ابومحمد العلوي
27-07-2013, 07:28 PM
انقذني الله من بيع ديني
بسم الله الرحمن الرحيم
((ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون))(سورة النحل/الآية 95)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .
روى الشريف عبد الله آل حسين هذه الحادثة واود ان اذكرها (بالمضمون وبتصرف ) لما فيها من عبره .
هاجر احد المسلمين من بلده الى مدينه اجنبيه بعيده , وكان ما بين محل سكناه ومحل عمله مسافه يطويها راكبا في الباص العام , وبعد مده اثار هذا المسلم اعجاب سائق الباص مما جعله يراقبه , وعرف انه مسلم وانه يرتاد المسجد الموجود في تلك المنطقة من تلك المدينه ..
فاخذ السائق يفكر جديا في الاسلام ..وفي ذات مره قام السائق بإرجاع المبلغ الزائد من الأجرة , ولكن بزياده عشرين سنتا
وعندما جلس المسلم وجد ان هنالك زياده 20 سنتا
فقال في نفسه عندما انزل ارجع المبلغ الزائد الى السائق , ثم قال , ولكنه مبلغ تافه , ثم قال , وان كان مبلغ تافه ولكنه ليس لي
وهكذا وهو بهذا التردد وصل الى المكان الذي ينزل فيه فقرر اخيرا ارجاع الـ 20 سنتا الزائده , فوقف امام السائق واعطاه مبلغ الـ 20 سنتا , قائلا للسائق : انها زائده منك وانت لا تدري
فأجابه السائق : كلا انني متعمد ان اعطيك هذه الزيادة القليلة اختبارا لك لأنني معجب بك وبالدين الذي ادبك وكنت عازما على الذهاب للمسجد الذي ترتاد , ولكني وضعت هذا الاختبار قبل قراري النهائي , فهنيئا لك يا مسلم هذه الأمانة وهذه الاخلاق
والان سوف ارتاد مسجدك لكي اتشرف بالإسلام ..
فصعق المسلم وانهار مرتعشا خائفا , قائلا:
الحمد لله فلولا ان تدركني عنايتك يا رب لكنت بائعا ديني بـ مبلغ 20 سنتا .
ويمكن لنا من خلال هذه الحادثة ان نأخذ بعض العبر , ومنها:
1ـ لابد على المسلم بصوره عامه والمؤمن بصوره خاصه ان يلتفت الى سلوكه وتصرفاته مع نفسه من جهة , ومع الناس من جهة اخرى
فمع نفسه كونه في محضر الله (جل جلاله) والا فكيف هو مؤمن!
ومع الناس كونه (وبمعنى من المعاني) يمثل انعكاس وواجهة للدين والمذهب الذي ينتمي اليه ( وهكذا يحسبه كثير من الناس)
فكم من اقوال وافعال صدرت من بعض المحسوبين على دين معين او مذهب معين او جهة معينه ...
فعادت بالسلب والذم على دينه او مذهبه او جهته التي يدعي الانتماء اليها ولذا ورد عن العصمة الطاهرة(ع) بما معناه :
كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا
وهذا واقعي لا مفر منه بالرغم من ان العقل والشرع ينصان على انه: لا تزر وازرة وزر اخرى
2ـ قد يستهين الفرد المسلم او المؤمن بأشياء يراها هينه وليست ذات قيمه ولكنها غير ذلك
ولذلك تجد ان ابليس اللعين يضرب المؤمن من خلال نقاط خفيه ربما يكون الفرد غافلا او متغافلا عنها
وقضية الـ 20 سنت ان صحت , فهي مثال على ذلك
فان قيل ولكن هنالك من يسرق الملايين من اموال الناس
قلنا نعم , ولكن ان وجود مرتكبي الذنوب الكبيرة لا يبرر للفرد ارتكاب الذنوب الصغيرة
فقد يكون الامتحان والبلاء الذي ادى الى هذا الذنب الصغير هو امتحان ذلك الفرد
ثم ان من رحمة الله الواسعة ان يكون البلاء والامتحان والتكليف دون الوسع والطاقة
وذات مره فهمت من استاذي بان احد المعاني المستفادة من قوله تعالى في قصة نبي الله يوسف (عليه السلام)
((وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين..))(سورة يوسف/الآية 20)
انه لو كان الثمن مليء الارض ذهبا فهو ثمن بخس اتجاه نبي الله
وكذلك فان مليء الارض ذهبا هي ثمن بخس اتجاه ديننا الحنيف ومنهجنا الشريف
3ـ مادام الفرد متوكلا على الله وذاكرا لله , فان الله لا يتركه في البلاء يقينا
وهؤلاء المجرمين والسراق ...قد خرجوا من حول الله وقوته الى حول انفسهم وقوتها لانهم نسوا الله فأنساهم ذكر انفسهم
فاصبحوا مطايا لإبليس عليه اللعنة وسوء العذاب
4 ـ قال تعالى: ((وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))(سورة الانفال / الآية 25 )
كان ولازال البعض ممن يدعى الانتماء الى منهج الصدرين المقدسين يسيء للناس باسم هذا الانتماء وبالرغم كثرة النصائح والتوجيهات من سماحة السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) , ولكن لازال البعض من المحسوبين على المنهج الشريف يتصرف التصرفات الخاطئة , مما يسبب الاذى والالم لسيدنا القائد مقتدى الصدر (اعزه الله)
(نستجير بالله من غضب الله وغضب اوليائه)
فمن يرى ان نفسه لا تطاوعه على الالتزام بالمنهج الشريف , فالأولى له ان يترك ادعاءاته بالانتماء والولاء , لكي لا تحسب تبعاته على الدين والمذهب , والا فعليه ان يحترم نفسه ويتصرف وفق ما يليق بأخلاق الجهة التي ينتمي اليها
اجارنا الله من بيع ديننا , وسوء العاقبه والمنقلب بحق مولانا المصطفى(صلى الله عليه وآله ) وآله النجباء(عليهم السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
((ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون))(سورة النحل/الآية 95)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .
روى الشريف عبد الله آل حسين هذه الحادثة واود ان اذكرها (بالمضمون وبتصرف ) لما فيها من عبره .
هاجر احد المسلمين من بلده الى مدينه اجنبيه بعيده , وكان ما بين محل سكناه ومحل عمله مسافه يطويها راكبا في الباص العام , وبعد مده اثار هذا المسلم اعجاب سائق الباص مما جعله يراقبه , وعرف انه مسلم وانه يرتاد المسجد الموجود في تلك المنطقة من تلك المدينه ..
فاخذ السائق يفكر جديا في الاسلام ..وفي ذات مره قام السائق بإرجاع المبلغ الزائد من الأجرة , ولكن بزياده عشرين سنتا
وعندما جلس المسلم وجد ان هنالك زياده 20 سنتا
فقال في نفسه عندما انزل ارجع المبلغ الزائد الى السائق , ثم قال , ولكنه مبلغ تافه , ثم قال , وان كان مبلغ تافه ولكنه ليس لي
وهكذا وهو بهذا التردد وصل الى المكان الذي ينزل فيه فقرر اخيرا ارجاع الـ 20 سنتا الزائده , فوقف امام السائق واعطاه مبلغ الـ 20 سنتا , قائلا للسائق : انها زائده منك وانت لا تدري
فأجابه السائق : كلا انني متعمد ان اعطيك هذه الزيادة القليلة اختبارا لك لأنني معجب بك وبالدين الذي ادبك وكنت عازما على الذهاب للمسجد الذي ترتاد , ولكني وضعت هذا الاختبار قبل قراري النهائي , فهنيئا لك يا مسلم هذه الأمانة وهذه الاخلاق
والان سوف ارتاد مسجدك لكي اتشرف بالإسلام ..
فصعق المسلم وانهار مرتعشا خائفا , قائلا:
الحمد لله فلولا ان تدركني عنايتك يا رب لكنت بائعا ديني بـ مبلغ 20 سنتا .
ويمكن لنا من خلال هذه الحادثة ان نأخذ بعض العبر , ومنها:
1ـ لابد على المسلم بصوره عامه والمؤمن بصوره خاصه ان يلتفت الى سلوكه وتصرفاته مع نفسه من جهة , ومع الناس من جهة اخرى
فمع نفسه كونه في محضر الله (جل جلاله) والا فكيف هو مؤمن!
ومع الناس كونه (وبمعنى من المعاني) يمثل انعكاس وواجهة للدين والمذهب الذي ينتمي اليه ( وهكذا يحسبه كثير من الناس)
فكم من اقوال وافعال صدرت من بعض المحسوبين على دين معين او مذهب معين او جهة معينه ...
فعادت بالسلب والذم على دينه او مذهبه او جهته التي يدعي الانتماء اليها ولذا ورد عن العصمة الطاهرة(ع) بما معناه :
كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا
وهذا واقعي لا مفر منه بالرغم من ان العقل والشرع ينصان على انه: لا تزر وازرة وزر اخرى
2ـ قد يستهين الفرد المسلم او المؤمن بأشياء يراها هينه وليست ذات قيمه ولكنها غير ذلك
ولذلك تجد ان ابليس اللعين يضرب المؤمن من خلال نقاط خفيه ربما يكون الفرد غافلا او متغافلا عنها
وقضية الـ 20 سنت ان صحت , فهي مثال على ذلك
فان قيل ولكن هنالك من يسرق الملايين من اموال الناس
قلنا نعم , ولكن ان وجود مرتكبي الذنوب الكبيرة لا يبرر للفرد ارتكاب الذنوب الصغيرة
فقد يكون الامتحان والبلاء الذي ادى الى هذا الذنب الصغير هو امتحان ذلك الفرد
ثم ان من رحمة الله الواسعة ان يكون البلاء والامتحان والتكليف دون الوسع والطاقة
وذات مره فهمت من استاذي بان احد المعاني المستفادة من قوله تعالى في قصة نبي الله يوسف (عليه السلام)
((وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين..))(سورة يوسف/الآية 20)
انه لو كان الثمن مليء الارض ذهبا فهو ثمن بخس اتجاه نبي الله
وكذلك فان مليء الارض ذهبا هي ثمن بخس اتجاه ديننا الحنيف ومنهجنا الشريف
3ـ مادام الفرد متوكلا على الله وذاكرا لله , فان الله لا يتركه في البلاء يقينا
وهؤلاء المجرمين والسراق ...قد خرجوا من حول الله وقوته الى حول انفسهم وقوتها لانهم نسوا الله فأنساهم ذكر انفسهم
فاصبحوا مطايا لإبليس عليه اللعنة وسوء العذاب
4 ـ قال تعالى: ((وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))(سورة الانفال / الآية 25 )
كان ولازال البعض ممن يدعى الانتماء الى منهج الصدرين المقدسين يسيء للناس باسم هذا الانتماء وبالرغم كثرة النصائح والتوجيهات من سماحة السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) , ولكن لازال البعض من المحسوبين على المنهج الشريف يتصرف التصرفات الخاطئة , مما يسبب الاذى والالم لسيدنا القائد مقتدى الصدر (اعزه الله)
(نستجير بالله من غضب الله وغضب اوليائه)
فمن يرى ان نفسه لا تطاوعه على الالتزام بالمنهج الشريف , فالأولى له ان يترك ادعاءاته بالانتماء والولاء , لكي لا تحسب تبعاته على الدين والمذهب , والا فعليه ان يحترم نفسه ويتصرف وفق ما يليق بأخلاق الجهة التي ينتمي اليها
اجارنا الله من بيع ديننا , وسوء العاقبه والمنقلب بحق مولانا المصطفى(صلى الله عليه وآله ) وآله النجباء(عليهم السلام)