجمود وهنا نقول فتق وليس انفصال او انقسام لان الانقسام او الانفصال سيجعل كل واحد منهما يعبر عن حياة منفصلة عن الاخر ولتم الغاء التكامل الحياتي بينهما .

وعلى ذلك فلابد ان تكون السموات والارض تحمل الاسباب التي خلقت بموجبها او السنن التي خلقت وفقها أي ان السماء والارض في طبيعتها تقبل الفتق الى عدد من الكائنات الوجودية العضوية التي تتكامل مع بعضها وفق مجموعات وطالما ان نسبة الحركة والجمود في كل عضو متفاوتة ومتباينة القدرات نشأ بموجبه الاختلاف في الكائنات الوجودية فالسماوات أعضائها مثلا الشمس والقمر والنجوم والكواكب وغيرها والأرض أعضائها التربة والاحجار والرمل وغيرها .

وبغض النظر عن المكان الذي خلقت فيه الإجرام والأجسام السماوية سوى خارج مسارها الكوني ام في مداراتها الحالية.
ملحوظة:-
سار الكون في التكون وفتق وفق الأجسام والأعضاء او الأرض والسموات في ظل نسبة حركة عالية وبموجبها فان نسبتها ستكون أعلى من نسبة الجمود مما سيكون مؤثرا عليها وستكون سرعة الأجرام اكبر مما سيؤثر على عدم استقرارها والذي بطبيعته سيؤثر على الحياة وان الأفضل للكون في فتق الجزء الأكبر من الحركة تدريجيا وفق الفتق حتى يستقر الكون أي عند فتق الارض والسماء فان نسبة الحركة في السموات ستكون اكبر من الارض وكذلك فتق السماء الى سبع سموات ستكون منفتقة وفق نسبة اعلى للحركة متدرجة من السماء الاولى حتى السابعة وبالتالي فان السماء السابعة ستكون نسبة حركة اجسامها او حركتها كبيرة عن بقية السموات ومحتمل ان يكون له اثر في حركة الكون والله اعلم.

هنا تحول الكون من مادة حركية تحوي الجمود إلى مادة جامدة تحتوي الحركة تخدم استقرار الكون وحركته الحياتية وتعزز من التوازن الكوني وفق تكامل الأعضاء المختلفة والمتعددة والمتباينة القدرات أي ان الكون هو عمل بين عملين اساسي مادي واساس مكمل معنوي متكاملين ومتحدين وسوف اتناول كل فعل على حدة وابتديء بالفعل المادي .

ان الكون خلق وفق عدد من الأسباب والعلل التي كونته والخاضعة إلى المشيئة والإرادة والقدر والقضاء اذا ترجع أسباب وجوده بحسب دراستي الى :-
1 - المشيئة لولا المشيئة ما كان هناك كون وهي الأمر الأول لخلقه ووجوده كما أن المشيئة منبثق عنها بقية الأسباب والعلل أي أنها أساس الخلق التي بموجبها وجدت الكائنات الوجودية وهي مصدرة الأوامر كما ان المشيئة تمثل الكمال الخلقي للفروع اذ بدونها لما اكتمل الخلق .

2 - الإرادة و إن الإرادة هي الأمر الأول المنبثق عن المشيئة في خلق الكون وتعني ألقدره الالاهية لخلق ما شاء كما ان الإرادة تمثل مستوى التنفيذ للأمر ولوجود أي شيء وطالما ان الإرادة تابعة للمشيئة فان عملها يكون بموجب المشيئة كما أن الإرادة قد تتحول بحسب أوامر المشيئة . وعلى ذلك فان كل من المشيئة والإرادة إن لم يتمثل الأمر بكليهما فان الحدث لا يكتمل ويكون تحت إطار الكل وهي المشيئة وان الارادة هي الفرع الأساسي للمشيئة .

3 - القدر وهو الأمر الثاني منبثق عن المشيئة وهو العلم الباطن لأي شيء بما يحويه من كائنات وجودية في كيف وبما وعلى أي كيفية سيكون في وجوده الأولي وحياته وفعله وعمله الى كماله كما ان القدر منبثق عن المشيئة فان المشيئة تؤثر فيه أي انه يسير ولكن كمال وجوده يتوقف على المشيئة كما ان لها ان تحوله لمصلحة الحياة فالله تعالى بامكانه ان يقدر ويخلق أي شيء من أي شيء قدره . كخلق ناقة صالح عليه السلام من الصخرة كما ان القدر الفرع الأساسي المكمل المنبثق عن المشيئة.

4 - القضاء وهو أمر الله الوجودي الثالث منبثق كأمر من المشيئة والإرادة أي انه أمر متدرج عن المشيئة والإرادة وهو الأمر النهائي الذي لايكون بعده الا التحقق لما شاءه وأراده وان القضاء غير قابل للتحول الا بموجب المشيئة وبموجب أمر قضائي أخر وان القضاء يمثل الكمال للمرحلة الأولى للوجود وهو حكم مبني على القدر كما ان هذه السنن غير قابلة للتحول بل هي ثابتة في نشأة الكون وإنما التحول خاضع لهما فالله يبدي ويعيد . وطالما ان القضاء جاء متدرج فان حدوثه أيضا وسيره يكون متدرج كسنه الاهية . كما ان كل هذه الاسباب هي المجموعة التكاملية الكلية تدخل في كل الأحداث اللاحقة بدأت بالكل وانتهت بالجزء أي بالمشيئة وانتهت بالقضاء وان المجموعة الفرعية اللاحقة سيكونها القضاء وفق الاسباب والاسس السابقة لها وان القضاء في مرحلته الثانية للخلق لايكتمل الحدوث الا بمشيئة المشيئة.

اما المرحلة الثانية فتكمن في :-

نشأة الكون من المادة القائمة وفق الأسباب السابقة بشكل اجمالي ولكن سنفردها تفصيلا والتي تتأثر بحكم المشيئة وما ينبثق عنها من أوامر فالمادة مشيئة الله وإرادته وقدره وقضائه وهي المقدر منها الخلق الوجودي الفرعي أي أن القدر هنا وفق المرحلة الثانية كان وفق ما قضاه الله تعالى من المادة وان الكون قدر من المادة بأمر إلاهي فسار به القضاء بحسب ماقدر فيه ولكن وفق عدد من الأسباب والعلل وان أي سبب في وجوده هو ماقضاه الله وقدره وأراده وشاءه يسير وفق الأسباب والعلل السابقة المنبثقة عنه والمؤثرة بالمادة حتى أصبحت المخلوقات تحمل الصفات الأساسية التي خلقت بموجبها وان كل الأسباب والعلل بمثابة الحبل الممدود التي تنسجم مع بعضها في خط واحد لندرس هذه الأسباب المكملة و تكمن في:-

5 الكل (الاتحاد والتفضيل ) وهو أمر قائم على مادة متحدة وفق الحركة والجمود كما اشرنا سابقا احدهما أساسي وهي الحركة والأخر مكمل أساسي الجمود وان الكون تمثل في وجوده وفق كل ثنائي متحد ونشا تفضيل الحركة وفق القدرات عن الجمود إذ لولا هذا التفضيل في القدرات لما تحرك الكون ولما تشكل ولا تنوع ولأصبح عبارة عن كتلة جامدة لا تحتمل الخلق لفقدانها القدرة على التشكل وعلى ذلك فان الحركة هي قضاء الله تسير بحسب ماقدر الله لها والجمود مقدر يسير وفق ماقضاه الله عليه أي ان الكل هو باطنه القدر وظاهره القضاء وبالرجوع الى الأساسيات فان القدر هو الفرع الأساسي للكون وان القضاء هو الأساس المكمل لوجوده في مراحله الاولى وان الكل المادي هو قضاء الله يسير وفق ماقدر منه وله.

6 - التوسع (المكان ) ويتمثل في وجود فضاء يحوي المادة لخلق الكون إذ بدونه لا يمكن إن يكون هناك كون واسع وان كان خلق في نطاق عدم وجود الفضاء أو التوسع المكاني فانه سيكون من الصعب عليه الحياة في ظل الكمال الإبداعي بل ستعيق حياته لذا فان المكان عامل أساسي في خلق الكون . وبذلك يكون الكون أساسه مادة والأساس المكمل له هو المكان كما ان المكان يسير تصاعديا وفق اتساع المادة وان أي شيء يقبل التوسع داخليا وفق اتساع الماده وخارجيا وفق اتساع المكان وفق البيئة المناسبة لتحرك المادة واستقرارها وحياتها .

7 التدرج ( الزمن) وهو الأمر الثالث الذي لابد منه إذ بدونه يصعب على الكون التشكل من حالته الأولى والمكون من مادة ومكان وعلى ذلك فلابد من وجود حركة إضافية تعمل على تحوله وفق التدرج والزمن من المادة الذي يحتويها المكان إلى كائن وجودي أخر بعد تأثير الحركة فيه والانتقال به. كما إن التدرج يسير تنازلي في خلق الكون بشكله المادي من الكليات إلى الجزئيات . .

8 التحول (التضاد والعكسية وفق الثنائية ) إن المادة تقبل التحول من صفة إلى أخرى عبر مؤثر وان الحياة وجدت عن طريق وجود اثر المادة ووجود مؤثر وهي الحركة في ظل وجود المكان ووفق التحول فان المادة تحولت من مادة حركية تحتوي الجمود(سائلة) إلى غازية أي أنها سارت تتوسع عبر المكان بشكل تصاعدي ووتشكل وفق الخلق تنازليا وان المادة تعتبر حالة وسطية بين (غازية وجامدة ) وان التحول هو قضاء الله سار متدرجا تنازليا من الكل الى الجزء عبر الحركة والزمن من مادة سائلة إلى غازات ثنائية أو دخان ومن الكل الثنائي (مادة حركية تحتوي الجمود) إلى الثنائي الأكسجين والهيدروجينوفق التوسع في المكان ووفق التحول ( العكسية والتضاد ) فان الكون أصبح يحتمل شيئيين متضادين الموت والحياة - الحركة والجمود – الخلود والفناء – التسيير والتخير – الخير والشر - تصاعدي وتنازلي – الكتلة والانقسام - وهكذا.

9 أمر بين أمرين( جمع صفتي التناقض -الرئيسي -) أي أن الكون تحول وفق الحركة إلى غاز أو دخان تكون منه الثنائي الأكسجين والهيدروجين وهذا يعني أن الماء الرئيسي أصبح له فرعين الأكسجين والهيدروجين أي أن الماء أصبح أمر بين أمرين وعلى هذا فان الحياة هي أمر تحمل صفتين اثنتين الحياة والموت - الحركة والجمود - الخلود والفناء –الخير والشر – التسيير والتخيير – وان الوسطية المعبر عنها بحمل صفتي التناقض أمر يمثل الخير للكون ولولاها لكان الكون إما حيا متحركا مسير وتنازلي وكتلة وأما ميتا وجامدا ومخيرو تصاعدي و منقسم وان الكون هو أمر فيه من المخلوقات ماهو خالد وماهو فاني وكذلك الوجود فيه ماهو خالد وماهو فاني.

10 الفتق) النسبية ( وهو يعبر عن فتق الكون الدخان (الرئيسي) وفق نسب الى ثنائيات تكاملية تبدا بالكل الثنائي الاساسي (الارض والسماء ) كما ان الفتق يمثل الوسطية بين الكتلة والانقسام والاتحاد والانفصال ولولاها لما استقر الكون ولا الحياة ولو ان الكون لم ينفتق لاصبح جامدا عند حالته الأولى ولكن الفتق اخرج الكون من دائرة الحياة في ظل الوحدة والانفرادية والعزلة والاندماج واحتمال الرجوع للجمود وعدم الحركة إلى الحياة في ظل التكامل والحركة والاستمرارية وفق نسب مختلفة ومتباينة ومتعددة ادت الى تنوع المخلوقات الكونية والفرعية . كما أصبح الكون يحوي الكل المتحد القائم على التفضيل والثنائية (أساسي الحركة والأكسجين والأرض وأساسي مكمل وهي الجمود والهيدروجين و السماء) كما يحوي المكان (التوسع ) والتدرج من الصغر الى الكبر والتحول (التضاد والعكسية ) و أمر رئيسي بين امرين الحركة والجمود كما ان الفتق اخرج الكون من دائرة التحول وفق الصفات من سائلة الى غازية والعكس الى الحياة وفق نسب مختلفة يصعب عليها التحول الى طبيعتها الاولى .

11 المجموعات (التكامل ( وتعبر عن تشكل أول مجموعة كونية هي السماء والأرض بشكلها الإجمالي وفق الفتق و التكامل بين الأجسام في نطاق وجود المكان أو البيئة الكلية المناسبة التي سوف تحتوي على الجزيئات الجسمية للكائنات وهي البيئة الحياتية الكلية للجزيئات . كما أن المجموعة تخلق التعاون الوظيفي والعملي بين أجسامها خدمة للحياة واستمرارها وحركتها نحو الكمال.وان الكون ووفق الأسباب والعلل السابقة سار متدرجا في تشكيل المجموعة الرئيسية ومن ثم المجموعات الفرعية وللعلم من السماء إلى سبع سموات من الكل إلى الجزيئات متدرجة ومتحولة تنازليا وفق التوسع ولتوضيح فان أول ما تشكل هي المجموعة الرئيسية (الأرض والسماء ) وانفتقت السماء الى سماء أولى وسماء كلية ومن ثم انفتقت السماء الكلية الى سماء ثانية وسماء كلية وهكذا الى السابعة فكانت تتشكل تنازليا وتتوسع تصاعديا في نطاق المكان. ووفق المجموعات فان السماء الأولى تحتوي الأرض وكذلك السماء الثانية تحتوي السماء الأولى والأرض وهكذا إلى السماء السابعة التي تحتوي السماوات الست الباقية والأرض وان الأرض عضو أساسي في المجموعة الأولى أي السماء الأولى وكذلك في الثانية إلى السابعة . هذا يعزز من أن الماء عضو أساسي في جميع المركبات سوى في جسد الكون او أجسامه أو اعضائة .

12- الجزيئات (العضوية) وتعبر عن خلق الاجزاء وفق انتهاء كل مرحلة خلقية من الكل حتى الوصول الى الجزيئات النهائية فكل شيء ينفتق من الكليات يطلق عليه جزء سوى كان اساسي او اساس مكمل أي انها

السيد \ المسني
23-07-2013, 07:43 AM
عبارة عن أجسام تحتوي العديد من الأعضاء التي تتحد في تكوين الجسم والقابلة للفتق إلى عناصر وجزيئات فرعية وان أي جسم كوني لا يمكن أن يكون مشكل من عنصر واحد إذ أن العنصر في ظل الوحدة لا يكون مستقيم الحياة بل ستكون حياته مختلة ان لم تنتجه المجموعة الكلية له . وبموجب الأسباب فان الكون تشكل من الكل إلى الجزيئات تنازليا وان الكون خلقت كلياته قبل جزيئاته اي ان جزيئات المجموعات سارت في تحولها تنازليا في التخلق وتصاعديا في التشكل .

13 الكمال(الإبداع -التداخل)وهو الهدف السامي للخلق باكتمال جسد الكون بعد مروره بعدد من المراحل و وفق فترة ستة أيام واليوم كألف سنة والذي يجمع في خلجاته كل الأسباب والقوانين السابقة وهو الناتج الكلي ويمثل الإبداع الالاهي سار وفق عدد من الأسباب والعلل المتكاملة في خلقة ووجوده وهو الخير الكامل للحياة في وصوله إلى المرحلة النهائية وفق كمال التكاثر والتجزئة النهائية للكائنات .وفي ظل الكمال فان الكون هو كل قائم على الثنائية (الأرض والسماء- الحركة والجمود – الأكسجين والهيدروجين ) و التفضيل وفق القدرات وان أي جسم في الكون يتكون من شيئين أساس و أساسي مكمل وان أي شيء له مكان و متوسع وان الكون متدرج عبر الزمن من الكليات إلى الجزيئات وانه متحول تصاعديا وفق الغازات ومتحول تنازليا في تشكل المجموعة الكلية السموات أو الأجسام أو الأعضاء وانه أمر كلي بين أمرين وسطي الحياة و منفتق من المادة (الحركة والجمود) ويقبل الفتق إلى مخلوقات فرعية وانه مجموعة كلية تتداخل فيه عدد من المجموعات الفرعية فالسماء السابعة تحوي عدد من المجموعات الفرعية المتداخلة التي تبدأ بتشكل المجموعة الكلية ومن ثم تسير في تشكيل المجموعات الفرعية وان الكون سار من الكل إلى الجزيئات . وان الكون هو الإبداع الالاهي وهو ما قضاه الله تعالى يحوي كل النظريات السابقة في أن واحد . وان المخلوقات الفرعية ستحمل الأسباب والقوانين والعلل الأساسية في خلق الكون كما ان المواد الاساسية الكلية المخلوق منها الفرع ستدخل كغذاء مادي للمخلوقات الفرعية .

. وعلى هذا فان الكون خلق وفق 13 عشر سبب او قانون او سنه ثابتة فيه ووفق عدد من المراحل الحياتية وان بقية النظريات ماهي الا قوانين فرعية تدخل تحت نطاقها .

ووفق السنن السابقة فان الكل يحوي في طياته عدد من الأسباب والعلل السابقة له وعدد من الاسباب والعلل المقدرة فيه ولكن لم يقضى في وجودها وحدوثها أي انها ظلت فيه كعلم باطني لم تظهر ولكن عند تشكله وفق الكون ظهرت هذه الأسباب والعلل وتحولت من علم باطني إلى علم ظاهري وهنا نشير الى ان البواطن هي قدر الله تعالى خاضعة للإرادة والمشيئة في ظهورها كما أن هذه العلوم الباطنية لم تخرج للظهور العلني إلا في ظل القضاء والعمل وطالما ان التدرج سنه من سنن الله تعالى فان العلوم الباطنية ايضا ستكون متدرجة في ظهورها بحسب أهميتها الظرفية للحياة.
ووفق الدراسة فان السموات والأرض هو كل يحوي عدد من الأسباب والعلل وهي المشيئة والإرادة والقدر والقضاء اذ لولاها لما كان للكون وجود وهي الثوابت الاساسية في خلق الكون وحياته وحتى نهايته وهناك عدد من الاسباب الذي تشكل الكون بموجبها وهذه الأسباب لاتعني أن الله تعالى غير قادر على الخلق بدونها لا بل قادر سبحانه وتعالى على الخلق في لمحة بصر وانما هي تعميد وبرهان وجودي لوحدانية الله وعظمته وقدرته .
وعلمنا ان الكون قائم وفق الكل الذي هو قضاء الله الوجودي بحسب الأولوية كما ان المكان هو الاساس المكمل للكون فاصبح الكون قائم على شيئيين المادة والمكان سار في نشأته الاولى بحسب التفضيل في خلق الاولويات وعلى هذا التفضيل فان كل الاسباب اللاحقة ستكون في خدمته للوصول الى الكمال وبغض النظر في تطبيق النظريات فان تطبيقها في خلق الكائنات الوجودية الفرعية ستسير وفق الاهميه والاولوية للحياة فالتحول له اهميته في خروج الحياة من المستوى المعيشي الاول الى مستوى ارقى حياتيا و فتق السماء عن الارض اولوية للحياة اذ بدون الفتق لايمكن ان يخرج الكون من المستويات الاولى له وسعيش في عزلة في تحوله الى كائنات وجودية فرعية وعلى هذا الاساس فان الكون تشكل اولا بموجب الاساسيات المهمة لوجوده وحياته فخلقت السماء والارض ولكن خلق السماء والارض لا يعني اكتمالها الخلقي لان حياتها قائمة وفق التقدم الحياتي لمراحلها فالارض قد تخلق مع السماء الا انهما كل منهم يخضع لوجودية اساسيات مكملة لحياتهم الخلقي وان اكتمال بعض اجرام السماء الخلقي يشير الى اهمية وجودها الاولي لكمال الارض و ان خلق السماء والارض تشكل واكتمل بموجب الأفضلية الأولية للحياة قال تعالى (( انتم اشد خلقا أم السماء بناها( 27)رفع سمكها فسواها( 28) واغطش ليلها واخرج ضحاها29 والأرض بعد ذلك دحاها (30) اخرج منها مائها ومرعاها( 32) والجبال أرساها( 33 ) متاع لكم ولأنعامكم )
كما ان اكتمال خلق الارض والسماء شكليا يمثل أهمية لفتق السماء إلى سبع سموات كون الأساس الكوني الاول قد تشكل وفق مرحلته الأولى ولكنه يظل في طور السير نحو الكمال الخلقي للفروع وفق الزمن
قال الله تعالى ( هو الذي خلق لكم مافي الارض جميعا ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شيء عليم ) البقرة 29

وعلى هذا الاساس فان من اسباب خلق الكون (التحول تنازليا ) الذي يكون في خدمة الحياة واستمرارها أي في تشكيل الاجزاء والمجموعات والكليات الفرعية ويتوقف التحول الخلقي للكائنات الوجودية بحسب أهميته وأولويته لخدمة الحياة وفق الأخير للحياة أولا فالجزء أحيانا يكون أفضل للحياة في اكتمال خلقة ومن ثم يتم اكمال خلق بقية اعضاء او اجزاء مجموعته الحياتية كما ان المجموعات الفرعية في اكتمال خلقها يكون بحسب الاهمية والافضلية للحياة وعلى هذا الأساس فان الخلق وكماله يتوقف على الظروف البيئية المناسبة المحيطة به بحسب الأولوية الأساسية والأفضلية والأهمية والتي تؤثر على مستويات خلقه وتشكله وكماله لذا فان أي كائن يعيش في ظل عدم وجود الظروف الملائمة لحياته فان جسده سيكون مختل خلقيا (والظروف الحياتية مقصود فيها المكان والتغذية المناسبة مادية ومعنوية والبيئة الصالحة الخ) الا ان الخلق سار منسجما من الكل الى الجزء بغض النظر عن الجزء مجموعة فرعية او جزء عضوي بحسب الاهمية وسوف تتفرع الدراسة بشكل اكبر ونخلص بان أي جسم كوني او أي كائن فرعي في هذا الكون خاضع للأسباب السابقة في خلقه وبنائه وخاضع للأسباب نفسها في تحلله وعودته ومستند عليها في عمله .



ثانيا العمل المعنوي :-

ان الكون أصبح يمثل شيئين في تكوينه وهي كالتالي :-
1- العمل التكويني المادي
2- العمل التكويني المعنوي

بدونهما يصعب على الكون الحياة والاستمرارية ودرسنا سابقا العمل التكويني المادي وفق مراحله السابقة وفق الاسباب والعلل والسنن التي بموجبها سار الى الكمال الخلقي واقول هنا الكمال الخلقي باعتبار ان كل المخلوقات عاشت في جوف الكون وفق مرحلته الاولى الا انها كانت تحمل صفاتها الاولية حتى استقرت في الكون وفق كمالها الكلي الاولي السماوات والارض او الوجود او الكون اما العمل التكويني المعنوي فهو يمثل ما يقوم به العمل التكويني المادي(الكون ) من عمل او ما يطرأ على العمل المادي من فعل كما ان كلا العملين مكملان للحياة فالحركة تشير الى العمل المعنوي والجمود يشير الى العمل المادي كما ان كليهما يحملان صفة العمل التكويني الا ان الاختلاف ان العمل التكويني المادي مصادرة واضحة وظاهرة وجلية اما العمل المعنوي يكون مصادرة باطنة ومبهمة ووجه التشابه انهم متكاملان للوصول الى الكمال الابداعي الكلي الاول تنازليا والاخر تصاعديا .
كما ان هناك اختلاف بين العملين اذكر منها :-
1- ان العمل المادي يبدا بالكل وينتهي بالجزء اما العمل المعنوي يبدا بالجزء وينتهي بالكل .
2- ان العمل المادي يتشكل ويتكاثر تنازليا اما العمل المعنوي يتشكل وينمو تصاعديا .
3- ان العمل المادي انفتق من المادة وفق ثنائي كلي اما العمل المعنوي فهو امر يبدأ بتكامل ثنائي جزئي .
4- ان العمل المادي أساسه كلي متحد والأساس المكمل له كلي منفتق اما العمل المعنوي فان أساسة جزء منفتق والأساس المكمل له كل متحد.
5- كمال العمل المادي في وجوده وخلقه يبدأ بكمال الأساس ومن ثم الاساس المكمل (الارض ومن ثم السموات ) اما كمال العمل المعنوي يبدا بالاساس المكمل ومن ثم الاساس اي كمال عمل السماء اكتمل قبل كمال عمل الأرض.
6--العمل المادي يبدا بالمشيئة والإرادة والقدر والقضاء أما العمل المعنوي ينتهي بالقضاء ومن ثم القدر والإرادة ويكتمل بالمشيئة ولتوضيح فان النظريات والقوانين الوجودية المتاثر فيها المادة في خلقها وتشكلها وفق الكون ابتداء من الكل وحتى الجزيئات يعتبر كل منها قانون او سبب او سنة بمثابة قضاء الله أي ان كل واحدة منها هي قضاء لله تعالى ( وللمسالة توضيح ).
7-إن العمل التكويني المادي ينسب إلى الله تعالى في وجوده أما العمل المعنوي فانه ينسب إلى الله تعالى والمخلوق نفسه واقصد هنا المخلوقات التكوينية غير الروحية فالشمس هي شمس الله تعالى ولكن الضوء يمكن أن نقول أن الضوء من الشمس أو من عمل الشمس أو ضوء الشمس او نقول الضوء من الله او من عمل الله او ضوء الله مثل روح الله وارض الله ومشيئة الله بمعنى ان العمل المعنوي هو امر بين امرين عمل الله تعالى وعمل المخلوق اما العمل التكويني المادي فهو امر بين امرين بصفته الخلقية (حركة وجمود) (سماء وارض) ( حياة وموت ) (خلود وفناء) أي بين متضادين .
8- ان العمل المادي اساسه جمود والاساس المكمل له هي الحركة اما العمل المعنوي اساسه الحركة والاساس المكمل له الجمود وان غابت الحركة غاب العمل المعنوي.

9 - ان الكون باكمله قام وفق امر الاهي في كينونيته فسار وفق مشيئة الله تعالى .

وعلى ذلك فان كل جسم يصدر عمل معنوي وفق ما يحويه من قدرات عضوية في أعضائه تتكامل فيما بينها في الجسم للقيام بالعمل أو الفعل المعنوي.

ويرجع سبب اختلاف العمل المعنوي للأجسام وتمايزه إلى اختلاف القدرات بحسب طبيعتها ونسبها في كل جسم فمنها من يصدر الضوء والحرارة والزلازل والبراكين كما يرجع أيضا الى التكامل وفق المجموعات الحياتية للأجسام كالمطر و السحب والزمن والليل والنهار والظلام والبرودة .
وفق هذا فان العمل التكويني المعنوي يتكون من .

1 العمل التكويني المعنوي الذاتي :الحرارة - الضوء – الزلازل- وغيرها
2 العمل التكويني المعنوي الجماعي : المطر – الليل – النهار – السحب وغيرها

وبتطبيق الأسباب والعلل السابق ذكرها وفق العمل المعنوي فإنها ستكون هي نفس العلل والأسباب السابقة
وقبل تناول الاسباب والعلل وفق العمل المعنوي فانه يرتكز في نشاته على العمل المادي اي انه يسير وفق قضاء وقدر وارادة ومشيئة الله تعالى كمرتكز اساسي في نشاته ووجوده وبدون هذه المرتكز الاساسي ما كان هناك عمل معنوي يصدر من المخلوقات كما ان الاسباب التسعة اللاحقة والمنطلقة من القضاء والصادرة عن المشيئة تكمل قيام الفعل المعنوي الذي يحويها القضاء في جوفه.
ولولا هذه الاسباب ماكان هناك عمل معنوي ولما وجد الفعل ولا العمل (الخير) كما ان الاسباب السابقة وفق العمل المادي تعتبربل و تمثل اساس الوجود او الكون بينما الفعل المعنوي الصادر من الافعال المادية هو الاساس المكمل للوجود وفق مرحلته الاولى وان اسباب المرحلة الاولى للكون تظل بمثابة الثوابت التي تدخل في جميع المراحل اللاحقة لذا فهي دخلت أولا كأساس أولي لمرحلة نشاة الكون وهي كذلك ستكون بمثابة الثوابت الذي سار عليها الفعل المعنوي للكون وبغض النظر عن تبادل الافعال وفق التدرج تصاعديا ومن ثم تنازليا وفق التحول فان الاسباب هي نفسها ولكن بموجب التحول بحسب مقتضيات الظروف الحياتية فان العمل المعنوي سيكون متدرجا من كمال المرحلة السابقة في نشؤ الكون حتى الوصل الى الكل وعلى هذا اوضح ان الافعال المعنوية للاجسام الكونية بدات من كمال المرحلة السابقة كوجه تداخل بينها وبين المرحلة اللاحقة المعنوية ومن ثم بالجزء وتنتهي بالكل وعلى ذلك تمثل القضاء في العمل المعنوي سار وفق نفس الأسباب والعلل السابقة عكسيا وهي كالتالي .

1- الكمال ) الابداع – التداخل )وهو يعبر عن نهاية المرحلة السابقة وبداية المرحلة اللاحقة للخلق كما يمثل اكتمال -العمل المادي للخلق او اكتمال خلق الكون وبما ان الحياة او الكون استند في نشئته على القوانين السابقة الذكر فان العمل المعنوي الصادر من الكون سوف يسير ويستند على نفس الاسباب والعلل مع الاخذ بالعكسية أي ان العمل المعنوي قائم في كماله من الجزء الى الكل وفق كمال الاسباب اللاحقة السابقة الذكر او مجملها كما يحوي بداية الحركة الكونية للسموات والأرض والكمال يمثل الاستراتيجية التي ستسير عليها ووفقهاالاسباب والقوانين ابتداء بالجزء وانتهاء بالكل . أي ان الحياة بدات بمشيئة الله وارادته وقدره وقضائه وانتهت بقضاء الله وقدره وارادته ومشيئته وان الله هو الاول والاخر بدات الحياة بمشيئته واكتملت بمشيئته .


2- . الجزيئات يتكون العمل المعنوي بداية من عمل الأعضاء او الأجسام المختلفة القدرات وفق نسب الحركة والجمود ووفق تفاعل جزيئات ثنائية تنتج الفعل المعنوي الذاتي الذي يسير في التكامل مع الاعضاء الاخرى لانتاج العمل الجماعي أي ان العمل الذاتي للأعضاء يهدف إلى استفادة الاعضاء المتكامله معه وفق البيئة الحياتية والتي بدورها تخدم الحياة والاعضاء باكملها و ان العمل الذاتي اذا لم يكن لاجل مصلحة الكل فانه يعتبر عمل مختل لا يخدم الحياة وبالتالي لا قيمة لما يقوم به من عمل كون هدف العمل الذاتي هو خدمة الجماعة وليس الفرد فقط ومن هنا نشير الى ان العمل المعنوي يبدا بتفاعل ثنائي عناصر او اعضاء او اجسام تتكامل وفق مجموعات للوصول الى كمال الفعل المعنوي في بنائه وتطورة وتنميته وعلومه - كما ان عمل الأجسام تكون بحسب أهمية الأعضاء بالنسبة للكون وحياته وبحسب الأولويات كما اشرنا سابقا ومن امثلة العمل المعنوي الضوء والحرارة والزلازل فهي تبدا وفق فعل جزيئات تفاعلية ثنائية تتدرج وتتوسع وفق الجسم وتنتهي بالفعل الكلي لها .

3- .المجموعات ) التكامل) ويتمثل العمل المعنوي فيه في تكامل الأجسام والأعضاء وفق التعاون او العمل الجماعي ومن أمثلته الظلام والسحب والمطر والزمن والسرعة والشكل حيث يبدأ بتفاعل جسمين مرورا بالتدرج والتحول وبقية الأسباب حتى الوصول الى الكل .

4- الفتق النسبية والاختلافإن العمل المعنوي ليس منفصلا عن الجسم أو العضو بل هو منفتق منهما وينسب العمل إلى الجسم والعضو المنفتق منه كما يكون خاضع الى التمايز والاختلاف بحسب القدرات واثره على الجسم او الاجسام المتعايشة وفق التكامل البيئي .

5- أمر بين أمرين ويشير الى ان عمل الأعضاء والأجسام تنسب الى الله تعالى والى الجسم أو العضو نفسه فالضوء هو عمل الله وهو أيضا عمل الشمس وهذا يدل ان العمل المعنوي يتكامل فيه الإبداع الالاهي وإبداع المخلوق وان الله لم يحرم مخلوقاته من العمل الإبداعي بل جعل لها أيضا نصيبها من الإبداع وفق التسيير والتخيير وان الكون بأجسامه وأعضائه مسيرة بارادتها واختيارها وان لزمها المعصية فرض عليها العمل بالإكراه حيث قال الله تعالى للسموات والأرض ). اتيا طوعا او كرها قالتا أتينا طائعين) وان أي جسم عمله أمر بين أمرين ذاتي وجماعي .

6- التحول (العكسية ) ويتمثل في تحول العمل وأثره من العضو الى الجسم ومن الجسم الى الاجسام الأخرى للفائدة كما ان العمل المعنوي يكون وفق خصائص المادة وصفاتها جامدة ام سائلة او غازية بما تنسجم معه مصلحة الحياة البيئية كما ان التحول يخضع للسرعة والمسافة وبحسب المكان وبحسب اهمية فعلها للكائنات الاخرى سوى في نموها او عملها كما ان العمل المعنوي يتحول بحسب الظروف والاهمية للحياة من برودة وحرارة في ظل الفصول الاربعة ومن الليل الى النهار وفق حركة الأرض وتحولها المكاني.

7- التدرج الزمن ان اي عمل معنوي يسير وفق التدرج من الصغر الى الكبر عبر فترات زمنية من الجزء الى الكل فالذاتي يتدرج من العضو وفق نسبة الحركة والجمود في الجسم كما ان العمل المعنوي يتدرج من الجزء الى الكل كالليل والنهار . وبما ان الفعل المعنوي يسير متدرجا في حدوثه وظهوره فان هذا التدرج (القوة والحركة ) لا يكون الا لفائدة الحياة بما يشكله من اشعار بحدوث عمل قد يكون جزء منها يشكل ضرر على الأحياء ولتفادي هذا الضرر فانه يسير متدرجا لكي تاخذ المخلوقات حذرها من حصول اي ضرر في حدوثه فالليل يشكل ضرر على الاحياء النهارية والنهار يشكل ضرر على الاحياء الليلية وكذلك الزلازل والبراكين والحرارة والبرودة والمطر والبرق والاعاصير والعواصف إلى أخره لاتكون الا وفق تدرج وهي تابعة لقضاء الله تعالى في تدرجهاوسبحان الله رب العالمين كم هو عظيم وحكيم .

8-التوسع (المكان والمساحة)ان العمل المعنوي يتوقف على المكان والمساحة لكي يتوسع في مستوى العمل وان لم توجد المساحة فان ذلك سيعيقه في تغذية اعلى قدر من المساحة بالشكل الموزون.

9- الكل ) الحركة والجمود ) أساس وأساس مكمل وان العمل المعنوي سوى كان ذاتيا أو جماعيا يكونان وفق الأساس والأساس المكمل كالضوء والحرارة – والرعد والبرق – والسحب والمطر – والليل والنهار – والزمن والمسافة – والزمن والمكان- والحجم والوزن – القدرة والحركة – والطول والعرض- وفق تكامل الأرض مع الإجرام السماوية أساس وأساس مكمل بدا بالجزء وانتهى بالكل. وبانتهاء تكوين الفعل المعنوي فان الحياة تسير وفق الحركة الحياتية لها الى ان يشاء الله .
10- القضاء وهنا اشارة الى ان العمل المعنوي استند في نشاته على ما قضاه الله تعالى وسار في عمله نحو ما قضاه الله تعالى ويشير الى اكتمال العمل الابداعي للفعل المعنوي وبدون الكمال يعتبر الفعل المعنوي وان سار وفق الاسس والقواعد الاولى في ظل وجود خلل ناقص وغير موزون فالكمال هو الهدف السامي للخير وهو الابداع الحقيقي للحركة الحياتية بوصلها الى هدفها المنشود منها والكمال يشير الى مستوى التنظيم والتفاعل والتكاتف والتعاون بين جزيئات الكون المتداخلة وفق نظام يعزز من استمرارية الحياة للمراحل اللاحقة حتى وصولها إلى النهاية بعد ان افادة وخدمة الحياة بعملها لأقصى درجة .
11- القدر إن الكون نشا وفق القدر و سار وفق القدر واتجه نحو القدر وهو التقدير والاحاطة والعلم المسبق لما سار عليه الخلق او الكون وبما سيقوم به من عمل معنوي كما انه المحدد النهائي للكون وان القدر محيط بالكون من بداية خلقه حتى اتجاهه وفق عمله ومسيرة حياته الى نهايته
12- الارادة تمثلت الارادة في نشاة الكون كما تمثلت في نهايته سوى بشكل جزئي اثناء مسيرة الحياة او بشكل كلي في ظل نهاية الحياة كما ان الارادة تمثلت في وجود العمل المعنوي للكائنات وما تقوم بها من عمل ولولا ارادة الله لما عملت المخلوقات ولمل خلقت اساسا .
13- المشيئة وهي الامر الاول المنبثق كل شيء عنه وهي الاول والاخر خلق الكون وفقها ونشا وسار وفقها وانتهى وفقها لولاها ماكان هناك وجود ولا كان هناك فعل معنوي ولولاها لما كان هناك نهاية للكون وهي القانون الالاهي الاساسي المنبثق عنه كل الاسباب والعلل وان العمل المعنوي قام وفق المشيئة وينتهي في وجوده وفعله وفق المشيئة.


وعلى هذا الأساس فان العمل المعنوي خضع إلى عدد من الأسباب والعلل التي لولاها ما كان هذا العمل والذي هو قائم على التوازن للأخذ بالحركة الحياتية في الوصول إلى الكمال ولم يكن إلا وفق عدد من الأسباب ذات الأهمية في وجوده وحياته سوى في تكونه او عمله ووفق المسافة والسرعة والكتلة والموقع والمكان والمساحة والمدار والاتجاه والحجم والوحدات المكونة والتفضيل والاختلاف والزمن والقوة والشكل وغيرها كلها تضمها الأسباب والعلل السابقة التي تكاملت فيما بينها للأخذ بالتوازن الكوني حتى وصولها الى الهدف المنشود فمثلا ولتوضيح أهمية الصفات الفرعية كالشكل الكروي للأرض .لولا الشكل لما كان هناك ليل ولا نهار ولا زمن وغيره مستقيما في وجوده فلو فرض ان الأرض مسطحة وغير كروية فان ذلك سينعكس على حياتها كما سيكون فيها الليل دائم وكذلك النهار سوى بشكل جزئي على الأرض أو كلي . مما سيؤثر على الأحياء المخلوقة وفق التنوع فالشكل مهم لتوازن الحياة

وكل الكون بما فيه يشير وبوجه حقيقي لوجود الخالق عز وجل ولوحدانيته كما تقر بعظمتة عز وجل. العليم الخبير. ووفق هذا العمل والإبداع الالاهي يظل الإنسان صغيرا بعمله العلمي امام عمل وعلم الله تعالى الكبير والخالق فلا تتكبر وتستكبر ايها الانسان بما وصلت اليه فأنت مهما وصلت فان هناك من هو اعلم واجل منك وهو الله تعالى وطالما ان الله بديع السموات والأرض فهو يحب كل عمل ابداعي صادر من قبل المؤمنون فيه خيرا للحياة وللإنسانية ويخدم حركتها واستمرارها.
ولو نظرنا الى العمل فانه لايمكن ان يكون هناك عمل من دون وجود تغذية للأجسام الكونية وعلى ذلك جعل الله تعالى التغذية للاجسام الكونية في مكوناتها وفق العناصر والأعضاء التكاملية في الجسم وبالكميات

السيد \ المسني
23-07-2013, 07:44 AM
المناسبة للقيام بالعمل ولا يمكن ان يكون هناك عمل الا وفق وجود المادة الأساسية في مكوناته التي خلق منها تساهم في مده بالقدرات والطاقة اللازمة لقيامه بالعمل وعلى هذا الأساس فان جميع الأجسام الكونية تحتوي على الماء لانه المادة الاساسية المكونه له وان قلنا ان الماء وفق التحول تحول الى غازات فانه( وكما يقال بانه يتكون من اكسجين وهيدروجين) واقول وفق ذلك بانهم انفتقا وفق الحركة الى نسب متمايزة بحسب الذرات والتي ادت الى تنوع المخلوقات بموجب نسبها كما خضعت وفق التحول الى أعضاء جامدة متنوعة وفق الظروف البيئية.
وعلى ذلك فان حركة الحياة سارت وفق نظام اذ لو كانت الحكمة والعلم ليست منضوية في خلقه لسار الكون وفق الفوضى والعشوائية التي ستؤدي الى عدم استقرار الكون ووفق هذا النظام وهذا التكامل بين الاعضاء والاجسام المتعددة والمتباينة القدرات والمتنوعة التي بمجملها تشكل جسد الكون وفق الإبداع والتي حمت الكون من العودة لطبيعته الأساسية فسار وفق مراحل وسنن في مجملها تقر بان وراء خلقها رب عظيم ولولاه ما تحركت الحياة ولبقت عاجزة عن إخراج نفسها من مستوى الجمود إلى الحركة في ظل بقائها في المستوى الوجودي الاول وعلى ذلك فان الحركة والعمل ضمان لاستمرارية الحياة.

ملاحظات

-ان حركة الحياة الكونية قائمة وفق اساس وهو العمل التكويني المادي واساس مكمل هو العمل التكويني المعنوي وعلى هذا فان اصل الخلق مادة حركية تحتوي الجمود انتج ثنائي الاكسجين والهيدروجين كما انتج ثنائي الارض والسماء الخ تنازليا وفق الثنائيات .
- ان الكون هوامر بين امرين مادي ومعنوي وانه وسطي بين صفتين عكسية فهو تنازلي وتصاعدي – خير وشر- اتحاد وانفصال – الحياة والموت – التسيير والتخيير الخ
- ان الكمال المادي في مرحلته الاولي حتمي الوجود لما يقضيه الله تعالى وفق المشيئة والارادة والقدر وايضا العمل التكويني المعنوي بالنسبة لكائنات الكون او الاجرام السماوية فهو ايضا حتمي الوجود بالنسبة للعمل المعنوي الا انه عند خلق الله للانسان سخر السموات والارض وما بينهما للانسان أي اعطائه الحق في اختراق قضاء الله تعالى الكوني القائم وفق النظام والسنن الالاهية وان هذا الاختراق ناتج عن مشيئة الله تعالى في تسخير الخلق والمخلوقات للانسان ولا يعني هذا ان مشيئة الانسان تتفوق على مشيئة الله تعالى في الامر والنهي او ما يقوم به الانسان من عمل فلا يمكن ان يعمل الانسان أي عمل الا بموجب مشيئة الله تعالى وان لم يشأ فلا الانس ولا الجن ولا جميع المخلوقات قادرة على عدم انفاذ قضاء الله تعالى او الوقوف امامه .
- ان الله يبدي ويعيد نفهم من هذا ان كل لحظة او فعل يقوم به أي مخلوق فيه بداء في الفعل وتهيئته وفيه اعادة في اكتماله وحدوثه مهما بلغت هذه اللحظة من زمن ولو جزء من الثانية اضيف مثل لفهم هذه المسالة عندما قضا الله لنبيه إبراهيم عليه السلام في ذبح إسماعيل عليه السلام هنا لم تكن المشيئة تتمثل في هذا العمل ولكن سار متدرج من القضاء ومن ثم القدر لما فعله نبي الله إبراهيم عليه السلام من طاعة لله تعالى ومن ثم الاراده في تهيئته للذبح الا ان المشيئة لم تنفذ لاكتمال الفعل المعنوي فاستبدل الذبح بكبش هنا الله تعالى تبدل وتغير قضائه لانه لم تشأه المشيئة وانما كانت تسير وفق القضاء الغير حتمي الحدوث باعتباره فرع من فروع الحياة وهنا يكمن فائدة الدعاء الى الله تعالى في اكتمال ما يخلق من فروع كالابناء او مما يحدث من قبل الاجرام والارض كالزلازل والاعاصير اما ان كان الامر صادر من المشيئة والارادة فالقدر والقضاء فان هذا القضاء حتمي الوجود ولا مرد له لان المشيئة قد انفذت امرها . ولن يستطيع الانس ولا الجن ولا أعظم مخلوقات الله ردها . الا بالدعاء والاستجداء والترجي للخالق عز وجل في ان يخفف منها كدعاء فرعون وهو غريق فأنجاه ببدنه.ومن هنا ندرك ان دعاء الله تعالى يخفف ويزيل قضاءه بمشيئته وفق هذا الترجي حيث قال تعالى ( ادعوني استجب لكم ) (واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان )
- ان اساس الخلق يدخل كشيء اساسي في خلق جميع المخلوقات الفرعية فمثلا الماء وهو اساس الحياة فانه يدخل في جميع الفروع كاساس وجودي فيه كما يدخل في تكوين الفعل التكويني المعنوي كأساس مكمل وغذائي له . وكذلك المشيئة والارادة والقدر والقضاء تحتوي كل الفروع التكوينية المادية وتدخل كاساس مكمل للفروع المعنوية أي ان العمل المعنوي لايكتمل الا فيها .
- ان العمل المادي يكون مسير من قبل المشيئة في خلقة اما العمل المعنوي فيمثل التخيير للمخلوقات ولكن هذا التخيير لاينفذ الا بمشيئة الله تعالى . الا ان الكون ليس له ان يخرج عن اطار المشيئة والقضاء وان اراد الخروج عن العمل الذي خلق لاجل فعله عمل مكرها . لان الحياة سوف تتاثر في حالة المعصية لذا فان الكون مخلوق مطيع وملبي لاوامر الله تعالى . وان جميع المواد والاجسام خاضعة وملبية لكل شيء يعمل فيها.






ثالثا:- الإنسان

وفق السنن السابقة فان الإنسان سيكون خاضع لها في خلقة ولو تفحصنا في كيفية خلق الإنسان لوجدنا السنن نفسها ولكن بالاختلاف بالمواد المكونة له وفق نسبها بمعنى ان المادة الأساسية التي خلق منها الكون تدخل كعضو أساسي لخلق المكونات الفرعية اذ بدونها يكون الخلق مختلا وغير موزون لافتقاده التغذية الأساسية له التي وجد منها فهي تدخل كمادة أساسيه في خلقه كما أنها تكون من ضمن الغذاء المادي للجسم تزوده بالطاقة اللازمة لمواصلة حياته ونحن نعلم من القران ان سنن الله ثابتة حيث قال في كتابه العزيز سنة الله في الخلق ولن تجد لسنة الله تبديلا . وهنا يجب ان نعلم ان هذه السنن في الخلق أي في وجود خلق الكائنات وهي ثابتة اما في ما يقوم به من عمل فهي معرضة للخرق وفق تسخير الله للسموات والارض وما بينهما للانسان كما انها تضل ثابتة . بمعنى ان السنن الالاهية غير قابلة للتحول او التبدل في الخلق بل تضل ثابتة يخضع لها الكون وفق تكويناته وبما تحملها من صفات وقدرات وان السنن ثابتة لكونها تشير الى وجودية الله تعالى وانه خالق حكيم بديع عظيم كما ان التوحد في السنن تعزز من وحدانية الله تعالى .
وان هذه المنظومة المتكاملة وفق السنن لا يمكن ان تكون الا من اله واحد ولو فرض انها من آلهة متعددة فان الكون لن يكون مستقيما ولكان كل شيء منفصل عن الأخر لا يكمله في المسيرة الحياتية إلا أن هذا النظام البديع يشير انه صادر من اله واحد وهو الله تعالى لا شريك له في الخلق .
و ان الانسان هذا المخلوق لا يمكن ان يكون اوجد نفسه بذاته ولا يمكن للصدفة أن توجده و توجد التكامل الحياتي للخلق وان قيل أن الصدفة تخلق فهل ستعلم الصدفة الإنسان ما يضره وما ينفعة سوى في اكله ومنافعة وهل الصدفة ستخلق بجواره الانثى التي ستكمل الحياة والحركة الإنسانية . انه لمن الجهل ان يقول انسان بان الصدفة هي من اوجدته وخلقت له معايشة وارزاقه وانه من الغباء ان يشبه الخالق بالمخلوق او ان يتم تشبيهه بالإنسان أو المخلوقات الأخرى حيث سيذهب كل مخلوق بتشبيه الله بنفسه وبما يحمله من وسائل حياتية تخدم حياته .
أما من يجعل لله الولد والزوجة (استغفر الله العظيم) كما يقول المسيحيين لكان هناك تعدد للالهه ولفسدت الأرض وفق هذا التعدد كون كل الاه سيذهب فيما خلق نحو تضاد للأخر ولما كان هناك تكامل حياتي ولما وجد هدف من وراء الحياة إذ أن كل مخلوق سيكون هدفه مختلف عن الأخر لا يخدم الحياة وفق التكامل والتوازن وسيكون هناك فساد فيها حيث كل اله سيسعى الى إثبات قوته على الاخر وان من يقول ان لله ولد وزوجة ( واستغفر الله عما يقولون ) لكان الأبناء يحملون الالوهية وهذا ما ينفيه العقل فهل هناك إلاه كما تقول المسيحية وترفع شعارها بالصليب يقبل لنفسه الموت ومن يقتله ويزيحه من الحياة . المخلوقات التي أوجدها عجبا كيف يسمح لنفسه ان يقتل ويموت من قبل من أوجدها فيكون العيش والبقاء لها والموت لابن الاهها .وان رفع الله لعيسى عليه السلام لهو اكبر دليل انه ليس الاها وانما نبي ومخلوق من مخلوقات الله تعالى .
كما ان من له أبناء ويقبل التكاثر لا يمكن ان يكون متصف بالكمال والربوبية اذ لا يكون الولد إلا لإكمال حركة أو مسيرة حياتية والله ليس محتاج لولد لكي يكمل مسيرة حياته ومن قال ذلك فانه يلصق النقص بالخالق عز وجل كونه يحتمل الموت وان من يتصف بالنقص لا يخلق كمال . وان الكمال لله تعالى .
وان الله خلق الإنسان وحمله أمانة و جعل له هدف حياتي في الدنيا هو الحفاظ على الحياة والأخذ بحركتها نحو الكمال وان تحميل الله للإنسان هذه الأمانة وجعله خليفة له في الأرض (ادم عليه السلام ) ليس لان الله محتاج إلى الإنسان لا بل ان الله في غنا عن الدنيا ومن فيها وحمل (مع فتح الحاء ) الإنسان الأمانة ظلما وجهلا ومع ذلك فان الله لايقبل لعباده الظلم فامد الانسانية بكل الوسائل العلمية والجسمية والفكرية والقدراتية لاكمال مهمته في حمل الامانة فسخر له الله السموات والأرض وما فيها وجعل فيه أعظم القدرات الخلقية التي بموجبها فضل عن بقية المخلوقات كما جعل الله تعالى من الانسانية خلفاء له يعلمون الناس ويوجهونهم لاجل اقتدارهم على حمل الامانة رحمة من الله للعباد.
وطالما أن الإنسان يحمل الأمانة فلا بد أن لا يستغني عن خالقه في حملها إذ لابد من عون الله له مالم فانه لن يستطيع حملها فأرسل الله الرسل والأنبياء وجعل الأئمة هداة للناس للاستعانة بالله لما يحيهم .وعلى ذلك فان الله تعالى قريب من الإنسان إن دعاه يعينه ويهديه وينصره ويقضي حوائجه ويمده بالقوة وبكل الوسائل العلمية والفكرية والجسمية التي بمجملها تمثل الخير للإنسانية والحياة والتي تسهم في جعل الإنسان مقتدر في حمل الأمانة ولولا الله تعالى ما استطاع الإنسان الأخذ بالحركة الحياتية نحو الكمال او النهاية ومن استغنى عن الله فانه سيكون مخلا بالهدف الذي وجد لأجله في الدنيا والمتمثل بعبادة الله وفق حمل الامانه والأخذ بحركتها نحو الكمال أي أن الانسان المضر بحركة الانسانية اساسا يضر بالحياة كما ان من اعظم المعاصي قتل الانسان بغير حق اي الانسان المحافظ على الحياة وحركتها اما الانسان المضر بالحياة فان جزاءه على قدر اسائته إلى الحياة في مدى كبرها وأهميتها بالنسبة اليها وان مهمة الانسان الصالح تكمن في منع الإنسانية من السعي وراء الشرور للحياة .
واننا نعبد الله وفق اقامة الشعائر الإسلامية وآدابها من صلاة وصوم وزكاة وحج وعمرة الى اخره ليس لان الله محتاج الينا ولكن لاننا محتاجون الى الله والتقرب اليه وفق الشعائر لما فيه صلاحنا وصلاح الإنسانية ليكون لنا عونا وسندا وتوفيقا لعمل الخير وطلب الصحة في أبداننا وقوة علومنا وتعاوننا وإخوتنا وكل أمور حياتنا الخيره كما ان الحمل لايكون الا بموجب العمل والعمل لايكون الا في وجود كل الوسائل الحياتية الموزونه(الفكرية والعلمية و الصحية والمادية الخ )
للاخذ بالحركة فامدنا الله بهذه الوسائل كلها ولم يبخل علينا باي شيء نحتاجه لخدمة الحياة وحركتها ولكن بعض الناس استغنى عن خير الله وأبدلها بالشرور التي تضر بالحياة وجعل من التكبر والاستكبار شعار كما فعل إبليس في تكبره واستكباره برفضه السجود لأدم عليه السلام وعلى ذلك فان قوى الشر من صفاتها الاستكبار والتكبر على الله تعالى . وكل المستكبرين يسيرون في طريق واحد نحو معصية الله تعالى والتي في صلبها حب الذات لدرجة الاضرار بالحياة على حسابها وعلى حساب الكائنات الوجودية المخلوقه فيها .

وعلى ذلك فان كل الشعائر الإسلامية تمثل الخير للإنسانية بما تحمله من أواصر وروابط وأهداف قيمة تحمل في كنفها الخير والمتمثلة في الارتباط بالخالق عز وجل لأجل الخير وكذلك ارتباط الإنسانية فيما بينها في تعزيز روابط الخير.
ومعلوم ان هناك من يقيم الشعائر الإسلامية ويسير في طريق الظلم والباطل للإضرار بالحياة وبذلك يكون قد اخل بقواعد الخير التي من صلبها إقامة الشعائر الإسلامية لأجل خير الإنسانية وان الخير للإنسانية هو الهدف الأساسي للحياة وان إقامة الشعائر ومن ثم السير في طريق الظلم لا تغني ان لم تكن في طريق الكف عن الإضرار بها وبحسب خطورتها على كامل الحياة وحركتها .
سيأتي احد ويقول ان الله لم يخلقنا الا لأجل عبادته وهنا أقول له كلامك سليم فان الله قال في كتابه العزيز
(وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون )
وفي سورة اخرى قال(وعرضنا الأمانة على السموات والارض والجبال فابينا ان يحملنها واشفقنا منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا) لكن هذا القائل يقصد بان العبادة تتمثل في إقامة الشعائر الإسلامية فقط واقصد أن العبادة تتمثل في شكلها الإجمالي في الحفاظ على الحياة و الأرض والأخذ بحركتها نحو الكمال والتي تمثل الامانة وان الشعائر الاسلامية هي جزء أساسي للأخذ بحركة الحياة وللحفاظ عليها ولأننا محتاجون الى الله لاجل حمل الأمانة .
وهنا الفرق بين انسان ياخذ بالجزء دون الكل ويعكس الأساس من احتياج الإنسان إلى الله تعالى لحمل الأمانة والحفاظ عليها إلى احتياج الله لعبادة الإنسان ونفي الهدف الذي كلف به وبنفيه يعني ان الإنسانية في هذه الحياة تسير بدون هدف لها ومن نفا الهدف جعل الإنسان لا قيمة له ونقول لبعض الإخوة الذين يفتقدون المعارف الإسلامية بشكلها الحقيقي (ان النقص يتمثل في عدم الإلمام بالعلوم والمعارف الإسلامية وليس عيبا السعي لأجل الإلمام بها ولو بشكل جزئي ولكن العيب يتمثل في الاستكبار عن الحقيقة وإتباع أهواء الشياطين والإصرار على الخطأ بعد أن أكرمك الله بالمعارف)

وعندما ننظر الى خلق الإنسان فان الله شاء وأراد وقدر ادم قبل أن يخلقه فتمثلت عظمة الله في خلق ادم عليه السلام لإثبات ربوبيته وقدرته على خلق مايشاء وهل هناك من يستطيع ان يمنع الخالق عز وجل من خلق الإنسان المفضل على كثير من مخلوقاته. وبموجب هذا التفضيل خلق ادم عليه السلام و امر الله تعالى الملائكة ان يسجدوا لأدم فسجدوا الا إبليس ابى واستكبر فكان من الكافرين فكان اول من يعصي الله تعالى ولو فرض ان إبليس عليه لعنة الله لوكان لديه القوة على المنع والاعتراض على خلق ادم عليه السلام لفعل ولكن قدرة المخلوق لا ترقى أمام قوة الخالق عز وجل .
ووفق الاية القرانية في قوله تعالى ( اني جاعل في الارض خليفة قالو أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني اعلم ما لا تعلمون(30)وعلم ادم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين(31) قالوا سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم 32) البقرة

وفق الآية اختار الله ادم عليه السلام ليكون خليفته في الأرض إكراما وتفضيلا منه للإنسان إذ أن هناك من كان يعترض على خليفة الله في الأرض ومنها الملائكة ليس كرها للإنسان ولكن خوفا على الارض من الفساد و سفك الدماء . و من الآية يتبين أن الإنسان لم يخلق عالما إذ تلقى العلوم من الله تعالى ولولا تعليم الله له ما استطاع معرفة الأسماء الذي تميزبه عن الملائكة عليهم السلام كما تشير الآية ان الإنسان ليس باستطاعته الاستغناء عن الله تعالى خالقه اذ لولا الله ما ابدع علميا وبموجب هذا الارتقاء العلمي سجدت الملائكة لأدم عليه السلام طاعة لله تعالى و احتراما وإجلال لما يحمله من علم رباني تفوق به عليهم حتى جعل لهم بمثابة المعلم ومن هنا نعلم أن العلماء العارفين الصالحين (أولياء الله ) لهم فضل على الامة في تعليمنا وصلاحنا وهل ياترى سيحترمهم ويقدرهم الناس كما احترمت الملائكة ادم عليه السلام ام انهم سيتكبرون ويستكبرون كما فعل إبليس وسيجعلون من إجلالهم واحترامهم وزيارة قبورهم بدع وخرافات تعكس عن عدم احترام هؤلاء للعلوم والعلماء والأساتذة والمدرسين وتقديرهم بقدر إسهامهم في المجال العلمي كما إن ادم عليه السلام باعلامه الملائكة بالأسماء عكس عدم أنانية ادم في احتكار العلم كما توضح طاعة ادم للخالق عز وجل.
واسكن ادم وزوجته الجنة فأزلهما الشيطان في الأكل من الشجرة التي نهاه الله عن الاكل منها .
وطالما ان الله فضل الإنسان وجعله خليفتة في الارض وهناك خلاف في مسالة الخلافة في الأرض هل هي مخصصة لادم عليه السلام ام للإنسانية بأكملها . حيث ان هناك تباين فخص بها ادم عليه السلام وهو الإنسان الأول كما خص بها داوود عليه السلام ولو كانت كلية أي تعني الإنسانية بأكملها لما خص داوود عليه السلام في قوله تعالى ( يا داوود إني جاعلك في الأرض خليفة ) ص 26 كما انها تاتي احيانا في تخصيصها للمؤمنون كما قال عز وجل ( وعد الله الذين امنوا ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف اللذين من قبلهم ) النور وقد اشرنا سابقا ان الله تعالى يكون قضاءه خير للإنسانية وليس شرا بها وعلى ذلك فان من تخصه الخلافة هم أهل الخير الأنبياء والصالحين والمؤمنون الصادقون من الناس وليس الأشرار والظلمة وبموجب الاسباب والعلل السابقة فان الخلافة متاثرة بها حيث بدات باساس الانسانية وستنتهي بالفروع أي ان الخلافة تشمل الكل أي كل الخيرين وتشمل الجزء الأخير للخيرين وبموجب النظرية الكلية وفق الأساس والأساس المكمل فان الخلافة في الأرض أساسها الأخير من الناس وأساسها المكمل هم الخيرون من الناس وعلى ذلك فان الخلافة تتمثل في من لديه القدرات التي تؤهله لحمل هذه الأمانة المتمثلة في الأرض والحفاظ على صلاحها وفي صلبها الخير للإنسانية وعلى ذلك سخر الله للإنسان السموات والأرض ومابينهما للاستفادة منها في رقيه العلمي والعملي وفي الحفاظ على صلاح الأرض من الفساد وان مهمة الانسان في الارض تكمن في الحفاظ على صلاحها ومقاومة المفسدين فيها والأخذ بحركة الإنسانية وفق الخير وعبر المراحل الزمنية حتى الوصول الى الكمال او النهاية والتي بموجبها تنتهي مهمة استخلاف الإنسان على الأرض وعلى هذا الأساس فمن يعمل الشرور للإضرار بالإنسانية أو بالحياة فانه بذلك يعصي الله تعالى ويعيق هدف الإنسانية وهنا نقول بان الاستخلاف لاتعني الزعامة والرئاسة والحكم والمشيخه في ظل الجهل وإنما تكون لأولي العلم والمعارف لان ادم عليه السلام لم يستخلف على الأرض إلا لأنه تميز عن من سواه بالعلم و حاز علي الخلافة بموجبه . ومن الضرورة ان يكون ادم عليه السلام عالما وعارفا بشؤون المستخلف فيه وبما هو أصلح للإنسانية وللأرض اذ انه ان استخلف وهو جاهل يشؤونها وادارتها فانه سيضر بها وعلى هذا الأساس فان من يكون خليفة الله في الأرض يكون متعلما وفاهما وغير جاهل كما يكون مؤمنا ومطيعا لله تعالى اذ ان ادم عليه السلام لم ينل الاستخلاف في الأرض الا لأنه اعلم من الملائكة ولانه لم يحتكر العلم في إعلامهم به كما انه من الباطل والظلم ان يحكم الجاهل المتعلم فكيف سيكون خيرا للارض وللإنسانية وهو لايعي مفهوم الإصلاح ومفهوم الأخذ بحركة الحياة إلى الكمال عبر الزمن كما لايعي ولايفهم التوازن الحياتي للحياة بمافيها من احياء تخدم الأرض وصلاحها ولا يفهم أسماء المستخلف عليهم من الكائنات . ان تعيين الجاهل على رقاب الناس ماهو الا جزء من الفساد في الأرض وطالما ان الإنسان يحمل الامانه على الحياة فيجب ان يعمل لاجل عدم تنصيب اهل الشر باستخلافهم على الحياة كونهم سيضرون بالامانة الالاهية وسيسعون في الارض فساد.
ان خليفة الله في الارض تكمن فيه كل صفات الخيرللانسانية والحياة والذي سيعمل ويسعى لتعزيز مكانة اهل الخير في جعلهم خلفاء لله في الأرض سوى في تفوقهم العلمي او السلوكي والإنساني وغيره.

وكما اوضحت سابق بان الأمانة متمثلة في الحفاظ على الحياة والأخذ بحركتها نحو الكمال هي من مسؤولية الإنسانية بأكملها وسوف يحاسب كل من يضر بها او يفسد فيها أما الخلافة فهي منصب تكون في الأخير من أهل الخير في الإنسانية كأساس والخيرون من الإنسانية كأساس مكمل كما وجب على الأساس المكمل (الخيرون )الالتفاف حول الأساس( الاخير) وعلى ذلك فان خليفة الله في الأرض جعل ليعزز مسار الإنسانية في حمل الأمانةومن الغير منطقي ان يجعل الله الارض من دون وجود خليفة له فيها .
ويبقى السؤال هل استخلف ادم على الأرض في ظل وجود المشورة والانتخابات ام انه تعيين وتكليف من الله تعالى ؟ وهل نقول من الضرورة ان تكون هناك شورى لاتخاذ قرار الاستخلاف وبين من تكون الشورى ؟ بين الخالق والمخلوقات !وعلى أي شيء على ملك الخالق عز وجل! وهل يعقل ان يكون احد معه مزرعة ويريد ان يعين عليها مدير فهل سيقول لأبناء مجتمعه تعالوا نعمل شورى لنعين احد عليها. من المؤكد ان هذا سيكون في قمة السخف وبعد من سيعين عليها هل إنسان فاهم يعمل لأجل مصلحة المزرعة ويدر عليه خيراتها ام سيعطيها لإنسان جاهل لا علم له بشؤون الزراعة والفلاحة والتخطيط والبيع والشراء والتجارة المبنية على القيم والسلوك الحسن ؟من المؤكد إن الإجابة ستكون لمن هو اعلم وافهم وانسب وأنزه لإدارة المزرعة لأنه بنظره سيدر عليه أموال أكثر . فكيف تسمح لنفسك ايها المخلوق ان تعين شخص لإدارة مزرعتك بينما لا تقر لمن عينهم الله لإدارة أرضه ومخلوقاته (الرسول( ص ) والأئمة الاثنى عشر عليهم السلام ). والفرق ان خيرات المزرعة ستكون لصالح صاحبها بينما ارض الله بخيراتها تكون لمصلحة العباد. فأيهما أكرم الخالق ام المخلوق ؟ وعلى ذلك فان الأنبياء والرسل وأئمة الله العظام لايعينون من الناس وإنما يعينون من الله تعالى ورسوله الكريم إذ هل من العقل ان يكون هناك شورى بين الخالق والمخلوقات في اختيار النبي أو الإمام أو خليفته في الأرض . وهل يعقل أن يكون هناك أناس بعيدين عن الله تعالى وعن الخير ويعبدون الأوثان والأصنام ويتم مشاورتهم في تعيين نبي وإمام لهم أو خليفة الله في الأرض. إن الله تعالى اختار ادم عليه السلام وجعله خليفته في الأرض وكذلك الله تعالى يختار الأنبياء والأئمة عليهم السلام لكونهم هم الأخير للناس لإصلاح حياتهم ومقاومة المفسدين والمستكبرين في الأرض وجعل المؤمنون خلفاء الله في أرضه وعلى ذلك فان الخلافة منصب إلاهي يجعله الله في الأخير للناس كأساس كما يجعلها في الخيرون من خلقه كأساس مكمل .

كما أن الاستخلاف خص به ادم عليه السلام ولم تخص به حواء عليها السلام وهو ما يشير ان الخلافة لا تتمثل بالإنسانية بأكملها بل تمثلت بآدم عليه السلام وبموجب النظرية الكلية فان الجزء الأساسي للإنسانية وهو ادم عليه السلام وهذه إشارة أن الخلافة تكون من مسؤولية الرجل كأساس للإنسانية ومن مسؤولية آهل الخير كأساس للناس ومن مسؤولية الأخير كأساس لأهل الخير وبموجب التفضيل فان الإنسانية مفضله عن المخلوقات وان أهل الخير هم المفضلون من الإنسانية وان الأخير هو المفضل من أهل الخير .

. وللتوضيح أيضا في مسالة الحفاظ على الحياة والأخذ بحركتها نحو الكمال نوضح الأتي .

ان الأرض وفق الدراسة وبحسب فهمي هي أساس الكون وان السموات أساس مكمل للكون وفق النظرية الكلية وهذا يعني إن الأرض لها أهمية اكبر من أهمية بقية الأجرام السماوية كونها هي الأساس التي تستند إليها الحياة الكونية وان بقية الأجسام تمد الأرض بما يخدمها من منافع لاستمرارية الحياة فيها ولو اختلت حياة الأرض فإنها ستؤثر على حياة السموات وطالما ان الله استخلف الإنسان على الأرض وهي الأساس الحياتي للكون فانه وبموجب ذلك يكون الإنسان مستخلف على الحياة الكونية كون السموات تتبع الأرض ومن استخلف على المتبوع استخلف على متبوعاته وعلى هذا سخر الله تعالى السماوات والارض ومابينهما للإنسان وان القول لاجل صلاح الارض او الحفاظ عليها يكون المقصود فيه الأرض والسموات وما بينهما او بمعنى الكون او الحياة وعلمنا ان مهمة الإنسان في الاستخلاف هو الحفاظ على الحياة واستمرارها وفق التوازن حتى الوصول الى الكمال وان من صلب الحفاظ على الارض هو الحفاظ على الانسان كونه أساس الأحياء فيها . كما أن الاستخلاف يمثل الخير للأرض فلا يمكن ومن المستحيل ان يكون اي انسان اضربها خليفة لله تعالى . كما يمكن القول بان المؤمنون هم خلفاء الله في الارض.وان من استغنى عن الخير للارض بالخير لنفسه واتجه نحو الشرور والإضرار بالأرض فانه بذلك يكون قد تخلى عن مهمته الحياتية وجعل من نفسه انسان لاقيمة ولا هدف له في الحياة .كما ان الصامتون امام قوى الشر التي تعبث بالحياة هم ايضا قد تخلوا عن قيمتهم وهدفهم الحياتي وجعلوا من انفسهم احياء ولكن ميتون وسيدخلون دائرة العقاب الالاهي بسكوتهم ورضوخهم أمام أعمال أهل الشر . يقول الله تعالى ( الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قال الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها اولائك لهم عذاب جهنم وساءت مصيرا ) المائدة

إن حياة الإنسان وحركته ستكون أيضا خاضعة لنفس السنن كون السنن لا تتبدل في الخلق وعلى هذا فإنني سأشير إلى لمحة موجزة وبسيطة للحركة التكوينية للإنسان بكونه مخلوق فرعي فان خلقه يعتبر مرحلة فرعية أيضا منبثقة من المشيئة وفق السنن السابقة :-

1- المشيئة ان الإنسان لا يمكن ان يخلق الا وفق مشيئة الله تعالى وان خلق الإنسان وسلوكه وحركته الحياتية وعمله وان ارتكب المعاصي والآثام واخترق التوازن الكوني فهي من ما شاءه الله تعالى فلا يفكر الإنسان أن مايقوم به من عمل مضر

السيد \ المسني
23-07-2013, 07:45 AM
بالحياة يكون قد تغلب على الله تعالى . وان الإنسان هو أمر متسلسل و منبثق عن المشيئة .
2- الارادة لا يمكن ان يوجد الإنسان من دون أن تتمثل إرادة الله في خلقه ووجوده وعمله والارادة تعني القدرة على فعل ما تريده المشيئة .
3- القدر وهو التقدير المسبق لمكونات الإنسان واستقامة حياته الوجودية والإحاطة بمراحل حياته وتكاثره وأفعاله وأعماله وسلوكه وعلمه وقدراته وكل شيء في حياته من بدايتها الى نهايتها ومن بداية خلق الانسان إلى نهايته فلا يظن الإنسان انه خلق ولا يعلم الخالق ماذا سيفعل فكل اعمال الانسان محاطة بالقدر وبالإرادة والمشيئة الالاهية .
4- القضاء هو امر الله تعالى الوجودي للانسان ولولا قضاء الله ما كان الانسان موجود على وجه الحياة كما ان القضاء هو حكم الله على اعمال الانسان في الخير او الشر كما يحوي الاوامر الصادرة للانسانية بموجب كتابه الكريم لحفظ التوازن الحياتي والخير للانسانية .

وعلى ذلك فان الاسباب والعلل اللاحقة هي متفرعة وتابعة لما قضاه الله تعالى في خلق الإنسان وهي ووفق الترتيب
.
5- التوسع ( المكان ) اي ان الإنسان يقبل التوسع جسميا ويتكاثر عدديا وفق التوسع (المكان ) وبدونها يصعب عليه التحرك .

6- الكل وهو ( التفضيل والثنائية ) وفق اساس واساس مكمل وعلى هذا فان ادم عليه السلام هو الاساس وحوى عليها السلام هي اساس مكمل للانسانية وكذلك البدن والروح للجسد الانساني وايضا الماء والتربة لبدن الانسان احدهما اساس والاخر اساس مكمل فالاساس لا يكتمل حياته الا بوجود اساس مكمل له بمعنى وجود متبوع وتابع متلازمان كل لا يستغني على الاخر الا ان التفضيل للاساسي كونه اعلى قدرات من الاساس المكمل وان المتبوعان تتبع المتبوع كما ان الثنائية في الخلق هي اثبات لعظمة الله سوى التكاملية ( ادم وحوا عليهم السلام ) او المتحدة ( الروح والبدن ) .
7- التدرج وهذا يعني ان حياة الانسان متدرجة في خلقها من الصغر الى الكبر عبر التوسع كما انها متدرجة في حياتها الوجودية عبر الزمن ولاثبات صحة هذه النظرية قال الله تعالى في كتابه العزيز ( يايها الناس ان كنتم في ريبة من البعث فانا خلقناكم من نطفة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الارحام مانشاء الى اجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا اشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لايعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج )الحج جزء من اية 5

8- التحول (التحلل ) وهو ان الانسان بجسمه تحول من طين الى جسد كما يقبل التحول من صفته الحالية الى صفاته الاساسية كما يقبل التحول وفق المكان من والى وكذلك روحه تقبل التحول من البيئة الحالية الى بيئة حياتية اخرى و ان الجسد الانساني يقبل التكاثر وفق التحلل الجسمي وانتقال الحياة من الاباء الى الابناء وللاحاطة ان توازن الحياة تكمن وفق الثنائي ذكر وانثى وليس مستبعد ان يتكون ولد وفق التحول من ثنائي الجسد (الروح والبدن ) لاب او لام مثل نبي الله عيسى عليه السلام..
9- امر بين امرين (الوسطية والرئيسي) ( وهو ان الانسان هو امر بين امرين الروح والبدن كما ان تكاثره وفق الابن هو ايضا امر بين امرين الذكر والانثى وان بدنه هو امر بين امرين التربة والماء خاضع في تكونه للاسباب السابقة كما انه يحتمل الخلق ويحتمل عدم الخلق (الحركة او الجمود) اي انه لايزال في طور التخلق ويرجع في ذلك الى مشيئة وارادة وقدر الله تعالى فهو يبدي ويعيد كما ان هذا الامر يشير الى اهمية الدعاء بالنسبة للعباد في حالة عدم اكتمال ما قضاه الله تعالى الخاضع للتدرج والتحول.
10- الفتق ( الاختلاف ) اي ان الاختلاف في القدرات الانسانية بين الذكر والانثى هو نتيجة الفتق للبدن وفق النسب ولولا الفتق وفق نسب لكانت الانسانية كلها تحمل قدرات وصفات موحدة مما سيعيق التكاثر والاستمرار بالحركة الحياتية كما ان الفتق يوجد ترابط واندماج نفسي بين الابدان كونه لايعني الانفصال ولا الاتحاد وانما هو بينهم وفق الوسطية وهنا اشارة الى الانسان انفتق من الطين اساس واساس مكمل فانبت الانسان من الطين كالنبات وافرض مثل هو ان ادم وحوى عليهم السلام تشكلا من نفس واحدة كفرعي شجرة احدهما قوي ومتين وطويل والاخر ضعيف وقصير ولله العلم
11- المجموعات وهي تشير الى الانسان كونه كل يحوي عدد من المجموعات الفرعية المتحدة في جسمه كما خلق من وفق مجموعة ثنائية ذكر وأنثى اول مجموعة إنسانية كليه وهو في طور التخلق وان جسم الانسان انفتق في اطار الجسد الى اساس وهو العضو الأساسي واساس مكمل وهي الاجزاء التي شكلت مجموعات الجسد الإنساني متدرجا من الصغر الى الكبر في تكونه .
12- الجزيئات ( الاختلاف ) وهي عبارة عن الأعضاء التي تتكامل وفق المجموعات في الجسد الإنساني اذ لا يمكن أن تتشكل الجزيئات الا في ظل وجود المجموعة الجسمية التي تحتويها كما أنها قائمة على الاختلاف سوى في الصفات والمميزات والقدرات او في الشكل وبحسب احتياج الجسد لها في نطاق العدد كما ان النظرية الجزئية تعبر عن وجود أول جسم انساني وهم ادم وحوى عليهم السلام باعتبار ان كل واحد منهما جزء من الانسانية كما ان الاجزاء يكتمل نموها بحسب اهميتها للجسم في وجودها الاولي أي تتشكل اولا الاعضاء الاساسية التي يقوم عليها الجسد وفق التكامل ومن ثم تتكون الاعضاء الاساسية المكمله للجسد .
13- الكمال (الابداع ) ويتمثل كمال الجسد الإنساني في اتحاد الروح مع البدن وفي تكون اول كل انساني الذي هو ادم عليه السلام الذي لايشير في وجوده الى كمال الانسانية بل انه يمثل كمال جزئي وان الكمال الكلي للانسانية تمثل في خلق حواء عليها السلام وبهم تشكلت اول مجموعة انسانية . ويظل السؤال هل ادم اكبر من حوى عمرا ام انهم في نفس العمر لله العلم من هنا اكتمل خلق الانسان وفق عدد من الاسباب والعلل السابقة ذكرها هذا ولله العلم.


رابعا :- العمل الانساني

ذكرت سابقا بان العمل المعنوي يسير من الجزء الى الكل وكذلك ايضا عمل الانسان ينطبق عليه ما جاء في العمل المعنوي للكون الا ان الخلاف يتمثل في التسيير والتخيير كما ان هناك اختلاف في مسالة ان الكون مسخر للانسان وسوف نلخصه لاحقا .
ذكرت سابقا ان العمل ينقسم الى عمل تكويني وعمل معنوي وان الانسان بحد ذاته هو عمل تكويني متساير في الخلق وفي رحم مكونات الكون حتى ظهوره اذ ان الانسان بذاته هو فرع لعمل تكويني سابق مر وفق مراحل حياتية حتى خلقه على شكل انسان باتحاد الروح بالبدن وطالما ان الانسان هو عمل تكويني روحي ومادي فلابد ان تكون له تغذية روحية ومادية اذ بدونها يصعب عليه القيام بالعمل وفق التكاثر او المنافع لاستمرارية حركته الحياتية فخلق الله تعالى للانسان مخلوقات فرعية تساهم في تغذيته وتنسجم مع مكوناته العضوية المادية والروحية وعلى هذا الأساس فانه وبموجب النظرية الكلية فان التغذية تتكون من
. التغذية الروحية أساس كونها تختص بالعمل المعنوي
. التغذية المادية وهي اساس مكمل
وعلى ذلك فان التغذية الروحية هي أساس القيام بالعمل او الفعل اذ بدونها يصعب على الإنسان معرفة ما يضره وما ينفعه من التغذية المادية وان حياته ستكون معرضة للخطر لعدم إدراكه وان كلا التغذيتين يستحيل على الانسان بدونهما ان يقوم بالعمل وعلى هذا فانه من عدل الخالق عز وجل ولمصلحة الخير للإنسان مده بالخير والعلوم بما يخدم روحه ومعنوياته وبدنه ومنافعة وخلق له التغذية المادية التي حافظت على حياته و ساهمت في استمرار حركته الحياتية .

اذا فان عمل الانسان هو امر بين امرين بين العمل المعنوي والمادي فكلاهما متكاملان وهذا يدل ان الإنسان ليس مخيرا ولا مسير وإنما هو أمر بين الاثنين التسيير والتخيير ولو فرض أن الإنسان مسير لكان عمله خير كله ولما كان هناك معصية لله تعالى ولا شرور في الارض كما ان من يقول ان الانسان مسير فانه ينسب عمل الشر والفساد الى الله والله بري مما يفعله الظالمون. ولو ان الإنسان مخير فقط لأفسد الناس في الأرض ولفعل الإنسان ما يحلو له ولما كان هناك ثواب وعقاب و ديانات وأنبياء ورسل ولكان فساده حلال ولا يستحق العقاب عليه ولو ان الإنسان مخير لما عرفما ينفعة وما يضره ولكان جاهل لايعي ولايدرك مصيره ولتعرضت حياته إلى الموت وعدم الاستمرارية .
ووفق النظريات فان عمل الانسان واقع بين اثنين التسيير والتخيير فإن عمل بموجب ما قضاه الله لخير الحياة كان من خيرته الخير ( التسيير) وان عمل لخرق ما قضاه الله كان من خيرته الشر وان ما عمله الإنسان وفق ما قضاه الله نسب عمل الانسان الى الله تعالى ( وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى ) وان عمل الشر نسب عمله اليه فالأولى يثاب بموجبه والثانية يجازى عليه بالعقاب سوى في الدنيا والاخرة وبموجب ذلك فان الله يسير الإنسان في الخير ويجازيه عليه ويخيره في الشر ويحاسبه عليه. وكذلك عمله فانه لا جبر ولاتخيير ولكن امر بين امرين. وان التسيير بحد ذاته هو كل يحوي اساس واساس مكمل اي اما من الله تعالى باتباع ما قضاه من اوامر ونواهيه وفق القران الكريم والأنبياء والرسل والأئمة والصالحين وإما عن طريق الإلهام بالمخلوقات أو المشاعر .
و ان العذاب الدنيوي الذي لحق بالأمم السابقة اوقد يلحق بالامم اللاحقة عن طريق الخسف او الغرق او العذاب او خسف بالمزارع من قبل الله تعالى فهي أساسا لاجل الخير كونهم وقعوا تحت تأثير الأهواء والملذات والانحراف حتى أصبحت تمثل في مجموعها شر للحياة وحركتها وللإنسانية . اما الابتلاءات فهي ماقضاها الله تعالى اما نتيجة عمل الانسان وفق الجهل بما تحويها الحياة من خير وشر للإنسان في مكوناتها فناله الضرر منها بعدم أخذه بالحيطة والحذر وإما نتيجة ابتلاء المؤمنين بشيء من الضرر (كمرض نبي الله أيوب عليه السلام )
وان هذه الابتلاءات والعذاب لا تمثل الشر للحياة وإنما الخير لها ولحركتها عبر الأزمان ولو أتينا ندرس مستوى الفائدة من هذه الإحداث لتعلمنا منها دروس في :-
1 .ان الضرر الذي لحق بالامم السابقة نتيجة الخسف او الغرق وغيره كانت حماية للحياة واستمراريتها اذ ان هذه الاقوام سعت فسادا في الارض حتى اصبح ابادتهم خير من بقائهم كونهم دعوا الى الخير والحق فابوا الا العصيان وانتهاج الشرور في حق الحياة ولان قضاء الله فيهم تدرج وفق دعوتهم لترك الشرور من قبل الانبياء عليهم السلام .
2. الضرر الذي يلحق بالانسان نتيجة الجهل في الاشياء والمواد فهي تعزز من مستوى الحيطة في الانسانية كما تعزز من المعرفة بقدرات الكائنات البيئية والاستفادة منها بحسب متطلبات الحياة وتعزز من مستوى العمل الانساني لتفادي الاضرار .
3. ابتلاء المؤمنون كنبي الله ايوب عليه السلام فهو يعزز من مستوى الصبر لدى الناس الذي يؤدي قي نهايته الى الخير وصبر أيوب عليه السلام كان فيه يخدم حركة الحياة.
4. ان اصحاب الجنة الذي ابتلاهم الله بخسف جنتهم لم يكن شرا للحياة وانما خير لها اذ انهم بيتوا عدم اعطاء جزء من خيرات جنتهم للمحتاجين فخسف الله بها لأنهم حولوا خير الله تعالى للحياة الانسانية الى خير يخدم مصلحتهم الذاتية من دون المساهمة في حركة الحياة واصبح الخسف فيها خير لاجل اعادتهم اليه كما انها حدث او مثل يضرب للناس لعدم السعي وراء الانانية وحب الذات صحيح ان الجنة او المزرعة هي خير لاهلها ولكنه جزئي والجزء اذا لم يكن يخدم الكل في نطاق التكامل وفق المجموعة البيئية التي يعيش فيها يعتبر مضرا بالحياة لانفصال الجزء عن الكل كما انها مضرة لاصحاب الجنة انفسهم كون الخير لحياتهم تتوقف في وجود الكل وان كان هناك مضره بالكل فان الجزء لايستطيع العيش ولا يستقيم حاله حتى وان كان مثخنا بالخيرات .
5- ان الشر المبتلى لايكون مضرا بالحياة بل لأجل خدمتها وان الشر الذي يلحق بالمخلوقات من الله تعالى فهو شر جزئي في المخلوق او فئة بسيطة منهم يراد به الخير للحياة ولا تتأثر الحياة وحركتها بهذا الشر . فإن صبر كان له الثواب والخير والبشرى . وعلينا ان نفرق بين الشر الذي تبتلى به المخلوقات من الله تعالى أو من الناس وعلمنا ان الشر المبتلى من الله هو لأجل خير الحياة ولا تتأثر بها حركتها. أما الشر الذي يرتكبه الإنسان فهو شر للحياة ويؤثر على حركتها لذا فان الله يمهل اهل الشر بحسب مضرتهم بالحياة فان كان جزئي أمهل والهمهم وفق التدرج علهم يرجعون وان تدرج اهل الشر بشرورهم حتى اصبح مضرا بحركة الحياة فانه لايمهل وسلط عليهم العذاب الذي قد يكون بالخسف او الغرق او بجنوده من اهل الخير .

ولدراسة التسيير والتخيير انتقي حادثة من القران الكريم عند قتل قابيل لهابيل حيث يقول الله تعالى ( فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين (30) فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال ياويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين (31) المائدة

هنا تمثل الشر في الإنسان ضد حركة الحياة ولم يكن من وسوسة الشيطان وانما من وسوسة النفس الإنسانية وفق الأهواء والملذات والاستحواذ والتسلط. وان قتل قابيل لهابيل يمثل خطا كبير في حق الإنسانية كونها في بداية مراحلها الأولية وفي بداية الحركة الانسانية . و عجز قابيل في دفن أخيه . فالهمة الله تعالى بالغراب الذي دفن اخاه .
و نستخلص من هذا الحدث المروي في سورة المائدة دروس وعبر اذكر منها الأتي :-
1. ان الشر في الانسان مصدره النفس الإنسانية بما تحملها من حب التملك ولأطماع والملذات النفسية ويعزز من وجوده الشيطان عليه لعنة الله .
2. ان الله يلهم الإنسان ولو كان ظالما وعاصيا وقاتلا لعمل الخير في الحياة فالهم قابيل عن طريق الغراب في كيفية دفن اخيه
3. ان المخلوقات تمثل مستوى الهام الاهي في توجيه الإنسان نحو الخير سوى في خلقها او عملها.
4. ان الإنسان مسير ومخير . مخير في الشرعند قتل قابيل لهابيل ومسير في عمل الخير وهو في دفنه لقابيل وهذا مايثبت ان عمل الانسان هو امر بين امرين انه عمل بين الخير والشر . بين التسيير والتخيير كما ان الانسان يتدرج في مستوى التخيير والتسسيير فان وصل الى مستوى عالي في التخيير أي في عمل الشر كان الاشر للانسانية وان وصل احد الى المستوى العالي في التسيير كان الأخير للإنسانية .
5. ا ن اهل الشر يفتقدون إلى الحكمة حتى أن الطيور أفضل منهم في حكمتها ولو كان هناك حكمة عند أهل الشر لاستنبط قابيل الدفن بذاته دون الغراب.
6. ان الانسانية انقسمت نصفين وتمثلت في اهل الخير واهل الشر وجعل خير الله تعالى ينصب في مصلحة اهل الخير بما في ذلك الحكمة كما ان الخلافة في الأرض لن تكمن في اهل الشر لانهم قايضوا الخير بالشرللحياة وحركتها الانسانية وعلى ذلك فان خلافة الله في الأرض ستكون من نصيب اهل الخير ومن نصيب اخيرهم واصلحهم .
ولو اتينا لدراسة مسالة التفضيل القائم عليه الانسانية الرجل والمراة وفق العمل وهل الخير للانسانية والارض تكمن في الرجل ام المراة علمنا ان الكون لم ينشأ الا وفق التفضيل ولو لم يكن التفضيل لأصبحت كل الكائنات تحمل نفس القدرات ولنفي التعدد والتنوع والتكامل الحياتي بين الكائنات مما يعيق حياتها ولما تشكلت وتكونت وطالما ان الكون كحتمية خلقية قائم على التفضيل فان المخلوقات الفرعية لابد ان تكون منسجمة ومتفقة وفق هذه السنة وان لم تكن ناشئة وفق التفضيل فان حياتها سوف تتعرض الى عدد من الامور ومنها:-
1. في ظل القدرات الموحدة للجنس البشري فإنها ستكون متناقضة حياتيا وفق الانسجام مع المخلوقات الأخرى ذات الطابع الكلي الثنائي .
2. ان الثنائية هي إشارة واثبات واضح لوحدانية الله تعالى في ظل التكامل الحياتي بينهما .

3. ان القدرات الموحدة تنتج التشابه الشكلي في الجنس البشري كما أنها تعيق التكاثر و الاتحاد والتداخل الثنائي كون اصحاب القدرات المتساوية من الذكر والانثى سينتجون نفس التحول بصفاته وقدراته و سوف يؤدي الى عدم جدوى التكامل الحياتي والارتباط الثنائي بين الذكر والانثى .
4. ان الظروف البيئية والمعيشية والحياتية والأبوية تحتم وجود التفضيل لمصلحة الحياة وحركتها في نطاق التكامل والمسؤوليات والحقوق والواجبات .
5. ان من يطلب المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات والمسؤوليات والإرث والحكم والخلافة والقوامة فانه بذلك يحمل المرأة فوق طاقتها وفق قدراتها الخلقية كما انه يظلم الرجل في مستوى الحقوق كون مسؤولياته اكبر من الأنثى وبذات في حمل الامانة.
6- انه في ظل القدرات المتساوية سوف يؤدي بالكائنات والاحياء الى التفكفك والتشتت وعدم الانسجام والتعاون والتكامل للأخذ بحركة الحياة.وسوف يصبح كل إنسان يسير في الحياة حسب الأهواء والأمزجة .

ملحوظة:-

- يقول الله تعالى ( أولم يرا الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حيى أفلا يؤمنون) الانبياء 30وفي التفحص الآية الكريمة نجد انها تحتوي على نظرية المجموعات في (السموات والأرض ) ونظرية الفتق في كلمة (ففتقناهما ) ونظرية أمر بين أمرين في كلمة ( وجعلنا ) والنظرية الجزئية في كلمة (من ) ونظرية التحول في كلمة (شيء ) والنظرية الكلية في كلمة (كل ) ونظرية الكمال والاستمرارية والحركة في كلمة (حي) ونظرية التوسع لان الفتق يؤدي الى التوسع أيضا أما التدرج فقد أشير في اية سابقة في خلق الانسان كما ان الآية الكريمة سياقها متدرج.
- يقول الله تعالى (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) الذاريات نستخلص نظرية التوسع منها .


هذا والله اعلم والحمد لله رب العالمين،،،




السيد: المسني


تعز - اليمن

السيد \ المسني
27-09-2013, 02:58 AM
تم طرح الموضوع تحت اسم دراسة وبحث عقائدي بشكله النهائي تصحيحا للاخطاءالاملائية والكتابية الموجودة في هذا الموضوع وشكرا

شيعي بحبك ياعلي
28-11-2013, 01:34 AM
شكرا للجهد المبذول.والبيان المستفيض قرأة قسما من البحث وكان جيدا وغنيا بالمعرفة ولم يتسنى لي اكمال متابعة القراءة وباذن الله اكمل القراءة حتى نهاية البحث كونه مطولا...أكرر لكم شكري وتقديري

السيد \ المسني
15-12-2013, 01:25 AM
السلام عليكم اخي العزيز اشكرك جدا على اطرائك الطيب وكلماتك الجميلة
وعلى العموم تم اسقاط الموضوع مرة اخرى بامكانك تكملت قرائته من هناك في نفس الواحة هذه تحت اسم دراسة وبحث عقائدي
شكرا لزيارتك موضوعي ولي الشرف فيك ولانك اول مداخل على موضوعي لك مني كل التقدير والاحترام