م_علي
31-07-2013, 02:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
موقف المأمون العباسي من الامام علي عليه السلام
قال صاحب البحار في اول الجزء الثالث من كتاب الايمان
أن صاحب كتاب " البرهان " ذكر ان الخليفة العباسي المأمون اختار اربعين عالماً من الذين يفقهون ويحسنون الجواب ، فأحضرهم في مجلسه (( وقال لهم : إني أدين الله عز وجل بأن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب هو خير الخلق بعد رسوله ، وأولى الناس ، وأحقهم من بعده بالخلافة ، فمادا تقولون )) ؟
لسنا نعرف ما ذكرت من أمر علي " وقد دعوتنا للمناظرة ، ونحن مناظروك على ذلك " .
فقال له المأمون : تسألني أم أسألك ؟
فقال إسحاق : أنا أسألك .
فقال المأمون : سلّ ما شْئت .
فقال إسحاق : أين دليلك على دعواك ؟
قال المأمون : بأي شيء يتفاضل بعض الناس على بعض ؟
فقال إسحاق : بالأعمال الصالحة .
قال المأمون : لو أفترض أن شخصاً كان أفضل من صاحبه في عهد الرسول ، لأن عمله أجل وأفضل ، ثم أراد المفضول الذي كان متأخراً في عهد الرسول ، أن يلحق بالفاضل ، فعمل وأَكْثَرَ من الخير بعـد عهد الرسول ، فهل يستطيع اللحاق بالفاضل الاول ؟
فقال إسحاق : كلا ، بكل تأكيد. أن الافضل في عهـد الرسول لا يلحق أبدا .
وقال المأمون : أن أصحابك الذين أخذت دينك عنهم ، وجعلتهم قدوة لك قد روو لعلي فضائل ، فأنسب هذه الفاضائل التي يسلّم بها اصحابك إلى فضائل غيره ، فإن رأيت أنها تشبه فضائل علي ، ولو من بعيـد ، فقـل بأن غيره خير منه وأفضل ،
ثم قال المأمون : والآن يا إسحاق إخبرني أي الأعمال كانت أفضل يوم بعث الله محمداً ، ولم يكن معه أحد ؟
فقال إسحاق : الإخلاص بالشهادة ، والسبق إلى الإسلام .
قال المأمون : هل علمت أن أحد سبق علياً إلى اإسلام ؟
فقال إسحاق : أجل ، أن عليـاً سبق إلى الإسـلام ، ولكن عندما أسلم كان حدثاً صغير السن ، وأسلم غيره من بعـده ، وكان كبيراً قد تكامل عقله .
قال المأمون : هل أسلم علي من تلقائه ، أو دعاه الرسول إلى الإسلام ؟
فقال إسحاق : بل دعاه الرسول ؟
قال المأمون : هل كانت دعوة الرسول لعلي بأمرٍ من الله ، أو فعلها الرسول دون أمر الله ؟
فقال إسحاق : حاشا الرسول أن يفعل شيئاً إلا بأمر الله ومرضاته .
قال المأمون : لقد أمر الله نبيه أن يدعو علياً للإسلام ، وهو يعلم أنه صبي ، فدعاه الرسول إمتثالا لمرضاه الله سبحانه ، ولم يدعو أحداً سواه من الصبيان ، لان الله لم يأمره بدعوتهم ، لعلمه بانه صبي لا يؤتمن على الدين ، فقـد يؤمن الساعة ، ثم يرتد بعـدها تلبية لطلب أهله أو غيرهم . إذن ، لقـد اختار الله علياً بدعوة الإسلام من بين الصبيان ليبين فضله على الناس اجمعين ، كي يعرفوا مكانته وعظمته ، وأن هذه فضيلة لم يشاركه به أحد ، وأنه لم يشرك بربه طرفة عين .
فبهت إسحاق ولم يستطيع جواباً .
ثم سأله المأمون : أي الأعمال كان أفضل بعـد السبق إلى الإسلام ؟
فقال إسحاق : الجهاد في سبيل الله .
قال المأمون : صدفت ، فهل تجد لأحد من الجهاد ما كان لعليّ ! وكم كان قتلى يوم بدر ؟ وهو أول فتح ونصر للإسلام .
فقال إسحاق : وكانوا نيفاً وستين رجلاً من المشركين .
قال المأمون : كم قتل عليّ منهم ؟
فقال إسحاق : نيفاً وعشرين رجلاً ، وأربعون لسائر الناس .
قال المأمون : يكفي يوم بدر شاهداً عليه ، واما جهاد علي فوق كل جهاد . ولا أطيل عليك في أمر الجهاد بأكثر منه .
ولكن اريد أن أسألك يا إسحاق عن حديث " أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي " هل ترويه ؟
فقال إسحاق : نعم ، أرويه جيـداً .
قال المأمون : أن هارون كان أخاً موسى لأبيه وأمه وكان نبياً ، وعلي ليس نبياً ولا أخاً للنبي ، إذن مامعنى قول الرسول : (( أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعـدي )) ؟
فقال إسحاق : لقد أراد النبي بقوله هـذا أن يطيب نفس علي ، لأنه تألم من قول المنافقين بأن الرسول استخلفه استثـقالاً له .
فأبتسم المأمون من قول إسحاق ، وقال له :
أين أنت عن كتاب الله ؟ أن معنى الحديث في القرآن بالذات .
قال إسحاق : وكيف ذلك ؟
قال المأمون : أن الله أخبر عن موسى بأنه قال لأخيه : { اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين } " الاعراف: 142 " ، وهكذا أراد محمد أن يكون علي خليفة في قومه ، وأن يصلح شأنهم ، ولا يتبع أهوائهم .
قال إسحاق : أن موسى استخلف هرون مؤقتاً ، لبينما يعود من مناجات ربه ، وكذلك استخلف محمد علياً على المدينة بينما يعود من غزوته .
قال المأمون : كلا ، ليس الامر كما ذكرت . أن موسى ذهب الى ربه وحده ، ولم يذهب أحـد معـه من قومه ، فأستخلف هرون عليهم ، ومحمد ذهب معه قومه ، ولم يبقى في المدينة إلا النساء والصبيان ، فتعين أن يكون عليّ خليفة في قوم محمد ، كما كان هرون خليفة في قوم موسى ، وقد بين النبي ذلك بقوله إلا انه لا نبي بعدي ، وهـذا يكشف بأن محمداً قد استخلف علياً على كل حال إلا النبوة ، لأن محمداً خاتم النبيين ، وما كان قول النبي ليبطل أبداً .
قال العلماء الحاضرون للمأمون : الحق ما تقوله ، ونحن نعتقده ، وفقك الله ..
وسواء أكانت هذه المناظرة قد حصلت ، أم هي من وضع واضع ، فإن فيها من العلم ما يعبر عن الواقع .. وختاماً نسألكم الدعــــاء ولا تنسوا والدي
http://www.alsada.org/up/do.php?imgf=2012_137522041921.jpg
الاجر والثواب لصاحب هذا العمل
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
موقف المأمون العباسي من الامام علي عليه السلام
قال صاحب البحار في اول الجزء الثالث من كتاب الايمان
أن صاحب كتاب " البرهان " ذكر ان الخليفة العباسي المأمون اختار اربعين عالماً من الذين يفقهون ويحسنون الجواب ، فأحضرهم في مجلسه (( وقال لهم : إني أدين الله عز وجل بأن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب هو خير الخلق بعد رسوله ، وأولى الناس ، وأحقهم من بعده بالخلافة ، فمادا تقولون )) ؟
لسنا نعرف ما ذكرت من أمر علي " وقد دعوتنا للمناظرة ، ونحن مناظروك على ذلك " .
فقال له المأمون : تسألني أم أسألك ؟
فقال إسحاق : أنا أسألك .
فقال المأمون : سلّ ما شْئت .
فقال إسحاق : أين دليلك على دعواك ؟
قال المأمون : بأي شيء يتفاضل بعض الناس على بعض ؟
فقال إسحاق : بالأعمال الصالحة .
قال المأمون : لو أفترض أن شخصاً كان أفضل من صاحبه في عهد الرسول ، لأن عمله أجل وأفضل ، ثم أراد المفضول الذي كان متأخراً في عهد الرسول ، أن يلحق بالفاضل ، فعمل وأَكْثَرَ من الخير بعـد عهد الرسول ، فهل يستطيع اللحاق بالفاضل الاول ؟
فقال إسحاق : كلا ، بكل تأكيد. أن الافضل في عهـد الرسول لا يلحق أبدا .
وقال المأمون : أن أصحابك الذين أخذت دينك عنهم ، وجعلتهم قدوة لك قد روو لعلي فضائل ، فأنسب هذه الفاضائل التي يسلّم بها اصحابك إلى فضائل غيره ، فإن رأيت أنها تشبه فضائل علي ، ولو من بعيـد ، فقـل بأن غيره خير منه وأفضل ،
ثم قال المأمون : والآن يا إسحاق إخبرني أي الأعمال كانت أفضل يوم بعث الله محمداً ، ولم يكن معه أحد ؟
فقال إسحاق : الإخلاص بالشهادة ، والسبق إلى الإسلام .
قال المأمون : هل علمت أن أحد سبق علياً إلى اإسلام ؟
فقال إسحاق : أجل ، أن عليـاً سبق إلى الإسـلام ، ولكن عندما أسلم كان حدثاً صغير السن ، وأسلم غيره من بعـده ، وكان كبيراً قد تكامل عقله .
قال المأمون : هل أسلم علي من تلقائه ، أو دعاه الرسول إلى الإسلام ؟
فقال إسحاق : بل دعاه الرسول ؟
قال المأمون : هل كانت دعوة الرسول لعلي بأمرٍ من الله ، أو فعلها الرسول دون أمر الله ؟
فقال إسحاق : حاشا الرسول أن يفعل شيئاً إلا بأمر الله ومرضاته .
قال المأمون : لقد أمر الله نبيه أن يدعو علياً للإسلام ، وهو يعلم أنه صبي ، فدعاه الرسول إمتثالا لمرضاه الله سبحانه ، ولم يدعو أحداً سواه من الصبيان ، لان الله لم يأمره بدعوتهم ، لعلمه بانه صبي لا يؤتمن على الدين ، فقـد يؤمن الساعة ، ثم يرتد بعـدها تلبية لطلب أهله أو غيرهم . إذن ، لقـد اختار الله علياً بدعوة الإسلام من بين الصبيان ليبين فضله على الناس اجمعين ، كي يعرفوا مكانته وعظمته ، وأن هذه فضيلة لم يشاركه به أحد ، وأنه لم يشرك بربه طرفة عين .
فبهت إسحاق ولم يستطيع جواباً .
ثم سأله المأمون : أي الأعمال كان أفضل بعـد السبق إلى الإسلام ؟
فقال إسحاق : الجهاد في سبيل الله .
قال المأمون : صدفت ، فهل تجد لأحد من الجهاد ما كان لعليّ ! وكم كان قتلى يوم بدر ؟ وهو أول فتح ونصر للإسلام .
فقال إسحاق : وكانوا نيفاً وستين رجلاً من المشركين .
قال المأمون : كم قتل عليّ منهم ؟
فقال إسحاق : نيفاً وعشرين رجلاً ، وأربعون لسائر الناس .
قال المأمون : يكفي يوم بدر شاهداً عليه ، واما جهاد علي فوق كل جهاد . ولا أطيل عليك في أمر الجهاد بأكثر منه .
ولكن اريد أن أسألك يا إسحاق عن حديث " أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي " هل ترويه ؟
فقال إسحاق : نعم ، أرويه جيـداً .
قال المأمون : أن هارون كان أخاً موسى لأبيه وأمه وكان نبياً ، وعلي ليس نبياً ولا أخاً للنبي ، إذن مامعنى قول الرسول : (( أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعـدي )) ؟
فقال إسحاق : لقد أراد النبي بقوله هـذا أن يطيب نفس علي ، لأنه تألم من قول المنافقين بأن الرسول استخلفه استثـقالاً له .
فأبتسم المأمون من قول إسحاق ، وقال له :
أين أنت عن كتاب الله ؟ أن معنى الحديث في القرآن بالذات .
قال إسحاق : وكيف ذلك ؟
قال المأمون : أن الله أخبر عن موسى بأنه قال لأخيه : { اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين } " الاعراف: 142 " ، وهكذا أراد محمد أن يكون علي خليفة في قومه ، وأن يصلح شأنهم ، ولا يتبع أهوائهم .
قال إسحاق : أن موسى استخلف هرون مؤقتاً ، لبينما يعود من مناجات ربه ، وكذلك استخلف محمد علياً على المدينة بينما يعود من غزوته .
قال المأمون : كلا ، ليس الامر كما ذكرت . أن موسى ذهب الى ربه وحده ، ولم يذهب أحـد معـه من قومه ، فأستخلف هرون عليهم ، ومحمد ذهب معه قومه ، ولم يبقى في المدينة إلا النساء والصبيان ، فتعين أن يكون عليّ خليفة في قوم محمد ، كما كان هرون خليفة في قوم موسى ، وقد بين النبي ذلك بقوله إلا انه لا نبي بعدي ، وهـذا يكشف بأن محمداً قد استخلف علياً على كل حال إلا النبوة ، لأن محمداً خاتم النبيين ، وما كان قول النبي ليبطل أبداً .
قال العلماء الحاضرون للمأمون : الحق ما تقوله ، ونحن نعتقده ، وفقك الله ..
وسواء أكانت هذه المناظرة قد حصلت ، أم هي من وضع واضع ، فإن فيها من العلم ما يعبر عن الواقع .. وختاماً نسألكم الدعــــاء ولا تنسوا والدي
http://www.alsada.org/up/do.php?imgf=2012_137522041921.jpg
الاجر والثواب لصاحب هذا العمل