هامة التطبير
03-08-2013, 12:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
http://c.shia4up.net/uploads/13409547141.jpg (http://c.shia4up.net/)
اللعن والسب ليس من أخلاق أهل البيت ( عليهم السلام ) !!
نعم؛ اللعن والسب ليس من اخلاق اهل البيت ( عليهم السلام ) فهل رأيت نبي او وصي قد سب ولعن ؟؟ فلماذا نسب ونلعن اليس هذا من سوء القول ؟ اني اتحداكم ان رأيتم نبي او وصي قد سب او لعن شخص عادي مخالف الذي يرجو هدايته فإن سب ولعن هكذا جزافاً على كل من هب ودب فسوف يسبب نفور المخالف وابعاده وهو ليس من ادب الحوار والنقاش ان تسب وتلعن كل شخص بدأ بالنقاش معك ففي رواية وردت في كتاب نهج البلاغة لأمير المؤمنين (عليه السلام) من جملة كلام له وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين فقال: «إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم وأهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به». (نهج البلاغة ص323 من كلام له رقم 206).
فنحن نعلم ان سب ولعن كل من هب ودب يكون من سوء القول ولايجوز سب ولعن المرجو هدايته ولكن الذي يجب سبه ولعنه هم المنافقين الظالمين الم يقل الله سبحانه وتعالى ”لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا“ (النساء: 149).
فنعلم ان هناك استثناء في اللعن والسب لان الله تعالى قد لعن لقوله تعالى: ”أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ“. (البقرة: 160).
في تفسير الصافي ج1 ص206 و 207 في تفسير هذه الاية : إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات كأحبار اليهود الكاتمين للآيات الشاهدة على أمر محمد وعلي عليهما السلام ونعتهما وحليتهما وكالنواصب الكاتمين لما نزل في فضل علي عليه السلام والهدى وكل ما يهدي إلى وجوب اتباعهما والايمان بهما من بعد ما بيناه للناس في الكتاب في التوراة وغيره ألئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون أي الذين يتأتى منهم اللعن عليهم من الملائكة والثقلين حتى أنفسهم فان الكافرين يقولون لعن الله الكافرين.
والعياشي : عن الصادق عليه السلام في قوله اللاعنون قال نحن هم وقد قالوا هوام الأرض.
وفي الاحتجاج وتفسير الامام عليه السلام : في غير هذا الموضع قال أبو محمد عليه السلام قيل لأمير المؤمنين عليه السلام من خير خلق الله بعد أئمة الهدى ومصابيح الدجى قال العلماء إذا صلحوا قيل فمن شر خلق الله بعد إبليس وفرعون وثمود وبعد المتسمين بأسمائكم والمتلقبين بألقابكم والآخذين لأمكنتكم والمتامرين في ممالككم قال العلماء إذا فسدوا هم المظهرون للأباطيل الكاتمون للحقائق وفيهم قال الله عز وجل أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال من سئل عن علم يعلمه فكتمه الجم يوم القيامة بلجام من نار .
والقمي مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه ومن لم يفعل فعليه لعنة الله.
والعياشي عن الباقر عليه السلام أن رجلا أتى سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال حدثني فسكت عنه ثم عاد فسكت ثم عاد فسكت فأدبر الرجل وهو يتلو هذه الآية : ( إن الذين يكتمون ) فقال له أقبل انا لو وجدنا أمينا لحدثناه الحديث.
اما تفاسير اهل الخلاف في تفسير هذه الاية كتفسير البغوي ص176 وهو تفسير مشهور عندهم في قوله تعالى ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب ) نزلت في علماء اليهود كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم وآية الرجم وغيرهما من الأحكام التي كانت في التوراة ( أولئك يلعنهم الله ) وأصل اللعن الطرد والبعد ( ويلعنهم اللاعنون ) أي يسألون الله أن يلعنهم ويقولون اللهم العنهم . واختلفوا في هؤلاء اللاعنين قال ابن عباس : جميع الخلائق إلا الجن والإنس . وقال قتادة : هم الملائكة وقال عطاء : الجن والإنس وقال الحسن : جميع عباد الله قال ابن مسعود : ما تلاعن اثنان من المسلمين إلا رجعت تلك اللعنة على اليهود والنصارى الذين كتموا أمر محمد صلى الله عليه وسلم وصفته وقال مجاهد : اللاعنون البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنة وأمسك المطر وقالت هذا من شؤم ذنوب بني آدم.
فمن هم الذين يستحقون هذا اللعن والسب هل المخالف المخدوع ام المنافق الزنديق ؟
لاشك انه المنافق الزنديق فنعلم ان اللعن و السب انما موجه الى المنافقين الملعونين الذين حرفوا الدين وقلبوه وليس على كل من هب ودب؛ فالذي يستحق اللعن والسب نلعنه ونسبه واما الذي لايستحق يكون مخالفا للأية الكريمة ويكون ليس من اخلاق ومنهج اهل البيت عليهم السلام..
فرسول الله نفسه الذي يقول أنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق الحديث المشهور فنعلم ان النبي ( صلى الله عليه وآله ) سيد الاخلاق الذي مدحه الله في كتابه المجيد فقال عنه جل شانه : وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ( القلم : 4 ) وهو نفسه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يدعو للسب والشتم واللعن ؟ حيث قال "إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الاخرة". (الكافي للكليني ج2 ص375).
فكيف نبي ورسول الله صاحب الخلق الرفيع يدعو للسب والشتم واللعن ( مع العلم ان الرواية صحيحة ) فلا بد ان هناك سبب وعلة قد بيناها لكم اعلاه بأن اللعن والسب انما هو موجه للمنافق الفاجر المنافق الغادر وقد ثبت لدينا ان ابا بكر وعمر ( عليهم اللعنة ) ملعونين حتى في روايات اهل الخلاف فمثلا في حديث مسلم عن مالك بن أوس شهادة عمر بن الخطاب أن عليا (عليه السلام) والعباس كانا يعتبرانه ويعتبران أبا بكر بن أبي قحافة «كاذبين آثمين غادريْن خائنين»! (راجع صحيح مسلم ج5 ص151) وفي رواية الصنعاني وابن حبان أنهما «ظالمان فاجران»! (راجع مصنف الصناني ج5 ص470 وصحيح ابن حبان ج14 ص577).
فإذن اللعن والسب مشروع في الاسلام ولكن لأشخاص محددين الذين تم تحديدهم فأن معنى اللعن هو الطرد من رحمة الله فهو كما هو ايضا دعاء عندما نقول اللهم العن فلان اي اللهم انزل عذابك على فلان وضاعف عليه العقاب.
سوف يسئل السائل الان اذا كان اللعن والسب مشروع في الاسلام هل ائمة الهدى قد لعنو وسبوا ؟ نقول نعم فقد اخرج الكليني عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا: ”سمعنا أبا عبد الله عليه السلام وهو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء، أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية، وعائشة وحفصة وهند وأم الحكم أخت معاوية“. (الكافي ج3 ص342).
وكان أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) يلعن في قنوت كل صلاة أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة في الدعاء المعروف بدعاء صنمي قريش. (راجع كتب الأدعية ككتاب مصباح الكفعمي والبلد الأمين وأيضا كتاب المحتضر).
وكذلك في زيارة عاشوراء المقدسة التي وردت لعن الاول والثاني والثالث المقصودين ابا بكر وعمر وعثمان ( لعنهم الله ) وليس كما يزعم البعض فسند زيارة عاشوراء من أقوى الأسناد، وصحة عباراتها لا يشك فيه عاقل، كيف وهي في أعلى درجات التواتر العملي عند فحول العلماء خلفا عن سلف، فما زالوا يواظبون على هذه الزيارة العظيمة ويروْن آثارها الإعجازية. وقد رُويت الزيارة بعدة طرق، منها رواية شيخ الطائفة ابن قولويه في (كامل الزيارات) وهو من أكثر كتبنا اعتبارا واعتمادا عند العلماء، وهناك جمع من العلماء يعتقدون بصحة جميع الروايات الواردة فيه. ومنها رواية الشيخ الطوسي في (مصباح المتهجد) بسند صحيح. ومنها رواية الشيخ المشهدي في (المزار الكبير) ورواية الكفعمي في (المصباح) ورواية السيد ابن طاووس في (مصباح الزائر) وغيرها من مصادر روائية لا يتسلل إليها الشك.
وفي جميعها كما نرى مقطع لعن الثلاثة الظالمين، وليس بالإمكان الادعاء بأن هذا المقطع مدسوس مع كل هذا التواتر والشهرة العملية ووجود النسخ الأصلية القديمة، خاصة وأن جميع الزيارات المعتبرة المروية عن أئمتنا (صلوات الله عليهم) لا تكاد تخلو من لعن الظالمين والتبرؤ منهم، فالمضمون إذن واحد، فعلى أي أساس علمي يُزعم أن هذا المقطع بالذات مدسوس؟ إنما هو الهوى وحبّ التودّد إلى المخالفين ليس إلا، نعوذ بالله من أن نكون من أهله، من الذين يردّون كلام أهل البيت (عليهم السلام) لممالئة النواصب وأهل الخلاف.
وايضاً كانت سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) تدعو على أبي بكر وتلعنه في كل صلاة، فقد أخرج ابن قتيبة - وهو من كبار علماء أهل الخلاف - أنها (عليها السلام) قالت لأبي بكر: ”والله لأدعونَّ عليك في كل صلاة أصليها“. (الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج1 ص25).
وحتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يلعن في صلاته في اصح كتب المخالفين، فقد أخرج البخاري: ”عن سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله (ص) إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الأخيرة من الفجر يقول اللهم العن فلاناً وفلاناً وفلاناً بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد“. (صحيح البخاري ج5 ص35).
فلا يأتي لنا شخص ويقول ان ذلك لايجوز لقول امير المؤمنين ( عليه السلام ) "كرهت لكم أن تكونوا لعانين شتامين". (وقعة صفين ص103، عنه البحار ج32 ص399).
فنقول ان هذه الرواية اولاً ضعيفة في عمر بن سعد فهو مجهول، وعبد الرحمن بن عبيد بن الكنود وهو مهمل، والحارث بن حصيرة وهو مهمل أيضاً، واننا حتى لو سلمنا بصحتها نقول ان المقصود من الرواية هم المخالفين المخدوعين وليس المنافقين الغادرين لانك لو اهتمننا بهذه الرواية وتركنا الباقي اذن نقول للتشيع وللعلماء والتحقيق العلمي السلام !!!
فعلينا الانصاف والتعقل قبل الحكم فهل هناك مجال للشك في اللعن والسب في الاسلام ؟
فعندما يأتي شخص ويسبك ويلعنك فهل يصح على الشيعي المؤمن الرد بالمثل ؟
جاء في استفتاء للسيد الخوئي: "سؤال 1181: من قال لغيره يا كلب أو يا حمار وأشباه ذلك فهل يجوز للغير أن يقابله بالمثل تمسكا بآية الاعتداء بالمثل أم ليس عليه إلا التعزير؟ الجواب: لايجوز". (صراط النجاة ج1 ص431).
ولكن الذي يظهر من تقريرات السيد الخوئي أن هذا الرأي كان متبناه قبل أن يعدل عنه، فقد قال قدس سره: "وعن المحقق الأردبيلي في آيات الأحكام بعد ذكر جملة من الآيات الظاهرة في الاعتداء بالمثل، قال: فيها دلالة على جواز القصاص في النفس والطرف والجروح بل جواز التعويض مطلقا، حتى ضرب المضروب وشتم المشتوم بمثل فعلهما، إلى أن قال وتدل على عدم التجاوز عما فعل به وتحريم الظلم والتعدي.
ومن هنا ظهر أن هذا الرأي لا بعد فيه خلافا ، وقد وقع التصريح بذلك في جملة من أحاديث العامة، وتقدم بعضها في الهامش". (مصباح الفقاهة ج1 ص440 ط مكتبة الداوري – قم).
وإذا قذف المسلم أو الكافر غيره بما هو مشهور به ومعترف بفعله من كفر أو فسق فلا شيء عليه، بل المسلم عابد بذلك. (الكافي في الفقه ص418).
وقال الشهيد الأول المتوفى سنة 786هـ: "وكذا يعزر بكل ما يكرهه المواجه مثل الفاسق وشارب الخمر وهو مستتر، وكذا الخنزير والكلب والحقير والوضيع إلا مع كون المخاطب مستحقا للاستخفاف". (اللمعة الدمشقية ص168، انتشارات دار الفكر – قم).
وقال الشهيد الثاني المتوفى سنة 965هـ تعليقا على قول المحقق الحلي: "ولو كان المقول فيه مستحقا للاستخفاف فلا حد ولا تعزير" ما يلي: "والمراد بكون المقول له مستحقا للاستخفاف أن يكون فاسقا متظاهرا بفسقه، فإنه لا حرمة له حينئذ، لما روي عن الصادق (عليه السلام): "إذا جاهر الفاسق بفسقه فلا حرمة له ولا غيبة". وفي بعض الأخبار: "من تمام العبادة الوقيعة في أهل الريب" فقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) "إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الاخرة". (الكافي للكليني ج2 ص375).
فالحاصل : اننا نلعن ونسب ولكن من يستحق اللعن والسب وليس لكل من هب ودب فأن ذلك من سوء القول وهو مخالف لأخلاق ومنهج اهل البيت ( عليهم السلام ) فنقول اذن لعنة الله على ابا بكر وعمر وعائشة وحفصة ومعاوية ويزيد بن معاوية واخر تابع لهم على ذلك وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
ومع السلامة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
http://c.shia4up.net/uploads/13409547141.jpg (http://c.shia4up.net/)
اللعن والسب ليس من أخلاق أهل البيت ( عليهم السلام ) !!
نعم؛ اللعن والسب ليس من اخلاق اهل البيت ( عليهم السلام ) فهل رأيت نبي او وصي قد سب ولعن ؟؟ فلماذا نسب ونلعن اليس هذا من سوء القول ؟ اني اتحداكم ان رأيتم نبي او وصي قد سب او لعن شخص عادي مخالف الذي يرجو هدايته فإن سب ولعن هكذا جزافاً على كل من هب ودب فسوف يسبب نفور المخالف وابعاده وهو ليس من ادب الحوار والنقاش ان تسب وتلعن كل شخص بدأ بالنقاش معك ففي رواية وردت في كتاب نهج البلاغة لأمير المؤمنين (عليه السلام) من جملة كلام له وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين فقال: «إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم وأهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به». (نهج البلاغة ص323 من كلام له رقم 206).
فنحن نعلم ان سب ولعن كل من هب ودب يكون من سوء القول ولايجوز سب ولعن المرجو هدايته ولكن الذي يجب سبه ولعنه هم المنافقين الظالمين الم يقل الله سبحانه وتعالى ”لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا“ (النساء: 149).
فنعلم ان هناك استثناء في اللعن والسب لان الله تعالى قد لعن لقوله تعالى: ”أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ“. (البقرة: 160).
في تفسير الصافي ج1 ص206 و 207 في تفسير هذه الاية : إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات كأحبار اليهود الكاتمين للآيات الشاهدة على أمر محمد وعلي عليهما السلام ونعتهما وحليتهما وكالنواصب الكاتمين لما نزل في فضل علي عليه السلام والهدى وكل ما يهدي إلى وجوب اتباعهما والايمان بهما من بعد ما بيناه للناس في الكتاب في التوراة وغيره ألئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون أي الذين يتأتى منهم اللعن عليهم من الملائكة والثقلين حتى أنفسهم فان الكافرين يقولون لعن الله الكافرين.
والعياشي : عن الصادق عليه السلام في قوله اللاعنون قال نحن هم وقد قالوا هوام الأرض.
وفي الاحتجاج وتفسير الامام عليه السلام : في غير هذا الموضع قال أبو محمد عليه السلام قيل لأمير المؤمنين عليه السلام من خير خلق الله بعد أئمة الهدى ومصابيح الدجى قال العلماء إذا صلحوا قيل فمن شر خلق الله بعد إبليس وفرعون وثمود وبعد المتسمين بأسمائكم والمتلقبين بألقابكم والآخذين لأمكنتكم والمتامرين في ممالككم قال العلماء إذا فسدوا هم المظهرون للأباطيل الكاتمون للحقائق وفيهم قال الله عز وجل أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال من سئل عن علم يعلمه فكتمه الجم يوم القيامة بلجام من نار .
والقمي مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه ومن لم يفعل فعليه لعنة الله.
والعياشي عن الباقر عليه السلام أن رجلا أتى سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال حدثني فسكت عنه ثم عاد فسكت ثم عاد فسكت فأدبر الرجل وهو يتلو هذه الآية : ( إن الذين يكتمون ) فقال له أقبل انا لو وجدنا أمينا لحدثناه الحديث.
اما تفاسير اهل الخلاف في تفسير هذه الاية كتفسير البغوي ص176 وهو تفسير مشهور عندهم في قوله تعالى ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب ) نزلت في علماء اليهود كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم وآية الرجم وغيرهما من الأحكام التي كانت في التوراة ( أولئك يلعنهم الله ) وأصل اللعن الطرد والبعد ( ويلعنهم اللاعنون ) أي يسألون الله أن يلعنهم ويقولون اللهم العنهم . واختلفوا في هؤلاء اللاعنين قال ابن عباس : جميع الخلائق إلا الجن والإنس . وقال قتادة : هم الملائكة وقال عطاء : الجن والإنس وقال الحسن : جميع عباد الله قال ابن مسعود : ما تلاعن اثنان من المسلمين إلا رجعت تلك اللعنة على اليهود والنصارى الذين كتموا أمر محمد صلى الله عليه وسلم وصفته وقال مجاهد : اللاعنون البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنة وأمسك المطر وقالت هذا من شؤم ذنوب بني آدم.
فمن هم الذين يستحقون هذا اللعن والسب هل المخالف المخدوع ام المنافق الزنديق ؟
لاشك انه المنافق الزنديق فنعلم ان اللعن و السب انما موجه الى المنافقين الملعونين الذين حرفوا الدين وقلبوه وليس على كل من هب ودب؛ فالذي يستحق اللعن والسب نلعنه ونسبه واما الذي لايستحق يكون مخالفا للأية الكريمة ويكون ليس من اخلاق ومنهج اهل البيت عليهم السلام..
فرسول الله نفسه الذي يقول أنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق الحديث المشهور فنعلم ان النبي ( صلى الله عليه وآله ) سيد الاخلاق الذي مدحه الله في كتابه المجيد فقال عنه جل شانه : وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ( القلم : 4 ) وهو نفسه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يدعو للسب والشتم واللعن ؟ حيث قال "إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الاخرة". (الكافي للكليني ج2 ص375).
فكيف نبي ورسول الله صاحب الخلق الرفيع يدعو للسب والشتم واللعن ( مع العلم ان الرواية صحيحة ) فلا بد ان هناك سبب وعلة قد بيناها لكم اعلاه بأن اللعن والسب انما هو موجه للمنافق الفاجر المنافق الغادر وقد ثبت لدينا ان ابا بكر وعمر ( عليهم اللعنة ) ملعونين حتى في روايات اهل الخلاف فمثلا في حديث مسلم عن مالك بن أوس شهادة عمر بن الخطاب أن عليا (عليه السلام) والعباس كانا يعتبرانه ويعتبران أبا بكر بن أبي قحافة «كاذبين آثمين غادريْن خائنين»! (راجع صحيح مسلم ج5 ص151) وفي رواية الصنعاني وابن حبان أنهما «ظالمان فاجران»! (راجع مصنف الصناني ج5 ص470 وصحيح ابن حبان ج14 ص577).
فإذن اللعن والسب مشروع في الاسلام ولكن لأشخاص محددين الذين تم تحديدهم فأن معنى اللعن هو الطرد من رحمة الله فهو كما هو ايضا دعاء عندما نقول اللهم العن فلان اي اللهم انزل عذابك على فلان وضاعف عليه العقاب.
سوف يسئل السائل الان اذا كان اللعن والسب مشروع في الاسلام هل ائمة الهدى قد لعنو وسبوا ؟ نقول نعم فقد اخرج الكليني عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا: ”سمعنا أبا عبد الله عليه السلام وهو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء، أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية، وعائشة وحفصة وهند وأم الحكم أخت معاوية“. (الكافي ج3 ص342).
وكان أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) يلعن في قنوت كل صلاة أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة في الدعاء المعروف بدعاء صنمي قريش. (راجع كتب الأدعية ككتاب مصباح الكفعمي والبلد الأمين وأيضا كتاب المحتضر).
وكذلك في زيارة عاشوراء المقدسة التي وردت لعن الاول والثاني والثالث المقصودين ابا بكر وعمر وعثمان ( لعنهم الله ) وليس كما يزعم البعض فسند زيارة عاشوراء من أقوى الأسناد، وصحة عباراتها لا يشك فيه عاقل، كيف وهي في أعلى درجات التواتر العملي عند فحول العلماء خلفا عن سلف، فما زالوا يواظبون على هذه الزيارة العظيمة ويروْن آثارها الإعجازية. وقد رُويت الزيارة بعدة طرق، منها رواية شيخ الطائفة ابن قولويه في (كامل الزيارات) وهو من أكثر كتبنا اعتبارا واعتمادا عند العلماء، وهناك جمع من العلماء يعتقدون بصحة جميع الروايات الواردة فيه. ومنها رواية الشيخ الطوسي في (مصباح المتهجد) بسند صحيح. ومنها رواية الشيخ المشهدي في (المزار الكبير) ورواية الكفعمي في (المصباح) ورواية السيد ابن طاووس في (مصباح الزائر) وغيرها من مصادر روائية لا يتسلل إليها الشك.
وفي جميعها كما نرى مقطع لعن الثلاثة الظالمين، وليس بالإمكان الادعاء بأن هذا المقطع مدسوس مع كل هذا التواتر والشهرة العملية ووجود النسخ الأصلية القديمة، خاصة وأن جميع الزيارات المعتبرة المروية عن أئمتنا (صلوات الله عليهم) لا تكاد تخلو من لعن الظالمين والتبرؤ منهم، فالمضمون إذن واحد، فعلى أي أساس علمي يُزعم أن هذا المقطع بالذات مدسوس؟ إنما هو الهوى وحبّ التودّد إلى المخالفين ليس إلا، نعوذ بالله من أن نكون من أهله، من الذين يردّون كلام أهل البيت (عليهم السلام) لممالئة النواصب وأهل الخلاف.
وايضاً كانت سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) تدعو على أبي بكر وتلعنه في كل صلاة، فقد أخرج ابن قتيبة - وهو من كبار علماء أهل الخلاف - أنها (عليها السلام) قالت لأبي بكر: ”والله لأدعونَّ عليك في كل صلاة أصليها“. (الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج1 ص25).
وحتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يلعن في صلاته في اصح كتب المخالفين، فقد أخرج البخاري: ”عن سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله (ص) إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الأخيرة من الفجر يقول اللهم العن فلاناً وفلاناً وفلاناً بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد“. (صحيح البخاري ج5 ص35).
فلا يأتي لنا شخص ويقول ان ذلك لايجوز لقول امير المؤمنين ( عليه السلام ) "كرهت لكم أن تكونوا لعانين شتامين". (وقعة صفين ص103، عنه البحار ج32 ص399).
فنقول ان هذه الرواية اولاً ضعيفة في عمر بن سعد فهو مجهول، وعبد الرحمن بن عبيد بن الكنود وهو مهمل، والحارث بن حصيرة وهو مهمل أيضاً، واننا حتى لو سلمنا بصحتها نقول ان المقصود من الرواية هم المخالفين المخدوعين وليس المنافقين الغادرين لانك لو اهتمننا بهذه الرواية وتركنا الباقي اذن نقول للتشيع وللعلماء والتحقيق العلمي السلام !!!
فعلينا الانصاف والتعقل قبل الحكم فهل هناك مجال للشك في اللعن والسب في الاسلام ؟
فعندما يأتي شخص ويسبك ويلعنك فهل يصح على الشيعي المؤمن الرد بالمثل ؟
جاء في استفتاء للسيد الخوئي: "سؤال 1181: من قال لغيره يا كلب أو يا حمار وأشباه ذلك فهل يجوز للغير أن يقابله بالمثل تمسكا بآية الاعتداء بالمثل أم ليس عليه إلا التعزير؟ الجواب: لايجوز". (صراط النجاة ج1 ص431).
ولكن الذي يظهر من تقريرات السيد الخوئي أن هذا الرأي كان متبناه قبل أن يعدل عنه، فقد قال قدس سره: "وعن المحقق الأردبيلي في آيات الأحكام بعد ذكر جملة من الآيات الظاهرة في الاعتداء بالمثل، قال: فيها دلالة على جواز القصاص في النفس والطرف والجروح بل جواز التعويض مطلقا، حتى ضرب المضروب وشتم المشتوم بمثل فعلهما، إلى أن قال وتدل على عدم التجاوز عما فعل به وتحريم الظلم والتعدي.
ومن هنا ظهر أن هذا الرأي لا بعد فيه خلافا ، وقد وقع التصريح بذلك في جملة من أحاديث العامة، وتقدم بعضها في الهامش". (مصباح الفقاهة ج1 ص440 ط مكتبة الداوري – قم).
وإذا قذف المسلم أو الكافر غيره بما هو مشهور به ومعترف بفعله من كفر أو فسق فلا شيء عليه، بل المسلم عابد بذلك. (الكافي في الفقه ص418).
وقال الشهيد الأول المتوفى سنة 786هـ: "وكذا يعزر بكل ما يكرهه المواجه مثل الفاسق وشارب الخمر وهو مستتر، وكذا الخنزير والكلب والحقير والوضيع إلا مع كون المخاطب مستحقا للاستخفاف". (اللمعة الدمشقية ص168، انتشارات دار الفكر – قم).
وقال الشهيد الثاني المتوفى سنة 965هـ تعليقا على قول المحقق الحلي: "ولو كان المقول فيه مستحقا للاستخفاف فلا حد ولا تعزير" ما يلي: "والمراد بكون المقول له مستحقا للاستخفاف أن يكون فاسقا متظاهرا بفسقه، فإنه لا حرمة له حينئذ، لما روي عن الصادق (عليه السلام): "إذا جاهر الفاسق بفسقه فلا حرمة له ولا غيبة". وفي بعض الأخبار: "من تمام العبادة الوقيعة في أهل الريب" فقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) "إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الاخرة". (الكافي للكليني ج2 ص375).
فالحاصل : اننا نلعن ونسب ولكن من يستحق اللعن والسب وليس لكل من هب ودب فأن ذلك من سوء القول وهو مخالف لأخلاق ومنهج اهل البيت ( عليهم السلام ) فنقول اذن لعنة الله على ابا بكر وعمر وعائشة وحفصة ومعاوية ويزيد بن معاوية واخر تابع لهم على ذلك وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
ومع السلامة.