المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قارئ القبور


ابو الحسن الكاظمي
24-08-2013, 05:50 PM
قارئ القبور
بدأ يرتل بصوته المبحوح بعض آيات الكتاب العزيز وهو جالس على التراب الحار أمام الجنازة التي لم تدفن بعد ,عيناه الغائرتين في وجهه البائس كانتا تتحركان بسرعة خاطفة بين صفحات القرآن وبين وجوه أهل البيت لكي يثبت أو يثير انتباههم (إنني أقراء على ميّتكم المقبور) لم يكن أحد من الحاضرين ملتفت إليه أو ماذا يقرأ من صحيح أو خطأ بل حتى الميت لم يكن يسمع هذا الصوت الأجش لانشغاله بالحال الجديد وما سيلاقيه في بيته الجديد الموحش ربما (لا نعرف) أخذ يسرع بالقراءة لأن الدفن قد تم وسوف يغادرون بسرعة و لأن السادة الحضور قد استوحشوا من بقائهم داخل المقبرة التي لا صوت فيها إلا صوت الموت الذي يتردد في أسماعهم (إنكم راجعون إلي هنا لا محالة ) وضع أحدهم مبلغا في جيبه فلم يكتفي فبدأ يرتل مرة ثانية ولكن هذه المرة تراتيل حياته البائسة فبدأ التعاطف معه (سبحان الله لا يخرج المال من جيوب الناس إلا بالاستعطاف وقليل من الدموع ) فرح حينما امتلأ جيبه جيدا ثم بدأ يشق طريقه بين الأموات علّه يحظى بميت جديد
دخل بيته أو قبره (فالفارق غير موجود ) ولكنه لا يدري حين يموت من سيقرأ عليه وهو لا يملك أحدا يدفع من جيبه الخاص
الغريب في هذا القارئ انه يشبه الكثيرين من البشر فهو ينتظر أن يموت إنسان فتمتلئ جيوبه وأولئك ينزلون الموت كالوحوش فتمتلئ جيوبهم أضعافا مضاعفه أمولا ودماء .
بقلمي

ابو الحسن الكاظمي
12-10-2014, 03:46 PM
ولا زال القارئ يقرأ

مسفر
12-10-2014, 05:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


شكرا لك لكن اود ان اقرأ لك بعض الكلمات


عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: (يتبع الميت ثلاثة: أهله، وماله، وعمله.. فيرجع اثنان، ويبقى واحد: يرجع أهله وماله، ويبقى عمله).


قال الله تعالى في كتابه الحكيم


كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور


وقال الله تعالى في كتابه العزيز


واتقوا يوما فيه ترجعون الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون


صدق الله العلي العظيم

مسفر
12-10-2014, 05:53 PM
وقوله تعالى حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون

ابو الحسن الكاظمي
20-05-2016, 03:23 AM
الاخ العزيز مسفر ...
مروكم زاد الموضوع أهمية.
طابت ايامك سعادة.