علي معجزة النبي
03-08-2013, 11:24 PM
وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن احب
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد التحية والسلام على الإمام الهمام صاحب العصر والزمان وعلى أباءه الكرام نقول
روى شيخنا الكليني رضوان الله عليه عن عدة من أصحابه عن محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له: أقبل فأقبل ثم قال له: أدبر فأدبر ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن احب، أما إني إياك آمر، وإياك أنهى وإياك اعاقب، وإياك اثيب.
عندما شرح العلامة المجلسي هذا الحديث الشريف أطال في شرحه وأطنب في بيان معناه ونحن نقتبس بعض كلامه إذ يقول في ( مرآة العقول / ج 1 / ص 25 ) ما نصه [ إن العقل هو تعقل الأشياء و فهمها في أصل اللغة، و اصطلح إطلاقه على أمور:
الأول: هو قوة إدراك الخير والشر والتميز بينهما، والتمكن من معرفة أسباب الأمور ذوات الأسباب، و ما يؤدي إليها وما يمنع منها، والعقل بهذا المعنى مناط التكليف والثواب والعقاب.
الثاني: ملكة وحالة في النفس تدعو إلى اختيار الخيرات والمنافع، واجتناب الشرور والمضار، وبها تقوى النفس على زجر الدواعي الشهوانية والغضبية، والوساوس الشيطانية، وهل هذا هو الكامل من الأول أم هو صفة أخرى وحالة مغايرة للأولى، كل منهما محتمل.
وما يشاهد في أكثر الناس من حكمهم بخيرية بعض الأمور، مع عدم إتيانهم بها، وبشرية بعض الأمور مع كونهم مولعين بها، يدل على أن هذه الحالة غير العلم بالخير و الشر، والذي ظهر لنا من تتبع الأخبار المنتهية إلى الأئمة الأبرار سلام الله عليهم، هو أن الله خلق في كل شخص من أشخاص المكلفين قوة واستعدادا لإدراك الأمور من المضار والمنافع وغيرها على اختلاف كثير بينهم فيها، وأقل درجاتها مناط التكاليف وبها يتميز عن المجانين وباختلاف درجاتها تتفاوت التكاليف، فكلما كانت هذه القوة أكمل، كانت التكاليف أشق وأكثر، وتكمل هذه القوة في كل شخص بحسب استعداده بالعلم والعمل، فكلما سعى في تحصيل ما ينفعه من العلوم الحقة، وعمل بها تقوى تلك القوة، ثم العلوم تتفاوت في مراتب النقص و الكمال.
وكلما ازدادت قوة تكثر آثارها، وتحث صاحبها بحسب قوتها على العمل بها، فأكثر الناس علمهم بالمبدء والمعاد وسائر أركان الإيمان علم تصوري يسمونه تصديقا، وفي بعضهم تصديق ظني، وفي بعضهم تصديق اضطراري، فلذا لا يعملون بما يدعون، فإذا كمل العلم وبلغ درجة اليقين تظهر آثاره على صاحبه كل حين ] .
من أحب ان يعرف المزيد فليرجع الى المصدر المذكور ، ونضيف على ما تفضل به العلامة رحمة الله مسأله في غاية الأهمية وهي أن المولى عز وجل لا يكمل العقل ويرفعه إلى الأعالي إلا بشرط وهو ان يحضى صاحب العقل بحب الله تعالى وحبه مشروط بأمر وهو طاعة الرسول وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام فلا يمكن للعقل ان يكتمل ويرتقي في الدرجات إلا من خلال ذلك الأمر المشروط ...
والحمد لله رب العالمين
25 رمضان المبارك / 1434 هـ
3 / 8 / 2013 م
الراجي لعطف الحجة أبن الحسن
صفاء علي حميد
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد التحية والسلام على الإمام الهمام صاحب العصر والزمان وعلى أباءه الكرام نقول
روى شيخنا الكليني رضوان الله عليه عن عدة من أصحابه عن محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له: أقبل فأقبل ثم قال له: أدبر فأدبر ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن احب، أما إني إياك آمر، وإياك أنهى وإياك اعاقب، وإياك اثيب.
عندما شرح العلامة المجلسي هذا الحديث الشريف أطال في شرحه وأطنب في بيان معناه ونحن نقتبس بعض كلامه إذ يقول في ( مرآة العقول / ج 1 / ص 25 ) ما نصه [ إن العقل هو تعقل الأشياء و فهمها في أصل اللغة، و اصطلح إطلاقه على أمور:
الأول: هو قوة إدراك الخير والشر والتميز بينهما، والتمكن من معرفة أسباب الأمور ذوات الأسباب، و ما يؤدي إليها وما يمنع منها، والعقل بهذا المعنى مناط التكليف والثواب والعقاب.
الثاني: ملكة وحالة في النفس تدعو إلى اختيار الخيرات والمنافع، واجتناب الشرور والمضار، وبها تقوى النفس على زجر الدواعي الشهوانية والغضبية، والوساوس الشيطانية، وهل هذا هو الكامل من الأول أم هو صفة أخرى وحالة مغايرة للأولى، كل منهما محتمل.
وما يشاهد في أكثر الناس من حكمهم بخيرية بعض الأمور، مع عدم إتيانهم بها، وبشرية بعض الأمور مع كونهم مولعين بها، يدل على أن هذه الحالة غير العلم بالخير و الشر، والذي ظهر لنا من تتبع الأخبار المنتهية إلى الأئمة الأبرار سلام الله عليهم، هو أن الله خلق في كل شخص من أشخاص المكلفين قوة واستعدادا لإدراك الأمور من المضار والمنافع وغيرها على اختلاف كثير بينهم فيها، وأقل درجاتها مناط التكاليف وبها يتميز عن المجانين وباختلاف درجاتها تتفاوت التكاليف، فكلما كانت هذه القوة أكمل، كانت التكاليف أشق وأكثر، وتكمل هذه القوة في كل شخص بحسب استعداده بالعلم والعمل، فكلما سعى في تحصيل ما ينفعه من العلوم الحقة، وعمل بها تقوى تلك القوة، ثم العلوم تتفاوت في مراتب النقص و الكمال.
وكلما ازدادت قوة تكثر آثارها، وتحث صاحبها بحسب قوتها على العمل بها، فأكثر الناس علمهم بالمبدء والمعاد وسائر أركان الإيمان علم تصوري يسمونه تصديقا، وفي بعضهم تصديق ظني، وفي بعضهم تصديق اضطراري، فلذا لا يعملون بما يدعون، فإذا كمل العلم وبلغ درجة اليقين تظهر آثاره على صاحبه كل حين ] .
من أحب ان يعرف المزيد فليرجع الى المصدر المذكور ، ونضيف على ما تفضل به العلامة رحمة الله مسأله في غاية الأهمية وهي أن المولى عز وجل لا يكمل العقل ويرفعه إلى الأعالي إلا بشرط وهو ان يحضى صاحب العقل بحب الله تعالى وحبه مشروط بأمر وهو طاعة الرسول وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام فلا يمكن للعقل ان يكتمل ويرتقي في الدرجات إلا من خلال ذلك الأمر المشروط ...
والحمد لله رب العالمين
25 رمضان المبارك / 1434 هـ
3 / 8 / 2013 م
الراجي لعطف الحجة أبن الحسن
صفاء علي حميد