ابومحمد العلوي
04-09-2013, 04:20 PM
قاتل امامنا الصادق (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
سبحان الله , ما من مخلوق يخرج من حول الله وقوته الى حول نفسه وقوتها الا ويصبح منجم للموبقات ...فيتهاوى الى دركات جهنم بسرعه مذهله ...
((... نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ))(سورة الحشر/الآية 19)
والا فما هو تأويل التسافل العجيب لشرذمة الطغاة الغارقين في بحر دماء الابرياء والهاتكين لأعراضهم والسارقين لأموالهم ..
فلا يبقى امامهم حرام الا وارتكبوه ولا حرمه الا وانتهكوها ولا معروف الا وعطلوه ولا منكر الا وامروا به ....
يبغون في الارض الفساد ويهلكون الحرث والنسل ....
((الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ))(سورة التوبة/الآية 67)
ومن هؤلاء الطغاة الدوانيقي العباسي , المتسافل الى دركات عجيبه بحيث كان لا يتحمل بقاء امامنا الصادق (ع) ولو للحظات , لا لشيء الا انه يرى في امامنا الصادق (ع)حجة من حجج الله البالغة , وخليفه من خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وحلقه من حلقات عترته الطاهرة (عليهم السلام)
آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر , مقيما لحدود الله , تاليا لكتاب الله , محييا للسنن محاربا للبدع ...
ولقد كان الطاغية بين الفينة والفينه يبدي عدم التحمل بدون حياء او وجل وكان الإمام في لقاءاته الأخيرة معه يقول له :
«لا تعجل ، لقد بلغت الرابعة والستين وفيها مات أبي وجدي».
لقد كان اللعين العباسي يتألم كثيرا عندما يسمع , بان افئدة الناس تهوي الى وريث الانبياء والاوصياء (ع) في زمانه , وان اشياخ العلماء مزدحمين في حلقة درسه (ع) وهم تلاميذ صغار ينهلون من فيض علمه الغزير .
تلك الدروس والمجالس , التي اسست قواعد العلوم والفنون لتنير الدرب لكل الاجيال المتعاقبة ... وبُين فيها للناس كل ما يحتاجون اليه , قال امامنا الصادق (ع):
(الحمد للّه الذي لم يخرجني من الدنيا حتى بينت للناس جميع ما تحتاج إليه).
وأخيرا امر الطاغية الدوانيقي عامله بالمدينة ، بان يدس السم لإمامنا الصادق (عليه السلام) وكان السّم في عنب كما ذكر ذلك الكفعمي في المصباح
وبعد ان سرى السم في جسم امامنا جعفر الصادق (عليه السلام) وحانة لحظة الوداع أمر الامام(ع) أن يجمعوا له كلّ مَن بينه وبينهم قرابة ، وبعد أن اجتمعوا عنده فتح عينيه في وجوههم فقال مخاطباً لهم : إِن شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بالصلاة(بحار الأنوار : 47/2/5، محاسن البرقي : 1/80.).
وفي رواية امامنا موسى الكاظم (عليه السلام):
لما حضرت أبي الوفاة قال لي:
(يا بني لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة).
وعن مولاتنا السيدة حميدة المصفاة (أم الإمام موسى الكاظم): قالت (عليها السلام) , لرجل من أصحابه:
لو رأيت أبا عبد اللّه عند الموت لرأيت عجبا: فتح عينيه ثم قال (إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة)
وأمر وهو بتلك الحال لكلّ واحد من ذوي رحمه بصلة، وللحسن الأفطس بسبعين ديناراً، فقالت له مولاته سالمة : أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك ؟ قال : تريدين ألا أكون من الذين قال اللّه عزّ وجل فيهم : ((والذين يصلون ما أمر اللّه به أن يوصل ويخشون ربّهم ويخافون سوء الحساب))(سورة الرعد/الآية 21)
نعم يا سالمة إِن اللّه خلق الجنّة فطيّب ريحها، وإِن ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام، ولا يجد ريحها عاقّ ولا قاطع رحم
(المناقب : 4/273، والغيبة للشيخ الطوسي : 128).
وأخيرا فاضت روح مولانا الصادق (عليه السلام ) الطاهرة المقدسة
فانا لله وانا اليه راجعون
واكد حادثة الشهادة بالسمّ، جملة من علماء العامة كما في :
«إِسعاف الراغبين» و«نور الأبصار» و«تذكرة الخواص» و«الصواعق المحرقة» وكان ذلك في الخامس والعشرين من شهر شّوال /سنة 148 هج
ولمّا قبض عليه السلام كفّنه ولده امامنا موسى الكاظم عليه السلام في ثوبين شطويين(اسم قرية في مصر تنسب اليها الثياب الشطويّة) كان يحرم فيهما، وفي قميص من قمصه، وفي عمامة كانت لعلي بن الحسين عليه السلام، وفي بُرد اشتراه بأربعين ديناراً.
وأمر بالسراج في البيت الذي كان يسكنه أبو عبد اللّه عليه السلام الى أن اُخرج الى العراق كما فعل أبو عبد اللّه عليه السلام من قبل في البيت الذي كان يسكنه أبوه الباقر عليه السلام(الكافي، باب مولد الصادق عليه السلام : 1/475/8).
وقال أبو هريرة(العجلي وقد عدّه ابن شهراشوب في شعراء أهل البيت المجاهدين،) لمّا حُمل الصادق عليه السلام على سريره واُخرج الى البقيع ليُدفن :
أقول وقد راحوا به يحملونه *** على كاهل من حامليه وعاتق
أتدرون ماذا تحملون الى الثرى*** ثبير هوى من رأس علياء شاهق
غداة حثا الحاثون فوق ضريحه*** تراباً وأولى كان فوق المفارق
أيا صادق ابن الصادقين إِليه *** بآبائك الأطهار حلفة صادق
لحّقاً بكم ذو العرش أقسم في الورى*** فقال تعالى اللّه رب المشارق
نجوم هي اثنا عشرة كن سبقا*** الى اللّه في علم من اللّه سابق
ودُفن عليه السلام في البقيع مع الامام الحسن المجتبى والامام علي السجاد والامام محمد الباقر(عليهم افضل الصلاة واتم التسليم)
والعجيب ان الطاغيه الدوانيقي لم يكتفي بارتكاب تلك الجريمة الشنعاء
بل انه في لحظة قتله لوصي من اوصياء رسول الله(صلى الله عليه وآله) أمر بقتل الذي من بعده (سبحان الله)
قال أبو أيوب الجوزي: بعث إلي أبو جعفر المنصور في جوف الليل فدخلت عليه وهو جالس على الكرسي وبين يديه شمعة. وفي يده كتاب . فلما سلمت عليه رمى الكتاب إلي، وهو يبكي، وقال: هذا ابن سليمان (والي المدينة) يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات. فإنا للّه وإنا إليه راجعون. قالها ثلاثا. ثم قال: وأين مثل جعفر؟ ثم قال: اكتب. فكتبت صدر الكتاب، ثم قال (اكتب إن كان قد أوصى إلى رجل يعينه فقدمه واضرب عنقه).
ورجع الجواب إليه أن الإمام (ع)أوصى إلى خمسة هم: أبو جعفر المنصور وابن سليمان، وعبد اللّه وموسى وحميدة
فتحير الدوانيقي وخاب ظنه
((... وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ))(سورة الأنفال/ الآية30)
نسأل الباري تعجيل فرج مولانا ومقتدانا حفيد الصادقين ووريثهم , الامام محمد المهدي المنتظر (عليه السلام) ليملئ الارض قسطا وعدلا بعد ان ملئها الطغاة واعوانهم ظلما وجورا ان الله على كل شيء قدير ونعم المولى ونعم النصير , وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير الخلق محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم .
اهم المصادر:
1ـ القرآن الكريم
2ـ الإمام جعفر الصادق(ع) , المستشار عبد الحليم الجندي
3ـ الإمام جعفر الصادق عليه السلام , الشيخ محمد الحسين المظفر
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
سبحان الله , ما من مخلوق يخرج من حول الله وقوته الى حول نفسه وقوتها الا ويصبح منجم للموبقات ...فيتهاوى الى دركات جهنم بسرعه مذهله ...
((... نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ))(سورة الحشر/الآية 19)
والا فما هو تأويل التسافل العجيب لشرذمة الطغاة الغارقين في بحر دماء الابرياء والهاتكين لأعراضهم والسارقين لأموالهم ..
فلا يبقى امامهم حرام الا وارتكبوه ولا حرمه الا وانتهكوها ولا معروف الا وعطلوه ولا منكر الا وامروا به ....
يبغون في الارض الفساد ويهلكون الحرث والنسل ....
((الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ))(سورة التوبة/الآية 67)
ومن هؤلاء الطغاة الدوانيقي العباسي , المتسافل الى دركات عجيبه بحيث كان لا يتحمل بقاء امامنا الصادق (ع) ولو للحظات , لا لشيء الا انه يرى في امامنا الصادق (ع)حجة من حجج الله البالغة , وخليفه من خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وحلقه من حلقات عترته الطاهرة (عليهم السلام)
آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر , مقيما لحدود الله , تاليا لكتاب الله , محييا للسنن محاربا للبدع ...
ولقد كان الطاغية بين الفينة والفينه يبدي عدم التحمل بدون حياء او وجل وكان الإمام في لقاءاته الأخيرة معه يقول له :
«لا تعجل ، لقد بلغت الرابعة والستين وفيها مات أبي وجدي».
لقد كان اللعين العباسي يتألم كثيرا عندما يسمع , بان افئدة الناس تهوي الى وريث الانبياء والاوصياء (ع) في زمانه , وان اشياخ العلماء مزدحمين في حلقة درسه (ع) وهم تلاميذ صغار ينهلون من فيض علمه الغزير .
تلك الدروس والمجالس , التي اسست قواعد العلوم والفنون لتنير الدرب لكل الاجيال المتعاقبة ... وبُين فيها للناس كل ما يحتاجون اليه , قال امامنا الصادق (ع):
(الحمد للّه الذي لم يخرجني من الدنيا حتى بينت للناس جميع ما تحتاج إليه).
وأخيرا امر الطاغية الدوانيقي عامله بالمدينة ، بان يدس السم لإمامنا الصادق (عليه السلام) وكان السّم في عنب كما ذكر ذلك الكفعمي في المصباح
وبعد ان سرى السم في جسم امامنا جعفر الصادق (عليه السلام) وحانة لحظة الوداع أمر الامام(ع) أن يجمعوا له كلّ مَن بينه وبينهم قرابة ، وبعد أن اجتمعوا عنده فتح عينيه في وجوههم فقال مخاطباً لهم : إِن شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بالصلاة(بحار الأنوار : 47/2/5، محاسن البرقي : 1/80.).
وفي رواية امامنا موسى الكاظم (عليه السلام):
لما حضرت أبي الوفاة قال لي:
(يا بني لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة).
وعن مولاتنا السيدة حميدة المصفاة (أم الإمام موسى الكاظم): قالت (عليها السلام) , لرجل من أصحابه:
لو رأيت أبا عبد اللّه عند الموت لرأيت عجبا: فتح عينيه ثم قال (إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة)
وأمر وهو بتلك الحال لكلّ واحد من ذوي رحمه بصلة، وللحسن الأفطس بسبعين ديناراً، فقالت له مولاته سالمة : أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك ؟ قال : تريدين ألا أكون من الذين قال اللّه عزّ وجل فيهم : ((والذين يصلون ما أمر اللّه به أن يوصل ويخشون ربّهم ويخافون سوء الحساب))(سورة الرعد/الآية 21)
نعم يا سالمة إِن اللّه خلق الجنّة فطيّب ريحها، وإِن ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام، ولا يجد ريحها عاقّ ولا قاطع رحم
(المناقب : 4/273، والغيبة للشيخ الطوسي : 128).
وأخيرا فاضت روح مولانا الصادق (عليه السلام ) الطاهرة المقدسة
فانا لله وانا اليه راجعون
واكد حادثة الشهادة بالسمّ، جملة من علماء العامة كما في :
«إِسعاف الراغبين» و«نور الأبصار» و«تذكرة الخواص» و«الصواعق المحرقة» وكان ذلك في الخامس والعشرين من شهر شّوال /سنة 148 هج
ولمّا قبض عليه السلام كفّنه ولده امامنا موسى الكاظم عليه السلام في ثوبين شطويين(اسم قرية في مصر تنسب اليها الثياب الشطويّة) كان يحرم فيهما، وفي قميص من قمصه، وفي عمامة كانت لعلي بن الحسين عليه السلام، وفي بُرد اشتراه بأربعين ديناراً.
وأمر بالسراج في البيت الذي كان يسكنه أبو عبد اللّه عليه السلام الى أن اُخرج الى العراق كما فعل أبو عبد اللّه عليه السلام من قبل في البيت الذي كان يسكنه أبوه الباقر عليه السلام(الكافي، باب مولد الصادق عليه السلام : 1/475/8).
وقال أبو هريرة(العجلي وقد عدّه ابن شهراشوب في شعراء أهل البيت المجاهدين،) لمّا حُمل الصادق عليه السلام على سريره واُخرج الى البقيع ليُدفن :
أقول وقد راحوا به يحملونه *** على كاهل من حامليه وعاتق
أتدرون ماذا تحملون الى الثرى*** ثبير هوى من رأس علياء شاهق
غداة حثا الحاثون فوق ضريحه*** تراباً وأولى كان فوق المفارق
أيا صادق ابن الصادقين إِليه *** بآبائك الأطهار حلفة صادق
لحّقاً بكم ذو العرش أقسم في الورى*** فقال تعالى اللّه رب المشارق
نجوم هي اثنا عشرة كن سبقا*** الى اللّه في علم من اللّه سابق
ودُفن عليه السلام في البقيع مع الامام الحسن المجتبى والامام علي السجاد والامام محمد الباقر(عليهم افضل الصلاة واتم التسليم)
والعجيب ان الطاغيه الدوانيقي لم يكتفي بارتكاب تلك الجريمة الشنعاء
بل انه في لحظة قتله لوصي من اوصياء رسول الله(صلى الله عليه وآله) أمر بقتل الذي من بعده (سبحان الله)
قال أبو أيوب الجوزي: بعث إلي أبو جعفر المنصور في جوف الليل فدخلت عليه وهو جالس على الكرسي وبين يديه شمعة. وفي يده كتاب . فلما سلمت عليه رمى الكتاب إلي، وهو يبكي، وقال: هذا ابن سليمان (والي المدينة) يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات. فإنا للّه وإنا إليه راجعون. قالها ثلاثا. ثم قال: وأين مثل جعفر؟ ثم قال: اكتب. فكتبت صدر الكتاب، ثم قال (اكتب إن كان قد أوصى إلى رجل يعينه فقدمه واضرب عنقه).
ورجع الجواب إليه أن الإمام (ع)أوصى إلى خمسة هم: أبو جعفر المنصور وابن سليمان، وعبد اللّه وموسى وحميدة
فتحير الدوانيقي وخاب ظنه
((... وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ))(سورة الأنفال/ الآية30)
نسأل الباري تعجيل فرج مولانا ومقتدانا حفيد الصادقين ووريثهم , الامام محمد المهدي المنتظر (عليه السلام) ليملئ الارض قسطا وعدلا بعد ان ملئها الطغاة واعوانهم ظلما وجورا ان الله على كل شيء قدير ونعم المولى ونعم النصير , وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير الخلق محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم .
اهم المصادر:
1ـ القرآن الكريم
2ـ الإمام جعفر الصادق(ع) , المستشار عبد الحليم الجندي
3ـ الإمام جعفر الصادق عليه السلام , الشيخ محمد الحسين المظفر