الشيخ مرتضى الحسون
02-09-2013, 04:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين ... ولا عدوان الا على الظالمين... وبعد
فهذه هي الوقفة الخامسة مع اكاذيب الالباني وتكذيبه لاحاديث النبي http://www.yahosein.com/vb/images/smilies/p1.gif في حق ال البيت عليهم السلام واليوم عندنا حديث النبي في حق امير المؤمنين ( أنت سيد في الدنيا ، وسيد في الآخرة ، من أحبك فقد أحبني ، وحبيبك حبيب الله ، وعدوك عدوي ، وعدوي عدو الله ، الويل لمن أبغضك من بعدي.) والذي رواه جمع من مصنفي اهل السنة مثل:
1- الحاكم النيسابوري في المستدرك : 3-127
(( حدثنا ) أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكى ثنا أحمد بن سلمة والحسين بن محمد القتباني ( وحدثني ) أبو الحسن
أحمد بن الخضر الشافعي ثنا إبراهيم بن أبي طالب ومحمد بن إسحاق ( وحدثنا ) أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أمية
القرشي بالساقة ثنا أحمد بن يحيى بن إسحاق الحلواني ( قالوا ) ثنا أبو الأزهر وقد حدثناه أبو علي المزكى عن
أبى الأزهر قال ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نظر
النبي صلى الله عليه وآله إلى علي فقال يا علي أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله
وعدوك عدوى وعدوي عدو الله والويل لمن أبغضك بعدي *صحيح على شرط الشيخين * وأبو الأزهر باجماعهم
ثقة وإذا تفرد الثقة بحديث فهو على أصلهم صحيح * ( سمعت ) أبا عبد الله القرشي يقول سمعت أحمد بن يحيى الحلواني
يقول لما ورد أبو الأزهر من صنعاء وذاكر أهل بغداد بهذا الحديث أنكره يحيى بن معين فلما كان يوم مجلسه
قال في آخر المجلس أين هذا الكذاب النيسابوري الذي يذكر عن عبد الرزاق هذا الحديث فقام أبو الأزهر
فقال هوذا انا فضحك يحيى بن معين من قوله وقيامه في المجلس فقربه وأدناه ثم قال له كيف حدثك عبد الرزاق
بهذا ولم يحدث به غيرك فقال اعلم يا أبا زكريا اني قدمت صنعاء وعبد الرزاق غائب في قرية له بعيدة فخرجت
إليه وانا عليل فلما وصلت إليه سألني عن امر خراسان فحدثته بها وكتبت عنه وانصرفت معه إلى صنعاء فلما ودعته
قال لي قد وجب علي حقك فانا أحدثك بحديث لم يسمعه منى غيرك فحدثني والله بهذا الحديث لفظا فصدقه
يحيى بن معين واعتذر إليه *)
وكذلك رواه عبد الله بن احمد ابن حنبل في فضائل الصحابة 2-624: ( 1092 - حدثنا أحمد بن عبد الجبار الصوفي قثنا أحمد بن الأزهر نا عبد الرزاق قال انا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال : بعثني النبي صلى الله عليه و سلم الى علي بن أبي طالب فقال أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة من احبك فقد احبني وحبيبك حبيب الله وعدوك عدوي وعدوي عدو الله الويل لمن ابغضك من بعدي ) وغيرهما كابن عدي والذهبي والقائمة طويلة .
وبكل بساطة قال الالباني في السلسلة الضعيفة : ان هذا الحديث موضوع ...!!!!
قلت :
بعد ان اصطدم الالباني - كسابقيه امثال الذهبي وابن الجوزي - بصحة السند وان كل رواته ثقاة ناقلا اقوال المصححين حيث قال : ( أخرجه ابن عدي (308/ 2) ، والحاكم (3/ 127-128) ، والخطيب (4/ 41-42) ، وابن عساكر (12/ 134/ 2-135/ 1) من طرق عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر : أخبرنا عبدالرزاق : أنبأ معمر عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
نظر النبي صلي الله عليه وسلم إلى علي فقال ... فذكره . وقال الحاكم :
"صحيح على شرط الشيخين ، وأبو الأزهر - بإجماعهم - ثقة ، وإذا انفرد الثقة بحديث ؛ فهو على أصلهم صحيح" !!
وتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : هذا وإن كان رواته ثقات ؛ فهو منكر ، ليس ببعيد من الوضع ؛ وإلا لأي شيء حدث به عبدالرزاق سراً ، ولم يجسر أن يتفوه به لأحمد وابن معين والخلق الذين رحلوا إليه ، وأبو الأزهر ثقة" .) انتهى كلام الالباني
فلم ير بدا الا يبحث له عن مخرج يخرجه من الازمة التي اوقع نفسه فيها حينما قال ان الحديث موضوع فجاء بحجج واهية ما انزل الله بها من سلطان سوف نردها تباعا باذن الله
وومن بين هذه الحجج هي:
اولا : عدم تجاسر عبد الرزاق بان يحدث احمد والبقية بهذا الحديث :
حيث قال مستندا الى كلام الذهبي : ( "قلت : هذا وإن كان رواته ثقات ؛ فهو منكر ، ليس ببعيد من الوضع ؛ وإلا لأي شيء حدث به عبدالرزاق سراً ، ولم يجسر أن يتفوه به لأحمد وابن معين والخلق الذين رحلوا إليه ، وأبو الأزهر ثقة" .)
اقول: وهذه طامة كبرى وقع فيها الذهبي وتابعه الالباني عليها حيث انكرا سنة النبي بلا دليل وبلا حجة ولذلك حذر العلماء الاوائل من هذا الخطر وهو التكذيب بسنة المصطفى (http://www.yahosein.com/vb/images/smilies/p1.gif)
قال : اسحق بن راهويه : ( من بلغه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر يقر بصحته ثم رده بغير تقية فهو كافر )
قلت وقد اقر الاثنان بصحة الحديث وانه موافق لاصولهم ومع ذلك انكراه
و
قال السيوطي رحمه الله :
" اعلموا رحمكم الله أنَّ مَن أنكر كون حديث النبي صلى الله عليه وسلم - قولا كان أو فعلا بشرطه المعروف في الأصول - حجة كفر ، وخرج عن دائرة الإسلام ، وحشر مع اليهود والنصارى أو من شاء من فرق الكفرة " انتهى.
"مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة" (ص/14)
الى غير ذلك من كلمات العلماء في هذا الصدد . فالحديث موضوع الكلام : صحيح الاسناد وفق مبانيهم ولكنهما مع ذلك انكراه انتصارا لرايهم المعادي لامام المتقين!!!
فبنى الذهبي حجته على (عدم تجاسر عبد الرزاق ان يحدث احمد وغيره بالحديث )
قلت فيه هذا امور:
1- ان فيه طعنا بعبد الرزاق - شيخ البخاري الم اتفق على وثاقته وضبطه وحفظه - لانه اتى بحديث موضوع لم يتجاسر ان يحدث به احمد
2- او انه طعن باحمد نفسه لانه لا يتحمل ان يسمع فضائل الامام علي عليه السلام ولذا خاف منه عبد الرزاق ولم يروه بمحضره وهذا اقرب لان الذهبي في اكثر من مورد رد فضائل البيت بهذه الدعوى : (
فتح الملك العلي - أحمد بن محمد الحسني المغربي - ص 58 - 59
وقد قال في حقه الذهبي أنه كان يعرف الأمور فلا يتجاسر أن يحدث بها ، سامح الله الذهبي يسمي التحديث بفضائل علي عليه السلام جسارة ، وقد وقع مثل هذا للحافظ أبي الأزهر النيسابوري فإنه لما حدث عن عبد الرزاق بحديث في فضل علي أخبر يحيى بن معين بذلك...الخ)
قلت وهل اوضح من هذا دليل على ان انكار الذهبي لسنة النبي في حق علي محض افتراء وتجن على السنة وكفر بها بلا دليل؟
3- ثم ان الذهبي يسال لاي شيء اخفى عبد الرزاق هذا الحديث عن الاخرين
قلت : الجواب واضح لان السلطات انذاك كانت تمنع من الرواية في حق ال البيت عليهم السلام وايما شخص روى ذلك رموه بالتشيع وسقطوه في عيون الناس ولعل ابرز من تعرض لذلك هو عبد الرزاق نفسه كما سنبين لاحقا.
4- اضف الى ذلك ان كثيرا من الروات على اختلاف طبقات اخفوا بعضا من الاحاديث تقية وخوفا من الخطر الذي قد يترتب على روايتهم لذلك
فهذا الراوي الاول عندكم وهو ابو هريرة يخفي احاديث النبي خوفا على نفسه من القتل اذ يقول : (
تذكرة الحفاظ - الذهبي - ج 1 - ص 35
ابن أبي ذئب عن المقبري [ عن أبي هريرة ( 1 ) ] قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وآله وعائين فاما أحدهما فبثثته في الناس واما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم )
فهل ستطعنون بابي هريرة ايضا وتتعجبون منه كما تعجبتم من عبد الرزاق؟
وهذا هو الصحابي الاخر حذيفة بن اليمان يخشى على نفسه من رواية بعض الاحاديث لئلا يقتل : (
المصنف - عبد الرزاق الصنعاني - ج 11 - ص 52 - 53
19889 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال : خرجت أنا وعمرو بن صليع المحاربي ، حتى دخلنا .على حذيفة ، فإذا هو محتب ( 1 ) على فراشه يحدث الناس ، قال : فغلبني حياء الشباب فقعدت في أدناهم ، وتقدم عمرو مجتنئا ( 2 ) على عوده حتى قعد إليه ، فقال : حدثنا يا حذيفة ! فقال : عما أحدثكم ؟ فقال : لو أني أحدثكم بكل ما أعلم قتلتموني - أو قال : لم تصدقوني - قالوا : وحق ذلك ؟ قال : نعم ، قالوا : فلا حاجة لنا في حق تحدثناه فنقتلك عليه ، ولكن حدثنا بما ينفعنا ولا يضرك ، فقال : أرأيتم لو حدثتكم أن أمكم تغزوكم ( 3 ) إذا صدقتموني ؟ قالوا : وحق ذلك ؟ ومعها مضر مضرها الله ( 4 ) في النار ، وأسد عمان سلت ( 5 ) الله أقدامهم ،..الخ)
فهنا نلاحظ ان حذيفة يخفي الاحاديث خوفا من القتل او التكذيب
وهذا لا يعني انه لو التقى باحد الثقات المؤمونين انه لا يحدثه بل بالعكس فانه وقتها ان امن له يبثه الحديث ويعتبره جائزة وحضوة يحضى بها كما حدث لعبد الرزاق حينما التقاه ابو ازهر منفردا فحدثه بالحديث الذي نحن بصدد الكلام عنه ولذلك عقب الحاكم بعد ذكره للحديث وتصحيحه اياه بقوله : ( ( سمعت ) أبا عبد الله القرشي يقول سمعت أحمد بن يحيى الحلواني
يقول لما ورد أبو الأزهر من صنعاء وذاكر أهل بغداد بهذا الحديث أنكره يحيى بن معين فلما كان يوم مجلسه
قال في آخر المجلس أين هذا الكذاب النيسابوري الذي يذكر عن عبد الرزاق هذا الحديث فقام أبو الأزهر
فقال هوذا انا فضحك يحيى بن معين من قوله وقيامه في المجلس فقربه وأدناه ثم قال له كيف حدثك عبد الرزاق
بهذا ولم يحدث به غيرك فقال اعلم يا أبا زكريا اني قدمت صنعاء وعبد الرزاق غائب في قرية له بعيدة فخرجت
إليه وانا عليل فلما وصلت إليه سألني عن امر خراسان فحدثته بها وكتبت عنه وانصرفت معه إلى صنعاء فلما ودعته
قال لي قد وجب علي حقك فانا أحدثك بحديث لم يسمعه منى غيرك فحدثني والله بهذا الحديث لفظا فصدقه
يحيى بن معين واعتذر إليه) { المستدرك : 3-128}
فابو الازهر اوضح سبب تفرده بالحديث وهو لقاؤه بعبد الرزاق في قرية بعيدة لوحده وقد خصه بهذا الحديث لوثوقه به وامنه منه بخلاف الاخرين الذين قد يعرضونه للخطر لوحدثهم بذلك , ولذلك ما كان من يحيى بن معين الا ان صدق به واعتذر اليه فلو كان تفرده بالحديث تهمة تجعل من الحديث موضوعا لكان اول الطاعنين هو يحيى بن معين فليس مثله من يداهن على الحق!!
5- الامر الاخر ان الرواي وهو ابو الازهر قد توبع على حديثه وهذا ما نص عليه الالباني نفسه وبهذه المتابعة ينتفي عنه وضع الحديث كما بين ذلك يحيى بن معين مصدقا لقول ابي الازهر. بوهذا ينتفي كلام الذهبي من ان الحديث موضوع بسبب تفرد ابي الازهر به وعدم تجاسر عبد الرزاق بروايته امام الملا.
تنبيه : سوف نرد في اخر البحث مسالة راي ابن معين في الحديث وتدليسات الالباني في حق صاحب المراجعات.قدس.
وبه تعالى نستعين ... ولا عدوان الا على الظالمين... وبعد
فهذه هي الوقفة الخامسة مع اكاذيب الالباني وتكذيبه لاحاديث النبي http://www.yahosein.com/vb/images/smilies/p1.gif في حق ال البيت عليهم السلام واليوم عندنا حديث النبي في حق امير المؤمنين ( أنت سيد في الدنيا ، وسيد في الآخرة ، من أحبك فقد أحبني ، وحبيبك حبيب الله ، وعدوك عدوي ، وعدوي عدو الله ، الويل لمن أبغضك من بعدي.) والذي رواه جمع من مصنفي اهل السنة مثل:
1- الحاكم النيسابوري في المستدرك : 3-127
(( حدثنا ) أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكى ثنا أحمد بن سلمة والحسين بن محمد القتباني ( وحدثني ) أبو الحسن
أحمد بن الخضر الشافعي ثنا إبراهيم بن أبي طالب ومحمد بن إسحاق ( وحدثنا ) أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أمية
القرشي بالساقة ثنا أحمد بن يحيى بن إسحاق الحلواني ( قالوا ) ثنا أبو الأزهر وقد حدثناه أبو علي المزكى عن
أبى الأزهر قال ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نظر
النبي صلى الله عليه وآله إلى علي فقال يا علي أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله
وعدوك عدوى وعدوي عدو الله والويل لمن أبغضك بعدي *صحيح على شرط الشيخين * وأبو الأزهر باجماعهم
ثقة وإذا تفرد الثقة بحديث فهو على أصلهم صحيح * ( سمعت ) أبا عبد الله القرشي يقول سمعت أحمد بن يحيى الحلواني
يقول لما ورد أبو الأزهر من صنعاء وذاكر أهل بغداد بهذا الحديث أنكره يحيى بن معين فلما كان يوم مجلسه
قال في آخر المجلس أين هذا الكذاب النيسابوري الذي يذكر عن عبد الرزاق هذا الحديث فقام أبو الأزهر
فقال هوذا انا فضحك يحيى بن معين من قوله وقيامه في المجلس فقربه وأدناه ثم قال له كيف حدثك عبد الرزاق
بهذا ولم يحدث به غيرك فقال اعلم يا أبا زكريا اني قدمت صنعاء وعبد الرزاق غائب في قرية له بعيدة فخرجت
إليه وانا عليل فلما وصلت إليه سألني عن امر خراسان فحدثته بها وكتبت عنه وانصرفت معه إلى صنعاء فلما ودعته
قال لي قد وجب علي حقك فانا أحدثك بحديث لم يسمعه منى غيرك فحدثني والله بهذا الحديث لفظا فصدقه
يحيى بن معين واعتذر إليه *)
وكذلك رواه عبد الله بن احمد ابن حنبل في فضائل الصحابة 2-624: ( 1092 - حدثنا أحمد بن عبد الجبار الصوفي قثنا أحمد بن الأزهر نا عبد الرزاق قال انا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال : بعثني النبي صلى الله عليه و سلم الى علي بن أبي طالب فقال أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة من احبك فقد احبني وحبيبك حبيب الله وعدوك عدوي وعدوي عدو الله الويل لمن ابغضك من بعدي ) وغيرهما كابن عدي والذهبي والقائمة طويلة .
وبكل بساطة قال الالباني في السلسلة الضعيفة : ان هذا الحديث موضوع ...!!!!
قلت :
بعد ان اصطدم الالباني - كسابقيه امثال الذهبي وابن الجوزي - بصحة السند وان كل رواته ثقاة ناقلا اقوال المصححين حيث قال : ( أخرجه ابن عدي (308/ 2) ، والحاكم (3/ 127-128) ، والخطيب (4/ 41-42) ، وابن عساكر (12/ 134/ 2-135/ 1) من طرق عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر : أخبرنا عبدالرزاق : أنبأ معمر عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
نظر النبي صلي الله عليه وسلم إلى علي فقال ... فذكره . وقال الحاكم :
"صحيح على شرط الشيخين ، وأبو الأزهر - بإجماعهم - ثقة ، وإذا انفرد الثقة بحديث ؛ فهو على أصلهم صحيح" !!
وتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : هذا وإن كان رواته ثقات ؛ فهو منكر ، ليس ببعيد من الوضع ؛ وإلا لأي شيء حدث به عبدالرزاق سراً ، ولم يجسر أن يتفوه به لأحمد وابن معين والخلق الذين رحلوا إليه ، وأبو الأزهر ثقة" .) انتهى كلام الالباني
فلم ير بدا الا يبحث له عن مخرج يخرجه من الازمة التي اوقع نفسه فيها حينما قال ان الحديث موضوع فجاء بحجج واهية ما انزل الله بها من سلطان سوف نردها تباعا باذن الله
وومن بين هذه الحجج هي:
اولا : عدم تجاسر عبد الرزاق بان يحدث احمد والبقية بهذا الحديث :
حيث قال مستندا الى كلام الذهبي : ( "قلت : هذا وإن كان رواته ثقات ؛ فهو منكر ، ليس ببعيد من الوضع ؛ وإلا لأي شيء حدث به عبدالرزاق سراً ، ولم يجسر أن يتفوه به لأحمد وابن معين والخلق الذين رحلوا إليه ، وأبو الأزهر ثقة" .)
اقول: وهذه طامة كبرى وقع فيها الذهبي وتابعه الالباني عليها حيث انكرا سنة النبي بلا دليل وبلا حجة ولذلك حذر العلماء الاوائل من هذا الخطر وهو التكذيب بسنة المصطفى (http://www.yahosein.com/vb/images/smilies/p1.gif)
قال : اسحق بن راهويه : ( من بلغه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر يقر بصحته ثم رده بغير تقية فهو كافر )
قلت وقد اقر الاثنان بصحة الحديث وانه موافق لاصولهم ومع ذلك انكراه
و
قال السيوطي رحمه الله :
" اعلموا رحمكم الله أنَّ مَن أنكر كون حديث النبي صلى الله عليه وسلم - قولا كان أو فعلا بشرطه المعروف في الأصول - حجة كفر ، وخرج عن دائرة الإسلام ، وحشر مع اليهود والنصارى أو من شاء من فرق الكفرة " انتهى.
"مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة" (ص/14)
الى غير ذلك من كلمات العلماء في هذا الصدد . فالحديث موضوع الكلام : صحيح الاسناد وفق مبانيهم ولكنهما مع ذلك انكراه انتصارا لرايهم المعادي لامام المتقين!!!
فبنى الذهبي حجته على (عدم تجاسر عبد الرزاق ان يحدث احمد وغيره بالحديث )
قلت فيه هذا امور:
1- ان فيه طعنا بعبد الرزاق - شيخ البخاري الم اتفق على وثاقته وضبطه وحفظه - لانه اتى بحديث موضوع لم يتجاسر ان يحدث به احمد
2- او انه طعن باحمد نفسه لانه لا يتحمل ان يسمع فضائل الامام علي عليه السلام ولذا خاف منه عبد الرزاق ولم يروه بمحضره وهذا اقرب لان الذهبي في اكثر من مورد رد فضائل البيت بهذه الدعوى : (
فتح الملك العلي - أحمد بن محمد الحسني المغربي - ص 58 - 59
وقد قال في حقه الذهبي أنه كان يعرف الأمور فلا يتجاسر أن يحدث بها ، سامح الله الذهبي يسمي التحديث بفضائل علي عليه السلام جسارة ، وقد وقع مثل هذا للحافظ أبي الأزهر النيسابوري فإنه لما حدث عن عبد الرزاق بحديث في فضل علي أخبر يحيى بن معين بذلك...الخ)
قلت وهل اوضح من هذا دليل على ان انكار الذهبي لسنة النبي في حق علي محض افتراء وتجن على السنة وكفر بها بلا دليل؟
3- ثم ان الذهبي يسال لاي شيء اخفى عبد الرزاق هذا الحديث عن الاخرين
قلت : الجواب واضح لان السلطات انذاك كانت تمنع من الرواية في حق ال البيت عليهم السلام وايما شخص روى ذلك رموه بالتشيع وسقطوه في عيون الناس ولعل ابرز من تعرض لذلك هو عبد الرزاق نفسه كما سنبين لاحقا.
4- اضف الى ذلك ان كثيرا من الروات على اختلاف طبقات اخفوا بعضا من الاحاديث تقية وخوفا من الخطر الذي قد يترتب على روايتهم لذلك
فهذا الراوي الاول عندكم وهو ابو هريرة يخفي احاديث النبي خوفا على نفسه من القتل اذ يقول : (
تذكرة الحفاظ - الذهبي - ج 1 - ص 35
ابن أبي ذئب عن المقبري [ عن أبي هريرة ( 1 ) ] قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وآله وعائين فاما أحدهما فبثثته في الناس واما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم )
فهل ستطعنون بابي هريرة ايضا وتتعجبون منه كما تعجبتم من عبد الرزاق؟
وهذا هو الصحابي الاخر حذيفة بن اليمان يخشى على نفسه من رواية بعض الاحاديث لئلا يقتل : (
المصنف - عبد الرزاق الصنعاني - ج 11 - ص 52 - 53
19889 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال : خرجت أنا وعمرو بن صليع المحاربي ، حتى دخلنا .على حذيفة ، فإذا هو محتب ( 1 ) على فراشه يحدث الناس ، قال : فغلبني حياء الشباب فقعدت في أدناهم ، وتقدم عمرو مجتنئا ( 2 ) على عوده حتى قعد إليه ، فقال : حدثنا يا حذيفة ! فقال : عما أحدثكم ؟ فقال : لو أني أحدثكم بكل ما أعلم قتلتموني - أو قال : لم تصدقوني - قالوا : وحق ذلك ؟ قال : نعم ، قالوا : فلا حاجة لنا في حق تحدثناه فنقتلك عليه ، ولكن حدثنا بما ينفعنا ولا يضرك ، فقال : أرأيتم لو حدثتكم أن أمكم تغزوكم ( 3 ) إذا صدقتموني ؟ قالوا : وحق ذلك ؟ ومعها مضر مضرها الله ( 4 ) في النار ، وأسد عمان سلت ( 5 ) الله أقدامهم ،..الخ)
فهنا نلاحظ ان حذيفة يخفي الاحاديث خوفا من القتل او التكذيب
وهذا لا يعني انه لو التقى باحد الثقات المؤمونين انه لا يحدثه بل بالعكس فانه وقتها ان امن له يبثه الحديث ويعتبره جائزة وحضوة يحضى بها كما حدث لعبد الرزاق حينما التقاه ابو ازهر منفردا فحدثه بالحديث الذي نحن بصدد الكلام عنه ولذلك عقب الحاكم بعد ذكره للحديث وتصحيحه اياه بقوله : ( ( سمعت ) أبا عبد الله القرشي يقول سمعت أحمد بن يحيى الحلواني
يقول لما ورد أبو الأزهر من صنعاء وذاكر أهل بغداد بهذا الحديث أنكره يحيى بن معين فلما كان يوم مجلسه
قال في آخر المجلس أين هذا الكذاب النيسابوري الذي يذكر عن عبد الرزاق هذا الحديث فقام أبو الأزهر
فقال هوذا انا فضحك يحيى بن معين من قوله وقيامه في المجلس فقربه وأدناه ثم قال له كيف حدثك عبد الرزاق
بهذا ولم يحدث به غيرك فقال اعلم يا أبا زكريا اني قدمت صنعاء وعبد الرزاق غائب في قرية له بعيدة فخرجت
إليه وانا عليل فلما وصلت إليه سألني عن امر خراسان فحدثته بها وكتبت عنه وانصرفت معه إلى صنعاء فلما ودعته
قال لي قد وجب علي حقك فانا أحدثك بحديث لم يسمعه منى غيرك فحدثني والله بهذا الحديث لفظا فصدقه
يحيى بن معين واعتذر إليه) { المستدرك : 3-128}
فابو الازهر اوضح سبب تفرده بالحديث وهو لقاؤه بعبد الرزاق في قرية بعيدة لوحده وقد خصه بهذا الحديث لوثوقه به وامنه منه بخلاف الاخرين الذين قد يعرضونه للخطر لوحدثهم بذلك , ولذلك ما كان من يحيى بن معين الا ان صدق به واعتذر اليه فلو كان تفرده بالحديث تهمة تجعل من الحديث موضوعا لكان اول الطاعنين هو يحيى بن معين فليس مثله من يداهن على الحق!!
5- الامر الاخر ان الرواي وهو ابو الازهر قد توبع على حديثه وهذا ما نص عليه الالباني نفسه وبهذه المتابعة ينتفي عنه وضع الحديث كما بين ذلك يحيى بن معين مصدقا لقول ابي الازهر. بوهذا ينتفي كلام الذهبي من ان الحديث موضوع بسبب تفرد ابي الازهر به وعدم تجاسر عبد الرزاق بروايته امام الملا.
تنبيه : سوف نرد في اخر البحث مسالة راي ابن معين في الحديث وتدليسات الالباني في حق صاحب المراجعات.قدس.