المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ محمد اليعقوبي من الذات .. الى المجتمع


احمد الفجري
24-08-2013, 04:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم




الشيخ محمد اليعقوبي…….. من بناء الذات إلى سياسة الأمة





ولد في النجف الأشرف فجر المولد النبوي الشريف عام 1380 هجرية الموافق 9/ أيلول /1960 ونشأ في أسرة علمية دينية سجلت معاجم الأدب و الفكر والخطابة جملة منهم ومنهم أبوه الشيخ موسى وجده الشيخ محمد علي الملقب شيخ الخطباء وجده لامه الشيخ مهدي وجد أبيه الشيخ يعقوب الذي نهل من المدرسة العرفانية و الأخلاقية للمرحوم الشيخ جعفر الشوشتري و المرحوم الشيخ حسين قلي الهمداني.

انتقل مع والده إلى بغداد عام 1968 لارتباط أبيه مع المرحوم الشهيد السيد مهدي الحكيم نجل المرحوم المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم (قده) والذي كان يتمتع بزعامة دينية و اجتماعية في بغداد وأكمل دراسته في بغداد حتى حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من كلية الهندسة /جامعة بغداد عام 1982 وكان عليه الالتحاق بالخدمة العسكرية بموجب التجنيد الإلزامي ، وكانت يومئذ الحرب العراقية الإيرانية مشتعلة ورغم إن وظيفته في مكان مغرٍ وأمين إلا إن تربيته الرسالية جعلته يرفض أن يرتدي ملابس الظلمة ويكون جزءاً من منظومتهم ولو للحظة واحدة و انزوى في الدار رغم إن هذا القرار يكلفه حياته حيث كان جلاوزة النظام ينتشرون في كل مكان خصوصا في بغداد و يعدم رمياً بالرصاص المتخلف عن الخدمة العسكرية في حفلة علنية.

وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية عام 1988 رجع إلى النجف الأشرف وتزوج كريمة المرحوم شهيد الانتفاضة الشعبانية العلامة السيد محسن الموسوي الغريفي

شارك في الانتفاضة الشعبانية عام 1991 وخرج مع المجاهدين من أبناء النجف الأشرف للدفاع عن كربلاء المقدسة بعد أن زحفت عليها قوات الحرس الجمهوري عند وصولهم كربلاء أعيد مع غير المسلحين إلى النجف وكتب خطابا بعنوان (حي على الجهاد أيها العراقيون) أذيعت بعض مقاطعه من إذاعة الثورة في الصحن الحيدري الشريف وقبل اقتحام قوات الحرس الجمهوري مدينة النجف الأشرف كان القادة العسكريون للانتفاضة قد بايعوا السيد الشهيد الصدر الثاني (قده) مرشداً للثورة وأعلن موافقته في كلمة ألقاها على الثائرين في الصحن الحيدري وشكل خمس لجان لتنظيم الثورة فجعل الشيخ اليعقوبي رئيسا لإحداها وهي اللجنة الإعلامية و السياسية لكنه (قده) اعتقل في اليوم التالي و انفرط عقد اللجان()

ارتدى الزي الديني شباط عام 1992 (شعبان /1413) بيد المرجع الأعلى المرحوم السيد الخوئي (قده) وكان السند الأول للسيد الشهيد الصدر الثاني (قده) و الوحيد الذي آزره في بداية إعلان مرجعيته في تلك السنة و اقنع وجوده إلى جنبه (قده) الكثيرين من داخل الحوزة العلمية وخارجها حتى انتشرت مرجعيته (قده) واتسعت وأصبح الشيخ اليعقوبي الرجل الثاني بعد السيد (قد) في هذه المرجعية الرسالية وكان "قد" يشيد به و يشير إليه ونشرت بعض هذه الكلمات في مقدمة كتاب (المشتق عند الاصوليين) و (قناديل العارفين) وقبل استشهاده بخمسة أشهر رشح الشيخ اليعقوبي لخلافته بقوله في لقاء مسجل مع طلبة جامعة الصدر الدينية (والآن استطيع القول أن المرشح الوحيد من حوزتنا هو جناب الشيخ محمد اليعقوبي وهو الذي ينبغي أن يمسك بزمام الحوزة من بعدي إذا شهد له بالاجتهاد) ولم يعلن الشيخ اليعقوبي اجتهاده إلا بعد سقوط النظام الصدامي ونشر بعض بحوثه الاستدلالية فشهد له بالاجتهاد بعد الاطلاع عليها سماحة آية الله الشيخ محمد علي الكرامي (دام ظله الشريف)(المجاز بالاجتهاد من قبل سماحة آية الله الشيخ المنتظري (دام ظله الشريف)) وسماحة آية الله الشيخ محمد الصادقي الطهراني (دام ظله الشريف)(المجاز بالاجتهاد من قبل السيد الخوئي (قده) عام 1386) وآخرون رحم الله الماضين وحفظ الباقين.

لازم السيد الشهيد الصدر حتى استشهاده في شباط /9199 وهو الذي تولى الصلاة على جسده الطاهر وولديه و واراه الثرى مع عدد الأصابع من الموالين في تلك الأجواء المشحونة الرهيبة ووسط جلاوزة النظام المدججين بالسلاح ، وتولى سماحة الشيخ اليعقوبي قيادة الحركة الإسلامية في العراق و رعاية قواعدها التي يشكل أتباع السيد الشهيد الصدر (قده) غالبيتها و قد عمل باليات جديدة بعد أن عطل النظام آليات عمل السيد الشهيد الصدر (قده) وفي طليعتها صلاة الجمعة المباركة وقد تفاجأ العالم والعراقيون الذين عاشوا في الخارج أكثر من عقدين بعد سقوط الصنم بسعة القاعدة الإسلامية و حركتها الفاعلة.



دراسته الدينية



أثّرت عدة عناصر في إثراء ثقافته الدينية وتحصيله لهذه العلوم الشريفة (منها) نبوغه المبكر وذكاؤه المفرط الذي عرفه عنه منذ نعومه إظفاره الكثير من أصدقاء أبيه واخيه الكبير المرحوم الشيخ علي حيث كانا يصطحبانه وعلى رأسهم المرجع الأعلى الراحل السيد محسن الحكيم (قده) (ومنها) نشأته في أسرة دينية أدبية وكان يرافق أباه في أكثر مجالسه الخطابية ويلتقطها بدقة (ومنها) دراسته المتوسطة والإعدادية في الكرادة الشرقية التي كانت تعيش حركة إسلامية رسالية.

وبدأ تحصيله للعلوم الدينية في دورات لتدريس هذه العلوم في العطلة الصيفية كان ينظمها المرحوم السيد علي العلوي في بغداد فدرس الفقه و النحو وكان ذلك عام 1970 واستمر يطالع الكتب في مختلف العلوم والفنون التي ضمتها مكتبة أبيه. حتى انزوى في البيت بعد تخرجه في كلية الهندسة وتفرغ لهذه المطالعة بدراسة وتأمل وتحقيق وبدا يكتب و يؤلف من دون أن يجد من يرعى كفاءته في تلك الظروف القاهرة حتى قيض الله تبارك وتعالى بلطفه طريقا سرياً عبر عدة وسائط للتواصل مع السيد الشهيد الصدر (قده) وكان ذلك عام 1985 وأثمر عن عدة كتابات في الفكر الإسلامي والأخلاق وتهذيب النفس طبعت ضمن سلسلة ( ما لم ينشر من تراث السيد الشهيد الصدر الثاني (قده)) وصدر منها خمسة كتب.

وبعد أن فرَّج الله تبارك وتعالى بانتهاء الحرب العراقية الإيرانية عام 1988وتخفيف قبضة النظام صار اللقاء مباشرة بالسيد الشهيد وكان يحث الشيخ على الانضمام إلى سلك الحوزة العلمية الشريفة وتسنى ذلك بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة وبدا دراسته من السطوح المتوسطة في جامعة النجف الدينية برعاية المرحوم السيد محمد كلانتر (قده) وقطع مراحل الدراسة بفترة قياسية بجد و اشتغال وتزامناً مع دراسته للسطوح العالية التحق ببحوث الخارج برغبة من السيد الشهيد الصدر (قده) فحضر بحث الأصول اللفظية عنده (قده) من شوال 1414 حتى استشهاده في ذي القعدة /1419 وحضر بحوث الأصول العملية عند سماحة آية الله الشيخ محمد إسحاق الفياض (1417- 1421) وحضر في الفقه عند آية الله السيد السيستاني في (1415- 1420) وعند المرحوم الشهيد الميرزا علي الغروي (1416-1418) ودون كل تقريراتها.

بدا بتدريس المقدمات قبل مرور سنة على التحاقه بالحوزة العلمية في جامعة النجف ثم تدرج في تدريس السطوح المتوسطة (اللمعة وأصول الفقه) و العالية (المكاسب والكفاية) وكانت حلقته العلمية من أوسع الحلقات حضوراً و أكثرها عطاءاً حيث يزدحم فيها أكثر من مئة من الفضلاء والأساتذة وكان يستغل بعض المناسبات لإلقاء محاضرات في الأخلاق والوعي الاجتماعي بدل درسي الفقه والأصول قررت لاحقا في كتب عديدة.

ولم تشغله قيادته للحركة الإسلامية ووقفته الحكيمة و الحازمة والشجاعة في تفاصيل العملية السياسية عن مواصلة عطائه العلمي و الفكري من خلال المؤلفات و الخطابات و البيانات و الكلمات مما نشر في مؤلفاته وصحيفة الصادقين الصادرة عن مكتبه.

وبدا إلقاء محاضراته في البحث الخارج في الفقه في شعبان/1427 و اختار موضوعاً عنوانه (بحوث استدلالية في مسائل خلافية) حيث يختار مسائل ذات عمق علمي ومثار جدل بين الفقهاء ليكون أكثر إنضاجاً للفضيلة العلمية حيث يحضر أكثر من (50) من فضلاء وأساتذة الحوزة العلمية بحثه الشريف وقد حرر إلى الآن عدة مسائل مهمة يركز في نقاشه على آراء أساتذته المذكورين ومن قارب عصرهم كالسيد الحكيم والسيد الخوئي و السيد الشهيد الصدر الأول (قدس الله أرواحهم جميعاً) و يواصل طبع أجزاء رسالته العملية الموسومة (سُبُل السلام) وصدر منها كتاب الاجتهاد والتقليد و الطهارة و الصوم والحج و بعض كتاب الصلاة.



مؤلفاته

تتوزع إصداراته بين ما كتبه بنفسه أو وضع الخطوط العريضة لأفكار الكتاب لأحد الفضلاء من طلبته ثم يشرف عليه أثناء الكتابة حتى يحقق المطلوب وقد تجاوز عددها المئة وكلها كتبت لسد فراغ أو معالجة حالة شخّصها بفكره الثاقب

فعلى الصعيد الحوزوي كتب (المشتق عند الأصوليين) بجزئين وهي تقريرات بحث أستاذه السيد الشهيد الصدر (قده) في الأصول و (القول الفصل في أحكام الخل) و (بحوث استدلالية في الفقه المقارن) و (الفريضة المعطلة) وهي بحوث استدلالية وكتاب (الرياضيات للفقيه) مجلد ضخم فريد في بابه فيه استدلالات رياضية معمقة على مسائل فقهية و أصولية وكتب (المعالم المستقبلية للحوزة الشريفة) وضع فيه الخطوط العريضة لمشروعه في إصلاح الحوزة العملية وكتب توجيهاته للطلبة و الخطباء في (وصايا ونصائح إلى الخطباء وطلبة الحوزة الشريفة)

و لتربية القادة و المصلحين للأمة كتب (الأسوة الحسنة) وهي دروس في بناء الذات مستفادة من سيرة رسول الله (صلى الله عليه واله) و ( دور الأئمة في الحياة الإسلامية) وهو مجلد في آليات العمل الاجتماعي مستفادة من سيرة الأئمة المعصومين و (شكوى القران) بين فيه عظمة القران كوصفة علاجية لإصلاح الأمة وهدايتها بعد أن بين في الكتابين السابقين عظمة المعالج وهو رسول الله (صلى الله عليه واله) و الأئمة المعصومين) وأساليب عملهم ثم أردفها بكتاب (شكوى المسجد) و (شكوى الإمام) و (شكوى العالم) باعتبارها جميعاً عناصر قوة الأمة وتكاملها.

وفي إطار تطبيقه لأطروحة (الفقه الاجتماعي) التي دعا إلى توجيه أنظار الفقهاء إليها اصدر أكثر من عشرين كتابا خاطب في شرائح المجتمع المتنوعة فاصدر فقه الموظفين والعمال والصياد والحلاق والخياط والصاغة وقيادة السيارات والشرطة والتعامل بالدولار والأطباء والصيادلة والمزارعين وغيرها بعد أن وضع مبررات هذه الأطروحة ومصادرها وكيفية تطبيقها في كتاب(الأسس العامة للفقه الاجتماعي)

و اهتم بالشباب و الفتيان فكتب (فقه طلبة الجامعات) و (الحوزة و قضايا الشباب) و اصدر (دروس للصبي المسلم) و ( دروس للفتى المسلم) و قصص و روايات منوعة.

كما اهتم بتثقيف المرأة و توعيتها ومن إصداراته في هذا المجال (فقه المرأة المسلمة) و ( فلسفة تشريعات المرأة) و ( دور المرأة في بناء العراق الجديد) و ( الخطابة النسائية بين الواقع و الطموح) و (رفقاً بالرجال يا قوارير) و( الأربعون حديثاً في قضاء المرأة)

إما نظرياته ومشاريعه السياسية و مواقفه من مختلف الأحداث و القضايا فهي مدونة في سلسلة كتب بعنوان (ملامح من تاريخ و خطاب القيادة الدينية في العراق الحديث) و صدر منها مجلدان ووصل عدد خطاباته ضمن سلسلة (خطاب المرحلة) التي بدأت مع إرهاصات سقوط النظام حتى نهاية عام 2007 (185) خطابا غير التعليقات و الكلمات والأحاديث المتفرقة.

ومن نشاطاته التي كرس لها كثيراً من إصداراته تشخيص الظواهر المنحرفة و المشاكل الاجتماعية و معالجتها على شكل بيانات و فتاوى تفصيلية تتضمن النصيحة و الموعظة و إلفات النظر إلى الآثار السلبية اجتماعيا و اقتصاديا و نفسيا و فكريا و نحوها و كانت منشوراته هذه توزع بالآلاف في عهد النظام البائد و تثير قلقه كما صرحوا بذلك و صدر في هذا المجال حلقات من كتاب (ظواهر اجتماعية منحرفة) وأربعة عشر كتابا من سلسلة (نحو مجتمع نظيف) و (احذر في بيتك شيطان) و (فقه العائلة) و (الزواج والمشكلة الجنسية) وغيرها وبعد أن أعلن الغرب بدء ( صِدام الحضارات) مع الشرق المسلم بعد أحداث (11 أيلول/ 2001) قاد سماحته مشروعا لبيان أسس و مرتكزات الحضارتين و تفوق حضارة الإسلام في ( نحن والغرب) حيث صدر منها سبعة كتب.

وله محاضرات عديدة في تهذيب النفس و الأخلاق و العودة إلى الله تبارك وتعالى و صدر له كتاب (قناديل العارفين) وهو مجلد جمع فيه مراسلاته في هذا المجال مع السيد الشهيد الصدر الثاني (قده) في عامي 1986_1987.

وله كتاب (من وحي الغدير) دافع فيه بتحقيق علمي عن هذه القضية العقائدية المهمة و كتاب ( من وحي الذكريات) وهي مجموعة محاضرات في مناسبات شتى.

كما كتب عدة سير وتراجم وتحقيقات تاريخية منها ( الشيخ موسى اليعقوبي: حياته – شعره) و (هل للخنساء أربعة بنين استشهدوا في معركة القادسية) كتبه انتصار لام البنين ام العباس بن أمير المؤمنين وأخوته الشهداء في كربلاء.



مشاريعه

يعتبر سماحة الشيخ اليعقوبي أول من عمل على تحويل المرجعية إلى كيان مؤسساتي حقيقي تبقى محافظة على ديمومتها بلطف الله تبارك وتعالى حتى بعد غياب شخصه ولم يقف عند حدود مرجعية ترعى مؤسسات حيث يقف المرجع على قمة هذه المؤسسة ويرتبط به مباشرة مكتبه الذي يدير من خلاله الشؤون التقليدية للمرجعية و توزيع المخصصات المالية و إصدار و نشر كتب سماحته والمكتب الاعلامي للمرجعية و تنظيم اللقاءات اليومية العامة بالناس و إصدار صحيفة (الصادقين) التي تنشر احاديث سماحة الشيخ اليعقوبي وفتاواه و مواقفه وخطاباته.

ويشرف سماحته بنفسه على إدارة كل المشاريع التي أسّسها بفضل الله تبارك وتعالى ريثما ينضج العاملون ليمسكوا بمفاصل المشروع الاصلاحي للمرجعية و التي يفترض أن تكون على راسها (جماعة الفضلاء) التي هي الحلقة القريبة للمرجعية و تشرف على سائر المشاريع الاخرى و تضبط حركتها ضمن مشروع المرجعية و المؤسسات القائمة الآن بلطف الله تبارك وتعالى هي :-



1 ـ جماعة الفضلاء : وهي مؤسسة تشرف على إدارة المشروع الإسلامي المبارك بكل اذرعه التي أسسها سماحته ليواجه بها كل التحديات التي يتعرض لها المشروع الإسلامي و لتلبي كل الطموحات المرجوة منه وهو يتكفل التمهيد لدولة القسط و العدل المباركة ولها أمانة عامة في النجف الأشرف و مكاتب في المحافظات وقد كتب أعضاء الأمانة العامة نظامها الداخلي و تشكيلاتها و مسؤوليات مكاتبها المركزية و الفرعية وفق الرؤية التي كتبها سماحة الشيخ اليعقوبي ومن تشكيلاتها (مجلس اهل الخبرة) المكون من (25) من أساتذة السطوح العالية في الحوزة و الرساليين الذين يؤمنون بالعمل الاجتماعي و الحركة الإسلامية وظيفته تعيين المرجع القائد الذي يقوم بإدارة هذه المؤسسة و مشاريعها و عموم الحركة الإسلامية من دون تدخل في المعايير الموروثة لتعيين مرجعية التقليد ، وهذا المجلس لم يؤسس بعد لعدم نضج هذا الوعي لدى الحوزة العلمية في النجف الأشرف الخارجة تواً من ضغط وبطش الدكتاتورية وقد أعلن عن تأسيس جماعة الفضلاء في المؤتمر التأسيسي الذي عقد في النجف الأشرف يوم 27/صفر/1424 المصادف 30/4/2003 أي بعد ثلاثة أسابيع من سقوط الصنم .

2 ـ جامعة الصدر الدينية و فروعها تأسست الجامعة عام 1417/1997 برعاية السيد الشهيد الصدر (قده) و الهدف منها استقطاب حملة الشهادات الأكاديمية الى الحوزة العلمية و احتضانهم في مشروع طموح يجمع بين الدراستين ويجدد في عناصر شخصية الحوزويين وقد وضع فكرته السيد الشهيد الصدر الأول (قده) ونفذها السيد الشهيد الصدر الثاني (قده) و اختار الشيخ اليعقوبي لعمادتها باعتباره يحمل شهادة أكاديمية راقية وفضيلة حوزوية عالية وقد حافظ سماحته بحكمة و شجاعة على استمرار المشروع بعد استشهاده وبعد سقوط النظام بادر الى فتح فروع للجامعة في المحافظات بلغت ألان (24) فرعاً و مجموع طلبتها (1600) تقريبا في محافظات الوسط و الجنوب ، ستة منها في بغداد و أربعة في النجف الأشرف فيها الجامعة الأم وقد كتب سماحته النظام الداخلي للجامعة ومفردات مناهجها ونشاطاتها ونظام العمل بفروعها في كتاب (جامعة الصدر الدينية :الهوية والانجازات) ومدة الدراسة فيها ثمان سنوات تُمثّل الثلاثة الأولى منها كلية (التوجيه الديني و الإصلاح الاجتماعي) و الثلاثة الثانية (كلية إعداد المدرسين) و السابعة و الثامنة (كلية الاجتهاد المقيد) يتأهل تزامنا معها لحضور البحث الخارج0.وقد تخرجت في العام الماضي الدورة الأولى من طلبة الجامعة.

3 ـ حزب الفضيلة الإسلامي وهو الواجهة السياسية لهذا المشروع أعلن سماحة الشيخ اليعقوبي عن تأسيسه بعد السقوط بأسبوعين و اختار نخبة من الأكاديميين أبناء الحركة الإسلامية لقيادته وقد دخل العملية السياسية وحقق نتائج كبيرة فاجأ بها الجميع ويمتلك (15) مقعدا في البرلمان الحالي و يتميز برنامجه السياسي بخصائص وطنية و عربية و إسلامية و إنسانية و يتسامى عن الفئوية و الأنانية الحزبية الضيقة وقد كتب سماحة الشيخ جملة من أدبياته كـ ( الأسس النظرية لحزب الفضيلة الإسلامي) و (العمل السياسي من الواجبات الشرعية) و (المبادئ الثابتة في السياسة) و(مبادئ الشفافية وعناصرها في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)) و كتبت قيادته برنامجه السياسي و (خصوصيات حزب الفضيلة الإسلامي) و (نظام الحكم المناسب في العراق) و( لماذا الفضيلة حزباً) وقد وضح سماحته العلاقة بين جماعة الفضلاء وحزب الفضيلة بورقة عمل من ثمان نقاط.

ويتشكل الحزب من أمانة عامة في بغداد تضم المكتب السياسي و المكتب الإعلامي و التنظيمي و التنفيذي و النسوي و التخطيط وتطوير المهارات و الثقافي وغيرها وله أمانات في مراكز المحافظات ومكاتب في الاقضية و النواحي وقواعد واسعة تنتظم في مجاميع و هيئات.

4 ـ رابطة بنات المصطفى (صلى الله عليه واله) وهي مؤسسة لتنظيم العمل الاجتماعي للمرأة تتألف من الأمانة العامة في بغداد و أمانات في المحافظات وتقوم بأنشطة اجتماعية واسعة من خلال العشرات من المؤسسات و المنظمات كرعاية الأرامل و الأطفال و تثقيف النساء وتعليمهن الفقه و العقائد ومساعدة المحتاجين و إقامة دورات لمحو الأمية و تعليم الكومبيوتر و الخياطة و الخدمات الطبية الأولية و إقامة الشعائر الدينية و المناسبات الاجتماعية و التوسط في تزويج النساء وقد كتب سماحته (ورقة عمل رابطة بنات المصطفى) وغيرها من الأدبيات التي تنظم عملها و تدير الرابطة و مؤسساتها و فروعها نساء رساليات يحملن شهادات أكاديمية راقية و لهن أربعة مقاعد في البرلمان الحالي من ضمن مقاعد حزب الفضيلة الإسلامي

5 ـ جامعة الزهراء (عليها السلام) للعلوم الدينية: وهي على غرار جامعة الصدر الدينية في مفردات الدراسة ونظامها و مراحلها الا انها مختصة بالنساء ولها اليوم أربعة عشر فرعاً في النجف و المحافظات الأخرى تضم المئات من الطالبات و عمرها ثلاث سنوات لأنها أسست بعد سقوط النظام ويراعي نظام الدراسة فيها طبيعة مسؤوليات المرأة في العمل الاجتماعي ويرتبط بها (معهد الزهراء للخطابة) الذي يُعّد مبلغات وخطيبات منبر مناسبات للتحديات المعاصرة.

6 ـ مؤسسة إذاعة البلاد: وهي إذاعة محافظة تهدف الى نشر الوعي الإسلامي وتعاليم أهل البيت و التوجيهات الاجتماعية المفيدة وتعالج عدة قضايا في المجتمع العراقي وتبث برامجها من بغداد وتغطي اغلب مناطق العراق ومن المؤمل تطويرها لتكون نواة لقناة فضائية تلفزيونية هادفة حينما تتوفر الإمكانيات المادية بلطف الله تبارك وتعالى و لسماحة الشيخ عدة كلمات عن أهمية الإعلام و دور الكلمة في حياة الأمة.

7 ـ نقابة السادة العلويين: و الهدف من إنشائها الاعتناء بذرية رسول الله (صلى الله عليه واله) من أبناء الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وقضاء حوائجهم و تزويج شبابهم و للنقابة أمانة مركزية في النجف الأشرف و معتمدون في المحافظات ولها مقعد في البرلمان ضمن قائمة حزب الفضيلة الإسلامي وقد كتب سماحة الشيخ اليعقوبي عدة أدبيات لبيان مبررات تأسيسها و برامج عملها و دورها في حياة الأمة

8 ـ منظمات المجتمع المدني التي تغطي كل مساحات العمل الإسلامي و تنتشر العشرات منها في بغداد ومثلها في المحافظات وتنتظم في هيئة مركزية لمنظمات المجتمع المدني (همم) ومقرها بغداد وذات توجهات متنوعة فبعضها ثقافية و أخرى خيرية و أخرى اجتماعية و أخرى للخدمات الطبية و غيرها ويعمل طوعيا فيها عدد كبير من الشباب الرسالي ولسماحة الشيخ أدبيات عديدة في ضرورة تكثير هذه المؤسسات وتنويعها و آليات لإنضاج عملها

9 ـ تجمع المهندسين الإسلامي : وهو الذراع الاقتصادي والفني للمشروع الرسالي حيث يضم المجتمع العراقي أكثر من مئة ألف مهندس و فيهم الكثير من المؤمنين الرساليين و البلد مقبل على أعمار وبناء لمستقبل جديد و ركيزته الأساسية المهندسون المخلصون الأكفاء النزهاء فتأسيس التجمع لاحتضان هؤلاء المخلصين و بلورة عملهم و إعطائهم دور أساسي في بناء مستقبل العراق ولا زالت الشركات التابعة للتجمع تعمل في نطاق ليس كبيراً لاحتياج مثله الى مقومات غير متوفرة الآن الا بلطف الله تبارك وتعالى.

10-جامعيون: كيان يضم اساتذة وطلبة الجامعات والمعاهد العراقية والمهنيين والاداريين العاملين فيها وحملة الشهادات الجامعية وقد كتب سماحة الشيخ اليعقوبي خطاب (كيان جامعيون: الأهداف والآمال) بيّن فيه أن تأسيسه جاء تلبية لضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية انطلاقاً من الجامعات التي تكاد تكون المؤسسة الوحيدة التي لم تعصف بها الفتنة الطائفية والتناحرات السياسية مضافاً الى الاهداف الأخرى وهي الاعتناء بالكفاءات والكوادر المبدعة التي تضمها الجامعات والاستفادة منها في بناء وإعمار البلاد وازدهاره، وللنهوض بواقع الجامعات ومنتسبيها، انطلق الكيان عام 2006 وخاطبهم سماحة الشيخ ببيان في تجمعهم السنوي في كربلاء المقدسة في أيام عاشوراء 1428 المصادف كانون الثاني 2007 لإحياء ملتقى العلم والدين.

11 ـ المناسبات الدينية الكبرى حيث تنظم المرجعية مناسبتين ضخمتين (الأولى) في وفاة الصديقة الزهراء (عليها السلام) في النجف الأشرف بموكب مهيب يتقدمهم نعش رمزي للصديقة الطاهرة(عليها السلام) و يسيرون إلى الصحن الحيدري الشريف يتقدمهم فضلاء طلبة الحوزة العلمية و يشارك فيها عشرات الآلاف وممن يفدون من المحافظات كافة و (الثانية) مواكب الوعي الحسيني لطلبة الجامعات ليلة عاشوراء في كربلاء و يشارك فيه أكثر من عشرين ألف طالب جامعي في مسيرة منتظمة تنطلق من جامعة كربلاء الى الروضة الحسينية و العباسية الشريفة وترفع كل جامعة لافتة باسمها و الكليات كذلك و ينتظم الطلبة في كراديس و مواكب يسمى كل منها بصفة او خصيصة من مبادئ الإسلام و تعاليمه المباركة ومن المعروف سعة ولاء طلبة الجامعات لسماحة الشيخ اليعقوبي و تقوم لجان بتوفير الخدمات من الطعام و السكن و الضيافة في كلتا المناسبتين وقد تطورت المناسبة لتصبح (ملتقى العلم والدين) أو (ملتقى الجامعات و الحوزة العلمية)



الأسس العامة لحركة المرجعية الرسالية



تبتني حركة سماحة الشيخ اليعقوبي على عدة أسس أكد عليها في كتبه و خطاباته و عمدتها باختصار

1 ـ الإخلاص لله تبارك وتعالى وان يكون رضا الله تبارك وتعالى هو الهدف من كل حركة او سكنة وأساس نجاح العمل تذكر الهدف و برمجة العمل على أساسه و ضبط الحركة في إطاره .

2 ـ التأسي برسول الله (صلى الله عليه واله) و الأئمة المعصومين من ذريته (عليهم السلام) و اعتماد القران و السنة الشريفة مصدراً للتشريع و السلوك ومنهجاً لقيادة الحياة.

3 ـ تكريم الإنسان و جعله القيمة العليا و توظيف كل شي من اجل إسعاده وحفظ كرامته و ازدهار حياته

4 ـ الوحدة و التآلف و التنوع في أداء الأدوار و التسامي عن التقاطع و التشاحن و التزاحم المؤدي الى الفرقة و التشتت

5 ـ الدقة في اختيار قيادة الأمة وفق المعايير الدقيقة لان إمامة الأمة وقيادتها هو المحور الذي تنتظم حوله الأمة

6 ـ تهذيب النفس بالأخلاق الفاضلة وتطهير القلب حتى يأتي الله بقلب سليم

7 ـ تخليص الأمة من الجهل والتخلف و سوء الظن وخلق حالة الوعي والتدين و الورع

8 ـ تعريف الإسلام الحقيقي و إبراز عناصر القوة و العظمة فيه و إقناع الناس بالالتزام به وإتباعه وألفات النظر إلى عيوب الحضارة المادية و ضعفها وقصور النظريات والنظم المادية عن توفير السعادة و الكمال للإنسان.

9 ـ التنظيم و الدقة في العمل المؤسساتي بحيث ينصهر الجميع في خلية عمل متكاملة .

10 ـ مقاومة الفساد والانحراف والظلم والانانية والاستئثار والتسلّط بغير حق وانصاف المظلومين بكل الآليات المتاحة .

وقد ألّف عدد من الفضلاء والمفكرين في سيرة سماحة الشيخ اليعقوبي ومرجعيته ومشاريعه ومنها (الشيخ محمد اليعقوبي من الذات الى المجتمع) و (نظرية إعداد البديل) و (اليعقوبي قائداً) وغيرها .



من كلمات السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس) في سماحة الشيخ اليعقوبي.

1- مقدمة القسم الأول من كتاب المشتق.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.

اما بعد، فمن نعم الله سبحانه على الدين والمذهب عامة وعليّ خاصة وأنا العبد الخاطئ الذليل ان يرزقني عدداً لا يستهان به من الطلاب الفضلاء المخلصين وأهل الهمة المجدين جزاهم الله جميعاً خير جزاء المحسنين.

ومن أهمهم هذا الشيخ الجليل والعلامة النبيل المفضال الشيخ محمد موسى اليعقوبي (دام عزه)، فقد التزم دروسنا في علم الأصول وأنالها العناية الكافية فهماً وكتابةً ومدارسةً، وها هو يقدم لنا في هذا الكتاب نموذجاً من جهوده وليالي تفكيره. وقد قمت بمراجعته وتدقيقه فوجدته وافياً بالغرض ملمّاً بالمطالب حسب الأصول. ولكني اعتبرته هو المؤلف وله حرية التعبير وان كانت المطالب بالأصل صادرة مني بطبيعة الحال. ولكني أجزته في ذلك بعد حفظ المعنى ووضوح المبنى.

و لاشك انه بهذا الجهد الجهيد يسير بخطو حثيث نحو الاجتهاد ومعرفة السداد. أتمنى له المستقبل الزاهر في خدمة العلم والعمل وان يكون من المراجع المخلصين والقادة الطيبين جزاه الله خير جزاء المحسنين.

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

حرره بتاريخ التاسع من شهر رمضان المبارك عام 1418

محمد الصدر



2- الكلمة في مقدمة القسم الثاني من المشتق:

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد التحية والسلام والشكر والدعاء لكم بالموفقية وطول العمر

في حدود فهمي ان أتلو هذه الآية الكريمة: ((وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ،إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ))

وفي حدود فهمي: ان هذه التقريرات التي تفضلتم بها هي (أطروحة) جيدة جداً، يمكن فيها -على أي حال- إضافة ما تحتاج أليه من مطالب ولكنها مشجعة جداً والأمل ان تكون (مبيضة للوجه) في الحوزة وفي المجتمع وفي المذهب عموماً، وخاصة وهي تجمع إلى حد ما بين القديم والحديث ويمكن ان يستفيد منها الحوزوي والمثقف والمتفقه، وهذا امر اهل ان تبذل فيه المتاعب والمصاعب، فحيّا الله جهودكم وأوصلها إلى النتائج المطلوبة للنفع الخاص والعام معاً.

وعلى أي حال فهو عمل جليل جداً ويحتاج إلى تضحية كبيرة حسب تقديري وكل التقادير، فاجد (اقتضاءاً لا عليّةً) ان الأفضل والأنسب هو الاستمرار بهذا المشروع الجليل ولا اجد في مورد التزاحم بازائها شيئاً معتداً به، والأمر إليكم أولاً واخيراً.

وجزاكم الله خير جزاء المحسنين.

والحمد لله رب العالمين

ودمتم لمخلصكم الاحقر



3- الكلمة في مقدمة قناديل العارفين

رسالة قيمة

ارسلها سماحة آية الله

الشهيد السعيد السيد محمد الصدر (قدس سره)

إلى سماحة الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)

بسم الله الرحمن الرحيم

شيخنا الأجل دام عزك بعد التحية والسلام ارجو التفضل بالاطلاع على النقاط التالية:

1- انت تعلم انني كنت ولا زلت اعتبرك افضل طلابي واطيبهم قلباً واكثرهم انصافا للحق بحيث لو دار الامر في يوم من الايام المستقبلية بين عدة مرشحين للمرجعية ما عدوتك لكي تبقى المرجعية في ايدي منصفين وقاضين لحوائج الاخرين لا بايدي اناس قساة وطالبين للدنيا.

حتى انني فكرت في درجة من درجات تفكيري انني اقيمك للصلاة في مكاني عند غيابي تمهيداً لذلك ولازال هذا التفكير قائماً، ولم تمنع عنه رسالتك الصريحة هذه. كما لم اجد في طلابي إلى الآن على كثرتهم وتنوع اتجاهاتهم واذواقهم من هو جامع للشرائط التي اتوقعها اكثر منك، فحقق الله رجائي فيك بعونه وقوته.

1 جمادى الثانية 1418





4- المقاطع في أول كتاب "الشهيد الصدر كما أعرفه" المأخوذة من رسائله (قدس)



5- ومن كلمته (قدس سره) في جامعة الصدر تاريخ 5/ جمادي الثاني/1419 هـ (أي قبل إستشهاده (قدس سره) بخمسة أشهر):



(والآن استطيع أن أقول أن المرشح الوحيد من حوزتنا هو جناب الشيخ محمد اليعقوبي إذا كان الله أمد لي في العمر الى وقت شُهد باجتهاده، فانا لا أعدو عنه هو الذي ينبغي ان يمسك الحوزة بعدي)










والحمد لله أولاً وآخراً

اليزابيث
16-10-2013, 10:55 PM
اذا كان ارتداءه للزي الحوزوي في عام 1992 على يد السيد الخوئي قدس سره وعند صقوط الطاغيه كان مجتهد حسب ادعائك فكم سنه درس البحث الخارج وعلى يد من حصل على الاجتهاد افيدونا يرحمكم الله