المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المشهد ما قبل النهائي في سوريا


sofiane222dz
28-09-2013, 12:15 AM
تقف دمشق مجللة بالبهاء والكبرياء، عيناها عينا مها في لحظة عشق للوثوب في سلام وجلال.

في سوريا، وبعد التدمير والتطاحن حول القرى والبلدات وبين الأحياء وبالقرب من الحدود التركية والأردنية أو في محيط دمشق وحلب وحمص تبدو الأمور سائرة إلى المشهد الأخير، حيث سيكون التوزّع على جبهتين إما الجيش الرسمي السوري أو مسلحي القاعدة.. وهكذا يكون الاقتتال في سوريا قد أنهى فصله المشوّش إلى صورة واضحة. فلقد كان التشويش لدى البعض عندما كان هناك مقاتلون سوريون تحت لواء سوري "الجيش الحر"، رغم أنه يتلقّى دعما خليجيا وأوربيا واضحا.. الآن تكون مجموعات القاعدة تطارد الجيش الحر وتنتزع منه مواقعه الواحد تلو الآخر، بعد أن أصبح المشهد السوري جاذبا لكل المقاتلين عبر العالم، والذين يجدون دعما مباشرا من دول إقليمية فتحت سجونها وأرسلت بهم إلى جبهات القتال في سوريا.. وفي هذا السياق أدلى هيثم منّاع رئيس التنسيقية السورية المعارضة بتصوره لمآلات الأوضاع القتالية في سوريا، قائلا: إن مسلحي "الجيش الحر" سيلجؤون بعد شهرين إلى الجيش السوري أو سيهربون لخارج سوريا هربا من مسلحي القاعدة الذين يتقدمون شمال وشرق سوريا.

وأكد خلال برنامج حواري على قناة "فرانس 24"، أن الخطر القادم في سوريا هو هؤلاء التكفيريون الذين توافدوا إلى سوريا من كل حدب وصوب، برعاية خليجية وتركية، مطالبا بالإسراع لعقد لقاء "جنيف 2"، لأنه يمثّل الخروج الأمثل لسوريا من الأزمة.

وحول ما تتناقله بعض وسائل الإعلام حول وجود مشروع لتقسيم سوريا، قال مناع: "لا يمكن للشعب السوري أن يقبل بالتقسيم، كيف يتحدثون عن كانتون علوي في الساحل علما أن العلويين في الساحل باتوا في الوقت الحالي أقلية، لأنهم استقبلوا ما لا يقل عن 900 ألف من إخوانهم من السنة من بقية المحافظات، كيف لشعب كهذا أن يقبل بالتقسيم" .

كما رفض المعارض السوري ما يشاع عن نية الأكراد إنشاء كانتون كردي في الشمال الشرقي من سوريا، مؤكدا أن الأكراد هم جزء من النسيج السوري، وهم يسعون للديمقراطية والعدالة لا الانكفاء على أنفسهم.

بمراجعة الأحداث خلال أشهر الاقتتال والتدمير نكتشف أن هناك خطأين استراتيجيين ارتكبهما الجيش الحر، الأول أنه شرّع للقتال الداخلي وحوّل مطالب الناس الاجتماعية والسياسية إلى غطاء لتبرير القتل والتخريب في المجتمع والدولة والاستقواء في ذلك بأعداء سوريا التاريخيين.. والخطأ الاستراتيجي الآخر أنه مهّد، بإعلانه القتال، لتدخل تنظيمات ومجموعات لها أجندات عابرة للقارات في الشأن السوري، فأصبحت سوريا مقصدا لكل المقاتلين بالإيجار أو بالجهل. وبالفعل انتشر أكثر من 100 ألف مقاتل مدرّب تدريب حرب العصابات في أنحاء من سوريا على الطريقة الأفغانية.

وبعد أن تساقطت وجاهة المطالب الاجتماعية والحريات السياسية التي انطلقت في بداية الاحتجاجات بسبب اللجوء إلى القتال.. تسقط الآن ورقة المعارضة السورية المسلحة بعد أن انحسر وجودها ودورها، وأصبحت قوات القاعدة تشغَلُ معظم جبهة المعارضة المسلحة.



من الآن فصاعدا، سيكون تصنيف ما يدور في سوريا من خلال الرأي العام الإقليمي والدولي كما الداخلي، أن ما يحصل إنما هو عمليات عسكرية مدفوعة من قوى خارجية تقصد المساس بالأمن الاجتماعي والدولة السورية.. وسيقفل الملف على هذا المعطى القاسي، وستتعامل الدولة السورية مع الحالة كما تعاملت فرنسا وأوروبا وبعض الدول العربية مع العنف المسلح، ولن تكون الأوضاع أكثر عنفا من سواها. وهكذا ستخرج سوريا من الفوضى القاتلة نحو ميلاد فجر سوري، لا بد أن يكون بكل السوريين ولكل السوريين.