المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانتصارات النوعية واثرها على الهزائم النفسية : كربلاء وإيران وحزب الله نموذجا


عبدالله الجزائري
03-08-2013, 12:59 PM
الانتصارات النوعية واثرها على الهزائم النفسية : كربلاء وإيران وحزب الله نموذجا

مر عالمنا الإسلامي بمراحل من الانتكاسات وابتليت الأمة بنكبات وأزمات كثيرة . وان أعظم ما أصيب به المسلمون هو سيطرة الروح الانهزامية والهزيمة النفسية في مجالات الحياة كافة السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية , وهي من اشد واخطر الأمراض النفسية التي يعيشها المسلم أكثر من أي وقت مضى ويعايش تداعياتها على الواقع .
لقد أورثت التجارب التاريخية الفاشلة وحقب الاستعمار وسيطرة دول الاستكبار على مصادر القوة العسكرية والاقتصادية واستثمارها دول الاستدرار من الأعراب من اجل تعزيز قدراتها مصالحها وإحكام قبضتها , أورثت الهزيمة النفسية عند المسلمين وزادت شعور الناس بالانبهار بالغرب والسقوط أمامه في كافة مجالات الحياة والتحديات .

إن الهزيمة النفسية تتعزز وتترسخ عندما يفكر الإنسان في حركة الصراع وفي مواجهة التحديات بحسابات القوة والضعف والكثرة والقلة فقط (العامل المادي الطبيعي ) بمعزل عن عامل مهم هو العامل الغيبي (الإيماني) , لذا من الطبيعي أن ينهزم ويسقط الإنسان أو المجتمع في مواجهة التحديات .

إن بالعامل المادي (الطبيعي) والعامل الغيبي (الإيماني) متلازمان , لذا فأن اعتماد العامل المادي (الأسباب الطبيعية ) دون استحضار العامل الغيبي الإيماني هو فكرة خاطئة , كما إن الاعتماد على العامل الغيبي الإيماني وحده بحيث بحيث يجعلنا نبتعد عن دراسة الواقع والتخطيط والأخذ بالأسباب الطبيعية فكرة خاطئة أيضا .

لذا من اجل الانتصار على الهزيمة النفسية وبعث روح التحدي والمقاومة بدلا من روح الهزيمة والانكفاء واليأس , لابد أن نزاوج بين العامل المادي الطبيعي والعامل الغيبي الإيماني في حركة الصراع والمواجهة .

من هنا يأتي دور الانتصارات النوعية في خروج الإنسان والمجتمع من حالة الهزيمة الى حالة الانتصار المعنوي والتعبئة لمواجهة التحديات المختلفة , ونقدم نموذجين لهذه الانتصارات تاريخية متمثلة بثورة سيد الشهداء , ونموذج معاصر انتصار إيران الإسلامية وحزب الله .

ملحمة كربلاء :

لقد سار الإمام الحسين عليه السلام مع أهل بيته وأصحابه إلى المواجهة الحتمية في كربلاء المحسومة مسبقا بناءا على حساب موازيين القوى المادية الطبيعية بدليل اعتراض الكثير على خروجه وهو يقدم أعذارا غيبية (شاء الله أن يراني قتيلا , وشاء الله أن يراهم سبايا ) وغيرها من الأجوبة الاسكاتية , فهو يعرف أن الاعتراضات صحيحة من حيث العامل المادي الطبيعي ولكنها ليست كذلك في حساب العامل الغيبي والإيماني الذي ينتج نتيجتين ببعدين :

البعد الأول : الانتصار الميداني (النصر )

ونتيجته مبدأ (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله ) : هنا يتحقق الانتصار الميداني والذي لا يتجاوز الزمان والمكان ونطلق عليه الانتصار التكتيكي .

البعد الثاني : الفتح (نصر من الله وفتح قريب )

ونتيجته الفتح أو الانتصار الإستراتيجي الذي يحقق الأهداف الإستراتيجية والتي تتخطى الزمان والمكان رغم الانكسار الميداني والتضحيات .

وها النوع من الانتصار هو الذي أراده الحسين عليه السلام من نهضته ونلمس هذا من قوله عليه السلام (من لحقني استشهد ومن لم يلحقني لم يدرك الفتح ) . لقد أراد الحسين عليه السلام أن يقضي على الروح الانهزامية والهزيمة النفسية ويقود ثورة نفسية وثورة تغيير داخل الإنسان المسلم ليخرج من نكسة الضمير إلى نهضة إحياء الضمير للأمة الإسلامية .

لقد اعتمد الإمام الحسين عليه السلام طريقة المناجزة رجل لرجل فبرز أصحابه وأهل بيته ليسجلوا انتصارات نوعية أذهلت العدو وأورثته الهزيمة النفسية وألهمت من بقي من أصحابه القوة والعزيمة والإصرار وبعثت روح التحدي فيهم وإثناء ذلك لم ينسى الحسين عليه السلام إمدادهم بالعامل الغيبي والإيماني فقال (هذه الجنة فتحت أبوابها والحور العين .....) (نعم أنت أمامي في الجنة ) وغيرها ليستنهض الهمم .

فالسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .

إيران وحزب الله (النموذج المعاصر )

إن المشروع الحضاري الذي قدمه الإمام الخميني (قدس سره) للعالم الإسلامي اعتمد على العديد من الأساليب وآليات العمل التي يمكنها تحقيق نتائج باهرة لو أنها نفذت بدقة في مضمار صيانة الأمة والحفاظ على مقدساتها وثرواتها واستقلاليتها وبالتالي مواجهة التحديات الداخلية والخارجية بفاعلية كبيرة وبالغة التأثير .

لقد عمل الإمام الخميني في نهضته المباركة على التوازن بين العامل المادي الطبيعي والعامل الغيبي الإيماني . فلم يهمل كفقيه ومرجع ديني الحديث والأخذ بالعامل والظروف الطبيعية , أما دوره كمرجع وفقيه فكان يربط الناس بالعامل الغيبي ليزدادوا طاقة روحية , فهذا الغنى الروحي ضروري في حركة الصراع وهذا المعنى يفرغ نفوس المؤمنين من الإحساس بالهزيمة النفسية ومن الخوف من الآخر بالطريقة التي يستطيعون بها أن يصمدوا ويتحملوا البلاء والمشاكل على أساس غيبي . وكذلك كان الشعب الإيراني فحقق الانتصارات وأقام الجمهورية الإسلامية كدولة وحكومة شيعية والتي لم تتوقف عند هذا الحد بل دعمت كل حركات التحرر في العالم الإسلامي ومنها حزب الله الذي حقق انتصارات نوعية في مواطن إستراتيجية كسرت هيبة العدو وأورثته الهزيمة النفسية .


اللهم تقبل مني هذا القليل واجعله في ميزان حسناتي وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



ادعوا الشعب العراقي ان يتحلى بروح التحدي والانتصار والصبر وان لايستسلم للهزيمة النفسية وحالة الانكفاء واليأس وحالة عدم الاكتراث والمبالاة لما يجري حوله في الداخل والخارج ولا ينعزل عن قضيايا الامة الاسلامية فالشعب والامة قيمتها باحترامها لمقدساتها وتاريخها وثقافتها .


الاخوة الاعضاء لا اسألكم على موضوعي اجرا الا الدعاء لي ولوالدي واعتذر عن اطالة الموضوع

س البغدادي
03-08-2013, 01:08 PM
بارك الله بكم استاذ الجزائري حياكم الله
اسال الله بحق محمد وال محمد ان يكتب لكم في كل حرف اجرا عظيما
امين

عبدالله الجزائري
03-08-2013, 05:35 PM
بارك الله بكم استاذ الجزائري حياكم الله
اسال الله بحق محمد وال محمد ان يكتب لكم في كل حرف اجرا عظيما
امين

حياك الله اخي البغدادي
ان العيون عبرى والصدور حرى وفي الحلق شجى وفي القلب اذى وفي العين قذى
والماسك على قلمه هذه الايام كالقابض على جمرة لولا مروركم واطلالتكم ووجود امثالكم من الاخوة الاكارم في المنتدى فجزاكم الله جميعا افضل الجزاء .

صفاء العامري
03-08-2013, 07:53 PM
طرح موفق بارك الله فيك

عبدالله الجزائري
03-08-2013, 09:03 PM
طرح موفق بارك الله فيك


العامري العزيز وفقكم الله وعمّرعمركم في عافية وعمّر لكم بيتا في الجنة

عبدالله الجزائري
05-08-2013, 07:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اضافة الى اصل الطرح :


ان الانتصارات النوعية لا تقتصر اهميتها على الخروج من نكسة الهزيمة النفسية فحسب بل ان لها تاثيرا مهما في مفهوم الانتظار في زمن الغيبة .

لقد ذكرنا ان شيعة اهل البيت عليهم السلام تعرضوا ولا يزالون يتعرضون الى ابشع حملات الاضطهاد والابادة والتهجير والتهميش والاقصاء حتى زاغت ابصارهم وبلغت القلوب الحناجر وزلزلوا زلزالا شديدا يتخطفهم الناس من كل مكان وضاقت بهم الارض بما رحبت وكأن لسان حال البعض منهم يقول ربنا عجل لنا موتنا قبل يوم الحساب فلا طاقة لنا اليوم على تحمل الهزائم والانكسارات فافرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا ولو نصرا نوعيا على القوم الظالمين .

فاثابهم الله نصرا نوعيا تمهيديا وتعبويا اثلج صدورهم وشفى غليلهم وقالوا الحمد لله الذي نصرنا ونحن قلة في مواطن نوعية واستراتيجية ومفاصل تأريخية في زمن فقد نبينا وغيبة ولينا وتظاهر الزمان علينا وقلة عددنا وشدة الفتن بنا .

فقاعدة اللطف الالهي شملتنا برحمة الانتصارات النوعية في زمن الغيبة لمنح المنتظرين دفعات معنوية ومزيد من الامل والصبر والتحمل والاستعداد والتهيؤ والتعبئة لمشروع بقية الله الاعظم عجل الله فرجه الشريف


مع خالص االدعاء لكم

سامر علي
05-08-2013, 08:42 PM
بارك الله فيك اخونا الجزائري ورزقنا الله نحن واياك شفاعة محمد واله الاطهار.

عبدالله الجزائري
05-08-2013, 10:48 PM
بارك الله فيك اخونا الجزائري ورزقنا الله نحن واياك شفاعة محمد واله الاطهار.


وعليكم السلام اخي العزيز وبارك الله فيكم وتقبل اعمالكم
وجعلنا واياكم من شيعتهم على منابر من نور مبيضة وجوهنا حول رسوله الاعظم وجيرانه
واشكر تقييمك ومروركم

ابو سعد
31-08-2013, 09:52 PM
احببت ان اضيف
انتصار ثورة العشرين على الاحتلال البريطاني
وكذا انتفاضة صفر على الحكم البعثي
وكذا الانتفاضه الشعبانيه على تقويض سلطة الهدام
وكذا تحرك السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس بوجه الارهاب الصدامي وتاسيس جيل يشعر بمسؤليته لامامه المهدي عج
وكذا الانتفاضتين المهدويتين ضد الاحتلال الامريكي للعراق
اكيد هنا لا توجد صور مشابه للنصر المتحقق في ايران او لبنان الا انه اعمق والاكثر تاثير في المسير
التكامل للبشرية وعلى راسها الشعب العراقي في تاسيس الدولة العادله العالمية بقيادة الامام المهدي عجل

المرصاد العراقي
01-09-2013, 11:45 PM
بارك الله فيك وجعلك الله من انصار محمد وال محمد والسائرين في دربهم وسدد خطاك في خدمة هذا المنتدى

عبدالله الجزائري
02-09-2013, 12:29 AM
احببت ان اضيف
انتصار ثورة العشرين على الاحتلال البريطاني
وكذا انتفاضة صفر على الحكم البعثي
وكذا الانتفاضه الشعبانيه على تقويض سلطة الهدام
وكذا تحرك السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس بوجه الارهاب الصدامي وتاسيس جيل يشعر بمسؤليته لامامه المهدي عج
وكذا الانتفاضتين المهدويتين ضد الاحتلال الامريكي للعراق
اكيد هنا لا توجد صور مشابه للنصر المتحقق في ايران او لبنان الا انه اعمق والاكثر تاثير في المسير
التكامل للبشرية وعلى راسها الشعب العراقي في تاسيس الدولة العادله العالمية بقيادة الامام المهدي عجل


الاخ العزيز ابو سعد مرحبا بكم وعودة ميمونة

نعم ان كل انتفاضة وحراك ومنهج تصحيحي يعتبر بحد ذاته امرا واجبا عقليا وراجحا عرفيا حينما يستهدف رفع الظلم واستئصاله واجتثاثه من المجتمع او استنهاض الهمم من اجل ذلك وحتى لو لم تتحقق اهدافه فأنه يمثل مقدمة ويعطي دفعا وزخما ودرسا وعبرة وكشفا للاسباب التي حالت دون الوصول الى كامل اهدافه من اجل العمل على تلافيه في حركة الصراع القائمة .

كما ان اي ثورة نجحت في قلب وقلع نظام الحكم الدكتاتوري لا تعتبر ثورة كفؤوة وفاعلة بمعنى انها حققت اهدافها بالوقت المحدد والمخطط وبأقل خسائر , لا تعتبر كذلك حتى تحافظ على ديمومتها واستمراريتها من خلال وضع خطة استراتيجية متكاملة لادارة الثورة والفترة الانتقالية وصولا الى الاستقرار السياسي .

ان من مقومات الثورة الناجحة هو توفر القيادة الحكيمة والمناسبة وتوفر القاعدة الجماهيرية الواعية والواسعة والظروف الموضوعية المناسبة .

ان العراق بحاجة الى ان يستلهم من التجارب الناجحة المعاصرة الخبرة عوامل نجاحها وسر قوتها وديمومتها حتى يكون له دور ووزن معتد به ومؤثر في حركة الصراع الحالي والمستقبلي .

والحمد لله اولا واخرا

عبدالله الجزائري
02-09-2013, 12:33 AM
بارك الله فيك وجعلك الله من انصار محمد وال محمد والسائرين في دربهم وسدد خطاك في خدمة هذا المنتدى


الاخ العزيز المرصاد العراقي

حفظكم الله واشكر مداخلتكم واتشرف بخدمتكم التي اعتبرها خدمة اهل البيت عليهم السلام فانتم الموالين وشيعتهم على منابر من نور مبيضة وجوههم انشاء الله