المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العراق أقوى من الدوامة


sofiane222dz
20-09-2013, 12:12 AM
ان النظام العراقي مثير للجدل.. فقد ولد تحت الاحتلال الأمريكي وفي جو مشحون طائفيا وبعنف داخلي غير مسبوق.. إنه لا يزال بعد سنوات طويلة في حالة عجز عن إنهاء الأزمة الأمنية في البلاد.. وفي عجز عن تكريس الخط الوطني للدولة وتجاوز الانشطار الطائفي، بل لعله يعيش التمزق والتشظي كما لم يعش العراق من قبل..وإنه مع ذلك كله خليط من التوجهات وخليط من الأفكار وخليط من الخطاب..فأحيانا يرمى بأنه طائفي وللناقدين أدلة وبراهين، وأحيانا يمدح بأنه أخرج الاحتلال بإصرار مستفيدا من التناقضات المحلية والإقليمية، وأحيانا يصنف في الخط الوطني، وأنه ضمانة وحدة العراق..كانت له خصومات إقليمية مع إيران وسوريا، ولكنه في مواجهة التحديات الدولية وقف بجوار إيران وسوريا في تقاطعات وفصول من التحالف تحسب له بأنه ليس تماما في ركاب الأمريكان.
إنه نظام معقد في توليفته الفكرية والسياسية..جاء ليشهد أو يشارك في تفجير كل الدمامل المحتقنة في العراق وانبعاث القبح الأسود الدامي الملون بطائفية سوداء قبيحة..لا أستطيع أن أتهمه بأنه صانع الطائفية في العراق وإن كان قد انغمس في الانشطار الطائفي..إنه قتل من الشيعة أكثر مما قتل من السنة، ولكنه تفرد بمجزرة قادة النظام السابق بمحاكم صورية بائسة، إشترك في إخراجها مع الاحتلال الأمريكي..ولقد واجهته عواصف كادت تطيح به، إلا أنه صمد وإن كان العنف والقسوة أداتين مفضلتين لديه في مواجهة مخالفيه.
هذا هو النظام العراقي الذي يحاول أن يفرض نفسه في حياة العراقيين وفي محيطه العربي والإسلامي بما يتناسب مع حجم العراق وإمكانياته..لكنه يتقاطر دما عراقيا لعل كثيرا منه مسفوح بظلم وعدوان ومفاسد مالية تزكم الأنوف بعد أن أصبح أعضاء قيادة النظام التنفيذيين والتشريعيين يتلقون أعلى مرتبات في العالم وبشكل يثير الاشمئزاز.. هذا فضلا عن السرقات المباشرة أو السمسرة في شراء المواد الأساسية أو بيع البترول أو إنشاء المشاريع.. لقد بلغ الفساد ذروته واستعان النظام بأبشع أساليب القمع في الاعتقالات والسجون والتعذيب البدني الشديد.
هذا هو رأس العراق اليوم فكيف تكون بقية مكوناته السياسية؟ كيف ستكون الأحزاب والمرجعيات والقيادات؟..معظمها للأسف استجاب لاستفزازات النظام، ولعل بعضها سبقه إليها فمن تلك العناوين من انخرط في العنف ومنها من اختار الانطواء والابتعاد عن المسرح السياسي ومنها من حاول الانشقاق بأجزاء من العراق، ومنها من حاول التظاهر والعصيان..وكأن أبعد ما يكون على العراقيين أن يتفقوا على برنامج، ويجعلوا الاتفاق هو المرجع الأعلى وليس الانحيازات الجهوية والطائفية.
إنها تجربة مريرة..وكانت العشر سنوات قاسية وعنيفة وجنونية.. ومن خلال النظر للموضوع بحكم فلسفة التاريخ فإنه لم يكن من المتوقع في هذه المرحلة أن يولد نظام إنساني يحافظ على الحريات والتعددية، وأن يكون المكون الثقافي العراقي كله في مهمة واحدة تخدم المصالح العليا للعراق بغض النظر عن الانتماءات الثقافية والمذهبية..

أما الآن فإنه بإمكان العراقيين الخروج من هذه الدوامة المدماة، حيث لا يزالوا يمتلكون ثوابت الوعي ونقاط الارتكاز الضرورية لميلاد مجتمع حيوي..أولها أن العراقيين بالجملة ضد الكيان الصهيوني وأن فلسطين قضيتهم المركزية ثم إن العراقيين في تكوينهم العميق ليسوا طائفيين بل موحدين ويدركون قيمة الوحدة ويمنحوها حقها.. وهاتان القاعدتان كافيتان لارتكاز العراق وانعدال قوامه وتحرره من فوضاه القاتلة.

س البغدادي
21-09-2013, 11:52 AM
الاكيد ،،،انه ليست هناك شخصية محددة للسياسة العراقية داخليا ويتبعها خارجيا ،،
ومافشل في الداخل يتبعه اعلاما نوعا ما يظهر نجاحا خارجيا ،،
بوركتم اخينا الفاضل