أحلى بحراني
15-08-2013, 08:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
http://www.7-bh.net/up/uploads/images/7bh-7e139e250e.jpg (http://www.7-bh.net/up)
باختصار؛ الشيرازيون من هم، واي دور لهم في الواقع الشيعي؟
يشكل الشيرازيون (اتباع الامام الراحل محمد الشيرازي) أحد أنشط التيارات الشيعية التي برزت في الاربعين سنة الماضية وقد كانت انطلاقتهم الاساسية في كربلاء العراق، لكنهم نجحوا في الامتداد نحو العديد من الدول العربية والاسلامية وخصوصا ايران والكويت والسعودية ولبنان والبحرين وسورياـ وكان الشيرازيون المنافس الاساسي لانصار حزب الدعوة العراقي في العديد من الساحات السياسية. ورغم ان الدعوتيين كانوا الاكثر انتشارا وتنظيما واصحاب مشروع فكري اسلامي متكامل، فان الشيرازيين نجحوا في تحقيق اختراقات هامة في الواقع الشيعي ونجحوا في تحقيق انجازات اعلامية وثقافية كبيرة من خلال عدد من الفضائيات التي يمتلكونها وخصوصا الانوار والزهراء، وتركيزهم على نشاطاتهم التعبوية ومجالس العزاء ولاسيما في كربلاء والكويت ولبنان والبحرين. وهم يشكلون اليوم احد ابرز التيارات الشيعية التي تنطلق من خلال تعزيز التعبئة المذهبية ونشر اعمال التطبير (ضرب الرؤوس والسلاسل) واقامة المسيرات العاشورائية الضخمة.
فمن هم هؤلاء الشيرازيون؟ وما هي امتداداتهم التاريخية والجغرافية؟ وماذا عن نشاطهم التعبوي والاعلامي ولاسيما في الكويت ولبنان؟ واي مستقبل لهم في المرحلة المقبلة؟
البداية التاريخية:
ينتسب لعائلة "الشيرازي" العديد من المراجع والقيادات الشيعية ومن ابرزهم قائد ثورة العشرين (1920) في العراق ضد الاحتلال البريطاني الامام الحائري الشيرازي وحاليا المرجع المجدّد في ايران اية الله العظمى السيد صادق الحسینی الشيرازي وهو يقيم في قم. اما الشيرازيون الذي نتحدث عنهم في هذا التقرير فتعود بداياتهم الى المرجع السيد عبدالهادي الشيرازي والذي توفي في ستينات القرن الماضي فخلفه ولده السيد مهدي الشيرازي والذي لم يستمر طويلا في مرجعيته فخلفه نجلاه الامام محمد الشيرازي (العراق) والامام حسن الشيرازي (الذي انتقل من العراق الى لبنان). وكان الشيرازيون يركزون على جلسات الشباب الحسيني والمدارس الدينية ومدارس حفظ القرآن واصدار النشرات الاعلامية والثقافية. ومن قادة الشيرازيين آية الله السيد محمد تقي المدرسي (وهو تلميذ الامام الشيرازي) وشقيقه السيد هادي المدرسي.
وحسبما يذكر الباحث الدكتور علي المؤمن في كتابه "سنوات الجمر" والذي يؤرخ للحركة الاسلامية العراقية، فان بدايات الشيرازيين ما بين العام 1965 و1967 وكانوا ينشطون في كربلاء باسم "حركة الرساليين – الطلائع" وحركة المرجعية. وكان هذا التيار يواجه معارضة من المرجعيات الشيعية في النجف ولاسيما مرجعية الامام محسن الحكيم.
اما الصيغة الابرز التي تحرك باسمها الشيرازيين في سبعينات وثمانينات القرن الماضي فكانت منظمة العمل الاسلامي والتي تأسست في الجمهورية الاسلامية الايرانية في 13 نيسان 1979 باشراف الامام محمد الشيرازي وتحت رعايته وتولى قيادتها السيد محمد تقي المدرسي وكان الناطق الرسمي باسمها الشيخ محسن الحسيني ومن قيادييها السيد هادي المدرسي والسيد كمال الحيدري والذي انشق عنها لاحقا.
انتشر الشيرازيون في سوريا ولبنان والبحرين والكويت والسعودية واسسوا العديد من المنظمات: كالجبهة الاسلامية لتحرير البحرين، ومنظمة الثورة الاسلامية في الجزيرة العربية (السعودية)، وكان لهم دور فاعل في ايران من خلال المؤسسات الاعلامية (كمجلة الشهيد) بالاضافة الى تغلغلهم في المؤسسات الايرانية. واما في لبنان فكان ابرز رموزهم الامام حسن الشيرازي الذي كان يلقى دعما من رئيس مجلس النواب الاسبق كامل الاسعد، وقد برزت بعض الخلافات بينه وبين الامام موسى الصدر، الى ان جرى اغتياله في اوائل الثمانينات ويُقال ان حزب البعث العراقي كان يقف راء عملية الاغتيال.
واسس الشيرازيون في لبنان عددا من المجلات والمؤسسات الثقافية والدينية والحوزات العلمية ومنها مجلة عفاف المختصة بقضايا المرأة.
مميزات الشيرازيين:
يتميز الشيرازيون بالحيوية والقدرة الكبيرة على اقامة المؤسسات الاعلامية والثقافية ونشر الكتب والمؤلفات واقامة الحسينيات ومجالس العزاء وصولا الى امتلاك القنوات التلفزيونية الفضائية.
ولقد أصدر الامام محمد الشيرازي عشرات المؤلفات من أجل تأكيد مرجعيته ودوره الفكري والفقهي في ظل المواجهات التي خاضها ضد المرجعيات الاخرى في النجف.
اما السيد هادي المدرسي (شقيق السيد محمد تقي المدرسي) فقد اتبع اسلوب الكتابة المبسطة من خلال اصدار مئات الكتيبات الصغيرة والكتب المتنوعة والتي تتناول كل قضايا الحياة والهموم الاجتماعية ويعتمد في اسلوبه على مخاطبة الشباب مباشرة ومحاورتهم.
ولقد حرص الشيرازيون واتباعهم على التركيز على مجالس العزاء والمواكب الحسينية لأنها تؤدي لاكتساب جماهير واسعة وتصل الى الاوساط العامة وهم يركزون على الجوانب العاطفية والتعبئة المذهبية.
ولقد تخرج من المدرسة الشيرازية عشرات العلماء والمثقفين والذين اختلفوا مع هذه المدرسة واتبعوا اساليب اخرى كما انهم نجحوا في اطلاق افكار تجديدية في الواقع الاسلامي.
واما في العراق والكويت والبحرين ولبنان فقد اعتمد الشيرازيون على وسائل الاعلام والفضائيات والانترنت لنشر افكارهم وتعتبر فضائيتا الانوار والزهراء من اهم الفضائيات الشيعية في الوقت الحاضر وهما تركزان على نقل مجالس العزاء التي تقام في كربلاء والكويت وبعض الدول العربية والاسلامية ولهما حضور بارز في الاوساط الشيعية.
وبعد احتلال العراق للكويت وحصول حرب الخليج الثانية بدأت تبرز اتجاهات جديدة في اوساط الشيرازيين تدعو للمصالحة مع الحكام العرب، وتم التجاوب مع المبادرات التي أطلقها حاكم البحرين والمسؤولون السعوديون وعاد العديد من هؤلاء الى بلدانهم واتخذوا مواقف وافكار جديدة اخرجتهم من المدرسة الشيرازية التقليدية واصبح لديهم افكارا تجديدية تدعو للمصالحة الوطنية وتركز على البناء الثقافي والديني.
وعلى ضوء هذه المعطيات يمكن القول ان خلف الواجهات الاعلامية التي يتحرك من خلالها الشيرازيون تكمن ظواهر وبيئات شيعية كبيرة تستحق الدراسة والاهتمام في واقعنا الحالي بعيدا عن الصورة النمطية المسبقة.
*ملخص مقال بعنوان " الشيرازيون من هم، واي دور لهم في الواقع الشيعي؟ " نشر بتاريخ 10-4-2010 للكاتب قاسم قصير.
ونسألكم الدعاء...~
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
http://www.7-bh.net/up/uploads/images/7bh-7e139e250e.jpg (http://www.7-bh.net/up)
باختصار؛ الشيرازيون من هم، واي دور لهم في الواقع الشيعي؟
يشكل الشيرازيون (اتباع الامام الراحل محمد الشيرازي) أحد أنشط التيارات الشيعية التي برزت في الاربعين سنة الماضية وقد كانت انطلاقتهم الاساسية في كربلاء العراق، لكنهم نجحوا في الامتداد نحو العديد من الدول العربية والاسلامية وخصوصا ايران والكويت والسعودية ولبنان والبحرين وسورياـ وكان الشيرازيون المنافس الاساسي لانصار حزب الدعوة العراقي في العديد من الساحات السياسية. ورغم ان الدعوتيين كانوا الاكثر انتشارا وتنظيما واصحاب مشروع فكري اسلامي متكامل، فان الشيرازيين نجحوا في تحقيق اختراقات هامة في الواقع الشيعي ونجحوا في تحقيق انجازات اعلامية وثقافية كبيرة من خلال عدد من الفضائيات التي يمتلكونها وخصوصا الانوار والزهراء، وتركيزهم على نشاطاتهم التعبوية ومجالس العزاء ولاسيما في كربلاء والكويت ولبنان والبحرين. وهم يشكلون اليوم احد ابرز التيارات الشيعية التي تنطلق من خلال تعزيز التعبئة المذهبية ونشر اعمال التطبير (ضرب الرؤوس والسلاسل) واقامة المسيرات العاشورائية الضخمة.
فمن هم هؤلاء الشيرازيون؟ وما هي امتداداتهم التاريخية والجغرافية؟ وماذا عن نشاطهم التعبوي والاعلامي ولاسيما في الكويت ولبنان؟ واي مستقبل لهم في المرحلة المقبلة؟
البداية التاريخية:
ينتسب لعائلة "الشيرازي" العديد من المراجع والقيادات الشيعية ومن ابرزهم قائد ثورة العشرين (1920) في العراق ضد الاحتلال البريطاني الامام الحائري الشيرازي وحاليا المرجع المجدّد في ايران اية الله العظمى السيد صادق الحسینی الشيرازي وهو يقيم في قم. اما الشيرازيون الذي نتحدث عنهم في هذا التقرير فتعود بداياتهم الى المرجع السيد عبدالهادي الشيرازي والذي توفي في ستينات القرن الماضي فخلفه ولده السيد مهدي الشيرازي والذي لم يستمر طويلا في مرجعيته فخلفه نجلاه الامام محمد الشيرازي (العراق) والامام حسن الشيرازي (الذي انتقل من العراق الى لبنان). وكان الشيرازيون يركزون على جلسات الشباب الحسيني والمدارس الدينية ومدارس حفظ القرآن واصدار النشرات الاعلامية والثقافية. ومن قادة الشيرازيين آية الله السيد محمد تقي المدرسي (وهو تلميذ الامام الشيرازي) وشقيقه السيد هادي المدرسي.
وحسبما يذكر الباحث الدكتور علي المؤمن في كتابه "سنوات الجمر" والذي يؤرخ للحركة الاسلامية العراقية، فان بدايات الشيرازيين ما بين العام 1965 و1967 وكانوا ينشطون في كربلاء باسم "حركة الرساليين – الطلائع" وحركة المرجعية. وكان هذا التيار يواجه معارضة من المرجعيات الشيعية في النجف ولاسيما مرجعية الامام محسن الحكيم.
اما الصيغة الابرز التي تحرك باسمها الشيرازيين في سبعينات وثمانينات القرن الماضي فكانت منظمة العمل الاسلامي والتي تأسست في الجمهورية الاسلامية الايرانية في 13 نيسان 1979 باشراف الامام محمد الشيرازي وتحت رعايته وتولى قيادتها السيد محمد تقي المدرسي وكان الناطق الرسمي باسمها الشيخ محسن الحسيني ومن قيادييها السيد هادي المدرسي والسيد كمال الحيدري والذي انشق عنها لاحقا.
انتشر الشيرازيون في سوريا ولبنان والبحرين والكويت والسعودية واسسوا العديد من المنظمات: كالجبهة الاسلامية لتحرير البحرين، ومنظمة الثورة الاسلامية في الجزيرة العربية (السعودية)، وكان لهم دور فاعل في ايران من خلال المؤسسات الاعلامية (كمجلة الشهيد) بالاضافة الى تغلغلهم في المؤسسات الايرانية. واما في لبنان فكان ابرز رموزهم الامام حسن الشيرازي الذي كان يلقى دعما من رئيس مجلس النواب الاسبق كامل الاسعد، وقد برزت بعض الخلافات بينه وبين الامام موسى الصدر، الى ان جرى اغتياله في اوائل الثمانينات ويُقال ان حزب البعث العراقي كان يقف راء عملية الاغتيال.
واسس الشيرازيون في لبنان عددا من المجلات والمؤسسات الثقافية والدينية والحوزات العلمية ومنها مجلة عفاف المختصة بقضايا المرأة.
مميزات الشيرازيين:
يتميز الشيرازيون بالحيوية والقدرة الكبيرة على اقامة المؤسسات الاعلامية والثقافية ونشر الكتب والمؤلفات واقامة الحسينيات ومجالس العزاء وصولا الى امتلاك القنوات التلفزيونية الفضائية.
ولقد أصدر الامام محمد الشيرازي عشرات المؤلفات من أجل تأكيد مرجعيته ودوره الفكري والفقهي في ظل المواجهات التي خاضها ضد المرجعيات الاخرى في النجف.
اما السيد هادي المدرسي (شقيق السيد محمد تقي المدرسي) فقد اتبع اسلوب الكتابة المبسطة من خلال اصدار مئات الكتيبات الصغيرة والكتب المتنوعة والتي تتناول كل قضايا الحياة والهموم الاجتماعية ويعتمد في اسلوبه على مخاطبة الشباب مباشرة ومحاورتهم.
ولقد حرص الشيرازيون واتباعهم على التركيز على مجالس العزاء والمواكب الحسينية لأنها تؤدي لاكتساب جماهير واسعة وتصل الى الاوساط العامة وهم يركزون على الجوانب العاطفية والتعبئة المذهبية.
ولقد تخرج من المدرسة الشيرازية عشرات العلماء والمثقفين والذين اختلفوا مع هذه المدرسة واتبعوا اساليب اخرى كما انهم نجحوا في اطلاق افكار تجديدية في الواقع الاسلامي.
واما في العراق والكويت والبحرين ولبنان فقد اعتمد الشيرازيون على وسائل الاعلام والفضائيات والانترنت لنشر افكارهم وتعتبر فضائيتا الانوار والزهراء من اهم الفضائيات الشيعية في الوقت الحاضر وهما تركزان على نقل مجالس العزاء التي تقام في كربلاء والكويت وبعض الدول العربية والاسلامية ولهما حضور بارز في الاوساط الشيعية.
وبعد احتلال العراق للكويت وحصول حرب الخليج الثانية بدأت تبرز اتجاهات جديدة في اوساط الشيرازيين تدعو للمصالحة مع الحكام العرب، وتم التجاوب مع المبادرات التي أطلقها حاكم البحرين والمسؤولون السعوديون وعاد العديد من هؤلاء الى بلدانهم واتخذوا مواقف وافكار جديدة اخرجتهم من المدرسة الشيرازية التقليدية واصبح لديهم افكارا تجديدية تدعو للمصالحة الوطنية وتركز على البناء الثقافي والديني.
وعلى ضوء هذه المعطيات يمكن القول ان خلف الواجهات الاعلامية التي يتحرك من خلالها الشيرازيون تكمن ظواهر وبيئات شيعية كبيرة تستحق الدراسة والاهتمام في واقعنا الحالي بعيدا عن الصورة النمطية المسبقة.
*ملخص مقال بعنوان " الشيرازيون من هم، واي دور لهم في الواقع الشيعي؟ " نشر بتاريخ 10-4-2010 للكاتب قاسم قصير.
ونسألكم الدعاء...~