الفلكي الفاطمي
19-08-2013, 12:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيعة الحقيقيون
مامعنى كلمة الشيعة؟ الشيعة هم القوم المشايعون لغيرهم الذاهبون على آثارهم ، ويمكننا القول بالجملة كل من وافق غيره في طريقته فهو من شيعته تقدم او تأخر ، والشيعة من المشايعة بمعنى المتابعة ، وفي اللغة: شيعة الرجل أي الجماعة السائرون على دينه وطريقه ، ثم صارت هذه الكلمة بمفردها اسماً لشيعة الامام علي (عليه السلام) ومن قام مقامه من ابنائه المعصومين(عليهم السلام) . ولقد ذكر القرآن هذه المفردة في مرات عديدة ، منها: قوله تعالى: {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ}الصافات83- قال تعالى : {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}القصص4.وقوله عزوجل: {هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ}القصص15.- وقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً}الانعام159.
من هم الشيعة الحقيقيون؟ وهل ان مفردة الشيعة هي مجرد كلمة تطلق على من أحب علياً وابنائه المعصومين(عليهم السلام) ام انها مرتبة شريفة ومنزلة عالية لايصلها الا ذو حظ عظيم . لنرى مايقوله ائمة الهدى(عليهم السلام) في ذلك : قال رجل للامام الحسن بن علي (ع) : (اني من شيعتكم ، فقال الحسن بن علي(ع): (يا عبد الله ان كنت لنا في اوامرنا وزواجرنا مطيعاً فقد صدقت وان كنت بخلاف ذلك فلاتزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من اهلها ولاتقل أنا من شيعتكم ولكن قل أنا من مواليكم ومحبيكم..) تفسير البرهان.
يتوضح من هذه الرواية الشريفة ان الشيعة هي مرتبة شريفة لايصح لكل من هب ودب إدعائها وان من ادعى هذه المرتبة الشريفة وهو ليس من اهلها فقد اقترف ذنباً يضاف الى ذنوبه ، والشيعي يكون مطيعاً لما امر به الائمة المعصومين(ع) ومنتهياً لما نهوا عنه . وقد ورد عن الامام الحسين(عليه السلام) ماهو اشد من ذلك فقد نقل صاحب كتاب البرهان : ان رجلاً قال للحسين بن علي بن ابي طالب(عليه السلام) يا ابن رسول الله انا من شيعتكم قال: (اتق الله ولاتدعين شيئاً يقول لك الله كذبت وفجرت في دعواك ان شيعتنا من سلمت قلوبهم من كل غش ودغل ولكن قل اني من مواليكم ومحبيكم).
اذن فالشيعي لاينال هذه الدرجة الرفيعة الا من سلامة القلب من الغش والدغل والحقد والطمع والحسد ، وهذه المنزلة لايصلها الا بالجد والاجتهاد ومجاهدة النفس بالجهاد الاكبر كي يتخلص من المزايا السيئة التي تقف عائقاً امامه وامام هذه المنزلة العظيمة ، وللشيعة صفات كثيرة منها ماذكره الامام الصادق(عليه السلام) حيث ورد عن عمرو بن جميع العبدي عن ابي عبد الله (عليه السلام) قالشيعتنا هم الشاحبون الذابلون الناحلوان الذين اذا جنهم الليل استقبلوه بحزن)الكافي ج2ص209. قد يقول قائل انني ان لم اكن شيعياً فأنني من محبي وموالي محمد وآله الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم) وهذه هي درجة رفيعة ايضاً . اقول : ان كنت من محبي محمد وآله الطاهرة (عليهم السلام) فعليك ان تقتدي بهم قولاً وفعلاً وهي ليست لقلقة لسان وحسب ، بل حبهم يتجسد في اتباع سيرتهم ، والا فان هذا الحب لاينفع صاحبه ، والشيعة ماهم الا المتقين المطيعين لله تعالى ، ولايفيد انتحال هذه الصفة والقول بحبهم(عليه السلام) دون العمل ،حيث ورد في الروايات عن جابر عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: (قال لي ياجابر ايكتفي من انتحل التشيع ان يقول بحبنا اهل البيت فوالله ما شيعتنا الا من اتقى الله واطاعه وما كانوا يعرفون ياجابر الا بالتواضع والتخشع والامانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء واهل المسكنة والغارمين والايتام وصدق الحديث وتلاوة القران وكف الالسن عن الناس الا من خير وكانوا أمناء عشائرهم في الاشياء قال جابر فقلت يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم احداً بهذه الصفة فقال ياجابر لاتذهبن بك المذاهب حسب الرجل ان يقول احب علياً واتولاه ثم لايتبع سيرته ولايعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا فاتقوا الله واعلموا لما عند الله ليس بين احد قرابة احب العباد الى الله عزوجل واكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته ياجابر والله مايتقرب الى الله تبارك وتعالى الا بالطاعة ومامعنا براءة من النار ولا على الله لأحد من حجة من كان لله مطيعاً فهو لنا ولي ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدوّ وماتنال ولايتنا الا بالعمل والورع ) الكافي ج2ص75.
فهذه هي مواصفات الشيعة ومواصفات المحبين ولايكون الشيعي او المحب الا من هو قريب من الله تعالى ولاينال القرب من الله الا بالطاعة ، فالمطيع لله عزوجل هو قريب لهم والعاصي لله تعالى فهو لهم عدو ، والعمل والورع هو الطريق الموصل لهم ونيل ولايتهم(عليهم السلام) . وقد كانت الشيعة قلة قليلة على مر العصور والمراحل التاريخية التي واكبت الائمة المعصومين (عليهم السلام) ، والشيعة هم الغرباء الذين وصفهم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) الذين سيكونون في آخر الزمان قال رسول الله (ص) : (بدأ الاسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء من امتي) وهولاء الغرباء هم الذين سينصرون الامام المهدي (عليه السلام) وينشرون العدل في ارجاء المعمورة ، فبهم تكتمل العدة الموصوفة التي يتوقف عليها امر الله عزوجل في تكوين دولة العدل الالهي ، فيصل الشيعة الى العدد المطلوب في نصرة الامام المهدي (عليه السلام) ، فقد ورد عن ابي عبد الله(عليه السلام) انه دخل عليه بعض اصحابه ، فقال لهجعلت فداك إني والله احبك واحب من يحبك ، ياسيدي ما اكثر شيعتكم . فقال له: اذكرهم .قال كثير . فقال: تحصيهم؟ فقال: هم اكثر من ذلك . فقال ابو عبد الله(عليه السلام) :أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون ، ولكن شيعتنا من لايعدو صوته سمعه ، ولاشحناؤه بدنه، ولايمدح بنا معلناً ، ولايخاصم بنا قالياً ولايجالس لنا عائباً ولايحدث لنا ثالباً ولايحب لنا مبغضاً ولايبغض لنا محباً . فقلت : فكيف اصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون؟ فقال: فيهم التمييز وفيهم التمحيص وفيهم التبديل ، يأتي عليهم سنون تقيهم وسيف يقتلهم واختلاف يبددهم . إنما شيعتنا من لايهر هرير الكلب ولايطمع طمع الغراب ولايسأل الناس بكفه وإن مات جوعاً . قلت :جعلت فداك ، فاين اطلب هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة ؟ فقال: اطلبهم في اطراف الارض اولئك الخفيض عيشهم ، المتنقلة دارهم ، الذين ان شهدوا لم يعرفوا ، وان غابوا لم يفتقدوا ، وأن مرضوا لم يعادوا ، وان خطبوا لم يزوجوا ، وان ماتوا لم يشهدوا ، اولئك الذين في اموالهم يتواسون وفي قبورهم يتزاورون ولاتختلف أهواؤهم وان اختلفت بهم البلدان)غيبة النعماني.
اذن فالشيعة الحقيقيون يجب ان يكون فيهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً والتي اكدتها روايات عديدة بأنها ثلاثمائة وثلاثة عشر وهم اصحاب الامام المهدي(عليه السلام) الذين يجتث بهم اصول الظلم والظالمين ، اما من يدعي التشيع بالقول فقط فهم الكثرة المتكاثرة الموجودة في يومنا هذا وبعناوين وواجهات مختلفة وهم الذين وصفهم الامام الصادق في الرواية السالفة الذكر بأدق وأبلغ تعبير . واما قوله: (انما شيعتنا من لايهر هرير الكلب ولايطمع طمع الغراب) فهرير الكلب معناه (تنهقون مع كل ناهق) أي ليس لديكم موقف ثابت وطمع الغراب هو الجشع وحب الدنيا هذا الحب الذي دفع بعضهم الى سرقة اموال المسلمين بصور شتى ، وقوله عن الشيعة ولا تختلف أهواؤهم وان اختلفت بهم البلدان) هذا عن الشيعة الحقيقيين وليس المنتحلين لهذه المرتبة الشريفة فهم لاتختلف اهواؤهم وان اختلفت بلدانهم ، فكيف بنا و في بلد واحد مختلفين ومتفرقين (وكل حزب بما لديهم فرحون)؟؟ اين نحن من الشيعة الحقيقيين ؟ والى متى نبقى متفرقين ومتفككين ، ومبتعدين عن النهج القويم للأئمة الطاهرين (عليهم السلام) ؟ قال تعالى :{وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}محمد38-
فاعتبروا يا اولي الالباب.
اللهم صل على محمد و آل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيعة الحقيقيون
مامعنى كلمة الشيعة؟ الشيعة هم القوم المشايعون لغيرهم الذاهبون على آثارهم ، ويمكننا القول بالجملة كل من وافق غيره في طريقته فهو من شيعته تقدم او تأخر ، والشيعة من المشايعة بمعنى المتابعة ، وفي اللغة: شيعة الرجل أي الجماعة السائرون على دينه وطريقه ، ثم صارت هذه الكلمة بمفردها اسماً لشيعة الامام علي (عليه السلام) ومن قام مقامه من ابنائه المعصومين(عليهم السلام) . ولقد ذكر القرآن هذه المفردة في مرات عديدة ، منها: قوله تعالى: {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ}الصافات83- قال تعالى : {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}القصص4.وقوله عزوجل: {هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ}القصص15.- وقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً}الانعام159.
من هم الشيعة الحقيقيون؟ وهل ان مفردة الشيعة هي مجرد كلمة تطلق على من أحب علياً وابنائه المعصومين(عليهم السلام) ام انها مرتبة شريفة ومنزلة عالية لايصلها الا ذو حظ عظيم . لنرى مايقوله ائمة الهدى(عليهم السلام) في ذلك : قال رجل للامام الحسن بن علي (ع) : (اني من شيعتكم ، فقال الحسن بن علي(ع): (يا عبد الله ان كنت لنا في اوامرنا وزواجرنا مطيعاً فقد صدقت وان كنت بخلاف ذلك فلاتزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من اهلها ولاتقل أنا من شيعتكم ولكن قل أنا من مواليكم ومحبيكم..) تفسير البرهان.
يتوضح من هذه الرواية الشريفة ان الشيعة هي مرتبة شريفة لايصح لكل من هب ودب إدعائها وان من ادعى هذه المرتبة الشريفة وهو ليس من اهلها فقد اقترف ذنباً يضاف الى ذنوبه ، والشيعي يكون مطيعاً لما امر به الائمة المعصومين(ع) ومنتهياً لما نهوا عنه . وقد ورد عن الامام الحسين(عليه السلام) ماهو اشد من ذلك فقد نقل صاحب كتاب البرهان : ان رجلاً قال للحسين بن علي بن ابي طالب(عليه السلام) يا ابن رسول الله انا من شيعتكم قال: (اتق الله ولاتدعين شيئاً يقول لك الله كذبت وفجرت في دعواك ان شيعتنا من سلمت قلوبهم من كل غش ودغل ولكن قل اني من مواليكم ومحبيكم).
اذن فالشيعي لاينال هذه الدرجة الرفيعة الا من سلامة القلب من الغش والدغل والحقد والطمع والحسد ، وهذه المنزلة لايصلها الا بالجد والاجتهاد ومجاهدة النفس بالجهاد الاكبر كي يتخلص من المزايا السيئة التي تقف عائقاً امامه وامام هذه المنزلة العظيمة ، وللشيعة صفات كثيرة منها ماذكره الامام الصادق(عليه السلام) حيث ورد عن عمرو بن جميع العبدي عن ابي عبد الله (عليه السلام) قالشيعتنا هم الشاحبون الذابلون الناحلوان الذين اذا جنهم الليل استقبلوه بحزن)الكافي ج2ص209. قد يقول قائل انني ان لم اكن شيعياً فأنني من محبي وموالي محمد وآله الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم) وهذه هي درجة رفيعة ايضاً . اقول : ان كنت من محبي محمد وآله الطاهرة (عليهم السلام) فعليك ان تقتدي بهم قولاً وفعلاً وهي ليست لقلقة لسان وحسب ، بل حبهم يتجسد في اتباع سيرتهم ، والا فان هذا الحب لاينفع صاحبه ، والشيعة ماهم الا المتقين المطيعين لله تعالى ، ولايفيد انتحال هذه الصفة والقول بحبهم(عليه السلام) دون العمل ،حيث ورد في الروايات عن جابر عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: (قال لي ياجابر ايكتفي من انتحل التشيع ان يقول بحبنا اهل البيت فوالله ما شيعتنا الا من اتقى الله واطاعه وما كانوا يعرفون ياجابر الا بالتواضع والتخشع والامانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء واهل المسكنة والغارمين والايتام وصدق الحديث وتلاوة القران وكف الالسن عن الناس الا من خير وكانوا أمناء عشائرهم في الاشياء قال جابر فقلت يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم احداً بهذه الصفة فقال ياجابر لاتذهبن بك المذاهب حسب الرجل ان يقول احب علياً واتولاه ثم لايتبع سيرته ولايعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا فاتقوا الله واعلموا لما عند الله ليس بين احد قرابة احب العباد الى الله عزوجل واكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته ياجابر والله مايتقرب الى الله تبارك وتعالى الا بالطاعة ومامعنا براءة من النار ولا على الله لأحد من حجة من كان لله مطيعاً فهو لنا ولي ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدوّ وماتنال ولايتنا الا بالعمل والورع ) الكافي ج2ص75.
فهذه هي مواصفات الشيعة ومواصفات المحبين ولايكون الشيعي او المحب الا من هو قريب من الله تعالى ولاينال القرب من الله الا بالطاعة ، فالمطيع لله عزوجل هو قريب لهم والعاصي لله تعالى فهو لهم عدو ، والعمل والورع هو الطريق الموصل لهم ونيل ولايتهم(عليهم السلام) . وقد كانت الشيعة قلة قليلة على مر العصور والمراحل التاريخية التي واكبت الائمة المعصومين (عليهم السلام) ، والشيعة هم الغرباء الذين وصفهم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) الذين سيكونون في آخر الزمان قال رسول الله (ص) : (بدأ الاسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء من امتي) وهولاء الغرباء هم الذين سينصرون الامام المهدي (عليه السلام) وينشرون العدل في ارجاء المعمورة ، فبهم تكتمل العدة الموصوفة التي يتوقف عليها امر الله عزوجل في تكوين دولة العدل الالهي ، فيصل الشيعة الى العدد المطلوب في نصرة الامام المهدي (عليه السلام) ، فقد ورد عن ابي عبد الله(عليه السلام) انه دخل عليه بعض اصحابه ، فقال لهجعلت فداك إني والله احبك واحب من يحبك ، ياسيدي ما اكثر شيعتكم . فقال له: اذكرهم .قال كثير . فقال: تحصيهم؟ فقال: هم اكثر من ذلك . فقال ابو عبد الله(عليه السلام) :أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون ، ولكن شيعتنا من لايعدو صوته سمعه ، ولاشحناؤه بدنه، ولايمدح بنا معلناً ، ولايخاصم بنا قالياً ولايجالس لنا عائباً ولايحدث لنا ثالباً ولايحب لنا مبغضاً ولايبغض لنا محباً . فقلت : فكيف اصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون؟ فقال: فيهم التمييز وفيهم التمحيص وفيهم التبديل ، يأتي عليهم سنون تقيهم وسيف يقتلهم واختلاف يبددهم . إنما شيعتنا من لايهر هرير الكلب ولايطمع طمع الغراب ولايسأل الناس بكفه وإن مات جوعاً . قلت :جعلت فداك ، فاين اطلب هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة ؟ فقال: اطلبهم في اطراف الارض اولئك الخفيض عيشهم ، المتنقلة دارهم ، الذين ان شهدوا لم يعرفوا ، وان غابوا لم يفتقدوا ، وأن مرضوا لم يعادوا ، وان خطبوا لم يزوجوا ، وان ماتوا لم يشهدوا ، اولئك الذين في اموالهم يتواسون وفي قبورهم يتزاورون ولاتختلف أهواؤهم وان اختلفت بهم البلدان)غيبة النعماني.
اذن فالشيعة الحقيقيون يجب ان يكون فيهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً والتي اكدتها روايات عديدة بأنها ثلاثمائة وثلاثة عشر وهم اصحاب الامام المهدي(عليه السلام) الذين يجتث بهم اصول الظلم والظالمين ، اما من يدعي التشيع بالقول فقط فهم الكثرة المتكاثرة الموجودة في يومنا هذا وبعناوين وواجهات مختلفة وهم الذين وصفهم الامام الصادق في الرواية السالفة الذكر بأدق وأبلغ تعبير . واما قوله: (انما شيعتنا من لايهر هرير الكلب ولايطمع طمع الغراب) فهرير الكلب معناه (تنهقون مع كل ناهق) أي ليس لديكم موقف ثابت وطمع الغراب هو الجشع وحب الدنيا هذا الحب الذي دفع بعضهم الى سرقة اموال المسلمين بصور شتى ، وقوله عن الشيعة ولا تختلف أهواؤهم وان اختلفت بهم البلدان) هذا عن الشيعة الحقيقيين وليس المنتحلين لهذه المرتبة الشريفة فهم لاتختلف اهواؤهم وان اختلفت بلدانهم ، فكيف بنا و في بلد واحد مختلفين ومتفرقين (وكل حزب بما لديهم فرحون)؟؟ اين نحن من الشيعة الحقيقيين ؟ والى متى نبقى متفرقين ومتفككين ، ومبتعدين عن النهج القويم للأئمة الطاهرين (عليهم السلام) ؟ قال تعالى :{وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}محمد38-
فاعتبروا يا اولي الالباب.