المؤرخ
27-07-2013, 06:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: اختلاف التفاسير وإن دل على اختلاف الناس في فهمهم لكتاب الله عزوجل فليس ذلك إلا لعمق المعنى وكثرة الوجوه المحتملة لفهمه، ويدل ذلك على غنى النص وقوته وعمقه، إذ كلما كان النص قويا ومصوغا صياغة بلاغية وأدبية محكمة كلما كثرت قراءاته وتعددت مستويات الدلالة التي يكشف عنها، وليس الامر يقتصر على القرآن الكريم من هذه الناحية فثمة أعمال أدبية خلفها لنا بعض الشعراء والادباء لم تزل مثارا للنقاش في الاوساط والنوادي الادبية ومدعاة للتأمل والتأويل ومنطلقا للاراء.
والقرأن الكريم كاي نص أدبي اصيل وفريد في بلاغته وقوة سبكه وعمق دلالته وجمال استعاراته وخفاء إشاراته لابد أن يبهر القرائح ويثير دفائن العقول فيتبارى المفسرون والفصحاء في ذكر الوجوه الممكنة لتبياته وتفسيره. فعلى من يروم المعارضة ان ياتي بنص يتسم بكل هذه السمات والخصائص.
ثانياً: القرآن مكتوب بلغة عربية فصيحة، والمفروض أن ياتي المعارض بسورة لها نفس فصاحة القرأن، وليست الفصاحة وحدها بل البلاغة وجمال النظم وعدم تنافر مخارج الحروف وحسن الجرس وتمامية الدلالة... وأما من يتصدى للحكم والتقييم فليكن كل منصف من الناس له القدرة على فهم القرآن والنص المعارض على قانون اهل العربية وفن اهل البلاغة.
ثالثاً: القرآن الكريم تحدى بالمثل، (( فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ )) (البقرة:23) على فرض عود الضمير على القرأن، ولكن ليس دون المثل، وأما التفوق فلا نسلم إمكان أن يأتي المعارض بما هو اعلى من القرآن، فإن زعم ذلك فليأت به إن استطاع.
رابعاً: المراد بالمثل على الاقوى هو القرأن الكريم فقوله (( فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ )) المقصود من مثل القرأن، ويؤيده ما ورد في أيات أخرى كقوله تعالى (( بِسُورَةٍ مِثلِهِ )) (يونس:38) فلابد أن يعود الضمير في هذه الأية على القرآن إذ عودها على النبي غير جائز لأن السورة ليست محمدا صلى الله عليه وآله . فالآية إذن فيها احتجاج لله تعالى لنبيه محمد (صلى الله عليه وآله) على مشركي قوم من العرب والمنافقين وجميع الكفار من أهل الكتاب وغيرهم، لأنه خاطب أقواما عقلاء ألباء في الذروة العليا من الفصاحة والغاية القصوى من البلاغة واليهم المفزع في ذلك، فجاءهم بكلام من جنس كلامهم، وجعل عجزهم من مثله حجة عليهم ودلالة على بطلان قولهم، ووبخهم وقرّعهم وأمهلهم المدة الطويلة وقال لهم: (( فَأتُوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِثلِهِ مُفتَرَيَاتٍ )) (هود:13) ثم قال: (( فَأتُوا بِسُورَةٍ مِثلِهِ )) وقال في موضع آخر: (( بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ )) (البقرة:23)، وأخبرهم أن عجزهم إنما هو عن النظير والجنس، مع أن محمدا صلى الله عليه وآله ولد بين أظهرهم ونشأ معهم ولم يفارقهم في سفر ولا حضر، وهو من لا يخفى عليهم حاله لشهرته وموضعه، وهم أهل الحمية والانفة يأتي الرجل منهم بسبب كلمة على القبيلة، فبذلوا أموالهم ونفوسهم في إطفاء امره ولم يتكلفوا معارضته بسورة ولا خطبة فدل ذلك على صدقه.
وأما عدد الآيات فحسبهم أن يعدوا أقصر سور القرآن وليعارضوها بنحو عدد أياتها إن كانوا قادرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: اختلاف التفاسير وإن دل على اختلاف الناس في فهمهم لكتاب الله عزوجل فليس ذلك إلا لعمق المعنى وكثرة الوجوه المحتملة لفهمه، ويدل ذلك على غنى النص وقوته وعمقه، إذ كلما كان النص قويا ومصوغا صياغة بلاغية وأدبية محكمة كلما كثرت قراءاته وتعددت مستويات الدلالة التي يكشف عنها، وليس الامر يقتصر على القرآن الكريم من هذه الناحية فثمة أعمال أدبية خلفها لنا بعض الشعراء والادباء لم تزل مثارا للنقاش في الاوساط والنوادي الادبية ومدعاة للتأمل والتأويل ومنطلقا للاراء.
والقرأن الكريم كاي نص أدبي اصيل وفريد في بلاغته وقوة سبكه وعمق دلالته وجمال استعاراته وخفاء إشاراته لابد أن يبهر القرائح ويثير دفائن العقول فيتبارى المفسرون والفصحاء في ذكر الوجوه الممكنة لتبياته وتفسيره. فعلى من يروم المعارضة ان ياتي بنص يتسم بكل هذه السمات والخصائص.
ثانياً: القرآن مكتوب بلغة عربية فصيحة، والمفروض أن ياتي المعارض بسورة لها نفس فصاحة القرأن، وليست الفصاحة وحدها بل البلاغة وجمال النظم وعدم تنافر مخارج الحروف وحسن الجرس وتمامية الدلالة... وأما من يتصدى للحكم والتقييم فليكن كل منصف من الناس له القدرة على فهم القرآن والنص المعارض على قانون اهل العربية وفن اهل البلاغة.
ثالثاً: القرآن الكريم تحدى بالمثل، (( فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ )) (البقرة:23) على فرض عود الضمير على القرأن، ولكن ليس دون المثل، وأما التفوق فلا نسلم إمكان أن يأتي المعارض بما هو اعلى من القرآن، فإن زعم ذلك فليأت به إن استطاع.
رابعاً: المراد بالمثل على الاقوى هو القرأن الكريم فقوله (( فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ )) المقصود من مثل القرأن، ويؤيده ما ورد في أيات أخرى كقوله تعالى (( بِسُورَةٍ مِثلِهِ )) (يونس:38) فلابد أن يعود الضمير في هذه الأية على القرآن إذ عودها على النبي غير جائز لأن السورة ليست محمدا صلى الله عليه وآله . فالآية إذن فيها احتجاج لله تعالى لنبيه محمد (صلى الله عليه وآله) على مشركي قوم من العرب والمنافقين وجميع الكفار من أهل الكتاب وغيرهم، لأنه خاطب أقواما عقلاء ألباء في الذروة العليا من الفصاحة والغاية القصوى من البلاغة واليهم المفزع في ذلك، فجاءهم بكلام من جنس كلامهم، وجعل عجزهم من مثله حجة عليهم ودلالة على بطلان قولهم، ووبخهم وقرّعهم وأمهلهم المدة الطويلة وقال لهم: (( فَأتُوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِثلِهِ مُفتَرَيَاتٍ )) (هود:13) ثم قال: (( فَأتُوا بِسُورَةٍ مِثلِهِ )) وقال في موضع آخر: (( بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ )) (البقرة:23)، وأخبرهم أن عجزهم إنما هو عن النظير والجنس، مع أن محمدا صلى الله عليه وآله ولد بين أظهرهم ونشأ معهم ولم يفارقهم في سفر ولا حضر، وهو من لا يخفى عليهم حاله لشهرته وموضعه، وهم أهل الحمية والانفة يأتي الرجل منهم بسبب كلمة على القبيلة، فبذلوا أموالهم ونفوسهم في إطفاء امره ولم يتكلفوا معارضته بسورة ولا خطبة فدل ذلك على صدقه.
وأما عدد الآيات فحسبهم أن يعدوا أقصر سور القرآن وليعارضوها بنحو عدد أياتها إن كانوا قادرين.