د. حامد العطية
31-08-2013, 03:30 AM
هل ستضرب أمريكا وحلفاؤها جبهة النصرة الإرهابية في سورية أيضاً؟
د. حامد العطية
تنوي أمريكا ضرب القوات النظامية السورية، بذريعة استعمالها الأسلحة الكيميائية المحرمة، وهي تجرّم النظام السوري حتى قبل ظهور نتائج التحقيقات الأممية، وسارعت إلى تأييد الموقف الأمريكي الحكومات الأوروبية السائرة في فلكها، وقلدتها الحكومات الببغاوية في بعض الدول العربية وتركيا، وترجح التكهنات المتداولة حدوث الضربة العسكرية الغربية خلال أيام معدودات.
تدعي أمريكا بأن موقفها من استعمال الأسلحة الكيمائية إنساني بحت، غير مشوب بدوافع مصلحية، وبأنها ملتزمة تماماً بالقانون الدولي، وانطلاقاً من حرصها على حياة وحقوق السوريين ستعاقب النظام السوري، إذ لا يجوز ترك المذنب من دون عقاب رادع.
لنفترض جدلاً تغليب حسن الظن بنوايا أمريكا، أو على الأقل الامتناع عن الحكم على نواياها حتى نشهد أفعالها.
لو سلمنا بأن القوات السورية استخدمت الأسلحة الكيمائية بالفعل، وهو أمر لم يثبت حدوثه بعد، يبقى هنالك شرط ملزم ثاني لكي نصدق بأن للهجوم الأمريكي الوشيك على القوات السورية دوافع ومبررات إنسانية خالصة، ففي نظر أمريكا والغرب هنالك شريران رئيسيان على الأرض السورية: النظام السوري وجبهة النصرة، وقد صنفت أمريكا جبهة النصرة على قائمة المنظمات الإرهابية، التي تدعي محاربتها في كل مكان، واتهمتها بارتكاب عمليات إرهابية، طالت المدنيين العزل في سورية، ومن المؤكد أن الجيش السوري وجبهة النصرة هما الأقوى بين الأطراف المتقاتلة في الصراع الدائر، وأي ضربة على طرف منهما ستخدم الطرف الآخر، فلو أقدمت أمريكا وبمساعدة حلفائها على ضرب القوات السورية فقط كما هو متوقع فسترتفع صيحات التكبير بين أتباع جبهة النصرة، وعلى الأغلب سيستغلون الفرصة للتنكيل بأعداد أخرى من السوريين وبالذات أتباع الأقليات المسلمة والمسيحيين والكورد.
لو حدث ذلك فستكون أمريكا في صف واحد مع الإرهابيين التابعين للقاعدة، وتتحمل بالتالي جانباً من المسؤولية عن جرائمهم، وهو أمر ليس بجديد أو غير متوقع بالنسبة لنا نحن العراقيين، إذ استقدم الاحتلال الأمريكي الإرهابيين لبلاد الرافدين، ووفر لهم ملاذاً آمناً في حواضنهم الطائفية، وحرم على القوات النظامية والشعبية دخولها، وتصدى للمدافعين عن المستهدفين بالإرهاب، وخلافاً لتعهداتها في الاتفاقية الأمنية الاستراتيجية ين البلدين امتنعت أمريكا عن تزويد حليفها المالكي وأعوانه بالأسلحة والمعلومات الاستخبارية لمحاربة الإرهابيين.
هل ستوزع أمريكا صواريخها وقذائفها على الجيش السوري وجبهة النصرة بالتساوي؟ بالتأكيد لا، لأن الإرهابيين يخدمون مصالح أمريكا وخطط سادتها الصهاينة في تقسيم واضعاف المنطقة من خلال نشر الفتن والاقتتال بين شعوبها وقومياتها وطوائفها، والرعاة الثلاثة الرئيسيون للإرهاب في المنطقة وهم تركيا والسعودية وقطر أدوات أمريكية صرف.
30 آب 2013م
د. حامد العطية
تنوي أمريكا ضرب القوات النظامية السورية، بذريعة استعمالها الأسلحة الكيميائية المحرمة، وهي تجرّم النظام السوري حتى قبل ظهور نتائج التحقيقات الأممية، وسارعت إلى تأييد الموقف الأمريكي الحكومات الأوروبية السائرة في فلكها، وقلدتها الحكومات الببغاوية في بعض الدول العربية وتركيا، وترجح التكهنات المتداولة حدوث الضربة العسكرية الغربية خلال أيام معدودات.
تدعي أمريكا بأن موقفها من استعمال الأسلحة الكيمائية إنساني بحت، غير مشوب بدوافع مصلحية، وبأنها ملتزمة تماماً بالقانون الدولي، وانطلاقاً من حرصها على حياة وحقوق السوريين ستعاقب النظام السوري، إذ لا يجوز ترك المذنب من دون عقاب رادع.
لنفترض جدلاً تغليب حسن الظن بنوايا أمريكا، أو على الأقل الامتناع عن الحكم على نواياها حتى نشهد أفعالها.
لو سلمنا بأن القوات السورية استخدمت الأسلحة الكيمائية بالفعل، وهو أمر لم يثبت حدوثه بعد، يبقى هنالك شرط ملزم ثاني لكي نصدق بأن للهجوم الأمريكي الوشيك على القوات السورية دوافع ومبررات إنسانية خالصة، ففي نظر أمريكا والغرب هنالك شريران رئيسيان على الأرض السورية: النظام السوري وجبهة النصرة، وقد صنفت أمريكا جبهة النصرة على قائمة المنظمات الإرهابية، التي تدعي محاربتها في كل مكان، واتهمتها بارتكاب عمليات إرهابية، طالت المدنيين العزل في سورية، ومن المؤكد أن الجيش السوري وجبهة النصرة هما الأقوى بين الأطراف المتقاتلة في الصراع الدائر، وأي ضربة على طرف منهما ستخدم الطرف الآخر، فلو أقدمت أمريكا وبمساعدة حلفائها على ضرب القوات السورية فقط كما هو متوقع فسترتفع صيحات التكبير بين أتباع جبهة النصرة، وعلى الأغلب سيستغلون الفرصة للتنكيل بأعداد أخرى من السوريين وبالذات أتباع الأقليات المسلمة والمسيحيين والكورد.
لو حدث ذلك فستكون أمريكا في صف واحد مع الإرهابيين التابعين للقاعدة، وتتحمل بالتالي جانباً من المسؤولية عن جرائمهم، وهو أمر ليس بجديد أو غير متوقع بالنسبة لنا نحن العراقيين، إذ استقدم الاحتلال الأمريكي الإرهابيين لبلاد الرافدين، ووفر لهم ملاذاً آمناً في حواضنهم الطائفية، وحرم على القوات النظامية والشعبية دخولها، وتصدى للمدافعين عن المستهدفين بالإرهاب، وخلافاً لتعهداتها في الاتفاقية الأمنية الاستراتيجية ين البلدين امتنعت أمريكا عن تزويد حليفها المالكي وأعوانه بالأسلحة والمعلومات الاستخبارية لمحاربة الإرهابيين.
هل ستوزع أمريكا صواريخها وقذائفها على الجيش السوري وجبهة النصرة بالتساوي؟ بالتأكيد لا، لأن الإرهابيين يخدمون مصالح أمريكا وخطط سادتها الصهاينة في تقسيم واضعاف المنطقة من خلال نشر الفتن والاقتتال بين شعوبها وقومياتها وطوائفها، والرعاة الثلاثة الرئيسيون للإرهاب في المنطقة وهم تركيا والسعودية وقطر أدوات أمريكية صرف.
30 آب 2013م