غيث امير
23-07-2013, 11:39 PM
المقاهي المكسيكية في الكرادة
https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-prn1/q71/643863_611110232256711_567455944_n.jpg
توجد في منطقة الكرادة العديد من المقاهي يرتادها الشباب للترويح عن انفسهم أو لمشاهدة (لعبات الطوبة) إلخ ..
وبانتشار ظاهرة (شغل البنات بالكَهاوي) امتدت هذه الظاهرة لتشمل 16 مقهى في الكرادة .. المزعج في القضية أن هؤلاء البنات (اللي يشتغلن على باب الله) تحولن إلى (بنات ليل) وهذه المقاهي صارت محلات لبيع وتأجير (النسوان) ..
والاكثر إزعاجاً أن هذا كله أمام مرأى ومسمع عوائل المنطقة لان هذه المقاهي تقع بين بيوت الناس وعماراتهم السكنية.
بدايـــة الحركــــــة
أثار هذا الوضع اشمئزاز الاهالي وامتعاضهم, وهم يرون تحول المقاهي من (مراكز ترفيه) للشباب إلى اماكن (نشر رذيلة) في المجتمع, فبدأت محاولات لتحجيم هذه الظاهرة. قبل أشهر / وبالتحديد يوم 31 يناير / انطلقت حملة جمع تواقيع لتنظيم الرأي العام وايصال صوت الاهالي إلى الجهات المعنية. قامت بهذه الحملة هيئة أنصار الزهراء (وسيأتي الحديث مفصلاً عن هذه الهيئة) فجمعت في اليوم الاول 300 توقيع ووصل العدد الكلي إلى أكثر من 1500 توقيع الا ان صوت الاهالي لم يجد آذاناً تسمع !
الاستياء يصل إلى الذروة
انطلقت حالات فردية هنا وهناك بهدف ممارسة الضغط على اصحاب المقاهي, الا انهم استلموا ردوداً قاسية من اصحاب المقاهي (المؤدبين) ! وبحلول شهر رمضان بلغ استياء الاهالي ذروته, فتحركت مجاميع منهم بصورة عفوية وغير منظمة, فاغلقوا بعض المقاهي (المكسيكية) وكتبوا على أبوابها (أُغلقت من قبل أهالي وعشائر الكرادة).
الحق يُقال: كان الاولى بتلك المجاميع (غير المنظمة) أن تقدم شكوى قضائية وأن يتحركوا ضمن السياقات القانونية, الا أنهم تحركوا على كل حال.
في اليوم التالي تفاجأ أهل الكرادة وهم يرون المقاهي التي اغلقوها بالامس قد فُتحت مرةً أخرى وكأنّ شيئاً لم يكن, فبدأت الازمة تشتد ..
وفي يوم الثلاثاء 16/7 الساعة التاسعة مساءً, وبعد مناوشات بين بعض الاهالي وبعض اصحاب المقاهي والتي اشتملت على سُباب وإهانة لاهل الكرادة وتهديدات لمن يواجههم .. نشب شجار على باب (مقهى كلاسيكو الواقع فوق محل ملك العطور قبل شارع الاورزدي) فيتفاجئ الاهالي بأصحاب المقهى / بما فيهم بنات المقهى / وهم يحملون المسدسات !!, وبدأوا باطلاق النار بصورة عشوائية في الشارع فأدى ذلك إلى استشهاد الشاب (موسى فتاح السلطاني) وإصابة الأخ (علي يعرب) في محل العطور وهو من أصدقائي الاعزاء منذ أيام الثانوية, أصابت الرصاصة يده اليسرى, ثم أصابت بطنه, فمزقت الطحال واستقرت قريباً من الكبد مما أدى إلى نزف شديد, وعندما وصل إلى المستشفى قام الاطباء باستئصال الطحال والسيطرة على النزف فاستقرت حالته, ولله الحمد, ولا يزال راقداً في أحدى المستشفيات, أما زميله في المحل فقد اصابت الرصاصة صدره, وهو الان في العناية المركزة بحالة حرجة.
رد الفعل
عندما عرف أصدقاء الشهيد موسى فتاح (رحمه الله) بما جرى على صديقهم فقدوا السيطرة على أعصابهم وقاموا بتدمير المقهى المذكور ثم تحركوا باتجاه مقهى (عش البلابل) وقاموا بتكسير محتوياته كذلك؛ لتأتي القوات الامنية وبدل ان تبحث عن الجناة تقف لتحمي المقاهي, وتغضّ الطرف عن هروب الجناة باعطائهم فرصة ساعة كاملة ليفروا ..
ولم تكتفِ بذلك ..
بعد ساعة بدأت اعتقالات عشوائية على من كانوا في المنطقة, وكأنّ القوات الامنية كانت بعد ان هرّبت الجناة تبحث عن من تلبسه التهمة لتبدو مسيطرةً على الموقف ومستطيعة من اعتقال (مثيري الشغب !)
فاعتقلوا عدداً من وجهاء وأهالي المنطقة, وصار عدد المعتقلين 13 شخصاً !! تم اطلاق سراح اثنين منهم فقط .. ولا زال الاخرون في السجن ينتظرون مصيرهم وقد وضع بعضهم تحت المادة 4 إرهاب !!!
الإعلام .. وتشويه الحقائق
وبهذا يتضح ما قامت به بعض الصحف والقنوات الفضائية من تشويه لوقائع القصة .. فجعلوا الاهالي (مجاميع مسلحة) تطلق الرصاص وتضرم النار في المقاهي ونقلوا عن (أحد الشهود) : إن «رجل دين، كان يرتدي العمامة والعباءة، ومعه نحو 15 مسلحاً، ترافقهم عربات عسكرية تعود إلى الشرطة المحلية اقتحموا مقاهي عش البلابل، وكلاسيكو وغيرها، وأطلقوا النار لتهجير الزبائن». وأضاف أن «المسلحين حطموا أثاث المقاهي، وأحرقوا لافتاتها». ولم يذكروا الشهيد موسى او الذين جُرحوا مطلقاً.
ميليشيا أنصار الزهراء !!
(أنصار الزهراء) هيئة تضم مجموعة من الشباب معظمهم من طلاب الثانوية, وينتمون إلى اكثر عوائل الكرادة شهرةً وتديناً وثقافةً وأدباً. ليس لها ارتباط بأي حزب أو تيار سياسي, وانما تعمل بمباركة بعض الوجهاء ورجال الدين في المنطقة. وكل ما تعمله هذه الهيئة هو إقامة مجالس الوعظ والارشاد في البيوت وبعض الحسينيات, وكذلك إقامة مواكب لخدمة الزائرين في الزيارات المليونية, ولهم صفحة على الفيسبوك تنشر اعمالهم منذ اكثر من عام.
أما الجريمة التي اقترفها شباب الهيئة هو انهم جمعوا تواقيع اهالي الكرادة المستنكرين لتصرفات اصحاب المقاهي المكسيكية, لذا تحولت هذه الهيئة في الاعلام إلى عصابات تنتمي إلى ميليشيا شيعية نافذة !!
وأقسم بالله إني لم أسمع بأقبح من هذا الافتراء من قبل ..
الكهاوي المكسيكية .. ومنظمات حقوق الانسان !!
بتاريخ 21/7 أدانت نقابة الصحفيين العراقيين ما اسمته بتعرض الحريات المدنية في البلد إلى (خطر حقيقي) واعتبرت ما جرى على المقاهي (إطاحة) بالنص الدستوري الحامي للحرية ..
وقالت في بيانها : ”قبل ايام هاجمت مليشيات ادعت العشائرية والغيرة على العادات والتقاليد, مقاهيَ آمنة وسط العاصمة بغداد, لم تك تقدم سوى المشروبات العادية, والدخول الحر إلى شبكة الأنترنت، وتوفر مكاناً للنقاش وتبادل الآراء الحرة ومجالاً للتواصل الاجتماعي المُباشر, في غياب وسائل الثقافة والترفيه وممارسة الهوايات الرياضية والعامة"
أقول: إن المسألة لا تخلو من أحد أمرين: إما أن تكون نقابة الصحفيين جاهلةً بما جرى من أحداث, ولا تعرف حقيقة هذه المقاهي, فكيف يبني الصحفيون بياناتهم على الجهل بالوقائع ؟!
أو تكون على علم بما جرى ولكنها تعمّدت تشويه الحقائق .. فأرجو من الجميع أن يقرأوا سورة الفاتحة على روح (الصحافة العراقية!!)
أليس من أخلاقيات المهنة الصحفية ان تذكر جميع الاحداث .. فأين ذهب دم (موسى) ولماذا لم يسلط الضوء على بقية الشباب الراقدين في المستشفى ؟؟!!
وفي النهاية أشير إلى أنه لا دخل لاي حزب أو تيار سياسي بما جرى من أحداث وانما هي حركة عفوية من قبل أهالي المنطقة تضمنتها ردود أفعال .. وما قامت به بعض القوى السياسية من استغلال الموقف لضرب قوى أخرى فلا يدخل الا في باب (الالعاب السياسية القذرة) ..
المقالة منشورة في الفيس بوك باسم صاحبها (حسين عبدالله)
https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-prn1/q71/643863_611110232256711_567455944_n.jpg
توجد في منطقة الكرادة العديد من المقاهي يرتادها الشباب للترويح عن انفسهم أو لمشاهدة (لعبات الطوبة) إلخ ..
وبانتشار ظاهرة (شغل البنات بالكَهاوي) امتدت هذه الظاهرة لتشمل 16 مقهى في الكرادة .. المزعج في القضية أن هؤلاء البنات (اللي يشتغلن على باب الله) تحولن إلى (بنات ليل) وهذه المقاهي صارت محلات لبيع وتأجير (النسوان) ..
والاكثر إزعاجاً أن هذا كله أمام مرأى ومسمع عوائل المنطقة لان هذه المقاهي تقع بين بيوت الناس وعماراتهم السكنية.
بدايـــة الحركــــــة
أثار هذا الوضع اشمئزاز الاهالي وامتعاضهم, وهم يرون تحول المقاهي من (مراكز ترفيه) للشباب إلى اماكن (نشر رذيلة) في المجتمع, فبدأت محاولات لتحجيم هذه الظاهرة. قبل أشهر / وبالتحديد يوم 31 يناير / انطلقت حملة جمع تواقيع لتنظيم الرأي العام وايصال صوت الاهالي إلى الجهات المعنية. قامت بهذه الحملة هيئة أنصار الزهراء (وسيأتي الحديث مفصلاً عن هذه الهيئة) فجمعت في اليوم الاول 300 توقيع ووصل العدد الكلي إلى أكثر من 1500 توقيع الا ان صوت الاهالي لم يجد آذاناً تسمع !
الاستياء يصل إلى الذروة
انطلقت حالات فردية هنا وهناك بهدف ممارسة الضغط على اصحاب المقاهي, الا انهم استلموا ردوداً قاسية من اصحاب المقاهي (المؤدبين) ! وبحلول شهر رمضان بلغ استياء الاهالي ذروته, فتحركت مجاميع منهم بصورة عفوية وغير منظمة, فاغلقوا بعض المقاهي (المكسيكية) وكتبوا على أبوابها (أُغلقت من قبل أهالي وعشائر الكرادة).
الحق يُقال: كان الاولى بتلك المجاميع (غير المنظمة) أن تقدم شكوى قضائية وأن يتحركوا ضمن السياقات القانونية, الا أنهم تحركوا على كل حال.
في اليوم التالي تفاجأ أهل الكرادة وهم يرون المقاهي التي اغلقوها بالامس قد فُتحت مرةً أخرى وكأنّ شيئاً لم يكن, فبدأت الازمة تشتد ..
وفي يوم الثلاثاء 16/7 الساعة التاسعة مساءً, وبعد مناوشات بين بعض الاهالي وبعض اصحاب المقاهي والتي اشتملت على سُباب وإهانة لاهل الكرادة وتهديدات لمن يواجههم .. نشب شجار على باب (مقهى كلاسيكو الواقع فوق محل ملك العطور قبل شارع الاورزدي) فيتفاجئ الاهالي بأصحاب المقهى / بما فيهم بنات المقهى / وهم يحملون المسدسات !!, وبدأوا باطلاق النار بصورة عشوائية في الشارع فأدى ذلك إلى استشهاد الشاب (موسى فتاح السلطاني) وإصابة الأخ (علي يعرب) في محل العطور وهو من أصدقائي الاعزاء منذ أيام الثانوية, أصابت الرصاصة يده اليسرى, ثم أصابت بطنه, فمزقت الطحال واستقرت قريباً من الكبد مما أدى إلى نزف شديد, وعندما وصل إلى المستشفى قام الاطباء باستئصال الطحال والسيطرة على النزف فاستقرت حالته, ولله الحمد, ولا يزال راقداً في أحدى المستشفيات, أما زميله في المحل فقد اصابت الرصاصة صدره, وهو الان في العناية المركزة بحالة حرجة.
رد الفعل
عندما عرف أصدقاء الشهيد موسى فتاح (رحمه الله) بما جرى على صديقهم فقدوا السيطرة على أعصابهم وقاموا بتدمير المقهى المذكور ثم تحركوا باتجاه مقهى (عش البلابل) وقاموا بتكسير محتوياته كذلك؛ لتأتي القوات الامنية وبدل ان تبحث عن الجناة تقف لتحمي المقاهي, وتغضّ الطرف عن هروب الجناة باعطائهم فرصة ساعة كاملة ليفروا ..
ولم تكتفِ بذلك ..
بعد ساعة بدأت اعتقالات عشوائية على من كانوا في المنطقة, وكأنّ القوات الامنية كانت بعد ان هرّبت الجناة تبحث عن من تلبسه التهمة لتبدو مسيطرةً على الموقف ومستطيعة من اعتقال (مثيري الشغب !)
فاعتقلوا عدداً من وجهاء وأهالي المنطقة, وصار عدد المعتقلين 13 شخصاً !! تم اطلاق سراح اثنين منهم فقط .. ولا زال الاخرون في السجن ينتظرون مصيرهم وقد وضع بعضهم تحت المادة 4 إرهاب !!!
الإعلام .. وتشويه الحقائق
وبهذا يتضح ما قامت به بعض الصحف والقنوات الفضائية من تشويه لوقائع القصة .. فجعلوا الاهالي (مجاميع مسلحة) تطلق الرصاص وتضرم النار في المقاهي ونقلوا عن (أحد الشهود) : إن «رجل دين، كان يرتدي العمامة والعباءة، ومعه نحو 15 مسلحاً، ترافقهم عربات عسكرية تعود إلى الشرطة المحلية اقتحموا مقاهي عش البلابل، وكلاسيكو وغيرها، وأطلقوا النار لتهجير الزبائن». وأضاف أن «المسلحين حطموا أثاث المقاهي، وأحرقوا لافتاتها». ولم يذكروا الشهيد موسى او الذين جُرحوا مطلقاً.
ميليشيا أنصار الزهراء !!
(أنصار الزهراء) هيئة تضم مجموعة من الشباب معظمهم من طلاب الثانوية, وينتمون إلى اكثر عوائل الكرادة شهرةً وتديناً وثقافةً وأدباً. ليس لها ارتباط بأي حزب أو تيار سياسي, وانما تعمل بمباركة بعض الوجهاء ورجال الدين في المنطقة. وكل ما تعمله هذه الهيئة هو إقامة مجالس الوعظ والارشاد في البيوت وبعض الحسينيات, وكذلك إقامة مواكب لخدمة الزائرين في الزيارات المليونية, ولهم صفحة على الفيسبوك تنشر اعمالهم منذ اكثر من عام.
أما الجريمة التي اقترفها شباب الهيئة هو انهم جمعوا تواقيع اهالي الكرادة المستنكرين لتصرفات اصحاب المقاهي المكسيكية, لذا تحولت هذه الهيئة في الاعلام إلى عصابات تنتمي إلى ميليشيا شيعية نافذة !!
وأقسم بالله إني لم أسمع بأقبح من هذا الافتراء من قبل ..
الكهاوي المكسيكية .. ومنظمات حقوق الانسان !!
بتاريخ 21/7 أدانت نقابة الصحفيين العراقيين ما اسمته بتعرض الحريات المدنية في البلد إلى (خطر حقيقي) واعتبرت ما جرى على المقاهي (إطاحة) بالنص الدستوري الحامي للحرية ..
وقالت في بيانها : ”قبل ايام هاجمت مليشيات ادعت العشائرية والغيرة على العادات والتقاليد, مقاهيَ آمنة وسط العاصمة بغداد, لم تك تقدم سوى المشروبات العادية, والدخول الحر إلى شبكة الأنترنت، وتوفر مكاناً للنقاش وتبادل الآراء الحرة ومجالاً للتواصل الاجتماعي المُباشر, في غياب وسائل الثقافة والترفيه وممارسة الهوايات الرياضية والعامة"
أقول: إن المسألة لا تخلو من أحد أمرين: إما أن تكون نقابة الصحفيين جاهلةً بما جرى من أحداث, ولا تعرف حقيقة هذه المقاهي, فكيف يبني الصحفيون بياناتهم على الجهل بالوقائع ؟!
أو تكون على علم بما جرى ولكنها تعمّدت تشويه الحقائق .. فأرجو من الجميع أن يقرأوا سورة الفاتحة على روح (الصحافة العراقية!!)
أليس من أخلاقيات المهنة الصحفية ان تذكر جميع الاحداث .. فأين ذهب دم (موسى) ولماذا لم يسلط الضوء على بقية الشباب الراقدين في المستشفى ؟؟!!
وفي النهاية أشير إلى أنه لا دخل لاي حزب أو تيار سياسي بما جرى من أحداث وانما هي حركة عفوية من قبل أهالي المنطقة تضمنتها ردود أفعال .. وما قامت به بعض القوى السياسية من استغلال الموقف لضرب قوى أخرى فلا يدخل الا في باب (الالعاب السياسية القذرة) ..
المقالة منشورة في الفيس بوك باسم صاحبها (حسين عبدالله)