مرتضى علي الحلي
30-07-2013, 06:59 PM
السيِّدُ القائدُ وأزْمَة الوعي
=============
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
رويَّ عن الإمام علي بن أبي طالب:عليه السلام:
أنه قال
( مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاس إِمَاماً فَلْيَبْدَأ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ، وَلْيَكُنْ تَأدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ وَمُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَمُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالإجْلاَلِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاس وَمُؤَدِّبِهِمْ )
:نهج البلاغة:ج4:ص16:
لم يكن أخطر على الناس من شيء مثلَ
مَنْ ينصبَ نفسه إماماً للناس وقائدا لهم .
دون وجه حقٍ أو جعلِ أو عقد بينه وبين الناس أو حتى دون توفر الكفاءة فيه .
وإنما الصدف والظروف ومُناخ الجهل هي من تفرز الطفيليات المُزمنة والتي غالبا ما تعتاش على
مائدة الدين ومنظومة القيم الأنثربولوجية .
إنَّ قراءة النص المروي عن الإمام علي :عليه السلام:
تضع القارىء على عتبة الوعي الأساس في بُنيَّة القائد
بمعنى أنَّ القائد هو من يقود نفسه أولاً ويأخذها على سكة العلم والفقه والفهم والفطنة والدراية والإستشراف لما سيكون
ليكون أهلاً لقيادة الناس إلى التي هي أحسن وأصلح .
وأن تكون سيرته الذاتية هي القائد لا لسانه وتصريحاته.
ذلك لما يستكنهه مفهوم القائد نفسه
فالقائد هو من يقود من الإمام
لا هو مَن يُساقُ من الخلف
والذي يحصل اليوم هو الثاني (السوق من الخلف)
فأغلب مَن نصبوا أنفسهم قادة للناس
هم قد ساقوهم زمراً بأهوائهم وبجهلهم وأنانيتهم
وسبب ذلك يعود إلى أزْمَة وعي واقعيّة يُعاني منها السيِّدُ القائد ذوالجهل المُركّب.
وتتلخص هذه الأزمة في أفق الإنحصار بالذات الواهمة والمريضة والناقصة.
والتي تبحث دائماً عن سد الثغرات البيولوجية في كينونتها الوجودية
فترى السيِّد القائد هو شخصاً غير مُنتج بالفعل
وإنما هو كائنٌ مُستهلك ومُجتر ومكرور ونَهم وبرمائي بإمتياز يجيد النقيق في البر والبحر .
يقضمُ ما لايدرك معناه ويجهل ما كان وما يكون وماهو كائن وسيكون
فتهجم عليه اللوابس في كلِّ آن
ولم يعترف بحماقاته وجهله لأنّه هو السيِّد القائد
هذا والمَقودون هم الآخرون يُشكلون قدراً مأزوماً في واقع الأزمة من أول الأمر.
فهم يدركون أنَّ السيِّد القائد هو إنسانٌ فارغٌ ويعيش الخلاءَ في ذاته ووعيه وسلوكه
ولكنهم يصرون على أنه هو المُنقذ والضرورة
وغاب عن أذهانهم حكمة
( لو كان لبان)
بمعنى أنَّ السيِّد القائد أيَّاً كان هو
طفيليٌ في بيئة الدين أو السياسة
لو كان يملك قدراً من العطاء أو القدرة على الإنقاذ
أو التخليص للناس مما هم فيه لبانَ وظهر
فكيف به وهو صفرٌ في الوعي والدراية والخبرة والإحساس بآلالام الآخرين أو محنهم
أو ما يجري في الواقع الراهن ؟
إنَّ ما ينبغي بالسيِّد القائد هو أن يتوفر على النباهة المُعاصرة والحاضرة
ويعلم بحراك المجتمع حياتيا حتى لايقع فريسة المتغيرات القوية والسريعة
روي عن الإمام الصادق :عليه السلام: أنه قال
( العالمُ بزمانه لا تهجم عليه اللوابس )
:الكافي :الكليني:ج1:ص27:
واللوابس هي التغيرات السريعة والتبدلات في أحوال الناس والمجتمع والنُظم مطلقا .
وما بين ضرورة أن يتعلم السيِّد القائد ويبني نفسه بناءً مكينا وصحيحا ويفعل أكثر مما يتحدث
وما بين أن يعلم بالواقع الموضوعي المُعاصر وشؤوناته
ممكن أن يُحدثُ السيِّد القائد أمرا
أما إذا بقى مُتخفيّاً خلف عنوان القيادة والزعامة
لاينطق ولا ينتج ولا يتحرك
ولا يقود الناس من الأمام وإلى الأمام
فهو
{لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ }الغاشية7
فقط يتعطّرُ الناسُ بألقابه وكراماته الخرافيَّة وبطونهم يضربها الجوع
وأموالهم سرقها الُسراق وتُزوجتْ بها النساء وصُرِفتْ في مواطن البغاء والحرام .
إنَّ السيِّد القائد يجب أن يدرك جيداً أننا نعيش في عصرٍ
إنمازَ فيه الخبيث من الطيب
والعالم من الجاهل
والأخطل من البطل
ولطالما هو لم يُبن لنا ما عنده
فسيُتَّهم في واقعه ؟
قبل أن يفضحه المقودُ ليقول َ بأنه لايُميِّز بين الضاد والظاء
وبين إنَّ من أنَّ
وبين الرفع من النصب
وبين ذوي القربى من الأعداء
الأفضل للسيِّد القائد أن يدلنا على نتاجه وآثاره ومكنوناته قبل أن يدلنا على صوره وبَعراته ؟
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
=============
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
رويَّ عن الإمام علي بن أبي طالب:عليه السلام:
أنه قال
( مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاس إِمَاماً فَلْيَبْدَأ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ، وَلْيَكُنْ تَأدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ وَمُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَمُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالإجْلاَلِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاس وَمُؤَدِّبِهِمْ )
:نهج البلاغة:ج4:ص16:
لم يكن أخطر على الناس من شيء مثلَ
مَنْ ينصبَ نفسه إماماً للناس وقائدا لهم .
دون وجه حقٍ أو جعلِ أو عقد بينه وبين الناس أو حتى دون توفر الكفاءة فيه .
وإنما الصدف والظروف ومُناخ الجهل هي من تفرز الطفيليات المُزمنة والتي غالبا ما تعتاش على
مائدة الدين ومنظومة القيم الأنثربولوجية .
إنَّ قراءة النص المروي عن الإمام علي :عليه السلام:
تضع القارىء على عتبة الوعي الأساس في بُنيَّة القائد
بمعنى أنَّ القائد هو من يقود نفسه أولاً ويأخذها على سكة العلم والفقه والفهم والفطنة والدراية والإستشراف لما سيكون
ليكون أهلاً لقيادة الناس إلى التي هي أحسن وأصلح .
وأن تكون سيرته الذاتية هي القائد لا لسانه وتصريحاته.
ذلك لما يستكنهه مفهوم القائد نفسه
فالقائد هو من يقود من الإمام
لا هو مَن يُساقُ من الخلف
والذي يحصل اليوم هو الثاني (السوق من الخلف)
فأغلب مَن نصبوا أنفسهم قادة للناس
هم قد ساقوهم زمراً بأهوائهم وبجهلهم وأنانيتهم
وسبب ذلك يعود إلى أزْمَة وعي واقعيّة يُعاني منها السيِّدُ القائد ذوالجهل المُركّب.
وتتلخص هذه الأزمة في أفق الإنحصار بالذات الواهمة والمريضة والناقصة.
والتي تبحث دائماً عن سد الثغرات البيولوجية في كينونتها الوجودية
فترى السيِّد القائد هو شخصاً غير مُنتج بالفعل
وإنما هو كائنٌ مُستهلك ومُجتر ومكرور ونَهم وبرمائي بإمتياز يجيد النقيق في البر والبحر .
يقضمُ ما لايدرك معناه ويجهل ما كان وما يكون وماهو كائن وسيكون
فتهجم عليه اللوابس في كلِّ آن
ولم يعترف بحماقاته وجهله لأنّه هو السيِّد القائد
هذا والمَقودون هم الآخرون يُشكلون قدراً مأزوماً في واقع الأزمة من أول الأمر.
فهم يدركون أنَّ السيِّد القائد هو إنسانٌ فارغٌ ويعيش الخلاءَ في ذاته ووعيه وسلوكه
ولكنهم يصرون على أنه هو المُنقذ والضرورة
وغاب عن أذهانهم حكمة
( لو كان لبان)
بمعنى أنَّ السيِّد القائد أيَّاً كان هو
طفيليٌ في بيئة الدين أو السياسة
لو كان يملك قدراً من العطاء أو القدرة على الإنقاذ
أو التخليص للناس مما هم فيه لبانَ وظهر
فكيف به وهو صفرٌ في الوعي والدراية والخبرة والإحساس بآلالام الآخرين أو محنهم
أو ما يجري في الواقع الراهن ؟
إنَّ ما ينبغي بالسيِّد القائد هو أن يتوفر على النباهة المُعاصرة والحاضرة
ويعلم بحراك المجتمع حياتيا حتى لايقع فريسة المتغيرات القوية والسريعة
روي عن الإمام الصادق :عليه السلام: أنه قال
( العالمُ بزمانه لا تهجم عليه اللوابس )
:الكافي :الكليني:ج1:ص27:
واللوابس هي التغيرات السريعة والتبدلات في أحوال الناس والمجتمع والنُظم مطلقا .
وما بين ضرورة أن يتعلم السيِّد القائد ويبني نفسه بناءً مكينا وصحيحا ويفعل أكثر مما يتحدث
وما بين أن يعلم بالواقع الموضوعي المُعاصر وشؤوناته
ممكن أن يُحدثُ السيِّد القائد أمرا
أما إذا بقى مُتخفيّاً خلف عنوان القيادة والزعامة
لاينطق ولا ينتج ولا يتحرك
ولا يقود الناس من الأمام وإلى الأمام
فهو
{لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ }الغاشية7
فقط يتعطّرُ الناسُ بألقابه وكراماته الخرافيَّة وبطونهم يضربها الجوع
وأموالهم سرقها الُسراق وتُزوجتْ بها النساء وصُرِفتْ في مواطن البغاء والحرام .
إنَّ السيِّد القائد يجب أن يدرك جيداً أننا نعيش في عصرٍ
إنمازَ فيه الخبيث من الطيب
والعالم من الجاهل
والأخطل من البطل
ولطالما هو لم يُبن لنا ما عنده
فسيُتَّهم في واقعه ؟
قبل أن يفضحه المقودُ ليقول َ بأنه لايُميِّز بين الضاد والظاء
وبين إنَّ من أنَّ
وبين الرفع من النصب
وبين ذوي القربى من الأعداء
الأفضل للسيِّد القائد أن يدلنا على نتاجه وآثاره ومكنوناته قبل أن يدلنا على صوره وبَعراته ؟
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته