احمد الفجري
16-08-2013, 01:54 AM
ولد في النجف الأشرف فجر المولد النبوي الشريف عام 1380 هجرية الموافق أيلول/1960 ونشأ في أسرة علمية دينية أشتهرت بالخطابة والأدب، لذا سجلت جملة منهم معاجم الأدب و الفكر والخطابة، كأبيه الشيخ موسى - صاحب مجلة الأيمان الشهيرة-، وجده الشيخ محمد علي الملقب بـ (شيخ الخطباء)، وجده لأمه الشيخ مهدي وجد أبيه الشيخ يعقوب الذي نهل من المدرسة العرفانية و الأخلاقية للمرحوم الشيخ جعفر الشوشتري و المرحوم الشيخ حسين قلي الهمداني .
انتقل مع والده إلى بغداد عام 1968 لارتباط أبيه بنشاطات دينية واجتماعية وسياسية مع المرحوم الشهيد السيد مهدي الحكيم نجل المرحوم المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم "قده" والذي كان يتمتع بزعامة دينية و اجتماعية في بغداد .
نهل المعارف الدينية منذ نعومة أظفاره حيث كان يرافق أباه ويحضر مجالس خطابته ويلتقطها بدقة ثم يسردها بالتفصيل - بعد عودته - على والدته (رحمها الله تعالى)، وكان أبوه (ره) يشيد بنبوغه المبكر أمام العلماء والفضلاء، وبدأ مطالعة الكتب وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، وألّف بحثاً موسعاً بعنوان (الخمر أم الخبائث) وهو لم يبلغ الحلم، وكان نوع الكتب التي يطالعها تتعمق كلما مرت عليه الأعوام.
والتحق أيضاً في بداية السبعينات خلال العطلة الصيفية بحوزة علمية دينية مصغرة أسسها المرحوم السيد علي العلوي في حي العبيدي ببغداد .
أكمل دراسته الأكاديمية في بغداد حتى حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من كلية الهندسة /جامعة بغداد عام 1982 وكان عليه الالتحاق بالخدمة العسكرية بموجب التجنيد الإلزامي ، وكانت يومئذ الحرب العراقية الإيرانية مشتعلة إلا إن تربيته الرساليـة جعلتـه يرفـض أن يرتدي ملابـس الظَـلَمـة ويكـون جـزءاً مـن منظومتهم ولو للحظة واحدة، وانزوى في الدار رغم ان هذا القرار يكلفه حياته حيث كان جلاوزة النظام ينتشرون في كل مكان خصوصا في بغداد، و يُعدم رمياً بالرصاص المتخلف عن الخدمة العسكرية في حفلة علنية.
تفـرغ للمطالعة بدراسـة وتأمل وتحقيق وبـدأ يكتب و يؤلـف -ككتاب دور الأئمة في الحياة الإسلامية-مـن دون أن يجد من يرعى كفاءته في تلك الظروف القاهرة، حتى قيض الله تبارك وتعالى بلطفه طريقا سرياً عبر عدة وسائط للتواصل مع السيد الشهيد الصدر الثاني "قده"، وكان ذلك عام 1985 م، وأثمر عن عدة كتابات ومراسلات في الفكر الإسلامي والأخلاق وتهذيب النفس طبعت ضمن كتابين هما (الشهيد الصدر الثاني كما أعرفه وكتاب (قناديل العارفين)، كما كتب السيد الشهيد الصدر الثاني "قده" من وحي تلك الأفكار موسوعته الضخمة (ما وراء الفقه) وكتاب (نظرة في فلسفة الأحداث) - في العالم المعاصر - .
وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية عام 1988 رجع إلى النجف الأشرف وتزوج كريمة المرحوم شهيد الانتفاضة الشعبانية العلامة السيد محسن الموسوي الغريفي .
شارك في الانتفاضة الشعبانية عام 1991 وخرج مع المجاهدين من أبناء النجف الأشرف للدفاع عن كربلاء المقدسة بعد أن زحفت عليها قوات الحرس الجمهوري، لكنَّ الثوار أرجعوه مع غير المسلحين إلى النجف فلم تتوفر له فرصة المشاركة في القتال .
وكتبَ بياناً وكلمات مهمة في نصرة الأنتفاضة ورفع معنويات شبابها، أُذيعَ بعضها من مكبرات الصوت للصحن الحيدري الشريف .
وبعد مبايعة الثوار للسيد الشهيد الصدر الثاني "قده" قائداً للثورة قبل إعتقاله بيوم واحد شكَّـلَ "قده" خمس لجان لقيادتها، فجعل الشيخ اليعقوبي رئيساً للجنة السياسية والإعلامية .
لكن لم تستطع هذه اللجان مواصلة عملها بسبب هجوم قوات الحرس الجمهوري الصدامي على النجف الأشرف في اليوم التالي لتشكيلها .
ارتدى الزي الديني مطلع عام 1992 (شعبان /1412هـ) وتوّجهُ بالعمامة المرجـع الأعلى المرحوم السيـد الخوئي "قـده", وكان السنـد الأول للسيـد الشهيد الصدر الثاني "قده" والوحيد الذي آزره في بداية إعلان مرجعيته في تلك السنة، وهذا ما ذكره السيد الشهيد الصدر نفسه في بعض لقاءاته المسجّلة، واقنع وجوده إلى جنبه "قده" الكثيرين من داخل الحوزة العلمية وخارجها بالرجوع إلى السيد الشهيد الصدر"قده" حتى انتشرت مرجعيته"قده" واتسعت، وأصبح الشيخ اليعقوبي الرجل الثاني بعد السيد الصدر"قده" في هذه المرجعية الرسالية.
عيّنهُ السيد الشهيد الصدر الثاني "قده" عميداً لجامعة الصدر الدينية بعد تأسيسها بفترة، وهي المؤسسة التي أُريدَ لها أن تنهض بمشروع التكامل بين الحوزة العلمية والجامعات الأكاديمية، ولم يجد "قده" شخصاً مناسباً يقود هذه المؤسسة ويحقق أهدافها غير سماحة الشيخ، لأنه حاز قصب السبق في المجالين، - كما عبرَّ "قده" لسماحة الشيخ عندما كلّفهُ بالأمر في شهر صفر عام 1419 هـ - .
وكان "قده" يشيد به و يشير إليه ونشرت بعض هذه الكلمات في مقدمة كتاب (المشتق عند الأصوليين) و (قناديل العارفين)، وقبل استشهاده بخمسة أشهر وبالضبط يوم 5/جمادى الثانية/1419 رشح الشيخ اليعقوبي لخلافته بقوله في لقاء مسجل مع طلبة جامعة الصـدر الدينية: (.... والآن استطيع القـول أن المـرشـح الوحيـد من حوزتنا هو جناب الشيخ محمد اليعقوبي وهو الذي ينبغي أن يمسك بزمام الحوزة من بعدي إذا شهد له بالاجتهاد) .
وتريّثَ الشيخ اليعقوبي في إعلان إجتهاده مراعاةً لأدبيات الحوزة العلمية ، لكنه قام بنشر بعض بحوثه الاستدلالية التي كتبها منذ عام 1420 هـ، فشهد له بالاجتهاد بعد الاطلاع عليها سنة 1424هـ/ 2004م سماحة آية الله الشيخ محمد علي الكرامي "دام ظله الشريف" (المجاز بالاجتهاد من قبل سماحة آية الله الشيخ المنتظري"قده") وسماحة آيـة الله الشيخ محمد الصادقي الطهراني "قده" ( المجاز بالاجتهـاد من قبِـل السيد الخوئي"قده" عام 1386) وآخرون, رحم الله الماضين وحفظ الباقين .
لازم السيد الشهيد الصدر حتى استشهاده في ذي القعدة / 1419 هـ الموافـق شبـاط /1999م، وهـو الـذي تولـى الصـلاة على جسـده الطـاهـر وولديه و واراه الثرى مع عدد الأصابع من الموالين في تلك الأجواء المشحونة الرهيبة ووسط جلاوزة النظام المدججين بالسلاح.
تولى سماحة الشيخ اليعقوبي السير بشعُلة الحركة الإسلامية التي أوقدها السيد الشهيد الصدر الثاني "قده" في العراق ورعاية قواعدها التي يشكل أتباعه "قده" غالبيتها، و قد عمل بآليات جديدة بعد أن عطل النظام آليات عمل السيد الشهيد الصدر "قده" وفي طليعتها صلاة الجمعة المباركة .
دراسته الدينية :
نظراً لحصيلته العلمية والثقافية الوافرة، فقد بدأ سماحة الشيخ اليعقوبي دراسته من السطوح المتوسطة (أي شرح اللمعة وأصول الفقه للمظفر "ره" ) في جامعة النجف الدينية بقناعة من عميدها المرحوم السيد محمد كلانتر "قده"، وقطع مراحل الدراسة بفترة قياسية بجد و اشتغال، وتزامناً مع دراسته للسطوح العالية التحق ببحوث الخارج برغبة من السيد الشهيد الصدر "قده" فحضر بحث الأصول اللفظية عنده "قده" من شوال 1414 حتى استشهاده في ذي القعدة /1419 هـ، وحضر بحوث الأصول العملية عند سماحة آية الله الشيخ محمد إسحاق الفياض (1417- 1421) وحضر في الفقه عند آية الله السيد السيستاني في (1415- 1420) وعند المرحوم الشهيد الميرزا علي الغروي "قده" (1416-1418) ودوّن كل تقريراتها.
بـدا بتدريس المقدمـات قبل مرور سنـة على التحاقـه بالحوزة العلمية في جامعة النجف، ثم تدرج في تدريس السطوح المتوسطة (اللمعة وأصول الفقه) و العالية (المكـاسب والكفاية)، وكانت حلقته العلمية من أوسع الحلقات حضوراً و أكثرها عطاءاً .
وبدا إلقاء محاضراته في البحث الخارج في الفقه في شعبان / 1427 هـ، و اختار المسائل الخلافية لتكون موضوعاً لبحثه، حيث يختار مسائل ذات عمق علمي ومثار جدل بين الفقهاء ليكون أكثر إنضاجاً للفضيلة العلمية، ويحضر بحثه الان أكثر من (125) من فضلاء وأساتذة الحوزة العلمية .وقد حرر إلى الآن عدة مسائل مهمة علمياً وعملياً، وتُطبع هذه البحوث تباعاً في كتاب عنوانه (فقه الخلاف), وقد صدرت منه سبع مجلدات ضمّت خمساً واربعين مسألة، ومن مميزات بحثه تعرّضه لآراء أساطين القدماء وأعلام المعاصرين من مدرستي النجف الأشرف وقم المقدسة .
له رسالة عملية بعنوان (سُبُل السلام) وقد صدر المجلد الأول منها عام 1430هـ ضم العبادات وأعيد طبعه مراراً، ويواصل إنجاز الجزء الثاني في المعاملات وقد اوشك على الانتهاء، كما صدرت له رسالة عملية موسعة في مناسك الحج وأعيد طبعها مرات .
مؤلفاته :
1- فقه الخلاف: صدر منه سبعة مجلدات وهو يدوِّن محاضرات البحث الخارج في الفقه لسماحته التي يلقيها في النجف الأشرف .
2- خطاب المرحلة: صدر منه سبعة مجلدات وهو يوثق خطابات سماحة المرجع واحاديثه ومواقفه أزاء الأحداث وبيانات وتوجيهاته الى الأمة منذ تصديه لقيادة الحركة الإسلامية في العراق بعد استشهاد السيد الصدر الثاني (قده)عام 1999.
3- الأسوة الحسنة للقادة والمصلحين: مجلد واحد يقّدم سيرة النبي (صلى الله عليه واله ) بدراسة تحليلية مع اخذ الدروس و العبّر .
4- دور الأئمة في الحياة الإسلامية: مجلد واحد بنفس المنهج أعلاه لدراسة سيرة الأئمة المعصومين (عليهم السلام) والأهداف المشتركة التي سعوا الى تحقيقها وفيه تعليقات للسيد الشهيد الصدر الثاني (قده) .
5- المعالم المستقبلة للحوزة العلمية: مجلد واحد .
6- الرياضيات للفقيه: مجلد واحد وهو كتاب فريد في بابه يشرح الأسس الرياضية لعدد كبير من المسائل الفقهية في أبواب مختلفة .
7- المشتق عند الأصوليين: مجلد بجزئيين فيه تقرير لمحاضرات السيد الشهيد الصدر(قده) الأصولية في مبحث المشتق وقد طبعه السيد ضمن دورته الأصولية ( منهج الأصول) .
8- الشهيد الصدر الثاني كما اعرفه: مجلد فيه مذكرات سماحة الشيخ مع السيد الشهيد الصدر الثاني والرسائل والبحوث المتبادلة بينهما ويعود تاريخها الى عامي 1985-1986.
9- قناديل العارفين: مجلد فيه المراسلات المتبادلة بينهما في خصوص تهذيب النفس والسلوك الى الله تبارك وتعالى يعود تاريخها الى عام 1987.
10- ثلاثة يشكون: مجلد يضم يشرح الحديث الشريف عن شكوى القرآن والمسجد والأمام (عليه السلام) وقد طبع كل منها بكتاب مستقل أيضا.
11- الفقه الاجتماعي: ثلاثة مجلدات يضم الاستفتاءات والاجتماعية التي حرّرها سماحة الشيخ وفق الرؤية التي طرحها تحت عنوان (الأسس العامة للفقه الاجتماعي).
12- نحن والغرب .
13- من وحي الغدير .
14- فقه طلبة الجامعات .
وغيرها من الكتب والكراريس.
ولسعة ما يحتاج اليه المجتمع من كتب وكراريس، فقد كلّفَ سماحته بتحرير بعضها عدداً من الفضلاء من طلبته، بحيث يضع الخطوط العريضة لأفكار الكتاب لأحد الفضلاء من طلبته، ثم يشـرف عليه أثنـاء الكتابة حتى يحقـق المطلوب لشعـوره بسعـة الحاجة بحسب سعة التحديات مما لا يستطيع بمفرده أن ينجزها، ولإنضاج القابليات وتفجير الطاقات لـدى الآخرين، وقد تجاوز عددها المئة، وكلها كتبت لسد فراغ أو معالجة حالة شخّصها بفكره الثاقب .
وقـد سُجلّـت لــه المئــات مـن المحـاضــرات الأخـلاقـيــة والفـكريـة والاجـتـمـاعـيــة فـي منـاسبــات شتـى، ودُوّن كثيـراً منـهــا مـع مـواقـفـه السياسيـة - إزاء مختلـف الأحـداث - وتوجيهـاتـه ومواعظـه في كتاب (خطاب المرحلة) وقد أنجز منه إلى الآن سبعة مجلدات.
مشاريعه :
يعتقد سماحة الشيخ اليعقوبي ان الكثير من نشاطات المرجعية لابد أن تُدار من قِبلِ مؤسسات لا أفراد، خصوصاً عندما توسعت ساحة العمل الذي حصل بعد زوال نظام صدام المقبور في نيسان 2003 م الموافق صفر 1424 هـ، وسنحت الفرصة للإنطلاق بالمشروع الإسلامي المبارك في مديات كانت محظورة تماما .
فشرعَ فعلاً في إنشاء تلك المؤسسات بعد زوال النظام مباشرةً، فعقد المؤتمر التأسيسي لـ (جماعة الفضلاء) في 30 / نيسان 2003 الموافق 27 / صفر / 1424 هـ .
وتضم الجماعة فضلاء الحوزة العلمية الذين لهم نشاط اجتماعي واهتمام بالوعي الحركي ليقوموا بإدارة مفاصل المشروع المرتبطة باختصاصهم .
وكانت نواة هذه الانطلاقة المباركة طلبة جامعة الصدر الدينية الذين تلقوا على يديه تربية علمية وأخلاقية وفكرية .
كما قام بزيارة بغداد ومكث فيها ثلاثة أيام ، وأمَّ صلاة الجمعة في الصحن الكاظمي الشريف يوم 22 صفر الموافق 25 / 4 / 2003 م، حيث وجّهَ الآلاف المحتشدة الى ما ينبغي أن تطالب به في ظل التحولات الجديدة ، ودعاهم الى مسيرة حاشدة يوم الأثنين التالي الى ساحة الفردوس وسط بغداد لتأكيد تلك المطالب، وكانت تظاهرةً ضخمةً جداً أمتدت عدة كيلو مترات .
واجتمع في زيارتـه تلـك بعـددٍ مـن المثقفيـن والأسـاتـذة الأكـاديمييـن، حيث قـام بتوجيه اتباعه لتشكيل حزب سياسي يشارك في العملية السياسية بعد سقوط صدام عام 2003 لتحقيق الأهداف الإسلامية والوطنية التي دوّنها (حزب الفضيلة الإسلامي) في نظامه الداخلي وأصبح له دور فاعل، وله عدة مقاعد في البرلمان .
كما وجّه سماحته شرائح عديدة لتنّظِم شؤونها وتفّعِلْ دورها كالأساتذة والخريجين الجامعيين في كيــان (جامعيــون) والمهندسيـن في (التجمــع المهندسين الإسلامي) والنساء في فروع (رابطة بنات المصطفى (صلى الله عليه وآله) ) وغيرها، ويواصل سماحته دعمه لتلك المؤسسات.
ومن المؤسسات القائمة الآن بلطف الله تبارك وتعالى غير جماعة الفضلاء نذكر :-
1- جامعة الصدر الدينية بفروعها التي تجاوزت العشرين في المحافظات، وهي حوزات علمية دينية رافدة لحوزة النـجف الأشرف وتضم حوالي ألفي طالب .
2- جامعة الزهراء (عليها السلام) بفروعها البالغة أربعة عشر فرعاً في المحافظات، وهي كجامعة الصدر إلا أنها مخصصة للنساء وبلغ عدد طالباتها المئات.
3- المؤسسات الإعلامية الإسلامية (قناة النعيم الفضائية وإذاعة البلاد من بغداد وإذاعة الأمل من البصرة وإذاعة سبل السلام من الناصرية).
4- العشـرات من منظمـات المجتمـع المدني ذات الأنشطـة الثقافيـة والإنسانية والدينية والاجتماعية.
5- نقابة السادة العلويين لرعاية ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله)وتفعيل دورهم في حياة الأمة.
ومن مشاريعه الدينية تأسيس الزيارة الفاطمية إلى مرقد أمير المؤمنين(عليه السلام) يوم 3/ جمادى الثانية من كل عام لإحياء ذكرى استشهاد الصديقة الزهراء(عليها السلام)، مما يساهم كثيراً في نشرالقضية الفاطمية وإبراز تأثيرها العظيم، حيث يشارك عشرات الآلاف من المؤمنين في تشييع رمزي ينطلق إلى الحرم العلوي الشريف بعد أن يلقي سماحته فيهم خطاباً من وحي المناسبة والواقع المُعاش، وقد بدأت المناسبة أول مرة عام 1427 هـ / 2006 م .
كما نظم بعد سقوط صدام اللعين مواكب الوعي الحسيني لأساتذة وطلبة الجامعات التي شارك فيها حوالي (20) ألفاً منهم في كربلاء المقدسة في ذكرى عاشوراء الحسين (عليه السلام) واستمرت عدة سنوات .
وللمزيد من التفاصيل عن حياة سماحته راجع ما دوّنه في كتبه:
1- الشهيد الصدر الثاني كما أعرفه .
2- قناديل العارفين .
3- الشيخ موسى اليعقوبي: حياته، شعره .
4- خطاب المرحلة .
5- المعالم المستقبلية للحوزة العلمية .
ذو القعدة 1433هـ
تشرين الأول 2012
انتقل مع والده إلى بغداد عام 1968 لارتباط أبيه بنشاطات دينية واجتماعية وسياسية مع المرحوم الشهيد السيد مهدي الحكيم نجل المرحوم المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم "قده" والذي كان يتمتع بزعامة دينية و اجتماعية في بغداد .
نهل المعارف الدينية منذ نعومة أظفاره حيث كان يرافق أباه ويحضر مجالس خطابته ويلتقطها بدقة ثم يسردها بالتفصيل - بعد عودته - على والدته (رحمها الله تعالى)، وكان أبوه (ره) يشيد بنبوغه المبكر أمام العلماء والفضلاء، وبدأ مطالعة الكتب وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، وألّف بحثاً موسعاً بعنوان (الخمر أم الخبائث) وهو لم يبلغ الحلم، وكان نوع الكتب التي يطالعها تتعمق كلما مرت عليه الأعوام.
والتحق أيضاً في بداية السبعينات خلال العطلة الصيفية بحوزة علمية دينية مصغرة أسسها المرحوم السيد علي العلوي في حي العبيدي ببغداد .
أكمل دراسته الأكاديمية في بغداد حتى حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من كلية الهندسة /جامعة بغداد عام 1982 وكان عليه الالتحاق بالخدمة العسكرية بموجب التجنيد الإلزامي ، وكانت يومئذ الحرب العراقية الإيرانية مشتعلة إلا إن تربيته الرساليـة جعلتـه يرفـض أن يرتدي ملابـس الظَـلَمـة ويكـون جـزءاً مـن منظومتهم ولو للحظة واحدة، وانزوى في الدار رغم ان هذا القرار يكلفه حياته حيث كان جلاوزة النظام ينتشرون في كل مكان خصوصا في بغداد، و يُعدم رمياً بالرصاص المتخلف عن الخدمة العسكرية في حفلة علنية.
تفـرغ للمطالعة بدراسـة وتأمل وتحقيق وبـدأ يكتب و يؤلـف -ككتاب دور الأئمة في الحياة الإسلامية-مـن دون أن يجد من يرعى كفاءته في تلك الظروف القاهرة، حتى قيض الله تبارك وتعالى بلطفه طريقا سرياً عبر عدة وسائط للتواصل مع السيد الشهيد الصدر الثاني "قده"، وكان ذلك عام 1985 م، وأثمر عن عدة كتابات ومراسلات في الفكر الإسلامي والأخلاق وتهذيب النفس طبعت ضمن كتابين هما (الشهيد الصدر الثاني كما أعرفه وكتاب (قناديل العارفين)، كما كتب السيد الشهيد الصدر الثاني "قده" من وحي تلك الأفكار موسوعته الضخمة (ما وراء الفقه) وكتاب (نظرة في فلسفة الأحداث) - في العالم المعاصر - .
وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية عام 1988 رجع إلى النجف الأشرف وتزوج كريمة المرحوم شهيد الانتفاضة الشعبانية العلامة السيد محسن الموسوي الغريفي .
شارك في الانتفاضة الشعبانية عام 1991 وخرج مع المجاهدين من أبناء النجف الأشرف للدفاع عن كربلاء المقدسة بعد أن زحفت عليها قوات الحرس الجمهوري، لكنَّ الثوار أرجعوه مع غير المسلحين إلى النجف فلم تتوفر له فرصة المشاركة في القتال .
وكتبَ بياناً وكلمات مهمة في نصرة الأنتفاضة ورفع معنويات شبابها، أُذيعَ بعضها من مكبرات الصوت للصحن الحيدري الشريف .
وبعد مبايعة الثوار للسيد الشهيد الصدر الثاني "قده" قائداً للثورة قبل إعتقاله بيوم واحد شكَّـلَ "قده" خمس لجان لقيادتها، فجعل الشيخ اليعقوبي رئيساً للجنة السياسية والإعلامية .
لكن لم تستطع هذه اللجان مواصلة عملها بسبب هجوم قوات الحرس الجمهوري الصدامي على النجف الأشرف في اليوم التالي لتشكيلها .
ارتدى الزي الديني مطلع عام 1992 (شعبان /1412هـ) وتوّجهُ بالعمامة المرجـع الأعلى المرحوم السيـد الخوئي "قـده", وكان السنـد الأول للسيـد الشهيد الصدر الثاني "قده" والوحيد الذي آزره في بداية إعلان مرجعيته في تلك السنة، وهذا ما ذكره السيد الشهيد الصدر نفسه في بعض لقاءاته المسجّلة، واقنع وجوده إلى جنبه "قده" الكثيرين من داخل الحوزة العلمية وخارجها بالرجوع إلى السيد الشهيد الصدر"قده" حتى انتشرت مرجعيته"قده" واتسعت، وأصبح الشيخ اليعقوبي الرجل الثاني بعد السيد الصدر"قده" في هذه المرجعية الرسالية.
عيّنهُ السيد الشهيد الصدر الثاني "قده" عميداً لجامعة الصدر الدينية بعد تأسيسها بفترة، وهي المؤسسة التي أُريدَ لها أن تنهض بمشروع التكامل بين الحوزة العلمية والجامعات الأكاديمية، ولم يجد "قده" شخصاً مناسباً يقود هذه المؤسسة ويحقق أهدافها غير سماحة الشيخ، لأنه حاز قصب السبق في المجالين، - كما عبرَّ "قده" لسماحة الشيخ عندما كلّفهُ بالأمر في شهر صفر عام 1419 هـ - .
وكان "قده" يشيد به و يشير إليه ونشرت بعض هذه الكلمات في مقدمة كتاب (المشتق عند الأصوليين) و (قناديل العارفين)، وقبل استشهاده بخمسة أشهر وبالضبط يوم 5/جمادى الثانية/1419 رشح الشيخ اليعقوبي لخلافته بقوله في لقاء مسجل مع طلبة جامعة الصـدر الدينية: (.... والآن استطيع القـول أن المـرشـح الوحيـد من حوزتنا هو جناب الشيخ محمد اليعقوبي وهو الذي ينبغي أن يمسك بزمام الحوزة من بعدي إذا شهد له بالاجتهاد) .
وتريّثَ الشيخ اليعقوبي في إعلان إجتهاده مراعاةً لأدبيات الحوزة العلمية ، لكنه قام بنشر بعض بحوثه الاستدلالية التي كتبها منذ عام 1420 هـ، فشهد له بالاجتهاد بعد الاطلاع عليها سنة 1424هـ/ 2004م سماحة آية الله الشيخ محمد علي الكرامي "دام ظله الشريف" (المجاز بالاجتهاد من قبل سماحة آية الله الشيخ المنتظري"قده") وسماحة آيـة الله الشيخ محمد الصادقي الطهراني "قده" ( المجاز بالاجتهـاد من قبِـل السيد الخوئي"قده" عام 1386) وآخرون, رحم الله الماضين وحفظ الباقين .
لازم السيد الشهيد الصدر حتى استشهاده في ذي القعدة / 1419 هـ الموافـق شبـاط /1999م، وهـو الـذي تولـى الصـلاة على جسـده الطـاهـر وولديه و واراه الثرى مع عدد الأصابع من الموالين في تلك الأجواء المشحونة الرهيبة ووسط جلاوزة النظام المدججين بالسلاح.
تولى سماحة الشيخ اليعقوبي السير بشعُلة الحركة الإسلامية التي أوقدها السيد الشهيد الصدر الثاني "قده" في العراق ورعاية قواعدها التي يشكل أتباعه "قده" غالبيتها، و قد عمل بآليات جديدة بعد أن عطل النظام آليات عمل السيد الشهيد الصدر "قده" وفي طليعتها صلاة الجمعة المباركة .
دراسته الدينية :
نظراً لحصيلته العلمية والثقافية الوافرة، فقد بدأ سماحة الشيخ اليعقوبي دراسته من السطوح المتوسطة (أي شرح اللمعة وأصول الفقه للمظفر "ره" ) في جامعة النجف الدينية بقناعة من عميدها المرحوم السيد محمد كلانتر "قده"، وقطع مراحل الدراسة بفترة قياسية بجد و اشتغال، وتزامناً مع دراسته للسطوح العالية التحق ببحوث الخارج برغبة من السيد الشهيد الصدر "قده" فحضر بحث الأصول اللفظية عنده "قده" من شوال 1414 حتى استشهاده في ذي القعدة /1419 هـ، وحضر بحوث الأصول العملية عند سماحة آية الله الشيخ محمد إسحاق الفياض (1417- 1421) وحضر في الفقه عند آية الله السيد السيستاني في (1415- 1420) وعند المرحوم الشهيد الميرزا علي الغروي "قده" (1416-1418) ودوّن كل تقريراتها.
بـدا بتدريس المقدمـات قبل مرور سنـة على التحاقـه بالحوزة العلمية في جامعة النجف، ثم تدرج في تدريس السطوح المتوسطة (اللمعة وأصول الفقه) و العالية (المكـاسب والكفاية)، وكانت حلقته العلمية من أوسع الحلقات حضوراً و أكثرها عطاءاً .
وبدا إلقاء محاضراته في البحث الخارج في الفقه في شعبان / 1427 هـ، و اختار المسائل الخلافية لتكون موضوعاً لبحثه، حيث يختار مسائل ذات عمق علمي ومثار جدل بين الفقهاء ليكون أكثر إنضاجاً للفضيلة العلمية، ويحضر بحثه الان أكثر من (125) من فضلاء وأساتذة الحوزة العلمية .وقد حرر إلى الآن عدة مسائل مهمة علمياً وعملياً، وتُطبع هذه البحوث تباعاً في كتاب عنوانه (فقه الخلاف), وقد صدرت منه سبع مجلدات ضمّت خمساً واربعين مسألة، ومن مميزات بحثه تعرّضه لآراء أساطين القدماء وأعلام المعاصرين من مدرستي النجف الأشرف وقم المقدسة .
له رسالة عملية بعنوان (سُبُل السلام) وقد صدر المجلد الأول منها عام 1430هـ ضم العبادات وأعيد طبعه مراراً، ويواصل إنجاز الجزء الثاني في المعاملات وقد اوشك على الانتهاء، كما صدرت له رسالة عملية موسعة في مناسك الحج وأعيد طبعها مرات .
مؤلفاته :
1- فقه الخلاف: صدر منه سبعة مجلدات وهو يدوِّن محاضرات البحث الخارج في الفقه لسماحته التي يلقيها في النجف الأشرف .
2- خطاب المرحلة: صدر منه سبعة مجلدات وهو يوثق خطابات سماحة المرجع واحاديثه ومواقفه أزاء الأحداث وبيانات وتوجيهاته الى الأمة منذ تصديه لقيادة الحركة الإسلامية في العراق بعد استشهاد السيد الصدر الثاني (قده)عام 1999.
3- الأسوة الحسنة للقادة والمصلحين: مجلد واحد يقّدم سيرة النبي (صلى الله عليه واله ) بدراسة تحليلية مع اخذ الدروس و العبّر .
4- دور الأئمة في الحياة الإسلامية: مجلد واحد بنفس المنهج أعلاه لدراسة سيرة الأئمة المعصومين (عليهم السلام) والأهداف المشتركة التي سعوا الى تحقيقها وفيه تعليقات للسيد الشهيد الصدر الثاني (قده) .
5- المعالم المستقبلة للحوزة العلمية: مجلد واحد .
6- الرياضيات للفقيه: مجلد واحد وهو كتاب فريد في بابه يشرح الأسس الرياضية لعدد كبير من المسائل الفقهية في أبواب مختلفة .
7- المشتق عند الأصوليين: مجلد بجزئيين فيه تقرير لمحاضرات السيد الشهيد الصدر(قده) الأصولية في مبحث المشتق وقد طبعه السيد ضمن دورته الأصولية ( منهج الأصول) .
8- الشهيد الصدر الثاني كما اعرفه: مجلد فيه مذكرات سماحة الشيخ مع السيد الشهيد الصدر الثاني والرسائل والبحوث المتبادلة بينهما ويعود تاريخها الى عامي 1985-1986.
9- قناديل العارفين: مجلد فيه المراسلات المتبادلة بينهما في خصوص تهذيب النفس والسلوك الى الله تبارك وتعالى يعود تاريخها الى عام 1987.
10- ثلاثة يشكون: مجلد يضم يشرح الحديث الشريف عن شكوى القرآن والمسجد والأمام (عليه السلام) وقد طبع كل منها بكتاب مستقل أيضا.
11- الفقه الاجتماعي: ثلاثة مجلدات يضم الاستفتاءات والاجتماعية التي حرّرها سماحة الشيخ وفق الرؤية التي طرحها تحت عنوان (الأسس العامة للفقه الاجتماعي).
12- نحن والغرب .
13- من وحي الغدير .
14- فقه طلبة الجامعات .
وغيرها من الكتب والكراريس.
ولسعة ما يحتاج اليه المجتمع من كتب وكراريس، فقد كلّفَ سماحته بتحرير بعضها عدداً من الفضلاء من طلبته، بحيث يضع الخطوط العريضة لأفكار الكتاب لأحد الفضلاء من طلبته، ثم يشـرف عليه أثنـاء الكتابة حتى يحقـق المطلوب لشعـوره بسعـة الحاجة بحسب سعة التحديات مما لا يستطيع بمفرده أن ينجزها، ولإنضاج القابليات وتفجير الطاقات لـدى الآخرين، وقد تجاوز عددها المئة، وكلها كتبت لسد فراغ أو معالجة حالة شخّصها بفكره الثاقب .
وقـد سُجلّـت لــه المئــات مـن المحـاضــرات الأخـلاقـيــة والفـكريـة والاجـتـمـاعـيــة فـي منـاسبــات شتـى، ودُوّن كثيـراً منـهــا مـع مـواقـفـه السياسيـة - إزاء مختلـف الأحـداث - وتوجيهـاتـه ومواعظـه في كتاب (خطاب المرحلة) وقد أنجز منه إلى الآن سبعة مجلدات.
مشاريعه :
يعتقد سماحة الشيخ اليعقوبي ان الكثير من نشاطات المرجعية لابد أن تُدار من قِبلِ مؤسسات لا أفراد، خصوصاً عندما توسعت ساحة العمل الذي حصل بعد زوال نظام صدام المقبور في نيسان 2003 م الموافق صفر 1424 هـ، وسنحت الفرصة للإنطلاق بالمشروع الإسلامي المبارك في مديات كانت محظورة تماما .
فشرعَ فعلاً في إنشاء تلك المؤسسات بعد زوال النظام مباشرةً، فعقد المؤتمر التأسيسي لـ (جماعة الفضلاء) في 30 / نيسان 2003 الموافق 27 / صفر / 1424 هـ .
وتضم الجماعة فضلاء الحوزة العلمية الذين لهم نشاط اجتماعي واهتمام بالوعي الحركي ليقوموا بإدارة مفاصل المشروع المرتبطة باختصاصهم .
وكانت نواة هذه الانطلاقة المباركة طلبة جامعة الصدر الدينية الذين تلقوا على يديه تربية علمية وأخلاقية وفكرية .
كما قام بزيارة بغداد ومكث فيها ثلاثة أيام ، وأمَّ صلاة الجمعة في الصحن الكاظمي الشريف يوم 22 صفر الموافق 25 / 4 / 2003 م، حيث وجّهَ الآلاف المحتشدة الى ما ينبغي أن تطالب به في ظل التحولات الجديدة ، ودعاهم الى مسيرة حاشدة يوم الأثنين التالي الى ساحة الفردوس وسط بغداد لتأكيد تلك المطالب، وكانت تظاهرةً ضخمةً جداً أمتدت عدة كيلو مترات .
واجتمع في زيارتـه تلـك بعـددٍ مـن المثقفيـن والأسـاتـذة الأكـاديمييـن، حيث قـام بتوجيه اتباعه لتشكيل حزب سياسي يشارك في العملية السياسية بعد سقوط صدام عام 2003 لتحقيق الأهداف الإسلامية والوطنية التي دوّنها (حزب الفضيلة الإسلامي) في نظامه الداخلي وأصبح له دور فاعل، وله عدة مقاعد في البرلمان .
كما وجّه سماحته شرائح عديدة لتنّظِم شؤونها وتفّعِلْ دورها كالأساتذة والخريجين الجامعيين في كيــان (جامعيــون) والمهندسيـن في (التجمــع المهندسين الإسلامي) والنساء في فروع (رابطة بنات المصطفى (صلى الله عليه وآله) ) وغيرها، ويواصل سماحته دعمه لتلك المؤسسات.
ومن المؤسسات القائمة الآن بلطف الله تبارك وتعالى غير جماعة الفضلاء نذكر :-
1- جامعة الصدر الدينية بفروعها التي تجاوزت العشرين في المحافظات، وهي حوزات علمية دينية رافدة لحوزة النـجف الأشرف وتضم حوالي ألفي طالب .
2- جامعة الزهراء (عليها السلام) بفروعها البالغة أربعة عشر فرعاً في المحافظات، وهي كجامعة الصدر إلا أنها مخصصة للنساء وبلغ عدد طالباتها المئات.
3- المؤسسات الإعلامية الإسلامية (قناة النعيم الفضائية وإذاعة البلاد من بغداد وإذاعة الأمل من البصرة وإذاعة سبل السلام من الناصرية).
4- العشـرات من منظمـات المجتمـع المدني ذات الأنشطـة الثقافيـة والإنسانية والدينية والاجتماعية.
5- نقابة السادة العلويين لرعاية ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله)وتفعيل دورهم في حياة الأمة.
ومن مشاريعه الدينية تأسيس الزيارة الفاطمية إلى مرقد أمير المؤمنين(عليه السلام) يوم 3/ جمادى الثانية من كل عام لإحياء ذكرى استشهاد الصديقة الزهراء(عليها السلام)، مما يساهم كثيراً في نشرالقضية الفاطمية وإبراز تأثيرها العظيم، حيث يشارك عشرات الآلاف من المؤمنين في تشييع رمزي ينطلق إلى الحرم العلوي الشريف بعد أن يلقي سماحته فيهم خطاباً من وحي المناسبة والواقع المُعاش، وقد بدأت المناسبة أول مرة عام 1427 هـ / 2006 م .
كما نظم بعد سقوط صدام اللعين مواكب الوعي الحسيني لأساتذة وطلبة الجامعات التي شارك فيها حوالي (20) ألفاً منهم في كربلاء المقدسة في ذكرى عاشوراء الحسين (عليه السلام) واستمرت عدة سنوات .
وللمزيد من التفاصيل عن حياة سماحته راجع ما دوّنه في كتبه:
1- الشهيد الصدر الثاني كما أعرفه .
2- قناديل العارفين .
3- الشيخ موسى اليعقوبي: حياته، شعره .
4- خطاب المرحلة .
5- المعالم المستقبلية للحوزة العلمية .
ذو القعدة 1433هـ
تشرين الأول 2012