المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رؤية تحليلية للإحداث في العالم والمنطقة خصوصا في ظل روايات عصر الغيبة


عبدالله الجزائري
26-08-2013, 01:24 AM
B]
رؤية تحليلية للإحداث في العالم والمنطقة خصوصا في ظل روايات عصر الغيبة

هذه الرؤية تستند إلى إمكانية مقاربة المعطيات والوقائع والإحداث في فترة زمنية حديثة ومعاصرة للملامح والمعالم العامة التي بينتها روايات عصر الغيبة ومستندة الى تحليل روائي عام للأحاديث الواردة في هذا الموضوع .

هذه الرؤية مستندة أيضا إلى حقائق كنت من الشاهدين عليها وقريب منها متصلة بألطاف بقية الله الأعظم ورعايته ولولا تفنيد المبطلون وتشكيك المرتابون لطرحتها ولكن سأشير إليها بين طيات الكلام . والله العالم


تتضمن هذه الرؤية على عدة محاور ولنبدأ بالمحور الأول :

المنهج الحديث لفهم أحاديث وروايات عصر الغيبة :

إن اغلب الروايات الواردة في موضوع الغيبة وعصر الظهور والعلامات العامة والحتمية والملاحم والفتن التي تعصف ببلاد المسلمين والعالم تحوي على تفاصيل وجزئيات كثيرة ودقيقة ومسميات وتوصيفات توحي لنا أن المنهج المتبع في صياغتها اقرب إلى المنهج الرمزي منه إلى منهج التشخيص للأعيان والأشخاص , وان تنوع مواضيع هذه الروايات والمدى الزمني الواسع والمفتوح لوقوعها كل ذلك لإعطاء الملامح والمعالم العامة للحدث المرتقب بصورته الكلية لا المجتزئة .

إن كثير من البحوث التي حللت الروايات بشكل منفرد وأخذت المفاهيم والعناوين الواردة فيها وحاولت تطبيقها على مصاديق خارجية , وقعت في التحديد الزمني والتشخيص العيني المنهي عنه والمتفق على بطلانه , بل إن الطريقة والسياسة التي اتبعها أهل البيت عليهم السلام في رواية الأحاديث وتنوعها وتعارضها أحيانا كانت طريقة مانعة ووسيلة ضامنة من التحديد , كما إن الصفة الديناميكية في منطوق الروايات وعموميتها وإطلاقها واحتمالها عدة وجوه وعدم وجود قرائن وشواهد قطعية على انطباق المفاهيم على المصاديق تجعل من الصعوبة التعامل مع الروايات بشكل منفرد فيكون الاستدلال منقوص.

إن منطوق الروايات يتسم بالطبيعة التاريخية إي منسجمة مع لغة ومنطق أهل ذلك الزمان فنلاحظ أن بعض العناوين والتوصيفات والمسميات ليس لها استخدام في الوقت الحاضر فالألفاظ انتقلت إلى معاني أخرى أو تعينت ألفاظ جديدة للمعاني ذاتها واستحدثت ألفاظا لمعانٍ جديدة , ولم يخلو منطوق الروايات من طبيعة التشويق تجعلها تختلف عن الروايات الأخرى في الفقه والأصول والمعارف الدينية والهدف من ذلك جعلها محل اهتمام الناس وتداولها لضمان وصولها إلى الأجيال اللاحقة الأقرب ثم الأقرب إلى عصر الظهور لتستخلص منها المعاني والمقاصد الكلية والملامح العامة للحدث المنتظر دون التكلف والتركيز على البحث على المصاديق .

إن بداية رواية الأحاديث المتعلقة بالإمام المهدي عليه السلام وغيبته وعصر الظهور والعلامات الحتمية وغير الحتمية ابتدأت منذ وقت مبكر في زمن النبي والأئمة صلوات الله عليهم اجمين وهذا يعتبر مؤشر على اتساع المدى الزمني الذي يمكن أن تكون الروايات فيه فعالة وإمكانية وقوع الإحداث في عرض هذا المدى وليس بالضرورة انحصارها في فترة مقاربة للظهور المبارك .عدا العلامات الحتمية قرب ظهوره المبارك.

ان الروايات التي حددت شخصيات كالسفياني ( الذي حددت له اسما ذو طبيعة تاريخية ) والدجال والخراساني واليماني قلنا أن المختار عندنا ورودها لبيان مناهج وإيديولوجيات لمعسكرين متضادين أما ظهور أعيان وشخوص لقيادة المعسكرين فهو تحصيل حاصل . كما إن التوصيف النسبي والمناطقي للأشخاص فيه إشارة غير مباشرة إلى المنهج الذي يتبعه السفياني وال سفيان (على سبيل المثال) وفيه أيضا قيمه اعتبارية لأهل الأمصار (خراسان واليمن ) مستندة إلى الروايات التي صنفت أهل الأمصار وأدوارهم المرتقبة في نصرة خط أهل البيت عليهم السلام .

إن الإحداث مترابطة ومتشاركة في صناعة الحدث والتغيير , وكل واقعة وحادثة وردت في الروايات سواء حدثت أم لا , إنما تشكل جزء من كل وتضيف حال حدوثها في وقت معين عامل إضافي وتمهد لإحداث أخرى لاحقة ضمن مسلسل طويل من الإحداث في المدى الزمني المفتوح لا المضغوط .

من هنا تأتي أهمية النظر إلى الإحداث التاريخية والمعاصرة بشكل تكاملي وطبيعة تراكمية بدلا من الرؤية التجزيئية أو الاختزالية أو تركيز وقوع الإحداث في مدى مضغوط قرب الظهور المبارك مما يجعلنا نتكلف في البحث عن مصاديق خارجية للمفاهيم والعناوين الواردة وتطبيقها عليها .

إذن كل ما يمكن الاستفادة والاستدلال منه خلال استنطاق الروايات بعد عملية الجمع لها هو الملامح والمعالم العامة للحدث المنتظر في ظل قاعدة التسامح في الادلة , وغير هذه الاستفادة يعني رفع مظلة التسامح والخروج الى فضاء التشدد السندي الذي يسقط الكثير من الروايات عن الاعتبار .

انتهى المحور الاول




[/B]

س البغدادي
26-08-2013, 09:17 PM
متابع لكم استاذي ،،وعذرا للقطع مني ،

نهر دجلة
26-08-2013, 11:59 PM
رائع



http://im37.gulfup.com/GvL3L.gif


اللّـهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه
في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَة وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً
وَدَليلاً وَعَيْنا حَتّى تُسْكِنَهُ اَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً
بِرحمتِك يا اَرْحَمَ الرّاحِمين



http://imup2.dorar-aliraq.net/2013-08/37804.karth_alord_sorh_5.jpg

س البغدادي
27-08-2013, 11:51 PM
اتمنى على الاخوة والاخوات الاعضاء والكل المساهمة والمشاركة ولو بالمطالعة قدر المستطاع والاستزادة من قلم الاستاذ الحزائري،،لما في البحث من اهمية بالغة في رؤية الاحداث وقراءتها بصورة جديدة ،،
لااحب الاطالة على ما في اصل البحث المقدم ،،
تحياتي لصاحب الطرح استاذي الجزائري،،
ودي وتقديري

عبدالله الجزائري
28-08-2013, 03:32 AM
المحور الثاني

التطور في الفكر السياسي الشيعي ودوره التمهيدي


المرحلة الأولى : الغيبة الفكرية

واجه فكر مدرسة أهل البيت بعد انقلاب السقيفة هجمة شرسة قمعية وحملة تعتيمية وخطة لاجتثاثه من خارطة الفكر العقائدي الإنساني وابتدأت الحملة بمنع تدوين أحاديث أهل البيت والتضييق وملاحقة رواته وحفظته من أصحاب الأئمة عليهم السلام ومحاربة الحواريين منهم .
وإزاء هكذا ظرف ووضع يهدد ضياع أصول حديثيه كثيرة تحوي معارف دينية متنوعة , كان لابد من إيجاد سياسة وآلية مستمرة للحفاظ على هذا الموروث العلمي الذي يمثل الدين الحق وتأمين قناة لإيصاله إلى الأجيال المتعاقبة مستندين إلى الدعم والوعد الإلهي المتمثل بآية الحفظ للذكر {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
وتطبيقا لهذا الوعد والهدف من وراءه سعت السلطات التنفيذية المعصومة المتمثلة بأهل البيت عليهم السلام إلى وضع إستراتيجية لتحقيقه متمثلة بتهيئة حفاظ ورواة حديث على مستويات مختلفة من القرب منهم ووفرت وسائل الحماية لهم وصلت إلى حد البراءة منهم حفظا لدمائهم .

كانت هذه هي المرحلة الأولى وهي مرحلة الغيبة الفكرية أو المرحلة السرية لعملية الإيصال والدفع للمحتوى الروائي إلى أقصى مدى زمني يضمن انتهاء الحملة المضادة له أو زوال المناخ التعتيمي إلى مناخ العولمة والانفتاح حتى إذا وصل إلى هذا الوقت بدأت المرحلة الثانية .



المرحلة الثانية : الظهور الفكري

تبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة الظهور الفكري لمنهج وفكر ومعارف وعلوم أهل البيت أو المرحلة العلنية والتي شهدت الحوارات والمناظرات العقائدية في موضوعات اصول الدين أو المتعلقة ببيان ظلامه أهل البيت وأحقيتهم في المرجعية والقيادة للأمة الإسلامية .
وضع أهل البيت شروطا للمرحلة الثانية تتمثل بالتقية والصبر والادخار للنفوس وعدم التعجل في أمر الله والقيام بالتكليف المحدد لتلك المرحلة فكانت نظرية الانتظار وعدم التصدي لأي عمل سياسي تأسيسي أو عمل عسكري ابتدائي وتبني سياسة المرحلية والتدرج والإصلاح المتعقل للأمر الواقع حسب الظروف الموضوعية آنذاك .

ولم تكن الظروف السياسية ولا موازين القوى العسكرية تساعد على تأسيس رؤية سياسية أو إيجاد تحرك عسكري , ولا وجود حينئذ لعوامل سياسية أو اقتصادية عالمية أو إقليمية كما هي ألان تستطيع التأثير والتغيير في حركة الصراع , فكان كل تحرك سياسي أو عسكري محكوم بالفشل بسبب اختلاف الموازين , فكانت الأولوية في هذه المرحلة للمواجهة والمكاشفة الفكرية والعقائدية .




المرحلة الثالثة : مرحلة التمثيل والتقارب السياسي

وبعد مرور فترة من الزمن على هذه المرحلة الدعوية العلنية استطاع الفكر الشيعي أن يستقطب الكثير من الناس واستطاع أن يتغلغل إلى الأوساط السياسية والى قمة الهرم السياسي ليطرح نفسه ويستعرض إمكاناته ورؤاه التجديدية والاجتهادية والتي أبهرت الحكام فاستشعروا أهمية هذا الفكر وقربوه نجيا واعدوا له متكأ وجعلوا له تمثيلا وسلطانا مؤثرا في مراكز صنع القرار للدولة (كما حصل للطوسي والمحقق الكركي وابن طاووس ) هذه مرحلة ثالثة وهي مرحلة التمثيل والتقارب السياسي للفكر الشيعي

وتعتبر مرحلة التقارب والتمثيل السياسي للفكر الشيعي هي مرحلة التحول والظهور للفكر السياسي الشيعي بعد تهيئ الأرضية والظرف المناسب وبداية تشكيل الرؤية السياسية التأسيسية ودخول المعترك السياسي فشهدت هذه المرحلة مجموعة من المنظرين للنظرية السياسية كالكركي والنراقي والأفغاني وصولا إلى منظر النظرية الدستورية والبرلمانية في الحكم وهو الشيخ النائيني والتي انطلقت في إيران سنة 1906 كحركة شعبية مطالبة بنظام برلماني ودستوري لشكل الحكم بالبلاد بديلا لدكتاتورية الحاكم المستبد الذي استعبد العباد وباع البلاد لقوى الاستعمار والاستكبار .



المرحلة الرابعة : إقامة حكومة إسلامية

ولم يتوقف تطور الفكر السياسي الشيعي عند هذا الحد بل تعداه ليشهد تحولا باتجاه إمكانية إقامة حكومة إسلامية على أساس مبدأ الشورى إلا أن هذا الرأي لم يلبث أن نسخ بنظرية ولاية الفقيه لمجددها الإمام الخميني (قدس سره) الذي حققها في الواقع الخارجي وقدم لها نموذجا معاصرا ناجحا فل ظل حصار كوني سبقته حرب شاملة لكنه يأبى إلا أن يتم ويكمل دور ايران الترويجي لمعارف أهل البيت والتمهيدي للتغيير المنتظر ببركة بقية الله الأعظم الإمام الحجة المنتظر عليه السلام .


إن مراحل تطور الفكر السياسي الشيعي الآنفة الذكر والتي تأتي في سياق مفهوم المرحلية في الإصلاح والتمهيد المتدرج إنما تنسجم مع مرحلة الانتظار الايجابي والتفاعلي لا الانتظار السلبي المتعجل والانفعالي .

إن هذا التحول والتطور في الفكر السياسي الشيعي وما نتج عنه من نظريات ونماذج معاصرة كان له أثرا واضحا ومهما في لفت أنظار العالم أن الشيعة أصحاب نظريات ناهضة ورائدة ممكنة التطبيق وذات أهداف ونتائج قابلة للتحقق وواقعية ومن أهدافها تحقيق العدل والإحسان للرعية ورفض الظلم والاستبداد والاستعباد للشعوب من قبل الحكومات , ففهم الناس حقيقة ثورة الحسين وأهدافها فأصبح الذين يخطئون الحسين عليه السلام على خروجه على الطاغية يزيد بالأمس يقولون اليوم انه لم يخرج أشرا ولا بطرا إنما خرج للإصلاح وتحقيق مطالب المظلومين وتطبيق شريعة سيد المرسلين .

فسقطت نظرية القوم القائلة أن الحكام هم أولو الأمر المقصودين في آية الولاية , أسقطتها الشعوب المضطهدة والمظلومة صارخة لا للظلم نعم للعدل وان العقل الجمعي العالمي لما ينضج للمطالبة بوجود نظام عالمي موحد تحت قائد واحد وصلح رباني يملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا .


انتهى المحور الثاني

عبدالله الجزائري
28-08-2013, 09:31 PM
رائع



http://im37.gulfup.com/GvL3L.gif


اللّـهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه
في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَة وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً
وَدَليلاً وَعَيْنا حَتّى تُسْكِنَهُ اَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً
بِرحمتِك يا اَرْحَمَ الرّاحِمين



http://imup2.dorar-aliraq.net/2013-08/37804.karth_alord_sorh_5.jpg


الاخت الفاضلة والعزيزة والحريصة والتي يعز عليها ان ترى الوضع الداخلي والعالمي يتازم اكثر فاكثر
اشكر مداخلتكم وتفاعلكم مع الموضوع


اتمنى على الاخوة والاخوات الاعضاء والكل المساهمة والمشاركة ولو بالمطالعة قدر المستطاع والاستزادة من قلم الاستاذ الحزائري،،لما في البحث من اهمية بالغة في رؤية الاحداث وقراءتها بصورة جديدة ،،
لااحب الاطالة على ما في اصل البحث المقدم ،،
تحياتي لصاحب الطرح استاذي الجزائري،،
ودي وتقديري

الاخ السند والعضد الاشد السيد البغدادي
اقدر عاليا تفاغلك الشحصي و دعوتك للتفاعل مع الموضوع من قبل الاخوة الاعضاء ولا يزيدني موقفكم ومتابعتكم الا حرصا لتقديم لمزيد من المشاركات بما يتسع وقتنا فلقد شغلت تطورات الاوضاع وتسارع وتيرتها وكثرة التصريحات والتردد والترديد فيها والمواقف المتتابعة في الموضوع السوري عقولنا وشلت ايدينا عن الكتابة .


احب ان افكر معكم بصوت عالٍ

اني ارى من خلال كثرة التصريحات الامريكية والبريطانية والفرنسية اليومية والترديد الذي يكتنفها احيانا والردود الاسرائيلية المحذرة والمعبرة عن خوف وقلق من الضربة العسكرية سيما وقد ذهب وفد امني وعسكري الى البيت الابيض ليتم تنسيق اي ضربة امريكية مع الكيان قبل تنفيذها والبيت الابيض لم يقطع ويجزم بالضربة بدون اجماع وهم يحاولون تحقيق اجماع خارج مجلس الامن هذا من جهة والامين العام يدعوا الى منح الدبلوماسية فرصة .

موقف روسيا الهادئ له عدة فرضيات :

1- ان هناك صفقة تمت بين روسيا والسعودية بزيارة بندر الى موسكو للسماح بضرب سورية
2- ان الدعم الروسي لسوريا ينحصر بالدعم والدرع الدبلوماسي
3- اتفاق روسي امريكي سري بقبول روسيا ضربات محدودة دون اسقاط النظام
4- البرود في الموقف الروسي والنأي عن اي تورط عسكري انما يكشف عن ان روسيا قد اعدت خطة دفاعية لسوريا من خلال تجهيزها بدفعة من صوارخ s300
5- البرود او الهدوء بالموقف الروسي نابع من معرفة بأن هذا التصعيد للضربة هو اعلامي يهدف الى :

1- جعل الحكومة السورية تقدم تنازلات
2- اضعاف وشق الجبهة السورية الداخلية
3- الضغط على حلفاء سوريا لتقديم تنازلات واضعاف دعمهم لسوريا
4- حرب نفسية على الجيش السوري ورفع معنويات المعارضة

من خلال هذه المعطيات ارى ان الامر الخامس هو المرجح عندي لحد الان والله العالم

س البغدادي
28-08-2013, 10:50 PM
استاذي واخي الفاضل الجزائري ،،حياكم الله ،
والله لفي كلماتكم وسطوركم ما هو المعبر الحقيقي والشارح الوافي لما مرت فيه الحركة السياسية الشيعية وعلى مر العصور منذ انقلاب السقيفة السيء الصيت الى يومنا هذا ،،
حقا ان في طيات ما كتبتم سبحا حقيقا لما سار فيه الشيعة الى هذا اليوم ،،
مازلت متابعا لكم بشغف واتمنى عليكم عدم الانقطاع والتواصل المستمر ،،
وعتبي على الاخوة الاعضاء والاخوات الفاضلات لعدم تفاعلهم مع الطرح ولو للمتابعة ،،
اما بخصوص ما سيحدث من احتمالية الضربة الامريكية الغربية على سوريا ،،
فاقول ،،
ان امريكا والغرب معها قد وقتت للضربة وحددت الاهداف وجهزت ماعليها من ذلك ،،اما تاخير ذلك لمعرفة ردود الافعال الدول الحليفة لسوريا النظام من مثل روسيا والصين وايران الاسلامية وكذا تيارات المقاومة الاسلامية والوطنية القومية في فلسطين ولبنان المساندة لسوريا ،،،
وكذا ستكون ضربة محدودة الاهداف قوية موجعة مدمرة للبنى التحتية للجيش السوري والنظام ،،
لكن هل ستؤدي الضربة او لنقل هل ان من اهداف الضربة الامريكية هي اسقاط النظام في سوريا ،،
لااتصور ذلك وكذا لاتجازف امريكا بهذا المعترك الاخير ،،
لعلمها مما يتمخض عن هذا العمل الجنوني من تداعيات خطيرة على المنطقة لاتستطيع هي امريكا والغرب تحمل نتائجها ،،
نرجوا ان قد اسمعتكم وجهة نظري للامر ،،
تقبل مني هذه السطور استاذي واخي الفاضل الجزائري ،،

عبدالله الجزائري
28-08-2013, 11:16 PM
استاذي واخي الفاضل الجزائري ،،حياكم الله ،
والله لفي كلماتكم وسطوركم ما هو المعبر الحقيقي والشارح الوافي لما مرت فيه الحركة السياسية الشيعية وعلى مر العصور منذ انقلاب السقيفة السيء الصيت الى يومنا هذا ،،
حقا ان في طيات ما كتبتم سبحا حقيقا لما سار فيه الشيعة الى هذا اليوم ،،
مازلت متابعا لكم بشغف واتمنى عليكم عدم الانقطاع والتواصل المستمر ،،
وعتبي على الاخوة الاعضاء والاخوات الفاضلات لعدم تفاعلهم مع الطرح ولو للمتابعة ،،
اما بخصوص ما سيحدث من احتمالية الضربة الامريكية الغربية على سوريا ،،
فاقول ،،
ان امريكا والغرب معها قد وقتت للضربة وحددت الاهداف وجهزت ماعليها من ذلك ،،اما تاخير ذلك لمعرفة ردود الافعال الدول الحليفة لسوريا النظام من مثل روسيا والصين وايران الاسلامية وكذا تيارات المقاومة الاسلامية والوطنية القومية في فلسطين ولبنان المساندة لسوريا ،،،
وكذا ستكون ضربة محدودة الاهداف قوية موجعة مدمرة للبنى التحتية للجيش السوري والنظام ،،
لكن هل ستؤدي الضربة او لنقل هل ان من اهداف الضربة الامريكية هي اسقاط النظام في سوريا ،،
لااتصور ذلك وكذا لاتجازف امريكا بهذا المعترك الاخير ،،
لعلمها مما يتمخض عن هذا العمل الجنوني من تداعيات خطيرة على المنطقة لاتستطيع هي امريكا والغرب تحمل نتائجها ،،
نرجوا ان قد اسمعتكم وجهة نظري للامر ،،
تقبل مني هذه السطور استاذي واخي الفاضل الجزائري ،،


اهلا ومرحبا بالاخ العزيز البغدادي

ووجهة نظركم هي اقرب الى الحدوث في ظل الزخم الاعلامي المكثف .
نحن لا نستبعد ضرب سوريا فهو هدف استراتيجي ولكن سوريا ليست العراق ولا افغانستان بل حلف مقاوم معه قوى كبرى ودول رافضة لم يتحقق الاجماع المتحقق على العراق فضلا عن التداعيات المترتبة على الضربة في المنطقة .

انظر الى المواقف العاجلة التي اوردتها في موضوع (هل تضرب سوريا )

عبدالله الجزائري
31-08-2013, 04:52 AM
المحور الثالث



السلوك التفاعلي للمُنتظِر ودوره التمهيدي





يعتبر الانتظار من القيم الإنسانية الكبيرة كما جاء في الحديث: (المنتظر لأمرنا كالمتشحّط بدمه في سبيل الله). وهناك فهمين من الانتظار هما الفهم السلبي والإيجابي.

إن الفهم السلبي للانتظار هو الذي يأخذ الحدث بمعناه الظاهري فقط ولا يأخذه بمعناه العميق كانتظار الصيحة مثلاً وهذا من مصاديق الانتظار السلبي الذي لا قيمة له.

أما الفهم الإيجابي للانتظار فهو ما له قيمة في حركة الواقع المعاش الذي نحن فيه ويساهم في صناعة الحدث. فظهور الإمام (عجل الله تعالى فرجه) شيء مرتبط بحركتنا، ومن الخطأ تصور ظهوره (عجل الله فرجه الشريف) منفصل عن حركتنا ووعينا وجهادنا وتحرّكنا، هذا الفهم السلبي للانتظار فهم خاطئ وغير إيجابي.

مرت على الامة الاسلامية احداث ومواجهات مصيرية كان يمكن ان تمثل نقطة تحول وتغير في حركة الصراع الا ان هذا التغير والتحول تعتمد وجهته ايجابا او سلبا على عدة عوامل منها التفاعل الايجابي او السلبي من قبل الشعوب المستضعفة فضلا عن الطائفة المستهدفة مع هذه الاحداث .

وسبق ان اوضحنا ان هذه العوامل تشكل ارضية تمهيدية وحلقة وصل لمراحل لاحقة من مسلسل الاحداث فهي تساهم في صناعة الاحداث وتجد توضيح هذا في الاية الكريمة في سورة الرعد (( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ )) [الرعد:11]

اذن قاعدة التغيير في الواقع الخارجي تستلزم تغيير في الفكر والسلوك الانساني . والتغيير الذي نترقبه جميعا بالظهور المبارك لا يشذ عن هذه القاعدة وهذا القانون والسنة الالهية لا تقبل التبديل او التحويل , بل الاحداث نفسها خاضعة للتغيير والتبديل اي خاضعة للبداء ربما في الجزئيات لا الكليات بالشكل التفاعلي ايجابا او سلبا تبعا لطبيعة ووجهة التغير الانساني .

من هنا يظن البعض ان الروايات حاكمة على حركة الواقع فيختزلون دور الانسان في توجيه التغيير والتحول في الاحداث لصالحه مما يتسبب بالمزيد من الهزائم وتكريسها ولا يزيد الهدف الا بعدا زمنيا اضافيا حتى يبلغ الناس مبلغا من العلم ليفهموا دورهم .

في ظل هذا الفهم القاصر لاغلب الناس لدور الشعوب والانكفاء والاكتفاء بالتفرج والاستنكار على استحياء وعدم تشكيل راي عام وعقل جمعي ضاغط كل ذلك لا يساعد على ربط الاحداث الجارية بمضون روايات عصر الظهور .

من هنا تأتي اهمية العلاقة التفاعلية بين الانسان المنتظر والاحداث المختلفة وضرورة العمل على طبق التكليف الشرعي والاخلاقي وعدم التخلي عنه وعدم التخاذل في عصر الغيبة عن نصرة الحق من اجل تعجيل المؤجل وليس تأجيل المعجل .

س البغدادي
31-08-2013, 12:29 PM
متابع بصمت وبشغف حييتم

عبدالله الجزائري
31-08-2013, 01:04 PM
متابع بصمت وبشغف حييتم


وحياك الله اخي وسندي وسيدي السيد البغدادي

الاخوة الاعزاء جميعا :

اعتذر عما بدر مني من عتب وهدر عني من شقشقة فلم تكن عن ترف وبطر وكبر وعجب ورياء وعصبية بل من حمية وغيرة وحرارة العرج والعرق الهاشمي على مصير هذه الملة والفرقة المؤمنة والموالية والناجية فضلا عن الامة الاسلامية وعلى المكاسب والانتصارات النوعية التي حققتها المقاومة الاسلامية والتي اعطت مؤشرات وآيات للمتوسمين والمنتظرين بقرب الفرج وعدم التفريط بها وتاجيل الفرج .

فارجوا المعذرة منكم واصفحوا عني الصفح الجميل

عبدالله الجزائري
31-08-2013, 09:10 PM
المحور الرابع




ضرورة التخلص من الروح الانهزامية كقدمة تمهيدية




مر عالمنا الإسلامي بمراحل من الانتكاسات وابتليت الأمة بنكبات وأزمات كثيرة . وان أعظم ما أصيب به المسلمون هو سيطرة الروح الانهزامية والهزيمة النفسية في مجالات الحياة كافة السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية , وهي من اشد واخطر الأمراض النفسية التي يعيشها المسلم أكثر من أي وقت مضى ويعايش تداعياتها على الواقع .

لقد أورثت التجارب التاريخية الفاشلة وحقب الاستعمار وسيطرة دول الاستكبار على مصادر القوة العسكرية والاقتصادية واستثمارها دول الاستدرار من الأعراب من اجل تعزيز قدراتها مصالحها وإحكام قبضتها , أورثت الهزيمة النفسية عند المسلمين وزادت شعور الناس بالانبهار بالغرب والسقوط أمامه في كافة مجالات الحياة والتحديات .

إن الهزيمة النفسية تتعزز وتترسخ عندما يفكر الإنسان في حركة الصراع وفي مواجهة التحديات بحسابات القوة والضعف والكثرة والقلة فقط (العامل المادي الطبيعي ) بمعزل عن عامل مهم هو العامل الغيبي (الإيماني) , لذا من الطبيعي أن ينهزم ويسقط الإنسان أو المجتمع في مواجهة التحديات .

إن بالعامل المادي (الطبيعي) والعامل الغيبي (الإيماني) متلازمان , لذا فأن اعتماد العامل المادي (الأسباب الطبيعية ) دون استحضار العامل الغيبي الإيماني هو فكرة خاطئة , كما إن الاعتماد على العامل الغيبي الإيماني وحده بحيث بحيث يجعلنا نبتعد عن دراسة الواقع والتخطيط والأخذ بالأسباب الطبيعية فكرة خاطئة أيضا .

لذا من اجل الانتصار على الهزيمة النفسية وبعث روح التحدي والمقاومة بدلا من روح الهزيمة والانكفاء واليأس , لابد أن نزاوج بين العامل المادي الطبيعي والعامل الغيبي الإيماني في حركة الصراع والمواجهة .



من هنا يأتي دور الانتصارات النوعية في خروج الإنسان والمجتمع من حالة الهزيمة الى حالة الانتصار المعنوي والتعبئة لمواجهة التحديات المختلفة .

ان الانتصارات النوعية لا تقتصر اهميتها على الخروج من نكسة الهزيمة النفسية فحسب بل انها تشكل عاملا مهما له تاثيرا مهما في الدور التمهيدي في زمن الغيبة .

عبدالله الجزائري
04-09-2013, 08:45 PM
المحور الخامس

الشبكة العالمية الخفية الممهدة للظهور المبارك



إن المستفاد من روايات عصر الظهور وفق المنهج المختار عندنا , يوحي ويعطي تصورا واضحا بضرورة وجود جهة عالمية تمهد للظهور المبارك اقرب إلى الشبكة الخفية أو الحكومة الخفية .

يمكن الاستناد والاستدلال على هذا المعنى قرآنيا من خلال سورة القدر المباركة التي تثبت التنزيل المستمر للملائكة والروح فيها من كل أمر على الإمام عليه السلام وفيها يفرق كل أمر حكيم من التوجيهات والأوامر الإلهية الحكيمة لسنة كاملة , وهذه الأوامر والتعليمات والمعلومات السنوية تمثل السياسة الإلهية العامة والتفصيلية أو (الخطة السنوية) التي ينفذها الإمام عليه السلام .
وأذكركم بما قال الإمام (خاصموهم بليلة القدر) راجعوا الحديث.

إن هذه الخطة السنوية المتجددة تأخذ بعين الاعتبار التغذية الراجعة من تقييم واقع الحال للعباد والبلاد وحالة الوعي التي يعيشها الناس والاستعداد والتطور العقلي والتغيير الخارجي في السلوك الذي يعتبر شرطا حسب قاعدة (إن الله لا يغير ما بقوم ) .

إن هذه الخطة تتطلب كادر تنفيذي بجانب القائد الأعلى سلام الله عليه وهو من أساليب الإدارة الناجحة والكفوءة والفعالة ولا تدخل ضمن دعوات (السفارة والبابية) مضمون وموضوع روايات نفي المشاهدة بعد انتهاء السفارة في الغيبة الصغرى وبداية الغيبة الكبرى .

كما إن المختار عندنا إمكانية الرؤية والتواصل بين من يختارهم الإمام عليه السلام والذين يشكلون الكادر التنفيذي والخدمي لتعليمات الإمام عليه السلام وما موضوع (الابدال) إلا مثال على ذلك .

إن وجود كادر خدمي يمكن استنتاجه من القران في آية (كقوله تعالى : ( إِنَّ الذين تَوَفَّاهُمُ الملائكة ظالمي أَنْفُسِهِمْ ) [ النساء : 97 ] وقوله تعالى : ( فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الملائكة يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ) [ محمد : 27 ] وقوله تعالى : (حتى إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ الموت تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ) [ الأنعام : 61 ] إلى غير ذلك من الآيات . ولا تعارض بين هذه الآيات ولا تناقض بحمد الله تعالى ، وذلك لأن الموكل بقبض الأرواح ملك واحد ، إلا أن له أعواناً يعملون بأمره ويعينونه على ذلك .

ولما كان غياب الإمام لا يؤثر على دوره المناط به والمهام المكلف بها في ظل السرية التامة فحاجته إلى أعوان ومساعدين ضرورة عقلية تؤيدها الأدلة النقلية والنصوص القرآنية الآنفة الذكر .

إن عملية التمهيد لظهور الإمام عليه السلام تستند إلى الأدلة النقلية والموروث الروائي غني وحافل بذلك وكذلك تستند إلى الأدلة العقلية التي تحتم وجود مقدمات تسبق أي حدث وأمر كبير أي المرحلية والتدرج .

لقد بدأت المرحلة التمهيدية على المستوى النظري والتنظيري منذ وقت مبكر كما تناولنا في المحاور السابقة فقد مهدت قيادة أهل البيت المعصومة المتمثلة بالرسول الأعظم والأئمة المعصومين عليهم صلوات الله عليهم ووضعت الأسس النظرية والتنظيمية لتأسيس المنظومة العالمي الممهدة للظهور المبارك وصولا إلى التشكيل العالمي قرب الظهور الذي يقع على عاتقه الدور التنفيذي للسياسة التمهيدية التي وضع ملامحها أهل البيت عليهم السلام .

تضطلع هذه الشبكة أو الحكومة أو القيادة العالمية بالمهام التالية التي تنقسم مستويين :


المستوى التثقيفي:

1- نشر الثقافة والمعارف الخاصة بقضية الإمام المهدي عليه السلام والتعريف بأهدافها وفوائدها
2- تهيئة القاعدة الجماهيرية والرأي العام العالمي وتوعيته بضرورة وجود نظام عالمي ومصلح وقائد رباني يدير العالم بالعدل والقسط
3- توعية الرأي العام العالمي بضرورة التمييز بين الإسلام الحقيقي والإسلام الأميركي المتمثل بالتيارات المتطرفة التي تشوه الإسلام الحقيقي
4- التوعية من مخاطر التنظيمات السرية العالمية المعادية للإسلام والمرتبطة بالصهيونية العالمية


المستوى التنفيذي :

1- تهيئة وتسمية ممثلين عالميين سريين ضمن هيئة تنسيقية عالمية لتنفيذ التوجيهات والتوصيات الصادرة من القيادة أو الحكومة العالمية الخفية بقيادة الإمام عليه السلام .
2- تهيئة المعلومات الاستخبارية الدقيقة عن حلف الشيطان الأكبر في كافة المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية .
3- القيام بمشاريع عسكرية واقتصادية لتوفير الدعم المالي وتجاوز حالات الحصار والعقوبات الدولية الاقتصادية والعسكرية من اجل ضمان استمرارية العمل لتحقيق الأهداف التمهيدية .
4- التغلغل إلى الطبقات والكيانات السياسية وتشكيل لوب مقابل اللوبي الصهيواميركي يوثر على القرارات الإستراتيجية .
5- إفشال السياسات العدوانية التي ينفذها خلف الشيطان الأكبر المتمثل بقوى الاستكبار العالمي من خلال تهيئة ظروف مضادة وبيئة ممانعة.
6- كشف سياسة الكيل بمكيالين والمعايير المزدوجة التي يمارسها حزب الشيطان الأكبر وتعريتها أمام الرأي العالمي .
7- بناء القدرات العسكرية وتطويرها .
8- بناء حلف دولي مقابل حلف الشيطان الأكبر للحد من سيطرته على العالم .


في المحور القادم نعطي بعض ملامح هذه الحكومة الخفية

س البغدادي
07-09-2013, 01:12 AM
يرفع لاهمية الطرح وجودته

الباحث الطائي
07-09-2013, 04:39 AM
السلام عليكم اخي العزيز الجزائري ....بحث جديد من نوعه تقريبا* وهنا عندي سؤال : هو هل يمكن لتقريب الفكرة التي طرحتموها هو انكم تقصدون ان عمل هذا الجهاز الذي يعمل بالخفاء وتحت ولاية*الامام*الحجة ع المسدد بدوره بالغيب من*الله*والملائكة ،،، اقول كل ذالك هل يمكن اعتباره انه يكون على طريقة وعمل العبد الصالح الخضر ع ، ولكن بتوجيه*الامامالحجة ، اي انه هل هذا هو اللذي تعتقدون في طريقة عمل هذا الجهاز ام تذهبون ابعد او بشكل اخر قريب*وحتى تكتمل منطقية الطرح اكثر هل يمكن افتراض صيغة عملية لتحرك وتأثير هؤلاء على الواقع العملي كمثال يمكن ان يقرب الفكرة للاذهان ، وشكرا مقدما واخرا على جهدكم المميز السياسي المهدوي والذي يحتاج الضرف الحالي الى مثله .
وطبعا محل تسائلي حول المحور الخامس خصوصا

صابر البصراوي
07-09-2013, 02:51 PM
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد عبد الله الجزائري
اني المح بحثا فكريا غنيا في طرحكم هذا ، بيد اني لدي طلب وتساؤل ، وفقكم الله لمراضيه:
1- وددت لو انكم اغنيتم ما تطرحونه من حقائق او استنتاجات ببعض من جواهر كلام سادات الخلق ، الأئمة المعصومين ـ عليهم السلام ، روايات تعضد ما تطرحونه. فعلى سبيل المثال قولكم: "ان المستفاد من روايات عصر الظهور وفق المنهج المختار عندنا , يوحي ويعطي تصورا واضحا بضرورة وجود جهة عالمية تمهد للظهور المبارك اقرب إلى الشبكة الخفية أو الحكومة الخفية" ، فهلا دعمتم سيدنا العزيز مثل هذه الحقائق ببعض من كلام الأئمة المعصومين ـ عليهم صلوات الله وسلامه ـ من المحقق في كتب علماء مدرسة أهل البيت.
2- وأما سؤالي فهو مما ورد في ذهني بعد اطلاعي وانا تحت منبر سيد الشهداء عليه السلام على عقيدتنا في موضوع البداء والذي هو مقوم لاصل التوحيد كما اتصوره ، فبما أنه سبحانه وتعالى جلت قدرته وصف ذاته المقدسة بقوله: { يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } (الرعد 39) ، فهل يمكن أن يطبق البداء على ظهوره صلوات الله وسلامه عليه وعلى آباءه الطاهرين؟
بارك الله فيكم سيدنا وأفادنا بكم وبامثالكم .

عبدالله الجزائري
07-09-2013, 05:57 PM
يرفع لاهمية الطرح وجودته


وعليكم السلام سيدنا وعزيزنا البغدادي وفقكم الله لكل خير
عندي استيضاح حول معنى (يرفع الموضوع لاهميته ) ما تعني هذه الجملة في قاموس منتدانا العزيز فانا حديث عهد بالمنتديات كما اود معرفة كيف يتم تثبيت المواضيع ومعايير التثبيت والتقييم ؟
واشكر اهتمامكم بالموضوع ومتابعتكم له .



السلام عليكم اخي العزيز الجزائري ....بحث جديد من نوعه تقريبا* وهنا عندي سؤال : هو هل يمكن لتقريب الفكرة التي طرحتموها هو انكم تقصدون ان عمل هذا الجهاز الذي يعمل بالخفاء وتحت ولاية*الامام*الحجة ع المسدد بدوره بالغيب من*الله*والملائكة ،،، اقول كل ذالك هل يمكن اعتباره انه يكون على طريقة وعمل العبد الصالح الخضر ع ، ولكن بتوجيه*الامامالحجة ، اي انه هل هذا هو اللذي تعتقدون في طريقة عمل هذا الجهاز ام تذهبون ابعد او بشكل اخر قريب*وحتى تكتمل منطقية الطرح اكثر هل يمكن افتراض صيغة عملية لتحرك وتأثير هؤلاء على الواقع العملي كمثال يمكن ان يقرب الفكرة للاذهان ، وشكرا مقدما واخرا على جهدكم المميز السياسي المهدوي والذي يحتاج الضرف الحالي الى مثله .
وطبعا محل تسائلي حول المحور الخامس خصوصا



السلام عليكم اخي وعزيزي الفاضل الطائي

اما بعد وحسب ما فهمت من مداخلتكم التي تتضمن عدة نقاط :

ان عمل الجهاز والكادر التنفيذي كما ورد في المهام الثمانية لا يختلف عن اي عمل اخر مماثل له من حيث اتباع الاسباب الطبيعية والاخذ بها مع التسديد الالهي ودعم الامام لها هذا من جهة , ومن جهة اخرى هذه المهام تاتي لتحقيق الاهداف الستراتيجية (للسياسة العامة ) التي يضعها الامام عليه السلام وتبقى وسائل التنفيذ متنوعة ومختلفة حسب الظروف الموضوعية الزمانية والمكانية . فالامام يعطي صلاحيات ويفوضها لهم وتبقى برعايته وتوجيهاته لضمان عدم حيودها عن الاهداف المرسومة لها .

اما الخضر عليه السلام فانه فعل ما فعل ليس عن امره بل عن امر الله (وما فعلته عن امري )(الكهف 28)
اي كان له ولاية تكوينية وتعليمات الهية نافذة وحاكمة على الولاية والسلطة التشريعية المتمثلة بموسى عليه السلام الذي اعترض بموجبها على اعمال الخضر عليه السلام .

فالامام يملك الولاية التكوينية التي لها مواردها ومواطنها الا ان مناخ السرية المحيط بتحركات الامام واتباعه تستلزم الاخذ بالاسباب الطبيعية .

اما الصيغة العملية لتحرك الكادر التنفيذي فهي ظاهرة في النقاط الثمانية وهي عينها المهام العملية


وسوف اقارب وازاوج لهذ الطرح على نحو الاحتمال لا التشخيص والتعيين انشاء الله

ولكم خالص الدعاء






سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد عبد الله الجزائري
اني المح بحثا فكريا غنيا في طرحكم هذا ، بيد اني لدي طلب وتساؤل ، وفقكم الله لمراضيه:
1- وددت لو انكم اغنيتم ما تطرحونه من حقائق او استنتاجات ببعض من جواهر كلام سادات الخلق ، الأئمة المعصومين ـ عليهم السلام ، روايات تعضد ما تطرحونه. فعلى سبيل المثال قولكم: "ان المستفاد من روايات عصر الظهور وفق المنهج المختار عندنا , يوحي ويعطي تصورا واضحا بضرورة وجود جهة عالمية تمهد للظهور المبارك اقرب إلى الشبكة الخفية أو الحكومة الخفية" ، فهلا دعمتم سيدنا العزيز مثل هذه الحقائق ببعض من كلام الأئمة المعصومين ـ عليهم صلوات الله وسلامه ـ من المحقق في كتب علماء مدرسة أهل البيت.
2- وأما سؤالي فهو مما ورد في ذهني بعد اطلاعي وانا تحت منبر سيد الشهداء عليه السلام على عقيدتنا في موضوع البداء والذي هو مقوم لاصل التوحيد كما اتصوره ، فبما أنه سبحانه وتعالى جلت قدرته وصف ذاته المقدسة بقوله: { يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } (الرعد 39) ، فهل يمكن أن يطبق البداء على ظهوره صلوات الله وسلامه عليه وعلى آباءه الطاهرين؟
بارك الله فيكم سيدنا وأفادنا بكم وبامثالكم .


مرحبا بالاخ العزيز البصراوي ومرحبا باهالي البصرة الكرام
اشكر حسن تقييمكم للبحث والطرح وانا في خدمتكم
ارجوا منك قراءة المحور الاول في البحث.
اجيبكم ان شاء الله على ما سالتم
مع خالص الدعاء لكم

س البغدادي
07-09-2013, 08:38 PM
استاذنا الفاضل الجزائري ،،حياكم الله وسدد خطاكم وايدكم بما عندكم من العلم والثبات والايمان وجعلكم انشاء الله من جند الامام المنتظرين الحق ،،
اما بخصوص يرفع الموضوع لاهميته ،،
فهو اسلوب انتهجه رواد المنتديات والاعضاء الذي بموجبه بمجرد ذكر ملاحظة او تنبيه او تنويه يجعل الطرح الاساس والعمود المقدم اوتماتيكيا يصعد الى القمة الاولى من تسلسل المواضيع والطروح المقدمة في المنتدى ليلقى الاهتمام المطلوب ،،فانك استاذنا العزيز الفاضل من رواد المنتديات الثقافية والاسلامية والسياسية وتعرف ان الاعضاء والزوار يهتمون للمواضيع في القمم الاولى والاولية من التسلسل في المنتدى ،،
وهكذا سيرا على المنهج العام ولاهمية طرحكم على اقل التقدير من حيث رواده ومتداخليه احببت ان ارفعه الى قمة المواضيع وليكن تسلسله الاول ،،ليلقى الاهتمام الاكثر انشادا من الزوار والاعضاء ،،،،
اما بخصوص معنى الرفع في القاموس العربي فهذا اتركه لجنابكم الفاضل استاذنا العزيز وان اخطات باتباع التعريف الامثل لذلك فارجوا منكم تنبيهنا لذلك لتصحيح مابدر منا في ذلك ،،،،
اما مسالة التثبيت فاني اتركه لجنابكم الفاضل باتصالكم بالاخوة الافاضل المشرفين (الرجل الحر ،،،السيد محمد الشرع )للمشاركة الاعم والاشمل لتخبرهم بالسبيل لذلك ،،
ولو انه لراي الخاص فان موضوعكم وطرحكم فله الاستحقاق الامثل والاصوب للتثبيت ضمن المواضيع المثبته وهذا راي الخاص ،،واتصور يشاركنا الراي الاخوة الافاضل الرجل الحر والسيد محمد الشرع ،،ولكن ليستيقن الامر لكم استاذنا الفاضل ،،،،
ودي وتقديري لكم ولقلمكم النابض

عبدالله الجزائري
07-09-2013, 09:27 PM
استاذنا الفاضل الجزائري ،،حياكم الله وسدد خطاكم وايدكم بما عندكم من العلم والثبات والايمان وجعلكم انشاء الله من جند الامام المنتظرين الحق ،،
اما بخصوص يرفع الموضوع لاهميته ،،
فهو اسلوب انتهجه رواد المنتديات والاعضاء الذي بموجبه بمجرد ذكر ملاحظة او تنبيه او تنويه يجعل الطرح الاساس والعمود المقدم اوتماتيكيا يصعد الى القمة الاولى من تسلسل المواضيع والطروح المقدمة في المنتدى ليلقى الاهتمام المطلوب ،،فانك استاذنا العزيز الفاضل من رواد المنتديات الثقافية والاسلامية والسياسية وتعرف ان الاعضاء والزوار يهتمون للمواضيع في القمم الاولى والاولية من التسلسل في المنتدى ،،
وهكذا سيرا على المنهج العام ولاهمية طرحكم على اقل التقدير من حيث رواده ومتداخليه احببت ان ارفعه الى قمة المواضيع وليكن تسلسله الاول ،،ليلقى الاهتمام الاكثر انشادا من الزوار والاعضاء ،،،،
اما بخصوص معنى الرفع في القاموس العربي فهذا اتركه لجنابكم الفاضل استاذنا العزيز وان اخطات باتباع التعريف الامثل لذلك فارجوا منكم تنبيهنا لذلك لتصحيح مابدر منا في ذلك ،،،،
اما مسالة التثبيت فاني اتركه لجنابكم الفاضل باتصالكم بالاخوة الافاضل المشرفين (الرجل الحر ،،،السيد محمد الشرع )للمشاركة الاعم والاشمل لتخبرهم بالسبيل لذلك ،،
ولو انه لراي الخاص فان موضوعكم وطرحكم فله الاستحقاق الامثل والاصوب للتثبيت ضمن المواضيع المثبته وهذا راي الخاص ،،واتصور يشاركنا الراي الاخوة الافاضل الرجل الحر والسيد محمد الشرع ،،ولكن ليستيقن الامر لكم استاذنا الفاضل ،،،،
ودي وتقديري لكم ولقلمكم النابض


حياك الله وبياك سيدنا الفاضل البغدادي واعلى الله مقامك ورفعك مكانا عليا في الدنيا والاخرة

وانه ليكفيني فخرا وعزا ورفعة ان يحظى موضوعي وبحثي باهتمامكم والاخوة المتداخلين والمطلعين عليه ويغنيني عن تثبيته اثباتكم الاهمية له ومتابعتكم وتعليقاتكم مع الاخوة الاعزاء فجزاكم الله خيرا .

انما يرفع الله الذين امنوا والذين اوتوا العلم درجات ويثبت الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة وهذه غايتنا وهدفنا وكما قال الامام عليه السلام (اغدوا عالما او متعلما او احب اهل العلم ولا تكن رابعا فتهلك ببغضهم )

مع خالص الدعاء للجميع

عابر سبيل سني
08-09-2013, 04:50 AM
https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.net/hphotos-ak-frc1/1239431_652544034770739_1358016081_n.jpg

س البغدادي
08-09-2013, 09:20 PM
حياكم الله اخونا الفاضل عابر سبيل ،،،على هذا التوقيع المقدس المعبر ،،
ومن لنا غير الحسين سبيلا للنجاة

عبدالله الجزائري
10-09-2013, 09:06 PM
الاخوة الاعزاء جميعا

فيما يتعلق بطلب الاخ صابر البصراوي توجد روايات كثيرة من الطرفين تتعلق بالموطئون والابدال والممهدون

وانا لم اشا من البداية ان ادخل في البحث الروائي لان القسم متعلق بالتحليلات والاخبار السياسية ولكن نزولا عند رغبة الاخ البصراوي ادرج لكم ادناه مجموعة من الروايات المتعلقة بالمطلب الاول وهو وجود شبكة او حكومة وحيث اننا اعتمدنا على قاعدة التسامح في سند الروايات وحسب المنهج الذي اعتمده الباحثون في هذا الموضوع :

ان إدارة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) للعالم من وراء ستار الغيبة من خلال بعض أنصاره كالأبدال والنجباء وغيرهم أمر محتمل جداً بل راجح، لأن الأرض كما ورد في جملة من الأخبار لا تستقر لحظة من دون الإمام, فمن دونه تسيخ بأهلها، وفي جملة أخرى من الأخبار أن الناس ينتفعون بالمهدي (عليه السلام) في حال الغيبة كما ينتفعون بالشمس إذا جللها السحاب, فهذه الأخبار ونظائرها تدعم الرأي المذكور من وجود إدارة باطنية لأمور العالم من قبل الإمام المهدي (عجل الله فرجه) وذلك من خلال المهام المناطة برجال الغيب الذين معه ومنهم الثلاثون الذين يؤنسون وحشته أو الأبدال وغيرهم.





أحاديث قم ، والرجل الموعود منه

ومنها ، حديث قيام رجل من قم وأصحابه ، فعن الإمام الكاظم عليه السلام قال: (رجل من قم ، يدعو الناس إلى الحق، يجتمع معه قوم قلوبهم كزبر الحديد، لا تزلهم الرياح العواصف، لا يملون من الحرب ولايجبنون، وعلى الله يتوكلون والعاقبة للمتقين) (البحار:60/216 طبعة إيران ، وكذا ما بعدها عن قم) .

الإيرانيون وبداية التمهيد للمهدي عليه السلام

تتفق مصادر الحديث الشيعية والسنية حول المهدي عليه السلام على أنه يظهر بعد حركة تمهيدية له ، وعلى أن أصحاب الرايات السود من إيران يمهدون لدولته ويوطئون له سلطانه . وتتفق أيضاً على الشخصيتين الموعودتين من إيران: الخراساني أو الهاشمي الخراساني ، وصاحبه شعيب بن صالح.. إلى آخر ما ورد من أحاديثهم في مصادر الفريقين .

ولكن مصادرنا الشيعية تضيف إلى الإيرانيين ممهدين آخرين لدولة المهدي عليه السلام هم اليمانيون .

كما توجد في مصادرنا أحاديث تدل على أنه تقوم قبل ظهوره عليه السلام حركة ثائرة ، كالذي ورد في تفسير قوله تعالى: بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ، وأنهم قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم فلا يدعون وترا لآل محمد صلى الله عليه وآله إلا قتلوه ) . (الكافي:8/206)

وحديث أبان بن تغلب عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل الشرق وأهل الغرب ، أتدري لم ذلك ؟ قلت لا . قال: للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل ظهوره) (البحار:52/63) ، وهو يدل على أنه أهل بيته عليه السلام من بني هاشم وأتباعهم تكون لهم حركة قبله .

وقد نقل صاحب كتاب يوم الخلاص الحديث القائل: (يأتي ولله سيف مخترط ) وذكر له خمسة مصادر ولم أجده فيها ، وإنما الموجود ( ومعه سيف مخترط) ‍ ومثله موارد عديدة ذكر لها مصادر ولم نجدها !

فأحاديث التمهيد إذن ثلاث مجموعات: أحاديث دولة أصحاب الرايات السود المتفق عليها عند الفريقين .

وأحاديث دولة اليماني الواردة في مصادرنا خاصة ، ويشبهها ما في بعض مصادر السنة عن ظهور يماني بعد المهدي عليه السلام .

والأحاديث الدالة على ظهور ممهدين قبل ظهوره عليه السلام بدون تحديدهم . وسوف ترى أنها بشكل عام تنطبق على الممهدين الإيرانيين واليمانيين .

وقد حددت الأحاديث الشريفة زمان قيام دولة اليمانيين الممهدين بأنه يكون في سنة ظهور المهدي عليه السلام مقارناً لخروج السفياني المعادي له في بلاد الشام ، أو قريباً منه كما ستعرف .

أما دولة الممهدين الإيرانيين فتقسم إلى مرحلتين متميزتين :

المرحلة الأولى ، بداية حركتهم على يد رجل من قم ، ولعل حركته بداية أمر المهدي عليه السلام حيث ورد أنه ( يكون مبدؤه من قبل المشرق) .

والمرحلة الثانية ، ظهور الشخصيتين الموعودتين فيهم: الخراساني وقائد قواته الذي تسميه الأحاديث شعيب بن صالح .

وقد ورد في بعض الروايات أن الخراساني وشعيباً يكونان قبل ظهور المهدي عليه السلام بست سنوات، فعن محمد بن الحنفية قال: (تخرج راية سوداء لبني العباس ، ثم تخرج من خراسان سوداء أخرى قلانسهم سود وثيابهم بيض، على مقدمتهم رجل يقال له شعيب بن صالح أو صالح بن شعيب من بني تميم ، يهزمون أصحاب السفياني ، حتى تنزل ببيت المقدس ، توطئ للمهدي سلطانه ، يمد إليه ثلاث ماية من الشام ، يكون بين خروجه وبين أن يسلم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهراً ). (مخطوطة ابن حماد ص 84 و74 ).


بعض ما جاء في فضل قم

وقد ورد في قم وفضلها ومستقبلها أحاديث عن أهل البيت عليهم السلام يظهر منها أن قم مشروع أسسه الأئمة في وسط إيران على يد الإمام الباقر عليه السلام سنة 73 هجرية ، ثم رعوها رعاية خاصة ، وأخبروا بما عندهم من علوم جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله أنها سيكون لها شأن عظيم في المستقبل ويكون أهلها أنصار المهدي المنتظر أرواحنا فداه .

وتنص بعض الأحاديث على أن تسميتها بقم جاءت متناسبة مع اسم المهدي القائم بالحق أرواحنا فداه ، وقيام أهلها ومنطقتها في نصرته .

فعن عفان البصري عن أي عبد الله أي الإمام الصادق عليه السلام قال: (قال لي: أتدري لم سمي قم؟ قلت الله ورسوله أعلم . قال: إنما سمي قم لأن أهله يجتمعون مع قائم آل محمد صلوات الله عليه ويقومون معه ، ويستقيمون عليه وينصرونه) . (البحار ص60) .

وقد أعطى الأئمة عليهم السلام لقم مفهوماً أوسع من مدينتها وتوابعها، فاستعملوا اسمها بمعنى خط قم ونهج قم في الولاء لأهل البيت عليهم السلام والقيام مع مهديهم الموعود عليه السلام . فقد روى عدة رجال من أهل الري أنهم دخلوا على أبي عبد الله الصادق عليه السلام : (وقالوا: نحن من أهل الري فقال: مرحباً بإخواننا من أهل قم . فقالوا: نحن من أهل الري ، فقال: مرحباً بإخواننا من أهل قم . فقالوا: نحن من أهل الري . فأعاد الكلام ! قالوا ذلك مراراً وأجابهم بمثل ما أجاب به أولاً، فقال: إن لله حرماً وهو مكة ، وإن لرسوله حرماً وهو المدينة ، وإن لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة ، وإن لنا حرماً وهو بلدة قم ، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمى فاطمة ، فمن زارها وجبت له الجنة ( قال الراوي: وكان هذا الكلام منه عليه السلام قبل أن يولد الكاظم عليه السلام ). ( البحار:60/ 216 ).

يعني أن قماً حرم الأئمة من أهل البيت إلى المهدي عليهم السلام ، وأن أهل الري وغيرها هم من أهل قم لأنهم على خطها ونهجها .

لذلك لايبعد أن يكون المقصود بأهل قم في الروايات الشريفة ، ونصرتهم للمهدي عليه السلام ، كل أهل إيران الذين هم على خطهم في ولاية أهل البيت عليهم السلام ، بل يشمل غيرهم من المسلمين أيضاً .

ومعنى قول الراوي: (وكان هذا الكلام منه قبل أن يولد الكاظم عليهما السلام ) أن الإمام الصادق أخبر عن ولادة حفيدته فاطمة بنت موسى بن جعفر قبل ولادة أبيها الكاظم أي قبل سنة128 هجرية ، وأخبر أنها سوف تدفن في قم . ثم تحقق ذلك بعد أكثر من سبعين سنة .

فقد روى مشايخ قم أنه لما أخرج المأمون علي بن موسى الرضا عليه السلام من المدينة إلى مرو سنة مئتين خرجت فاطمة أخته في سنة وإحدى تطلبه، فلما وصلت إلى ساوة مرضت فسألت كم بيني وبين قم ؟ فقالوا: عشرة فراسخ. لما وصل الخبر إلى آل سعد- أي سعد بن مالك الأشعري - اتفقوا وخرجوا إليها أن يطلبوا منها النزول في بلدة قم . فخرج من بينهم موسى بن خزرج فلما وصل إليها أخذ زمام ناقتها وجرها إلى قم ، وأنزلها في داره . فكانت فيها ستة (سبعة) عشر يوماً ثم قضت إلى رحمة الله ورضوانه ، فدفنها موسى بعد التغسيل والتكفين في أرض له وهي التي الآن مدفنها ، وبنى على قبرها سقفاً من البواري، إلى أن بنت زينب بنت الجواد عليه السلام عليها قبة).(البحار:60/ 219).

ويظهر من الروايات أن فاطمة هذه كانت عابدة مقدسة مباركة شبيهة جدتها فاطمة الزهراء عليها السلام ، وأنها على صغر سنها كانت لها مكانة جليلة عند أهل البيت عليهم السلام . وعند كبار فقهاء قم ورواتها حيت قصدوها إلى ساوه وخرجوا في استقبالها ، ثم أقاموا على قبرها بناء بسيطاً ، ثم بنوا عليه قبة وجعلوه مزاراً ، وأوصى العديد منهم أن يدفنوا في جوارها . ولعل تسمية الإيرانيين لها (معصومه فاطمة) أو (معصومه قم) بسبب صغر سنها ، وطهارتها من الذنوب ، لأن معصوم بالفارسية بمعنى البرئ ، ويوصف بها الطفل البرئ .

ويظهر من الحديث التالي عن الإمام الرضا عليه السلام أن إعداد الأئمة عليهم السلام لأهل قم لنصرة المهدي المنتظر أرواحنا فداه كان من أول تأسيسها ، وأن حب القميين للمهدي كان معروفاً عنهم قبل ولادته !

فعن صفوان بن يحيى قال: (كنت يوما عند أبي الحسن عليه السلام فجرى ذكر أهل قم وميلهم إلى المهدي عليه السلام فترحم عليهم وقال: رضي الله عنهم، ثم قال: إن للجنة ثمانية أبواب ، واحد منها لأهل قم ، وهم خيار شيعتنا من بين سائر البلاد ، خمر الله تعالى ولايتنا في طينتهم) ( البحار:60/ 216 ).

ونلاحظ أن حب أهل قم للإمام المهدي عليه السلام حافظ على حيويته وحرارته إلى عصرنا ، وهو ظاهر في إيمانهم وعملهم وشعائرهم وتسمياتهم لأبنائهم ومساجدهم ومؤسساتهم بإسم المهدي عليه السلام حتى لايكاد يخلو منه بيت .

وقد تحدثت روايتان عن الإمام الصادق عليه السلام عن مستقبل قم ودورها قرب ظهور المهدي عليه السلام إلى أن يظهر .(رواهما في البحار:60/213 ).

تقول الأولى منها: ( إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد ، وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد ، واحتج ببلدة قم على سائر البلاد ، وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والإنس ، ولم يدع قم وأهله مستضعفاً بل وفقهم وأيدهم . ثم قال: إن الدين وأهله بقم ذليل ، ولولا ذلك لأسرع الناس إليه فخرب قم وبطل أهله ، فلم يكن حجة على سائر البلاد . وإذا كان كذلك لم تستقر السماء والأرض ولم ينظروا طرفة عين . وإن البلايا مدفوعة عن قم وأهله ، وسيأتي زمان تكون بلدة قم وأهلها حجة على الخلائق وذلك في زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها . وإن الملائكة لتدفع البلايا عن قم وأهله ، وما قصده جبار بسوء إلا قصمه قاصم الجبارين ، وشغله عنه بداهية أو مصيبة أو عدو ، وينسي الله الجبارين في دولتهم ذكر قم وأهله ، كما نسوا ذكر الله) .

وتقول الثانية: ( ستخلو كوفة من المؤمنين ، ويأزر عنها العلم كما تأزر الحية في جحرها ، ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم ، وتصير معدنا للعلم والفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدرات في الحجال ، وذلك عند قرب ظهور قائمنا ، فيجعل الله قم وأهل قائمين مقام الحجة ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها ولم يبق في الأرض حجة ، فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق والمغرب ، فتتم حجة الله على الخلق حتى لا يبقى أحد لم يبلغ إليه الدين والعلم ، ثم يظهر القائم عليه السلام ويصير سبباً لنقمة الله وسخطه على العباد ، لأن الله لا ينتقم من العباد ، إلا بعد إنكارهم حجة ) .

ويظهر من هذين النصين عدة أمور :

أولها: أن دور الكوفة في العلم والتشيع لأهل البيت عليهم السلام سيصيبه ضعف قرب ظهور المهدي عليه السلام ، والكوفة تشمل النجف ، لأن اسمها بالأصل نجف الكوفة ، أو نجفة الكوفة . بل قد يقصد منه الكوفة هنا العراق كما ذكرنا في محله .

وأن دور قم سيبرز ويستمر ويتعاظم قرب ظهور المهدي عليه السلام (وذلك في زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره.. وذلك عند قرب ظهور قائمنا) .

وثانيها: أن دور قم العقائدي قرب ظهور الإمام المهدي عليه السلام سيكون لكل العالم حتى غير المسلمين: ( وسيأتي زمان تكون قم وأهلها حجة على الخلائق. حتى لايبقى مستضعف في الذين... حتى لايبقى أحد على الأرض لم يبلغ إليه العلم والدين ) ، ولا يعني ذلك أن العلم والدين يصل من قم وأهلها إلى كل فرد من شعوب العالم ، بل يعني أن صوت الإسلام وطرحه يصل إلى العالم بحيث إذا أراد أحد أن يتعرف على معالم الإسلام لتمكن من ذلك .

وهذه المعاني المذكورة في النصين الشريفين قد أخذت تتحقق في قم فتصير حجة على الشعوب الإسلامية وشعوب العالم .

ويدل تعبير: (عند قرب ظهور قائمنا) على عدم الطول المديد بين هذا الموقع الموعود لقم في العالم وبين ظهور المهدي عليه السلام .


يتبعه الجواب الثاني حول البداء

عبدالله الجزائري
11-09-2013, 09:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد ادرجت لكم بعض الروايات الواردة في موضوع الممهدين ونقلت ما فهمه جمهور من الباحثين من هذه الروايات وليس راي الشخصي وهناك روايات اخرى لم اوردها مخافة الاطالة والتي تتطرق الى مرحلة التمهيد الفكري والتطبيقي ودور الدول والامم والشعوب والقبائل والرموز فيها.

اما راي الشخصي فهو مقارب لما فهمه الباحثون من حيث المفاهيم والعناوين الكلية وتبقى المصاديق تخضع لنظرية الاحتمالات


والبحث مستمر انشاء الله

س البغدادي
11-09-2013, 10:21 PM
متابع لكم ،،،حرفا بحرف ،،
كلمة بكلمة ،،،
موفقين استاذنا على هذا المجهود العظيم والذي يحسب لكم بكل حرف وكلمة ،،
اسال الله تعالى بحق الامام المنتظر ان يجعل هذا العمل مما يمهد للحركة المهدوية والظهور المقدس ،،،
مشكورين

صابر البصراوي
13-09-2013, 10:52 AM
أعانكم الله سيدنا الجزائري
وأفادنا بكم وبأمثالكم

عابر سبيل سني
19-09-2013, 06:39 AM
بقلم : هاني شاهين

الطريق الى الحرب العالمية الثالثة

أنت دائما تتسائل لماذا هذه الحروب كلّها التي تحصل خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا؟، ولماذا الحكومات الأمريكية المتعاقبة تشن الحملات العسكرية والإعلامية والسياسية بشكل متتالي على بعض البلاد العربية مثل العراق، ليبيا، اليمن وأخيرا سوريا؟ ولماذا تصّر الحكومة الأمريكية على معاداة إيران وزعزعة استقرارها الإقتصادي والإجتماعي الى حدّ تهديدها بالحرب رغم أن إيران لم تعتدي على أحد منذ سنة 1789؟ مَن برأيك سيكون التالي؟ والى أين ستتجه بوصلة الظلم الأمريكية؟

عندما تنظر من حولك وترى مسار الأزمات وتفاعلها، وعندما تستقي الأخبار لتبني وجهة نظرك اعتماداً على المعلومات التي يسربها الإعلام المسيّر حسب الأجندات الوضوعة له في شكل أخبار للإستهلاك الشعبي لتطفو مع العقول الساذجة في المياه العكرة، بالطبع ستشعر أن الأمور تبدوا بلا معنى وغير منطقية.

الدافع وراء هذه الحروب والعمليات السرية يتضح عندما نضع الأحداث في السياق الصحيح وعندما نربط النقاط ببعضها، ولنكتشف منطق الأمور يجب علينا أن نتعرف للدافع الحقيقي للقوى المهيمنة إقتصاديا، ولفهم هذه الدوافع يجب أولا الغوص في بعض أحداث التاريخ.

في عام 1945 اتفق البريطانيون على اعتماد الدولار في التسعير والتبادلات التجارية العالمية وذلك مكافئة للولايات المتحدة الأمريكية على مشاركتها في الحرب العالمية الثانية، هذه الإتفاقية منحت الولايات المتحدة الأمريكية مميزات مالية مثالية تمت بشرط أن يتم تعويض الدولار بالذهب، في المقابل وعدت الولايات المتحدة الأمريكية بأن لا تطبع الكثير من المال لكنه كان مجرد وعد زائف لأن الإحتياطي الفدرالي الأمريكي رفض السماح لأي مراجعة قانونية أو الإشراف على مطابع صناعة النقود.

في عام 1970 وبعد النفقات الهائلة للحرب الأمريكية على فيتنام تبين للعديد من الدول أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تلتزم بتعويض قيمة الدولار بالذهب، فكانت ردة فعل هذه الدول أن طالبت باسترجاع الذهب وهذا بالطبع أدى الى الإنخفاض السريع في قيمة الدولار. في 15 آب (أغسطس) من عام 1971 طلب الرئيس الأمريكي نيكسون من أمين الخزينة بتعليق قابلية تعويض قيمة الدولار بالذهب بصفة مؤقتة ، ولكن كان واضحا أن هذا لم يكن تعليقا مؤقتا كما ادعى نيكسون، بل كان ولا زال قائما حتى هذه اللحظة فاعتبرت الدول الأخرى أن هذه السياسة سرقة واضحة.

في عام 1973 طلب الرئيس نيكسون من الملك السعودي فيصل بن عبدالعزيز باعتماد الدولار الأمريكي فقط في بيع النفط وأن يستثمر كل الأرباح في الخزينة الأمريكية بعقود وسندات أمريكية، وفي المقابل اقترح نيكسون على الملك فيصل حماية عسكرية لحكمهم ولحقول النفط السعودية، كذلك اقترح نفس العرض على كل الدول المصدرة للنفط خاصة العربية، وهكذا أصبحت كل الدول المصدرة للنفط خاصة الدول العربية وإيران مرهونة للسياسة الإقتصادية والمالية الأمريكية. هذه الخطة أنقذت البنك الفدرالي الأمريكي من مأزق تعويض الدولار بالذهب وربطت قيمته بالنفط الأجنبي (لذلك كانوا يطلقون على النفط بالذهب الأسود). على الفور اضطرت كل البلاد المستوردة للنفط للحفاظ على امدادات ثابتة من الدولار، ومن أجل الحصول على الدولار كان يجب على الدول إرسال سلع مادية ذات قيمة الى الولايات المتحدة الأمريكية (هكذا ولد البترودولار). تدفقت الأوراق النقدية ودخل كل ما تحتاجه أمريكا من سلع، نتيجة لذلك أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية غنية جدا، كانت هذه أكبر عملية احتيال مالية في التاريخ.

بالطبع أنت تعرف أو ربما سمعت بلعبة البوكر، فهي لعبة أصبحت مشهورة جدا يلعبها الشباب في المواقع الإجتماعية. سباق التسلح في الحرب الباردة كانت أشبه بلعبة البوكر، فالإنفاق العسكري كان عبارة عن رقائق والولايات المتحدة الأمريكية لديها كميات لا محدودة من هذه الرقائق (الدولار). بإحكام السيطرة على البترودولار أصبحت أمريكا قادرة على رفع الرهان أكثر وأكثر لإستنزاف ثروات كل بلدان العالم حتى أن النفقات العسكرية الأمريكية تجاوزت كل الدول الأخرى في العالم مجتمعة ولذلك لم يكن للإتحاد السوفياتي أي فرصة للمنافسة في سباق التسلح.

في عام 1991 انهارت الكتلة الشيوعية المتمثلة بالإتحاد السوفياتي آخر قوة عسكرية موازية للقوة العسكرية الأمريكية، بذلك أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القوة العظمى الوحيدة في العالم من دون منازع. بعد انهيار الإتحاد السوفياتي كان لأصحاب النفوذ والمصالح خطط أخرى جاهزة. ففي نفس العام قامت الولايات المتحدة الأمريكية بشن غارات جوية على العراق، وبعد سحق الجيش العراقي وتدمير البنية الأساسية، تم فرض عقوبات اقتصادية لمنعه من إعادة بناء البنية التحتية من جديد. استمرت هذه العقوبات التي بدأها بوش الأب لأكثر من عقد وقدّر عدد الضحايا بأكثر من 500,000 طفل دون ذكر الضحايا الآخرين من الرجال والنساء الذين قدر عددهم بمئات الآلاف، كانت الإدارة الأمريكية على علم تام بهذه الأرقام. ففي حوار مع وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت على إحدى المحطات الأمريكية سألوها: سمعنا أن نصف مليون طفل ماتوا وهذا العدد يفوق بكثير عدد الأطفال الذين قتلوا في هيروشيما، فهل يستحق الأمر هذا الثمن؟ فأجابت أولبرايت: إنه خيار صعب ولكننا نعتقد أن الأمر يستحق هذا الثمن. بالنسبة لهم هذا الأمر يستحق، فهؤلاء الناس والأطفال هم مجرد حشرات.

في عام 2000 بدأ العراق ببيع النفط حصريا باليورو، وهذا يُعتبر هجوما مباشر على الدولار وعلى الهيمنة الإقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية وهو أمر لم تستطع أمريكا التغاضي عنه. وردا على ذلك، قامت الحكومة الأمريكية بإطلاق حملة دعائية مكثفة بالإستناد الى وسائل الإعلام الموالية للحكومة الأمريكية أشاعوا فيها أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل والرئيس العراقي مصمم على استخدامها. في عام 2003 غزت الولايات المتحدة الأمريكية العراق، وبمجرد السيطرة على البلاد عاد الدولار ليكون العملة المعتمدة لبيع النفط العراقي، فهذه حقيقة لا غبار عليها، هل ما زلت تذكر البترودولار؟.

في عام 2007 اعترف الجنرال الأمريكي ويسلي كلارك القائد العسكري لحلف شمال الأطلسي من سنة 1997 الى سنة 2000 بأنه تلقى مذكرة تصف كيف ستضرب 7 دول في خمس سنوات بدءا من العراق ومن ثم سوريا ولبنان وليبيا والصومال والسودان وأخيرا إيران.
تابع القرائة ولا تتململ، فهناك أمور أخرى يجب أن تعرفها حرصا على حياتك وحياة أحبابك، حرصاعلى مستقبلك ومستقبل وطنك، فأنت صاحب القرار، القرار الذي سيأخذك الى الجحيم إن لم تكن فعلا مدركا ما يدور حولك وتتعرف على الطريق الصائب.

دعنا نذهب الى القارة الأفريقية وبالتحديد ليبيا لنرى إن كان هناك مبررا يفرض على الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل العسكري لحماية قيمة الدولار.في ليبيا كان القذافي بصدد تنظيم وحدة من البلدان الأفريقية لإنشاء عملة موحدة وهي الدينار الذهبي والذي كان هدفه هو استخدامها لتحل محل الدولار في تلك المنطقة، فساعدت الولايات المتحدة الأمريكية والناتو على زعزعة واسقاط الحكومة الليبية في عام 2011. وبعد السيطرة على المنطقة، أعدم ثوار الناتو القذافي بدم بارد وفورا أسسوا البنك المركزي الليبي. هل ما زلت تذكر البترودولار؟

إيران قامت بحملة نشطة لوقف مقايضة النفط مقابل الدولار منذ فترة، نتيجة لذلك حصلت على اتفاقيات للبدء في بيع النفط مقابل الذهب، وردا على ذلك قامت الحكومة الأمريكية بدعم من وسائل الإعلام الرئيسية بمحاولة للحصول على الدعم الدولي لتوجيه ضربات عسكرية بحجة منع إيران من صنع سلاح نووي، وفي الوقت نفسه تم تسليط عقوبات اقتصادية على إيران، ويعترف المسؤولون الأمريكيون علنا أن الهدف هو التسبب في انهيار الإقتصاد الإيراني. ولكن هذا الحصار كان بردا وسلاما على إيران، فخلال سنوات قليلة ورغم الحصار الإقتصادي القاسي أصبحت إيران في مصاف الدول المتقدمة إقتصاديا وتكنولوجيا حتى أصبحت قوة سياسية عالمية يُحسب لها ألف حساب.

ماذا عن سوريا ولبنان؟ منذ عشر سنوات أو أكثر، أكتشفت حقول ضخمة من البترول والغاز قبالة الشواطئ الممتدة من فلسطين المحتلة الى سوريا.وبما أن سوريا والنصف اللبناني الحليفان الأقرب لإيران وروسيا فهذا يشكل خطرا على تدفق البترول والغاز بالدولار خاصة أن دول البريكس في صدد إنشاء عملة موحدة لبلدانهم تمكنهم من شراء البترول بدلا من الدولار، لذلك سعت الحكومة الأمريكية وبمساعدة سرية من الناتو تقوم بعض الأطراف كالحكومة التركية الأخوانية والأردنية وقوى 14 آذار في لبنان وبالطبع حكام الخليج على رأسهم المملكة العربية السعودية وقطر بزعزعة الإستقرار في هذه البلاد وإطاحة النظام لتنصيب نظام آخر موال لأمريكا ولآل سعود رغم أن روسيا والصين قد حذرتا الولايات المتحدة الأمريكية من التدخل العسكري. تذكر أن هذا الأمر كان مقررا مسبقا قبل عدة سنوات تماما كما حدث مع العراق وليبيا. الولايات المتحدة الأمريكية تعمل جاهدا لخلق الظرف الذي يمنحها الغطاء الدبلوماسي لفعل ما قد خطط له مسبقا.
بالطبع تتسائل ماذا كان دور ممالك العهر الثمانية؟ ولماذا كانوا يتآمرون مع الدول الغربية لزعزعة الإستقرار في البلدان العربية الـ 14؟ دعنا نكمل القرائة حتى نصل الى بعض الحقائق والأجوبة المنطقية.

على امتداد الخريطة العربية من المحيط الى المحيط يوجد ثمانية ممالك عربية وأربعة عشر جمهورية. منذ عقود وهذه الممالك تتآمر على شعوب هذه الجمهوريات العربية للحفاظ على حكمها وإرضاءا للإنكليزي والفرنسي سابقا والولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية حاليا. هيئوا الأرضية اللازمة لإحتلال الأرض الفلسطينية من قبل الصهاينة وتآمروا على مصر وسوريا أثناء الحروب العربية الإسرائيلية الى أن تمكن الإسرائيليون من إنشاء دولتهم وكيانهم الغاصب.

بعد إنشاء الكيان الصهيوني وتقويته عسكريا واقتصاديا، عمدت هذه الممالك الثمانية وبالتعاون مع الدول الغربية الإستعمارية بإضعاف الجمهوريات العربية الأربعة عشر بالطرق التالية:

- تعيين ودعم الدكتاتوريات في بعض الجمهوريات

- تفقير وتجهيل شعوب هذه الجمهوريات

- رهن إقتصاد هذه البلاد بجعلها تعتمد على الدول الغربية الإستعمارية وبعض المساعدات المذلة من دول الخليج

- رهن لقمة عيش هذه الشعوب للبنك الدولي من خلال تضخيم الديون الخارجية لهذه الدول

- إلهاء هذه الشعوب بالسعي وراء لقمة عيشهم فقط وإبعادهم عن أي شيء يساعدهم على التطور العلمي بجميع أشكاله والتطور الإقتصادي والإزدهار.

- إنشاء مؤسسات وقنواة إعلامية وإخبارية أو شراء أسهم في القنواة العاملة في هذه البلاد لتوجيه العقل العربي عبر ضخ كمية هائلة من الأكاذيب والأضاليل تمهيدا للسيطرة على الفكر الإنساني والوطني العقائدي لهذه الشعوب.

- نشر عشرات الآلاف من الكتب تحت مسميات مختلفة لإعادة صياغة التاريخ العربي الإسلامي بما يخدم المصالح الخاصة لهذه الممالك.

- نشر عشرات الآلاف من الكتب ذات المفهوم الوهابي وإنشاء آلاف المواقع الإلكترونية ذات الصلة بالفكر الوهابي وإنشاء عشرات القنوات التي تحمل هذا الفكر التكفيري المرتبط تاريخيا بالصهيونية لتحويل الفكر الإيماني للإنسان العربي بشكل عام والطائفة السنية بشكل خاص من رسالة النبي محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الى محمد بن عبدالوهاب التميمي.

- نشر وإنشاء مئات الآلاف من الكتب والمواقع الإلكترونية التي تكفّر أتباع أهل بيت الرسول وكل من لا يتناغم مع الفكر الوهابي وضخ الأكاذيب عن عقيدتهم وتاريخهم وواقعهم الديني، الفكري والثقافي.

- تحويل الصراع العربي الإسرائيلي الى صراع عربي إيراني لصرف النظر عن المخططات الإسرائيلية وعن القضية الفلسطينية بشكل عام وأيضا عن المشاكل الداخلية لهذه الممالك.

- تشويه صورة المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله التي هزمت الكيان الصهيوني عبر ضخ الآلاف من الأكاذيب والأضاليل بغرض تحويلها من مقاومة محبوبة الى مقاومة مكروهة.

- تسخير كل أجهزة المخابرات لدى هذه الممالك لخدمة أجهزة المخابرات الغربية والصهيونية.

- تأسيس شركات إنتاج تلفزيونية وسينمائية وغنائية خليجية للسيطرة على الفن العربي بشكل عام مما جعلها قادرة على تشويه المبادئ القيمة والأخلاقية للفكر العربي والتحكم بالرأي السياسي والإجتماعي لمعظم الفنانين العرب.

هكذا أصبح لديهم جنودا من الإعلاميين والكتّاب والمسلحين المجرمين كالقاعدة وغيرهم وشيوخ فتنويين تكفيريين وفنانين من مختلف الفئات، كما أصبحت القاعدة الشعبية العربية جاهزة لتلقّي كل المعلومات المفبركة والأكاذيب لتمرير مشاريعهم. كانت هذه أكبر عملية تشويه للحقائق والتاريخ وأحقر عملية غسل للدماغ العربي.

الدور الأردني والمغربي كان مخابراتيا وسياسيا ولوجستيا، والدور البحيريني والعماني كان سياسيا ولوجستيا، أما الدور الإماراتي والكويتي والقطري والسعودي فكان مخابراتيا،سياسيا، لوجستيا وتمويليا، التمويل الأكبر بالطبع كان سعوديا.

ولكن لماذا هذا الدور المشبوه لهذه الممالك الثمانية؟

ببساطة، بالنسبة للأردن، المغرب، عُمان والبحرين كان لا بد من مشاركتهم في هذا الدور القذر لحماية واستمرار حكمهم وللحصول على مساعدات مالية من الدول الخليجية الأخرى والغرب. أما بالنسبة للممالك الخليجية الأربع الأخرى فاستثماراتها المالية في أوروبا وأمريكا تقدّر بمئات المليارات من الدولارات، كما أن العملات الخليجية مربوطة بالدولار فأي خسارة لقيمة الدولار سينتج عن خسارة كبيرة جدا في الإستثمارات والشركات المملوكة من قبل العائلات الحاكمة في ممالك الخليج الى حد الإفلاس. كما أن الحركة الوهابية التي ينتمي اليها حكام الخليج لديها طموحات في السيطرة على سائر البلدان العربية وطمس حضارتها وثقافتها لضمان عدم صعود أي حركات مقاومة وتحررية تشكل خطرا وجوديا على حكم عائلات الممالك الثمانية.

إنّ أحدا من هذه الممالك إذا أبدت حسن نيتها في مساعدة بلد عربي ما، فاعلم أن ما يخفونه كارثي، هذه الممالك لا تدق بابك إلا لأجل مصالحها الرخيصة القذرة خاصة المملكة العربية السعودية المسبب الرئيسي لكل معاناة العرب والمسلمين.
أنت جيد في القراءة أهنئك، ما رأيك أن نكتشف من هم هؤلاء الوحوش الذين يسيطرون ويتحكمون بي وبك والذين هم مستعدون لقتل الملايين لحماية قيمة الدولار.

بمجرد إن بدأت عدد من البلدان ببيع نفطها بعملة أخرى فإن الأمر سوف يفجر تفاعلا متسلسلا قد تؤدي الى انهيار الدولار، لذلك قامت القوى المسيطرة بمناورات محسوبة واتفقوا على الإستخدام المفرط للقوة العسكرية لسحق كل دولة مقاومة في الشرق الأوسط وأفريقيا وهذه الطريقة بحد ذاتها لها عواقب وخيمة، ولكن ما تحتاج لفهمه أن هذا لن ينتهي مع نهاية إيران، فالصين وروسيا أعلنا أنهما وتحت أي ظرف لن يتسامحا مع أي هجوم على إيران أو سوريا.

ما نشهده الآن هو المسار الذي يؤدي مباشرة الى ما لا يحمد عقباه أي الى الحرب العالمية الثالثة، إنه المسار الذي رسموه منذ سنين مع إدراكهم الكامل للعواقب التي ستنجم عنه. ولكن من الذي وضعنا على هذا المسار؟ أي نوع من المختلين عقليا مستعد لتفجير صراعات عالمية قد تؤدي الى حصد أرواح الملايين من البشر لمجرد حماية قيمة عملة ورقية، فمن الواضح أنه ليس الرئيس الأمريكي، لأن قرار غزو ليبيا وسوريا وإيران حسم قبل اعتلاء أوباما كرسي الرئاسة بوقت طويل ولكنه ينفذ واجبه تماما مثل الدمى التي سبقته. فمن الذي يحرك هذه الدمى؟ غالبا ما يكون أفضل رد على مثل هذه الأسئلة هو بطرح سؤال آخر "من المستفيد"؟. طبعا هم أولئك الذين لديهم القدرة على طباعة الدولار من لا شيء هم أكثر المعرضين للخسارة اذا انهار الدولار.

منذ عام 1913 هذه القوة انحصرت داخل البنك الإحتياطي الفدرالي الأمريكي، الإحتياطي الفدرالي هو كيان خاص يملكه تكتل هائل من أقوى البنوك في العالم، والإفراد الذين يسيطرون على هذه البنوك هم الذين يحركون الدمى، بالنسبة لهم العالم مجرد لعبة، أنت وأحبابك لستم سوى حشرات يبيدونها حتى لا تهدد زرعهم.

من التالي؟ وهل اللائحة كانت تحتوي على أكثر من 7 بلدان؟ أم أن هناك لائحة أخرى تحتوي على بلدان أخرى لتدميرها مثل مصر والجزائر؟

كل هذه المعطيات والحقائق ليست من محض الخيال وليست سيناريوهات هوليودية وبوليودية إنما معلومات ووقائع دقيقة تم جمعها بعناية ووضعها بين يدي القارئ الذي يبحث عن الحقيقة المخفية وراء كل هذه الحروب والأحداث التي تدمر مستقبله ومستقبل وطنه.

من يسيطر عليك وعلى بلادك، من يهددك ليل نهار ويقلق راحتك، من يزعزع أمنك ومستقبلك، من يقتلك ويقتل أحبابك هم بضعة عائلات أعرابية متأسلمة وبضع رجال متنفذين غربيين لا دين ولا ضمير ولا أخلاق لديهم، كل ما يهمهم السلطة والمال. هم أصحاب أكبر البنوك، أكبرمصانع الأسلحة وأكبر شركات البترول.

عبدالله الجزائري
19-09-2013, 10:25 PM
بقلم : هاني شاهين

الطريق الى الحرب العالمية الثالثة

أنت دائما تتسائل لماذا هذه الحروب كلّها التي تحصل خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا؟، ولماذا الحكومات الأمريكية المتعاقبة تشن الحملات العسكرية والإعلامية والسياسية بشكل متتالي على بعض البلاد العربية مثل العراق، ليبيا، اليمن وأخيرا سوريا؟ ولماذا تصّر الحكومة الأمريكية على معاداة إيران وزعزعة استقرارها الإقتصادي والإجتماعي الى حدّ تهديدها بالحرب رغم أن إيران لم تعتدي على أحد منذ سنة 1789؟ مَن برأيك سيكون التالي؟ والى أين ستتجه بوصلة الظلم الأمريكية؟

عندما تنظر من حولك وترى مسار الأزمات وتفاعلها، وعندما تستقي الأخبار لتبني وجهة نظرك اعتماداً على المعلومات التي يسربها الإعلام المسيّر حسب الأجندات الوضوعة له في شكل أخبار للإستهلاك الشعبي لتطفو مع العقول الساذجة في المياه العكرة، بالطبع ستشعر أن الأمور تبدوا بلا معنى وغير منطقية.

الدافع وراء هذه الحروب والعمليات السرية يتضح عندما نضع الأحداث في السياق الصحيح وعندما نربط النقاط ببعضها، ولنكتشف منطق الأمور يجب علينا أن نتعرف للدافع الحقيقي للقوى المهيمنة إقتصاديا، ولفهم هذه الدوافع يجب أولا الغوص في بعض أحداث التاريخ.

في عام 1945 اتفق البريطانيون على اعتماد الدولار في التسعير والتبادلات التجارية العالمية وذلك مكافئة للولايات المتحدة الأمريكية على مشاركتها في الحرب العالمية الثانية، هذه الإتفاقية منحت الولايات المتحدة الأمريكية مميزات مالية مثالية تمت بشرط أن يتم تعويض الدولار بالذهب، في المقابل وعدت الولايات المتحدة الأمريكية بأن لا تطبع الكثير من المال لكنه كان مجرد وعد زائف لأن الإحتياطي الفدرالي الأمريكي رفض السماح لأي مراجعة قانونية أو الإشراف على مطابع صناعة النقود.

في عام 1970 وبعد النفقات الهائلة للحرب الأمريكية على فيتنام تبين للعديد من الدول أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تلتزم بتعويض قيمة الدولار بالذهب، فكانت ردة فعل هذه الدول أن طالبت باسترجاع الذهب وهذا بالطبع أدى الى الإنخفاض السريع في قيمة الدولار. في 15 آب (أغسطس) من عام 1971 طلب الرئيس الأمريكي نيكسون من أمين الخزينة بتعليق قابلية تعويض قيمة الدولار بالذهب بصفة مؤقتة ، ولكن كان واضحا أن هذا لم يكن تعليقا مؤقتا كما ادعى نيكسون، بل كان ولا زال قائما حتى هذه اللحظة فاعتبرت الدول الأخرى أن هذه السياسة سرقة واضحة.

في عام 1973 طلب الرئيس نيكسون من الملك السعودي فيصل بن عبدالعزيز باعتماد الدولار الأمريكي فقط في بيع النفط وأن يستثمر كل الأرباح في الخزينة الأمريكية بعقود وسندات أمريكية، وفي المقابل اقترح نيكسون على الملك فيصل حماية عسكرية لحكمهم ولحقول النفط السعودية، كذلك اقترح نفس العرض على كل الدول المصدرة للنفط خاصة العربية، وهكذا أصبحت كل الدول المصدرة للنفط خاصة الدول العربية وإيران مرهونة للسياسة الإقتصادية والمالية الأمريكية. هذه الخطة أنقذت البنك الفدرالي الأمريكي من مأزق تعويض الدولار بالذهب وربطت قيمته بالنفط الأجنبي (لذلك كانوا يطلقون على النفط بالذهب الأسود). على الفور اضطرت كل البلاد المستوردة للنفط للحفاظ على امدادات ثابتة من الدولار، ومن أجل الحصول على الدولار كان يجب على الدول إرسال سلع مادية ذات قيمة الى الولايات المتحدة الأمريكية (هكذا ولد البترودولار). تدفقت الأوراق النقدية ودخل كل ما تحتاجه أمريكا من سلع، نتيجة لذلك أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية غنية جدا، كانت هذه أكبر عملية احتيال مالية في التاريخ.

بالطبع أنت تعرف أو ربما سمعت بلعبة البوكر، فهي لعبة أصبحت مشهورة جدا يلعبها الشباب في المواقع الإجتماعية. سباق التسلح في الحرب الباردة كانت أشبه بلعبة البوكر، فالإنفاق العسكري كان عبارة عن رقائق والولايات المتحدة الأمريكية لديها كميات لا محدودة من هذه الرقائق (الدولار). بإحكام السيطرة على البترودولار أصبحت أمريكا قادرة على رفع الرهان أكثر وأكثر لإستنزاف ثروات كل بلدان العالم حتى أن النفقات العسكرية الأمريكية تجاوزت كل الدول الأخرى في العالم مجتمعة ولذلك لم يكن للإتحاد السوفياتي أي فرصة للمنافسة في سباق التسلح.

في عام 1991 انهارت الكتلة الشيوعية المتمثلة بالإتحاد السوفياتي آخر قوة عسكرية موازية للقوة العسكرية الأمريكية، بذلك أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القوة العظمى الوحيدة في العالم من دون منازع. بعد انهيار الإتحاد السوفياتي كان لأصحاب النفوذ والمصالح خطط أخرى جاهزة. ففي نفس العام قامت الولايات المتحدة الأمريكية بشن غارات جوية على العراق، وبعد سحق الجيش العراقي وتدمير البنية الأساسية، تم فرض عقوبات اقتصادية لمنعه من إعادة بناء البنية التحتية من جديد. استمرت هذه العقوبات التي بدأها بوش الأب لأكثر من عقد وقدّر عدد الضحايا بأكثر من 500,000 طفل دون ذكر الضحايا الآخرين من الرجال والنساء الذين قدر عددهم بمئات الآلاف، كانت الإدارة الأمريكية على علم تام بهذه الأرقام. ففي حوار مع وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت على إحدى المحطات الأمريكية سألوها: سمعنا أن نصف مليون طفل ماتوا وهذا العدد يفوق بكثير عدد الأطفال الذين قتلوا في هيروشيما، فهل يستحق الأمر هذا الثمن؟ فأجابت أولبرايت: إنه خيار صعب ولكننا نعتقد أن الأمر يستحق هذا الثمن. بالنسبة لهم هذا الأمر يستحق، فهؤلاء الناس والأطفال هم مجرد حشرات.

في عام 2000 بدأ العراق ببيع النفط حصريا باليورو، وهذا يُعتبر هجوما مباشر على الدولار وعلى الهيمنة الإقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية وهو أمر لم تستطع أمريكا التغاضي عنه. وردا على ذلك، قامت الحكومة الأمريكية بإطلاق حملة دعائية مكثفة بالإستناد الى وسائل الإعلام الموالية للحكومة الأمريكية أشاعوا فيها أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل والرئيس العراقي مصمم على استخدامها. في عام 2003 غزت الولايات المتحدة الأمريكية العراق، وبمجرد السيطرة على البلاد عاد الدولار ليكون العملة المعتمدة لبيع النفط العراقي، فهذه حقيقة لا غبار عليها، هل ما زلت تذكر البترودولار؟.

في عام 2007 اعترف الجنرال الأمريكي ويسلي كلارك القائد العسكري لحلف شمال الأطلسي من سنة 1997 الى سنة 2000 بأنه تلقى مذكرة تصف كيف ستضرب 7 دول في خمس سنوات بدءا من العراق ومن ثم سوريا ولبنان وليبيا والصومال والسودان وأخيرا إيران.
تابع القرائة ولا تتململ، فهناك أمور أخرى يجب أن تعرفها حرصا على حياتك وحياة أحبابك، حرصاعلى مستقبلك ومستقبل وطنك، فأنت صاحب القرار، القرار الذي سيأخذك الى الجحيم إن لم تكن فعلا مدركا ما يدور حولك وتتعرف على الطريق الصائب.

دعنا نذهب الى القارة الأفريقية وبالتحديد ليبيا لنرى إن كان هناك مبررا يفرض على الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل العسكري لحماية قيمة الدولار.في ليبيا كان القذافي بصدد تنظيم وحدة من البلدان الأفريقية لإنشاء عملة موحدة وهي الدينار الذهبي والذي كان هدفه هو استخدامها لتحل محل الدولار في تلك المنطقة، فساعدت الولايات المتحدة الأمريكية والناتو على زعزعة واسقاط الحكومة الليبية في عام 2011. وبعد السيطرة على المنطقة، أعدم ثوار الناتو القذافي بدم بارد وفورا أسسوا البنك المركزي الليبي. هل ما زلت تذكر البترودولار؟

إيران قامت بحملة نشطة لوقف مقايضة النفط مقابل الدولار منذ فترة، نتيجة لذلك حصلت على اتفاقيات للبدء في بيع النفط مقابل الذهب، وردا على ذلك قامت الحكومة الأمريكية بدعم من وسائل الإعلام الرئيسية بمحاولة للحصول على الدعم الدولي لتوجيه ضربات عسكرية بحجة منع إيران من صنع سلاح نووي، وفي الوقت نفسه تم تسليط عقوبات اقتصادية على إيران، ويعترف المسؤولون الأمريكيون علنا أن الهدف هو التسبب في انهيار الإقتصاد الإيراني. ولكن هذا الحصار كان بردا وسلاما على إيران، فخلال سنوات قليلة ورغم الحصار الإقتصادي القاسي أصبحت إيران في مصاف الدول المتقدمة إقتصاديا وتكنولوجيا حتى أصبحت قوة سياسية عالمية يُحسب لها ألف حساب.

ماذا عن سوريا ولبنان؟ منذ عشر سنوات أو أكثر، أكتشفت حقول ضخمة من البترول والغاز قبالة الشواطئ الممتدة من فلسطين المحتلة الى سوريا.وبما أن سوريا والنصف اللبناني الحليفان الأقرب لإيران وروسيا فهذا يشكل خطرا على تدفق البترول والغاز بالدولار خاصة أن دول البريكس في صدد إنشاء عملة موحدة لبلدانهم تمكنهم من شراء البترول بدلا من الدولار، لذلك سعت الحكومة الأمريكية وبمساعدة سرية من الناتو تقوم بعض الأطراف كالحكومة التركية الأخوانية والأردنية وقوى 14 آذار في لبنان وبالطبع حكام الخليج على رأسهم المملكة العربية السعودية وقطر بزعزعة الإستقرار في هذه البلاد وإطاحة النظام لتنصيب نظام آخر موال لأمريكا ولآل سعود رغم أن روسيا والصين قد حذرتا الولايات المتحدة الأمريكية من التدخل العسكري. تذكر أن هذا الأمر كان مقررا مسبقا قبل عدة سنوات تماما كما حدث مع العراق وليبيا. الولايات المتحدة الأمريكية تعمل جاهدا لخلق الظرف الذي يمنحها الغطاء الدبلوماسي لفعل ما قد خطط له مسبقا.
بالطبع تتسائل ماذا كان دور ممالك العهر الثمانية؟ ولماذا كانوا يتآمرون مع الدول الغربية لزعزعة الإستقرار في البلدان العربية الـ 14؟ دعنا نكمل القرائة حتى نصل الى بعض الحقائق والأجوبة المنطقية.

على امتداد الخريطة العربية من المحيط الى المحيط يوجد ثمانية ممالك عربية وأربعة عشر جمهورية. منذ عقود وهذه الممالك تتآمر على شعوب هذه الجمهوريات العربية للحفاظ على حكمها وإرضاءا للإنكليزي والفرنسي سابقا والولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية حاليا. هيئوا الأرضية اللازمة لإحتلال الأرض الفلسطينية من قبل الصهاينة وتآمروا على مصر وسوريا أثناء الحروب العربية الإسرائيلية الى أن تمكن الإسرائيليون من إنشاء دولتهم وكيانهم الغاصب.

بعد إنشاء الكيان الصهيوني وتقويته عسكريا واقتصاديا، عمدت هذه الممالك الثمانية وبالتعاون مع الدول الغربية الإستعمارية بإضعاف الجمهوريات العربية الأربعة عشر بالطرق التالية:

- تعيين ودعم الدكتاتوريات في بعض الجمهوريات

- تفقير وتجهيل شعوب هذه الجمهوريات

- رهن إقتصاد هذه البلاد بجعلها تعتمد على الدول الغربية الإستعمارية وبعض المساعدات المذلة من دول الخليج

- رهن لقمة عيش هذه الشعوب للبنك الدولي من خلال تضخيم الديون الخارجية لهذه الدول

- إلهاء هذه الشعوب بالسعي وراء لقمة عيشهم فقط وإبعادهم عن أي شيء يساعدهم على التطور العلمي بجميع أشكاله والتطور الإقتصادي والإزدهار.

- إنشاء مؤسسات وقنواة إعلامية وإخبارية أو شراء أسهم في القنواة العاملة في هذه البلاد لتوجيه العقل العربي عبر ضخ كمية هائلة من الأكاذيب والأضاليل تمهيدا للسيطرة على الفكر الإنساني والوطني العقائدي لهذه الشعوب.

- نشر عشرات الآلاف من الكتب تحت مسميات مختلفة لإعادة صياغة التاريخ العربي الإسلامي بما يخدم المصالح الخاصة لهذه الممالك.

- نشر عشرات الآلاف من الكتب ذات المفهوم الوهابي وإنشاء آلاف المواقع الإلكترونية ذات الصلة بالفكر الوهابي وإنشاء عشرات القنوات التي تحمل هذا الفكر التكفيري المرتبط تاريخيا بالصهيونية لتحويل الفكر الإيماني للإنسان العربي بشكل عام والطائفة السنية بشكل خاص من رسالة النبي محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الى محمد بن عبدالوهاب التميمي.

- نشر وإنشاء مئات الآلاف من الكتب والمواقع الإلكترونية التي تكفّر أتباع أهل بيت الرسول وكل من لا يتناغم مع الفكر الوهابي وضخ الأكاذيب عن عقيدتهم وتاريخهم وواقعهم الديني، الفكري والثقافي.

- تحويل الصراع العربي الإسرائيلي الى صراع عربي إيراني لصرف النظر عن المخططات الإسرائيلية وعن القضية الفلسطينية بشكل عام وأيضا عن المشاكل الداخلية لهذه الممالك.

- تشويه صورة المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله التي هزمت الكيان الصهيوني عبر ضخ الآلاف من الأكاذيب والأضاليل بغرض تحويلها من مقاومة محبوبة الى مقاومة مكروهة.

- تسخير كل أجهزة المخابرات لدى هذه الممالك لخدمة أجهزة المخابرات الغربية والصهيونية.

- تأسيس شركات إنتاج تلفزيونية وسينمائية وغنائية خليجية للسيطرة على الفن العربي بشكل عام مما جعلها قادرة على تشويه المبادئ القيمة والأخلاقية للفكر العربي والتحكم بالرأي السياسي والإجتماعي لمعظم الفنانين العرب.

هكذا أصبح لديهم جنودا من الإعلاميين والكتّاب والمسلحين المجرمين كالقاعدة وغيرهم وشيوخ فتنويين تكفيريين وفنانين من مختلف الفئات، كما أصبحت القاعدة الشعبية العربية جاهزة لتلقّي كل المعلومات المفبركة والأكاذيب لتمرير مشاريعهم. كانت هذه أكبر عملية تشويه للحقائق والتاريخ وأحقر عملية غسل للدماغ العربي.

الدور الأردني والمغربي كان مخابراتيا وسياسيا ولوجستيا، والدور البحيريني والعماني كان سياسيا ولوجستيا، أما الدور الإماراتي والكويتي والقطري والسعودي فكان مخابراتيا،سياسيا، لوجستيا وتمويليا، التمويل الأكبر بالطبع كان سعوديا.

ولكن لماذا هذا الدور المشبوه لهذه الممالك الثمانية؟

ببساطة، بالنسبة للأردن، المغرب، عُمان والبحرين كان لا بد من مشاركتهم في هذا الدور القذر لحماية واستمرار حكمهم وللحصول على مساعدات مالية من الدول الخليجية الأخرى والغرب. أما بالنسبة للممالك الخليجية الأربع الأخرى فاستثماراتها المالية في أوروبا وأمريكا تقدّر بمئات المليارات من الدولارات، كما أن العملات الخليجية مربوطة بالدولار فأي خسارة لقيمة الدولار سينتج عن خسارة كبيرة جدا في الإستثمارات والشركات المملوكة من قبل العائلات الحاكمة في ممالك الخليج الى حد الإفلاس. كما أن الحركة الوهابية التي ينتمي اليها حكام الخليج لديها طموحات في السيطرة على سائر البلدان العربية وطمس حضارتها وثقافتها لضمان عدم صعود أي حركات مقاومة وتحررية تشكل خطرا وجوديا على حكم عائلات الممالك الثمانية.

إنّ أحدا من هذه الممالك إذا أبدت حسن نيتها في مساعدة بلد عربي ما، فاعلم أن ما يخفونه كارثي، هذه الممالك لا تدق بابك إلا لأجل مصالحها الرخيصة القذرة خاصة المملكة العربية السعودية المسبب الرئيسي لكل معاناة العرب والمسلمين.
أنت جيد في القراءة أهنئك، ما رأيك أن نكتشف من هم هؤلاء الوحوش الذين يسيطرون ويتحكمون بي وبك والذين هم مستعدون لقتل الملايين لحماية قيمة الدولار.

بمجرد إن بدأت عدد من البلدان ببيع نفطها بعملة أخرى فإن الأمر سوف يفجر تفاعلا متسلسلا قد تؤدي الى انهيار الدولار، لذلك قامت القوى المسيطرة بمناورات محسوبة واتفقوا على الإستخدام المفرط للقوة العسكرية لسحق كل دولة مقاومة في الشرق الأوسط وأفريقيا وهذه الطريقة بحد ذاتها لها عواقب وخيمة، ولكن ما تحتاج لفهمه أن هذا لن ينتهي مع نهاية إيران، فالصين وروسيا أعلنا أنهما وتحت أي ظرف لن يتسامحا مع أي هجوم على إيران أو سوريا.

ما نشهده الآن هو المسار الذي يؤدي مباشرة الى ما لا يحمد عقباه أي الى الحرب العالمية الثالثة، إنه المسار الذي رسموه منذ سنين مع إدراكهم الكامل للعواقب التي ستنجم عنه. ولكن من الذي وضعنا على هذا المسار؟ أي نوع من المختلين عقليا مستعد لتفجير صراعات عالمية قد تؤدي الى حصد أرواح الملايين من البشر لمجرد حماية قيمة عملة ورقية، فمن الواضح أنه ليس الرئيس الأمريكي، لأن قرار غزو ليبيا وسوريا وإيران حسم قبل اعتلاء أوباما كرسي الرئاسة بوقت طويل ولكنه ينفذ واجبه تماما مثل الدمى التي سبقته. فمن الذي يحرك هذه الدمى؟ غالبا ما يكون أفضل رد على مثل هذه الأسئلة هو بطرح سؤال آخر "من المستفيد"؟. طبعا هم أولئك الذين لديهم القدرة على طباعة الدولار من لا شيء هم أكثر المعرضين للخسارة اذا انهار الدولار.

منذ عام 1913 هذه القوة انحصرت داخل البنك الإحتياطي الفدرالي الأمريكي، الإحتياطي الفدرالي هو كيان خاص يملكه تكتل هائل من أقوى البنوك في العالم، والإفراد الذين يسيطرون على هذه البنوك هم الذين يحركون الدمى، بالنسبة لهم العالم مجرد لعبة، أنت وأحبابك لستم سوى حشرات يبيدونها حتى لا تهدد زرعهم.

من التالي؟ وهل اللائحة كانت تحتوي على أكثر من 7 بلدان؟ أم أن هناك لائحة أخرى تحتوي على بلدان أخرى لتدميرها مثل مصر والجزائر؟

كل هذه المعطيات والحقائق ليست من محض الخيال وليست سيناريوهات هوليودية وبوليودية إنما معلومات ووقائع دقيقة تم جمعها بعناية ووضعها بين يدي القارئ الذي يبحث عن الحقيقة المخفية وراء كل هذه الحروب والأحداث التي تدمر مستقبله ومستقبل وطنه.

من يسيطر عليك وعلى بلادك، من يهددك ليل نهار ويقلق راحتك، من يزعزع أمنك ومستقبلك، من يقتلك ويقتل أحبابك هم بضعة عائلات أعرابية متأسلمة وبضع رجال متنفذين غربيين لا دين ولا ضمير ولا أخلاق لديهم، كل ما يهمهم السلطة والمال. هم أصحاب أكبر البنوك، أكبرمصانع الأسلحة وأكبر شركات البترول.








الاخ العزيز العابر للسبيل
احسنت وبارك الله فيك واشكر مداخلاتك القيمة فكان عبوركم خضرا ازهرت به موضوعنا واثريت به بحثنا فلكم كل الثناء والتقدير وبأنتظار جديد مداخلتكم

عبدالله الجزائري
19-09-2013, 10:44 PM
خبر مهم يوضح تغلغل النفوذ الشيعي داخل الولايات الاميركية




أمريكا تصادر ناطحة سحاب إيرانية في نيويورك

تعتزم الولايات المتحدة مصادرة ناطحة سحاب مؤلفة من 36 طابقا تقول النيابة العامة إنها ملك سري لإيران، حسبما أفادت وزارة العدل الأمريكية الثلاثاء17 سبتمبر/أيلول. جاء في بيان الوزارة أن وضع اليد على المبنى الواقع في وسط مدينة نيويورك على الجادة الخامسة وبيعه سيكون "أكبر عملية مصادرة لها علاقة بالإرهاب في التاريخ". وقد بت قاض فدرالي هذا الأسبوع لصالح الحكومة الأمريكية في دعوى قدمتها مؤكدة أن مالكي ناطحة السحاب خالفوا العقوبات المفروضة على إيران والقوانين الخاصة بتبييض الأموال.

ويعتبر الادعاء الأمريكي أن مالكي المبنى وهم مؤسسة علوي ومجموعة أسا حوّلوا عائدات الإيجارات وغيرها من الأموال إلى بنك ملي الإيراني. واشار البيان إلى أن مؤسسة علوي تدير أيضا جمعية إنسانية لحساب ايران كما تتولى إدارة المبنى باسم الحكومة الإيرانية. وشيدت البرج منظمة غير ربحية هي جمعية بهلوي التي كان يديرها شاه ايران السابق في السبعينيات، مستخدمة لتمويله قرضا من بنك ملي، وبعد ثورة 1979 صادرت الحكومة الإيرانية الجديدة المبنى، بحسب مكاتب النائب العام.

وذكر المصدر ذاته أن مؤسسة بهلوي بدلت اسمها وأصبحت مؤسسة علوي. وأفادت مؤسسة علوي أنها تعتزم استئناف الحكم في بيان نشر على موقعها الإلكتروني. وقد دأبت الولايات المتحدة على تشديد العقوبات المفروضة على إيران بهدف منعها من امتلاك السلاح النووي، وشملت العقوبات المؤسسات المالية التي تتعامل بالريال الإيراني، و موردي البضائع ومقدمي الخدمات ذات العلاقة بصناعة وسائط النقل في ايران – السيارات الخفيفة والشاحنات والحافلات والدراجات النارية. كما شملت العقوبات الأمريكية شركات البتروكيميائيات الإيرانية وحتى شركتي الطيران الأوكرانية "بوكوفينا" و"الخطوط الجوية الأوكرانية – المتوسطية"، وشركة الخطوط القرغيزية.

عبدالله الجزائري
20-09-2013, 07:11 PM
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد عبد الله الجزائري
اني المح بحثا فكريا غنيا في طرحكم هذا ، بيد اني لدي طلب وتساؤل ، وفقكم الله لمراضيه:
1- وددت لو انكم اغنيتم ما تطرحونه من حقائق او استنتاجات ببعض من جواهر كلام سادات الخلق ، الأئمة المعصومين ـ عليهم السلام ، روايات تعضد ما تطرحونه. فعلى سبيل المثال قولكم: "ان المستفاد من روايات عصر الظهور وفق المنهج المختار عندنا , يوحي ويعطي تصورا واضحا بضرورة وجود جهة عالمية تمهد للظهور المبارك اقرب إلى الشبكة الخفية أو الحكومة الخفية" ، فهلا دعمتم سيدنا العزيز مثل هذه الحقائق ببعض من كلام الأئمة المعصومين ـ عليهم صلوات الله وسلامه ـ من المحقق في كتب علماء مدرسة أهل البيت.
2- وأما سؤالي فهو مما ورد في ذهني بعد اطلاعي وانا تحت منبر سيد الشهداء عليه السلام على عقيدتنا في موضوع البداء والذي هو مقوم لاصل التوحيد كما اتصوره ، فبما أنه سبحانه وتعالى جلت قدرته وصف ذاته المقدسة بقوله: { يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } (الرعد 39) ، فهل يمكن أن يطبق البداء على ظهوره صلوات الله وسلامه عليه وعلى آباءه الطاهرين؟
بارك الله فيكم سيدنا وأفادنا بكم وبامثالكم .


الاخ العزيز صابر البصراوي كما وعدتك بالاجابة على سؤالكم واشكركم على صبركم لكثرة الانشغالات والالتزامات الى تحول بين المرء وما يحب

اما بعد وفي البدء ادرج لكم كلام اكابر علمائنا حول البداء فيما يخص قضية الامام عليه السلام ثم اذكر تعليقي وتوضيحي :



اراء العلماء

اختلف العلماء في مسألة وقوع البداء في المحتوم ومنه العلامات الحتمية لظهور الامام المهدي(عليه السلام) ويمكن ذكر اقوال ثلاثة في المسألة:

أولاً: ان البداء في العلامات الحتمية ممكن وجائز واستدل له بما رواه ابو هاشم داود بن القاسم الجعفري قال : كنا عند ابي جعفر محمد بن علي الرضا(عليهم السلام) فجرى ذكر السفياني وما جاء في الرواية من ان امره من المحتوم فقلت لابي جعفر: هل يبدو الله في المحتوم؟ قال: نعم . فقلنا له :فنخاف ان يبدو الله في القائم. فقال: ان القائم من الميعاد والله لا يخلف الميعاد) الغيبة للنعماني 314 – 315 وممن ذهب الى هذا الرأي العلامة جعفر مرتضى العاملي في كتابه دراسة في علامات الظهور ص 45 .

ثانياً: ان البداء في المحتوم غير ممكن ويستحيل ان يقع ويظهر ان بعض ما استندوا اليه هو ما قاله الامام الرضا(عليه السلام)لسليمان المروزي:.. ان عليا(عليه السلام) كان يقول: العلم علمان فعلم علمه الله وملائكته ورسله فما علمه ملائكته ورسله فانه يكون ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه احدا من خلقه يقدم منه ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء) عيون اخبار الرضا(عليه السلام) 2/162 وممن ذهب الى هذا الراي السيد الخوئي في كتابه البيان حيث قال ص 389 : وخلاصة القول ان القضاء الحتمي المعبر عنه باللوح المحفوظ وبأم الكتب والعلم المخزون عند الله يستحيل ان يقع فيه البداء ...).

ثالثاً: ان البداء لا يقع في اصل المحتوم وانما يقع في خصوصيات المحتوم وهذا الرأي وسط وجمع بين ادلة المنع والجواز وممن احتمل ذلك هو العلامة المجلسي في بحار الانوار 52/251 قال :.. ثم انه يحتمل ان يكون المراد بالبداء في المحتوم البداء في خصوصياته لا في اصل وقوعه كخروج السفياني قبل ذهاب بني العباس ونحو ذلك.

والمتحصل من ذلك ان البداء في المحتوم وقع محلا للخلاف بين من يقول باستحالته وبين من يقول بامكانه ولا يوجد رأي يقول بضرورة وقوع البداء في المحتوم وعلى فرض وقوعه فانه ممكن ان يقع في بعض العلامات الحتمية دون جميعها لان وقوعها بجميعها يستلزم لغوية وضع تلك العلائم .

يتبع ...التعليقات والتوضيحات للعبد الفقير فداء تراب العلماء

س البغدادي
20-09-2013, 07:55 PM
بوركتم استاذنا الجزاىري ،،،اتمنى عليكم استاذنا ان لاتنقطع عن سلسلة الطرح ،،،
بوركتم

عبدالله الجزائري
20-09-2013, 09:26 PM
بوركتم استاذنا الجزاىري ،،،اتمنى عليكم استاذنا ان لاتنقطع عن سلسلة الطرح ،،،
بوركتم


وبارك الله فيك اخي وعزيزي البغدادي
وانشاء الله لن انقطع عن البحث واحب ان اشير الى المحاور القادمة ان شاء الله على مستوى العنوان :


1- مفهوم البداء قراءة جديدة وحديثة ومعاصرة لمفهومه ومعناه وارتباطه بالظهور
2- فهم الامة الاسلامية بمذاهبها للمشروع الاسلامي نظرية وتطبيقا واثره التمهيدي
3- قراءة جديدة لمضامين واسرار دعاء الندبة العظيم وضرورة الاهتمام به والمواضبة على قراءته
4- بحث حول جغرافية عصر الظهور المبارك

سائلا العلي القدير ان يزيدني علما وفهما ومنطقا وحكمة ونباهة وفطنة وحفظا ويوفقني لاكمال هذه المحاور والسلسة فله المنه والفضل واسألكم الدعاء

عابر سبيل سني
23-09-2013, 05:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

:19_71:

بينا الناس وقوفاً بعرفات إذ أتاهم راكب على ناقة ذعلبة ، ويخبرهم بموت خليفة ، عند موته فرج آل محمد وفرج الناس جميعاً ..( البحار : 52 / 240 )

فهل تكون البشارة في هذا الحج ؟؟

انا معكم مترقبون

عبدالله الجزائري
24-09-2013, 10:29 PM
المحور السادس
البداء:
مفهوم البداء قراءة جديدة وحديثة ومعاصرة لمفهومه ومعناه وارتباطه بالظهور



قاعدة مهمة : وجود أي شيء من الممكنات منوط بمشيئة الله .

البداء في التكوين : كالنسخ في التشريع هو الإبداء والإظهار .وإن الله لا يبدو له من جهل .

وهو من أعمق وأدق المفاهيم العقائدية ومن أهم الإجراءات والآليات الإلهية المتقنة والتي تتصف بالديناميكية واهم الأدلة والبراهين على إن الإنسان مختار في أفعاله وليس مجبورا ولقد اكتسب الأهمية من الأدلة العقلية والنقلية فالروايات تتحدث عن انه ما عبد الله بشيء مثل البداء واليكم بعض الأحاديث :

عن هشام بن سالم عن الصادق عليه السلام: «ما عظم الله عز وجل بمثل البداء» الكافي باب التوحيد ص333ب54ح2.
عن زرارة عن أحدهما عليهما السلام قال: «ما عبد الله عز وجل بشيء مثل البداء» التوحيد: ص331ب54ح1.
وعن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ما بعث الله عز وجل نبياً حتى يأخذ عليه بثلاث خصال: الإقرار بالعبودية وخلع الأنداد وأن الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء» الكافي -التوحيد: ص333 ب54 ح3.
وعن مرازم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «ما تنبأ نبي قط حتى يقرَّ لله عز وجل بخمس: بالبداء والمشيئة والسجود والعبودية والطاعة» التوحيد: ص333 ب54 ح5.
والمراد بالمشيئة الاعتراف بأن الله مريد وليس مجبوراً كما يقوله بعض الفلاسفة.
وعن الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: «ما بعث الله نبياً قط إلا بتحريم الخمر وان يقر له بالبداء» التوحيد: ص333ب54 ح6.
وعن مالك الجهني قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «لو يعلم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه» التوحيد: ص333 ب54 ح7.


البداء هو عملية إدارة الحياة والإحداث وفقا للمتغيرات والقرارات التي يتخذها المخلوق المختار في مسيرته بناءا على التغذية الراجعة من تقييم الواقع واستنادا إلى نظام المصالح والمفاسد الذي يعتبر ملاك الإحكام التشريعية والتكوينية .

حينما نطالع آخر ما توصلت إليه هندسة العمليات وعمليات التحكم بالذات نجد أن أكمل العمليات واحكمها وأكثرها تحقيقا للنتائج هي ذات الدورة المغلقة والتي يتم اخذ نسخة وعينة من مخرجات العملية كتغذية راجعة يتم على ضوءها تقييم الناتج وإظهار أو إبداء إشارة تغيير وقيمة مضافة من اجل تغيير نتائج ومخرجات العملية .

إن أهم المتغيرات هو نتيجة اختيار الإنسان واقصد بالإنسان كعنوان ومفهوم كلي (يعني كل البشر ) ولنرمز له المتغير (x) وهذا المتغير يأخذ قيم كثيرة تصل إلى ما لا نهاية وبحسب علم الإنسان المحدود لتعدد البشر واختياراتهم فكثير من القضايا التي تواجه الإنسان مثل المأكل والملبس والمعاملات الحياتية والإحداث المختلفة التي تعرض علي وتواجهه تحتاج إلى قرار واختيار .

فالمدى ألقيمي للمتغير (x) هو غير متناهٍ في إطار العلم البشري ولكنه متناه ٍ في إطار العلم الإلهي الذي أحاط بكل شيء وأحاط بجميع القيم للمتغير بسبب إحاطته علما بجميع نتائج عملية الاختيار للإنسان حيث بما أن القيم جميعها معروفة للخالق فلم يبقى سوى انكشاف وانطباق نتيجة الاختيار على إحدى القيم المعروفة من قبل الخالق فتكون العملية عملية انكشاف للحدث من قبيل مبدأ الثواب والعقاب أو القوانين الجزائية التي تنص إن لكل جريمة جزاء وعقوبة .

إن العلم الإلهي محيط بكل شيء ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر إلا في كتاب مبين وهو علم الله وقد صنف العلماء هذا العلم بناءا على الروايات إلى قسمين من حيث الأخبار والاطلاع عليه كما يلي:

1- علم مكنون ومخزون عنده لم يطلع عليه احد من الخلق .
2- علم اخبر به ملائكته وأنبياءه ورسله . وهذا النوع ينقسم الى قسمين
• علم وقضاء محتوم
• علم وقضاء مشروط (والذي يغطي معظم حالات ومعاملات الانسان )

والبداء يتعلق بالعلم والقضاء المشروط وهو دالة (كما يقال في الرياضيات) للمتغير او تحقق الشرط مع شرط عام للجميع وهو تعلق المشيئة الالهية به . وللتمثيل على ذلك فان الروايات التي وردت بالحث على الصدقة لزيادة العمر ودفع البلاء وصلة الرحم وآثارها المترتبة وغير ذلك كثير.





يتبع ان شاء الله

س البغدادي
24-09-2013, 11:52 PM
اسجل متابعتي لبحثكم القيم استاذنا الفاضل

الباحث الطائي
26-09-2013, 12:07 PM
السلام عليكم
عزيزي عبد الله الجزائري . طرح الرأي في كتاباتكم مجهد علينا اكثر من غيركم . ذالك ان قلمكم ليس ككل قلم وبالتالي يحتاج الى رد او راي بما يناسب مقامكم . ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله
بالنسبة لي ولحد الان اهم شيئ عندي في طرحكم هذا او ما لفت نضري هو المشاركة رقم 13 ... اي المحور الخامس
وهي بخصوص : الشبكة العالمية الخفية الممهدة للظهور
طبعا الدليل القراني الذي بنيت عليه هذه النضرية او الطرح ليس كافي . والقرينة التي يمكن ان تؤخذ منه لا تناسب سعة وتفاصيل البحث او النضرية التي خرجت منه

فننحن نعلم ان ليلة القدر ونزول الملائكة والروح في كل سنة على حجة الله في الارض مسألة محسومة
وما يجري في ليلة القدر ( او ليالي القدر المهمة 19 . 21 . 23 ) هو نزول الامر والقضاء الالهي من خزائن الله المحفوضة على ولي الامر
ليمضيها ثم تأخذها الملائكة وتصعد بها وما يمضى في ليلة القدر هو ما يكون حتى القدر التالي من السنة التالية
وكل شيئ في عالم الامكان وكل ما يخصه ينزل من خزائن الله . وهذا مصداق قوله تعالى : وإن من شيئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر .
فأذا سألت القران متى وقت نزول هذا القدر من الخزائن - يكون ادجواب سورة القدر نفسها .
وبالتالي وكما ترى ما ذهبتم اليه مما فهمت من طرحكم من دليل ليلة القدر هو انها تفيد المصداق العام الذي يمكن ان يولد الاحتمال والفرض فقط
وليس فيه دليل تفصيلي وبرنامج معد سنويا بخصوص التمهيد للظهور . الا من باب ان تحتمل ذالك فقط
فالتفاصيل تحتاج الى ادلة اخرى عدى الدليل العام ان ثبت اصلا
لذالك ارى والله اعلم سيدي الجزائري هذه النقاط الاربعة بخصوص المستوى التثقيفي . والنقاط الثمانية بخصوص المستوى التنفيذي تحتاج الى دليل اضافي كروايات وقرائن اخرى وان استحسنتها منطقيا ولكن لا يمكن امضائها كنضرية او طرح تام
لذالك اقول فيها من اين اتيت بها . اي ما الدليل عليها بحيث بعد ذالك اثبتها بهذه الصورة والصياغة والتفصيل وتوزيع الادوار والمهمات والغايات .
ولكن نعم قد نقبل وكما ذكرت انها محتملة وايضا الاحتمال يحتاج الى دليل للذهاب اليه . وشكرا

عبدالله الجزائري
26-09-2013, 08:42 PM
السلام عليكم
عزيزي عبد الله الجزائري . طرح الرأي في كتاباتكم مجهد علينا اكثر من غيركم . ذالك ان قلمكم ليس ككل قلم وبالتالي يحتاج الى رد او راي بما يناسب مقامكم . ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله
بالنسبة لي ولحد الان اهم شيئ عندي في طرحكم هذا او ما لفت نضري هو المشاركة رقم 13 ... اي المحور الخامس
وهي بخصوص : الشبكة العالمية الخفية الممهدة للظهور
طبعا الدليل القراني الذي بنيت عليه هذه النضرية او الطرح ليس كافي . والقرينة التي يمكن ان تؤخذ منه لا تناسب سعة وتفاصيل البحث او النضرية التي خرجت منه

فننحن نعلم ان ليلة القدر ونزول الملائكة والروح في كل سنة على حجة الله في الارض مسألة محسومة
وما يجري في ليلة القدر ( او ليالي القدر المهمة 19 . 21 . 23 ) هو نزول الامر والقضاء الالهي من خزائن الله المحفوضة على ولي الامر
ليمضيها ثم تأخذها الملائكة وتصعد بها وما يمضى في ليلة القدر هو ما يكون حتى القدر التالي من السنة التالية
وكل شيئ في عالم الامكان وكل ما يخصه ينزل من خزائن الله . وهذا مصداق قوله تعالى : وإن من شيئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر .
فأذا سألت القران متى وقت نزول هذا القدر من الخزائن - يكون ادجواب سورة القدر نفسها .
وبالتالي وكما ترى ما ذهبتم اليه مما فهمت من طرحكم من دليل ليلة القدر هو انها تفيد المصداق العام الذي يمكن ان يولد الاحتمال والفرض فقط
وليس فيه دليل تفصيلي وبرنامج معد سنويا بخصوص التمهيد للظهور . الا من باب ان تحتمل ذالك فقط
فالتفاصيل تحتاج الى ادلة اخرى عدى الدليل العام ان ثبت اصلا
لذالك ارى والله اعلم سيدي الجزائري هذه النقاط الاربعة بخصوص المستوى التثقيفي . والنقاط الثمانية بخصوص المستوى التنفيذي تحتاج الى دليل اضافي كروايات وقرائن اخرى وان استحسنتها منطقيا ولكن لا يمكن امضائها كنضرية او طرح تام
لذالك اقول فيها من اين اتيت بها . اي ما الدليل عليها بحيث بعد ذالك اثبتها بهذه الصورة والصياغة والتفصيل وتوزيع الادوار والمهمات والغايات .
ولكن نعم قد نقبل وكما ذكرت انها محتملة وايضا الاحتمال يحتاج الى دليل للذهاب اليه . وشكرا



اخي وعزيزي الباحث الطائي :

اشكر واقدر عاليا مداخلتكم ومشاركتكم ومتابعتكم للموضوع واعلى الله مقامكم في الدنيا والآخرة
اما بعد فيقول العبد الفقير :

ان اول ما تصدرت به المحور الخامس جملة (ان المستفاد من روايات عصر الظهور وفق المنهج المختار عندنا يوحي ويعطي تصورا واضحا بضرورة وجود جهة عالمية تمهد للظهور المبارك ) هذا هو المقدار المتيقن والمستفاد من الروايات ثم قاربت مقاربة لطبيعة هذه الجهة فقلت (اقرب الى الشبكة او الحكومة او الادارة الخفية ) .

ان إدارة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) للعالم من وراء ستار الغيبة من خلال بعض أنصاره كالأبدال والنجباء وغيرهم أمر محتمل جداً بل راجح عقلا ، لأن الأرض كما ورد في جملة من الأخبار لا تستقر لحظة من دون الإمام, فمن دونه تسيخ بأهلها، وفي جملة أخرى من الأخبار أن الناس ينتفعون بالمهدي (عليه السلام) في حال الغيبة كما ينتفعون بالشمس إذا جللها السحاب, فهذه الأخبار ونظائرها تدعم الرأي المذكور من وجود إدارة باطنية لأمور العالم من قبل الإمام المهدي (عجل الله فرجه) وذلك من خلال المهام المناطة برجال الغيب الذين معه ومنهم الثلاثون الذين يؤنسون وحشته أو الأبدال وغيرهم.


لقد سألني الاخ العزيز البصراوي عن عن امكانية ادراج الروايات المؤيدة لموضوع (الممهدين او الموطئين او الابدال ) او قل بمصطلحنا (الشبكة الخفية او الادارة الخفية او الحكومة الخفية ) وقد اوردت امثلة قرآنية لمبدا التفويض ومنح الصلاحيات فراجع جوابي للاخ البصراوي العزيز اعزكم الله اخي الطائي .

فارجوا منك اخي الكريم قراءة المحور الاول الذي وضعته في بداية البحث وبنيت عليه بقية المحاور .

كما ان مبحث الدليل العقلي والملازمات العقلية من المباحث المهمة عندنا نحن الشيعة الامامية الاثنى عشرية فمثلا وجوب تقليد المراجع هو وجوب عقلي ووجوب الشيء يقتضي ويوجب وجوبا عقليا وجوب مقدمته على الرغم من فقدان الدليل على وجوب المقدمة عنوانا والامثلة كثيرة في هذا الموضوع.

فاذا ثبت هذا المقدار من الادارة فالعقل يحكم بضرورة توفر اكمل الافراد وافضل المصاديق لهذا المفهوم العام الذي ثبت والتفصيل المذكور يمكن ان يكون بحسب اخر ماتوصل اليه العقل البشري من فنون الادارة .



ان اهمية سورة القدر وعظمتها وضرورة فهمها وتحليلها وكشف اسرارها وعلاقتها وارتباطها ببقية الله الاعظم والمشروع الالهي اكبر من ان نحصرها في تبليغ الامام واطلاعه على الارزاق والاعمار وما الى ذلك من المقدرات . ثم ماذا بعد الاخبار له ؟ هل ان عملية نزول الملائكة والروح العظيم الذي هو اعظم من جبريل في بعض الروايات ينزلون لغرض اطلاع الامام فقط ثم يصعدون واسئلة كثيرة تطرح تحتاج الى اجابة نعرض لها ان شاء الله تعالى في بحث ومحور السورة .

ثم استوقفتني جملة (ليمضيها ثم تأخذها الملائكة ) فماذا تقصدون بالامضاء ؟
ثم ماذا تقصدون يصعدون بها بعد الامضاء ؟


عموما سوف اعقد انشاء الله محورا خاصا بليلة القدر واهميتها وارتباطها بموضوع البداء ( المحور السادس ) بشكل خاص وببقية الله الاعظم بشكل عام

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

الباحث الطائي
27-09-2013, 04:31 AM
السلام عليكم
اخي العزيز الجزائري ، فلنرجع ونفصل معكم المدخل لبحثكم والمتعلق بالمحور الخامس الذي اشرنا اليه
انتم تقولون : ( يمكن الاستناد والاستدلال على هذا المعنى قرآنيا من خلال سورة القدر المباركة التي تثبت التنزيل المستمر للملائكة والروح فيها من كل أمر على الإمام عليه السلام وفيها يفرق كل أمر حكيم من التوجيهات والأوامر الإلهية الحكيمة لسنة كاملة , وهذه الأوامر والتعليمات والمعلومات السنوية تمثل السياسة الإلهية العامة والتفصيلية أو (الخطة السنوية) التي ينفذها الإمام عليه السلام ) .

واقول - لقد استنتجتم من ان هناك خطة سنوية ، وبالدليل العقلي والمقدمات المنطقية الملازمة لوجود الشيء - تحتاج هذه الخطة والمتعلقة بالتمهييد للظهور الى كادر تنفيذي بجانب عمل الامام ، وكما ضربتم من مثل ملك الموت واعوانه في القرآن - وهذا الى هنا منطقي ومقبول عامتا والروايات تقول ان للامام نوع رعاية لشيعته ومحبيه خاصتا في زمن الغيبة -

ولكن نوع الرعاية وسعتها وحدودها وهل هي تحتاج في بعضها للكادر السري الخاص بالامام كالابدال والنجباء الذي افترضتموه من دليل المقدمات العقلية والضرورات المنطقية للتنفيذ والتفعيل في الخارج ، وحدود هذا الدليل مجهول السعة
والآلية وطريقة التنفيذ لان الاشارة عليه عامة فاذا قلنا ان بيدنا دليل المقدمات العقلية والمستلزمات المنطقية التي يمكن بها وضع مفهوم الخطة والعمل العام في زمن الغيبة للتمهيد لقضية الامام الحجة ع وللظهور ، فان باب الاحتمالات والافتراضات سيكون واسع لان الدليل المبني عليه غير مخصص بل هو عام لرعاية الامام لرعيته خاصتا زمن الغيبة ،

وهنا ينفتح ايضا اشكال حدود العمل ونوعيته بالاضافة الى اصله ، ودليلكم الذي قدمتموه على الاصل يصب واما التفاصيل والآلية تحتاج الى دليلها الخاص ، فان تاتي بدليلها الخاص يمكن لكم من جديد افتراض مقدماته العقلية ومستلزماته المنطقية والتي لعله منها يمكن استخراج نقاط المستوى التثقيفي والمستوى التنفيذي - فهل انتبهتم عزيزي عبدالله الجزائري الى هذا الاستشكال

اما بخصوص سؤالكم : ثم استوقفتني جملة (ليمضيها ثم تأخذها الملائكة ) فماذا تقصدون بالامضاء ؟
ثم ماذا تقصدون يصعدون بها بعد الامضاء ؟
فاقول هذا مما نقلته حسب اطلاعي لبحوث السيد كمال ااحيدري بخصوص ليلة القدر - وليس اتذكر المقصد والتفسير الدقيق له ولكن الاسترسال لتكملة الفكرة اخذني لذكره - ولا ادري ان كان سيغير كثيرا في المبحث ولكن اذا وجدت المعنى المقصود لاحقا فسوف اوصله لكم ، وشكرا

عبدالله الجزائري
27-09-2013, 06:34 PM
السلام عليكم
اخي العزيز الجزائري ، فلنرجع ونفصل معكم المدخل لبحثكم والمتعلق بالمحور الخامس الذي اشرنا اليه
انتم تقولون : ( يمكن الاستناد والاستدلال على هذا المعنى قرآنيا من خلال سورة القدر المباركة التي تثبت التنزيل المستمر للملائكة والروح فيها من كل أمر على الإمام عليه السلام وفيها يفرق كل أمر حكيم من التوجيهات والأوامر الإلهية الحكيمة لسنة كاملة , وهذه الأوامر والتعليمات والمعلومات السنوية تمثل السياسة الإلهية العامة والتفصيلية أو (الخطة السنوية) التي ينفذها الإمام عليه السلام ) .

واقول - لقد استنتجتم من ان هناك خطة سنوية ، وبالدليل العقلي والمقدمات المنطقية الملازمة لوجود الشيء - تحتاج هذه الخطة والمتعلقة بالتمهييد للظهور الى كادر تنفيذي بجانب عمل الامام ، وكما ضربتم من مثل ملك الموت واعوانه في القرآن - وهذا الى هنا منطقي ومقبول عامتا والروايات تقول ان للامام نوع رعاية لشيعته ومحبيه خاصتا في زمن الغيبة -

ولكن نوع الرعاية وسعتها وحدودها وهل هي تحتاج في بعضها للكادر السري الخاص بالامام كالابدال والنجباء الذي افترضتموه من دليل المقدمات العقلية والضرورات المنطقية للتنفيذ والتفعيل في الخارج ، وحدود هذا الدليل مجهول السعة
والآلية وطريقة التنفيذ لان الاشارة عليه عامة فاذا قلنا ان بيدنا دليل المقدمات العقلية والمستلزمات المنطقية التي يمكن بها وضع مفهوم الخطة والعمل العام في زمن الغيبة للتمهيد لقضية الامام الحجة ع وللظهور ، فان باب الاحتمالات والافتراضات سيكون واسع لان الدليل المبني عليه غير مخصص بل هو عام لرعاية الامام لرعيته خاصتا زمن الغيبة ،

وهنا ينفتح ايضا اشكال حدود العمل ونوعيته بالاضافة الى اصله ، ودليلكم الذي قدمتموه على الاصل يصب واما التفاصيل والآلية تحتاج الى دليلها الخاص ، فان تاتي بدليلها الخاص يمكن لكم من جديد افتراض مقدماته العقلية ومستلزماته المنطقية والتي لعله منها يمكن استخراج نقاط المستوى التثقيفي والمستوى التنفيذي - فهل انتبهتم عزيزي عبدالله الجزائري الى هذا الاستشكال

اما بخصوص سؤالكم : ثم استوقفتني جملة (ليمضيها ثم تأخذها الملائكة ) فماذا تقصدون بالامضاء ؟
ثم ماذا تقصدون يصعدون بها بعد الامضاء ؟
فاقول هذا مما نقلته حسب اطلاعي لبحوث السيد كمال ااحيدري بخصوص ليلة القدر - وليس اتذكر المقصد والتفسير الدقيق له ولكن الاسترسال لتكملة الفكرة اخذني لذكره - ولا ادري ان كان سيغير كثيرا في المبحث ولكن اذا وجدت المعنى المقصود لاحقا فسوف اوصله لكم ، وشكرا














وعليكم السلام اخي الطائي ورحمة الله وبركاته

الحمد لله اني وفقت بدرجة كبيرة في ايصال المطلب اليكم واما وجه اشكالكم المنحصر في المهام التي عددناها فمندفع حيث انها على نحو الاحتمال والتحليل وربما أحد افضل الافراد والمصاديق لموضوع الادارة الباطنة وفنونها التي ثبتت بالدليل العقلي والمؤيد بالروايات التي اوردناها . وربما هناك امور غيبية لا نحيط بها علما ولكن قلت انها على نحو التحليل فيما يخص المهام ولسنا في مقام الاستدلال والاستنباط عليها .

ولوانكم قرأتم السطور القليلة في مقدمة البحث قبل المحور الاول لوجدتم ضالتكم وفيها آية للمتوسمين
فتوسم بها ايها العزيز ولا ينبئك مثل خبير .

والحمد لله رب العالمين

الباحث الطائي
27-09-2013, 11:24 PM
السلام عليكم
مشكور عزيزي عبدالله الجزائري
قولكم - ( ان هذه النقاط التفصيلية بخصوص المهام وغيرها من نقاط على سبل الاحتمال والتحليل ) ، اقول هو هذا رأيي ايضا بحدود دليلكم عليه عامتا

وهي كذالك نفس هذه النقاط يؤديها في زمن الغيبة اتباع ال البيت عامتا بدرجات مختلفة نتيجة التوجيهات المسبقة من الائمة لشيعتهم والشعور المتولد لدى الاتباع بالتمهيد للظهور ، وفهمهم لمبداء الانتضار الصحيح ، وبالتالي اصل المطلب والفكرة المتعلق بعمل هذا الخط السري المرتبط بالامام هو يشابه منا يقوم به الخط الظاهري إلا طبعا اذا فرضنا ونحتمل ايضا ان هذا الخط السري له خصوصيات ودقائق بالتعامل مع الامور لا يستطيع ربما الخط الظاهي القيام بها او الالتفات اليها بسبب رعاية وتوجيه الامام للخط السري

وكما اني اجد بعض النقاط التي اورتها كاحتمال في عمل الخط السري في مهامه من جمع المعلومات المختلفة وتقديم التقارير في القضايا المهمة والموكلة اليهم حسب الفرض المحتمل وايصالها للامام ع - اقول مثل هذه فكرة لعله يمكن الاستغناء عنها بالعلم الذي يملكه الامام في الوصول للمعلومة الخفية - وكذالك فرض تسخير هذه الطائفة المخلصة والسرية في استقاء مثل هذه المعلومات المختلفة والمهمة وايصالها للامام في زمن الغيبة والعمل السري قد يعرض هؤلاء للكشف والخطر مثلا ،
ونحن نعلم مكانتهم الروحية من الامام ولكن المهام الاستخبارية تتصل بنوع كفائة وعلم واجهزة وادارة تختلف وخاصة في هذا الوقت لما وصل اليه العلم ، وبالتالي فرض عملهم على الطريقة الطبيعية والكلاسيكية الخاصة بهذا العصر يتطلب جهاز وكادر يناسب المهمة ، وعلى كل حال ففي تصوركم لهذه الامور هو فتح الافهام وتوسعة المدارك

لذالك اقول في الاخير استمر على بركة الله وتوفيقه وشكرا على توضيحكم ، وسوف نكمل معكم المتابعة لموضوع البداء وما وعتم فيه من جديد ، شكرا

عبدالله الجزائري
28-09-2013, 12:54 AM
توضيح انواع العلم والقضاء واين يقع ومن اين ينشأ البداء

ملاحظة : الدائرة الكبيرة تحيط بجميع الدوائر بمعنى ان علم الله يحيط بكل شيء ولا يعزب عنه مثقال ذرة

توضيح انواع العلم والقضاء واين يقع ومن اين ينشأ البداء فالسهم الذي ينبع من منطقة القضاء المشروط انما هو تغذية راجعة وتقييم للواقع وتحديد لقيمة المتغيرات التي اخذتها ومنها نتيجة اختيار الانسان ثم يكون البداء الذي هو اظهار وانكشاف الجزاء والقدر المتعلق بقيمة المتغير ويمكن توضيح هذه الصيغة التفاعلية بسنة التغيير (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ) هذا هو قوس وسهم الصعود اما سهم وقوس النزول وهو البداء والتغيير الالهي في منطقة المحو والاثبات فنمثل لها بالسهم النازل من البداء والداخل الى منطقة المحو والاثبات اي منطقة القضاء والعلم المشروط


http://im38.gulfup.com/3QyUI.png (http://www.gulfup.com/?wud7VV)

عابر سبيل سني
29-09-2013, 05:59 AM
بارك الله بك مولانا على المعلومات القيمة

و هذا كتاب عصر الظهور للكوراني العاملي لمن يحتاج معلومات حول الموضوع تساعد على المتابعة

http://www.alameli.net/downbooks/ASRZOHORJ-tas.rar

عبدالله الجزائري
29-09-2013, 01:54 PM
بارك الله بك مولانا على المعلومات القيمة

و هذا كتاب عصر الظهور للكوراني العاملي لمن يحتاج معلومات حول الموضوع تساعد على المتابعة

http://www.alameli.net/downbooks/ASRZOHORJ-tas.rar



وعليكم السلام وبارك الله فيكم الاخ العزيز عابر السبيل
وجعلك الله العابر السريع على الصراط وعلى الله قصد السبيل
اشكر مداخلتكم وتقييمكم للموضوع واضافتكم القيمة وندعوكم الى الاستمرار في دعم البحث والمشاركة فيه وفي ثوابه ونسألكم المزيد من الدعاء والتوفيق لتناول المحاور القادمة انشاء الله تعالى .

عبدالله الجزائري
29-09-2013, 02:19 PM
المحور السابع

ليلة القدر ودورها في ادارة العالم


بحث تحليلي حول سورة وليلة القدر واهميتها وعلاقتها بالبداء والادارة الباطنية بقيادة الامام عليه السلام ويتناول البحث مجموعة من النقاط والمواضيع التي اطرحها بادئ ذي بدء على شكل اسئلة من اجل استمالة القلوب واستثارة دفائن العقول قبل الدخول في صلب البحث ولنبدأ على بركة الله :


1- هل اكتسبت ليلة القدر صفة الليلة المباركة بنزول القران الكريم ام انها كانت مباركة اصلا ومن اجل ذلك اختص الله تعالى نزول القرآن فيها لعظمتها وبركتها ؟

2- اذا كان نزول القرآن يعطي ويمنح صفة (المباركة) فهل يعطيها بكله (اي بجميع سوره وآياته ) ام يكفي نزول آية او سورة منه ؟

3- اذا كانت صفة (المباركة) يمكن تحققها ببعض آيات القران فهذا يعني اشتراك الليالي والايام التي شهدت نزول القرآن التدريجي في صفة المباركة ؟

4- من هو الاسبق وجود ليلة القدر ام نزول القرآن ؟

5- هل ليلة القدر كانت موجودة قبل عهد النبي صلى الله عليه وآلة ام جعلها واوجدها الله تعالى واختصها في عهده ؟

6- ما المقصود بعملية التنزُّل ؟ وما هو التنزيل (ناتج وهدف هذه العملية ) وما هي اشكاله وحدوده وطبيعته ؟

7- لماذا توجد صفة الاستمرارية والتكرار السنوي لعملية التنزُّل ؟

8- اذا كانت المعلومات النازلة مقتصرة على المعلومات الثابتة والمقدرات من الارزاق والآجال لسنة قادمة لماذا لا يتم انزالها دفعة واحدة لسنوات قادمة ؟

9- هل توجد علاقة بين ليلة القدر والخضر عليه السلام ؟

10- هل تشكل ليلة القدر آلية وسبب ارتباط الارض بالسماء ؟

11- هل ليلة القدر ليلة واحدة ام اكثر ؟




انشاء الله سنبحث كل هذه الاسئلة ونتناولها بالتدريج حتى لايكون البحث مملا وطويلا على القارئ والمتابع انشاء الله تعالى

س البغدادي
30-09-2013, 12:16 AM
اسجل متابعتي لبحثكم القيم ،،،وعذرا استاذنا الجليل الفاضل ان لم اعلق ولو كلمة في حلقاته الاخيرة فبها تنحني كلماتي ويسكت اليراع وتبيض الاوراق انتظارا منكم لما يجوده قلمكم المبارك ،،
ودي وتقديري

الباحث الطائي
30-09-2013, 03:41 AM
السلام عليكم
اخي العزيز الجزائري - وفقكم الله

بخصوص مبحث البداء - اولا اقول فيه احسنتم وخاصة الرسم التوضيحي مع الشرح المشفع كي يعطي صورة تخيلية اوضح للمتلقي لهذه المعارف المعنوية العالي

المسالة الثانية وهي بخصوص هذه النقطة : ( وقد صنف العلماء هذا العلم بناءا على الروايات إلى قسمين من حيث الأخبار والاطلاع عليه كما يلي:
1- علم مكنون ومخزون عنده لم يطلع عليه احد من الخلق . )

واقول فيها - اذا كان المقصود من هذا العلم المخزون المكنون هونفس الذي اشار اليه القرآن وكما مثلا في سورة الواقعة المباركة :إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لّا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ،

فهذه المرتبة من العلم مستثنى ال البيت المعصومين من الاخفاء ، بل هم كما تعلمون المطهرون الذين حصر بهم النيل من هذه المرتبة اي اللوح المحفوظ ، ولعله حسب ما اذكر ايضا الروح القدس ايضا يمكنه الوصول لتلك المرتبة والاخذ منها ،

والمسالة الاخيرة في هذا المبحث " البداء " - اقول هل من الممكن لو توضحون اكثر المراد من التصور والقراءة الجديدة فيه ، اي اقصد ايّ حيثية في مبداء البداء الذي قدمتموه اعلاه هو الجديد بنضركم - وكيف تفعلون وتنضرونه في العلامات والظهور حسب قرائتكم الجديدة ان امكن وشكرا

عبدالله الجزائري
30-09-2013, 10:50 AM
السلام عليكم
اخي العزيز الجزائري - وفقكم الله

والمسالة الاخيرة في هذا المبحث " البداء " - اقول هل من الممكن لو توضحون اكثر المراد من التصور والقراءة الجديدة فيه ، اي اقصد ايّ حيثية في مبداء البداء الذي قدمتموه اعلاه هو الجديد بنضركم




الاخ العزيز الطائي بارك الله فيكم
[COLOR="DarkRed"][SIZE="6"]اما الجواب عن الجديد في البحث

فهو هذا الطرح والتعريف والتحليل والرسم التوضيحي للبداء سيما الفقرات المدرجة ادناه ارجوا ان تقرأها بدقة فكل كلمة لم توضع اعتباطا وفيه تاسيس جديد لفهم البداء ولم اجد من طرحه من قبل وادرجه لكم ارجوا قراءته بدقة واستعينوا بالرسم التوضيحي :


البداء هو عملية إدارة الحياة والإحداث وفقا للمتغيرات والقرارات التي يتخذها المخلوق المختار في مسيرته بناءا على التغذية الراجعة من تقييم الواقع واستنادا إلى نظام المصالح والمفاسد الذي يعتبر ملاك الإحكام التشريعية والتكوينية .

حينما نطالع آخر ما توصلت إليه هندسة العمليات وعمليات التحكم بالذات نجد أن أكمل العمليات واحكمها وأكثرها تحقيقا للنتائج هي ذات الدورة المغلقة والتي يتم اخذ نسخة وعينة من مخرجات العملية كتغذية راجعة يتم على ضوءها تقييم الناتج وإظهار أو إبداء إشارة تغيير وقيمة مضافة من اجل تغيير نتائج ومخرجات العملية .

إن أهم المتغيرات هو نتيجة اختيار الإنسان واقصد بالإنسان كعنوان ومفهوم كلي (يعني كل البشر ) ولنرمز له المتغير (x) وهذا المتغير يأخذ قيم كثيرة تصل إلى ما لا نهاية وبحسب علم الإنسان المحدود لتعدد البشر واختياراتهم فكثير من القضايا التي تواجه الإنسان مثل المأكل والملبس والمعاملات الحياتية والإحداث المختلفة التي تعرض علي وتواجهه تحتاج إلى قرار واختيار .

فالمدى ألقيمي للمتغير (x) هو غير متناهٍ في إطار العلم البشري ولكنه متناه ٍ في إطار العلم الإلهي الذي أحاط بكل شيء وأحاط بجميع القيم للمتغير بسبب إحاطته علما بجميع نتائج عملية الاختيار للإنسان حيث بما أن القيم جميعها معروفة للخالق فلم يبقى سوى انكشاف وانطباق نتيجة الاختيار على إحدى القيم المعروفة من قبل الخالق فتكون العملية عملية انكشاف للحدث من قبيل مبدأ الثواب والعقاب أو القوانين الجزائية التي تنص إن لكل جريمة جزاء وعقوبة .



السلام عليكم
اخي العزيز الجزائري - وفقكم الله


المسالة الثانية وهي بخصوص هذه النقطة : ( وقد صنف العلماء هذا العلم بناءا على الروايات إلى قسمين من حيث الأخبار والاطلاع عليه كما يلي:
1- علم مكنون ومخزون عنده لم يطلع عليه احد من الخلق . )

واقول فيها - اذا كان المقصود من هذا العلم المخزون المكنون هونفس الذي اشار اليه القرآن وكما مثلا في سورة الواقعة المباركة :إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لّا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ،

فهذه المرتبة من العلم مستثنى ال البيت المعصومين من الاخفاء ، بل هم كما تعلمون المطهرون الذين حصر بهم النيل من هذه المرتبة اي اللوح المحفوظ ، ولعله حسب ما اذكر ايضا الروح القدس ايضا يمكنه الوصول لتلك المرتبة والاخذ منها ،




اما فيما يتعلق بالعلم الالهي فهو بحث عميق ساعرض له انشاء الله ولكن اوجزه بالاستعانة بالرسم التوضيحي السابق :

ان الله سبحانه عالم الغيب والشهادة وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وماتسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين . فالدائرة الكبيرة كمثال للتقريب وهي محدودة نقول انها تحيط بجميع انواع العلم ولله المثل الاعلى نقول ان علم الله غير محدود وهو عين ذاته وقد احاط بكل شيء علما فهذا العلم والغيب الالهي جزء منه علمه واطلع عليه ملائكته ورسله ومن يشاء من عباده وهذا الجزء من العلم تارة يكون حتمي الوقوع واخرى مشروط الوقوع والذي يتعلق فيه البداء كما في الرسم التوضيحي . فأذا فهمتم هذا المقدار فهو المطلوب وعليه المعول .

اما الاسماء التي تطلق على انحاء هذا العلم واقسامه المزبورة اعلاه فهي تحتاج الى بحث مستقل يطول مقامه هنا وناتي اليه في الاجابة على احد تساؤلات ليلة القدر .

مع خالص الدعاء لكم وارجوا ان تزيد حجم الخط بارك الله فيكم

عبدالله الجزائري
30-09-2013, 11:36 AM
اسجل متابعتي لبحثكم القيم ،،،وعذرا استاذنا الجليل الفاضل ان لم اعلق ولو كلمة في حلقاته الاخيرة فبها تنحني كلماتي ويسكت اليراع وتبيض الاوراق انتظارا منكم لما يجوده قلمكم المبارك ،،
ودي وتقديري



وانا اسجل تقديرنا العالي لكل صمت او نظر او حرف او كلمة او قول من جنابكم الكريم في تقييم البحث الذي خصصته لهذا المنتدى الكريم والمبارك بشخصكم الكريم والاخوة الاكارم وانا في خدمتكم


اخوكم
عبدالله الموسوي الجزائري

25 ذو القعدة 1434

حسين ال دخيل
30-09-2013, 01:19 PM
استاذي الفاضل الجزائري
احسنت بارك الله فيك وزادك من علمه وانا أؤيد تقسيم البحث على شكل حلقات حتى يتمكن الجميع من قراءته وفهم مضامينه الرائعة
جزيت خيرا لك كل الاحترام والتقدير

عبدالله الجزائري
30-09-2013, 01:50 PM
استاذي الفاضل الجزائري
احسنت بارك الله فيك وزادك من علمه وانا أؤيد تقسيم البحث على شكل حلقات حتى يتمكن الجميع من قراءته وفهم مضامينه الرائعة
جزيت خيرا لك كل الاحترام والتقدير


مرحبا بعودتكم ايها الاخ الكبير والعزيز حسين آل دخيل

اشكر واقدر دخولكم المبارك الذي اشرقتَ وانورتَ به صفحتنا وموضوعنا وبحثنا
واود ان تقرأ المحاور التي اضفتها مؤخرا ان كان قد فاتكم قرائتها فرأيكم محل تقدير واهتمام كما هو الحال للاخوة الاعزاء

ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين

وانا في خدمتكم جميعا والله ولي التوفيق

عبدالله الجزائري
01-10-2013, 10:59 PM
ليلة القدر ليلة تطبيق نظام البداء


مقدمة:

قبل الاجابة على الاسئلة المتعلقة بليلة القدر المباركة اردت توضيح الصلة (حسب رؤيتنا ) بين محور البداء ومحور ليلة القدر :

قال سبحانه وتعالى في سورة الدخان :

[حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6)]

وقال سبحانه وتعالى سورة القدر :

إِنَّآ انزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ(2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ *(3) تَنَزَّلُ الْمَلآَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ(5)


من خلال السورتين المباركتين تظهر أهمية وقيمة وشرف ليلة عظيمة ليست كباقي الليالي والأيام والشهور والسنين إنها ليلة مميزة ومشرفة على غيرها . إنها ليلة القدر المباركة وما أدراك ما ليلة القدر لقد تكرر اسمها في السؤال ألتعظيمي وجوابه إشارة وأمارة بالغة لعظمتها ودورها التشريعي والتكويني والمفصلي في دورة حياة العالم .

إنها ليلة الإدارة والمتابعة والتقرير الإلهية للعالم إنها ليلة اجتماع مجلس إدارة العالم التنفيذي إنها ليلة التدبير للأمور والتفصيل للآيات يعقد فيها الاجتماع السري ويتم فيها إعداد محضر الاجتماع وجدول الأعمال الذي يتضمن تغذية راجعة وتقييما لواقع الحال واستشرافا للقادم من الأيام والأحداث والتغيرات وما يواجه الإدارة من مستجدات وما ينبغي اتخاذه من إجراءات وأنشطة ومهام من اجل مواجهتها بمعنى خطة سنوية شاملة تتضمن تعيين الموارد والموازنات وتوزيع المهام والصلاحيات والمسؤوليات والحوافز والجزاءات وغيرها مما لا نحيط به علما بل هو (مِن كُلِّ أَمْرٍ) كما نصت السورة المباركة ، أمر تشريعي وتكويني له تعين في علم الله الازلي المخزون والمكنون وتعلق بمشيئته سبحانه .

إن هذا الاجتماع لمجلس إدارة العالم تستلزم تهيئة الأجواء والظروف المناسبة لعقده ويتطلب نوع من العناية واللطف والبركة والتأمين لذلك جعلها الله سبحانه سلام هي حتى مطلع الفجر لان في هذه الليلة تتشكل قناة بين السماء والأرض ويرتبطان على نحو من أنحاء التواصل والاتصال الذي يستلزم نوع من أنواع الموائمة والتماهي بين الاثنين .

إنها ليلة تطبيق نظام وسنة ونظرية وعقيدة البداء إنها تحقيق معنى الإظهار والانكشاف لنتائج الاختيارات (اختيار المخلوق ) المتغير الأهم الذي تتحدد استنادا إليه كثير من المتغيرات والحوادث وتختلف بسببه كثير من الظروف ، في ليلة القدر يتم تطبيق عملية التطوير والتعديل والتدبير والتفصيل والتقرير والتهيئة والإعداد ووضع الأهداف السنوية والمرحلية كل ذلك من اجل الغاية المتمثلة بالتمهيد التدريجي المرحلي التراكمي التكاملي للمشروع الإلهي الأعظم وهو خلافة ووراثة الأرض للمستضعفين وإظهار الإسلام الحق أسلام النبي وأهل بيته (صلوات الله عليهم ) على الدين كله في المعمورة ولو كره المشركون والكافرون . انه المشروع الذي يقوده بقية الله الأعظم لتحقيق القسط والعدل ورفع الظلم والجور .

هذا المشروع هو المرحلة الاخيرة من مراحل التطبيق الخارجي ومرحلة قطف الثمار لقضية إكمال الدين وإتمام النعمة بعد مراحل وتجارب سابقة قادها الأنبياء والرسل والتي كانت تهدف إلى توجيه الإنسان إلى ما تمليه عليه فطرته وتنبيهه إلى سر وحقيقة وجوده وغاية خلقه ومعرفة مخلوقه وتطبيق شرائعه التي تحفظ كرامته وإنسانيته وتنظم حياته وتقوده إلى التكامل وتمنعه من التسافل والضلال والانحراف والفساد في الأرض.

عبدالله الجزائري
02-10-2013, 09:22 PM
تتمة المحور السابع حول ليلة القدر

نتناول الاسئلة تدريجيا انشاء الله


الاثارة الاولى

1- هل اكتسبت ليلة القدر صفة الليلة المباركة بنزول القران الكريم ام انها كانت مباركة اصلا ومن اجل ذلك اختص الله تعالى نزول القرآن فيها لعظمتها وبركتها ؟

قال سبحانه وتعالى في سورة الدخان :

[حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6)]

وقال سبحانه وتعالى سورة القدر :

إِنَّآ انزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ(2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ *(3) تَنَزَّلُ الْمَلآَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ(5)



قبل الجواب على هذه الاثارة او السؤال لابد من التذكير بحجية ظواهر القرآن ولزوم الاخذ بما يفهم من ظواهره بعد الفحص عن القرائن المتصلة والمنفصلة التي تدل على المراد وعلى هذا الاساس نقول :

الظاهر من خلال السورتين المباركتين أهمية وقيمة وشرف ليلة عظيمة ليست كباقي الليالي والأيام والشهور والسنين إنها ليلة مميزة ومشرفة على غيرها . إنها ليلة القدر المباركة وما أدراك ما ليلة القدر لقد تكرر اسمها في السؤال ألتعظيمي وجوابه إشارة وأمارة بالغة لعظمتها .

وانها ليلة مباركة اصلا وقد اختارها الله سبحانه وتعالى لتشهد النزول المبارك ايضا للقرآن الكريم فتشرفا ببعضهما فضلا عن ما يجري في هذه الليلة من امور عظيمة اختصت في هذه الليلة حيث يفرق فيها كل امر حكيم وتتنزل الملائكة والروح من كل امر وهي سلام حتى مطلع الفجر .هذه الليلة كما قدمنا ليلة مفصلية في دورة حياة العالم ليلة تطبيق نظام البداء من التقدير والتدبير والتقرير والتفصيل الى ما ذكرنا غير ذلك في المقدمة (ليلة القدر ليلة تطبيق نظام البداء ) .

يضاف الى ما ذكرنا من عوامل واسباب اكتساب الاهمية البالغة و صفة الليلة المباركة وكما سنتناول انها موجودة ومتقدمة على نزول القرآن وانها مستمرة الى يوم القيامة .



2- اذا كان نزول القرآن يعطي ويمنح صفة (المباركة) فهل يعطيها بكله (اي بمجموعه المركب من سوره وآياته ) ام يكفي نزول آية او سورة منه ؟


هنالك راي يقول ان ليلة القدر اكتسبت صفة المباركة بنزول القرآن .

مناقشة الراي :

اذا كان القول كما تقولون فنسأل هل ان القرآن منح صفة المباركة والشرفية بكله (بمجموعه المركب من السور والآيات ) اي ان الشرفية القرآنية متعلقة بمجموعه المركب دون اجزاءه ؟

وهذا لا يلتزم ولايقول به احد لان الشرفية والمبروكية تستغرق وتستوعب وتشمل جميع اجزاءه من سور وآيات فجميع اياته شريفة ومباركة كما ورد في الحديث التالي حول السبع المثاني :

حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني رضي الله عنه قال حدثنا يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن علي عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عنأبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أخيه الحسن بن علي ( ع ) قال :


قال أمير المؤمنين ( ع ) إن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ آية من فاتحة الكتاب و هي سبع آيات تمامها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سمعت رسول الله ( ص ) يقول إن الله عز و جل قال لي يا محمد وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (الحجر87 ) فأفرد الامتنان علي بفاتحة الكتاب وجعلها بإزاء القرآن العظيم و إن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش و إن الله عز وجل خص محمدا ( ص ) و شرفه بها و لم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان ( ع ) فإنه أعطاه منها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يحكي عن بلقيس حين قالت أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ( النمل 29 – 30 ) ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد و آله الطيبين منقادا لأمرها مؤمنا بظاهرهما و باطنهما أعطاه الله عز و جل بكل حرف منها حسنة كل واحدة منها أفضل له من الدنيا و ما فيها من أصناف أموالها و خيراتها و من استمع إلى قارئ يقرؤها كان له بقدر ما للقاري فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم فإنه غنيمةلا يذهبن أوانه فتبقى قلوبكم في الحسرة .

عيون اخبار الرضا ج1 ص270


فتحصل ان كل سورة وآية من القرآن مباركة وشريفة والمركب منها يكون شريف ومبارك ايضا .


فاذا كان كذلك ننتقل الى السؤال التالي



3- اذا كانت صفة (المباركة) يمكن تحققها ببعض آيات القران فهذا يعني اشتراك الليالي والايام التي شهدت نزول القرآن التدريجي في صفة المباركة ؟

الثابت ان القرآن نزل جملة في ليلة القدر المباركة ونزل نزولا تدريجيا في عهد النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وهذا يعني وفق النتيجة التي انتهينا بها ان الليالي والايام التي شهدت نزول تدريجي للقرآن تشترك في صفة المباركة مع ليلة القدر بسبب نزول بعض السور او الآيات الشريفة والمباركة . وعلى هذا لا امتياز لليلة القدر على هذه الليالي بلحاظ شرفية ومبروكية نزول القرآن حصرا .. نعم هي مباركة وعظيمة بلحاظات متعددة وازدادت بركة ايضا بالنزول المبارك للقرآن الكريم .


والنتيجه ان ليلة القدر ليلة مباركة بالاصل واختارها الله بل اختصها للتنزيل الاعم من القرآن الكريم الشريف بل من كل امر


يتبع ان شاء الله تعالى

عبدالله الجزائري
05-10-2013, 10:44 PM
تتمة المحور السابع حول ليلة القدر



الأثارة الثانية

4- من هو الاسبق وجود ليلة القدر ام نزول القرآن ؟
5- هل ليلة القدر كانت موجودة قبل عهد النبي صلى الله عليه وآلة ام جعلها واوجدها الله تعالى واختصها في عهده ؟



من اجل الاجابة على السؤالين نورد الحديثين التاليين :

عن أبي جعفر عليه السلام قال: لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أول ما خلق الدنيا ولقد خلق فيها أول نبي يكون، وأول وصي يكون، ولقد قضى أن يكون في كل سنة ليلة يهبط فيها بتفسير الامور إلى مثلها من السنة المقبلة، من جحد ذلك فقد رد على الله عزوجل علمه، لانه لا يقوم الانبياء والرسل والمحدثون إلا أن تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة، مع الحجة التي يأتيهم بها جبرئيل عليه السلام، قلت: والمحدثون أيضا يأتيهم جبرئيل أو غيره من الملائكة عليهم السلام؟ قال: أما الانبياء والرسل صلى الله عليهم فلا شك، ولا بد لمن سواهم من أول يوم خلقت فيه الارض إلى آخر فناء الدنيا أن تكون على أهل الارض حجة ينزل ذلك في تلك الليلة إلى من أحب من عباده.
وأيم الله لقد نزل الروح والملائكة بالامر في ليلة القدر على آدم، وأيم الله ما مات آدم إلا وله وصي، وكل من بعد آدم من الانبياء قد أتاه الامر فيها، ووضع لوصيه من بعده، وأيم الله إن كان النبي ليؤمر فيما يأتيه، من الامر في تلك الليلة من آدم إلى محمد صلى الله عليه وآله أن أوصى إلى فلان، ولقد قال الله عزوجل في كتابه لولاة الامر من بعد محمد صلى الله عليه وآله خاصة: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض

الكافي -باب في شأن انا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها -الحديث 7

وفي تفسير البرهان ، عن الشيخ الطوسي عن ابي ذر قال :

قلت يارسول الله القدر شيء يكون على عهد الانبياء ينزل عليهم فيها الامر فأذا مضوا رفعت ؟ قال : لا بل هي الى يوم القيامة .

وفي معناه غير واحد من الروايات من طرق اهل السنة .



المستفاد من الحديثين أعلاه :


1- ان ليلة القدر متعينة قبل خلق الدنيا .

2- وهي من الاهمية بحيث انها اول ما خلق الله من الدنيا .

3- وخلق الله فيها اول نبي واول وصي يكون في الدنيا بعد خلقها .

4- انها من القضاء المحتوم ان تكون موجودة ومتكررة كل سنة ما دامت الدنيا .

5- انها ليلة تفسير الامور من حالة الاجمال الى التبيين والتفسير والتقرير لسنة قادمة (ليلة تطبيق البداء ) .

6- انها ليلة تلقي الاوامر والتعليمات الالهية من كل امر من لدن ادم عليه السلام ووصيه الى آخر حجج الله ومن احب من عباده حتى يرث الله الارض ومن عليها .




يتبع انشاء الله تعالى

صابر البصراوي
09-10-2013, 12:45 AM
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدنا الفاضل الجزائري:
اما بعد، فقد ولجتم بعقولنا مديات بحثية عميقة فيما تطرحونه في علم البداء ، ما اثار انتباهي ، زيادة على عمق البحث، ان بحث البداء قد طرح بجمل ومفردات حديثة ومعاصرة من قبيل "التغذية الراجعة" و "الدالة" التي استخدمتموها في وصف العلم والقضاء المشروط، فكان حقا ان أحيي هذه الممازجة بين مفردات مستعارة من علوم تطبيقية معاصرة ومفردات اخرى من علم عقائدي.
بيد ان لي ملاحظة على المناطق الثلاث المستخدمة في "المخطط" ، واسمحوا لي سيدنا الجليل بذلك فهذا ما قد تأصل في ذهني عن البداء.
إن تسيير سنة الله تبارك وتعالى الحكيمة في عباده اقتضى تقدير أمور عالم الشهادة الذي نحن فيه على قسمين:
1- قدر قطعي تكويني لا يقبل المحو ، وهذا من قبيل موت الانسان وانتقاله الى عالم البرزخ (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) وكذلك وراثة الارض من قبل عباد الله والصالحين (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) .
2- قدرمعلق مشروط بشروط ، وهذا من قبيل تأثير الدعاء والأعمال الصالحة بنحو ايجابي على عموم حياة الانسان وتأثير الاعمال المذمومة بنحو السلبي على عموم حياته.
وأما البداء فيحدث في القسم الثاني من التقدير الالهي، فلو ان الانسان عمل الصالحات فيمكن لله الحكيم الخبير أن يطيل في عمره ويغير ما قد قدره له مسبقا أو ما قد كتبه له فهو سبحانه كما وصف ذاته المقدسة "يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ " وهذا ما اشرتم اليه في بعض طرحكم.
أما الملاحظة ، فهي كما يلي سيدنا الجليل:
أرى أن تستبدلوا كلمة القضاء بكلمة القدر ، لأن القدر يعني تقدير الشيء فاذا وقع ما يوجب التغيير قضى الله سبحانه وتعالى وابرم أمرا بموجب ما وقع ، فيمكن أن يقضي ويبرم سبحانه وتعالى كما قدر ويمكنه سبحانه أن يقضي ويبرم امراً أخر، وأستدل على ذلك من رواية عن أمامنا ابي الحسن الرضا صلوات الله عليه حيث قال في تفسيره للقضاء والقدر "القدر هي الهندسة ووضع الحدود من البقاء والفناء، والقضاء هو الإبرام وإقامة العين" وخير مصداق لذلك هو في قصة نبي الله يونس (عليه السلام) "فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنه إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ" حيث أن القدر المتمثل في ان يلبث (سلام عليه) في بطن الحوت الى يوم يبعثون لم يبرم وأنما أبرم سبحانه وتعالى النجاة له بسبب تحقق الشرط وهو التسبيح.
في معرض ربط البداء بقضية الامام الحجة صلوات الله وسلامه عليه، فان الحكيم الخبير قد قدر قدرا تكوينيا قطعيا وهو ظهوره سلام الله عليه ليملأ الارض قسطا وعدلا ، وقدر قدرا معلقا مشروطا وهو ميقات ظهوره سلام الله عليه.
لكم سيدنا أن تصوبوا ما طرحت فربما كنت ينطبق علي "علمتَ شيئا وغابت عنك أشياء" اذ انا لست من اهل التخصص.

عبدالله الجزائري
09-10-2013, 06:41 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا ومرحبا بالاخ العزيز البصراوي

اشكر لكم حسن تقييمكم للبحث ومشاركتكم فيه والتي اثرت واثارت البحث ودفعته من السطوح والمضامين العالية الى الدهاليز العلمية العميقة الى اعمق وادق موضوع وهوعلم الله سبحانه وتعالى
لذا اجد من الضروري ان اقدم لذلك ونقول على بركة الله :

ان الله احاط بكل شيء علما ولا يعزب عنه شيء في السموات والارض وان وجود اي شيء من الممكنات منوط بمشيئته تعالى فأن شاء اوجده ، وان لم يشا لم يوجده .

ان علم الله تعالى قد تعلق بالاشياء كلها منذ الازل ، وان الاشياء باجمعها كان لها تعين علمي في علم الله الازلي وهذا التعين يعبر عنه ب ( تقدير الله ) تارة وب (قضائه ) تارة اخرى . فمعنى تقدير الله تعالى للاشياء وقضاءه بها :

ان الاشياء جميعها كانت متعينة في العلم الالهي منذ الازل على ما هي عليه من ان وجودها معلق على ان تتعلق المشيئة بها حسب اقتضاء المصالح والمفاسد التي تختلف باختلاف الظروف والتي يحيط بها العلم الالهي .

ادرج لكم حديثين يوضحان سلسة وتراتبية الصفات :

1- الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد قال: سئل العالم عليه السلام كيف علم الله؟ قال:

عَلِمَ وشاء وأراد وقدر وقضى وأمضى، فأمضى ما قضى، وقضى ما قدر، وقدر ما أراد، فبعلمه كانت المشيئة، وبمشيئته كانت الارادة، وبإرادته كان التقدير، وبتقديره كان القضاء، وبقضائه كان الامضاء، والعلم متقدم على المشيئة، والمشيئة ثانية، والارادة ثالثة، والتقدير واقع على القضاء بالامضاء.

فلله تبارك وتعالى البداء فيما علم متى شاء، وفيما أراد لتقدير الاشياء، فإذا وقع القضاء بالامضاء فلا بداء، فالعلم في المعلوم قبل كونه، والمشيئة في المنشأ قبل عينه، والاراده في المراد قبل قيامه، والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عيانا ووقتا، والقضاء بالامضاء هو المبرم من المفعولات، ذوات الاجسام المدركات بالحواس من ذوي لون وريح ووزن وكيل وما دب ودرج من إنس وجن وطير وسباع وغير ذلك مما يدرك بالحواس.

فلله تبارك وتعالى فيه البداء مما لا عين له، فإذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء، والله يفعل ما يشاء، فبالعلم علم الاشياء قبل كونها، وبالمشيئة عرف صفاتها وحدودها وأنشأها قبل إظهارها، وبالارادة ميز أنفسها في ألوانها وصفاتها، وبالتقدير قدر أقواتها وعرف أولها وآخرها، وبالقضاء أبان للناس أماكنها ودلهم عليها، وبالامضاء شرح عللها وأبان أمرها وذلك تقدير العزيز العليم.


2- علي بن محمد، عن سهل بن زياد وإسحاق بن محمد وغيرهما رفعوه قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام جالسا بالكوفة بعد منصرفه من صفين إذ أقبل شيخ فجثا بين يديه(1)، ثم قال له: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا إلى أهل الشام أبقضاء من الله وقدر؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام أجل يا شيخ ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله وقدر، فقال له الشيخ: عند الله أحتسب عنائي(2) يا أمير المؤمنين؟ فقال له: مه يا شيخ ! فوالله لقد عظم الله الاجر في مسيركم وأنتم سائرون وفي مقامكم وأنتم مقيمون وفي منصرفكم وأنتم منصرفون ولم تكونوا في شئ من حالاتكم مكرهين ولا إليه مضطرين.

فقال له الشيخ: وكيف لم نكن في شئ من حالاتنا مكرهين ولا إليه مضطرين.

وكان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا؟ فقال له: وتظن أنه كان قضاء حتما وقدرا لازما؟ إنه لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والامر والنهي والزجر من الله وسقط معنى الوعد فلم تكن لائمة للمذنب ولا محمدة للمحسن ولكان المذنب أولى بالاحسان من المحسن ولكان المحسن أولى بالعقوبة من المذنب، تلك مقالة إخوان عبدة الاوثان وخصماء الرحمن وحزب الشيطان وقدرية هذه الامة ومجوسها.

إن الله تبارك وتعالى كلف تخييرا ونهى تحذيرا وأعطى على القليل كثيرا ولم يعص مغلوبا ولم يطع مكرها ولم يملك مفوضا ولم يخلق السماوات والارض وما بينهما باطلا، ولم يبعث النبيين مبشرين ومنذرين عبثا، ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار(3) فأنشأ الشيخ يقول:


أنت الامام الذي نرجو بطاعته * يوم النجاة من الرحمن غفرانا أوضحت من أمرنا ما كان ملتبسا * جزاك ربك بالاحسان إحسانا

والمتحصل

يوجد قضاء بالامضاء فهو القضاء المبرم المحتوم
وقضاء بدون امضاء وهو الغير محتوم والمشروط

هذا جواب موجز وعلى عجالة دون الولوج في البحث العميق المرتبط بعلم الله سبحانه وتعالى الذي لا يبدو له من جهل ولا يطرأ التغيير في علمه وانما مفهوم البداء يعني الانكشاف


اما فيما يتعلق بربط البداء بقضية الامام المهدي عليه السلام فان قضيته من القضايا الكلية المحتومة ووعد الهي غير مكذوب
ولكن اختلف العلماء في العلامات فقالوا :


اراء العلماء


اختلف العلماء في مسألة وقوع البداء في المحتوم ومنه العلامات الحتمية لظهور الامام المهدي(عليه السلام) ويمكن ذكر اقوال ثلاثة في المسألة:

أولاً: ان البداء في العلامات الحتمية ممكن وجائز واستدل له بما رواه ابو هاشم داود بن القاسم الجعفري قال : كنا عند ابي جعفر محمد بن علي الرضا(عليهم السلام) فجرى ذكر السفياني وما جاء في الرواية من ان امره من المحتوم فقلت لابي جعفر: هل يبدو الله في المحتوم؟ قال: نعم . فقلنا له :فنخاف ان يبدو الله في القائم. فقال: ان القائم من الميعاد والله لا يخلف الميعاد) الغيبة للنعماني 314 – 315 وممن ذهب الى هذا الرأي العلامة جعفر مرتضى العاملي في كتابه دراسة في علامات الظهور ص 45 .

ثانياً: ان البداء في المحتوم غير ممكن ويستحيل ان يقع ويظهر ان بعض ما استندوا اليه هو ما قاله الامام الرضا(عليه السلام)لسليمان المروزي:.. ان عليا(عليه السلام) كان يقول: العلم علمان فعلم علمه الله وملائكته ورسله فما علمه ملائكته ورسله فانه يكون ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه احدا من خلقه يقدم منه ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء) عيون اخبار الرضا(عليه السلام) 2/162 وممن ذهب الى هذا الراي السيد الخوئي في كتابه البيان حيث قال ص 389 : وخلاصة القول ان القضاء الحتمي المعبر عنه باللوح المحفوظ وبأم الكتب والعلم المخزون عند الله يستحيل ان يقع فيه البداء ...).

ثالثاً: ان البداء لا يقع في اصل المحتوم وانما يقع في خصوصيات المحتوم وهذا الرأي وسط وجمع بين ادلة المنع والجواز وممن احتمل ذلك هو العلامة المجلسي في بحار الانوار 52/251 قال :.. ثم انه يحتمل ان يكون المراد بالبداء في المحتوم البداء في خصوصياته لا في اصل وقوعه كخروج السفياني قبل ذهاب بني العباس ونحو ذلك.

والمتحصل من ذلك ان البداء في المحتوم وقع محلا للخلاف بين من يقول باستحالته وبين من يقول بامكانه ولا يوجد رأي يقول بضرورة وقوع البداء في المحتوم وعلى فرض وقوعه فانه ممكن ان يقع في بعض العلامات الحتمية دون جميعها لان وقوعها بجميعها يستلزم لغوية وضع تلك العلائم .

مع خالص الدعاء لكم

عبدالله الجزائري
09-10-2013, 09:26 PM
دعاء تعجيل الفرج دعاء تطبيق البداء

يفهم بعض المؤمنين ولعلهم الغالبية دعاء تعجيل الفرج لبقية الله الاعظم على انه دعاء العاجزين واليائسين والمنهزمين نفسيا ويلومهم البعض الاخر على التشبث به من اجل ظهور مخلص لهم من دونهم وجعله بديلا عن النهضة والثورة والتغيير الذاتي والحل الداخلي للشعب المستضعف وكلا الفهمين بعيد عن مضمون الدعاء وحقيقته التي يتضمنها الدعاء

ان الدعاء بتعجيل امر معين انما هو الطلب والألتماس بتعجيل امر مؤجل الحدوث والحدوث مشروط التحقق بمجموعة من الملازمات والمقدمات والمقومات لقيامه ونجاحه واستمراريته .

من هنا نفهم ان دعاء تعجيل الفرج وتسهيل المخرج انما هو دعاء لتطبيق البداء فالمؤمنون يدعون الله من اجل توفير وتهيئة المقدمات والمقومات اي تحقيق جميع ما له مدخلية في تحقق الظهور المبارك ومن هذه المقدمات تغيير حالة المجتمع والشعب وتقوية ارادته ونهضته من نكسة الضمير والتخلص من الروح الانهزامية وممارسة السلوك التفاعلي مع الاحداث وزيادة الوعي الجماهيري والتطور والتجدد في الفكر وفهم نظرية الاسلام والمشروع الالهي الكامل وغير ذلك مما تناولنا ضمن المحاور السبعة المتقدمة .

ان دعاء تعجيل الفرج ليس حرفة العاجز ولا اليائس وانما تعبر عن وعي وفهم وادراك عميق للمشروع الألهي بقيادة الامام المهدي.

ان دعاء تعجيل الفرج ليس خلاصا للمستضعفين فحسب بل هو رحمة لدين الله واظهارا وانتصارا له على الدين كله ولو كرة المشركون .

ان دعاء تعجيل الفرج هو استكمال مشروع اكمال الدين واتمام النعمة والمنة من الله ان رضي لنا الاسلام دينا ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون .




واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

عاشق علي علي
22-10-2013, 04:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته طرح رائع..........ولكن يبدو من تسارع الاحداث ان امريكا لاتريد ان تستعجل بتوجيه ضربه لسوريا تحسبا لاحداث كثيره قد تعقب الضربه..منها الخطر الذي قد تواجهه اسرائيل من حلفاء سوريا اي ايران وحزب الله....وكذلك ازدحام ساحة المعارضه السوريه بالكثير من الفصائل والتي تبدو للعيان انها متناحره فيما بينها لحد الان والدليل على ذلك عدم اتفاقها على مجلس موحد يمثلها....

عبدالله الجزائري
22-10-2013, 10:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته طرح رائع..........ولكن يبدو من تسارع الاحداث ان امريكا لاتريد ان تستعجل بتوجيه ضربه لسوريا تحسبا لاحداث كثيره قد تعقب الضربه..منها الخطر الذي قد تواجهه اسرائيل من حلفاء سوريا اي ايران وحزب الله....وكذلك ازدحام ساحة المعارضه السوريه بالكثير من الفصائل والتي تبدو للعيان انها متناحره فيما بينها لحد الان والدليل على ذلك عدم اتفاقها على مجلس موحد يمثلها....


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا ومرحبا بالوافد الجديد وصاحب الراي السديد العاشق علي علي
واشكر حسن تقييمكم للموضوع وندعوكم لاثراء واغناء البحث بكل جديد من قبلكم
نعم تحليلكم في محله وان الامر المثير للاستغراب في بداية التعبئة للحرب خذلان الحليف الاستراتيجي لاميركا وهي بريطانيا لشن الحرب من خلال قرار مجلس العموم البريطاني والذي اربك الموقف الاميركي فهذا الحدث يحتاج الى التأمل والتفكر ومن كان وراءه وما هي حيثياته نترك الاستنتاج الى المتابع اللبيب .
مع خاص الدعاء

والبحث مستمر ومتواصل حسب المواضيع انشاء الله تعالى

عبدالله الجزائري
23-10-2013, 12:46 AM
تاملات في سورة القدر


بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾


وانا اكتب بقية البحث سالني احد المؤمنين عن سورة العصر ومضمونها ومدلولها وارتباطها بعصر الظهور فارتأيت ان اضع الجواب ضمن البحث ايضا ونسالكم الدعاء .


من السور العظيمة والتي فيها مضامين عالية ترتبط بمسيرة ومصير الانسان وفرص خلاصه ونجاته وقبل ذلك نجاحه في ادارة الصراع في دار التزاحم بالخيرات وخلق بيئة عدل وقسط وتسابق وتنافس بالاعمار فيها .

ان السورة توضح ان الضمان الوحيد لتجنب الخسارة التي تشكل ظاهرة في طبيعي الانسان ومفهومه الكلي هو التعاون والتوحد والعمل بروح الجماعة والفريق الواحد بعد الايمان الشخصي والعيني .

ان الله سبحانه يقسم بالعصر وما ادراك ما العصر واي عصر ؟

انه العصر المفهوم الكلي والمطلق والمشتمل على جميع العصور والدهور وصروف الزمان وازمنة الفترات والبرهات وما اشتملت عليه من ايام الله وعصوره (عصر النبي وآله وعصر الظهور المبارك ) .
انها العصور منذ بدء الخليقة وتعيين الخليفة على ارجاء المعمورة الى اليوم الذي يرث الله الارض ومن عليها حيث تبدل الارض غير الارض والسماوات .

هذا العصر شكل ومثل شاهدا ومسجلا لما خاضه الانسان من امتحانات وابتلاءات وسنن خلت ومضت واخرى تنتظر من ينتظر ومن بقى ، فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لها تحويلا ولتركبن سنن من قبلكم ، فكانت نتائج الذين سبقوا على كثرتهم الخسارة الا القليل والثلة من الاولين . ونعلم ان الكثرة مذمومة في القرآن حيث قال سبحانه (وَمَا أَكْثَر النَّاس وَلَوْ حَرَصْت بِمُؤْمِنِينَ) وقال سبحانه (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْض يُضِلُّوك عَنْ سَبِيل اللَّه إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ).

بل ان الخسارة شكلت ظاهرة ملازمة لطبيعي الانسان منذ اول خلقه وهذا ما استظهرته الملائكة حينما قالت اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء لما راته من طبيعة المخلوق القابل للتكاثرالتي تضمنت قوى الشهوة والغضب وغيرها وبطبيعي الحال هذا التكاثر في دار التزاحم في الخيرات والموارد سيخلق تنازع وتنافس لا يخلوا من الفساد وسفك الدماء والتي تشكل فتنة تصيب الجميع وبالتالي تشكل خسارة للانسان كمخلوق متكثر واجتماعي وشعوبي .

والمعنى المتقدم يؤكده القرآن ايضا فقد قال تعالى :

(يا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)

(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)

وغيرها من الايات فراجع .

ولما كانت الخسارة ظاهرة ملازمة لطبيعي الانسان اوضحت السورة الضمان الوحيد لتجنبها وهو التوحد على كلمة سواء (المشتركات )والعمل بروح الجماعة والفريق والتواصي بالحق والصبر والتعاون وتذليل الصعوبات والتراحم بين الاخوة بعد الايمان والعمل الصالح ( النظرية والتطبيق ) للانسان الشخصي والعيني فاذا حصل ذلك جاء الدعم والتسديد والتاييد الالهي لهذه الجماعة ولو كانت قليلة لان القلة ممدوحة في لغة القرآن حيث قال سبحانه
(ثُلّةٌ مّنَ الأوّلِينَ * وَقَلِيلٌ مّنَ الاَخِرِينَ ) وقال (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ)

وقال (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ ) ).

من هنا يتبين لنا اهمية العمل الجماعي والتنسيقي بين المؤمنين في ادارة الصراع وهذا الفهم مهم لانه يشكل احد العوامل الرئيسية في التمهيد والتعجيل بتحقق مقدمات الظهور المبارك وبالتالي عصر العدل والقسط الذي يملأ الارض بعد عصور الظلم والجور .

والبحث مستمر انشاء الله تعالى

عبدالله الجزائري
23-10-2013, 02:18 PM
السلام عليكم

الصحيح ان عنوان الموضوع السابق هو

تأملات في سورة العصر


بدلا من تأملات في سورة القدر الذي وقع سهوا لذا اقتضى التنويه

مع خالص الدعاء

س البغدادي
23-10-2013, 09:52 PM
تحياتي لكم سيدنا واستاذنا الفاضل الجزائري ،،،اسجل مرة اخرى متابعتي لبحثكم القيم ،،،
ودي وتقديري

عبدالله الجزائري
01-11-2013, 01:13 AM
التنزل الرحماني والتنزل الشيطاني

(استكمالا للبحث حول ليلة القدر )

عند قراءة النصوص القرآنية والروائية يتضح ويظهر نحوين من التنزل الاول التنزل الرحماني والثاني التنزل الشيطاني .
ان اضافة صفة الرحماني الى الاول جاء من التقريب التالي :
ان الله سبحانه قد كتب على نفسه الرحمة وجعلها واسعة تسع كل شيء وارسل الانبياء والرسل مبشرين ومنذرين ورحمة للعالمين وجعل لهم اوصياء هداة مهديين وانزل الكتاب والفرقان فيه تبيان كل شيء وهدى ورحمة للعالمين فمنهم من اوحى له وحيا تشريعيا وتكوينيا ومنهم المحدثون من الاوصياء وعباده الصالحين من غير الانبياء والمرسلين , وحيث ان النبوة اتمام الحجة على الخلق
( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (النساء:165)

وان التنزيل للوحي التشريعي فضلا عن التنزل الاعم للملائكة والروح من كل امر انما هو من ملازمات بعث الرسل والانبياء ، فما ثبت من رحمة في ارسال الرسل والانبياء يثبت لعملية التنزل والانزال فيكون رحماني .
هذا التنزل مقابل (ضد ) التنزل الشيطاني المتحقق من تنزل الشياطين على اتباعهم والذي يتضمن الاكاذيب والمعلومات الفاسدة والاساليب والخطط الشيطانية . وسنتناول كلا الموضوعين .





التنزل الرحماني :


لقد ذكر القرآن الحكيم تنزيلات مختلفة ولو استعرضنا يايجاز متعلقات عملية التنزيل فاننا نحصي التالي :
1- تنزيل الملائكة والروح بالوحي التشريعي والتكويني
2- تنزيل الملائكة والروح لتأييد المؤمنين والقتال في صفوفهم
3- تنزيل الكتب السماوية والقران الحكيم وهو فرع نزول الملائكة والروح (افردناه لاهميته )
4- تنزيل السكينة على المؤمنين
5- تنزيل مائدة من السماء والمن والسلوى والحديد وامنة ونعاسا



تنزل الملائكة والروح :

ان هذا التنزل تارة من اجل تبليغ الوحي التشريعي للانبياء والمرسلين او وحيا تكوينيا لأوصياء الله الذين اختارهم وما شاء الله من عباده الصالحين كالخضر عليه السلام وام موسى ومريم عليهن السلام فهم المحدثون وهو مستمر على مستوى الوحي التكويني والتعليمات والتقريرات .

وتارة اخرى من اجل تأييد المؤمنين والقتال في صفوفهم والى جانبهم كما جاء في الاية المباركة ((ذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدّكُمْ رَبّكُمْ بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ * بَلَىَ إِن تَصْبِرُواْ وَتَتّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مّن فَوْرِهِمْ هَـَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبّكُمْ بِخَمْسَةِ آلآفٍ مّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوّمِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاّ بُشْرَىَ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النّصْرُ إِلاّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * لِيَقْطَعَ طَرَفاً مّنَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ * لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذّبَهُمْ فَإِنّهُمْ ظَالِمُونَ * وَللّهِ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذّبُ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ )) 125آل عمران.
ولم يقم دليل على توقف هذا النحو من التأييد والتسديد او اقتصاره على زمن النبي صلى الله عليه وآله بل مستمر قال سبحانه و تعالى :
﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )(22) (سورة المجادلة)

بعد هذا التقديم نقول ان تنزل الملائكة والروح الذي هو خلق عظيم (اعظم من جبرائييل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل كما ورد في بعض الروايات ) على النحوين المتقدمين انما يأتي ضمن الخطة الالهية التمهيدية والمرحلية للمشروع الأعظم وهو خلافة الأرض ووراثتها من قبل المؤمنين وعباده الصالحين وبسط نفوذهم ودينهم الذي ارتضى لهم ورفع سيطرة الكفار والمشركين والمنافقين على زمام ومقاليد الأمور منذ بداية الصراع والعداوة الذي انطلق بين الانسان وابليس بعد هبوطهما الى الارض من الجنة .

لقد اصبح ابليس من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم ومنذ ذلك الوقت بدا يخطط لافشال المشروع الالهي في خلافة الارض من قبل الانسان وتعميرها وجعلها نموذجا مشابها للجنة التي فقدها فيما لو استطاع بني ادم ان يتجنبوا حيل وخدع وفتن الشيطان كما اخرج ابويهم من الجنة ، كما بدأ يوسع نفوذه وسلطته ويراقب تحركات بني ادم يقول الله تعالى(( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُمِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ)) (27)/الاعراف.
من هذا التحليل نستطيع فهم تنزل الشياطين على اوليائهم وهو التنزل الشيطاني .


التنزل الشيطاني

كما ذكرنا ان السياسات الشيطانية المعارضة للمشروع الالهي انطلقت منذ عصيان ابليس لعنة الله عليه السجود للمخلوق الجديد امتثالا لامر الله سبحانه واحتجاجا على اختياره لخلافة الارض بناءا على القياس بين الطين والنار فاستكبر فكان من الصاغرين واخرج من الجنة مذموما مدحورا ثم وسوس لهما واكلا من الشجرة فخسرا اول اختبار الا انه كان ضروريا لتأصيل وترسيح مفاهيم الندم والتوبة واثر الخسارة من اجل بناء النفس اللوامة .
وبعد هبوط المتخاصميَن والعدويَن الى الارض الوطن الثاني السفلي بدا الصراع يأخذا اشكالا وابعادا جديدة ومتنوعة بتكاثر الطرفين وتطور المجتمعات البشرية وتطورت السياسات العدوانية ووسائل تنفيذها حيث انتقلت من مرحلة المباشرة والتمثيل والتجسد الشيطاني بشخصيات معروفة كما تخبرنا الاية الشريفة ((وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) انتقلت الى مرحلة الادارة غير المباشرة من خلال توسيع الكوادر والاتباع من الانس والجن ((وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا )) .

ان الشيطان جند مجموعة كبيرة من الشياطين التي تسترق وتتنصت السماء للحصول على الانباء فهي بمثابة الجهاز الاستخباري الذي يحضر المعطيات والمعلومات ويعيد صياغتها لرسم الخطط التنفيذية الميدانية وتطبيقها من خلال تنزل الشياطين على اوليائهم من كل افاك اثيم من اتباعهم .

ان الشيطان واتباعه يحاولون عرقلة المشروع الالهي بقيادة الامام المهدي عليه السلام من خلال اساليب مختلفة تركز على اضعاف الفهم والوعي الايماني والوازع الديني وتنوع الاساليب واستثمار كل الامكانيات المادية والبشرية المتاحة من اجل تطوير السياسة العدوانية لتيار الاصلاح والتمهيد ، فانتقلت الستراتيجية الشيطانية الى ايجاد مجاميع ومجتمعات كالصهيونية واليهودية العالمية والوهابية ومنظمات وجهات سرية كعبدة الشيطان والماسونية وغيرها من المنظمات السرية التي لها نظامها ومعتقدها وطقوسها المستمدة من الشيطان وقد استطاعت هذه الستراتيجية من تسخير دول عظمى وتجعلها واجهة لتحقيق اهدافها كالشيطان الاكبر اميركا ودول الاستكبار العالمي الذي يشكل حلفا مقابل حلف ولي الله الاعظم وخليفته وبقيته الباقية الذي سوف يملا الارض قسطا وعدلا مثلما ملئت ظلما وجورا.
من هنا نستكشف جانبا مهما وفهما عميقا لعملية التنزل للملائكة والروح على الامام سلام الله عليه التي تشكل آلية وطريقة فعالة وضرورية لادارة الصراع مع حزب الشيطان .


والبحث مستمر انشاء الله

عابر سبيل سني
08-11-2013, 04:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

من بعد اذن الاستاذ القدير عبدالله الجزائري

ارتايت ان ادرج هذا الخبر المشهور و المنشور في عدة مواقع معتبرة ضمن هذا الموضوع الشيق لما له من وثيق صلة بالموضوع عنوانا و مضمونا .

حتى قراءة هذا الخبر لم اكن املك تصورا واضحا عن ما هية التيار الذي سيفرز السفياني الملعون و الظروف المحيطة به و لكن ما ان قرات الخبر حتى كانت ردة الفعل التلقائية ان ملامح و طلائع السفياني الملعون قد تشكلت و هذا ان صح ظننا اننا نعيش عصر الظهور المقدس . و ان ترقب الظهور واجب ان لم يكن يصاحبه جزم بالتوقيت. و الله اعلم

اليكم الخبر
-------------------------

موقع جنوب لبنان
صوت العراق

بقلم: زهير شنتاف
- 05-11-2013


اعلنت الدولة الاسلامية في العراق و الشام ( داعش) في بيان لها نشر على مواقعها و المواقع المؤيدة لها انها سوف تستهدف زوار العتبات المقدسة الشيعية بكل امكاناتها واضعاف ما فعلت في السابق وجاء بيانها الذي كان بعنوان ( يزيد قائدنا و الحسين عدونا ) ان (امام الرافضة الحسين قد خرج على امام زمانه يزيد بن معاوية واستحق القتل لان الامير يزيد بن معاوية كان خليفة المسلمين وان الحسين وان كان جده محمد الا انه اراد شق المسلمين فتصدى له الخليفة العادل يزيد ) ، واضاف البيان ( ان اتباع الحسين من الرافضة ومنذ ذلك الوقت يحاولون استفزاز انصار يزيد بن معاوية من اهل السنة باقامة مراسيم وثنية في محرم تنتقد فعل الامير يزيد معاوية في اخماد فتنة الحسين وقد ان الاوان لكي يتصدى اهل السنة الى هذه الافعال وينتصرون لاميرهم يزيد بن معاوية وقد قرر ابناءكم من الدولة الاسلامية في العراق و الشام تحمل المسؤولية الشرعية والتصدي لهؤلاء الروافض والحاقهم بامامهم الحسين ) .
وما يثير الانتباه في بيان داعش انها قدمت طرفين من السنة حيث سمت مؤيديها واتباعها باهل السنة فيما سمت الاخرين الذين لا يتيبعونها ولا ؤيدونها و لهم روابط ولقاءات ومشاركات مع اخوانهم الشيعة او هم على الحياد كما يقال بالسنة حيث استهدفهم بيان داعش وحذرهم وهاجمهم وهددهم في الفقرة الثالثة من البيان بانهم لن يكونوا بافضل مصير من الشيعة حيث قال البيان ( واننا اذ نحذر الروافض الشيعة من اقامة هذه الطقوس فاننا نحذر السنة الذين يشاركونهم او يتعاطفون معهم ونقول لهم بان اهل السنة لن يرحموكم ولن يقبلوا توبتكم مادمتم تصاحبون الشيعة الروافض وسيصيبكم ما يصبيهم من بأس اهل السنة انصار يزيد بن معاوية الخليفة العادل لانكم خرجتم على الملة ووقفتم الى جانب اعداء الله من الشيعة الروافض ) .
وقد طالب تنظيم داعش الحكومة السعودية بشكل يفضح تماما الحكومة السعودية التي تحاول التبرؤ من جرائم وارهاب داعش حيث جاء في البيان ( كما يطالب اهل السنة وقيادتهم في الدولة الاسلامية من حكومة خادم الحرمين وولي الامر حفظه الله ان يمنعوا الروافض من اقامة طقوسهم على الاراضي المقدسة للملكة العربية السعودية لانها ارض وولاية لاهل السنة وقبلة للدولة الاسلامية في العراق و الشام ) ويتبين من طريقة مخاطبة الحكومة السعودية وملكها ووصفها بحكومة خادم الحرمين وولي الامر بان السعودية فعلا هي الراعية و الممولة و الداعمة لداعش .
واختتم البيان بتهديد لكل الشيعة بان (اهل السنة لن يرضوا باهانة اميرهم وخليفتهم يزيد بن معاوية وبما ان الحسين كان عدوا لمعاوية فان الحسين واتباعه هم اعداء لاهل السنة وهدف شرعي لداعش) وهو دليل اخر على ان السعودية واتباعها من الوهابيين التكفيريين مسؤولية مسؤولية تامة عن كل الجرائم التي ترتكب ضد المسلمين شيعة وسنة و المسيحيين وكل الاقليات وان هذا الفكر الاستئصالي بجرائمه الوحشية و الارهابية يحظى بتاييد وتمويل من الحكومة السعودية وهيئاتها الدينية .
نتمنى من علماء السنة وكل السنة الذين صنفهم اهل السنة انصار السعودية وداعش على انهم الى جانب الروافض كما جاء في بيان داعش لان يتصدوا بالكلمة لهذه الفئة السعودية الوهابية الباغية انتصارا لدين الله وانتصارا للسنة انفسهم اولا و الذين بكل تاكيد لن يقبلوا بان يعتدى على الامام الحسين (ع) و الذي هو حفيد رسول الله محمد (ص) وزواره وهو واجب ديني واخلاقي ووطني وانساني .
لقد بات واضحا ما يجعل اهل السنة يرتعبون من عاشوراء ؟ ولماذا السنة يشاركون اخوتهم الشيعة او يتعاطفون معهم بينما اهل السنة يعتبرون انفسهم هم المعنيون بقتل سيد شباب اهل الجنة كما قال عنه النبي ؟ الان وبعد بيان داعش توضحت الكثير من الصور التي كنا نراها ونتعجب ففي الكويت مثلا كانت بعض مؤسسات اهل السنة ترفع لافتات تقول عاشوراء يوم فرح وسرور وبهجة وهو عيد ، وفي البحرين كانوا يعترضون عند الحكومة ويشتكون من اللافتات والاعلام السوداء التي يرفعها الشيعة في محرم ويقولون بان هذا استفزاز لاهل السنة بل الاوضح من كل هذا هو محاربة الحكم البعثي لصدام حسين لكل شعائر محرم حيث كان يحظى بتاييد ومساعدة واحترام السعودية كما وان الكل يعلم ان جيش الوهابية هو من هاجم كربلاء المقدسة وهدم قبر الامام الحسين وهم انفسهم من فجروا مرقد الامامين في سامراء ويكفي تهديمهم لقبور البقيع ليككون دليلا على ان مملكة داعش السعودية هي فعلا وريثة يزيد بن معاوية .
الان اصبح واضحا سبب سماعنا وقراءتنا وبشكل غير مسبوق لمصطلح اهل السنة والذي يرتبط دوما بالقتل والارهاب و الجريمة و الاعمال المخلة بالشرف و القيم والاخلاق والعفة من جهاد النكاح الى جواز نكاح الرجال للرجال للضرورة كما جاءت في فتاواهم ؟
تحية للسنة الشرفاء وتعسا لاهل السنة من داعش السعودية وكل العزاء لكل محبي واتباع ومريدي اهل بيت النبي محمد (ص) بمناسبة حول ذكرى عاشوراء ومقتل سيد الشهداء الامام الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) ولن يثني بيان السعودية وداعشتها المسلمين من استذكار ائمتهم وتضحياتهم وتذكرهم كل عام .

عبدالله الجزائري
08-11-2013, 07:40 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وعظم الله اجوركم

اهلا ومرحبا بالاخ العزيز والفاضل الاستاذ عابر السبيل

واشكر حسن تقييمكم للموضوع وندعوكم لاثراء واغناء البحث بكل جديد من قبلكم والدعوة عامة للجميع والبحث متواصل ويتكامل بمشاركتكم الا اننا الان في خدمة ابي عبدالله الحسين عليه السلام ونعتذر عن التفاعل مع المواضيع القيمة المطروحة في المنتدى .

كما ادعوكم جميعا بدعوة الايمان والولاء والتفاني والايثار والمسؤولية الشرعية والوطنية ان تؤثروا مصلحة الطائفة وتتساموا وتترفعوا عن الخلافات وتتقبلوا وجهات النظر المختلفة بسعة ورحابة صدر فاذا لم تتحملوا من اخوانكم في الدين والمذهب النقد بل حتى الطعن فكيف تتمنون ان تكونوا مع الحسين عليه السلام الذي تحمل بصدره الشريف انواع الطعنات بالسهام والاحجار والرماح واخيرا رضت صدره الشريف حوافر الخيل .

فالسلام على الحسين واهل بيته واصحابه .

الباحث الطائي
13-01-2014, 01:25 PM
السلام عليكم
نتمنى ان يكون الاخ العزيز الجزائري بخير ونرى عودته لاكمال طرحه هذا في ظل احداث الواقع المعاصر
حيث مضى فترة طويلة واخشى طول المدة تقطع تسلسل الافكار وتواصلها مع المتابع
وخاصتا اننا ننتظر ما هو متوقع انه جديد في الطرح حسب عنوان الطرح

مع التقدير والتمنيات الخالصة له بالتوفيق
الباحث الطائي

عبدالله الجزائري
13-01-2014, 02:26 PM
السلام عليكم
نتمنى ان يكون الاخ العزيز الجزائري بخير ونرى عودته لاكمال طرحه هذا في ظل احداث الواقع المعاصر
حيث مضى فترة طويلة واخشى طول المدة تقطع تسلسل الافكار وتواصلها مع المتابع
وخاصتا اننا ننتظر ما هو متوقع انه جديد في الطرح حسب عنوان الطرح

مع التقدير والتمنيات الخالصة له بالتوفيق
الباحث الطائي




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخي الطائي والاخوة الاعزاء جميعا
لقد كنت في غاية الشوق اليكم جميعا ايها الاخوة المؤمنون جميعا واتحرق شوقا الى العودة السريعة للمنتدى وقد حال بيني وبين ذلك اسفار متعددة ومناسبات كثيرة والتزامات متنوعة .
اتمنى ان يكون الجميع بخير وعافية
وان شاء الله سنواصل البحث بعد هذا الانقطاع القسري والقهري

س البغدادي
13-01-2014, 04:02 PM
عودة ميمونة سيدنا العزيز الجليل ،،
اشتقنا لكم ولحرفكم النير

عبدالله الجزائري
09-03-2014, 01:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دعونا نستعرض اطراف اللعبة السياسية في الملعب العراقي ولنبدا بالمحترفيين الاقليميين :

1- دول الموالاة متمثلة بالجمهورية الاسلامية في ايران وسوريا ومن يرتبط بهما من القوى الكبرى كروسيا والصين
2- دول المعاداة متمثلة بدول الخليج وتركيا وحلف الشيطان الاكبر اميركا وربيبتها دولة صهيون والاتحاد الاوروبي

وحسبنا ما ذكرنا ولندخل الى الساحة العراقية ولننظر ما فيها

1- احزاب شيعية متفاوتة في القرب والبعد من دول الموالاة والممانعة
2- احزاب سنية الاعم الاغلب من ولائها لدول المعاداة
3- احزاب كردية نفعية وقومية برجماتية بنزعة صهيو اميركية محصورة جيو سياسيا
4- نظام انتخابي ديمو (Demo) ديمقراطي(وليس ديمو قراطي كامل) يمنع من تشكيل اغلبية مريحة

ان مثل هذا النظام مؤداه ان يضع اللاعبين المنتخبين على رقعة الشطرنج وبالتالي تكون هذه البيادق بيد كبار اللاعبين ليتحكموا بحركاتهم وسكناتهم وايصال من يشاؤون الى سدة الحكم من جهة او اسقاطه من الجهة المقابلة .

يجب ان نعيد قراءة ما يحدث في المنطقة والعالم سيما الربيع العربي وعلاقته بنظرية الفوضى الخلاقة .
في مصر وبقية الدول تم اسقاط الاخوان المسلمين بل اصبحوا منظمات ارهابية ولا يخلوا ذلك من وجه وجيه في الجملة ولكن علينا ان نتأمل بالجملة (على نحو الاجمال والعموم ) بضميمة ما اتخذته السعودية وغيرها من الدول بتصنيف الحركات الاسلامية الى منظمات ارهابية

ماذا وراء ذلك ؟

انني ارى ان مؤامرة خطيرة لاسقاط التيار والحكم الاسلامي واستبداله بالانظمة العلمانية البرجماتية على الطراز العملي الاميركي واسقاط كل القيم الخلقية والدينية التي تقف امام تحقيق المنفعة والمصلحة .

استطاع الفكر الغربي والماسونية والصهيونية العالمية من امتصاص واحتواء الصحوة الاسلامية الفتية من خلال استغلال واستثمار الشغف والهوس بالحكم الذي سيطر على الاسلام السياسي في اسقاطه ، كما سخروا كل امكاناتهم في خلق المناخ الطائفي وشحن الاجواء في سبيل الصراع والتطاحن المذهبي .

كما انهم استدرجوا جميع المتطرفين الذين كانوا يشكلون خلايا نائمة تهدد استقرار الغرب استدرجوهم الى مقتل كبير في سوريا ووفروا كل الدعم والاسناد لاسقاط الانظمة المعادية لسياساتهم واثارة الفوضى والارهاب في هذه الدول .

ولم تنجوا من هذه المؤامرات حتى روسيا التي وصلوا الى عقر دارها وفنائها الخلفي وخليجها الستراتيجي في جزيرة القرم .

هذه المعطيات تدعونا الى قراءة جديدة ومراجعة دقيقة ومتابعة مستمر للمواقف والاحداث لتشخيص الواقع والمصلحة العليا والمحافظة عليها قبل ان نندم ولات حين مندم.


ساتناول في المحور التالي ان شاء الله مسيرة وتأريخ الفكر الانساني القديم والحديث والمعاصر وتطوراته والفكر الممهد للظهور المبارك .




.